logo
عاشوراء والهوية الوطنية

عاشوراء والهوية الوطنية

تُعرّف الهوية الوطنية بأنها مجموعة الخصائص والصفات التي تُميّز مجتمعًا أو أمة عن غيرها، وتشمل العناصر الثقافية، واللغوية، والتاريخية، والقيَميّة المشتركة، ما يعزز الانتماء والفخر بالوطن، ومما نعتزّ به ونفخر ويشكّل جزءًا من هويتنا البحرينية الأصيلة المتجذرة في هذا الوطن المعطاء، الإحياء المميّز لذكرى استشهاد سبط النبي الأكرم (ص) الإمام الحسين بن علي عليه السلام، وهو نهج يمثّل تاريخًا وامتدادًا توارثناه أبًا عن جدّ وتَعارف عليه أهل البحرين بكل تلاوينهم بانسجامٍ وطنيٍ أصيل عُرفت البحرين به.
عاشوراء البحرين ليست موسمًا ناجحًا لشعائر تحتضن زخمًا جماهيريًّا كبيرًا تتكاتف بها جهود المخلصين من أهل العزاء مع جهود الجهات المختصة الأمنيّة والخدميّة وحسبْ، عاشوراء البحرين تتشّح فيها أزقة المدن والقرى بسواد الحِداد على سيّد الشهداء، عاشوراء البحرين خطباء لامعون بأساليبهم المتفرّدة في الوعظ والرثاء، عاشوراء البحرين ردّ وإنشاد رواديد شنّفوا أسماع الناس بأطوار الندْب والعزاء، عاشوراء البحرين قصائد وأدب ملأ أرشيف المكتبة الحسينية وبات مرجعًا للشعراء، عاشوراء البحرين مواكب سيّارة تجوب شوارع البحرين صُبحا ومساء، عاشوراء البحرين فن أُسست له الجمعيات والمراسم الحسينية لتقدّم واقعة الطف رسالة خالدة بأسلوب عصريٍ جميل، عاشوراء البحرين و'عيش الحسين' ومضائف أهل الكرم وبركات مآتم أمهاتنا وأخواتنا النساء. عاشوراء البحرين تلازم فيه كلمة 'مأجورين' التحية والسلام، وتعني الدعاء بأن ينال من يُشارك ويحيي العزاء الأجر الكثير والثواب الجزيل من الله تعالى نظير عمله الصالح بمواساته وحزنه واستذكاره مُصاب الإمام الحسين (ع) والثلّة الطيبة من أهل بيته وأنصاره.
كل تلك النِعم تستوجب الشكر والثناء على الجهود الرسميّة التي تسخّر كل مؤسسات الدولة ذات الاختصاص لخدمة العزاء والمعزّين، وبدعم ورعاية وتوجيهات مباشرة من قيادتنا الحكيمة، وشكر النعمة بالحفاظ عليها وإبعادها عن كل مكدّرٍ بعيد عن غاياتها.
هنيئًا لمن ارتبطت هويتّه بإحياء ذكرى سيد شباب أهل الجنة، وأدام الله بركات الشعائر الحسينية على هذا البلد الطيّب، والتي بها نستشعر التوفيق لحُبّ الله لنا استنادًا للحديث النبوي الشريف 'أحبّ الله من أحبّ حسينًا'.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

عاشوراء والهوية الوطنية
عاشوراء والهوية الوطنية

البلاد البحرينية

timeمنذ 14 ساعات

  • البلاد البحرينية

عاشوراء والهوية الوطنية

تُعرّف الهوية الوطنية بأنها مجموعة الخصائص والصفات التي تُميّز مجتمعًا أو أمة عن غيرها، وتشمل العناصر الثقافية، واللغوية، والتاريخية، والقيَميّة المشتركة، ما يعزز الانتماء والفخر بالوطن، ومما نعتزّ به ونفخر ويشكّل جزءًا من هويتنا البحرينية الأصيلة المتجذرة في هذا الوطن المعطاء، الإحياء المميّز لذكرى استشهاد سبط النبي الأكرم (ص) الإمام الحسين بن علي عليه السلام، وهو نهج يمثّل تاريخًا وامتدادًا توارثناه أبًا عن جدّ وتَعارف عليه أهل البحرين بكل تلاوينهم بانسجامٍ وطنيٍ أصيل عُرفت البحرين به. عاشوراء البحرين ليست موسمًا ناجحًا لشعائر تحتضن زخمًا جماهيريًّا كبيرًا تتكاتف بها جهود المخلصين من أهل العزاء مع جهود الجهات المختصة الأمنيّة والخدميّة وحسبْ، عاشوراء البحرين تتشّح فيها أزقة المدن والقرى بسواد الحِداد على سيّد الشهداء، عاشوراء البحرين خطباء لامعون بأساليبهم المتفرّدة في الوعظ والرثاء، عاشوراء البحرين ردّ وإنشاد رواديد شنّفوا أسماع الناس بأطوار الندْب والعزاء، عاشوراء البحرين قصائد وأدب ملأ أرشيف المكتبة الحسينية وبات مرجعًا للشعراء، عاشوراء البحرين مواكب سيّارة تجوب شوارع البحرين صُبحا ومساء، عاشوراء البحرين فن أُسست له الجمعيات والمراسم الحسينية لتقدّم واقعة الطف رسالة خالدة بأسلوب عصريٍ جميل، عاشوراء البحرين و'عيش الحسين' ومضائف أهل الكرم وبركات مآتم أمهاتنا وأخواتنا النساء. عاشوراء البحرين تلازم فيه كلمة 'مأجورين' التحية والسلام، وتعني الدعاء بأن ينال من يُشارك ويحيي العزاء الأجر الكثير والثواب الجزيل من الله تعالى نظير عمله الصالح بمواساته وحزنه واستذكاره مُصاب الإمام الحسين (ع) والثلّة الطيبة من أهل بيته وأنصاره. كل تلك النِعم تستوجب الشكر والثناء على الجهود الرسميّة التي تسخّر كل مؤسسات الدولة ذات الاختصاص لخدمة العزاء والمعزّين، وبدعم ورعاية وتوجيهات مباشرة من قيادتنا الحكيمة، وشكر النعمة بالحفاظ عليها وإبعادها عن كل مكدّرٍ بعيد عن غاياتها. هنيئًا لمن ارتبطت هويتّه بإحياء ذكرى سيد شباب أهل الجنة، وأدام الله بركات الشعائر الحسينية على هذا البلد الطيّب، والتي بها نستشعر التوفيق لحُبّ الله لنا استنادًا للحديث النبوي الشريف 'أحبّ الله من أحبّ حسينًا'.

على أبواب إجازة الصيف
على أبواب إجازة الصيف

البلاد البحرينية

timeمنذ 2 أيام

  • البلاد البحرينية

على أبواب إجازة الصيف

تبذل العائلات قصارى جهدها خلال العام الدراسيّ؛ فلا تدّخر جهدًا ولا فلسًا ولا فِكرًا لتأمين سنة دراسية ناجحة لأولادها، وتحلم كل عائلة ومعها سائر مكونات المجتمع بأن تحصد ثمار تخطيطها الجيد، بل وأن يجني أبناؤنا ثمار تعبهم وجدّهم أثناء العام الدراسي.. ثمّ نستقبل بكل سرور إجازة الصيف، نستقبل فترة من حياة أبنائنا يسميها البعض خطأ وقت فراغ، ويتفنّن الأطفال في أثنائها في 'قتل' وقت الفراغ وهدر الزمن. ولمّا كان الوقت موردًا مهمًّا للإنسان، ومسؤولًا عنه أمام الله وعباده، فإنّ إجازة الصيف ليست وقت فراغ بالنسبة إلى طلابنا وشبابنا. نعم هي فترة يحتاجها المتعلم لاستعادة أنفاسه، والاستعداد للعام الدراسي الجديد، لكنها فترة ليست قصيرة، فهي تناهز ربع العام، لذا تتطلّب تصوّرًا دقيقًا وواضحًا لإجازة الصيف، حيث يغتنم الأطفال والشباب هذا الزمن الطويل بشكل مفيد، فلا يمضي العمر سُدى. إنّ الإجازة الصيفية جزء مهمّ من حياتنا يحتاج تخطيطًا جيدًا يلبّي حاجات أبنائنا، لذا لابدّ أولًا من الاستماع إلى هؤلاء الأطفال والشباب وفهم نظرتهم إلى هذه الفترة المهمّة من السنة ومن حياتهم. إنّ المدرسة لا يمكن أن نحمّلها منفردة المسؤوليّة في بناء شخصية أبنائنا وإكسابهم العديد من المهارات؛ فالكثير من الأطفال والشباب بحاجة إلى اكتساب مهارات رياضية واجتماعية بالإضافة إلى تطوير مهارات القراءة السريعة أو الكتابة السريعة أو مهارات فهرسة المعلومات ومهارات الكتابة على الحاسوب، فضلًا عن مهارات الحياة عمومًا. ويمكن أن يكتسب الشباب هذه المهارات من خلال دورات تدريبية على غرار تلك التي تقوم بها مراكز الأطفال والمراكز الشبابية وغيرها. فضلًا عن الدخول في الحياة العملية مع الوالدين أو الأقارب في مجالات الصناعة والبيع والشراء، أو المشاركة في الأعمال التطوعيّة؛ حيث توفّر هذه المجالات فرصة كبيرة للشباب لتوسيع دائرة معارفهم، وتطوير ذواتهم من خلال ما يكتسبونه من مهارات متنوّعة ولا سيما في التعامل المباشر مع وضعيات حياتية واقعية. إنّه متى شعر الأطفال والشباب بالاستفادة من هكذا دورات وتجارب حياتية، واستشعروا الفروق الواضحة بين الخبرات المدرسية والمهارات الحياتية المكتسبة خلال الإجازة الصيفيّة، فإن النظر إلى وقت الإجازة الصيفية سيتغيّر؛ فلا مجال لقتل وقت الفراغ ولا هدر الزمن، إنما المجال لتصميم الأهداف وتحقيقها من أجل بناء الذات صيفًا وشتاء.

خواطر عام جديد
خواطر عام جديد

الوطن

timeمنذ 2 أيام

  • الوطن

خواطر عام جديد

بدر علي قمبر اعتدنا في كل عام، وفي مثل هذا الوقت تحديداً، أن نكتب بعض السطور العابرة حول انقضاء عام هجري من أعمارنا، وإقبال عام جديد. ولعل النظر إلى العام الهجري ليس كمثل العام الميلادي، فقد اعتاد الناس أن يوجهوا اهتمامهم إلى الميلادي، في حين فاتهم الخير الكثير في تأمل بدايات العام الهجري الجديد، وما فيه من عظات ودروس مستفادة. فهذا العام كان بداية لهجرة النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة، وكيف خطط لهذه الرحلة، واختار فيها الصاحب الصدوق ليكون له عون وسند في رحلته الشاقة.العام الهجري الجديد، لو تأملناه، هو بمثابة رحلة للمسلم لهجران ملذّات الدنيا وهمومها المُزعجة والمعطلة لإنجازات الحياة ذات الأثر المستدام. هجران لكل المُنغصات في كل المحطات، أياً كان عطاؤك، فهي محطة تذكرك بالله تعالى، لتراجع فيها نفسك، وتبدأ من جديد بإعداد عدّة لحياة مؤثرة وشاملة، لا وقت فيها للمهاترات، ولا متّسع للمعاتبات، ولا للجدال والمراء، ولا للغيبة والنميمة، ولا مجال فيها للزعل، ولا مكان فيها للنوم الكثير. وذلك إيمان عميق بأن الحياة محطة سريعة زائلة، وأيامها معدودة، وأوقاتها تمر كلمح البصر.مضى العام، ومضت معه الكثير من الذكريات والمواقف التي نتمنى لو نعود إليها قليلاً لنمحص أنفسنا، ونراجع أسلوب حياتنا، ونرى ما قدمنا وما أخّرنا. أكرر هنا قول النبي صلى الله عليه وسلم: «من استوى يوماه فهو مغبون». لأنه لم يعرف كيف يغير حياته، ولم يعرف كيف يصل إلى مراده، بل مضت حياته على روتين واحد ممل، لا أثر منه يُرجى، ولا نتائج واضحة. اعتاد أن يكون ذلك الشخص العادي، بل قد يكون المؤسف أحياناً أنه أصبح منبوذاً في محيطه، لأنه لم يراجع خطواته، وأضرّت عاداته بعلاقاته، حتى أصبح وحيداً بلا أثر يُرجى.ورد في كتاب رسائل التابعين لأدهم شرقاوي: «في كتاب صفوة الصفوة لابن الجوزي: احذر أن تكون ثناءً منشوراً، وعيباً مستوراً! يا صاحبي: إنما العبرة بمن أنت عند الله! فكم من معروف في الأرض مجهول في السماء، وكم من مجهول في الأرض معروف في السماء، وإذا دعا، قالت الملائكة: يا رب، صوت معروف من عبد معروف! والله، لو مدحك الناس طولاً وعرضاً، فلن ينفعك هذا بشيء إن كنت عند الله على غيره! ولو ذمّك الناس شرقاً وغرباً، فلن يضرك هذا بشيء إن كنت عند الله على غيره! وكن على حذر أن تُجمّل فعلك للناس وتقبّحه لله! قال لقمان لابنه: إيّاك أن تُري الناس أنك تخشى الله وقلبك فاجر!».درس «الحذر من أسلوب البشر» تعلّمته خلال عام مضى، وقد كنت قد تعلمته من قبل، لكني خلقت المعاذير لتمرّ القافلة بسلام. وبعد تكرار المواقف، آمنت بهذا الدرس من جديد، لأكون مؤثراً فعلياً في حياة الناس، ولتمرّ معظم المواقف بسلام. درس جاءني على هيئة رسالة ربانية، وهو الأسلوب الذي أؤمن به في مسير الحياة، لأنه أسلوب التغيير الحقيقي للإنسان، مهما بلغ عمره، إذ يظل يتعلم، وتقتضي الظروف أن يغيّر من أسلوبه ليعيش بسلام، ويقدّم الخير الذي بين يديه، طمعاً في حصاد الآخرة الباقية.الدرس هو منهجية قول النبي صلى الله عليه وسلم: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيراً أو ليصمت». إنها دعوة لأن لا تعتبر نفسك عالماً بكل تجارب الحياة، وإن كنت خبيراً بها. ففي كثير من الأحيان، يكون الصمت هو الحكمة، من أجل نفسك أولاً، ومن أجل ما تعلمته ودرسته من خصال البشر، حتى تتجنب أسلوبهم الجارح الذي قد يهدم كل ما بنيته معهم. لا تفتح الأمور على مصراعيها في الحديث مع الناس، ولا تؤمّنهم على كل ما تقول، ولا تتوسع في الكلام مع الجميع بحجة «المودة التي تجمعك بهم»، فتكتشف لاحقاً أنك أخطأت التقدير، وفهموا خلاف ما كنت تتوقع، فحدث ما لم يكن في الحسبان.سبحانك يا رب، في كل يوم نتعلم درسًا جديدًا، وسرعة الأيام لا تمهلنا في التغيير السريع، ولكن لإيماننا برب الأرباب ومُسبب الأسباب، ويقيننا بالآية الكريمة: «يا أيتها النفس المطمئنة، ارجعي إلى ربك راضية مرضية، فادخلي في عبادي، وادخلي جنتي». فالمؤمن، عاجلاً أم آجلاً، سيرجع إلى الله، ويتطلب منه أن يكون مستعداً للحظة الرجوع، وإعداد العدّة لدخول الفردوس الأعلى من الجنة.وقد عشنا جميعاً لحظات الخوف في تلك الأيام القليلة التي مرت علينا في أجواء الحرب، والاستعداد الذي قام به كل واحد منا لتلك اللحظات، ولحظات الرعب التي عاشها البعض لمجرد سقوط صواريخ محدودة في أجوائنا. بينما يعيش أهلنا في غزة تلك الأجواء المخيفة والمرعبة والمميتة في كل لحظة، وهم ما زالوا يبحثون عن لقمة تسد جوعهم. هي الحياة.. علينا أن نسارع فيها إلى كل ما يرضي الله ويثبت إيماننا، وأن نحاسب أنفسنا أولًا بأول، قبل أن تنتهي أنفاسنا بلا عودة. نسأل الله حسن الخاتمة.ومضة أملنسأل الله الكريم أن يجعله عاماً مليئاً بالخير والبركة والسعادة والوئام والتوفيق والصحة والعافية والأثر المستدام وجبر الخواطر، وأن يصرف عنا وعن وطننا الحبيب وأوطان المسلمين كل سوء، وأن يُعجل بالفرج القريب لكل مكلوم ومكروب، وأن يطيل أعمارنا في طاعته.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store