logo
تعشيش السلاحف بشاطئ فويرط.. جهود قطرية لحماية الحياة البحرية

تعشيش السلاحف بشاطئ فويرط.. جهود قطرية لحماية الحياة البحرية

الجزيرةمنذ 3 أيام
الدوحة- على بعد 80 كيلومترا شمال العاصمة القطرية الدوحة -وتحديدا على شاطئ فويرط حيث يلتقي البحر بالهدوء- انطلقت الثلاثاء فعالية بيئية استثنائية أُطلقت خلالها صغار السلاحف صقرية المنقار نحو أعماق الخليج.
في ذلك المكان الذي يعد من أبرز مواقع تعشيش السلاحف البحرية في قطر تأتي هذه الفعالية في إطار مشروع حماية السلاحف البحرية والبرنامج الوطني لحماية التنوع البيولوجي في قطر كجزء من جهود وزارة البيئة لحماية الأنواع المهددة بالانقراض، وتوفير بيئة آمنة لمواسم تعشيش السلاحف التي تمتد من أبريل/نيسان حتى يوليو/تموز من كل عام.
ويشكل إطلاق صغار السلاحف صقرية المنقار على شاطئ فويرط حدثا بيئيا ذا أبعاد علمية وتوعوية يعكس التزام الدولة بحماية الحياة الفطرية البحرية وصون التنوع البيولوجي.
وتمثل السلاحف البحرية جزءا جوهريا من النظام البيئي البحري، وتتطلب حمايتها جهودا تكاملية، وقد أجرت الوزارة وجامعة قطر وشركة قطر للطاقة دراسات علمية متقدمة لرصد سلوك السلاحف وبيئاتها في مختلف الشواطئ والجزر.
وشملت هذه الأبحاث قياسات بيولوجية وبيئية، منها عدد البيض وتحليل تأثيرات المد والجزر ودراسة الحمض النووي لصغار السلاحف.
50 ألف سلحفاة
وخلال مشاركته في الحدث أكد وزير البيئة والتغير المناخي القطري عبد الله بن عبد العزيز بن تركي السبيعي أن موسم تعشيش السلاحف يعكس التزام الدولة بالحفاظ على الحياة الفطرية، مشيرا إلى استمرار جهود الوزارة في تنفيذ برامج علمية وميدانية من أجل ضمان استدامة هذه الأنواع النادرة، تماشيا مع الالتزامات البيئية الوطنية والدولية لدولة قطر.
وأوضح السبيعي أن السلاحف صقرية المنقار تواجه مخاطر متعددة، من بينها أنشطة الصيد والكائنات المفترسة والتدخلات البشرية على الشواطئ، وأن تخصيص شاطئ فويرط كمحمية طبيعية يهدف إلى توفير بيئة آمنة لتعشيش هذه الكائنات.
وأطلقت وزارة البيئة القطرية منذ عام 2019 وحتى اليوم أكثر من 50 ألف سلحفاة إلى البحر بعد نقل نحو 125 عشا إلى شاطئ فويرط، بالإضافة إلى تنفيذ برامج متقدمة شملت ترقيم السلاحف وتحليل الحمض النووي واستخدام أجهزة تتبع بالأقمار الصناعية لرصد تحركاتها، وفق وزير البيئة القطري.
وتوضح نتائج الدراسات التي قامت بها وزارة البيئة بالتعاون مع شركائها أن عدد إناث السلاحف التي تعشش سنويا على الشواطئ القطرية يتراوح بين 164 و345 سلحفاة.
وتستحوذ شواطئ رأس لفان ورأس ركن والغارية وفويرط على نحو 90% من مواقع التعشيش في الدولة.
معايير السلامة
وأشار خالد المهندي مساعد مدير إدارة تنمية الحياة الفطرية في وزارة البيئة والتغير المناخي إلى أن حماية صغار السلاحف خلال فترة الفقس تمثل أولوية قصوى في برامج الوزارة الميدانية، مشيرا إلى اعتماد معايير دقيقة وإجراءات احترازية مدروسة تضمن سلامة هذه الكائنات الحساسة في مرحلة انتقالها من العش إلى البحر.
وتشمل تلك المعايير الامتناع عن لمسها أو الاقتراب من مواقع الأعشاش، والحد من الإضاءة الليلية التي قد تربكها، ومنع اصطحاب الحيوانات الأليفة إلى مناطق التعشيش، والالتزام بتعليمات الفرق البيطرية والميدانية، والمساهمة في الجهود البيئية من خلال التبليغ عن مشاهدات السلاحف.
وأوضح المهندي في تصريح للجزيرة نت أن جهود دولة قطر في مجال حماية الحياة البحرية أسهمت في تعزيز التنوع الحيوي بالبيئة البحرية القطرية، وجعلت مياهها الإقليمية ملاذا آمنا للكائنات البحرية النادرة على مستوى العالم، ومنها بقر البحر (الأطوم) وقرش الحوت الذي يشهد أكبر تجمّع له في منطقة حقل الشاهين.
وتمثل حماية البيئة البحرية أولوية وطنية تنسجم مع رؤية قطر 2030، ومع التزامات الدولة باتفاقية الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي، حيث يشير المهندي الى تخصيص 2.5% في الوقت الحالي من مساحة الدولة كمحميات بحرية طبيعية، وإنجاز خطة العمل الوطنية لحماية الموارد البحرية، بالإضافة إلى إعداد خرائط تفصيلية للمناطق الساحلية والموائل القاعية بهدف دعم استدامة هذه الموارد وضمان حمايتها.
بيئة قاسية وصعبة
وفى تصريح للجزيرة نت، أكد رئيس مركز حماة الطبيعة في قطر سيف الحجري أن حماية الحياة الفطرية تعد ركيزة أساسية في إستراتيجية قطر البيئية، مشددا على أن الكائنات الفطرية التي تعيش في بيئة قاسية وصعبة بحاجة إلى دعم متواصل لضمان استمرارها وازدهارها، بما يسهم في الحفاظ على التوازن البيئي والتنوع الحيوي في الدولة.
ووفق الحجري، خصصت وزارة البيئة والتغير المناخي في قطر إدارة معنية بصون الطبيعة تعمل بشكل منسق ومتكامل لضمان استدامة الأنظمة البيئية، بما يتوافق مع رؤية قطر الوطنية 2030 التي أولت اهتماما واضحا بحماية البيئة والحياة الفطرية باعتبارها جزءا لا يتجزأ من التنمية المستدامة.
وأشار إلى أن دولة قطر أنشأت 12 محمية طبيعية موزعة في أنحاء البلاد، بهدف حماية الأنواع النباتية والحيوانية المهددة بالانقراض، من بينها جهود حثيثة لحماية السلاحف البحرية، ولا سيما في مناطق تكاثرها مثل شاطئ فويرط، حيث تنفذ برامج علمية منظمة لرصد أعشاش السلاحف وتأمينها حتى فقسها.
وتتضمن الكائنات التي تركز عليها وزرة البيئة القطرية أبقار البحر، ويقول الحجري إنها من الكائنات البحرية النادرة والمهددة عالميا، وتحتضن منطقة خليج سلوى أحد أكبر تجمعاتها في العالم بنسبة تعد من الأعلى عالميا، وهو ما يعكس نجاح السياسات البيئية المتبعة على المستوى الوطني.
ويضيف رئيس مركز حماة الطبيعة أن هناك جهودا متميزة تبذل أيضا في رصد وحماية كائنات بحرية كبرى مثل قرش الحوت الذي يتكرر ظهوره في المياه القطرية خلال مواسم معينة، مما يعزز مكانة قطر كموقع بيئي فريد على مستوى المنطقة.
وفيما يتعلق بالجانب التشريعي، قال الحجري إن الدولة أصدرت حزمة من القوانين واللوائح التي تجرم الإضرار بالحياة الفطرية وتفرض عقوبات صارمة على المخالفين، كما تدعم البرامج البحثية والعلمية بالتعاون مع مراكز أكاديمية متخصصة.
وختم الحجري حديثه بالتأكيد على أن الجهود القطرية لحماية الحياة الفطرية ليست موسمية أو مؤقتة، بل هي نهج إستراتيجي يبنى على أسس علمية وميدانية، ويجمع بين التوعية المجتمعية والتشريعات والرقابة والدعم الفني، مما يجعل قطر نموذجا يحتذى في صون البيئة بمنطقة الخليج العربي والعالم.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

«التعليم» تعلن أسماء المدارس الفائزة
«التعليم» تعلن أسماء المدارس الفائزة

جريدة الوطن

timeمنذ يوم واحد

  • جريدة الوطن

«التعليم» تعلن أسماء المدارس الفائزة

الدوحة- قنا- أعلنت وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي بالتعاون مع مجموعة شاطئ البحر، أسماء المدارس الفائزة في مسابقة «المدرسة الخضراء» للعام الأكاديمي 2024 - 2025، والتي تهدف إلى ترسيخ ممارسات الاستدامة البيئية في المجتمع المدرسي، وتعزيز الوعي البيئي لدى الطلبة في مختلف المراحل الدراسية. وأوضحت الوزارة، في بيان لها، أن المسابقة هذا العام شهدت مشاركة 66 مدرسة من المدارس الحكومية والخاصة، في تأكيد على التفاعل الإيجابي للمؤسسات التعليمية مع القضايا البيئية ذات الأولوية الوطنية. ففي فئة «المرحلة الابتدائية - حكومي»، فازت مدرسة الخنساء الابتدائية للبنات بالمركز الأول، تلتها مدرسة الخور النموذجية للبنين بالمركز الثاني، ثم مدرسة عبدالله بن تركي السبيعي الابتدائية للبنين بالمركز الثالث. أما في «المرحلة الإعدادية - حكومي»، فقد حصلت مدرسة الأقصى الإعدادية للبنات على المركز الأول، تلتها مدرسة خالد بن الوليد الإعدادية للبنين بالمركز الثاني، ومدرسة حمزة بن عبدالمطلب الإعدادية للبنين بالمركز الثالث. وفي «المرحلة الثانوية - حكومي»، نالت مدرسة قطر للعلوم والتكنولوجيا الثانوية للبنين المركز الأول، تلتها مدرسة جاسم بن حمد الثانوية للبنين في المركز الثاني، ومدرسة أم أيمن الثانوية للبنات في المركز الثالث. وفي فئة «المدارس الخاصة»، فازت بالمركز الأول للمرحلة الابتدائية مدرسة ألفا كامبردج الخاصة، تلتها مدرسة الجيل الجديد الخاصة بالمركز الثاني، ثم مدرسة إعداد الخاصة بالمركز الثالث. أما في «المرحلة الإعدادية - خاص»، فقد فازت المدرسة الأردنية الخاصة بالمركز الأول، تلتها مدرسة شكسبير الخاصة بالمركز الثاني، ثم مدرسة «IMS» الهندية الخاصة بالمركز الثالث. وفي «المرحلة الثانوية - خاص»، حصدت مدرسة القادة الخاصة للبنين المركز الأول، تلتها المدرسة الفلبينية الخاصة في المركز الثاني، ثم مدرسة بلغريفيا الخاصة في المركز الثالث. كما فازت مدرسة جاسم بن حمد الثانوية للبنين بجائزة البحث المتميز، عن مشاركتها ببحث حول استخدام النبات في التئام الجروح، فيما حصلت مدرسة الشحانية الإعدادية- الثانوية للبنات على جائزة أفضل جهاز مُصنّع من مواد مُعاد تدويرها، تمثّل في آلة لفرز النفايات. ونال الطالب حسن عبدالله المريخي من مدرسة الذخيرة النموذجية للبنين لقب وجائزة «سفير الاستدامة» عن فئة الطلبة، فيما حصلت الأستاذة لطيفة كليب الكواري من مدرسة الخور النموذجية للبنين على اللقب ذاته عن فئة المعلمين. واتسمت المسابقة بمستوى عالٍ من التنافس بين المدارس المشاركة، التي قدمت مبادرات نوعية في مجالات ترشيد استهلاك الموارد، وتقليل النفايات، وتفعيل الأنشطة البيئية داخل وخارج الصفوف، ودمج مفاهيم التنمية المستدامة في العملية التعليمية. وتسعى جائزة «المدرسة الخضراء»، التي تُنظم سنويا، إلى بناء جيل واعٍ بيئيا، قادر على فهم التحديات المستقبلية المرتبطة بالبيئة والمناخ، والمشاركة الفاعلة في بناء مجتمع مستدام قائم على المعرفة والمسؤولية. وتجسد هذه الشراكة بين وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي ومجموعة شاطئ البحر، التزام الطرفين بترسيخ ثقافة الاستدامة في البيئة المدرسية، دعما لرؤية قطر الوطنية 2030، التي تضع التنمية البيئية في صميم أولوياتها، وتعزز الجهود التربوية في إعداد أجيال قادرة على قيادة المستقبل بوعي ومسؤولية.

‫ إعلان الأسماء الفائزة بجائزة "المدرسة الخضراء" للعام الأكاديمي 2024–2025
‫ إعلان الأسماء الفائزة بجائزة "المدرسة الخضراء" للعام الأكاديمي 2024–2025

العرب القطرية

timeمنذ 2 أيام

  • العرب القطرية

‫ إعلان الأسماء الفائزة بجائزة "المدرسة الخضراء" للعام الأكاديمي 2024–2025

قنا أعلنت وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي بالتعاون مع مجموعة شاطئ البحر، أسماء المدارس الفائزة في مسابقة "المدرسة الخضراء" للعام الأكاديمي 2024 – 2025، والتي تهدف إلى ترسيخ ممارسات الاستدامة البيئية في المجتمع المدرسي، وتعزيز الوعي البيئي لدى الطلبة في مختلف المراحل الدراسية. وأوضحت الوزارة، في بيان لها، أن المسابقة هذا العام شهدت مشاركة 66 مدرسة من المدارس الحكومية والخاصة، في تأكيد على التفاعل الإيجابي للمؤسسات التعليمية مع القضايا البيئية ذات الأولوية الوطنية. ففي فئة "المرحلة الابتدائية – حكومي"، فازت مدرسة الخنساء الابتدائية للبنات بالمركز الأول، تلتها مدرسة الخور النموذجية للبنين بالمركز الثاني، ثم مدرسة عبدالله بن تركي السبيعي الابتدائية للبنين بالمركز الثالث. أما في "المرحلة الإعدادية – حكومي"، فقد حصلت مدرسة الأقصى الإعدادية للبنات على المركز الأول، تلتها مدرسة خالد بن الوليد الإعدادية للبنين بالمركز الثاني، ومدرسة حمزة بن عبدالمطلب الإعدادية للبنين بالمركز الثالث. وفي "المرحلة الثانوية – حكومي"، نالت مدرسة قطر للعلوم والتكنولوجيا الثانوية للبنين المركز الأول، تلتها مدرسة جاسم بن حمد الثانوية للبنين في المركز الثاني، ومدرسة أم أيمن الثانوية للبنات في المركز الثالث. وفي فئة "المدارس الخاصة"، فازت بالمركز الأول للمرحلة الابتدائية مدرسة ألفا كامبردج الخاصة، تلتها مدرسة الجيل الجديد الخاصة بالمركز الثاني، ثم مدرسة إعداد الخاصة بالمركز الثالث. أما في "المرحلة الإعدادية – خاص"، فقد فازت المدرسة الأردنية الخاصة بالمركز الأول، تلتها مدرسة شكسبير الخاصة بالمركز الثاني، ثم مدرسة "IMS" الهندية الخاصة بالمركز الثالث. وفي "المرحلة الثانوية – خاص"، حصدت مدرسة القادة الخاصة للبنين المركز الأول، تلتها المدرسة الفلبينية الخاصة في المركز الثاني، ثم مدرسة بلغريفيا الخاصة في المركز الثالث. كما فازت مدرسة جاسم بن حمد الثانوية للبنين بجائزة البحث المتميز، عن مشاركتها ببحث حول استخدام النبات في التئام الجروح. فيما حصلت مدرسة الشحانية الإعدادية الثانوية للبنات على جائزة أفضل جهاز مُصنّع من مواد مُعاد تدويرها، تمثّل في آلة لفرز النفايات. ونال الطالب حسن عبدالله المريخي من مدرسة الذخيرة النموذجية للبنين لقب وجائزة "سفير الاستدامة" عن فئة الطلبة، فيما حصلت الأستاذة لطيفة كليب الكواري من مدرسة الخور النموذجية للبنين على اللقب ذاته عن فئة المعلمين. واتسمت المسابقة بمستوى عالٍ من التنافس بين المدارس المشاركة، التي قدمت مبادرات نوعية في مجالات ترشيد استهلاك الموارد، وتقليل النفايات، وتفعيل الأنشطة البيئية داخل وخارج الصفوف، ودمج مفاهيم التنمية المستدامة في العملية التعليمية. وتسعى جائزة "المدرسة الخضراء"، التي تُنظم سنوياً، إلى بناء جيل واعٍ بيئياً، قادر على فهم التحديات المستقبلية المرتبطة بالبيئة والمناخ، والمشاركة الفاعلة في بناء مجتمع مستدام قائم على المعرفة والمسؤولية. وتجسد هذه الشراكة بين وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي ومجموعة شاطئ البحر، التزام الطرفين بترسيخ ثقافة الاستدامة في البيئة المدرسية، دعما لرؤية قطر الوطنية 2030، التي تضع التنمية البيئية في صميم أولوياتها، وتعزز الجهود التربوية في إعداد أجيال قادرة على قيادة المستقبل بوعي ومسؤولية.

تعشيش السلاحف بشاطئ فويرط.. جهود قطرية لحماية الحياة البحرية
تعشيش السلاحف بشاطئ فويرط.. جهود قطرية لحماية الحياة البحرية

الجزيرة

timeمنذ 3 أيام

  • الجزيرة

تعشيش السلاحف بشاطئ فويرط.. جهود قطرية لحماية الحياة البحرية

الدوحة- على بعد 80 كيلومترا شمال العاصمة القطرية الدوحة -وتحديدا على شاطئ فويرط حيث يلتقي البحر بالهدوء- انطلقت الثلاثاء فعالية بيئية استثنائية أُطلقت خلالها صغار السلاحف صقرية المنقار نحو أعماق الخليج. في ذلك المكان الذي يعد من أبرز مواقع تعشيش السلاحف البحرية في قطر تأتي هذه الفعالية في إطار مشروع حماية السلاحف البحرية والبرنامج الوطني لحماية التنوع البيولوجي في قطر كجزء من جهود وزارة البيئة لحماية الأنواع المهددة بالانقراض، وتوفير بيئة آمنة لمواسم تعشيش السلاحف التي تمتد من أبريل/نيسان حتى يوليو/تموز من كل عام. ويشكل إطلاق صغار السلاحف صقرية المنقار على شاطئ فويرط حدثا بيئيا ذا أبعاد علمية وتوعوية يعكس التزام الدولة بحماية الحياة الفطرية البحرية وصون التنوع البيولوجي. وتمثل السلاحف البحرية جزءا جوهريا من النظام البيئي البحري، وتتطلب حمايتها جهودا تكاملية، وقد أجرت الوزارة وجامعة قطر وشركة قطر للطاقة دراسات علمية متقدمة لرصد سلوك السلاحف وبيئاتها في مختلف الشواطئ والجزر. وشملت هذه الأبحاث قياسات بيولوجية وبيئية، منها عدد البيض وتحليل تأثيرات المد والجزر ودراسة الحمض النووي لصغار السلاحف. 50 ألف سلحفاة وخلال مشاركته في الحدث أكد وزير البيئة والتغير المناخي القطري عبد الله بن عبد العزيز بن تركي السبيعي أن موسم تعشيش السلاحف يعكس التزام الدولة بالحفاظ على الحياة الفطرية، مشيرا إلى استمرار جهود الوزارة في تنفيذ برامج علمية وميدانية من أجل ضمان استدامة هذه الأنواع النادرة، تماشيا مع الالتزامات البيئية الوطنية والدولية لدولة قطر. وأوضح السبيعي أن السلاحف صقرية المنقار تواجه مخاطر متعددة، من بينها أنشطة الصيد والكائنات المفترسة والتدخلات البشرية على الشواطئ، وأن تخصيص شاطئ فويرط كمحمية طبيعية يهدف إلى توفير بيئة آمنة لتعشيش هذه الكائنات. وأطلقت وزارة البيئة القطرية منذ عام 2019 وحتى اليوم أكثر من 50 ألف سلحفاة إلى البحر بعد نقل نحو 125 عشا إلى شاطئ فويرط، بالإضافة إلى تنفيذ برامج متقدمة شملت ترقيم السلاحف وتحليل الحمض النووي واستخدام أجهزة تتبع بالأقمار الصناعية لرصد تحركاتها، وفق وزير البيئة القطري. وتوضح نتائج الدراسات التي قامت بها وزارة البيئة بالتعاون مع شركائها أن عدد إناث السلاحف التي تعشش سنويا على الشواطئ القطرية يتراوح بين 164 و345 سلحفاة. وتستحوذ شواطئ رأس لفان ورأس ركن والغارية وفويرط على نحو 90% من مواقع التعشيش في الدولة. معايير السلامة وأشار خالد المهندي مساعد مدير إدارة تنمية الحياة الفطرية في وزارة البيئة والتغير المناخي إلى أن حماية صغار السلاحف خلال فترة الفقس تمثل أولوية قصوى في برامج الوزارة الميدانية، مشيرا إلى اعتماد معايير دقيقة وإجراءات احترازية مدروسة تضمن سلامة هذه الكائنات الحساسة في مرحلة انتقالها من العش إلى البحر. وتشمل تلك المعايير الامتناع عن لمسها أو الاقتراب من مواقع الأعشاش، والحد من الإضاءة الليلية التي قد تربكها، ومنع اصطحاب الحيوانات الأليفة إلى مناطق التعشيش، والالتزام بتعليمات الفرق البيطرية والميدانية، والمساهمة في الجهود البيئية من خلال التبليغ عن مشاهدات السلاحف. وأوضح المهندي في تصريح للجزيرة نت أن جهود دولة قطر في مجال حماية الحياة البحرية أسهمت في تعزيز التنوع الحيوي بالبيئة البحرية القطرية، وجعلت مياهها الإقليمية ملاذا آمنا للكائنات البحرية النادرة على مستوى العالم، ومنها بقر البحر (الأطوم) وقرش الحوت الذي يشهد أكبر تجمّع له في منطقة حقل الشاهين. وتمثل حماية البيئة البحرية أولوية وطنية تنسجم مع رؤية قطر 2030، ومع التزامات الدولة باتفاقية الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي، حيث يشير المهندي الى تخصيص 2.5% في الوقت الحالي من مساحة الدولة كمحميات بحرية طبيعية، وإنجاز خطة العمل الوطنية لحماية الموارد البحرية، بالإضافة إلى إعداد خرائط تفصيلية للمناطق الساحلية والموائل القاعية بهدف دعم استدامة هذه الموارد وضمان حمايتها. بيئة قاسية وصعبة وفى تصريح للجزيرة نت، أكد رئيس مركز حماة الطبيعة في قطر سيف الحجري أن حماية الحياة الفطرية تعد ركيزة أساسية في إستراتيجية قطر البيئية، مشددا على أن الكائنات الفطرية التي تعيش في بيئة قاسية وصعبة بحاجة إلى دعم متواصل لضمان استمرارها وازدهارها، بما يسهم في الحفاظ على التوازن البيئي والتنوع الحيوي في الدولة. ووفق الحجري، خصصت وزارة البيئة والتغير المناخي في قطر إدارة معنية بصون الطبيعة تعمل بشكل منسق ومتكامل لضمان استدامة الأنظمة البيئية، بما يتوافق مع رؤية قطر الوطنية 2030 التي أولت اهتماما واضحا بحماية البيئة والحياة الفطرية باعتبارها جزءا لا يتجزأ من التنمية المستدامة. وأشار إلى أن دولة قطر أنشأت 12 محمية طبيعية موزعة في أنحاء البلاد، بهدف حماية الأنواع النباتية والحيوانية المهددة بالانقراض، من بينها جهود حثيثة لحماية السلاحف البحرية، ولا سيما في مناطق تكاثرها مثل شاطئ فويرط، حيث تنفذ برامج علمية منظمة لرصد أعشاش السلاحف وتأمينها حتى فقسها. وتتضمن الكائنات التي تركز عليها وزرة البيئة القطرية أبقار البحر، ويقول الحجري إنها من الكائنات البحرية النادرة والمهددة عالميا، وتحتضن منطقة خليج سلوى أحد أكبر تجمعاتها في العالم بنسبة تعد من الأعلى عالميا، وهو ما يعكس نجاح السياسات البيئية المتبعة على المستوى الوطني. ويضيف رئيس مركز حماة الطبيعة أن هناك جهودا متميزة تبذل أيضا في رصد وحماية كائنات بحرية كبرى مثل قرش الحوت الذي يتكرر ظهوره في المياه القطرية خلال مواسم معينة، مما يعزز مكانة قطر كموقع بيئي فريد على مستوى المنطقة. وفيما يتعلق بالجانب التشريعي، قال الحجري إن الدولة أصدرت حزمة من القوانين واللوائح التي تجرم الإضرار بالحياة الفطرية وتفرض عقوبات صارمة على المخالفين، كما تدعم البرامج البحثية والعلمية بالتعاون مع مراكز أكاديمية متخصصة. وختم الحجري حديثه بالتأكيد على أن الجهود القطرية لحماية الحياة الفطرية ليست موسمية أو مؤقتة، بل هي نهج إستراتيجي يبنى على أسس علمية وميدانية، ويجمع بين التوعية المجتمعية والتشريعات والرقابة والدعم الفني، مما يجعل قطر نموذجا يحتذى في صون البيئة بمنطقة الخليج العربي والعالم.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store