
الأونروا تحذر من تصاعد العنف والتهجير القسري جنوبي الخليل
الأونروا
حذر رولاند فريدريك مدير شؤون وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا في الضفة الغربية، من التدهور المقلق في الوضع الإنساني في منطقتي خربة أم الخير ومسافر يطا جنوبي محافظة الخليل، بسبب تصاعد اعتداءات المستوطنين، وتكثيف أوامر الهدم، والإجراءات التي تهدد بتهجير قسري وشيك لمئات العائلات الفلسطينية.
وأوضح فريدريك أنه منذ عدة سنوات، يواجه لاجئو فلسطين في خربة أم الخير، الواقعة في تلال جنوب الخليل، مضايقات وعنفا من قبل المستوطنين، إضافة لعمليات هدم منازل، وإجراءات إدارية تؤدي جميعها إلى تقويض حياة هذه التجمع البدوي الذي تُقدّم له الأونروا خدماتها.
وأضاف أن التوتر تصاعد خلال الأيام الأخيرة الماضية، بعد أن دخل مستوطنون مسلحون إلى هذا التجمع نهارا وليلا، وقاموا بتخريب الممتلكات، وحاولوا توسيع سياج المستوطنة داخل أراضي أم الخير.
وتابع فريدريك : "يأتي هذا في وقت تواجه فيه التجمعات الفلسطينية في منطقة (إطلاق النار 918) المجاورة لمسافر يطّا خطر التهجير، ما يؤثر على 200 أسرة، تضم نحو 1200 شخص، من بينهم 500 طفل، وبحسب القانون الدولي، فإن هذه المستوطنات غير قانونية.
وشدد مدير شؤون الأونروا في القدس على أن الكيان الإسرائيلي يتحمل بصفته قوة احتلال، مسؤولية حماية هذه التجمعات الفلسطينية من عنف المستوطنين، ومحاسبة الجناة.
وبحسب القانون الدولي، يجب وقف هدم الممتلكات الخاصة، ووضع حد لتصاعد التهجير القسري. كما يجب ضمان حق التجمعات البدوية والرعوية، التي عاشت على هذه الأراضي منذ أجيال، في العيش بكرامة وأمان.
مساحة إعلانية
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة الشرق
منذ 28 دقائق
- صحيفة الشرق
المرونة وإدارة الأزمات
102 في يوم الثلاثاء الموافق 24 يونيو، علقتُ في مطار مسقط بسلطنة عُمان لمدة سبع ساعات في انتظار رحلة العودة إلى الدوحة. وكان المجال الجوي القطري قد أُغلق منذ عصر يوم الإثنين الماضي وحتى ما بعد منتصف ليل الثلاثاء بقليل. وجاء ذلك عقب تحذير من ضربة صاروخية وشيكة من القوات الإيرانية على قاعدة العديد الجوية التابعة للقوات الأمريكية، وقد نُفذت الضربة بالفعل مساء الاثنين دون وقوع خسائر في الأرواح. وكانت الصواريخ قد أُطلقت ردًا على ضربات سابقة شنتها القوات الأمريكية على مواقع يُشتبه بأنها تضم أسلحة نووية إيرانية. وتبعتها دول خليجية أخرى بإغلاق مجالها الجوي، حيث أغلقت البحرين والإمارات والكويت مجالاتها الجوية أيضًا. وكان من المقرر هبوط ما يقارب 100 طائرة تابعة للخطوط الجوية القطرية عند لحظة إغلاق المجال الجوي. وقد تم تحويل مسار نحو 25 طائرة منها إلى السعودية، و18 إلى تركيا، و15 إلى الهند، و13 إلى سلطنة عُمان، و5 طائرات إلى الإمارات، وحُوِّلت رحلة من نيجيريا إلى مصر. أما بقية الرحلات، فقد حُوِّلت مساراتها إلى مطارات مختلفة في الشرق الأوسط وآسيا وأوروبا، بما في ذلك وجهات بعيدة مثل لندن وبرشلونة. ويبدو التعامل مع مثل هذه الاضطرابات في مجال الطيران أمرا معقدا. فعلى سبيل المثال، هناك قواعد صارمة تُحدد الحد الأقصى لساعات الطيران المسموح بها للطيار خلال فترة زمنية معينة. وبالإضافة إلى ذلك، قد يحتاج الطيار إلى التأقلم مع التوقيت المحلي للوجهة. لذا، حتى في حال توافر طائرات جاهزة للإقلاع وطيارين مؤهلين يعملون لدى نفس شركة الطيران وفي نفس المطار وفي نفس الفترة الزمنية، قد تظل هناك حاجة إلى تأخير إضافي. وعلى الرغم من الاضطراب الهائل الذي أحدثه إغلاق المجال الجوي، فقد فعّلت الخطوط الجوية القطرية إجراءاتٍ مُحكمة للاستجابة للأزمات. وكان موظفو الخطوط الجوية القطرية على دراية تامة بالإجراءات الواجب اتباعها، حيث تم تنفيذ خطط مدروسة بعناية ومجربة مسبقًا. وفي غضون ساعات من إعادة فتح المجال الجوي في الساعات الأولى من صباح 24 يونيو، استؤنفت الرحلات الجوية، حيث تم تشغيل ما مجموعه 390 رحلة في ذلك اليوم، تقل أكثر من 11,000 مسافر في صباح ذلك اليوم وحده. وخلال 24 ساعة، كان جميع ركاب الرحلات المحوّلة قد استأنفوا رحلاتهم. وبحلول يوم الأربعاء الموافق 25 يونيو، كانت الخطوط الجوية القطرية قد شغلت 578 رحلة، ولم يتبقَّ أي مسافر عالق على متن الرحلات المحولة. وتتمتع الخطوط الجوية القطرية بخبرة تراكمية كبيرة فيما يتعلق بالتعامل مع الاضطرابات. منذ الأزمة التي أدت الى اغلاق الأجواء خلال الفترة من 2017 إلى 2021، ثم أعقبه تفشي جائحة كوفيد - 19 وما صاحبها من إغلاقات ألحقت أضرارًا بالغة بصناعة الطيران عالميًا. ورغم ذلك، كانت الخطوط الجوية القطرية من بين عدد قليل جدًا من شركات الطيران التي نجحت في مواصلة عملياتها. وهناك درسٌ مهمٌّ يتعلق بتخطيط الأعمال وأولويات الإدارة التنفيذية. ففي السنوات الأولى للعولمة، كان هناك تركيزٌ على إنشاء سلاسل توريد فائقة الكفاءة، استنادًا إلى مبدأ "التوريد في الوقت المناسب" - أي تقليل كمية المخزون المطلوب تخزينه، على سبيل المثال. وقد أدى ذلك إلى تحقيق كفاءات تشغيلية عالية جدًا - ولكن فقط في حالة عدم وجود اضطرابات كبيرة، حيث إن التشغيل التجاري شديد الكفاءة يكون هشًا وضعيف التحمل أمام الأزمات. ومنذ جائحة كوفيد-19، حدثت إعادة تقييم جوهرية في تخطيط الأعمال والنظريات المرتبطة بها، قلّلت من أهمية "الاستجابة في الوقت المناسب" وعززت من اعتماد خطط الطوارئ والبدائل. وبات من المرجح بشكل متزايد منح مفهوم المرونة أولوية مساوية للكفاءة التشغيلية. وهذا لا يعني فقط زيادة المخزون أو الاحتفاظ ببعض الطاقة الإنتاجية الاحتياطية، بل يشمل أيضًا إجراء تخطيط صارم للسيناريوهات وتوفير تدريب مكثف للموظفين لاختبار قدرة الفرق على الاستجابة لمختلف أنواع الأزمات أو غيرها من الأحداث غير المتوقعة. وربما يوجد نوعان من المديرين التنفيذيين للشركات، حيث يضم النوع الأول المديرين الذين يتوقعون تنفيذًا سلسًا لجميع الخطط الاستراتيجية التي يعرضونها في العروض التقديمية، بينما يضم النوع الثاني المديرين الذين يتوقعون حدوث اضطرابات. ودائمًا ما يكون النوع الثاني أكثر ملاءمة للعمليات الفعلية، لا سيما في ظل الفترة الحالية من الحروب التجارية، والتقلبات الجيوسياسية، والهجمات الإلكترونية المتواصلة. مساحة إعلانية


صحيفة الشرق
منذ 28 دقائق
- صحيفة الشرق
الحاجة لبلورة عقيدة دفاعية خليجية مشتركة للأمن الخليجي!!
123 يبقى التحدي منذ قيام مجلس التعاون لدول الخليج العربية في مايو 1981- قبل 44 عاما من العمل الخليجي المشترك، تحويل مجلس التعاون إلى تحالف عسكري جامع يمنع ويوازن ويردع الخصوم والأعداء. شهدنا لمدة أربعة عقود مد وجزر العلاقات الخليجية بتحديات داخلية وخارجية خطيرة، هددت كيان المجلس. وزادت وتنوعت وتعقدت التهديدات من دول إقليمية بأجندات ومطامع. ركن المجلس للتعاون مع قوى خارجية كبرى من بريطانيا إلى الولايات المتحدة بعد حرب تحرير دولة الكويت وسقوط وتفكك الاتحاد السوفيتي، لكننا لم ننجح جماعيا برغم القدرات والإمكانيات بالانتقال إلى التكامل وبلورة عقيدة أمنية دفاعية تردع الخصوم والأعداء وتتصدى للتهديدات المتصاعدة. شن إسرائيل حرباً مباغتة على إيران بغارات وعمل استخباراتي باغتيال قادة الصف الأول في الحرس الثوري الإيراني وعلماء ذرة ونوويين، أطلق جرس إنذار، ذكّر بالحاجة للتعاون والعمل الجاد لبلورة مشروع وعقيدة عسكرية دفاعية جماعية تصون أمننا وتحمي مصالحنا ومقدرات شعوبنا. وثبت أن حياد دولنا ومنع الولايات المتحدة استخدام قواعدنا العسكرية لا يقينا شر الاعتداءات والانتقام، وأن نُقحم بحروب الآخرين. تمثل ذلك باعتداء الحرس الثوري الإيراني على سيادة دولة قطر بقصف قاعدة العديد الجوية تتمركز فيها قوات أمريكية. وسط استنكار وتنديد خليجي وعربي ودولي واسع. عبَّر عنه سمو أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد باتصال الرئيس الإيراني مسعود بازشكيان بإدانة "قطر الشديدة للهجوم على قاعدة العديد باعتباره انتهاكا صارخا لسيادتها ومجالها الجوي وللقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة... ويتنافى الانتهاك تماما مع مبدأ حسن الجوار والعلاقات الوثيقة التي تجمع البلدين، لا سيما وأن قطر كانت دائما من دعاة الحوار مع إيران وبذلت جهودا دبلوماسية حثيثة في هذا السياق". حتى قبل الاعتداء الإيراني على قاعدة العديد الجوية في قطر وشن إسرائيل حرب 12 يوما على إيران لتدمير منشآت إيران النووية، وضرب قدراتها الصاروخية واغتيال قادة الحرس الثوري واغتيالات علماء نوويين لضرب وتأخير البرنامج النووي. لتنضم الولايات المتحدة لإكمال بضرب منشآت أصفهان واراك، وخاصة فوردو لتخصيب اليورانيوم ودرة تاج برنامج إيران النووي تحت الأرض بقنابل خارقة التحصينات ورد إيران الانتقامي بقصف قاعدة العديد الجوية في قطر، وتصدي الدفاعات الأرضية القطرية بأنظمة باتريوت بكفاءة عالية، وترفع مؤشر التوتر. لذلك بات ملحاً معالجة المعضلة الأمنية بعيداً عن ردة أفعال فردية وآنية، وبلورة إستراتيجية جماعية تردع الخصوم والأعداء. علّقت في مقاليّ الأخيرين في "الشرق" - "أولوية دولنا الخليجية... وقف حرب إسرائيل على إيران".. ونجاح جديد لوساطة دولة قطر.... تساهم بوقف حرب إسرائيل على إيران"!!، وفي ندوات ودراسات سابقة للحاجة الملحة لصياغة وبناء عقيدة أمنية خليجية موحدة برؤية أمنية مشتركة تتصدى لحزمة التهديدات الأمنية والعسكرية والأمن الصلب والأمن الناعم وعلى رأسها الاتفاق على مصادر وأبعاد وخطورة التهديدات العسكرية وتهديد أمن الطاقة (النفط والغاز) والإرهاب والاعتداءات السيبرانية. والعمل الجماعي على إقامة قيادة عسكرية موحدة أبعد وأشمل من درع الجزيرة. ومنظومة دفاع جوي وصاروخي مشتركة وشبكة إنذار مبكر لدول مجلس التعاون الخليجي. وكما علّقت في دراسة سابقة: "أمننا الخليجي يجب أن نصنعه بأيدينا، لا أن نستورده من الخارج". خاصة أن التباين والخلافات الخليجية الهيكلية والأمنية والاختلاف على مصادر التهديدات يعيق العمل الجماعي لمواجهة حزمة التهديدات المتصاعدة، خاصة التهديدات غير المتناظرة من تنظيمات عقائدية مسلحة، وصراع القوى الإقليمية الكبرى كما شهدنا مؤخرا بين إسرائيل وإيران لن نكون بمنأى عن تداعياته. حتى ببقاء دولنا على الحياد تجاه الحرب بين إسرائيل وأمريكا من جهة وإيران من جهة ثانية. ولن يحمي علاقتنا الودية مع إيران والتطبيع مع إسرائيل، الدول المطبعة من التعرض لتهديد المواجهة. وأؤكد على الحاجة لتقليص الاعتماد المطلق على الحماية الأمريكية في وقت تبدو الإدارات الأمريكية منذ إدارة الرئيس أوباما مرورا بإدارات الرئيسين ترامب الأولى والثانية وبينهما إدارة الرئيس بايدن- المنكفئين عن منطقتنا بعيدا عن الحروب الدائمة ومكافحة الإرهاب وبتغير أولوياتها لاحتواء الصعود الصيني الطاغي ومواجهة تهديد روسيا للأمن الأوروبي انطلاقا من أوكرانيا. كما أن التعويل شبه الكلي على الحماية الخارجية لا يمكن استمرارها لتغير الأهداف والأولويات وتراجع الحاجة للطاقة الخليجية. كما على دولنا الخليجية تنويع الانفتاح على تعاون أمني ودفاعي متعدد الأبعاد مع القوى الإقليمية مثل تركيا والقوى الدولية- الصين وروسيا والهند. مع تيقننا أنها ليست بديلة على المدى المنظور عن الوجود العسكري والأمني الأمريكي. كذلك هناك حاجة ملحة لدولنا إلى تفعيل الانخراط بدبلوماسية الوساطات التي أتقناها بنجاح مميز لحل أزمات وصراعات المنطقة، والمهددة للأمن الخليجي. كما أثبتت نجاحات الوساطات الخليجية خاصة الوساطة القطرية بين الولايات المتحدة وإيران في أكثر من ملف وبين حماس وإسرائيل وبين الولايات المتحدة وطالبان، وكذلك وساطة سلطنة عمان ودولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، وقبلهم دولة الكويت في حل الأزمة الخليجية الأخيرة. ويمكننا البناء على ذلك بوساطات وإطلاق حوارات لنزع فتائل الأزمات والتهديدات. وتبقى عربدة وتعنت إسرائيل واستباحة سيادة دول المنطقة من المتوسط إلى البحر الأحمر والخليج العربي- مع استمرار حرب الإبادة على غزة وتهويد القدس وبناء المستوطنات وحتى المطالبة بضم الضفة الغربية، يشكل التهديد الأبرز والأخطر. مع التأكيد أن لا أمن ولا استقرار في المنطقة طالما بقيت القضية الفلسطينية دون حل شامل ونهائي وعادل ينزع الفتيل المتفجر ويهدد الأمن والاستقرار العربي من الخليج إلى المحيط. لذلك على المجموعة العربية والإسلامية في الأمم المتحدة، ومن لديهم علاقات مميزة مع إدارة الرئيس ترامب الضغط بهذا الاتجاه لوقف حرب غزة، والانخراط بمفاوضات جادة لنزع الصاعق المتفجر واحتواء تهديدات الأمن الخليجي والعربي معاً.


صحيفة الشرق
منذ 7 ساعات
- صحيفة الشرق
الهوية البصرية السورية... عقد وطني بين الحكومة والشعب
96 إحسان الفقيه إذا عرضت على أي شخص صورة لعلامة تجارية تحمل شعار التفاحة بلون أسود أو رمادي وسألته عنها، سوف يجيبك فورًا أن هذا الشعار يمثل شركة آبل رائدة صناعة الهواتف الذكية. التعرف السريع والمباشر على هذا الشعار ونسبته، يحدث بتأثير ما يعرف بالهوية البصرية، وهي الواجهة المرئية للشركة، والتي ترسخ العلامة التجارية في ذهن الجمهور. طَيًّا لصفحة الماضي الأليم، وإيذانًا ببداية عهد جديد تكون فيه سوريا للسوريين، أطلقت حكومة الشرع خلال احتفالية بقصر الشعب بدمشق هوية بصرية جديدة، تعبر عن سوريا الجديدة، هوية بصرية تعزز الانتماء الوطني وتصهر الدولة مع الشعب لا بالقسر والقهر، وإنما بعقد وطني جديد قائم على التلاحم والتكاتف. الشعار الجديد الذي يظهر فيه طائر العقاب الذهبي ذو الصلة الوطيدة بتاريخ سوريا القديم، يعلوه ثلاث نجوم، يحمل دلالات عدم الانقطاع عن الماضي والتطلع إلى المستقبل بمفاهيم جديدة مختلفة. الثلاث نجوم التي تمثل الشعب حاضرة في الشعار الجديد كدلالة على تحريرها من عهد النظام البائد، وتعلو طائر العقاب الذي يرمز إلى الدولة، إلا أن ذلك العقاب الذهبي يظهر بوضعية لا هي على هيئة الدفاع ولا هي على هيئة الهجوم، في إشارة إلى التوازن واحتضان هذا الشعب، ينسدل منه خمس ريشات تمثل كل منها إحدى المناطق الجغرافية الكبرى، ويتكون كل جناح من جناحيه من سبع ريشات تمثل مجموع محافظات سوريا. وكما هو واضح، ترتكز هذه البصرية السورية الجديدة بما تحمله من رمزيات ودلالات، على صيغة جديدة للعلاقة بين الدولة والشعب، تمثل عقدا وطنيا جامعا، قائما على استيعاب كل الأطياف في سوريا على اختلاف المشارب، لتكون سوريا للسوريين. تعبر الهوية البصرية الجديدة عن مواجهة سوريا لأحد التحديات الضخمة وهو استهدافها بالتقسيم، فهو يعبر وفقا لتصريحات الرئيس أحمد الشرع عن سوريا لا تقبل التجزئة ولا التقسيم، الواحدة الموحدة، وتعكس التنوع الثقافي والعرقي. الهوية البصرية الجديدة، ليست مجرد تجديد شكلي في شعار الدولة، بل هي إعلان القطيعة مع مضامين وآثار الحقبة السابقة، التي حكمت فيها أقلية متسلطة شعبا كبيرا متنوعا بالحديد والنار ولم يشعر فيها السوريون بأن سوريا لهم، واستقبال لعهد جديد تحتضن فيه الدولة ذلك الشعب بكل تنوعه الثقافي والعرقي. ومن محاسن هذا الشعار أن الثلاث نقاط التي تمثل الشعب المُحرَّر، تعلو طائر العقاب، تمثيلا لحقيقة أن الشعب أولا، وأن الحكومة أو القيادة ليست مالكة لهذا الشعب، وإنما هي حاضنة وموكلة وموظفة لصالح رعاية هذا الشعب وتحقيق أحلامه وطموحاته. تضافرت تصريحات القيادة السورية ووسائل الإعلام الوطنية للتفسير الدقيق لمضمون الشعار، ليترسخ في نفوس الجماهير المضامين التي يراد توصيلها من قبل القيادة، ليدرك السوريون الغايات التي يلتقون عليها، وتتضح في أذهانهم معالم الفترة المقبلة، تجمع قلوبهم على تحقيق اللُّحمة الوطنية والوقوف أمام مؤامرات تقسيم سوريا. جاء توقيت إطلاق الهوية البصرية الجديدة مناسبا، في ظل محاولات تجزئة هذا البلد الشقيق الذي عانى الأمرّين، كما أنه يأتي مع شعور المواطن السوري ببدايات التغيير، سواء على صعيد الأحوال المعيشية والاستقرار النوعي، أو على صعيد العلاقات الخارجية المستقرة التي أقامتها الدولة الجديدة عربيًا وإقليميا ودوليا، بما يعزز لدى المواطن أن حكومته تعمل بجدية على تحقيق وتلبية طموحات الشعب السوري وفقا لما ترمز إليه الهوية البصرية السورية الجديدة، ولن تبقى هذه المضامين حبيسة الشعار، وإنما ستتحول إلى واقع يلمسه المواطن السوري.