
لا وجود لأزمة تعليم في أميركا
لطالما ادعى العديد من السياسيين «الجمهوريين» أن المدارس الحكومية في أميركا تخذل طلابها والبلاد. وبعد التراجع في نتائج الاختبارات، إثر جائحة كورونا، بدأ بعض «الديمقراطيين» والمراقبين المحايدين أيضاً يعبّرون عن قلقهم تجاه حالة التعليم في أميركا.
كتب «رام إيمانويل»، كبير موظفي البيت الأبيض في عهد الرئيس باراك أوباما، في صحيفة «واشنطن بوست»، أن البلاد لا تركز بما فيه الكفاية على «الأزمة الحقيقية، وهي فشل أطفالنا في تحقيق المعايير الأساسية في القراءة والكتابة والحساب». لكن هذه النظرة التشاؤمية مبالغ فيها، فالمدارس الحكومية الأميركية تعلم الأطفال بمستويات تضاهي الدول المتقدمة الأخرى. من المؤكد أنك سمعتَ عن التراجع الكبير في نتائج اختبارات التقييم الوطني للتقدم التعليمي (NAEP) بعد جائحة «كوفيد-19».
لكن هناك مقاييس أخرى يجب أخذها بعين الاعتبار. يخضع الطلاب في سن 15 عاماً، في مختلف دول العالم، لامتحانات القراءة والرياضيات والعلوم، ضمن برنامج التقييم الدولي للطلاب (PISA). وفي أحدث اختبار للبرنامج عام 2022، سجَّل الطلاب الأميركيون نتائج مماثلة لطلاب أستراليا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا. وأظهرت نتائج عام 2018 أن أداء الطلاب الأميركيين مماثل لأداء نظرائهم في تلك الدول. وتُظهر نتائج PISA أن الغالبية العظمى من الطلاب الأميركيين يحققون مستوى «الكفاءة الأساسية» في الرياضيات والقراءة والعلوم.
وهذا بفضل أنظمة المدارس الحكومية التي يتلقى فيها 87% من الطلاب تعليمَهم. وتُظهر نتائج PISA أن الدول حول العالم شهدت تراجعاً في التعليم خلال الجائحة، وأن هناك فجوة كبيرة في الأداء بين الطلاب الأغنياء والفقراء في معظم الدول. لذا، وفي حين أن فجوة التحصيل الدراسي وفقدان التعلم الناجم عن جائحة كوفيد-19 يُمثلان مشكلتين كبيرتين، فإنهما ليسا عيباً في نظام التعليم الأميركي. تشير ثلاثة مؤشرات إضافية إلى أن التعليم الأميركي لا يفشل. أولاً، يُعرب معظم الآباء (حوالي 70%) عن رضاهم عن مدارس أبنائهم.
ثانياً، عادةً ما يُعارض الناخبون البرامج التي تُحوّل الأموال من المدارس الحكومية إلى الخاصة، حتى في الولايات الجمهورية. ثالثاً، نجاح وازدهار الاقتصاد الأميركي الذي يعج بأشخاص يحققون إنتاجية عالية.
من الصعب تخيل حدوث ذلك كله إذا كان معظم الأميركيين لا يتعلمون شيئاً في المدارس الحكومية. وغالباً ما تتجاهل النقاشات حول التعليم في أميركا الفوائدَ غير الأكاديمية الكبرى للمدارس الحكومية. فهي أماكن آمنة خلال النهار، وغالباً ما تقدم وجبات مجانية. كما تتيح تفاعلاً بين الطلاب من خلفيات اقتصادية واجتماعية مختلفة، وهو أمر قيم وتعليمي حتى لو لم ينعكس على درجات الاختبارات.
*كاتب أميركي
بيري بيكون جونيور*
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست لايسنج آند سينديكيشن»
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البوابة
منذ 17 ساعات
- البوابة
منصة «مصر الرقمية».. الطريق لمواجهة تحديات الرعاية الصحية
القطاع الصحي، أحد أكثر القطاعات التي تأثرت بالثورة الرقمية العالمية، وبدأت التقنيات الجديدة تحدث تغيرات في نظام الرعاية الصحية لتحسين كفاءة رعاية المرضى، وهو أحد أهم تحديات المستقبل، وبرزت أهمية التحول الرقمى فى استخدام السجلات الصحية الإلكترونية والتى تشمل كل المعلومات الصحية والبيانات عن حالة المرضى، ما يُسهل معرفة التاريخ المرضى والمرض الوراثى، وغيرها من البيانات التى يمكن من خلالها رصد الأمراض للأشخاص على المستوى القومي، ومن ثم معرفة المخاطر والتحديات التى يجب أن تستعد لها الدولة وتخطيط طرق العلاج والوقاية اللازمة. كما أظهرت جائحة كوفيد ١٩ أهمية التحول الرقمى الصحى بشكل بالغ فى جميع الدول، وباتت العديد من الدول العربية تطبق تقنيات التطبيب عن بعد، وجمع المعلومات الطبية إلكترونيًا واستخدام التكنولوجيا فى معرفة مناطق البؤر الفيروسية لكورونا. استراتيجية عالمية للتحول الرقمي تُعرف الصحة الرقمية بأنها استخدام التكنولوجيا لتحسين الصحة والرعاية الصحية، وتشمل مجموعة واسعة من الحلول، بدءًا من التطبيقات التى تراقب صحة الفرد عبر الموبايل، امتدادًا إلى السجلات الصحية الإلكترونية إلى الذكاء الاصطناعى الذى يساعد الأطباء فى تشخيص الأمراض، والتطبيب عن بُعد. ونحو إدماج العالم للتحول الرقمى فى المجال الصحى أطلقت منظمة الصحة العالمية الاستراتيجية العالمية بشأن الصحة الرقمية (٢٠٢٠ – ٢٠٢٥)، والتى تشجع الدول الأعضاء على صياغة استراتيجيات قومية للصحة الرقمية وفقًا لأولوياتها لتحقيق نظم صحية أقوى وأكثر مرونة وأقرب للناس. مع ظهور جائحة كورونا عام ٢٠٢٠، بدأ اتجاه الدول لاستخدام الصحة الرقمية والالتزام بالتباعد حتى فى المنشآت الصحية، وأثبتت دول الشرق الأوسط استعدادًا لتبنى هذا التوجه نحو التحوّل الرقمى والرعاية الصحية من المنزل من خلال عدة منصات صحية رقمية تم استخدامها. الصحة الرقمية فى مصر نفذت مصر الكثير من التجارب الناجحة التى استفادت من التكنولوجيا وتقديم خدمات التطبيب عن بعد، مما ساعد كثير من المرضى من الاستفادة بخدمات صحية بشكل أيسر وأحيانًا بشكل أقل تكلفة لهم إلى جانب القدرة على التواصل مع استشاريين مما يزيد من التعلم والتدريب الإكلينيكي. كما عرضت المبادرة الرئاسية للتطبيب عن بعد، التعاون بين المستشفيات الجامعية فى القاهرة وبعض المستشفيات فى صعيد مصر والمناطق النائية، بهدف استفادة النظم الصحية أيضًا من التعامل مع المواطنين لحجز التطعيمات، من خلال بوابة مصر الإلكترونية، ما قلل التزاحم والضغط على بعض المنشآت الصحية دون غيرها فضمن توزيعًا أوخدمة أفضل للمواطن وعبء أقل على المنشآت الصحية. في هذا السياق، قال المهندس أحمد صبري، الخبير التكنولوجى، إن مصر بدأت من حيث انتهى الآخرون، واتخذت خطوات عظيمة خلال السنوات الماضية، وأن الشاهد على التطور الجارى هى منصة "مصر الرقمية" التى قدمت العديد من الخدمات الرقمية التى ساعدت المصريين على إنجاز معاملاتهم بسهولة ويسر خاصة في التأمين الصحي الشامل، مشيرًا إلى تقبل الأسرة المصرية لاستخدام المنصات الرقمية للحصول على الخدمات، وهو ما يدعو إلى التوسع في تقديم خدمات الرعاية الصحية الإلكترونية. سجل صحى إلكترونى لكل مواطن فيما أكدت د. حنان صالح كامل، المدرس بجامعة القاهرة، فى دراسة استكشافية حول السجلات الصحية الإلكترونية وتحديات التحول الرقمى فى مجال الرعاية الصحية، على ضرورة إنشاء سجل صحى إلكترونى لكل مواطن بالرقم القومي، بالإضافة إلى إنشاء منصة رقمية قومية لنظم المعلومات الصحية تكون بمثابة البوابة الوطنية للمعلومات والخدمات الصحية، وعنصر أساسى فى مسيرة التحول الرقمى لنظام الرعاية الصحية فى مصر، وتتصل بشبكة للمعلومات الصحية مع وزارة الصحة المصرية والمستشفيات العامة والخاصة، على أن تصبح بوابة خدمات وزارة الصحة مصدرًا لتقديم المعلومات الدقيقة لزوار البوابة، وزيادة الوعى الصحى بشكل عام. مشروعات رقمية جديدة يعد مشروع إعداد الإحصائيات والخرائط الصحية للأمراض، من أهم المشروعات الصحية فى خريطة التحول الرقمى في مصر، ويشمل ميكنة القطاعات والهيئات التابعة لوزارة الصحة، للحصول على قاعدة بيانات موحدة ومدققة، وبالتعاون والتنسيق بين قطاع الطب الوقائي، وهيئة التأمين الصحي، والمجالس الطبية المتخصصة، وكافة الجهات المعنية، وذلك لتحقيق التكامل وربط المنظومة الصحية ببعضها البعض. من جهة أخرى، أطلقت وزارة الصحة والسكان مؤخرًا خلال شهر أبريل الماضي، عدة مشروعات ضمن التحول الرقمى الصحي، من أبرزها المشروع القومى لميكنة منظومة الغسيل الكلوي، كما أطلق الدكتور خالد عبدالغفار وزير الصحة والسكان، مشروع ميكنة وربط مراكز الوقاية من مضاعفات العقر أو الخدش من الحيوان، فى هدد من المحافظات كمرحلة أولى ضمن خطة الوزارة لتفعيل تكامل قواعد البيانات بين كافة جهات الدولة المصرية. تحديات التحول الرقمى خصوصية البيانات وأمنها، أحد أهم التحديات التي تواجه عملية التحول الرقمي، فمع تحول الرعاية الصحية إلى الرقمية، يزداد خطر اختراق البيانات، ولذا يجب على المؤسسات تحقيق التوازن الدقيق بين تسهيل الوصول إلى المعلومات الصحية والحفاظ على خصوصية هذه البيانات وأمانها، وذلك حسب خبير تكنولوجيا المعلومات ماجد صابر. وأضاف، أن الفجوة الرقمية تمثل أيضًا تحديًا كبيرًا، حيث لا يتمتع الجميع بإمكانية الوصول إلى التقنيات الرقمية على قدم المساواة، مما قد يؤدى إلى فوارق فى تقديم الرعاية الصحية، ومن الأهمية بمكان ألا تؤدى رقمنة الرعاية الصحية إلى توسيع هذه الفجوة، بل تجعل الرعاية فى متناول الجميع بدلًا من ذلك.


العين الإخبارية
منذ 2 أيام
- العين الإخبارية
انخفاض معدلات تطعيم الأطفال في أمريكا يثير مخاوف من تفشي الأمراض
أظهرت بيانات جديدة صادرة عن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أن معدلات التطعيم بين الأطفال الأمريكيين واصلت تراجعها. يأتي ذلك في وقت تسجّل فيه الولايات المتحدة أعلى معدل إصابة بالحصبة منذ إعلان القضاء على المرض عام 2000. وبحسب التقرير، انخفضت نسبة الأطفال الذين تلقوا لقاح الحصبة إلى 92.5% فقط، مقارنة بـ95% قبل جائحة كوفيد-19، وهي النسبة اللازمة لضمان "مناعة القطيع". كما تراجعت معدلات التطعيم ضد شلل الأطفال والسعال الديكي إلى مستويات مقلقة مماثلة. البيانات تشير إلى أن نحو 286 ألف طفل التحقوا بالمدارس دون استكمال جرعات لقاح الحصبة اللازمة، في وقت تفشّى فيه وباء متعدد الولايات بدأ من غرب تكساس وأسفر عن ثلاث وفيات. وفي عام 2024، سُجّلت أكثر من 32 ألف إصابة بالسعال الديكي، بينها حالة وفاة لرضيع في كاليفورنيا. ويرجع الخبراء هذا التراجع إلى تصاعد الشكوك حول اللقاحات، لا سيما بعد تصريحات مثيرة للجدل من وزير الصحة الأمريكي روبرت إف. كينيدي جونيور، الذي شكّك مرارًا في مأمونية لقاحات الأطفال، بما في ذلك لقاحات الحصبة وشلل الأطفال والتهاب الكبد. كما شهدت الولايات المتحدة ارتفاعًا في نسب "الإعفاءات غير الطبية" من التطعيم، والتي وصلت إلى 3.6% على المستوى الوطني، مقارنة بـ2% قبل عقد من الزمن. الدكتور آدم راتنر، خبير الأمراض المعدية للأطفال في نيويورك، حذر قائلاً: "كلما استمرت معدلات التطعيم في التراجع، زادت مخاطر عودة أوبئة مشابهة لما شهدناه في تكساس". وتواجه السلطات الصحية تحديًا مزدوجًا: استعادة ثقة الأهالي باللقاحات، ومعالجة التفاوت الجغرافي في معدلات التطعيم، حيث تسجل بعض المجتمعات نسب تغطية منخفضة لا تتجاوز 60%، رغم أن المتوسط الوطني يتخطى 90%. ويأتي هذا في وقت لا تزال فيه الجهود العالمية لتعويض تراجع التطعيم بسبب الجائحة محدودة؛ إذ تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن نسبة التطعيم الكامل ضد الحصبة عالميًا بلغت 76% فقط بنهاية عام 2024، بعد أن هوت إلى 68% خلال الجائحة. aXA6IDE4NS4xOTguMjQ0LjM1IA== جزيرة ام اند امز IT


البوابة
منذ 5 أيام
- البوابة
الدكتورة ميرفت السيد: مستشفيات الأمانة جاهزة لتطبيق التأمين الصحي الشامل فور اعتماد "Gahar"
أعلنت الدكتورة ميرفت السيد، مدير المركز الأفريقي لخدمات صحة المرأة والمشرف العام على مستشفيات أمانة المراكز الطبية المتخصصة بالإسكندرية، أن جميع مستشفيات الأمانة أصبحت جاهزة لتطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل الجديد، وذلك فور الحصول على الاعتماد الدولي للجودة 'Gahar'. وأكدت خلال مشاركتها بالندوة التي نظمتها نقابة الصحفيين بالإسكندرية، أن المستشفيات تشهد حاليًا عمليات تطوير ورفع كفاءة شاملة، تتضمن البنية التحتية والتجهيزات الطبية، بالإضافة إلى تأهيل الفرق الطبية والتمريضية لمواكبة التحول الكبير المنتظر في تقديم الخدمة الصحية. وأشارت السيد إلى أن مشروع التأمين الصحي الشامل سيساهم في رفع كفاءة تقديم الرعاية الطبية، كما سيتيح فرصًا لتحسين أجور الأطباء، موضحة أن مستشفيات المنظومة ستستعين بأطباء من خارج، وتمنحهم رواتب تضاهي مستشفيات القطاع الخاص، بهدف الحفاظ على مستوى متميز من الخدمة. وشددت على الدور الحيوي للإعلام في دعم المنظومة الصحية، مؤكدة أن الصحافة والإعلام لعبا دورًا محوريًا في مواجهة الشائعات خلال الأزمات، وخصوصًا أثناء جائحة كورونا، حيث ساهم الإعلام الصحي في نشر التوعية والمعلومات الدقيقة حول طرق الوقاية والتعامل مع المصابين، ومستشفيات الاستقبال. وحذّرت السيد من مخاطر الممارسات العشوائية في بعض مراكز التجميل، والعيادات الغير مرخصة، مثل استخدام نفس الحقنة في عمل التاتو والوشم أو في حقن الفيلر والبوتوكس دون مراعاة قواعد التعقيم، مؤكدة أن هذه الممارسات تسهم في انتشار الفيروسات والأمراض المعدية بين الأشخاص. أشاد رزق الطرابيشي، نقيب الصحفيين بالإسكندرية، بمواقف الدكتورة ميرفت السيد الوطنية، مستشهدًا بدورها البطولي خلال جائحة كورونا، حين قادت مستشفى العجمي بعد تحويله إلى مركز حجر صحي، وظلت على رأس العمل لمدة تجاوزت 118 يومًا دون انقطاع، وهو ما يجسّد روح القيادة والتضحية. وأكد رامي ياسين، سكرتير عام النقابة، أن الدكتورة ميرفت تمثل نموذجًا للمسؤول الذي يجمع بين أداء الواجب وتقديم المعلومة الدقيقة في وقت الأزمات، مضيفًا أن تواجدها في مواقع القيادة أسهم في تماسك المجتمع السكندري بفضل التعاون الصحفي والطبي خلال فترات حرجة. من جانبها، وصفت هدى الساعاتي، وكيل نقابة الصحفيين بالإسكندرية، الدكتورة ميرفت بأنها نموذج مُشرّف للمرأة المصرية، مشيرة إلى تكريمها من قِبل القيادة السياسية، تقديرًا لإسهاماتها في دعم المنظومة الصحية خلال الظروف الصعبة. شهد الندوة خالد الأمير، وكيل نقابة الصحفيين بالإسكندرية، إلى جانب حضور لافت من أعضاء الجمعية العمومية للنقابة، ونخبة من الصحفيين والإعلاميين من مختلف المؤسسات الصحفية، الذين حرصوا على المشاركة في الفعالية، دعمًا للحوار الإعلامي وتبادل الرؤى والخبرات المهنية.