
فلكي أردني يكشف عن أهمية الفيزياء النووية
في وقت تتسارع فيه الابتكارات التكنولوجية وتتفاقم فيه التوترات الجيوسياسية على المستويات كافة، تبرز الفيزياء النووية كواحدة من أكثر فروع العلم حساسية وتأثيرا في حاضر البشرية ومستقبلها، وفق ما يؤكده عمار السكجي، الفيزيائي النظري ورئيس الجمعية الفلكية الأردنية.
ويصف السكجي الفيزياء النووية بأنها علم يقف عند مفترق طرق حاسم بين الأمل والخطر؛ فهي من جهة تكشف عن قدرة العلم على تقديم حلول مذهلة لمشكلات الطاقة حول العالم، ومن جهة أخرى تسلّط الضوء على هشاشة التوازن الدولي في ظل التهديدات النووية المتزايدة.
ويوضح أن الطاقة النووية، من خلال التفاعلات المعقدة في أعماق الذرة، تُعد اليوم من أقوى مصادر الطاقة على الإطلاق، ويمكن أن تشكّل ركيزة مستقبلية للتنمية المستدامة إذا ما وُضعت في إطار الاستخدام السلمي المنضبط. لكن الوجه الآخر لهذه القوة يكمن في قدرتها على إحداث دمار هائل يتجاوز الوصف، كما أثبت التاريخ في هيروشيما وناجازاكي، وكما تهدد به السياسات النووية الحديثة في أكثر من ساحة إقليمية ودولية.
ويؤكد السكجي أن هذا التناقض الجوهري في جوهر الفيزياء النووية بين البناء والتدمير، يفرض الحاجة إلى رفع مستوى الوعي العام بمخاطر هذه التقنية ومنافعها، إلى جانب ضرورة ترسيخ مبادئ الشفافية العلمية، وتفعيل الرقابة الدولية الرشيدة والعادلة، وتعزيز التعاون بين الأمم، من أجل ضمان مستقبل آمن ومزدهر للبشرية.
أوضح السكجي أن الفيزياء النووية هي فرع من الفيزياء يهتم بدراسة نواة الذرة وتفاعلاتها، وتتضمن مفاهيم محورية، مثل الانشطار النووي، وهي عملية انقسام نواة ثقيلة (مثل يورانيوم-235 أو بلوتونيوم-239) إلى نواتين أصغر مع انبعاث طاقة هائلة.
أما الاندماج النووي، فهي اندماج نواتين خفيفتين (مثل الديوتيريوم والتريتيوم) لتكوين نواة أثقل، وهي التفاعلات التي تحدث في الشمس.
ويعرف النشاط الإشعاعي بأنه تفكك تلقائي لنوى غير مستقرة مع انبعاث جسيمات (ألفا، بيتا) أو أشعة غاما، فيما يقصد بـ "الإشعاع المؤين" بأنه إشعاع قادر على إزالة إلكترونات من الذرات، ويشمل النيوترونات، وأشعة غاما، وجسيمات ألفا وبيتا.
الأصول الكمومية للنظرية النووية
تمتد جذور الفيزياء النووية الحديثة إلى أعماق ميكانيكا الكم، حيث تمثل النواة نظامًا معقدًا تحكمه القوانين الكمومية أكثر من الكلاسيكية. لفهم سلوك الأنوية الذرية والجسيمات دون الذرية، تعتمد الفيزياء النووية على مجموعة معادلات ونماذج رياضية، من أبرزها:
معادلة شرودنجر: تشكّل العمود الفقري لنمذجة النظام النووي غير النسبي، وتُستخدم لحساب مستويات الطاقة في النواة والاحتمالات الكمومية لتواجد الجسيمات، وتمثل الأساس لفهم سلوك الجسيمات داخل وخارج النواة.
معادلة ديراك: تدخل في توصيف الأنوية ذات الطاقات العالية، وتدمج بين ميكانيكا الكم والنسبية الخاصة، وقد سمحت بالتنبؤ بوجود نظير الإلكترون (البوزيترون).
مخططات فاينمان: أداة رسومية لحساب العمليات النووية مثل التحلل الإشعاعي، والتفاعلين القوي والضعيف، وتفاعلات الاندماج والانشطار، وتُستخدم ضمن نظرية الحقل الكمومي لتسهيل تمثيل المعادلات التداخلية.
الديناميكا اللونية (QCD): النظرية الأساسية التي تصف التفاعل النووي القوي بين الكواركات داخل البروتونات والنيوترونات، وتفسر سبب احتجاز الكواركات داخل الجسيمات المركبة، وتوضح كيف تتولد معظم كتلة النواة من طاقة الربط بين الكواركات وليس من كتلها الفردية.
وتشكل هذه النظريات إطارًا لفهم البنية الدقيقة للنواة، وآليات إنتاج الطاقة النووية، وتفاعلات التحول بين الجسيمات، كما تُسهم في تطوير نماذج المحاكاة الرقمية للمفاعلات النووية وأبحاث الاندماج، مما يجعل الفيزياء النووية في قلب الثورة العلمية الحديثة.
يمثل تطور البرامج النووية العالمية انعكاسًا مباشرًا لتقاطع العلم بالسياسة، حيث لعبت الفيزياء النووية دورًا محوريًا في التوازنات الدولية منذ منتصف القرن العشرين. ويمكن تتبع التسلسل الزمني لهذا التحول الجيوسياسي عبر أهم المحطات:
1942–1945: انطلاق مشروع مانهاتن الأميركي، أول برنامج نووي عسكري، أدى إلى تصنيع أول قنبلتين ذريتين أُلقيتا على هيروشيما وناجازاكي عام 1945، ما تسبب بمقتل أكثر من 200,000 شخص.
1949: الاتحاد السوفييتي يفاجئ العالم بإجراء أول تجربة نووية ناجحة، ويطلق سباق تسلح نووي محموم.
1952–1960: المملكة المتحدة (1952)، فرنسا (1960)، ثم الصين (1964) تنضم إلى النادي النووي، معززةً مفهوم الردع النووي المتعدد الأقطاب.
1968: توقيع معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT)، التي سعت للحد من الانتشار مقابل ضمان حق الاستخدام السلمي.
1974: الهند تُجري أول تجربة نووية تحت شعار "تفجير سلمي"، ما أثار مخاوف من تفشي التقنية خارج الدول الخمس المعترف بها.
1998: باكستان ترد بتجارب نووية بعد تجارب هندية جديدة، لتصبح شبه القارة الهندية واحدة من أخطر بؤر التوتر النووي.
1986: كارثة تشيرنوبيل تعيد رسم أولويات الأمن النووي عالميًا.
2003–2006: تصاعد القلق الدولي من البرنامج النووي الإيراني، مع تعثّر المفاوضات حول شفافيته وأهدافه.
2015: توقيع الاتفاق النووي الإيراني (JCPOA) مع القوى الكبرى، يقيّد تخصيب اليورانيوم مقابل رفع العقوبات.
2018–2022: انسحاب واشنطن من الاتفاق وعودة العقوبات، تليها زيادة في نسبة التخصيب الإيرانية لتتجاوز 60%، ما يقرّبها تقنيًا من حدود التسليح.
2024–2025: تتواتر التهديدات الإسرائيلية والأميركية باستهداف منشآت نووية إيرانية، ما يعيد إشعال المخاوف من اندلاع صراع نووي إقليمي في الشرق الأوسط.
وفي خضم هذه المحطات، أجرت كوريا الشمالية تجارب نووية منذ عام 2006 رغم العقوبات، ويُشتبه بامتلاك إسرائيل ترسانة نووية غير معلنة، فيما يواصل المجتمع الدولي محاولاته للحد من الانتشار النووي عبر الدبلوماسية، والردع، والتقنيات الرقابية.
المنشآت في الشرق الأوسط
شهد الشرق الأوسط خلال العقود الماضية تصاعدًا ملحوظًا في النشاط النووي، سواء للأغراض السلمية أو ذات الطابع العسكري، مما جعله واحدًا من أكثر المناطق حساسية على المستوى النووي عالميًا:
ديمونا (إسرائيل): يقع في صحراء النقب، ويُعتقد أنه نشط منذ الستينيات. تشير تقارير غير رسمية إلى استخدامه لإنتاج البلوتونيوم لصنع الأسلحة النووية. إسرائيل لم توقّع على معاهدة NPT، وترفض السماح بتفتيش منشآتها، ما يعزز الاعتقاد بامتلاكها ترسانة سرية تُقدّر بـ 80 إلى 200 رأس نووي.
بوشهر (إيران): أول محطة طاقة نووية إيرانية، بُنيت بدعم روسي وتخضع لتفتيش وكالة الطاقة الذرية. رغم طابعها المدني، إلا أن قربها من مواقع تخصيب ومفاعل آراك جعلها في قلب النزاع.
نطنز وفوردو (إيران): منشآت تخصيب تحت الأرض تحتوي على أجهزة طرد مركزي متقدمة، وتعرضت لهجمات سيبرانية وعسكرية إسرائيلية وأميركية مؤخرًا.
أنشاص (مصر): مفاعل بحثي من أقدم المفاعلات في المنطقة، يُستخدم لأغراض علمية ويخضع لتفتيش دوري.
السعودية: رغم عدم امتلاك مفاعل نشط، أعلنت نيتها بناء مفاعلات سلمية، مع تقارير عن مشاريع بحثية واستخلاص محلي لليورانيوم.
الإمارات: دشّنت محطة "براكة"، أول مشروع نووي عربي لإنتاج الكهرباء تجاريًا، وتخضع لإشراف صارم من الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
كما توجد منشآت أخرى دُمّرت أو خرجت من الخدمة. ومع غياب معاهدة إقليمية لنزع السلاح النووي، تبقى المنطقة مرشحة للتصعيد، خاصة في حال حدوث خلل في توازن الردع أو استهدافات غير تقليدية للمنشآت الحساسة.
الانشطار أم الاندماج؟
يُستخدم الانشطار النووي حاليًا في المفاعلات والأسلحة، لكنه ينتج نفايات مشعة طويلة الأمد، فيما الاندماج النووي لا يُنتج نفايات طويلة العمر، لكنه يتطلب حرارة وضغطًا هائلين.
ومن الأبحاث الواعدة؛ ITER (فرنسا) وهو مشروع دولي لتجريب اندماج الديوتيريوم والتريتيوم، إضافة إلى مشروع NIF (الولايات المتحدة)، الذي أعلن عام 2022 عن نجاح أول تفاعل اندماجي بطاقة موجبة، ومشروع HL-2M (الصين)؛ الذي حقق حرارة تفوق 150 مليون درجة مئوية.
وتتنوع استخدامات الفيزيا النووية السلمية؛ إلى الطب النووي ويتضمن التشخيص والعلاج باستخدام نظائر مثل Tc-99m، في الزراعة لتعقيم الحشرات وتتبع المياه الجوفية، في الصناعة لفحص اللحام وقياس الكثافة، وفي تحلية المياه من خلال استخدام حرارة المفاعلات النووية.
ومن المخاطر الإشعاعية؛ فإن التعرض الحاد يسبب التهابات، تلف الحمض النووي، وموت الخلايا، أما التعرض المزمن يسبب السرطان، العقم، والتشوهات الخلقية، وبعض النظائر تبقى مشعة لآلاف السنين.
وحول العالم أكثر من 13,000 رأس نووي تملكها 9 دول، فيما تواجه معاهدات مثل NPT وSTART ضغوطًا سياسية متزايدة، أما السلاح النووي، فهو أداة ردع فعالة، لكنه خطر دائم على البشرية.
تخصيب اليورانيوم: سلميا وعسكريا
يعرف تخصيب اليورانيوم بأنه عملية لزيادة نسبة اليورانيوم-235 القابل للانشطار، من نسبته الطبيعية البالغة 0.7%، ويُستخدم في 3–5% لتوليد الكهرباء في مفاعلات مدنية، 20–60% في مفاعلات الأبحاث، وأكثر من 90% لصناعة الأسلحة النووية أو غواصات الدفع النووي.
وتخضع منشآت التخصيب لرقابة صارمة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA)، وغالبًا ما يُعد تجاوز التخصيب 20% مؤشرًا تقنيًا للاقتراب من مستوى الاستخدام العسكري.
وفي ظل التوترات الإقليمية والمخاوف من تسرب إشعاعي عابر للحدود، أعلنت هيئة الطاقة الذرية الأردنية جاهزيتها الكاملة للتعامل مع أي طارئ نووي قد يؤثر على البلاد.
وتتضمن الخطة الوطنية توزيع أقراص يوديد البوتاسيوم (KI) على المواطنين إذا تجاوزت مستويات الإشعاع الحدود المسموح بها. وتعمل هذه الأقراص على حماية الغدة الدرقية من امتصاص اليود المشع، أحد أخطر النظائر الناتجة عن التسربات النووية، وتُعد إجراءً فعالًا لحماية الأطفال والنساء الحوامل.
وأكد السكجي أن هذا الاستعداد يعكس وعي الأردن بأهمية الأمن النووي الإقليمي، والتزامه بالبروتوكولات الدولية لحماية السكان والتخطيط للطوارئ.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الانباط اليومية
منذ 17 ساعات
- الانباط اليومية
الجمعية الفلكية: أقمار "ستارلينك" ستظهر مجددا في سماء المملكة بهذه الأوقات
الأنباط - أوضح الدكتور عمار السكجي، رئيس الجمعية الفلكية الأردنية، أن الأجسام المضيئة التي شوهدت في سماء المملكة مساء الاثنين هي أقمار "ستارلينك" التابعة لشركة "سبيس إكس"، والتي انطلقت إلى الفضاء على متن صاروخ "فالكن 9". وأشار السكجي ، فجر الثلاثاء، إلى أن هذه المجموعة من الأقمار تحمل اسم G10-16، وهي جزء من مشروع "ستارلينك" العالمي لتوفير الإنترنت الفضائي عالي السرعة. وبيّن أن هذه الأقمار شوهدت في سماء الأردن مساء الاثنين، ومن المتوقع أن تُشاهد مجددًا فجر اليوم الثلاثاء، وكذلك مساء الغد الثلاثاء بعد غروب الشمس، حيث تظهر على شكل نقاط مضيئة متتابعة تتحرك في صف منتظم عبر السماء.


جفرا نيوز
منذ يوم واحد
- جفرا نيوز
الأستاذة الدكتورة ياسمين مراد تُصنّف ضمن أعلى 0.5٪ من العلماء عالميًا
جفرا نيوز - حققت الأستاذة الدكتورة ياسمين مراد، المتخصصة في الهندسة المدنية إنجازا علميا غير مسبوق على مستوى الأردن، حيث حازت على تصنيف عالمي رفيع ضمن أعلى 0.5٪ من العلماء على مستوى العالم، وذلك وفقًا لتصنيف منصة Scholar GPS الأمريكية، وهي منصة بحثية دولية متقدمة تُعنى بتحليل الأداء الأكاديمي والبحثي على مستوى التخصصات الدقيقة. ويستند تصنيف Scholar GPS إلى تحليل بيانات موثوقة من قاعدة Web of Science، والتي تضم معلومات عن أكثر من 20 مليون باحث حول العالم، لكن يتم اختيار نسبة محدودة فقط من هؤلاء العلماء ليدرجوا ضمن قائمة الـ0.5٪ الأعلى، وذلك بناءً على مجموعة صارمة من المؤشرات تشمل: عدد الأبحاث، عدد الاقتباسات، جودة المجلات العلمية، والتأثير البحثي داخل التخصص الدقيق. وجاء تصنيف الدكتورة مراد تحديدًا ضمن تخصص "التعبير الجيني' (Gene Expression)، وهو مجال بحثي دقيق يُعد من أحدث تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الهندسة المدنية، حيث يُستخدم لتحليل وتوقّع سلوك المواد والمنشآت بطرق ذكية ومتقدمة. وتُعد الدكتورة ياسمين مراد العالِمة الأنثى الوحيدة في الأردن المصنفة ضمن أعلى 0.5٪ وكذلك ضمن أعلى 2٪ عالميًا في مجال الهندسة المدنية، مما يجعل هذا الإنجاز سابقة علمية على مستوى الوطن. وكان اسمها قد أُدرج أيضًا ضمن أعلى 2٪ من العلماء في العالم وفقًا لتصنيف جامعة ستانفورد الأمريكية بالتعاون مع دار النشر العالمية Elsevier، وهو تصنيف مرجعي عالمي يُقيّم الباحثين عبر مسيرتهم المهنية من خلال أكثر من 20 مؤشرًا علميًا. وتوّجت هذه الإنجازات بحصولها على عدد من الجوائز الأكاديمية المرموقة، منها: • جائزة سامية منكو للباحثة المتميزة على مستوى الأردن، • جائزة الباحثة المتميزة من مؤسسة فينوس الدولية، • جائزة التميز في بداية المهنة من دار النشر البريطانية "إيميرالد'. وتُعرف الدكتورة مراد بإسهاماتها الرائدة في دمج الذكاء الاصطناعي مع الهندسة المدنية لخدمة تطوير البنية التحتية والاستدامة، وهي تواصل حالياً مشاريع بحثية متقدمة تسهم في تعزيز مكانة الأردن العلمية عالميًا.


جفرا نيوز
منذ يوم واحد
- جفرا نيوز
بالصور .. مؤتمر صحفي في عمان الأهلية حول إنجازاتها
في التصنيفات العالمية والإعتمادات والبحث العلمي والتعليم التقني جفرا نيوز - قال رئيس جامعة عمان الاهلية الاستاذ الدكتور ساري حمدان" أن الجامعة قد حققت بتصنيفها ضمن الفئة (761–770) في تصنيف QS العالمي، المركز الاول على مستوى الجامعات الخاصة الاردنية ، والثالث على مستوى جميع الجامعات الاردنية بعد الجامعة الأردنية وجامعة العلوم والتكنولوجيا. وأضاف الدكتور حمدان خلال مؤتمرصحفي أمام وسائل الاعلام المحلية للحديث عن إنجازات الجامعة في التصنيفات العالمية الكيو.أس والتايمز وتطوير البرامج والبحث العلمي والتخصصات الاكاديمية فيها: إن تصنيف جامعة عمان الأهلية في QS لا يُعد مجرد رقم، بل هو انعكاس لرؤية استراتيجية وجهود مستمرة نحو الجودة والريادة ، ويشكل هذا الإنجاز اعترافًا عالميًا بمكانة الجامعة، واستثمارًا في مستقبل طلبتها، ويعزز فرص الشراكات البحثية الدولية. فالجامعة تنظر إلى التصنيفات كأداة لتحسين الأداء، من خلال سياسات واضحة، وفرق عمل متخصصة، ومؤشرات أداء تُراجع دوريًا لتحقيق التحسّن المستدام، مع الحفاظ على التزامها الوطني والمجتمعي. وبدأ رئيس الجامعة اللقاء برفع أسمى آيات التهاني والتبريكات لسمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد بمناسبة عيد ميلاده الميمون داعيا لسموه بموفورالصحة والعافية، كما رحب رئيس الجامعة بالإعلاميين والصحفيين الذين يعدون شركاء استراتيجيين في نشر فعاليات وتطورالجامعة على المستويين المحلي والإقليمي . ثم قال : إن جامعة عمان الاهلية أول جامعة على مستوى الاردن حصلت على موافقة وزارة التعليم العالي من عام 1989 ، وباشرت الجامعة عام 1990 باستقبال الطلبة على مقاعدها حيث تُعتبر من الجامعات التي تعتمد على مأسسة العمل ضمن فريق عمل متكامل يعمل للارتقاء بمستوى الجامعة مقدما جزيل الشكر لدولة رئيس مجلس الأمناء السيد عبد الكريم الكباريتي لحرصه على تعميق رؤية الجامعة إضافة الى جهود وتوجيه ودعم نائب رئيس مجلس الأمناء / رئيس هيئة المديرين الدكتور ماهر الحوراني ونائبه السيد عمر الحوراني ولكافة أعضاء مجلس الامناء و أعضاء هيئة المديرين. كما اكد حمدان شكره لأسرة جامعة عمان الاهلية من أعضاء هيئة التدريس وأعضاء الهيئة الإدارية على التكاتف للإرتقاء بمستوى الجامعة إلى أعلى المستويات . كما قدم حمدان شكره إلى لجنة متابعة التصنيفات المكوّنة من نائب الرئيس الاستاذ الدكتور أحمد حمدان "عميد كلية طب الأسنان " والأستاذ الدكتور بشار الطراونة عميد كلية الهندسة وكلية التعليم التقني والدكتور إياد شعبان مساعد الرئيس لشؤون الإعتماد والجودة والتخطيط والاستاذ الدكتور أحمد أبو عرابي عميد البحث العلمي والدكتور أحمد منصور مدير التصنيفات والإستدامة .. وقدم الشكر أيضا للمهندس احمد عمر الحوراني لمتابعته الحثيثة ولكافة الموظفين العاملين في التصنيف . واكد رئيس الجامعة أن الهدف من الإنجاز ليس التصنيف فقط ، إنما ذلك له تبعات كثيرة في الدول العربية والأجنبية ، مشيرا إلى أن التركيز الان في الإبتعاث بجميع الجامعات يكون الى الجامعات المصنّفة فقط ، مقدما التهنئة إلى الجامعة الاردنية وجامعة العلوم والتكنولوجيا في تقدّم تصنيفها . مبيّنا الى ان الفضل يعود الى مؤسسة التعليم العالي ومؤسسة الاعتماد لتركيزهم على الاعتماد المحلي. وبين الرئيس ان هناك 3 تصنيفات دولية تضم تصنيف شنغهاي ويعتمد على الاختراعات وجوائز نوبل وهذا يتطلب وقت للحصول عليه، وتصنيف QS والتصنيف الثالث التايمز ، مشيرا إلى أن كل كليّة لها تصنيف أيضا ، لافتا الى أن كلية طب الاسنان بدأت بالتقدم للتصنيفات وسيتم العمل للحصول عليه قريبا. كما اضاف ان الجامعة ارتقت بالبحث العلمي الى درجة كبيرة ،كما حصلنا على المركز الاول على مستوى الجامعات الخاصة محليا ً والمرتبة 16 بتصنيف الجامعات العربية بعدما كان ترتيبنا 43 وحسب تصنيف ويبومتركس تصدّرت جامعة عمان الاهلية محلياً وعلى المستوى العربي 41 . واشار رئيس الجامعة ان الجامعة شهدت تطورا في مجال البحث العلمي خلال السنوات الثلاث السابقة سواء من حيث الابحاث المنشورة أو جودة المجلات العلمية مبينا ان الجامعة عملت على ايجاد حوافز للباحثين أعضاء هيئة التدريس بحيث تكون مكافئة بحث Q1 مقدارها 2500 دينار وكلما تدنى البحث تقل المكافئة وجاءت تشجيعا لإنجاز مزيد من الأبحاث التي ستساهم في رفعة وتطوّر الجامعة علميا ً مؤكداً أن هناك تزايد ملحوظ للأبحاث كل عام. واضاف الرئيس أن تأسيس كلية التعليم التقني جاءت تماشياً مع رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني وسمو ولي العهد الامير الحسين بن عبدالله الثاني من أجل التركيز على الجانب المهني والتقني كركيزة لتقليل نسب البطالة وإكساب الطالب مهارات عملية تساعده على الدخول بسوق العمل متسلحا بمهنة تساعده على ايجاد فرصة عمل . وشدد السيد الرئيس على أن جميع الطلبة الخريجين ملزمين ببرنامج للتدريب الميداني كل حسب تخصصه حيث ان هناك لجنة يخضع لها الطالب لفحص مستواه إضافة الى التأكد من استخدام البرامج الذكية "الذكاء الاصطناعي " ، مبينا ان الكلية تمنح درجة الدبلوم المتوسط ، وتمت الموافقة على استحداث تخصصات تكنولوجيا الأجهزة الطبية وتخصص إدارة الضيافة (إدارة فنون الطهي ) وتخصص تطوير الالعاب وتخصص إدارة الاعمال (الادارة والتوريد والمشتريات ) وتخصص ممارسة الصحة والرعاية الاجتماعية (مساعد المهن الصحية) وتخصص الزراعة / انتاج المحصول . كما بين حمدان ان الجامعة اعتمدت كمركز لتدريس برامج بيرسون بيتك الدولية من المملكة المتحدة وتمنح درجة الدبلوم المتوسط في تخصصات التصميم الداخلي وهندسة السيارات وهندسة البرمجيات والفيلم والتلفزيون. •و قال عميد كلية الهندسة وكلية التعليم التقني في الجامعة الدكتور بشار الطراونة " ان الجامعة حصلت على اعتماد مؤسسة بيرسون لمنح شهادة الدبلوم المتوسط والمعترف بها باكثر من 70 دولة على مستوى العالم كما حصلت الجامعة على اعتماد بيرسون لعدد من البرامج وموافقة التعليم العالي حيث باشرنا مباشرة باستحداث مبنى لكلية التعليم التقني وعمل دراسة كاملة وتحديد الاحتياجات للكلية للبدء باستقبال الطلبة للعام الدراسي القادم الفصل الاول لافتا انه سيتم البدء العام القادم بخمسة برامج منها برنامج تكنولوجيا الاجهزة الطبية ب 96 ساعة معتمدة بثلاث سنوات وهو برنامج محلي حيث ان هناك برنامج واحد موجود بالخدمات الطبية الملكية والثاني سيكون بجامعة عمان الاهلية. كما بين الطراونة ان البرامج الدولية ستكون البداية بأربعة برامج للدبلوم المتوسط في هندسة السيارات والتصميم الداخلي وهندسة البرمجيات والفيلم والتلفزيون ، مشيرا إلى انه تم وضع خطة كاملة للبرامج التي سيتم البدء بها حسب دراسة مستوفية لسوق العمل المحلي كما سيكون العام القادم برامج ضمن الخطة هي تخصص ادارة الضيافة (ادارة فنون الطهي ) وتخصص تطوير الالعاب وتخصص ادارة الاعمال (الادارة والتوريد والمشتريات ) وتخصص ممارسة الصحة والرعاية الاجتماعية (مساعد المهن الصحية) وتخصص الزراعة / انتاج المحصول بحيث ستكون جاهزة للعام الدراسي 2026 / 2027 . مشيرا الى ان الكلية ستشكّل نقلة نوعية في التعليم العالي الأردني، حيث تضم مختبرات علمية تطبيقية متطورة، ومعدات تدريبية حديثة تحاكي بيئات العمل الواقعية، مما يوفّر للطلبة فرصًا تعليمية عملية ومهنية عالية الجودة. و تأهيل كوادر تقنية متخصصة تلبي متطلبات التنمية الاقتصادية، وتسهم في بناء اقتصاد وطني قائم على المعرفة والإنتاجية والمهارات. •وقال الدكتور أحمد صامد أبو عرابي عميد البحث العلمي "ان هناك استراتيجية لايجاد أبحاث تعالج مشاكل على مستوى المجتمع والمشاكل الصناعية الموجودة على ارض الواقع، مشيرا إلى أن الجامعة وفّرت البنية التحتية الخاصة بالابحاث والمعدات والمختبرات والمراكز البحثية لمساعدتهم لعمل أبحاث بجودة عالية ، وقد شهدت الابحاث زيادة مضطردة كماً ونوعاً ، حيث كان عدد الابحاث على مستوى الجامعة منذ التأسيس بحدود 4549 نشرمنها في مجلات مصنفة ما نسبته 49 بالمئة وهو مؤشر واضح على رؤية الجامعة بالتوجه نحو النشر في مجلات ذات جودة علمية ومعترف بها عالميا ، وفي عام 2023 بلغ عدد الابحاث المنشورة 712 نشر منها ما نسبته 59.9 بالمئة وهذا يشير الى بداية قوة النشر في المجلات ذات التصنيف العالي.. كما بيّن أبو عرابي أن هناك مراجعة للاستراتيجية لتحسين النوعية من خلال عمل شراكات مع جامعات عالمية على المستوى البحثي حيث شهد العام 2024 ارتفاعاً في عدد الابحاث الى 1070 بحثا مع زيادة ملحوظة في النشر وصلت الى 60.1 بالمائة. مؤكداً أن هناك استراتيجة للتشبيك مع جامعات عالمية او محلية او عربية . •وقال الدكتور اياد شعبان مساعد الرئيس لشؤون الاعتماد والجودة والتخطيط : أن الجامعة قد بدأت رحلة التميز من خلال الالتزام بتطبيق معايير الاعتماد الوطني وشهادات الجودة المحلية التي ترعاها هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي وضمان جودتها، مشيرًا إلى أن جميع كليات وبرامج الجامعة حاصلة على شهادات الجودة المحلية، مما يعكس التزام الجامعة الراسخ بالتحسين المستمر وتطبيق أفضل الممارسات الأكاديمية والإدارية. واضاف : ان جامعة عمان الاهلية تعمل ضمن استراتيجة ومخطط واضح ذات رؤية عالمية وتُقدّم برامج اكاديمية محليا وعالميا ، مشيرا الى الجامعة لديها 15 كلية تضم 40 برنامج بكالوريوس و20 برنامج ماجستير ، مبينا ان الجامعة على المستوى المحلي بدأت بنظام الجودة 9001 ISO ويتم تجديدها كل ثلاث سنوات بشكل مستمر وشهادة ضمان الجودة على المستوى المؤسسي الصادر عن هيئة الاعتماد وضمان الجودة وكان اخر تجديد لهذه الشهادة عام 2024 ولدينا 65 بالمئة من برامجنا مسكّنة تسكينا كاملا ضمن الاطار الوطني للمؤهلات و35 بالمئة تسكين اولي وننتظر الانتهاء لتكون نسبة 95 بالمئة مسكّنا تسكينا كاملا ضمن الاطار الوطني للمؤهلات ، لافتا الى ان مايتحقق من إنجاز هو نتيجة لرؤية ادارة الجامعة ضمن عمل مدروس ومخطط له ومنظومة تواكب المستجدات والتطورات على الساحة التدريسية للارتقاء بمهارات الطلبة . مشيرًا إلى أن جميع كليات وبرامج الجامعة حاصلة على شهادات الجودة المحلية، مما يعكس التزام الجامعة الراسخ بالتحسين المستمر وتطبيق أفضل الممارسات الأكاديمية والإدارية. وأوضح أن الجامعة استطاعت تحقيق إنجازات نوعية على صعيد الاعتمادات الدولية، حيث حصلت العديد من الكليات والبرامج على الاعتمادات الأكاديمية الدولية المتخصصة مثل كلية الصيدلة والهندسة والتمريض وتقنية المعلومات، ما يعزز من قدرة خريجيها على المنافسة في الأسواق المحلية والعالمية. •واختتم الدكتور أحمد منصور مدير مركز الاستدامة والتصنيفات العالمية " ان التصنيفات ليست هدفًا بحد ذاتها، بل وسيلة تطوير نعتمدها لتبني الممارسات المثلى وتحقيق التميّز المستدام، وهدفنا أن نكون بين الأفضل عالميًا، من خلال أداء مؤسسي يشمل البحث والتعليم وخدمة المجتمع. لافتا الى جامعة عمان الأهلية تميّزت بحضورها المتقدم في جميع التصنيفات العالمية والإقليمية، مما يعكس موثوقيتها وتكامل جهود جميع الشركاء من طلبة وكوادر أكاديمية وإدارية، وهذا الأداء المتكامل دفع العديد من المؤسسات الدولية المرموقة إلى دعوة الجامعة لمشاركة تجربتها كنموذج يُحتذى به في مجال التميّز. مضيفا : أننا لا نكتفي بالتفاعل مع الواقع، بل نعمل على استشراف المستقبل وقيادة التغيير في التعليم العالي، وندرك أن أحد التحديات الكبرى هو إبراز التعليم الأردني عالميًا، وهو ما يتطلب تعاونًا فعّالًا بين الجامعات لتسويق الأردن كمركز تعليم إقليمي ودولي رائد. ويُذكر بأن تصنيف QS العالمي لهذا العام شمل 16 جامعة أردنية، مقارنة بـ 10 جامعات فقط في العام الماضي، ما يعكس تطور الحضور الأردني في التصنيفات الدولية. وقد توزعت الجامعات المصنّفة إلى 7 جامعات حكومية و9 جامعات خاصة. كما يذكر أن التصنيف شمل هذا العام 1500 جامعة من أكثر من 100 دولة حول العالم، استوفت جميعها شروط ومعايير الانضمام للتصنيف، ما يعكس حجم التنافسية والتميّز المؤسسي المطلوب للظهور في التصنيف العالمي.