
بالصور .. مؤتمر صحفي في عمان الأهلية حول إنجازاتها
في التصنيفات العالمية والإعتمادات والبحث العلمي والتعليم التقني
جفرا نيوز -
قال رئيس جامعة عمان الاهلية الاستاذ الدكتور ساري حمدان" أن الجامعة قد حققت بتصنيفها ضمن الفئة (761–770) في تصنيف QS العالمي، المركز الاول على مستوى الجامعات الخاصة الاردنية ، والثالث على مستوى جميع الجامعات الاردنية بعد الجامعة الأردنية وجامعة العلوم والتكنولوجيا.
وأضاف الدكتور حمدان خلال مؤتمرصحفي أمام وسائل الاعلام المحلية للحديث عن إنجازات الجامعة في التصنيفات العالمية الكيو.أس والتايمز وتطوير البرامج والبحث العلمي والتخصصات الاكاديمية فيها:
إن تصنيف جامعة عمان الأهلية في QS لا يُعد مجرد رقم، بل هو انعكاس لرؤية استراتيجية وجهود مستمرة نحو الجودة والريادة ، ويشكل هذا الإنجاز اعترافًا عالميًا بمكانة الجامعة، واستثمارًا في مستقبل طلبتها، ويعزز فرص الشراكات البحثية الدولية. فالجامعة تنظر إلى التصنيفات كأداة لتحسين الأداء، من خلال سياسات واضحة، وفرق عمل متخصصة، ومؤشرات أداء تُراجع دوريًا لتحقيق التحسّن المستدام، مع الحفاظ على التزامها الوطني والمجتمعي.
وبدأ رئيس الجامعة اللقاء برفع أسمى آيات التهاني والتبريكات لسمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد بمناسبة عيد ميلاده الميمون داعيا لسموه بموفورالصحة والعافية، كما رحب رئيس الجامعة بالإعلاميين والصحفيين الذين يعدون شركاء استراتيجيين في نشر فعاليات وتطورالجامعة على المستويين المحلي والإقليمي .
ثم قال : إن جامعة عمان الاهلية أول جامعة على مستوى الاردن حصلت على موافقة وزارة التعليم العالي من عام 1989 ، وباشرت الجامعة عام 1990 باستقبال الطلبة على مقاعدها حيث تُعتبر من الجامعات التي تعتمد على مأسسة العمل ضمن فريق عمل متكامل يعمل للارتقاء بمستوى الجامعة مقدما جزيل الشكر لدولة رئيس مجلس الأمناء السيد عبد الكريم الكباريتي لحرصه على تعميق رؤية الجامعة إضافة الى جهود وتوجيه ودعم نائب رئيس مجلس الأمناء / رئيس هيئة المديرين الدكتور ماهر الحوراني ونائبه السيد عمر الحوراني ولكافة أعضاء مجلس الامناء و أعضاء هيئة المديرين.
كما اكد حمدان شكره لأسرة جامعة عمان الاهلية من أعضاء هيئة التدريس وأعضاء الهيئة الإدارية على التكاتف للإرتقاء بمستوى الجامعة إلى أعلى المستويات .
كما قدم حمدان شكره إلى لجنة متابعة التصنيفات المكوّنة من نائب الرئيس الاستاذ الدكتور أحمد حمدان "عميد كلية طب الأسنان " والأستاذ الدكتور بشار الطراونة عميد كلية الهندسة وكلية التعليم التقني والدكتور إياد شعبان مساعد الرئيس لشؤون الإعتماد والجودة والتخطيط والاستاذ الدكتور أحمد أبو عرابي عميد البحث العلمي والدكتور أحمد منصور مدير التصنيفات والإستدامة .. وقدم الشكر أيضا للمهندس احمد عمر الحوراني لمتابعته الحثيثة ولكافة الموظفين العاملين في التصنيف .
واكد رئيس الجامعة أن الهدف من الإنجاز ليس التصنيف فقط ، إنما ذلك له تبعات كثيرة في الدول العربية والأجنبية ، مشيرا إلى أن التركيز الان في الإبتعاث بجميع الجامعات يكون الى الجامعات المصنّفة فقط ، مقدما التهنئة إلى الجامعة الاردنية وجامعة العلوم والتكنولوجيا في تقدّم تصنيفها . مبيّنا الى ان الفضل يعود الى مؤسسة التعليم العالي ومؤسسة الاعتماد لتركيزهم على الاعتماد المحلي.
وبين الرئيس ان هناك 3 تصنيفات دولية تضم تصنيف شنغهاي ويعتمد على الاختراعات وجوائز نوبل وهذا يتطلب وقت للحصول عليه، وتصنيف QS والتصنيف الثالث التايمز ، مشيرا إلى أن كل كليّة لها تصنيف أيضا ، لافتا الى أن كلية طب الاسنان بدأت بالتقدم للتصنيفات وسيتم العمل للحصول عليه قريبا.
كما اضاف ان الجامعة ارتقت بالبحث العلمي الى درجة كبيرة ،كما حصلنا على المركز الاول على مستوى الجامعات الخاصة محليا ً والمرتبة 16 بتصنيف الجامعات العربية بعدما كان ترتيبنا 43 وحسب تصنيف ويبومتركس تصدّرت جامعة عمان الاهلية محلياً وعلى المستوى العربي 41 .
واشار رئيس الجامعة ان الجامعة شهدت تطورا في مجال البحث العلمي خلال السنوات الثلاث السابقة سواء من حيث الابحاث المنشورة أو جودة المجلات العلمية مبينا ان الجامعة عملت على ايجاد حوافز للباحثين أعضاء هيئة التدريس بحيث تكون مكافئة بحث Q1 مقدارها 2500 دينار وكلما تدنى البحث تقل المكافئة وجاءت تشجيعا لإنجاز مزيد من الأبحاث التي ستساهم في رفعة وتطوّر الجامعة علميا ً مؤكداً أن هناك تزايد ملحوظ للأبحاث كل عام.
واضاف الرئيس أن تأسيس كلية التعليم التقني جاءت تماشياً مع رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني وسمو ولي العهد الامير الحسين بن عبدالله الثاني من أجل التركيز على الجانب المهني والتقني كركيزة لتقليل نسب البطالة وإكساب الطالب مهارات عملية تساعده على الدخول بسوق العمل متسلحا بمهنة تساعده على ايجاد فرصة عمل .
وشدد السيد الرئيس على أن جميع الطلبة الخريجين ملزمين ببرنامج للتدريب الميداني كل حسب تخصصه حيث ان هناك لجنة يخضع لها الطالب لفحص مستواه إضافة الى التأكد من استخدام البرامج الذكية "الذكاء الاصطناعي " ، مبينا ان الكلية تمنح درجة الدبلوم المتوسط ، وتمت الموافقة على استحداث تخصصات تكنولوجيا الأجهزة الطبية وتخصص إدارة الضيافة (إدارة فنون الطهي ) وتخصص تطوير الالعاب وتخصص إدارة الاعمال (الادارة والتوريد والمشتريات ) وتخصص ممارسة الصحة والرعاية الاجتماعية (مساعد المهن الصحية) وتخصص الزراعة / انتاج المحصول .
كما بين حمدان ان الجامعة اعتمدت كمركز لتدريس برامج بيرسون بيتك الدولية من المملكة المتحدة وتمنح درجة الدبلوم المتوسط في تخصصات التصميم الداخلي وهندسة السيارات وهندسة البرمجيات والفيلم والتلفزيون.
•و قال عميد كلية الهندسة وكلية التعليم التقني في الجامعة الدكتور بشار الطراونة " ان الجامعة حصلت على اعتماد مؤسسة بيرسون لمنح شهادة الدبلوم المتوسط والمعترف بها باكثر من 70 دولة على مستوى العالم كما حصلت الجامعة على اعتماد بيرسون لعدد من البرامج وموافقة التعليم العالي حيث باشرنا مباشرة باستحداث مبنى لكلية التعليم التقني وعمل دراسة كاملة وتحديد الاحتياجات للكلية للبدء باستقبال الطلبة للعام الدراسي القادم الفصل الاول لافتا انه سيتم البدء العام القادم بخمسة برامج منها برنامج تكنولوجيا الاجهزة الطبية ب 96 ساعة معتمدة بثلاث سنوات وهو برنامج محلي حيث ان هناك برنامج واحد موجود بالخدمات الطبية الملكية والثاني سيكون بجامعة عمان الاهلية.
كما بين الطراونة ان البرامج الدولية ستكون البداية بأربعة برامج للدبلوم المتوسط في هندسة السيارات والتصميم الداخلي وهندسة البرمجيات والفيلم والتلفزيون ، مشيرا إلى انه تم وضع خطة كاملة للبرامج التي سيتم البدء بها حسب دراسة مستوفية لسوق العمل المحلي كما سيكون العام القادم برامج ضمن الخطة هي تخصص ادارة الضيافة (ادارة فنون الطهي ) وتخصص تطوير الالعاب وتخصص ادارة الاعمال (الادارة والتوريد والمشتريات ) وتخصص ممارسة الصحة والرعاية الاجتماعية (مساعد المهن الصحية) وتخصص الزراعة / انتاج المحصول بحيث ستكون جاهزة للعام الدراسي 2026 / 2027 .
مشيرا الى ان الكلية ستشكّل نقلة نوعية في التعليم العالي الأردني، حيث تضم مختبرات علمية تطبيقية متطورة، ومعدات تدريبية حديثة تحاكي بيئات العمل الواقعية، مما يوفّر للطلبة فرصًا تعليمية عملية ومهنية عالية الجودة. و تأهيل كوادر تقنية متخصصة تلبي متطلبات التنمية الاقتصادية، وتسهم في بناء اقتصاد وطني قائم على المعرفة والإنتاجية والمهارات.
•وقال الدكتور أحمد صامد أبو عرابي عميد البحث العلمي "ان هناك استراتيجية لايجاد أبحاث تعالج مشاكل على مستوى المجتمع والمشاكل الصناعية الموجودة على ارض الواقع، مشيرا إلى أن الجامعة وفّرت البنية التحتية الخاصة بالابحاث والمعدات والمختبرات والمراكز البحثية لمساعدتهم لعمل أبحاث بجودة عالية ، وقد شهدت الابحاث زيادة مضطردة كماً ونوعاً ، حيث كان عدد الابحاث على مستوى الجامعة منذ التأسيس بحدود 4549 نشرمنها في مجلات مصنفة ما نسبته 49 بالمئة وهو مؤشر واضح على رؤية الجامعة بالتوجه نحو النشر في مجلات ذات جودة علمية ومعترف بها عالميا ، وفي عام 2023 بلغ عدد الابحاث المنشورة 712 نشر منها ما نسبته 59.9 بالمئة وهذا يشير الى بداية قوة النشر في المجلات ذات التصنيف العالي..
كما بيّن أبو عرابي أن هناك مراجعة للاستراتيجية لتحسين النوعية من خلال عمل شراكات مع جامعات عالمية على المستوى البحثي حيث شهد العام 2024 ارتفاعاً في عدد الابحاث الى 1070 بحثا مع زيادة ملحوظة في النشر وصلت الى 60.1 بالمائة. مؤكداً أن هناك استراتيجة للتشبيك مع جامعات عالمية او محلية او عربية .
•وقال الدكتور اياد شعبان مساعد الرئيس لشؤون الاعتماد والجودة والتخطيط : أن الجامعة قد بدأت رحلة التميز من خلال الالتزام بتطبيق معايير الاعتماد الوطني وشهادات الجودة المحلية التي ترعاها هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي وضمان جودتها، مشيرًا إلى أن جميع كليات وبرامج الجامعة حاصلة على شهادات الجودة المحلية، مما يعكس التزام الجامعة الراسخ بالتحسين المستمر وتطبيق أفضل الممارسات الأكاديمية والإدارية.
واضاف : ان جامعة عمان الاهلية تعمل ضمن استراتيجة ومخطط واضح ذات رؤية عالمية وتُقدّم برامج اكاديمية محليا وعالميا ، مشيرا الى الجامعة لديها 15 كلية تضم 40 برنامج بكالوريوس و20 برنامج ماجستير ، مبينا ان الجامعة على المستوى المحلي بدأت بنظام الجودة 9001 ISO ويتم تجديدها كل ثلاث سنوات بشكل مستمر وشهادة ضمان الجودة على المستوى المؤسسي الصادر عن هيئة الاعتماد وضمان الجودة وكان اخر تجديد لهذه الشهادة عام 2024 ولدينا 65 بالمئة من برامجنا مسكّنة تسكينا كاملا ضمن الاطار الوطني للمؤهلات و35 بالمئة تسكين اولي وننتظر الانتهاء لتكون نسبة 95 بالمئة مسكّنا تسكينا كاملا ضمن الاطار الوطني للمؤهلات ، لافتا الى ان مايتحقق من إنجاز هو نتيجة لرؤية ادارة الجامعة ضمن عمل مدروس ومخطط له ومنظومة تواكب المستجدات والتطورات على الساحة التدريسية للارتقاء بمهارات الطلبة .
مشيرًا إلى أن جميع كليات وبرامج الجامعة حاصلة على شهادات الجودة المحلية، مما يعكس التزام الجامعة الراسخ بالتحسين المستمر وتطبيق أفضل الممارسات الأكاديمية والإدارية.
وأوضح أن الجامعة استطاعت تحقيق إنجازات نوعية على صعيد الاعتمادات الدولية، حيث حصلت العديد من الكليات والبرامج على الاعتمادات الأكاديمية الدولية المتخصصة مثل كلية الصيدلة والهندسة والتمريض وتقنية المعلومات، ما يعزز من قدرة خريجيها على المنافسة في الأسواق المحلية والعالمية.
•واختتم الدكتور أحمد منصور مدير مركز الاستدامة والتصنيفات العالمية " ان التصنيفات ليست هدفًا بحد ذاتها، بل وسيلة تطوير نعتمدها لتبني الممارسات المثلى وتحقيق التميّز المستدام، وهدفنا أن نكون بين الأفضل عالميًا، من خلال أداء مؤسسي يشمل البحث والتعليم وخدمة المجتمع.
لافتا الى جامعة عمان الأهلية تميّزت بحضورها المتقدم في جميع التصنيفات العالمية والإقليمية، مما يعكس موثوقيتها وتكامل جهود جميع الشركاء من طلبة وكوادر أكاديمية وإدارية، وهذا الأداء المتكامل دفع العديد من المؤسسات الدولية المرموقة إلى دعوة الجامعة لمشاركة تجربتها كنموذج يُحتذى به في مجال التميّز.
مضيفا : أننا لا نكتفي بالتفاعل مع الواقع، بل نعمل على استشراف المستقبل وقيادة التغيير في التعليم العالي، وندرك أن أحد التحديات الكبرى هو إبراز التعليم الأردني عالميًا، وهو ما يتطلب تعاونًا فعّالًا بين الجامعات لتسويق الأردن كمركز تعليم إقليمي ودولي رائد.
ويُذكر بأن تصنيف QS العالمي لهذا العام شمل 16 جامعة أردنية، مقارنة بـ 10 جامعات فقط في العام الماضي، ما يعكس تطور الحضور الأردني في التصنيفات الدولية. وقد توزعت الجامعات المصنّفة إلى 7 جامعات حكومية و9 جامعات خاصة.
كما يذكر أن التصنيف شمل هذا العام 1500 جامعة من أكثر من 100 دولة حول العالم، استوفت جميعها شروط ومعايير الانضمام للتصنيف، ما يعكس حجم التنافسية والتميّز المؤسسي المطلوب للظهور في التصنيف العالمي.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


وطنا نيوز
منذ 2 ساعات
- وطنا نيوز
الجامعة الأردنية… من حلم طالبة إلى رسالة أستاذة
أ.د. بيتي السقرات/ الجامعة الأردنية في قلب العاصمة عمّان، وعلى امتداد التلال التي تحفظ ذاكرة المكان والإنسان، تقف الجامعة الأردنية شامخة، ليست مجرد صرح حجري، بل هوية وطنية تتنفس علمًا وتنبض انتماءً. كل عام تُخرج أجيالًا جديدة من الحالمين والقادرين. أتذكر يومًا كنت طالبة أتتبع أثر الحروف في قاعات كلية العلوم، أرتشف المعرفة من بين طيّات الصخور، وأصغي لما ترويه طبقات الأرض عن تاريخ هذا الوطن، وأحمل حقيبتي الممتلئة بالشغف بين المختبرات والميدان. واليوم، أقف على منصة التعليم أستاذة دكتورة في الجيولوجيا، لا لنقل المعلومة فقط، بل لأغرس في طلبتي شغف الاكتشاف وفضول المعرفة، وإيمانًا بأن الأرض ليست مادة تُدرَّس، بل مسؤولية تُحمَل. لطالما كانت الجامعة الأردنية حاضنة للعقول من مختلف أنحاء العالم العربي والإسلامي والدولي، ولم تكن يومًا حكرًا على الطلبة الأردنيين فقط. ففيها التقت ثقافاتٌ وخبرات، واختلطت اللهجات تحت مظلة علم واحد. منذ تأسيسها، استقبلت طلبة من عشرات الجنسيات، فكانت بوتقة حضارية ومكانًا للعلم والتآلف. كما لم تغب عن دورها الإنساني، إذ احتضنت اللاجئين والطلبة الوافدين، ومنحتهم فرصة للعلم والكرامة؛ فكانت بذلك رسالة حيّة لمعنى 'الجامعة' التي تجمع لا تفرّق، وتحتضن لا تُقصي. خرج من مدرجاتها مفكرون وقادة، ووزراء وعلماء، حملوا شهادتها فخرًا كحامل راية وطنه، وواصلوا مسيرتهم في أرقى الجامعات والمؤسسات الدولية. منهم من أصبح وزيرًا، أو سفيرًا، أو مستشارًا علميًا، ومنهم من أدار مراكز بحث في ألمانيا وكندا وبريطانيا، أو أسّس شركات تقنية وطبية وضعت الأردن على خريطة الابتكار العالمي. هذا التميز لم يكن صدفة، بل ثمرة جودة التعليم، ورصانة المناهج، واستقلالية الفكر، وديناميكية الحوار. ومع مرور الوقت، وجدت أن العلم لم يكن فقط مجالًا للتخصص، بل نافذة لفهم أعمق للانتماء. أحببتُ الأرض قبل أن أدرسها، ووجدتُ في طبقاتها معنى الانتماء، وفي ملامح تضاريسها تجسيدًا لحكاية وطن. علمتني الجيولوجيا أن الوطن يبدأ من تحت أقدامنا، وأن فهم الأرض ليس علمًا فقط، بل التزام ومسؤولية. لذلك، كان انحيازي للعلم جزءًا من انحيازي للأردن، وإيماني بأن حماية البيئة وثرواتها تبدأ من الوعي، وتنمو بالمعرفة. لم تكن رحلتي في الجامعة الأردنية مجرد انتقال من موقع إلى آخر، بل صعود مستمر في مراحل العطاء والإلهام. من طالبة تتلقى، إلى أستاذة تُلهم. من مقعد في قاعة، إلى منصة تصنع الوعي. وبينهما، وجدت وطنًا من المعرفة، وعائلة من الزملاء، ومؤسسة آمنت بي كما آمنت بها. فالجامعة الأردنية ليست مكانًا للتعليم فقط، بل فضاء لصناعة الإنسان، حيث يبدأ الحلم… ويستمر. مؤخرًا، أُدرجت الجامعة الأردنية ضمن أفضل التصنيفات العالمية للجامعات، وهو إنجاز يعكس جهودًا متواصلة من قيادة الجامعة، ممثلة برئاستها، وأعضاء الهيئة التدريسية، وكوادرها الإدارية والفنية كافة، الذين يعملون بروح الفريق الواحد، ويؤمنون بأن الريادة لا تُهدى، بل تُنتزع بالعمل والتميز والاستمرارية. ونحن، كأبناء لهذه المؤسسة، نوقن بأن أي سلوك فردي شاذ أو موقف عابر، لن يطمس صورتها المضيئة، أو ينتقص من مكانتها الراسخة في قلوبنا وضمائرنا. فالجامعة الأردنية ستبقى الحلم الذي يسكن وجدان كل طالب، والأمل الذي تنسجه كل أسرة لمستقبل أبنائها. في الختام، نستذكر كلمات جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين – حفظه الله – الذي أكد مرارًا أن العلم هو ركيزة بناء الأمة، وأن الاستثمار في الإنسان والمعرفة هو السبيل الوحيد لتحقيق التنمية المستدامة والازدهار الوطني. فالجامعة الأردنية تمثل هذا الصرح العلمي المشرق، الذي يضيء دروب الشباب، ويضع الأردن في مصاف الأمم المتقدمة. في الجامعة الأردنية، بعرق الجبين ونُبل العزيمة، نستمر في صناعة أجيال تحمل شعلة العلم وتنير بها مستقبل وطننا الحبيب، فتبقى راية العلم والعطاء مرفوعة عالية، شامخة كما كانت منذ أول يوم.


العرب اليوم
منذ 2 ساعات
- العرب اليوم
11 علاجاً لأزمة الديون الدولية
في حوار جرى في الفاتيكان، الشهر الماضي، بمناسبة تدشين تقرير اليوبيل عن أزمتي الديون والتنمية، كان قد كلف بابا الفاتيكان الراحل فرانسيس فريق عمل اقتصادياً وقانونياً بإعداده برئاسة الاقتصادي الحائز على «جائزة نوبل» جوزيف ستيجليتز، أثير تساؤل عما إذا كانت القروض المتراكمة على البلدان النامية لأغراض الإنتاج أم هي للاستهلاك؟ وذلك باعتبار أن قروض تمويل الإنتاج أنفع للاقتصاد وأقدر على سداد أقساطها من عوائدها، أما إذا كانت للاستهلاك، أو لغير قطاعات الإنتاج، فستهدر بلا عائد. وقد آلت أمور الاقتراض إلى وضع صارت فيه القروض الجديدة تُستجلب لسداد أعباء قروض قديمة، فلا هي أسهمت في تمويل الاستثمارات المنتجة، أو شاركت في سداد نفقات الاستهلاك. هذه من ملامح الأزمة الصامتة للديون الدولية التي جعلت المقترضين يستمرون في حلقة الاستدانة، وإن تجاوزت خدمة الديون من الموازنات العامة ما يُنفق على التعليم والصحة، خصوصاً بعدما وصل عبء تكلفة فوائد القروض وحدها إلى ما يقترب من الضعف خلال السنوات العشر الماضية. وكأن هذه البلدان اختارت ألا تتخلف عن سداد الديون بتخلفها عن تحقيق أهداف التنمية. وقد اشتركت أطراف متعددة في الوصول إلى هذه الأزمة فاتبعت بلدان نامية نهج الاستدانة، بدايةً من عهد انخفضت فيه أسعار الفائدة، فلم تتحوط كما ينبغي ضد تغيّر أسعار الفائدة أو اضطرابات سعر الصرف، أو قصر آجال الاستحقاق. وكان الأولى بهذه الحكومات أن تضبط موازناتها وتحشد مواردها المحلية، وأن تعدل نموذج النمو المتبع ليعتمد على الاستثمارات الخاصة حيث تتميز وتربح، ومنها تحصّل ضرائبها، وأن تدعوها للمشاركة في مشروعات البنية الأساسية والطاقة، التي تشكل أغلب احتياجات التمويل، بدلاً من اللجوء للاستدانة بتبعاتها. يذكرنا مارتين جوزمان الأستاذ بجامعة كولومبيا ووزير الاقتصاد الأرجنتيني الأسبق، في مداخلته بمنتدى باريس الذي عُقد منذ أيام، بأن المسؤولية ممتدة أيضاً إلى الدائنين الذين قدموا قروضاً وهم على علم بارتفاع مخاطر عدم السداد، فبالغوا في رفع أسعار الفائدة مقابل المخاطر، ثم تقاعسوا عن تخفيف أعباء الديون عندما صارت المخاطر واقعاً. كما لا يمكن للمؤسسات المالية الدولية أن ترتدي مسوح البراءة، فهي ضالعة في الأزمة شريكاً في بطء إجراءات التسوية بين الدائنين والمدينين في حالة إعادة الهيكلة. كما تسامحت بتوجيه تمويلها الميسر طويل الأجل لدول نامية على شفى التعثر لتستخدمها في سداد ديون القطاع الخاص، بدلاً من التنمية. لذا أصبح لزاماً أن تُعد إجراءات التعامل مع الديون وفقاً لعدة اعتبارات، منها ضرورة التمييز بين حالات نقصان السيولة، وحالات عدم القدرة على السداد، وكذلك هيكل المديونية وطبيعة الدائنين بين قطاع خاص وحكومي، وعلينا إدراك أن التعرض لمخاطر الديون ليس قاصراً على البلدان منخفضة الدخل، بل تطول الدول متوسطة الدخل أيضاً، وأن من مجمل 54 دولة أفريقية هناك 31 دولة متوسطة الدخل. أخذنا هذه الأمور في الاعتبار كمجموعة كلفها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، لوضع حلول عملية لأزمة المديونية. وضمت هذه المجموعة تريفور مانيول وزير مالية جنوب أفريقيا الأسبق، وباولو جينتيلوني رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق، ويان وانغ الأستاذة بجامعة بوسطن، وكاتب هذه السطور. راعينا أيضاً أنه لكي تتحقق الفائدة المرجوة لا ينبغي فقط تحري السلامة العلمية للمقترح فهذا شرط ضروري، أما الشرط الكافي فهو القابلية للتطبيق عملياً خصوصاً في ظل الاضطرابات الجيوسياسية. وقد انتهت المجموعة إلى المقترحات الآتية مقسمة إلى ثلاثة مستويات: «النظام» المالي العالمي 1. التدعيم المالي لآليات إتاحة السيولة وتخفيف أعباء الديون في البنك الدولي وصندوق النقد الدولي على أن تشمل البلدان متوسطة ومنخفضة الدخل. 2. تطوير إطار مجموعة العشرين لمعالجة الديون ليشمل البلدان متوسطة الدخل، وإيقاف تحصيل الأقساط أثناء إعادة هيكلة المديونيات، مع اختصار مدد التفاوض، وتحفيز مشاركة دائني القطاع الخاص من خلال آلية صندوق النقد الخاصة بالإقراض حال وجود متأخرات في السداد. 3. تفعيل متوازن لإجراء إيقاف خدمة الديون في أوقات الأزمات والصدمات المهددة للقدرة على السداد. 4. مراجعة تحليل استدامة الديون للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي، سواء للدول منخفضة أو متوسطة الدخل. 5. إعادة توجيه فوائض حقوق السحب الخاصة غير المستغلة واستخدامها في ضخ السيولة، وإعادة شراء الديون، وتدعيم القدرة التمويلية للمؤسسات التنموية الدولية. التعاون الدولي خصوصاً بين بلدان الجنوب: 1. تأسيس مركز للمعلومات والدعم الفني والابتكار المالي لتقديم النصح بما في ذلك فيما يتعلق بآليات مبادلة الديون. 2. تأسيس منتدى للمقترضين للتشاور والتنسيق في المحافل والمنظمات الدولية وتدعيم إمكاناتهم المؤسسية. 3. دفع قدرات وحدات إدارة الديون. مقترحات على مستوى الدولة: 1. تدعيم المؤسسات والسياسات للتعامل مع مخاطر السيولة وأسعار الصرف والفائدة بما ذلك ضوابط الاقتراض بالعملة المحلية. 2. تطوير نوعية المشروعات القابلة للاستثمار وتعبئة الموارد المحلية والمشاركات الدولية من خلال منصات متخصصة. 3. تخفيض تكلفة التمويل والمعاملات المتعلقة بمبادلة الديون وأدوات الابتكار المالي وربطها بالسياسات العامة وخطط التنمية والتخلي عن نهج الصفقات المتناثرة. حتى يتحقق المرجو من هذه المقترحات في تخفيف أعباء الديون القائمة، ومنع أزمات قادمة، يجب أن تطبق بفاعلية في إطار تعهدات التمويل التي تجري مناقشتها مع كتابة هذه السطور في إشبيلية بإسبانيا، من خلال فعاليات المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية.


أخبارنا
منذ 2 ساعات
- أخبارنا
أ. د. حسن محمد المومني : شرطيات سلام وفرص جاذبة
أخبارنا : اما وان سكتت اصوات الصواريخ و القاذفات والتي قد تكون ادت جزءا من المهمة ومن اجل خلق ظروف تفتح الباب امام اشتباك دبلوماسي ذي معنى فانه من الضروري بمكان ان تتخذ كل من طهران وواشنطن خطوات عملية وضمانات ذات مصداقية في سياق عملية بناء ثقة متبادلة. البرنامج النووي الايراني الواسع لن يتم تدميره او انهائه من خلال ضربات جوية وحرب جوية مفتوحة وحتى لو افترضنا ان الضربات نجحت في تدمير جزء كبير من منشآت البرنامج، فايران مازالت تملك المعرفة النووية التى تمكنها من اعادة بناء ما تم تدميره. على العكس قد تكون المواجهة الاخي?ة بين تل ابيب و طهران قد عززت القناعة لدي جزء مهم من القيادة الايرانية ان الخيار النووي هو بوليصة تأمين الامن الوطني وسلامة النظام من خلال توفير القدرة على الردع النووي. المواجهات والحروب بالعادة تكون نقاط تحول في ذهنية و رؤية الدول والانظمة. كما ان التاريخ التطبيقي لكثير من الصراعات اثبت ان القوة العسكرية والدبلوماسية الارغامية وحدها لا تخلق سلاما.يقول توماس شيلنغ عالم العلاقات الدولية و الحاصل على حائزة نوبل للسلام ». ان التهديدات ذات المصداقية يجب ان تكون مصاحبة لضمانات ذات مصداقية من اجل اقناع الطرف ال?خر بالاذعان و القبول «اي يجب ان تكون هنالك منهجية هجينة تجمع ما بين العصى و الجزرة مابين الحوافز و الدبلوماسية الارغامية». لذلك على ايران و الولايات المتحدة انتهاج منهج يؤدي الى انتاج ظروف تخلق ما يسمى بالضمانات المتبادلة ذات المصداقية التي تؤدي الى تأسيس مستوى ثقة متبادلة تسمح بانتاج ارضية مشتركة و تعزز الرغبة بالتوصل الى تسوية قائمة على تنازلات متبادلة. قطعا هنالك صعوبة و اشكاليات في العلاقة بين ايران و واشنطن اشهرها هي انعدام الثقة و المنهجية الصفرية.هنالك تاريخ متراكم من التوتر في العلاقة و عدم ثقة متج?رة متبادلة. لكن في كثير من الصراعات العميقة فان مرحلة التصعيد تفتح فرص جاذبة من اجل التسوية اذا ما تم تطويرها و استغلالها من قبل الاطراف. المواجهة الاخيرة اضافة لتطورات الحرب على غزة احدثت تحولات عميقة في السياسة الدولية للشرق الاوسط و بنفس الوقت هنالك الكثير ممن يعتقد انها ايضا فتحت فرصا جاذبة يمكن تطويرها واستغلالها للتعاطي مع مشاكل و نزاعات المنطقة سواء كانت الايرانية و الاسرائيلية منها او الصراع الفلسطيني الاسرائيلي و خاصة امكانية انهاء الحرب على غزة وخلق مسار سلمي إسرائيلي فلسطيني ذي مصداقية لا بل قد ?تعدى الامر ذلك ليكون هنالك مسارات اسرائيلية سورية و لبنانية. مدير مركز الدراسات الاستراتيجية - الجامعة الأردنية