logo
غارديان: إيران تسرع ترحيل 4 ملايين أفغاني بعد طردهم "كالقمامة"

غارديان: إيران تسرع ترحيل 4 ملايين أفغاني بعد طردهم "كالقمامة"

الجزيرةمنذ 18 ساعات
استعرض تقرير نشرته صحيفة غارديان نقلا عن موقع أفغاني تفاصيل الحملة الإيرانية لترحيل 4 ملايين أفغاني من إيران ، أغلبهم نساء، في ظل ظروف إنسانية ومعيشية صعبة.
ووفقا لما نقله التقرير عن المنظمة الدولية للهجرة ، تم ترحيل أكثر 250 ألف أفغاني خلال الشهر الماضي وحده، من بينهم آلاف النساء.
وأوضح التقرير أن عمليات الترحيل تسارعت قبيل الموعد النهائي الذي حددته السلطات الإيرانية، يوم الأحد السادس من يوليو/تموز، لمغادرة جميع الأفغان غير النظاميين.
وذكر أن إيران لطالما اعتقلت ورحلت الرجال الأفغان، ولكنّ مسؤولين أفغان على الحدود الأفغانية-الإيرانية أفادوا مؤخرا بحدوث تغيير في سياسة طهران بعد الحرب مع إسرائيل، ليشمل الترحيل جميع "الأجانب".
وأكد المسؤولون وصول ما لا يقل عن 13 جثة خلال الأسبوعين الماضيين، حسب التقرير، ولكن لم يتضح ما إذا كانت الوفاة بسبب الحر والعطش أثناء عمليات الترحيل"القاسية"، أو نتيجة غارات إسرائيلية على إيران.
ترحيل قسري
وتحدث الموقع مع عدد من النساء الأفغانيات على الحدود، من بينهن "سحر" (اسم مستعار لحماية هويتها)، وهي أرملة في الأربعين من عمرها وأم لـ3 أطفال، أكدت أنها لا تعرف إلى أين تتجه بعد ترحيلها من إيران، حيث أقامت هناك أكثر من 10 سنوات.
وأضافت أنها كانت تدير ورشة خياطة صغيرة ودفعت مؤخرا عربونا لشراء منزل، ولكنها احتُجزت الأسبوع الماضي مع أطفالها من مخيم للاجئين قرب مدينة شيراز، ثم جرى ترحيلهم قسرا.
وقالت إن السلطات "جاؤوا في منتصف الليل، وتوسلت إليهم أن يمنحوني يومين فقط لجمع أغراضي، ولكنهم لم يستجيبوا، ولم أتمكن حتى من أخذ ملابس أطفالي، لقد طردونا كما تُرمى القمامة".
وأشار التقرير إلى أن هذه العودة القسرية تضع النساء وجها لوجه مع قوانين حكومة حركة طالبان التي تمنع تنقل المرأة دون مرافقة محرم، مما يترك كثيرات عالقات على الحدود.
ووصلت كثير من النساء إلى المعابر الحدودية منهكات وجائعات بلا وثائق أو مأوى، حسب الموقع، بعد ساعات من السير تحت الشمس الحارقة.
وذكرت "سحر" للموقع غلاء الغذاء والماء، مضيفة أنه "إذا لم تملك المال، فسيبقى طفلك جائعا".
كما تعرّضت النساء داخل حافلات الترحيل لإهانات متكررة، ولم تكن الحافلات مكيفة رغم تجاوز درجات الحرارة 50 درجة مئوية.
وذكرت أم أفغانية للموقع الإهانات التي تعرضت لها، إذ قيل لها: "أنتم الأفغان لا تستحقون شيئا"، وأضافت أن "طفلي بكى من شدة الحر، ولكن السائق ضحك وسخر منا".
وبيّن التقرير أن الحكومة الأفغانية وعدت بتوفير مأوى مؤقت للنساء العائدات دون محرم، إلا أن كثيرات قلن إنهن لم يتلقين أي دعم، في ظل سياسات تمنعهن من السكن والعمل.
كما أفاد التقرير بأن المساعدات التي توفرها المنظمة الدولية للهجرة عند المعابر تبقى مؤقتة ومحدودة، في ظل غياب التفويض والموارد اللازمة للدعم المستدام.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب يستبعد ضرب إيران مجددا ويؤكد عقد اجتماع وشيك معها
ترامب يستبعد ضرب إيران مجددا ويؤكد عقد اجتماع وشيك معها

الجزيرة

timeمنذ 2 ساعات

  • الجزيرة

ترامب يستبعد ضرب إيران مجددا ويؤكد عقد اجتماع وشيك معها

استبعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب توجيه ضربة جديدة لإيران، مؤكدا أنه سيتم عقد اجتماع وشيك مع طهران. وقالت ترامب -ردا على أسئلة الصحفيين خلال مأدبة عشاء أقامها لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو – إنه يأمل أن تكون الحرب مع إيران قد انتهت، مشيرا إلى أن القيادة الإيرانية ترغب في عقد لقاء لصنع السلام. وأضاف أنه لا يمكن أن يتخيل أنه يرغب في توجيه ضربة أخرى إلى إيران لأنه تريد التوصل إلى حل، وأكد أنه سيتم عقد اجتماع مع إيران. وأعرب الرئيس الأميركي عن أمله رفع العقوبات الأميركية الصارمة عن إيران في الوقت المناسب، وفق تعبيره. وأوضح أن الخطوة الأخيرة لرفع العقوبات الأميركية عن سوريا ستساعد دمشق على المضي قدمًا، معبرا عن أمله أن تتخذ إيران خطوة مماثلة. وكشف ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط أن الاجتماع مع الإيرانيين سيحدث سريعا جدا وربما سيعقد الأسبوع القادم. من جهته قال نتنياهو إن قدرات أميركا وإسرائيل ساهمت في "استئصال ورمين كانا يهددان إسرائيل وهما سلاح إيران النووي والباليستي". وفي 13 يونيو/حزيران المنصرم، شنت إسرائيل بدعم أميركي عدوانا على إيران استمر 12 يوما، وانضمت إليها الولايات المتحدة التي قصفت منشآت نووية إيرانية، وقد قتل في الضربات الإسرائيلية قادة عسكريون وعلماء نوويون. في حين ردت إيران باستهداف مقرات عسكرية واستخبارية إسرائيلية بصواريخ باليستية وطائرات مسيّرة، ثم أعلنت واشنطن في 24 من الشهر نفسه وقفا لإطلاق النار بين تل أبيب وطهران. وتتهم إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة إيران بالسعي لإنتاج أسلحة نووية، بينما تقول طهران إن برنامجها مصمم للأغراض السلمية، بما في ذلك توليد الكهرباء. وتعد إسرائيل الدولة الوحيدة في المنطقة التي تملك ترسانة نووية، وهي غير خاضعة لرقابة دولية، وتواصل منذ عقود احتلال أراض في فلسطين وسوريا ولبنان.

مفاوضات النووي معلقة بين رفض طهران شروط ترامب وجهلها بما سيفعله
مفاوضات النووي معلقة بين رفض طهران شروط ترامب وجهلها بما سيفعله

الجزيرة

timeمنذ 7 ساعات

  • الجزيرة

مفاوضات النووي معلقة بين رفض طهران شروط ترامب وجهلها بما سيفعله

لم يعد معروفا ما الذي يعده الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية- خلال الزيارة التي يجريها الأخير ل واشنطن حاليا، في ظل حالة عدم اليقين وفقدان الثقة اللتين تسيطران على مستقبل المفاوضات الأميركية الإيرانية. فقد وصل نتنياهو إلى الولايات المتحدة أمس الاثنين في زيارة هي الأولى بعد الحرب الأميركية الإسرائيلية على إيران، والثالثة له منذ عودة ترامب للبيت الأبيض قبل 6 أشهر. ومن المتوقع أن تتمخض هذه الزيارة عن أمور تستهدف تغيير شكل المنطقة بطريقة أو بأخرى. وتأتي مباحثات ترامب ونتنياهو بينما لم تحدد إيران موعدا لاستئناف المفاوضات مع واشنطن التي تقول إنها استغلت التفاوض كخدعة لضرب منشآتها النووية. كما أن سلوك ترامب غير التقليدي يجعل احتمالات استخدامه للقوة مجددا أمرا محتملا، رغم حديثه عن الرغبة في السلام. ضربات محتملة لإيران ومما يزيد من غموض الموقف، هو ما ذكره موقع "أكسيوس" الأميركي -الثلاثاء الماضي- بشأن استعداد تل أبيب لتوجيه مزيد من الضربات لطهران في حال قررت الأخيرة المضي قدما في ترميم برنامجها النووي، ونقل عن مسؤولين إسرائيليين أن ترامب ربما يمنح نتنياهو ضوءا أخضر خلال زياته الحالية لواشنطن. وقبل أيام من زيارة نتنياهو، زار وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، واشنطن وأجرى مباحثات مهمة ومكثفة، وبعد عودته قدم إحاطات مغلقة مفادها "أنه خرج بانطباع بأن إدارة ترامب ستدعم ضربات إسرائيلية جديدة على إيران في ظل ظروف معينة"، حسب أكسيوس. هذه التسريبات الصحفية عززت حالة عدم اليقين لدى الإيرانيين بشأن ما يخطط ترامب للقيام به، وتزيد على الأرجح من حالة فقدان الثقة الإيرانية في أي مفاوضات محتملة مع الولايات المتحدة بعدما شارك ترامب وكبير مفاوضيه ستيف ويتكوف، في عملية الخداع التي سبقت شن الحرب على إيران، وفق ما تقول الباحثة في الشأن الإيراني الدكتورة فاطمة الصمادي. ونقلت الصمادي -خلال مشاركتها في برنامج ما وراء الخبر- تصريحات لوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، قال فيها إنه من غير المعقول العودة للتفاوض مع ويتكوف الذي مارس خداعا خلال المفاوضات حتى يمهد الطريق أمام الحرب. كما أكد عراقجي أن ويتكوف كان يقول كلاما في الغرف المغلقة ثم يقول غيره في العلن، وهو أمر يعزز حالة فقدان الثقة في التعامل معه ومع الإدارة الأميركية كلها والتي تفاقمت تماما خصوصا لدى المرشد الأعلى علي خامنئي الذي لا يمكن العودة للمفاوضات دون موافقته، كما تقول الصمادي. ولم تمنع أزمة الثقة هذه الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان من الحديث -أمس الاثنين- عن العودة للتفاوض مع الولايات المتحدة شريطة استعادة الثقة بين الجانبين، وهو حديث ربما يحاول من خلال الوفاء بوعده الانتخابي المتعلق بإنهاء الإشكالية التاريخية مع أميركا. لكن الوفاء بهذا الوعد قد لا يكون سهلا لأن موافقة المرشد الأعلى ومجلس الشورى -ذي الأغلبية الأصولية- لن تقبل بأي تفاوض يقوم على أساس الاستسلام، ولا بتغيير شكل المنطقة على نحو يجعل إسرائيل هي صاحبة الكلمة الأولى والأخيرة فيها، وهو أمر ينطبق على دول أخرى كبيرة مثل تركيا ومصر. في المقابل يرى البعض في أميركا، أن على الإيرانيين التعامل بواقعية مع حقيقة أن ترامب رئيس غير تقليدي ولا يجب التعامل معه بالطرق التقليدية، واقتناص حديثه عن تطبيع العلاقات مع طهران التي يعتقد أنه حقق بها نجاحه الخارجي الوحيد بعد فشله في إنهاء حربي غزة وأوكرانيا. فرغم أزمة الثقة العنيفة بين البلدين، إلا أن الإيرانيين -وفق المنشاوي- لن يجدوا في أميركا أحدا غير ترامب يمكنه طرح فكرة التطبيع مع إيران بل ويبدي استعداده لزيارتها، ومن ثم فإنهم -وبقية دول المنطقة- مطالبون بتوسيع مساحة الاختلاف بينه وبين نتنياهو حتى يتمكنوا من الحصول على مكاسب. فترامب يريد طي صفحة الحرب الماضية، بينما نتنياهو -الذي يصر على الترويج لنصر إسرائيلي أميركي ساحق على إيران في ظل غياب نتائج واضحة للحرب على الطرفين- يفهم طبيعة ترامب ويحاول من خلال اللوبي الصهيوني في أميركا دفعه باتجاه مزيد من التشدد مع طهران، والذهاب نحو تشكيل المنطقة بالطريقة التي تريدها إسرائيل، حسب المنشاوي. لكن هناك من يقول إن الإيرانيين اكتشفوا أن الخلاف بين ترامب ونتنياهو لم يكن إلا خدعة ما قبل الحرب، وإن هذا الموقف لن يتغير ما لم يقدم الرئيس الأميركي مقاربة مقبولة إيرانيا غير تلك التي تقوم على جعل إيران بلدا منزوع القوة في المنطقة، وهو أمر يرى المنشاوي أنه لن يحدث. كما أن الوضع الإيراني ليس بهذا السوء الذي يروج له البعض فهي ما تزال تمتلك قوة صاروخية كبيرة ولا يمكن القول إن حلفاءها بالمنطقة أصبحوا من الماضي كما يشاع، فضلا عن أن إسرائيل هي الأخرى تعاني مشكلات جذرية بسبب طوفان الأقصى وما تلاها، ومنها الهجرة العكسية وعودة سكان الشمال وفشلها في فرض معادلة بعينها في المنطقة، كما تقول الصمادي. ومنذ انتهاء الحرب التي استمرت 12 يوما، هدد ترامب مرتين بهماجمة الولايات المتحدة لإيران في المستقبل إذا استأنفت تخصيب اليورانيوم، لكنه صرّح أيضا برغبته في التوصل إلى تسوية تفاوضية وتجنب أي صراع آخر. بدوره، دعا بزشكيان الولايات المتحدة لعدم التورط في حرب ليست حربها وإنما هي حرب نتنياهو. في حين قالت "وول ستريت جورنال"، إن إسرائيل تريد إطلاق يدها في أجواء إيران كما هي الحال في سوريا ولبنان، وهو أمر تحدث عنه أيضا وزير دفاعها يسرائيل كاتس. ويخطط ويتكوف للقاء عراقجي في أوسلو خلال الأيام المقبلة لاستئناف المحادثات النووية، وقد أكد الإيرانيون أن هذا الاجتماع قيد الإعداد، ولكن لم يحدَّد موعد نهائي له حتى الآن.

عاشوراء في طهران.. من الشعائر إلى سرديات الهوية الوطنية
عاشوراء في طهران.. من الشعائر إلى سرديات الهوية الوطنية

الجزيرة

timeمنذ 7 ساعات

  • الجزيرة

عاشوراء في طهران.. من الشعائر إلى سرديات الهوية الوطنية

في لحظة ما بعد الحرب، وسط تحولات سياسية واجتماعية متسارعة، تحولت مراسم عاشوراء هذا العام في إيران إلى مشهد مركّب يتقاطع فيه الديني مع الوطني، والطقسي مع السياسي. فعلى وقع المواجهة الأخيرة مع إسرائيل، أعادت الدولة والمجتمع توظيف رمزية كربلاء لبناء خطاب موحِّد يركّز على الشهادة والوفاء والانتماء إلى الوطن. وبينما ارتفع منسوب التفاعل الشعبي في الشارع الإيراني، بدت عاشوراء هذا العام وكأنها لا تُستعاد فقط بصفتها مناسبة دينية، بل كأداة لإنتاج سرديات حديثة عن التضحية والمقاومة، تستجيب للظرف السياسي المستجد. مشاهدات من غرب طهران وفي العاشر من محرم، زارت "الجزيرة نت" مراسم عاشوراء في المنطقة الخامسة غرب العاصمة طهران، وهي منطقة تسكنها الطبقة المتوسطة وتتميز بالحضور النشط في المناسبات الدينية والوطنية. الموكب الذي شهدته المنطقة كان بتنظيم "موكب سالار شهيدان"، الذي أُسس عام 1996 على يد محمد جان فضا، ويديره اليوم مع شقيقه وزوجته، في نموذج عائلي مما يطلق عليها "الخدمة الحسينية". يقول محمد جان فضا إن "موكبنا ليس مجرد مجلس عزاء، بل منصة ثقافية واجتماعية. نُحيي عاشوراء، نعم، لكننا أيضا نوزع مساعدات ونسهم في الإفراج عن سجناء معسرين. نعمل مع كل الفئات، من أطفال بعمر 3 سنوات إلى الحاج أحمدي البالغ من العمر 84 عاما، الذي لا يزال يخدم في قسم الضيافة". والمميز هذا العام كان مزج هذه المراثي الدينية بأناشيد وطنية، في استجابة لدعوة المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، الذي طلب من المنشدين تضمين اسم إيران في النوحات، في محاولة واضحة لربط الرموز الدينية بالهوية القومية، خصوصا بعد التصعيد الأخير مع إسرائيل. وبثّ التلفزيون الرسمي مقطعا من الليلة العاشرة من محرم، يظهر فيه المنشد الشهير محمود كريمي وهو يؤدي أنشودة "إي إيران" أمام حضور كثيف، في مشهد يعبّر عن دمج متعمّد بين الحماسة الوطنية والرمزية الدينية. الحرب تترك أثرها عاشوراء هذا العام لم تكن بمنأى عن السياسة؛ الحرب الأخيرة بين إيران وإسرائيل تركت بصماتها على المزاج العام والمحتوى الرمزي للمراسم. قال مسعود إسماعيلي، أحد المشاركين في الموكب: "في الحرب الأخيرة، لم يكن الشعب موحدا تماما. المتدينون ساندوا الحكومة، بينما القوميون لم يعارضوها، لكن لم يدعموها علنا. أعتقد أن الدولة رأت في عاشوراء فرصة لتعزيز الوحدة". وفي الاتجاه نفسه، قال الرادود مرتضى ترامشلو: "أكبر درس يمكن أن نتعلمه من يوم عاشوراء هو أن نكون دائما في صف المظلومين، وألا نكون ظالمين أبدا. لا نخضع للظلم أو للقوة (…) نطلب من الله سبحانه وتعالى أن يعمّ السلام في جميع أنحاء العالم، وأن تعيش الدول مع بعضها بعضا في صداقة ومحبة. نحن مستعدون لبذل أرواحنا حتى آخر قطرة دم في سبيل وطننا إيران، وسنبقى ثابتين وراسخين من أجل وطننا حتى آخر لحظة". يرى مراقبون أن هذا الدمج بين الخطاب الحسيني والخطاب القومي يعكس تحوّلا في وظيفة الطقس الديني، من وعظ أخلاقي إلى خطاب تعبوي معاصر، يُستخدم لإعادة تأكيد الهوية الوطنية في لحظات التهديد أو الصراع. نساء في قلب الاحتفالات برز الحضور النسائي بشكل لافت هذا العام، ليس فقط في إعداد الطعام أو دعم اللوجستيات، بل في التنظيم والمشاركة التربوية المباشرة. قالت مينا طاهري، ربة منزل من الحي، إن "عاشوراء ليست للبكاء فقط؛ هي لحظة تربية وتكافل". الأطفال أيضا شاركوا بملابس رمزية مثل زي "علي الأصغر"، وأسهموا في توزيع الطعام على الزائرين. وفي بعض المواكب، أشرفت النساء على الإدارة والتنظيم، ما يشير إلى توسع متزايد في أدوارهن داخل المجال الديني الطقسي. الطعام كرمز تكافلي واحدة من أبرز سمات عاشوراء في إيران هي "نذر الطعام"، حيث تُطهى وجبات ضخمة وتوزع مجانا على المشاركين. قال الحاج أحمدي، طاهٍ متطوع، إن "كل شيء هنا يتم بنيّة. نطبخ قورمه سبزي، وقيمة، وآش نذري. من لا يستطيع الطبخ يساعد في التنظيف أو التوزيع. عاشوراء توحّد الناس حتى من دون كلمات". من الشعائر إلى الهوية في السياق الإيراني، لم تعد عاشوراء مجرد طقس ديني سنوي، بل تحوّلت إلى منصة رمزية لإنتاج خطاب يتجاوز الدين نحو قضايا العدالة والكرامة والمقاومة، يتكيّف مع كل لحظة سياسية ومع كل تحدٍ تواجهه البلاد. تقول زهرا عسكري، طالبة جامعية: "أنا لا أمارس الطقوس الدينية طوال العام، لكن عاشوراء شيء آخر. أشعر أنها تخصني رغم كل شيء". "عشاء الغرباء": ذاكرة الفقد مع غروب شمس العاشر من محرم، استعدّ الأهالي لمراسم "عشاء الغرباء"، وهي لحظة شعائرية تمثّل ذروة الفقد، إذ تُستحضر فيها رمزيا لحظة ما بعد استشهاد الإمام الحسين وأصحابه. تُطفأ الأضواء، تُوقد الشموع، وتُتلى مراثٍ حزينة حول خيم رمزية تمثل ما تبقى من معسكر الحسين، حيث النساء والأطفال يسيرون من كربلاء إلى الشام مشيا، حسب الرواية الشيعية. عاشوراء في إيران اليوم لم تعد فقط مناسبة دينية، بل أضحت مشهدا اجتماعيا سياسيا يتجدد كل عام بلغة المرحلة. من الحسينيات إلى الشوارع، ومن المآتم إلى الأناشيد الوطنية، تتفاعل طقوس كربلاء مع السياق المعاصر، لتصوغ سرديات جديدة عن الفداء والمقاومة والهوية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store