logo
سجال ثقافي حول مهرجان جرش ينتهي بالتوافق

سجال ثقافي حول مهرجان جرش ينتهي بالتوافق

Independent عربيةمنذ 12 ساعات

منذ "طوفان الأقصى" والجدل حول انعقاد مهرجان جرش محتدم، إذ تبرز انقسامات شبه عمودية بين من يؤيد استمراريته على رغم المآسي من حولنا، ومن يعارض توقف المهرجان على اعتبار أن التضامن مع غزة يكون بالفن أيضاً.
الموقفان يصدران عن مرجعيات فكرية "أيديولوجية" وأخلاقية. ويمكن أن يلمس المراقب أن المؤيدين لتعطيل المهرجان ينتسبون، في جلهم، إلى ما يعرف بتيار "الإسلام السياسي"، وبعض المحافظين اجتماعياً، المتأثرين بأدبيات هذا التيار ممن كانوا يعارضون انعقاد المهرجان قبل السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، بذريعة أن المهرجان يشجع على "الاختلاط والعري والخلاعة والفن الهابط، ويتنافى مع ضوابط المجتمع وأعرافه وقيمه"، إلى آخر هذه المعزوفة المثقوبة التي تعتصم بالتأويل الديني الانتقائي، من أجل شيطنة أي فعل له صلة بالإبداع والترفيه والانفتاح.
عندما غنت فيروز في جرش في منتصف الثمانينات (أرشيف المهرجان)
أما التيار الذي يؤيد انعقاد المهرجان في موعده، فجله من الليبراليين ونشطاء المجتمع المدني والكتاب والمثقفين، ممن يؤمنون أن الفن سلاح، وأن ما لا تحققه السياسة يتولاه الإبداع، وأن المهرجان يستطيع أن "يسوق" مأساة غزة بطريقة خلاقة تخترق الوجدان العالمي. ويحرص هذا التيار على تأكيد أن الآلام لا ينبغي أن تقعد الناس عن مواصلة التحدي، وإنبات الفرح في عروق الحياة، وهزيمة اليأس، لأن الانتصار على العدو يكون بتعريته وفضح جرائم الإبادة التي يرتكبها، بالتالي تجريده من إنسانيته.
إدارة المهرجان استجابت، بطريقة ذكية، لكلا التيارين، فخصصت فقرات كثيرة، وأعدت برامج وفعاليات للتضامن مع مأساة غزة، من خلال معارض فنية، وفرق ومغنين عرب اشتهروا بالغناء الوطني. وسيشارك في المهرجان 140 شاعراً، إضافة إلى انعقاد "مهرجان المونودراما" بعروض مسرحية من فلسطين والكويت والجزائر وعمان والبحرين وسوريا ومصر، وليبيا والعراق وتونس والأردن، وكذلك عقد "سومبوزيوم الرسم والحروفية والخط العربي"، فضلاً عن باحثين يقدمون أوراق عمل في المؤتمر الفلسفي العربي الـ13 بالتعاون مع الجمعية الفلسفية الأردنية.
جائزة غالب هلسا للرواية
وفي البرنامج الثقافي للمهرجان، سيُعلن عن الفائز بـ"جائزة غالب هلسا للرواية"، وهي جائزة مشتركة بين مهرجان جرش ورابطة الكتاب الأردنيين. وسينعقد بالتعاون مع الرابطة "ملتقى تحولات السرد العربي في العصر الرقمي" (دورة الروائي الرائد جمال ناجي) الذي يناقش قضايا السرد العربي في ظل التطورات الرقمية، وتداخل الأجناس السردية، والعلاقة بين السرد والدراما، وغيرها من الموضوعات بمشاركات من السعودية والإمارات ومصر والسودان والكويت وسوريا وعمان والبحرين، ولبنان والعراق والجزائر والأردن.
مارسيل خليفة يحيي حفلة في جرش (ارشيف المهرجان)
مهرجان جرش الذي يلتئم في الـ23 من يوليو (تموز) إلى الثاني من أغسطس (آب) المقبلين، تحت شعار "هنا الأردن... ومجده مستمر"، أثبت منذ انطلاقته انحيازه للفن الأصيل، إذ وقف على المدرج الجنوبي في المدينة الأثرية التي شيدها الرومان قبل زهاء ألفي عام، أهم الفنانين العرب والعالميين، مما جعل هذا الحدث لقاء سنوياً للاحتفاء بالمخيلة، وإشاعة الأمل، وصناعة أفق للرجاء والتحدي.
وفي قائمة المشاركين في المهرجان المقبل، الذي يشهد أكثر 235 فعالية أصالة وناصيف زيتون وأحلام، وميادة الحناوي ونور مهنا وجوزيف عطية وملحم زين وخالد عبدالرحمن ومحمد حماقي، إضافة إلى الفنانين الأردنيين عمر العبداللات ونداء شرارة وديانا كرزون، وعيسى السقار وأسامة جبور وحسين السلمان وعزيز مرقة وغيرهم.
استفتاء غير معلن
الذين يؤمون بالآلاف أنشطة المهرجان من الأردن وخارجه يشاركون في استفتاء غير معلن على جدارة هذا الحدث وصدقيته وكونه فضاءً رحباً للعائلة، مما يقوض المزاعم التي يطلقها المعارضون الذين يتطلعون، فحسب، إلى احتكار الحقيقة المطلقة المتصلة بصيانة الأخلاق وحماية الوجدان، فيما هم في الواقع يصطادون في المياه العكرة لتحقيق مآرب سياسية وشعبوية انتهازية تتغذى على المآسي من حولنا لإشاعة جو من الإحباط واليأس على اعتبار أن "الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر"، في تأويل مغرض يتوخى لي أعناق المعنى وإخراجه من سياقه، إذ ينهض في المقابل "روحوا القلوب ساعة بعد ساعة، فإن القلوب إذا كلت عميت".

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
المهرجان مستمر، ويستمر معه الفرح. وإذا أرادت إسرائيل للعالم العربي أن يبقى حزيناً ومكتئباً ومتخلفاً ولائذاً بالغيبيات ومتقاعساً عن اللحاق بالركب الحضاري، فيتعين أن تُقاوم بالإقبال على الحياة وشحن الهمم وإيقاظ الإبداعات، والاستثمار بالقوة الناعمة من أجل الترفيه والسياحة وتحويل الثقافة والفنون إلى قوى منتجة ترفد الاقتصاد الوطني بالصناعات الإبداعية، وصولاً إلى "الاقتصاد الإبداعي" أو "اقتصاد العقول" الذي قدرت توقعات سابقة أن تصل سوقه إلى أكثر من تريليوني دولار. وهذه في مجملها رؤى وتصورات تستند إلى أرقام وبيانات، ويتعين أن تتوافر لها بيئة تنافسية منشدة إلى الأمام تؤمن بالعلم والسعي لتحسين الحياة والارتقاء بجودتها. ومن نافل القول أن نذكر أن نهضة الدول التي ابتليت بالدمار الذي حاذى الإفناء (كما جرى في اليابان) كانت من خلال تثوير العقول ومناهضة المستحيل، والاعتصام بالتفكير النقدي وعشق الأمل. وبفضل هذه الاستراتيجية أصبحت اليابان في زمن قياسي أكبر الدول الدائنة في العالم لأكثر منذ 31 عاماً، إذ وصلت صافي قيمة الأصول الخارجية لليابان (3.7 تريليون دولار) في نهاية عام 2024، قبل أن تتقدم عليها ألمانيا التي خاضت هي الأخرى معجزة البقاء والتحدي، بعد الحرب العالمية الثانية.
ليس بعيداً من جرش وعن غزة
بدأت الحكاية بنفض غبار القنوط عن كاهل الوعي. وستتواصل بالتفكير الحر وإثبات الحضور، واستعادة الحيوية الوجودية في عالم لا يحترم الضعفاء، ويرفع قبعته وينحني لمن يرفع قفازات التحدي.
ليس بعيداً من جرش وعن غزة، الشعب الممتلئ عزة وتصميماً ينتصر في النهاية. أفراح غزة المقبلة تبدأ برسم لوحة وغناء قصيدة والهتاف للحياة وتمجيد الأمل. للنصر وجوه عديدة، أولها امتلاك الوعي واستقلال الإرادة وامتلاء الذات باليقين العلمي أنها قادرة، وإذ ذاك تتحول أحلام المحتلين إلى كوابيس ضارية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

سجال ثقافي حول مهرجان جرش ينتهي بالتوافق
سجال ثقافي حول مهرجان جرش ينتهي بالتوافق

Independent عربية

timeمنذ 12 ساعات

  • Independent عربية

سجال ثقافي حول مهرجان جرش ينتهي بالتوافق

منذ "طوفان الأقصى" والجدل حول انعقاد مهرجان جرش محتدم، إذ تبرز انقسامات شبه عمودية بين من يؤيد استمراريته على رغم المآسي من حولنا، ومن يعارض توقف المهرجان على اعتبار أن التضامن مع غزة يكون بالفن أيضاً. الموقفان يصدران عن مرجعيات فكرية "أيديولوجية" وأخلاقية. ويمكن أن يلمس المراقب أن المؤيدين لتعطيل المهرجان ينتسبون، في جلهم، إلى ما يعرف بتيار "الإسلام السياسي"، وبعض المحافظين اجتماعياً، المتأثرين بأدبيات هذا التيار ممن كانوا يعارضون انعقاد المهرجان قبل السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، بذريعة أن المهرجان يشجع على "الاختلاط والعري والخلاعة والفن الهابط، ويتنافى مع ضوابط المجتمع وأعرافه وقيمه"، إلى آخر هذه المعزوفة المثقوبة التي تعتصم بالتأويل الديني الانتقائي، من أجل شيطنة أي فعل له صلة بالإبداع والترفيه والانفتاح. عندما غنت فيروز في جرش في منتصف الثمانينات (أرشيف المهرجان) أما التيار الذي يؤيد انعقاد المهرجان في موعده، فجله من الليبراليين ونشطاء المجتمع المدني والكتاب والمثقفين، ممن يؤمنون أن الفن سلاح، وأن ما لا تحققه السياسة يتولاه الإبداع، وأن المهرجان يستطيع أن "يسوق" مأساة غزة بطريقة خلاقة تخترق الوجدان العالمي. ويحرص هذا التيار على تأكيد أن الآلام لا ينبغي أن تقعد الناس عن مواصلة التحدي، وإنبات الفرح في عروق الحياة، وهزيمة اليأس، لأن الانتصار على العدو يكون بتعريته وفضح جرائم الإبادة التي يرتكبها، بالتالي تجريده من إنسانيته. إدارة المهرجان استجابت، بطريقة ذكية، لكلا التيارين، فخصصت فقرات كثيرة، وأعدت برامج وفعاليات للتضامن مع مأساة غزة، من خلال معارض فنية، وفرق ومغنين عرب اشتهروا بالغناء الوطني. وسيشارك في المهرجان 140 شاعراً، إضافة إلى انعقاد "مهرجان المونودراما" بعروض مسرحية من فلسطين والكويت والجزائر وعمان والبحرين وسوريا ومصر، وليبيا والعراق وتونس والأردن، وكذلك عقد "سومبوزيوم الرسم والحروفية والخط العربي"، فضلاً عن باحثين يقدمون أوراق عمل في المؤتمر الفلسفي العربي الـ13 بالتعاون مع الجمعية الفلسفية الأردنية. جائزة غالب هلسا للرواية وفي البرنامج الثقافي للمهرجان، سيُعلن عن الفائز بـ"جائزة غالب هلسا للرواية"، وهي جائزة مشتركة بين مهرجان جرش ورابطة الكتاب الأردنيين. وسينعقد بالتعاون مع الرابطة "ملتقى تحولات السرد العربي في العصر الرقمي" (دورة الروائي الرائد جمال ناجي) الذي يناقش قضايا السرد العربي في ظل التطورات الرقمية، وتداخل الأجناس السردية، والعلاقة بين السرد والدراما، وغيرها من الموضوعات بمشاركات من السعودية والإمارات ومصر والسودان والكويت وسوريا وعمان والبحرين، ولبنان والعراق والجزائر والأردن. مارسيل خليفة يحيي حفلة في جرش (ارشيف المهرجان) مهرجان جرش الذي يلتئم في الـ23 من يوليو (تموز) إلى الثاني من أغسطس (آب) المقبلين، تحت شعار "هنا الأردن... ومجده مستمر"، أثبت منذ انطلاقته انحيازه للفن الأصيل، إذ وقف على المدرج الجنوبي في المدينة الأثرية التي شيدها الرومان قبل زهاء ألفي عام، أهم الفنانين العرب والعالميين، مما جعل هذا الحدث لقاء سنوياً للاحتفاء بالمخيلة، وإشاعة الأمل، وصناعة أفق للرجاء والتحدي. وفي قائمة المشاركين في المهرجان المقبل، الذي يشهد أكثر 235 فعالية أصالة وناصيف زيتون وأحلام، وميادة الحناوي ونور مهنا وجوزيف عطية وملحم زين وخالد عبدالرحمن ومحمد حماقي، إضافة إلى الفنانين الأردنيين عمر العبداللات ونداء شرارة وديانا كرزون، وعيسى السقار وأسامة جبور وحسين السلمان وعزيز مرقة وغيرهم. استفتاء غير معلن الذين يؤمون بالآلاف أنشطة المهرجان من الأردن وخارجه يشاركون في استفتاء غير معلن على جدارة هذا الحدث وصدقيته وكونه فضاءً رحباً للعائلة، مما يقوض المزاعم التي يطلقها المعارضون الذين يتطلعون، فحسب، إلى احتكار الحقيقة المطلقة المتصلة بصيانة الأخلاق وحماية الوجدان، فيما هم في الواقع يصطادون في المياه العكرة لتحقيق مآرب سياسية وشعبوية انتهازية تتغذى على المآسي من حولنا لإشاعة جو من الإحباط واليأس على اعتبار أن "الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر"، في تأويل مغرض يتوخى لي أعناق المعنى وإخراجه من سياقه، إذ ينهض في المقابل "روحوا القلوب ساعة بعد ساعة، فإن القلوب إذا كلت عميت". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) المهرجان مستمر، ويستمر معه الفرح. وإذا أرادت إسرائيل للعالم العربي أن يبقى حزيناً ومكتئباً ومتخلفاً ولائذاً بالغيبيات ومتقاعساً عن اللحاق بالركب الحضاري، فيتعين أن تُقاوم بالإقبال على الحياة وشحن الهمم وإيقاظ الإبداعات، والاستثمار بالقوة الناعمة من أجل الترفيه والسياحة وتحويل الثقافة والفنون إلى قوى منتجة ترفد الاقتصاد الوطني بالصناعات الإبداعية، وصولاً إلى "الاقتصاد الإبداعي" أو "اقتصاد العقول" الذي قدرت توقعات سابقة أن تصل سوقه إلى أكثر من تريليوني دولار. وهذه في مجملها رؤى وتصورات تستند إلى أرقام وبيانات، ويتعين أن تتوافر لها بيئة تنافسية منشدة إلى الأمام تؤمن بالعلم والسعي لتحسين الحياة والارتقاء بجودتها. ومن نافل القول أن نذكر أن نهضة الدول التي ابتليت بالدمار الذي حاذى الإفناء (كما جرى في اليابان) كانت من خلال تثوير العقول ومناهضة المستحيل، والاعتصام بالتفكير النقدي وعشق الأمل. وبفضل هذه الاستراتيجية أصبحت اليابان في زمن قياسي أكبر الدول الدائنة في العالم لأكثر منذ 31 عاماً، إذ وصلت صافي قيمة الأصول الخارجية لليابان (3.7 تريليون دولار) في نهاية عام 2024، قبل أن تتقدم عليها ألمانيا التي خاضت هي الأخرى معجزة البقاء والتحدي، بعد الحرب العالمية الثانية. ليس بعيداً من جرش وعن غزة بدأت الحكاية بنفض غبار القنوط عن كاهل الوعي. وستتواصل بالتفكير الحر وإثبات الحضور، واستعادة الحيوية الوجودية في عالم لا يحترم الضعفاء، ويرفع قبعته وينحني لمن يرفع قفازات التحدي. ليس بعيداً من جرش وعن غزة، الشعب الممتلئ عزة وتصميماً ينتصر في النهاية. أفراح غزة المقبلة تبدأ برسم لوحة وغناء قصيدة والهتاف للحياة وتمجيد الأمل. للنصر وجوه عديدة، أولها امتلاك الوعي واستقلال الإرادة وامتلاء الذات باليقين العلمي أنها قادرة، وإذ ذاك تتحول أحلام المحتلين إلى كوابيس ضارية.

العرض الفني الأضخم لصيف لبنان... هبة طوجي وأسامة الرحباني في بعلبك
العرض الفني الأضخم لصيف لبنان... هبة طوجي وأسامة الرحباني في بعلبك

الشرق الأوسط

timeمنذ 14 ساعات

  • الشرق الأوسط

العرض الفني الأضخم لصيف لبنان... هبة طوجي وأسامة الرحباني في بعلبك

لا يمكن أن يكون المرور الرحبانيّ بين هياكل بعلبك مروراً عادياً. لا بدّ أن يحفر دهشةً فوق حجارتها، فهذا تقليدٌ أرساه الرحابنة الأوائل، وتبنّاه الجيل الثاني. لذلك فإنّ قرار المشاركة في مهرجانات بعلبك احتاج إلى 15 سنة حتى يختمر في رأس أسامة الرحباني. «أردنا أن نحمل إلى بعلبك ما يليق بحجارتها، وسحرها، وحضاراتها المتعاقبة ومهرجاناتها التي بلغت 70 عاماً»، يقول المنتج والمؤلف الموسيقي اللبناني لـ«الشرق الأوسط». يضيف: «لا يمكن أن نعدّ أقل مما يليق بالمكان، ليس من أجل إرث بعلبك فحسب، بل كذلك من أجل عاصي ومنصور وفيروز». أما الآن وقد حانت اللحظة المناسبة، فتقف هبة طوجي مساء 8 أغسطس (آب) المقبل وسط أعمدة معبد «باخوس» لتقدّم عرضاً عنوانه «حقبات». تختزل بصوتها سنوات المجد التي عبرت، وكل لحظة أملٍ آتية. الفنانة اللبنانية التي جالت مسارح العالم، وفرضت فنّها رقماً صعباً على الساحة الفرنسية وليس العربية فحسب، تبوح في حديث مع «الشرق الأوسط» عشية وصولها من باريس إلى لبنان لبدء التمرينات: «لبعلبك رهبةٌ لا تشبه أي رهبة أخرى. شاركت في مهرجانات مهمة كثيرة في لبنان وخارجه، لكنها إطلالتي الأولى في بعلبك، والشعور مختلف فعلاً». هبة طوجي وأسامة الرحباني نجما مهرجانات بعلبك لصيف 2025 (إدارة أعمال الرحباني) يضرب أسامة الرحباني وتوأم مشروعه الفني هبة طوجي موعداً خاصاً جداً مع الجمهور. يختصر ما سيدور في القلعة خلال السهرة المنتظرة بالقول: «ما سيراه الناس لم تشهد مهرجانات بعلبك مثيلاً له من قبل. قررنا أن نقدّم عملاً ضخماً بكافة أبعاده». في تجربة بصرية وسمعيّة استثنائية، لن يقتصر الحفل على زاويةٍ واحدة من زوايا القلعة، بل سيتنقّل في أرجائها. «سيتابع الجمهور عرضاً متكاملاً ومتنقلاً بين معابد بعلبك وأعمدتها وأدراجها وممراتها التي ستتحول كلها إلى منصات للعرض. سيغمرهم الجمال من كل صوب، وسينغمسون في أبرز المراحل التاريخية والمحطات الفنية التي تعاقبت على بعلبك»، يوضح الرحباني. أما «حقبات»، فعنوان يعكس المحتوى الذي سيركّز عليه العرض؛ «سنسافر عبر الزمن ونحيي بعلبك بماضيها المجيد من خلال مؤثرات بصرية وتقنيات متطورة مثل الـ3D mapping»، تضيف طوجي. «حتى الأزياء التي يجري تجهيزها حالياً تتلاقى مع المكان والمَشاهد، وهي انعكاسٌ لعبور الحقبات»، تضيف الفنانة اللبنانية. «سنسافر عبر الزمن ونحيي بعلبك بماضيها المجيد» هبة طوجي (صور الفنانة) وكأنّ كل ما راكمه أسامة الرحباني من خبراتٍ فنية يحمله زاداً لينثره بين هياكل القلعة. يوظّف، وفريق العمل، السينما والمسرح والإضاءة والصوت والرقص والأدب والشعر، «في عمل ضخم لم يقدّم له مثيل في العالم العربي»، وفق تعبيره. لكنه يدرك أنه مهما أحضر من معدّات وتقنيات حديثة، فلا شيء ينافس سحر الصرح التاريخي البالغ 5 آلاف عام. لذلك، تبقى الموسيقى النبض الأساسي الذي سيبث الحياة في عروق الحجارة. من دون أن تفصح عن اللائحة الكاملة من المفاجآت التي تنتظر الجمهور، وهي كثيرة، تخبر طوجي أنها ستقدّم مجموعة من أغانيها المعروفة، إضافة إلى أخرى جديدة، على رأسها عمل جرى تأليفه خصيصاً لبعلبك. برفقة أوركسترا ضخمة ومجموعة كبيرة من الراقصين، سيجري تقديم مشاهد ممسرحة، إضافةً إلى الأغاني. ولا بدّ كذلك من تحية لمنصور الرحباني بالتزامن مع حلول مئويته الأولى، من خلال أغانٍ كتبها. سيتضمن الحفل أغنية جرى تأليفها خصيصاً لبعلبك (إدارة أعمال الرحباني) تشمل المفاجآت كذلك انضمام عدد من ضيوف الشرف إلى هبة طوجي غناءً، هي التي وقفت إلى جانب أسماء كبيرة من عالم الموسيقى. وأحدث تلك التجارب التي برزت من خلال آخر إصداراتها، ألبوم «A l'Olympia» (في الأولمبيا)، حيث ضمّت صوتها إلى أصوات مثل لارا فابيان وفلوران بانيي وماتيو شديد، وغيرهم من أعمدة الأغنية الفرنسية، خلال حفلها في مسرح الأولمبيا في باريس العام الماضي. تستعدّ طوجي إذن لمحطة مفصلية في مسيرتها الفنية. هي التي قصدت القلعة مراهقةً عام 2001 لتشاهد حفل المغنّي البريطاني ستينغ، لم تكن تتصوّر حينذاك أنها ستعود إليها نجمةً بعد 24 عاماً. يُعدّها زوجها عازف البوق العالمي إبراهيم معلوف للشعور الذي سينتابها لحظة وقوفها وسط الهياكل، فهو الذي اختبر الأمر أكثر من مرة. «أخبرني إبراهيم أن تلك الوقفة هي بمثابة تكريم للفنان، لا سيما إذا كان لبنانياً مغترباً كما هو الحال معنا»، تقول طوجي. لن يكون المرور في بعلبك عابراً بالنسبة إلى طوجي، نظراً لانتمائها الوطني الذي ينضح من خلال نبرة صوتها وتعابير وجهها كلما ذُكر لبنان أمامها. «حبي للبنان قديم ولطالما شعرت بالانتماء له ثقافياً وروحياً. هويتي ملتصقة به، وكلما حطت بي الطائرة في مطار بيروت تنفّست الصعداء وشعرت بأنني وطأت بيتي»، تخبر طوجي. هذا لا يلغي حبها لفرنسا، البلد الذي انتقلت إليه قبل 5 سنوات، والذي قدّم لها الكثير وفق قولها. «لكن كلما عبر الزمن عليّ وأنا خارج لبنان، كبر تعلّقي به واشتياقي إليه. حتى ما يراه الناس بشعاً أراه جميلاً، وأدافع عن وطني كما تدافع أمٌ عن ولدها حتى وإن كان على خطأ». هكذا تختصر طوجي عشقها للبنان، الذي تنقله معها أينما حلّت، وسنةً تلو سنة تتّسع المسارح والمنابر أمامها. تتعامل مع الفرص بصِدقٍ لأنها تريد أن تشبه نفسها وألّا تخيّب شغفها الفني. ليس هدفها العالمية، وفق ما تقول، بقَدر ما هو تحقيق ذاتها وطموحها من خلال الموسيقى. وها هي الآن تستعير من حجارة بعلبك لتضيف حجراً أساسياً إلى مسيرتها التي بدأت في 2007، وتبلغ هذا العام سنّ الرشد.

سيدتي تهنئ الأمة العربية والإسلامية بحلول العام الهجري الجديد
سيدتي تهنئ الأمة العربية والإسلامية بحلول العام الهجري الجديد

مجلة سيدتي

timeمنذ 2 أيام

  • مجلة سيدتي

سيدتي تهنئ الأمة العربية والإسلامية بحلول العام الهجري الجديد

تتشرف أسرة مجلة "سيدتي" بأن تتقدم بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى الأمة العربية والإسلامية جمعاء، بمناسبة حلول العام الهجري الجديد 1447، الذي يعّد من أعز المناسبات الدينية، التي يحتفي بها المسلمون في جميع أنحاء العالم، إذ يرتبط سبب تسميته بحدث الهجرة النبوية الشريفة، حيث هاجر النبي محمد صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة المنورة. كما أنه يعتبر التقويم الرسمي في كثير من الدول الإسلامية، ويعتمد التقويم الهجري على دورة القمر وليس الشمس، حيث تبدأ السنة مع غرة شهر محرم وهو أول شهور السنة الهجرية. تأملات ووعود متجددة يأتي العام الهجري الجديد وهو محمل بالآمال والتطلعات، كما أنه يعد فرصة جديدة لبدايات أجمل، لتحقيق الطموحات، ولتجديد العهد مع القيم الأصيلة، حيث أن قيمنا الأصيلة هي أساسنا لمستقبل مزدهر. في هذه الأيام المباركة، ندعو الله أن يعمّ السلام والخير أرجاء أمتنا، وأن يزداد تلاحمنا وتآزرنا، مستلهمين من تعاليم ديننا الحنيف قيم المحبة، التسامح، والعطاء. إنها فرصة لنغرس هذه القيم النبيلة في نفوس أبنائنا، ولنعمل معًا على بناء مجتمعات أكثر تماسكًا وقوة، حيث يسود العدل والتعاون. تهنئة خاصة للمرأة ولا يفوتنا في "سيدتي" أن نتوجه لكل امرأة عربية ومسلمة بتهانينا الخالصة لهن بعام مليء بالإنجازات والنجاحات، لتستمر في عطائها اللامحدود الذي يرتقي بأمتنا. فهي الأم والمعلمة والقدوة، وهي الركيزة الأساسية في كل أسرة. من رحم تربيتها ورعايتها تنشأ الأجيال الصالحة التي تبني المستقبل. نسأل الله العلي القدير أن يكون عامنا الهجري الجديد عامًا زاخرًا بالخير والبركة، والأمن والسلام، والرخاء والازدهار على أمتنا العربية والإسلامية والعالم أجمع. كل عام وأنتم بخير، وكل عام و"سيدتي" رفيقتكن الدائمة في دروب النجاح والريادة. يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر حساب سيدتي على منصة إكس

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store