
اخبار السعودية : "واشنطن بوست": تنصّت أميركي على اتصالات إيرانية بعد الضربات.. والبيت الأبيض يرد
ووفقًا للصحيفة، فقد سُمع كبار المسؤولين الإيرانيين وهم يصفون الضربة بأنها 'أقل تدميرًا مما كان متوقعًا'، فيما أكّد مصدر لـ'رويترز' صحة فحوى تلك الاتصالات، لكنه أشار إلى أنها لا تُعد مؤشراً موثوقًا، مرجحًا أن يكون هناك تضليل مقصود في التصريحات الإيرانية الداخلية.
في المقابل، رد البيت الأبيض على التقرير، ووصفت المتحدثة باسمه كارولاين ليفيت، ما ورد حول معرفة الإيرانيين بتأثير الضربات على منشآت نووية عميقة بأنه 'محض هراء'، مؤكدة أن 'برنامجهم للأسلحة النووية انتهى'.
من جانبه، جدّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في مقابلة مع 'فوكس نيوز'، تأكيده أن الضربات 'دمرت البرنامج النووي الإيراني بشكل لم يشهده أحد من قبل'، معتبرًا أنها أنهت طموحات طهران النووية 'على الأقل لفترة من الزمن'.
يُشار إلى أن تقييمًا أوليًا من وكالة استخبارات الدفاع الأميركية قدّر أن الضربات عطّلت المشروع الإيراني لبضعة أشهر فقط، مما يفتح الباب أمام تساؤلات جديدة حول فعالية العمليات العسكرية مقابل تصريحات البيت الأبيض.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ 39 دقائق
- Independent عربية
واشنطن تعلق شحنات أسلحة إلى أوكرانيا وكييف تستدعي القائم بالأعمال الأميركي
حذّرت وزارة الخارجية الأوكرانية اليوم الأربعاء من أن "أي تأخير" في تسليمها الأسلحة من قبل واشنطن "يشجّع" روسيا على مواصلة مهاجمتها، عقب استدعاء القائم بالأعمال الأميركي إثر قرار واشنطن تعليق تزويد كييف بعض هذه المعدات. وأعلن البيت الأبيض أن الولايات المتحدة علقت إرسال شحنات أسلحة معينة، بما في ذلك صواريخ دفاع جوي، إلى أوكرانيا، وذلك عقب تقارير صحافية بهذا الشأن، واضعاً الخطوة في إطار قلق واشنطن من تراجع مخزونها من الذخائر. وقالت نائبة المتحدثة باسم البيت الأبيض آنا كيلي، في بيان تلقته وكالة "فرانس برس" أمس الثلاثاء إن "هذا القرار اتخذ لوضع مصالح أميركا في المقام الأول، وذلك عقب مراجعة أجرتها وزارة الدفاع للمساعدات العسكرية التي تقدمها بلادنا لدول أخرى حول العالم". لكن كيلي شددت على أن "قوة الجيش الأميركي لا تزال غير قابلة للتشكيك بها، اسألوا إيران فحسب". وبحسب موقع "بوليتيكو" الإخباري ووسائل إعلام أميركية أخرى، فإن هذا التوقف عن تسليم أسلحة إلى كييف يتعلق بصواريخ وقذائف الدفاع الجوي، وأضاف الموقع أمس الثلاثاء أن الوزارة اتخذت في أوائل يونيو (حزيران) الماضي قراراً بحجب بعض المساعدات التي وعدت إدارة الرئيس السابق جو بايدن أوكرانيا بها، لكن القرار لم يدخل حيز التنفيذ سوى الآن. ويأتي هذا القرار في الوقت الذي تواجه فيه أوكرانيا تكثيفاً للهجمات الجوية الروسية. وارتفع عدد الطائرات المسيرة البعيدة المدى التي أطلقتها روسيا على أوكرانيا بنسبة 36.8 في المئة على أساس شهري في يونيو (حزيران) الماضي، وفقاً لتحليل أجرته وكالة الصحافة الفرنسية. وتشكل هذه الهجمات ضغطاً على الدفاعات الجوية وترهق السكان المدنيين، بينما لا تزال محادثات وقف إطلاق النار بين كييف وموسكو في طريق مسدود. ويأتي القرار الأميركي، وفقاً للصحافة المحلية، في أعقاب مخاوف عبر عنها البنتاغون في شأن الاحتياطات العسكرية الأميركية التي تستمد منها مباشرة المساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا. وحتى الآن، وعلى رغم العلاقة المتوترة بينها وبين كييف، واصلت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، جزئياً في الأقل، تسليم أوكرانيا المساعدات العسكرية التي بدأت في عهد سلفه جو بايدن. وفي عهد بايدن، قدمت الولايات المتحدة أكثر من 60 مليار دولار من المساعدات العسكرية لكييف. ويأتي هذا التطور بعيد أيام من اجتماع عقد في لاهاي بين ترمب، ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. محادثات روسية - فرنسية من جهة أخرى أجرى الرئيسان الفرنسي إيمانويل ماكرون والروسي فلاديمير بوتين أمس محادثات هاتفية هي الأولى بينهما منذ عام 2022، وحض خلالها الرئيس الفرنسي نظيره الروسي على وقف إطلاق النار في أوكرانيا، بينما حمل الأخير الغرب مسؤولية النزاع. وأتت المكالمة بعد التوصل في الأسبوع الماضي إلى وقف لإطلاق النار في حرب استمرت 12 يوماً بين إسرائيل وإيران، فيما اقترح ماكرون تنسيق الجهود بين باريس وموسكو لاحتواء التوترات. ووفق الرئاسة الفرنسية، استمرت المكالمة بين ماكرون وبوتين أكثر من ساعتين، واتفق خلالها الرئيسان على "مواصلة الاتصالات" في شأن أوكرانيا وإيران. وشدد ماكرون على "دعم فرنسا الثابت لسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها"، و"دعا إلى إقرار في أقرب مهلة ممكنة وقف لإطلاق النار وإطلاق مفاوضات بين أوكرانيا وروسيا للتوصل إلى تسوية دائمة ومتينة للنزاع"، بحسب الإليزيه. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وأشار الكرملين في بيان إلى أن بوتين "ذكر (ماكرون) بأن النزاع الأوكراني هو نتيجة مباشرة لسياسة الدول الغربية"، منبهاً إلى أن الدول الغربية "تجاهلت لفترة طويلة مصالح روسيا الأمنية"، و"أوجدت موطئ قدم معادياً لموسكو في أوكرانيا". وأبلغ بوتين ماكرون، وفق الكرملين، بأن أي اتفاق سلام يجب أن يكون "شاملاً وطويل الأمد، وأن يلحظ القضاء على الأسباب الجذرية للأزمة الأوكرانية، وأن يستند إلى حقائق ميدانية جديدة". وبحسب الإليزيه، فقد أخطر الرئيس الفرنسي نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بعزمه الاتصال بسيد الكرملين، مشيرة إلى أن ماكرون عاد واتصل هاتفياً بزيلينسكي بعد مكالمته مع بوتين. ضربات متواصلة وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس إنه جرى إخطارها بوقوع هجوم بطائرات مسيرة الأسبوع الماضي قرب محطة زابوريجيا للطاقة النووية في أوكرانيا، مما أدى إلى إتلاف عدد من المركبات بالقرب من حوض التبريد في الموقع، وأضافت الوكالة أن ست مسيرات شاركت في الهجوم ولم ترد أنباء عن وقوع خسائر بشرية. في الأثناء تتواصل المعارك في أوكرانيا وتراوح جهود وقف إطلاق النار، بعد أكثر من ثلاث سنوات على بدء العملية العسكرية الروسية الخاضة ضد كييف في فبراير (شباط) 2022. وضربت مسيرات أوكرانية أمس مصنعاً للأسلحة في مدينة إيجيفسك الروسية في هجوم أوقع "ثلاثة قتلى وعشرات الجرحى"، على ما أفادت به السلطات المحلية في المنطقة الواقعة على مسافة نحو ألف كلم من الحدود. ألمانيا تواجه أسطول الظل الروسي من ناحية ثانية، قالت وزارة الخارجية الألمانية أمس الثلاثاء في بيان إن برلين تعهدت باتخاذ مزيد من الإجراءات لمواجهة ما يسمى "أسطول الظل" الروسي الذي ينشط في بحري البلطيق والشمال. وأدت العقوبات الغربية الرامية لخفض عوائد روسيا من النفط عقب الحرب التي شنتها على أوكرانيا، إلى ظهور "أسطول الظل"، وهو أسطول ضخم من ناقلات تساعد موسكو في الحفاظ على تدفق صادراتها من الخام. وأشارت وزارة الخارجية الألمانية إلى أن السلطات بدأت اعتباراً من الثلاثاء استجواب الناقلات المارة في شأن تغطيتها التأمينية من أضرار التلوث النفطي، مضيفةً أن التغطية الخاصة بسفن "أسطول الظل" غالبا ما تكون غير معروفة، نظراً لتجنبها شركات التأمين المرموقة والموانئ الأوروبية. وقال وزير الخارجية يوهان فاديفول في بيان "هدفنا واضح للغاية: زيادة الضغط المفروض على أسطول الظل الروسي وحماية بحر البلطيق".


الوئام
منذ ساعة واحدة
- الوئام
خبير سياسي لـ'الوئام': لا نهاية لحرب غزة إلا بصفقة شاملة للمنطقة
الوئام – خاص يضغط الرئيس الأمريكي دونالد ترمب للوصول إلى صفقة سلام وإنهاء الحرب في غزة بأقصى سرعة، وحدد لها أسبوعين كحد أقصى. وبالتوازي مع الدعوة إلى إنهاء الحرب، يواصل ترمب دعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي قدّم له الكثير من الإمكانيات منذ وصوله إلى البيت الأبيض، وكان آخرها الوقوف إلى جانب إسرائيل بقصف المنشآت النووية الإيرانية. الإنجازات التكتيكية وفي السياق، يرى فراس ياغي، الخبير في الشأن الإسرائيلي، أن نتنياهو يسعى لتثبيت الواقع الجديد على الأرض، باتفاقيات سياسية تُعبّر عن ميزان القوة الجديد الذي تحقق خلال المواجهة الممتدة منذ أكثر من 21 شهرًا. صفقة شاملة للإقليم ويقول 'ياغي'، في حديث خاص لـ'الوئام'، إنه لا نهاية للحرب على غزة إلا في ظل صفقة شاملة تشمل الإقليم ككل، كحل قادر على وضع حد 'للتوحش الإسرائيلي'. وأردف أنه بعد السابع من أكتوبر، تغيّرت المفاهيم الأمنية بشكل جذري لدى دولة الاحتلال، وأثبت الواقع والتجربة خطأ التقديرات، حيث تم الاستفراد بالجبهات كلٌّ على حدة، وتكبّدت جبهة لبنان خسائر لا تُقدّر بثمن. كما أن هذه التقديرات أدت إلى بقاء جرح غزة ينزف حتى الآن. الاتفاقيات الإبراهيمية ويتساءل الخبير في الشأن الإسرائيلي: 'ما هي المتغيرات التي ظهرت وتدفع ترمب لمحاولة توسيع الاتفاقيات الإبراهيمية، والتي ستشمل مجموعة دول وليس دولة واحدة؟ وهل يمكن إنهاء الحرب على غزة من خلال صفقة تبادل أسرى؟' ويُضيف أن المتطلب لذلك، كما قال ترمب: 'كما أنقذنا إسرائيل، سوف نقوم بإنقاذ نتنياهو'. وهنا يُطرح تساؤل مهم: لماذا إنقاذ نتنياهو مهم بالنسبة لترمب وعاجل؟ ويتابع: الجواب يكمن في أنه لا يمكن الذهاب نحو توسيع الاتفاقيات الإبراهيمية وإنهاء حرب غزة دون حل مشكلة نتنياهو الشخصية، حيث طالب ترمب بإعفاء نتنياهو من التهم الموجهة إليه. إنقاذ نتنياهو ويختتم 'ياغي' حديثه قائلاً: 'حتى يتحقق ذلك، ويربح الرئيس ترمب، ويُصبح رجل سلام، ويتحصل على جائزة نوبل كما يطمح، فلا بد من أن يُنقذ صديقه نتنياهو من مقصلة القضاء في إسرائيل'.


Independent عربية
منذ ساعة واحدة
- Independent عربية
المقاتلة "أف-35" ... رمز التفوق الأميركي
رجحت الصحف رجحان كفة طائرة "أف-35" في الحملة الإسرائيلية على إيران، وكرت سبحة الإعلانات الإيرانية عن إسقاط مقاتلات "أف-35". وفي غياب أرقام رسمية، لاحظ مراقبون أن كلاً من إيران وإسرائيل خاضتا حرباً مختلفة، فالأولى شنت عشرات الغارات الجوية يومياً خلال حرب الـ12 يوماً وكانت قدراتها محكومة بعتادها الجوي العسكري وقدرته على قطع المسافة إلى إيران. والأخيرة أدركت أن إسرائيل عاجزة عن شن الغارات على مدى النهار، وتضطر إلى العودة أدراجها إلى قواعدها للتزود بالوقود مساء، فتشن إيران إذاك هجمات صاروخية. ونشرت "لوموند الفرنسية" تقريراً بقلم أربعة من مراسليها، نيكولا بورسييه وإلزا كونيزا وسيستيل ديكورتييه وآن ماري تناول طائرة "أف-35". والحق أن مقاتلة الشبح الأميركية عصارة أحدث التكنولوجيات، تتولى تجهيز 13 جيشاً أوروبياً، وتمتحن السيادة التي تنشدها الدول الأوروبية منذ عودة ترمب إلى البيت الأبيض. واحتفت النرويج أخيراً بامتلاك أسطول كامل من طائرات "أف-35"، أي 52 طائرة اعتراض، بعد 17 عاماً من الانتظار، ولقاء 8 مليارات دولار من الاستثمارات. ولكن جراء التقارب بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بدت الخطب المتبادلة جوفاء في هذا اليوم من الربيع، وفي بلد تتهدده عدوانية موسكو العسكرية مباشرة وعاجلاً. وخطب رئيس الأركان النرويجي كيريك كريستوفيرسون، في الحفل، فقال "تسهم 'أف-35' (...) في تقوية ردع الأعداء المحتملين. وقد شاهدنا كيف تقوم طائرات 'أف-35' بدعم عمليات البحرية، والقوات البرية، والحلف الأطلسي على وجه الخصوص". وتنوه الإشادة بالحلف الأطلسي بمشاركة طائرات "أف-35" النرويجية، منذ 2020، في طلعات شركات سلاح الجو الأطلسية التي تتولى حماية فضاء بلدان الشمال من تسلل سلاح الجو الروسي. والحق أن النرويج، شأن الدول الـ12 الأوروبية الأخرى التي اختارت شراء هذا الطراز من الطائرات الحربية في الأعوام الأخيرة، أصابها بالدوار انقلاب موقف واشنطن من موسكو. قيود الارتهان وشراء الـ"أف-35" عقد من العسير التملص من تبعاته وشروطه. وبعض أوساط السياسات الدفاعية تسمي عقد الشراء بعبارة "تينا" التي كانت تستعملها رئيسة وزراء بريطانيا، مرغريت تاتشر (1979-1990)، وهي مؤلف من الحروف الأولى من قولها "ذير آر نو ألتيرنتيف" (لا بديل... من الرأسمالية نظاماً اقتصادياً فاعلاً). وتعد الطائرات الاعتراضية، في جيوش العالم كلها بين أغلى التجهيزات كلفة، وأشدها إلزاماً بشراء تجهيزات أخرى مناسبة واستتماماً لها. وهي تتوسط حزاماً من الصناعات الرقمية المحلقة بها، ومن الوكالات الصناعية المنتشرة في أنحاء العالم. ويجعل منها شكلها الفريد، وأسلحتها المحفوظة في جيوب مندمجة في بنيتها، الطائرة الغربية الوحيدة التي يصدق وصفها بـ"الشبح"، أي بالخفاء على رصد دفاعات العدو الفضائية المضادة. وسمتها الفارقة الأخرى هي تبعيتها لمعطيات تتولى الولايات المتحدة الإشراف عليها. فيقتضي إعداد مهامها من طياريها أن يرسلوا خطط الطيران إلى قواعد البيانات الأميركية. وتتولى مراكز أميركية مؤتمتة السهر على الخوارزميات المحملة وعلى استجابة طلبات بدائل القطع المستهلكة. وجرت العادة على حفظ هذه الأمور، حتى بين الحلفاء، سراً، على خلاف ما يمليه عقد شراء طائرات "أف-35". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) ويرى كثر في القيد الرقمي هذا أداة تتيح للأميركيين الحيلولة دون تحليق هذه الطائرات. ودأبت شركة لوكهيد مارتين، ومعها خبراء الصناعة الفضائية العسكرية على إنكار وجود مثل هذا القيد. والحق أن طائرات "أف-35" تولي الولايات المتحدة ما يشبه الحق في الرقابة على معطيات تتشاركها واشنطن مع حلفائها، على رغم دعوى هؤلاء في استقلالهم وحرية تصرفهم. وعليه، في غضون أشهر قليلة وعشية قمة حلف الأطلسي السنوية في لاهاي، بين الـ21 والـ24 من يونيو (حزيران) الماضي، أمست طائرة "أف-35" علماً على ارتهان القارة الأوروبية للشقيق الأميركي الكبير، على ما خلص تقرير "لوموند". فهي تجسد حدود استقلال الدفاع الأوروبي، الذي كثيراً ما مدحه إيمانويل ماكرون، بينما تقصر طائرة "رافال" الفرنسية، و"غريبين" السويدية عن مضارعة الطائرة الأميركية ومنافستها على الصعيد التقني، بحسب المتخصصين. ويفاقم تلويح دونالد ترمب بانسحاب الولايات المتحدة من حلف شمال الأطلسي، ومن الدفاع الأوروبي الجماعي، من مرارة شركائها، ويبلغ اليوم عدد المنتظمين في برنامج "أف-35" بأوروبا، 13 بلداً هي المملكة المتحدة، وإيطاليا، وألمانيا، وهولندا، وبلجيكا، وفنلندا، والنرويج، والدنمارك، وبولندا، ورومانيا، واليونان، وسويسرا، وجمهورية تشيخيا. وهذه سوق كبيرة لشركة لوكهيد مارتين التي تبيع آلاتها إلى إسرائيل، واليابان، وكوريا الجنوبية، وسنغافورة، وأستراليا، والإمارات العربية. تشارك الأكلاف ويعود إطلاق برنامج "أف-35" رسمياً، في أوروبا، إلى عام 2001. وكانت الولايات المتحدة تبحث، منذ أعوام، عن وسيلة تمويل نموذج جديد من الطائرات، يسعها تجهيز ثلاثة فيالق من جيوشها: البحرية الأميركية، والقوات الجوية، ومشاة البحرية (المارينز). وبدت الكلفة ضخمة. وكانت قيمة الفاتورة بلغت، يومذاك، 1500 مليار دولار (1300 مليار يورو) بحسب تقرير مجلس المحاسبة الأميركي في 2024. ومن يومها، لا يتستر المهندسون الأميركيون على أن البرنامج طويل الأمد، من جهة، ولن يسمح الأميركيون للشركاء بنقل تكنولوجيته المعقدة إلا في أضيق الحدود. ولكن الثمرة الموعودة مغرية، وهي صناعة أول طائرة شبح في العام معاً. وطرحت فكرة البرنامج في ظرف موات للولايات المتحدة وحججها. فمنذ 1975، يستعمل "ثاد" من البلدان الأوروبية طائرات معترضة أوروبية أميركية، من طراز "أف-16"، هي هولندا، وبلجيكا، والنرويج، وفنلندا، والدنمارك. وانضمت اليونان إلى النادي، في 1989، وحذت البرتغال حذوها في 1990. وهذه البلدان جميعاً أبدت بالغ ارتياحها إلى هذه الطائرة المتعددة الوظائف التي تصنعها "جنرال ديناميكس". وإلى ذلك كان برنامج "أف-16"، على شاكلة برنامج "أف-35" لاحقاً، ينهض على شبكة وكالات صناعية منتشرة في عدد من البلدان، تلافياً لارتفاع الكلفة الذي يسابق زيادة نسبة التضخم ونسبة النمو، على ما برهن "قانون أوغيستين"، مساعدة وزير الجيش الأميركي في 1984. وكان نورمان أوغيستين هذا، توقع في ضوء مقارنة أثمان الطائرات الحربية المقاتلة منذ 1910، أن تعجز موازنة الدفاع كلها عن شراء أكثر من طائرة واحدة عام 2054. وتجنباً لتعاظم الأكلاف المنتظر والمحتوم هذا، سعى الأوروبيون في التكاتف والشراكة. فانضمت جمهورية ألمانيا الفيدرالية إلى إيطاليا والمملكة المتحدة، وتعاهدت البلدان الثلاثة على صناعة طائرة تورنادو معاً. وفي أوائل أعوام 1980، قررت بون ولندن ومدريد وروما، مجتمعة، إطلاق "اليوروفايتر تايفون". وتولت صناعتها EADS (إيدز)، مجمع شركة "بي أي إي سيستمز" البريطانية، والإيطالية "ليوناردو". واستقلت باريس وستوكهولم ببرنامجهما. وتوسلت السويد بخبرة شركة ساب فصنعت، وحدها، طائرة غريبن. وحرصت فرنسا على استقلال ردعها النووي. وعلى هذا، تولت شركة داسو صناعة طائرة رافال، في 1982. وأعملت واشنطن في صناعة "أف-35" كل رافعات قوتها العظمى السياسية والعسكرية- الصناعية. وفي أعقاب 25 عاماً على انطلاقه، نسج البرنامج شبكة واسعة من الوحدات الملحقة، والعسيرة على التملص من قيود المركز الأميركي وروابطه. ويذكر جان كريستوف نويل، الباحث في المركز الدولي للبحوث الاستراتيجية (JFRI)، بأن طائرة اعتراضية ليست براداً يوصي عليه المشتري ويستبدله، فهي مركب معقد، سياسي وجيوسياسي. والمشتري يقتني معه شراكة استراتيجية إلى 50 عاماً مقبلة، على أقل تقدير، إذا جمعت أعوام التخطيط والتطوير والإنتاج، إلى أعوام الاستعمال قبل إحالتها إلى التقاعد. العزم على الانحناء واليوم، بعدما ثارت المناقشات حول تقارب واشنطن وموسكو في سبيل إنهاء الحرب في أوكرانيا ثم هدأت. وحسب كثير من الحلفاء فإن "أف-35" هي بمثابة شراء تأمين على الحياة من الولايات المتحدة. ووحدها البرتغال، إذا استثنينا كندا وراء الأطلسي، علقت شراكتها في برنامج صناعة "أف-35"، وذلك عشية انتهاء خدمة أسطولها من طائرات "أف-16" وتقاعدها. وأول من قرر، بين الأوروبيين، الانحناء، هم الألمان، وبينما كان فريدريش ميرتس يستعد لتقلد منصب المستشار، رسمياً، غداة انتخابات اتحادية في الـ23 من فبراير (شباط) الماضي، أعلنت وزارة الدفاع موقفها، في منتصف مارس (آذار) الماضي، على لسان الناطق باسمها: الجيش الألماني لا يرغب في الانسحاب من برنامج شراء 35 طائرة "أف-35" وتجديد أسطوله القديم المؤلف من 85 طائرة تورنادو. ففي 2022، غداة غزو أوكرانيا، وخطبة المستشار أولاف شولتز المدوية وكلامه على "الانتقال من عصر إلى عصر"، وما يستتبعه الانتقال هذا من تمويل قطاع الدفاع وتخصيصه بـ100 مليار يورو. وأعلنت برلين نيتها المشاركة في برنامج الطائرة المعترضة الأميركية. وعلى رغم نقاش سياسي حاد، قررت ألمانيا غلق شبكتها العسكرية من دون مشاركة الحليف الأميركي. وصرح وزير دفاعها، بوريس بيستوريوس، في حوار مع مجلة "ديرشبيغل" الأسبوعية، في أبريل (نيسان) الماضي: "لا ينكر أحد أن مثل هذه العقود لا يبت بجرة قلم واحدة. والبدائل التي تملي الانسحاب الآن من البرنامج باهظة الكلفة التي قد تبلغ مليارات الدولارات، وقد تؤدي إلى قطع علاقتنا بالولايات المتحدة، وهي علاقة نرغب في المحافظة عليها". ويبلغ ثمن الطائرات وتكييف الأبنية التحتية 10 مليارات دولار. والسبب في القرار الألماني هو أن الولايات المتحدة لم تجز لغير طائرات "أف-35" حمل القنابل الذرية "ب-61"، المخزنة على الأراضي الألمانية منذ منتصف الأعوام 1950- وهي لا غنى عنها في بسط "المظلة" النووية الأميركية والدرع الأميركية. وفي انتظار تسليم الطائرات الأولى، في 2027، باشرت السلطات المحلية تحديث قاعدة بوشيل، في ريتانيا- بالاتينات، حيث تحفظ القنابل الذرية "ب-61". وهذا قبل السجال الذي أثارته مواقف دونالد ترمب. وأنشئت عنابر جديدة، ورصف مهبط جديد. وخلاصة القول أن لسان حال الأميركيين في شؤون الدفاع "نشارككم ردعنا ولكن على شرط أن تشتروا طائراتنا". علاقات عضوية ومضى التقرير في تناول الدول المشاركة في برنامج "أف-35" ومنها الدنمارك. فعلى رغم أن الرئيس الأميركي بث الاضطراب في صفوف السياسيين الدنماركيين كلهم حين أعلن استعداده لـ"شراء" غرينلاند، راهنت المملكة على مقايضة شرائها طائرات إضافية من عرابها العسكري بتهدئته. ويفترض في التوصية على الطائرات الثماني الإضافية، تعويض تقليص عدد الطائرات الحربية التي ترتب على اقتناء طائرات "أف-35"، وتجهيز سلاح الجو بها. فالكلفة الباهظة- وهي 70 مليون دولار ثمن الطائرة الواحدة، وتبلغ كلفة الطيران ساعة واحدة 33 ألف دولار- تملي تقليص عدد طائرات سلاح الجو. "بعض الناس يحاول الإيحاء بأن في مستطاعنا الانفراد بقراراتنا في هذه الأمور وعلى هوانا، ويسعنا التخلص من الولايات المتحدة. والحق أن الأمر يتخطانا، فنحن أعضاء في حلف الأطلسي، قال وزير الدفاع الدنماركي، تراوز لوند بولسين، في الـ26 من مارس، في الصحيفة الاقتصادية "بورسين". وعلى خلاف الأمر في بلدان الشمال الأوروبي، لم يكن السجال في إيطاليا، حيث يرابط سربان من طائرات "أف-35" إلى جنب أسطول من طائرات "تايفون" و"تورنادو"، حاداً. فإيطاليا، اليوم، هي البلد الأوروبي الأشد ارتهاناً، على صعيد العمالة (اليد العاملة)، لبرنامج "أف-35". وتؤوي مدينة كاميرين في البيبمونت، منذ 2013، أوسع مركز في أوروبا لتجميع قطع طائرة الاعتراض، ولإصلاح أعطابها. والمركز هذا أنشأته مجموعة التسلح الوطنية تورنادو، بالشراكة مع وزارة الدفاع، ويتولى صناعة جناحي نموذج "أف-35"، أكثر صيغ الطراز انتشاراً. ويرسل منتج الموقع إلى مصانع لوكهيد مارتين في تكساس واليابان. ويتبوأ مصنع كاميري في نظر روما مكانة اقتصادية بارزة، فإلى العاملين الـ1200 فيه، تتشارك 30 منشأة أو شركة إيطالية سلسلة توريد القيم. ويقول جان- بيار دارنيس، الباحث المشارك في مؤسسة البحث الاستراتيجي والاختصاصي في قطاع الدفاع الإيطالي، أن روما تحمل ملف "أف-35" على رافعة تجديد الصناعة الإيطالية، وعلى باب تحوز منه هذه الصناعة على التكنولوجيا الجديدة. وينبه باتاكشي، مدير تحرير "لاريفيستا إيتاليانا ديفيسا"، الدورية الأولى في قطاع الدفاع بإيطاليا، إلى أن حكومات اليسار واليمين أجمعت على تأييد برنامج "أف-35". فهو جزء لا يتجزأ من العلاقة الثنائية والقوية بالولايات المتحدة، داخل حلف الأطلسي وخارجه. والرابطة بين سلاح الجو الإيطالي ونظيره الأميركي، عضوية. ويتلقى الطيارون الإيطاليون تدريبهم، تاريخياً، في الأكاديميات الأميركية. سجال قطع الغيار وانتظام بريطانيا في برنامج "أف-35" لم يضعف بدوره على رغم تعرج سياسة إدارة ترمب وخبطها على غير هدى. ومنذ موجة التوصية الأولى، في 2006 وعهد حكومة توني بلير العمالية، على شراء الطائرات الـ40 لحساب سلاح الجو الملكي والبحرية الملكية التي تستخدمها على حاملات طائراتها- لم تحد السياسة البريطانية عن نهجها. وتتمم طائرات "أف-35" هذه أسطولاً مختلطاً من طراز "يوروفايتر تايفون" على وجه الخصوص. ويتوقع أن يزيد عددها تدريجاً بحسب مجلة الدفاع البريطاني الاستراتيجية، في الثاني من يونيو. وإلى الروابط العسكرية والتاريخية التي تشد لندن إلى واشنطن، وخصوصاً في شأن الردع النووي، تلتحق المملكة المتحدة، على شاكلة إيطاليا، بالولايات المتحدة وصناعتها. فبعض قطع غيار "أف-35" الأساسية تصنع في المملكة المتحدة، شأن ذنب الطائرة، وبعض أجزاء من النظام الإلكتروني، والمقاعد المتحركة، ونظم الاعتراض الهجومية، وليزر الاستهداف، وكابلات رمي الأسلحة. وتسهم 100 منشأة بريطانية في صناعة هذه القطع، على رأسها شركة بي إي آي سيستمز العملاقة، اليوم. وتدور السجالات الحادة على مسألة نقل قطع غيار "أف-35" إلى الدولة العبرية. وكانت حكومة كير ستارمر علقت، في سبتمبر (أيلول) 2024، توريد نحو 30 إجازة قطع غيار كانت تل أبيب حازت عليها، لعلم الحكومة البريطانية باحتمال استعمال هذه القطع في ارتكاب جرائم حرب في غزة. لكن هذا التعليق لم يسر على قطع غيار طائرات "أف-35" التي تعود مراقبتها إلى برنامج الولايات المتحدة، على ما قال وزير الدفاع البريطاني، أواخر 2024. واضطرت هولندا وبلجيكا، والبلدان يؤويان قنابل "ب-61" الأميركية، إلى التقيد ببرنامج "أف-35". وشعر البلدان بقساوة الارتهان للولايات المتحدة، في الأشهر الأخيرة. فعلى شاكلة أمستردام، اضطرت بروكسل إلى النزول عن أسطولها من طائرات "أف-16" كله إلى القوات الأوكرانية. واستتبع التأخر في تسليم طائرات "أف-35" إلى بلجيكا تأخير بروكسل تسليم طائراتها "أف-16" إلى قوات كييف. وفي هولندا، استحصلت جمعيات محلية، في فبراير (شباط) 2024، من محكمة هولندية على حكم بتعليق توريد قطع غيار "أف-35" إلى إسرائيل. وتستضيف المملكة في قاعدة جوية بفويندريشت (جنوب غربي البلاد) واحداً من أهم ثلاثة مراكز توزيع قطع غيار الطائرة. طرد تركيا وعلى رغم شراكتها القديمة في البرنامج، خسرت تركيا الـ100 طائرة التي أوصت عليها، وكانت تتوقع تسلمها. وذلك أن واشنطن خشيت انتقال معلومات دقيقة وحساسة إلى موسكو، قد تتيح لها الالتفاف على خفاء أو شبحية الطائرة المقاتلة. وقبل طردها من الشراكة، كانت أنقرة تصنع فوق 900 قطعة من طائرة "أف-35"، بعضها رئيس مثل عناصر من جهاز الهبوط، والخلية المركزية في حجرة القيادة. ومنذ 2020، نقلت صناعة هذه القطع، الواحدة تلو الأخرى وتدريجاً، إلى شركاء آخرين. ومذاك، تحاول أنقرة تعويض خسارتها بواسطة تطوير طائرتها المعترضة الخاصة، "كآن"، التي حلق أول نموذج منها في فبراير 2024، وتسعى تركيا، من ناحية أخرى، إلى اقتناء طائرات "يوروفايتر تايفون". ويقتضي ذلك موافقة بلدان الكونسورتيوم الأربعة، المملكة المتحدة، وإيطاليا، وإسبانيا، وألمانيا. وترفض ألمانيا موافقتها إلى اليوم، خشية انحراف النظام التركي إلى التسلط ويعاقب الإجراء الرئيس رجب طيب أردوغان عقاباً قاسياً، وهو الحريص على إثبات قدرته على الهيمنة على شمال سوريا والعراق، وعلى إظهار مستوى تسلح لا يقل عن مستوى تسلح اليونان- التي تستقبل طائراتها "أف-35" الأولى أوائل 2028، وهي على خصومة مع تركيا في المتوسط منذ خلاف البلدين التاريخي على قبرص. وحيال تراكم القيود والمعوقات هذا، يولي عدد من الضالعين في شؤون الدفاع اهتمامهم ببرنامجي تطوير الطائرات الاعتراضية الأوروبية من الجيل السادس وهما: برنامج طائرة القتال الجوي، وتتعهده فرنسا، وألمانيا، وإسبانيا، وبرنامج "غلوبال كومبات إير بروغرام"، وتسهم في رعايته المملكة المتحدة، وإيطاليا، واليابان. والبرنامجان مصدر منازعات بين الصناعيين قبل أن يتجاوزوا عتبة الدراسة، ولن يفضيا، في الأحوال كلها، إلى صناعة طائرة فعلية قبل عام 2040، على أقرب تقدير. ونظراً إلى تطورات العلاقات الدولية، عقد رائد الصناعة الفضائية الفرنسي، داسو، العزم على المشاركة في المنافسة على شبحية الطائرات المقاتلة وخفائها، منذ خريف 2024. فصنع "مسيرة قتالية خفية" في مقدورها الطيران في ركاب الصيغة الحديثة من طائرة "رافال"، منذ عام 2023. وكان داسو تخلى عن إنجاز هذا البرنامج لضعف موارده. لكن شرط الخفاء بات، في الأثناء، شرطاً لا غنى عنه في اختراق دفاعات العدو الجوية، وعلى الأخص في ضوء تجهيز جيش روسي في متناوله نظم مضادة لسلاح الجو وللصواريخ هي من بين أحدثها في العالم وأدقها. وقطاع صناعة السلاح في تغير بعد دخول قوى غير تقليدية ليست بدول كبرى في سوق تصنيع الأسلحة وتوريدها، ولعل أبرز مثال على ذلك النهج الأوكراني في تصنيع المسيرات وتوجيه دفتها. ولكن سقوط "أف-35" عن عرشها وصدارتها لا يزال مستبعداً.