
هل ستتحقق آمال الإسرائيليين في عائد اقتصادي للسلام مع دول الجوار بعد انتهاء الحرب مع إيران؟
ومما يغذي هذه الآمال الانتكاسات التي مني بها البرنامج النووي الإيراني والضعف الذي اعترى حلفاء طهران في لبنان وسوريا وغزة، على الرغم من الحرب التي لا تزال مستعرة في القطاع الفلسطيني.
وقد يعزز هذا التفاؤل ما أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن موافقة إسرائيل على الشروط اللازمة للتوصل لوقف لإطلاق النار في غزة لمدة 60 يوماً.
وكانت مؤشرات الأسهم في بورصة تل أبيب قد صعدت بنسب تجاوزت العشرة في المئة لتصل إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق منذ 15 يونيو/حزيران، أي بعد يومين فقط من نشوب الحرب مع إيران، في حين ارتفع الشيكل ثمانية في المئة منذ 13 يونيو/حزيران، مسجلاً أعلى مستوياته منذ أكثر من عامين.
وفي الوقت نفسه انخفضت علاوة المخاطر في إسرائيل، وهي تكلفة التأمين على الديون الحكومية ضد التخلف عن السداد، انخفاضاً حاداً مما أثار تكهنات بتخفيض أسعار الفائدة قريبا، ربما في أغسطس آب.
ويعني الانحسار في مستويات مبادلة مخاطر الإئتمان أن الأسواق لم تعد تأخذ في الحسبان خطر فقدان إسرائيل تصنيفها الإئتماني عند درجة «جديرة بالاستثمار»، وهو أمر لم يكن وارداً قبل حرب غزة.
وقال جيل دوتان من «آي.بي.آي إنفستمنت هاوس» إن المستثمرين يتوقعون «فرصا جديدة قد تسنح مع جيران إسرائيل».
ويكمن وراء هذا التفاؤل حيال الاقتصاد ما يراه بعض المحللين إعادة تشكيل للشرق الأوسط قد تؤدي في نهاية المطاف إلى المزيد من اتفاقيات السلام مع أعداء قدامى مثل سوريا.
كانت الإمارات والبحرين قد أقامت في 2020 علاقات دبلوماسية رسمية مع إسرائيل، وانضم إليهما المغرب لاحقا، بموجب اتفاقيات إبراهيم التي توسطت فيها الولايات المتحدة. وتزايدت الآمال في انضمام المزيد من الدول.
وقال شموئيل أبرامسون، كبير الاقتصاديين في وزارة المالية الإسرائيلية «نشهد وضعاً مكثفاً من تقليص المخاطر. نزيل تهديداً لوجودنا وتهديداً اقتصادياً أيضاً، بالإضافة إلى المخاطر الجيوسياسية».
ومع ذلك يتوقع اقتصاديون أن تكون للحرب مع إيران آثار حادة على الاقتصاد على المدى القصير.
فوزارة المالية تعيد تقييم توقعاتها للنمو في 2025 البالغة 3.6 في المئة نظراً للخسائر الاقتصادية الناجمة عن الحرب التي تشير التقديرات إلى أنها عند نحو ثمانية مليارات شيكل (2.37 مليار دولار)، بينما خفض بنك «جيه.بي مورغان» بالفعل توقعاته للنمو من 3.2 في المئة إلى اثنين في المئة.
ووفقاً للسلطات الإسرائيلية، أسفرت الصواريخ الإيرانية عن مقتل 28 شخصاً وإلحاق أضرار بالكثير من المباني.
ومع أن سوق العمل الإسرائيلية ما زالت تشهد قوة لكنها تواجه ضغوطاً مع استدعاء الكثير إلى صفوف الاحتياط بالجيش منذ أن بدأت إسرائيل هجومها على غزة بعد السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023.
وأضرت الحرب على إيران بقطاعات رئيسية. وقالت دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية إن 35 في المئة من الشركات تتوقع انخفاض إيراداتها بأكثر من 50 في المئة في يونيو/حزيران.
وقال تسفي مالر، وهو صاحب مطعم، إن الحرب القصيرة تعيد إلى الأذهان جائحة كوفيد-19، مضيفاً أن عمل مطعمه موجو في قلب القدس اقتصر على خدمات التوصيل والطلبات الخارجية قبل إعادة فتحه.
وقال مالر إن عمله في الواقع تضرر منذ هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، مضيفاً أنه منذ ذلك الحين «نعاني جميعاً» من نقص السياح. وقال إن الزبائن المحليين واستثماره في جوانب أخرى حافظا على استمرارية عمله، معبراً عن ثقته في أنه سيصمد بطريقة ما.
وأغلقت سلسلة «هولمز بليس» الرياضية، التي تضم 74 صالة رياضية، أبوابها خلال الحرب. وقالت كيرين شتيفي الرئيسة التنفيذية للشركة إن نسبة الحضور والاشتراكات الجديدة ارتفعت مع توقف الحرب وعودة الناس إلى الحياة الطبيعية.
وتعرضت شركة مصافي النفط الإسرائيلية لقصف صاروخي إيراني واضطرت إلى الإغلاق مؤقتاً. وأغلق أيضاً حقل الغاز البحري الإسرائيلي ليفياثان خلال الحرب، مما أدى إلى خسارة نحو 12 مليون دولار يومياً من عائدات التصدير إلى مصر والأردن المجاورتين.
وقال رون تومر، رئيس اتحاد المُصَنِّعين الإسرائيليين، إنه على الرغم من إغلاق الشركات على نطاق واسع، ظلت 95 في المئة من المصانع الإسرائيلية مفتوحة خلال حرب الاثني عشر يوماً، مضيفا أن المصدرين واصلوا خدمة العملاء الدوليين.
وقال آدي برندر رئيس قسم الأبحاث في بنك إسرائيل المركزي إن الإنفاق الدفاعي ربما ينخفض في السنوات المقبلة. وأضاف لرويترز «لن تكون هناك حاجة إلى إنفاق دفاعي كبير جداَ فيما يتعلق بمواجهة إيران في السنوات المقبلة».
قالت الباحثة الكبيرة في معهد إسرائيل للديمقراطية، كارنيت فلوغ، التي سبق وشغلت منصب محافظة البنك المركزي الإسرائيلي «قبل هذا التطور مع إيران، كانت هناك دهشة إيجابية بشكل عام حيال صمود الاقتصاد في خضم الحرب الطويلة جدا مع غزة»، مشيرةً إلى أن الاقتصاد نما بنسبة 3.7 في المئة على أساس سنوي في الربع الأول.
لكنها اعترفت بأنه لا تزال هناك مشكلات مزمنة في الاقتصاد الإسرائيلي مثل ارتفاع تكاليف المعيشة وعدم مشاركة اليهود الحريديم في سوق العمل.
وأضافت «هذه التحديات الطويلة الأمد لا تزال قائمة».
قوض الصراع الدائر في غزة منذ عشرين شهرا النمو ورفع الأسعار وزاد بشكل حاد من الإنفاق الدفاعي وغيره من الإنفاق، فضلاً عن زيادة الديون.
غير أن قطاع التكنولوجيا المتقدمة، المحرك الرئيسي للاقتصاد، والذي يمثل 20 في المئة من النشاط الاقتصادي، شهد ازدهاراً. وقالت منظمة «ستارت أب نيشن سنترال» يوم الإثنين الماضي إن شركات التكنولوجيا جمعت أكثر من تسعة مليارات دولار في النصف الأول من 2025، وهو أفضل أداء نصف سنوي للقطاع منذ 2021، بزيادة 54 في المئة عن النصف الثاني من 2024. وجمعت الشركات الناشئة 12 مليار دولار في 2024 بأكمله.
وقال جون ميدفيد، الرئيس التنفيذي لشركة الاستثمار «أور كراود»، إن المستثمرين الأجانب لا يزالون لديهم التزام تجاه إسرائيل، خاصة في قطاعات مثل الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، وإن هذا ربما يزيد في حالة تفكيك البرنامج النووي الإيراني.
(الدولار يساوي 3.37 شيكل).

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 3 ساعات
- العربي الجديد
تفاؤل إسرائيلي بوقف لإطلاق النار في غزة: نتنياهو يريد صفقة بأي ثمن
نقل العديد من وسائل الإعلام العبرية، مساء اليوم الخميس، حديث مسؤولين إسرائيليين حول تفاؤل في إسرائيل بشأن إمكانية التوصل إلى صفقة مع حركة حماس ، وإجراء مفاوضات غير مباشرة وسط توقعات بأن ترد حماس على مقترح الصفقة في غضون ساعات، وسط ترجيحات بأن يكون الرد إيجابياً. وبينما ذكرت قناة "كان 11"، التابعة لهيئة البث الإسرائيلية، أنّ رئيس وزراء الاحتلال الصورة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ولد في يافا عام 1949، تولى منصب رئاسة الوزراء أكثر من مرة، منذ 1996، وعرف بتأييده للتوسع في المستوطنات، ودعم حركة المهاجرين الروس، وتشدده تجاه الفلسطينيين. وشارك في العديد من الحروب والعمليات العسكرية التي قامت بها قوات الاحتلال الإسرائيلي. وأثناء رئاسته للوزراء شن 6 حروب على قطاع غزة بين عامي 2012 و2023. بنيامين نتنياهو قال خلال زيارته، اليوم الخميس، إلى كيبوتس نيرعوز: "من ناحيتنا، هناك اتفاق، ونأمل أن نعلن عنه قريباً"، نقل موقع واينت العبري عن مسؤولين إسرائيليين كبار أن هناك تقدماً في الصفقة ولكن من المتوقع أن تكون هناك عقبات، مضيفين أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الصورة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ولد دونالد ترامب في 14 حزيران/ يونيو 1946 في مدينة نيويورك، لأبوين من أصول ألمانية واسكتلندية، تلقى تعليمه الأولي في مدرسة كيو فورست بمنطقة كوينز في مدينة نيويورك. التحق بالأكاديمية العسكرية في المدينة نفسها، وحصل عام 1964 على درجة الشرف منها، ثم انضم إلى جامعة فوردهام بنيويورك لمدة عامين، ثم التحق بجامعة بنسلفانيا، وحصل على بكالوريوس الاقتصاد 1968 يتطلع للإعلان عن التوصل إلى صفقة خلال لقائه مع نتنياهو، الذي سيزور واشنطن الاثنين المقبل. وبحسب المسؤولين، فإنهم يستعدون لاحتمال أن يقود رد حماس إلى محادثات غير مباشرة وفي ذات المكان، وأن هذه المفاوضات قد تقود إلى صفقة حتى لو لم يكن ذلك فورياً. وأشار "واينت" إلى أن مسؤولين كباراً في المجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية (الكابنيت) تحدثوا مع نتنياهو، وقالوا إنه "يرغب بشدة ومصمم على التوصل إلى صفقة بأي ثمن تقريباً"، وإنه يعتقد أن نافذة الفرص السياسية التي تقف أمام إسرائيل الآن "تحدث مرة واحدة في كل جيل". ووفقاً لأقوالهم، يقول رئيس الحكومة في محادثات مغلقة: "أمامنا فرص سياسية نادرة، وخيالية". وبحسب فهمهم، يسعى نتنياهو حالياً إلى إنهاء الحرب، وليس إلى اتفاق ينتهي بعودة إسرائيل إلى القتال في غزة، حيث تُطرح على الطاولة أيضاً اتفاقيات محتملة مع السعودية وسورية وربما دول أخرى، بحسب زعمهم. وأشارت "كان 11" إلى تقديرات مسؤولين إسرائيليين، بأن حماس ستُقدّم رداً على الاقتراح بشأن الصفقة في وقت لاحق من هذه الليلة، وأن الرد سيكون إيجابياً كما يبدو. وبعد تلقي الرد، سيتم تنسيق جولات تفاوضية من المتوقع أن تُعقد في العاصمة القطرية الدوحة. ولفتت القناة إلى تفاؤل في أوساط مسؤولين إسرائيليين بشأن المرحلة المقبلة، لكنهم يعتقدون أيضاً أن المفاوضات قد تستغرق وقتاً، إذ لا تزال هناك قضايا خلافية، من بينها كيفية انسحاب قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة والأماكن التي سينسحب منها، والآلية التي تتمحور حول عدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم، وكذلك مسألة إنهاء الحرب. من جانبها، أفادت القناة 12 العبرية بأنه على خلفية مؤشرات إلى تقدم كبير في الاتصالات نحو إبرام صفقة، زار نتنياهو لأول مرة اليوم، كيبوتس نيرعوز، بعد عام وتسعة أشهر من هجوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 (عملية طوفان الأقصى). ويدور الحديث عن أحد أكثر الأماكن تضرراً خلال هجوم حماس، والذي أصبح رمزاً للإخفاق الإسرائيلي. وأشارت القناة إلى أن لقاء نتنياهو مع عائلات محتجزين إسرائيليين ومحتجزين سابقين كان مشحوناً. أخبار التحديثات الحية ترامب: اتفاق بشأن غزة الأسبوع المقبل ونتنياهو يريد إنهاء الحرب وتحدث سكان الكيبوتس عن "الأحداث الصعبة" التي مروا بها، وعبّروا في الوقت ذاته عن خيبة أملهم من أن هذه هي المرة الأولى التي يزور فيها نتنياهو المكان رغم ما حل به ورغم أن تسعة من سكان الكيبوتس ما زالوا في الأسر. وطالب السكان نتنياهو بإعادة جميع المحتجزين كما طالبوه بتحمل المسؤولية عن الإخفاق. واعتبرت القناة أن زيارة نتنياهو الكيبوتس في هذا اليوم تحديداً، وعشية انطلاقه إلى واشنطن قد تحمل مؤشرات إيجابية بشأن الصفقة. وأرسل عدد من عائلات المحتجزين الإسرائيليين رسالة إلى نتنياهو، اليوم، طالبوه فيها بالتوصل إلى صفقة شاملة. واعتبرت العائلات أن" كل شيء دون ذلك سيكون بمثابة فشل خطير"، مضيفة أن "عهد الصفقات الجزئية والاختيارات الوحشية قد ولى"، في إشارة إلى اختيار إطلاق سراح محتجزين دون غيرهم في صفقات سابقة. من جهة أخرى، توجه ستة أعضاء من الكنيست في الائتلاف الحكومي، بعضهم من حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو، برسالة خاصة إلى رئيس الحكومة ووزراء الكابنيت، وطالبوا بحسم كامل ضد حماس وفرض سيطرة إسرائيلية كاملة على قطاع غزة. وحذّر أعضاء الكنيست من "أي حل آخر"، بحسب قولهم، سيشكل "خطراً وجودياً على دولة إسرائيل". وأضافوا أنهم "يتوقعون دعماً من الولايات المتحدة". المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تريد إنهاء الحرب في غضون أسبوعين أو ثلاثة من جهتها، ناقشت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية في تقرير تحليلي العوامل التي ترجح الوصول إلى إنهاء الحرب على غزة. ونقلت الصحيفة عن مصادر، وصفتها بالرفيعة، تأكيدها أن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تريد إنهاء الحرب على غزة، التي تشنها إسرائيل منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023، في غضون أسبوعين أو ثلاثة أسابيع. وأشارت الصحيفة إلى أن قرار إنهاء الحرب متعلق بالضغوط الأميركية التي تطالب بذلك، بمواجهة معارضة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير اللذين يطالبان باستمرار الحرب. ورأت الصحيفة أن هناك احتمالاً وارداً بقوة لنجاح الهدنة المقترحة لمدة 60 يوماً من قبل واشنطن هذه المرة، على عكس المرات السابقة، بسبب وجود رئيس الأركان الإسرائيلي الحالي، إيال زامير، حيث إنه يمتلك عوامل قوة بعكس سابقه هرتسي هليفي، الذي حقق "إنجازات كبيرة" خلال الحرب، ولكنه أيضاً تحمّل مسؤولية عملية طوفان الأقصى، 7 أكتوبر 2023، التي لطخت سمعته بشكل دائم، ولم يثق به نتنياهو قط، لأنه عُيّن أثناء وجود الأخير خارج منصبه، وهذا يفسّر رفض نتنياهو لطلبات هليفي بإنهاء الحرب أواخر عام 2024 وأوائل عام 2025 كجزء من صفقة كبرى لاستعادة جميع المحتجزين. في المقابل، سيطر زامير على 75% من قطاع غزة في غضون أشهر، كما وعد، وضرب البرنامج النووي الإيراني، وبرنامج الصواريخ الباليستية، والقيادة العسكرية العليا بمطرقة ثقيلة في عدوان الـ12 يوماً. وعليه يستطيع زامير القول إنه استخدم كل ما لم يكن هليفي ليفعله: السيطرة على 75% من غزة، بدلاً من التوغل فيها مؤقتاً ثم الانسحاب؛ وقطع المساعدات الإنسانية الجديدة عن غزة لمدة شهرين تقريباً؛ وأوقف سيطرة حماس على المساعدات الغذائية في وسط وجنوب غزة باستخدام مؤسسة غزة الإنسانية لتوزيعها، وكان مستعداً للقيام بكل هذا على الرغم من مخاوف البعض من أن هذه الخطوات ستُعرّض للخطر ما تبقى من محتجزين إسرائيليين، وعددهم 20. واعتبرت الصحيفة أن زامير يستطيع بالتالي أن يجادل نتنياهو بأن أي سيطرة إضافية على الـ25% المتبقية من مناطق غزة ستُعرّض المحتجزين للخطر، لأن هذه هي المناطق التي سيُحتجزون فيها. ويستطيع زامير بالتالي الضغط لاستعادة المحتجزين المتبقين حتى لو أدى ذلك إلى إنهاء الحرب، وهو ما نسبته إليه تسريبات إعلامية، دون أن يتعرض لتشويه سمعة مثلما حصل لهليفي. رصد التحديثات الحية ما نعرفه عن مقترح وقف إطلاق النار في غزة المدعوم من ترامب وأشارت الصحيفة إلى عامل آخر قد يجبر نتنياهو على الرضوخ وإنهاء الحرب، فالرئيس الأميركي ترامب عبر عن رغبته بإنهاء الحرب، ولن يستطيع نتنياهو مواجهته بعد أن منحه ترامب الضوء الأخضر لشن هجوم على إيران بل والاشتراك في قصف منشآت نووية إيرانية من قبل الجيش الأميركي، كما سمح ترامب لنتنياهو وزامير بتنفيذ أشد تحركاتهم عدوانية ضد حماس خلال الأشهر القليلة الماضية، وهو ما لم يكن الرئيس الأميركي السابق جو بايدن ليسمح به أبداً. لذا، قالت الصحيفة، عندما يلتفت ترامب إلى نتنياهو ويقول: "انتهى الوقت"، سيكون من الصعب عليه الرفض.


العربي الجديد
منذ 3 ساعات
- العربي الجديد
سجال تدمير البرنامج النووي: لماذا؟
مع إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، في أعقاب الضربة الأميركية لثلاث منشآت نووية إيرانية، انطلق السجال بشأن حقيقة تدمير البرنامج النووي الإيراني، بحسب ما أعلن الرئيس الأميركي أكثر من مرّة، وجاراه في ذلك رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو. اندلع السجال بين الإدارة الأميركية ووكالاتها الأمنية قبل أن ينتقل إلى وسائل الإعلام، ففيما شكّكت إداراتٌ استخبارية بإعلان ترامب، عمدت وسائل إعلام إلى نفيه بشكل كامل، وهو ما دفع الرئيس الأميركي، في سابقة، إلى تكذيب استخباراته، والاستشهاد بالاستخبارات الإسرائيلية التي قال إن عملاءها زاروا المواقع المستهدفة في إيران، وخصوصاً منشأة فوردو، وتأكّدوا من تدميرها. كذلك لم يتوانَ ترامب عن مهاجمة عديدٍ من وسائل الإعلام بعباراتٍ أبعد ما تكون عن الدبلوماسية، ولم يستخدمها رئيسٌ من قبل. في مقابل التشديديْن، الأميركي والإسرائيلي، على تدمير البرنامج النووي الإيراني، أو على الأقل إعادته سنواتٍ طويلة إلى الوراء، كان واضحاً حرص طهران على التأكيد أن برنامجها النووي لم يتضرّر، وأنها لا تزال تمتلك مئات الكيلوغرامات من اليورانيوم عالي التخصيب، وأنها مستمرّة في التخصيب، رغم الغارات الإسرائيلية والأميركية على عدة مفاعلات إيرانية. خرجت تصريحات كثيرة من مسؤولين إيرانيين لتؤكّد أن "اللعبة لم تنته بعد"، على عكس ما يعلن الأميركيون والإسرائيليون، وأن البرنامج النووي الإيراني سيُستكمل وفق الخطط التي وضعتها طهران، وأن الاغتيالات الكثيرة للعلماء النوويين الإيرانيين خلال أيام الحرب لم تعطّل المشروع الإيراني. معطياتٌ سياسية وعسكرية كثيرة وراء الموقفين الأميركي والإسرائيلي من جهة والإيراني من جهة أخرى، فالطرفان بداية لا يريدان الإقرار بأن هزيمة عسكرية أُلحقت بأي منهما، رغم الأضرار الكبيرة التي أحدثتها الضربات الإسرائيلية لإيران، وكذلك الدمار الكبير الذي أحدثته الصواريخ الإيرانية التي سقطت في المدن الإسرائيلية، والتي تعدّ غير مسبوقة في تاريخ الكيان في كل الحروب التي خاضها. ومن المفهوم تأكيد الطرفين "انتصارهما" في هذه الحرب التي لم يخرُج منها أحدٌ مهزوماً عسكرياً، غير أن الحسابات السياسية هي الأساس في المرحلة المقبلة، وفق تفسير كل طرفٍ المعطيات التي لديه. المعطى الأميركي قائمٌ حالياً على تدمير البرنامج النووي الإيراني، وهو ما يعني سياسياً أن لا حاجة بعد اليوم لإعادة إطلاق المفاوضات مع الجمهورية الإسلامية، إذ في نظر الولايات المتحدة اليوم لا يوجد شيء للتفاوض حوله، فالبرنامج النووي لم يعد على طاولة البحث، والطريقة الوحيدة للتعامل مع إيران في المرحلة المقبلة ستكون عبر العقوبات. وهو السلاح الذي استخدمه ترامب خلال ولايته الأولى، وكاد أن يؤدّي إلى انهيار النظام بفعل تردّي الوضع الاقتصادي. ومن المتوقع أن يستأنف الرئيس الأميركي هذه الحرب الاقتصادية وفق اعتبارات "غير نووية". ولدى ترامب تهم كثيرة جاهزة ممكن أن يلجأ إليها لفرض عقوبات جديدة على إيران، أقلها البرنامج الصاروخي وتهديد دول الجوار وزعزعة الاستقرار في المنطقة. ومؤكّد أن هذا ما تخشى منه إيران في الوقت الحالي، خصوصاً في ظل حكم الإصلاحيين. وعلى هذا الأساس، يتكرّر التأكيد أن البرنامج النووي لم يتأثر، وأن هناك حاجة للتفاوض حوله، من دون الخضوع التام للشروط الأميركية. وليس سراً أن طهران حريصة على الدخول في مسار رفع العقوبات الأميركية والدولية عنها، ومستعدة لتقديم بعض التنازلات التي لا تؤثر بشكل كامل في سيادتها، وخصوصاً في ما يتعلق بالوقف الكامل لتخصيب اليورانيوم، وهو الشرط الذي كان يضعه ترامب، قبل إعلانه تدمير البرنامج النووي. من المرتقب أن يدخل الملف النووي الإيراني اليوم بحالةٍ من الجمود، بانتظار تأكيد التدمير أو نفيه، وعلى أساسه سيكون رد الفعل، فإما اندلاع حربٍ جديدة، كما توقع ترامب قبل يومين، وإما العودة إلى طاولة المفاوضات وفق شروط جديدة، وهو ما سيحدد من تألم أكثر في حرب الأيام الاثني عشر.


العربي الجديد
منذ 3 ساعات
- العربي الجديد
أجواء حرب غير مسبوقة
من دون سابق إنذار، قفزت أجواء الحرب في المنطقة على خلفية الملف النووي الإيراني إلى مستوياتٍ غير مسبوقة، مع بدء الإدارة الأميركية إجلاء أفراد من بعثاتها الدبلوماسية في العراق والكويت والبحرين، من دون سببٍ وجيهٍ أو تطورٍ واضح يستحق هذه الخطوة الأميركية. كان من المعلوم أن المفاوضات غير المباشرة التي تجرى في عُمان بين الولايات المتحدة وإيران حول الملف النووي تمرّ بمرحلة صعبة وعلى شك الانهيار، لكن جولة أخيرة كانت متوقعة بعد غدٍ الأحد (من غير الواضح ما إذا كانت ستعقد)، كان من المفترض أن تحمل في طيّاتها الإجابة النهائية عن مسار التفاوض، وما إذا كان في الإمكان تدوير زوايا المطالب الأميركية من الجمهورية الإسلامية. فسّر كثيرون الإجراءات الأميركية بأنها تأتي في إطار الضغط على طهران لتقديم تنازلاتٍ في المفاوضات. وهذه كانت القراءة الإيرانية، التي خرجت عبر تصريح أكثر من مسؤول، وفي مقدمتهم وزير الخارجية عباس عراقجي. لكن هذه القراءة ترافقت مع تمسّك طهران بعدم تقديم التنازلات للولايات المتحدة، خصوصاً في ما يتعلق بوقف تخصيب اليورانيوم، أو توزيع اليورانيوم المخصب لدى إيران على مجموعة من الدول الطامحة إلى إطلاق برنامج نووي سلمي. زاد تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي صدر أمس الخميس الوضع سوءاً، بعدما اتهم طهران بعدم الامتثال للضمانات النووية التي طلبتها الوكالة، إضافة إلى عدم قدرة مفتشي الوكالة على التأكد من الطبيعة المدنية للبرنامج النووي الإيراني بسبب "نقص المعلومات". ومن الغريب أن يصدر هذا التقرير غداة الأجواء الحربية السائدة حول الملف النووي الإيراني، ليصبّ الزيت على نار التوتر في المنطقة. ومن الصعب التصديق أن الأمر جاء من باب المصادفة، وليس مرتبطاً بتسريب محتوى التقرير مسبقاً، الأمر الذي أدّى في الأساس إلى ارتفاع مستوى التوتر. في المقابل، تأتي مجموعة من المواقف الإيرانية المتناقضة في الرد على تقرير الوكالة الدولية والإجراءات الأميركية. ففي حين يؤكّد مسؤول إيراني أن لا وجود لأي تطورات عسكرية تستدعي الإجلاءات الأميركية، تعلن القوات المسلحة الإيرانية عن مناورات عسكرية مفاجئة "ستركز المناورات على مراقبة تحركات العدو وخططه". وأيضاً، وفيما يهاجم مسؤولون إيرانيون تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية ويتهمونه بأنه مسيّس، يعلنون، في الوقت نفسه، عن تشغيل مركز جديد لتخصيب اليورانيوم رداً على التصويت ضد إيران، واستبدال أجهزة الطرد المركزي من الجيل الأول بموقع فوردو بأجهزة من الجيل السادس. تترافق كل هذه الأجواء مع الإعلانات الإسرائيلية المتعاقبة عن التحضير لضرب المنشآت النووية الإيرانية، التي كانت إلى وقت قريب محكومة بالفيتو الأميركي. فالرئيس الأميركي دونالد ترامب أوصل رسائل، في أكثر من مناسبة، إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بعدم التدخل لإفشال المفاوضات مع طهران. لكن يبدو الأمر مختلفاً الآن، مع الانهيار المرتقب للمفاوضات. حتى إن التبريرات الأميركية المسربة للإجلاءات ربطت الأمر بضربة إسرائيلية متوقّعة للبرنامج النووي الإيراني، ما يعني أن حدة الرفض الأميركي للضربة الإسرائيلية تراجعت، أو باتت تستخدم في إطار أدوات الضغط على طهران، أي أنها قد لا تحصل. قد لا تكون هذه هي المرّة الأولى التي تقرع فيها طبول الحرب على إيران، لكنها اليوم أصبحت أكثر جدّية، وترسم لها سيناريوهات عسكرية أكثر تعقيداً، على غرار التحسّب لدخول إيراني إلى الكويت والبحرين ردّاً على أي ضربة عسكرية، سواء كانت أميركية أو إسرائيلية، وهو أمر لم يكن يذكر سابقاً ضمن التداعيات المحتملة للحرب على إيران. من المرجّح أن تستمر هذه المعطيات الحربية غير المسبوقة في الساعات القليلة المقبلة، بانتظار مصير اجتماع الأحد بين مبعوثي الولايات المتحدة وإيران، والذي سيتحدّد على أساسه أي مسار ستسلكه أجواء التصعيد.