logo
شركة أمنية تُدير "مساعدات" غزة: سجلات جنائية وقناصة وعسكريون سابقون

شركة أمنية تُدير "مساعدات" غزة: سجلات جنائية وقناصة وعسكريون سابقون

العربي الجديدمنذ 3 أيام
واحدة من الشركات الأمنية الأميركية المنخرطة في مهمة "تأمين" المساعدات الإنسانية في قطاع غزة وتوزيعها على الفلسطينيين هي UG Solutions. الأخيرة، حالها حال شركات عديدة منضوية ضمن "برنامج توزيع
المساعدات
"، تُحيط بها ضبابية واسعة بشأن مصادر تمويلها وأنشطتها، لكن مجمل ما تكشفه البيانات أن لهذه الشركة كما لصاحبها تاريخا عسكريا حافلا، وانتهاكات جنائية وسياسية واسعة.
مدير الشركة يُدعى جايمسون غوفوني (Jameson Govoni)، كان قد تورّط في إبريل/ نيسان الماضي في حادثة "ضرب وهرب" في
الولايات المتحدة
. وهي حادثة تُعرَّف في القانون الأميركي بأنها تلك التي يتسبب فيها شخص بحادث مروري ثم يغادر مكان الحادث دون الكشف عن هويته أو تقديم المساعدة اللازمة. وغالباً ما تتضمن إصابات جسدية أو أضراراً مادية، وتُعد جريمة يعاقب عليها القانون. عقب الحادثة، اعتُقل غوفوني، ثم أُطلق سراحه لاحقاً بكفالة مالية.
بموازاة الشركة الأمنية، أنشأ غوفوني شركة مساعدات إنسانية تحمل عنوان البريد نفسه في كارولاينا الشمالية. العنوان ذاته تستخدمه ست شركات أخرى على الأقل. وإلى جانب هذه الشركات، يمتلك غوفوني شركة تعمل في بيع مشروبات تُستخدم لتخفيف "الهنغ أوفر" (صداع الكحول)، وتحمل عنواناً مختلفاً. وجميع هذه الشركات سُجّلت حديثاً فقط.
رصد
التحديثات الحية
ممثلو شركة أمن أميركية يستعدون للتمركز شمال محور نتساريم في غزة
وبحسب تقارير نُشرت سابقاً في "واشنطن بوست" وأخرى في وسائل إعلام إسرائيلية، فإن UG تعمل مقاولا فرعيا لمصلحة شركة أميركية أخرى تُدعى Safe Reach Solutions (SRS)، المسؤولة عن تأمين المساعدات، بما في ذلك مراقبة "التهديدات" بواسطة الكاميرات والخدمات اللوجستية الأمنية. أما موظفو UG فيعملون ميدانياً ويحتكون مباشرة مع السكان الفلسطينيين. وفقاً لموقع "شومريم" الإسرائيلي، المعني بالتحقيقات الاستقصائية، فإن شركة GHF – التي تدير مجمل عمليات توزيع المساعدات – أفادت بأن SRS تنسق عملياتها في غزة مع UG، ووصفتها بأنها "مزود عالمي موثوق به لحلول الأمن المتكاملة".
شركة لإنقاذ الأميركيين من غزة
غوفوني (38 عاماً)، أميركي من كارولاينا الشمالية، ومقاتل سابق في وحدة "القبعات الخضراء" النخبوية في الجيش الأميركي، خدم 11 عاماً، وشارك في الحروب على أفغانستان والعراق وكولومبيا. وبحسب "شومريم"، فإن لغوفوني موطئ قدم في غزة منذ الأيام الأولى للحرب، من خلال شركة تُدعى Sentinels Foundation، أسسها عام 2019 مع مواطن أميركي يُدعى غلين دوايت، الذي زار إسرائيل أخيراً. وتختص الشركة بإنقاذ الأطفال، وسبق أن عملت في أفغانستان وأوكرانيا، وتبلغ ميزانيتها أكثر من 3 ملايين دولار.
في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، أعلنت الشركة أنها تساعد في تخليص الأميركيين من غزة، ووجّهت شكرها للسيناتوريَن الجمهوريين ماركواين مولين وليندسي غراهام، حليفَي دونالد ترامب. وفي يناير/ كانون الثاني 2025، عاد عناصر غوفوني إلى غزة، لكن هذه المرة ضمن عمل رسمي، إذ كُلّفت UG Solutions، إلى جانب SRS، بإدارة فحص المركبات الفلسطينية في "ممر نتساريم" خلال وقف إطلاق النار الموقّع بين إسرائيل وحركة "حماس".
وبعدما خرقت إسرائيل الاتفاق، توقفت الشركة عن أعمالها، لتعود مجدداً نهاية مايو/ أيار مع استئناف توزيع المساعدات، حيث كُلّفت بتأمين أربعة مراكز توزيع، سرعان ما تحوّلت إلى "مصائد قتل". من إعلانات UG عند البحث عن موظفين، يظهر أنها تطلب خريجي وحدات خاصة، من بينهم قنّاصون. وتكشف حسابات "لينكد إن" للعاملين الحاليين في غزة أنهم عملوا سابقاً في شركات أمنية في مناطق نزاع، مثل Triple Canopy، والتي ارتبط اسمها بعدد من الانتهاكات في العراق. كما وفرت حماية لأثرياء مثل المدير التنفيذي لأمازون جيف بيزوس، ولسياسيين مثل الرئيس الأسبق باراك أوباما. وتصل رواتب موظفيها إلى أكثر من ألف دولار يومياً.
حادثة دهس وخليط من الشركات
في إبريل/ نيسان الماضي، وخلال التحضير لبدء عمل الشركة في غزة، تورط غوفوني في حادثة "ضرب وهرب"، وفقاً لمكتب الشريف المحلي في مقاطعة مكلنبورغ بكارولاينا الشمالية. وتم اعتقاله ثم أُفرج عنه بكفالة قدرها 50 ألف دولار، بعدما تجاهل أوامر الشرطة بالوقوف. UG وشركاؤها في غزة مجرد جانب واحد من أنشطة غوفوني. فمنذ خدمته العسكرية، أسس سلسلة شركات. على سبيل المثال، يقف خلف شركة Alcohol Armor التي تبيع مشروبات مضادة لـ"الهنغ أوفر"، وأخرى مختصة بمشروبات الطاقة.
رصد
التحديثات الحية
شهادات جنود إسرائيليين: نقتل منتظري المساعدات في غزة بأوامر عليا
أول ظهور لغوفوني في عالم الأمن الخاص كان من خلال شركة Skillset Corporation التي أُسست عام 2016 (موقعها غير نشط حاليًا). ووفق أرشيفها الإلكتروني، كانت تقدّم خدمات تشمل: الأمن، المراقبة، التدريب، الدعم الحكومي، والحلول السيبرانية، وضمّت أفرادًا من خلفيات عسكرية ومدنية. تأسست UG Solutions نفسها في مارس/ آذار 2023، بعنوان صندوق بريد رقم 616 في شارع جاكسون 99، بمدينة ديفيدسون في كارولاينا الشمالية، وسُجّلت أيضًا في فلوريدا – على ما يبدو للاستفادة من ضرائب الولاية المنخفضة.
وفي مارس/ آذار 2025، سجّل غوفوني ثلاث شركات جديدة في العنوان نفسه: UG Holdings، وUG Advanced Protection، وUG Technologies، وفي يونيو/ حزيران أضاف شركة أخرى هي UG Swamp. ولا تزال طبيعة عمل هذه الشركات غامضة. إلى جانب ذلك، سجّل غوفوني منظمة غير ربحية تُدعى "تحالف الإغاثة العالمي"، تبدو مصممة خصيصاً للعمل في غزة. ورغم أن موقعها الإلكتروني غير نشط، فإن وثائق تسجيلها تفيد بأنها ستعمل على "نشر فرق إغاثة طارئة في مناطق الكوارث والصراعات، وتوزيع الغذاء والمياه والمعدات الطبية والمأوى الطارئ على السكان المتضررين".
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

متعاقد أمني سابق في مؤسسة غزة الإنسانية يتحدث لبي بي سي عن إطلاق زملاء له النار على فلسطينيين جائعين لم يشكلوا تهديداً
متعاقد أمني سابق في مؤسسة غزة الإنسانية يتحدث لبي بي سي عن إطلاق زملاء له النار على فلسطينيين جائعين لم يشكلوا تهديداً

BBC عربية

timeمنذ 2 أيام

  • BBC عربية

متعاقد أمني سابق في مؤسسة غزة الإنسانية يتحدث لبي بي سي عن إطلاق زملاء له النار على فلسطينيين جائعين لم يشكلوا تهديداً

تحدث متعاقد أمني سابق في مواقع توزيع المساعدات الجديدة المثيرة للجدل في غزة المدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة لبي بي سي، عن مشاهدته لزملاء له وهم يطلقون النار مرات عدة على فلسطينيين جوعى لم يشكلوا أي تهديد باستخدام الرشاشات. وقال: "في إحدى المرات أطلق أحد الحراس النار من خلال رشاش من برج مراقبة لأن مجموعة من النساء والأطفال وكبار السن كانت تتحرك ببطء شديد بعيداً عن الموقع". وعندما طُلب الرد من مؤسسة غزة الإنسانية (GHF)، نفت هذه الادعاءات جملةً وتفصيلاً. وأحالت المؤسسة بي بي سي إلى بيان يفيد بعدم تعرض أي مدنيين لإطلاق نار في مواقع توزيع المساعدات التابعة للمؤسسة. وبدأت المؤسسة عملياتها في غزة نهاية شهر مايو/أيار. وتوزع مساعدات محدودة من مواقع عدة في جنوب ووسط قطاع غزة، بعد حصار شامل فرضته إسرائيل على غزة لمدة 11 أسبوعاً، لم يدخل خلالها أي طعام إلى القطاع. تعرض هذا النظام لانتقادات واسعة النطاق لإجباره أعداداً هائلة من الناس على السير عبر مناطق القتال النشطة إلى عدد قليل من المواقع. منذ انطلاق عمل المؤسسة، قتلت القوات الإسرائيلية أكثر من 400 فلسطيني كانوا يحاولون الحصول على مساعدات غذائية من مواقعه، وفقاً للأمم المتحدة وأطباء محليين. وتقول إسرائيل إن نظام التوزيع الجديد يمنع وصول المساعدات إلى حركة المقاومة الإسلامية (حماس). أطلق النار … "ثم ضحكوا" وتابع المتعاقد السابق وصفه للحادث الذي وقع في أحد مواقع المؤسسة الذي قال إن الحراس أطلقوا النار فيه على مجموعة من الفلسطينيين. وأضاف: "عندما حدث ذلك، أطلق مقاول آخر في الموقع، كان يقف على الساتر الترابي المطل على المخرج، ما بين 15 إلى 20 طلقة على الحشد". "سقط رجل فلسطيني على الأرض بلا حراك. ثم قال المقاول الآخر الذي كان واقفاً هناك، يا إلهي، أعتقد أنك حصلت على واحدة، ثم ضحكوا على الأمر". وقال المتعاقد الذي تحدث لبي بي سي، شريطة عدم الكشف عن هويته، إن مديري المؤسسة تجاهلوا تقريره واعتبروا الأمر مصادفة، مشيرين إلى أن الرجل الفلسطيني ربما يكون قد "تعثر" أو "متعب وفقد وعيه". وذكرت المؤسسة أن الرجل الذي وجّه هذه الادعاءات هو "متعاقد سابق ساخط" فُصل لسوء سلوكه، وهو ما ينفيه. وأطلع المتعاقد بي بي سي على كشوف رواتب تشير إلى استمراره في تقاضي راتبه لمدة أسبوعين بعد مغادرته المنصب. "أطلقوا النار" وتحدث المتعاقد لبي بي سي بعد أن عمل في جميع مواقع توزيع المؤسسة الأربعة، عن ثقافة الإفلات من العقاب، مع وجود قواعد وضوابط محدودة. وقال إن المتعاقدين لم يُمنحوا قواعد اشتباك واضحة أو إجراءات تشغيل محددة. "كان أحد قادة الفرق يقول لهم: إذا شعرتم بالتهديد، فأطلقوا النار، أطلقوا النار للقتل، ثم اطرحوا الأسئلة لاحقاً". قال المتعاقد إن "ثقافة الشركة كانت تُشعرنا بأننا ذاهبون إلى غزة، فلا قواعد تُلزمنا. افعلوا ما يحلو لكم". وأضاف: "إذا غادر فلسطيني الموقع دون أن يُظهر أي نية عدائية، وأطلقنا عليه طلقات تحذيرية … فنحن مخطئون، ونرتكب إهمالاً إجرامياً". "كذبة صريحة تماماً" وأشار إلى أن كل موقع كان يحتوي على كاميرات مراقبة تراقب النشاط في المنطقة، وأن إصرار مؤسسة غزة الإنسانية على عدم تعرض أي شخص هناك لأذى أو إطلاق نار كان "كذبة صريحة تماماً". وقالت المؤسسة إن إطلاق النار الذي سمع في اللقطات التي جرى مشاركتها مع بي بي سي، كان قادماً من جانب القوات الإسرائيلية. وقال المتعاقد السابق، إن قادة الفرق وصفوا سكان غزة بـ"جحافل الزومبي"، "ملمّحين إلى أن هؤلاء الناس لا قيمة لهم". وأضاف أن الفلسطينيين يتعرضون للأذى بطرق أخرى في مواقع المؤسسة، عن طريق إصابتهم بشظايا القنابل الصوتية، أو رشهم برذاذ الفلفل، أو دفعهم من قبل الحشود نحو الأسلاك الشائكة. وتحدث عن مشاهدته حالات بدا فيها أن فلسطينيين أصيبوا بجروح خطيرة، بما في ذلك رجل وُضعت عبوة كاملة من رذاذ الفلفل على وجهه، وامرأة أصيبت بالجزء المعدني من قنبلة صوتية أُطلقت بطريقةٍ خاطئة على حشدٍ من الناس. وقال: "أصابتها هذه القطعة المعدنية مباشرةً في رأسها، فسقطت على الأرض دون أن تتحرك. لا أعرف إن كانت قد ماتت. أنا متأكدٌ أنها كانت فاقدةً للوعي". في وقت سابق من هذا الأسبوع، دعت أكثر من 170 منظمة إلى إغلاق مؤسسة غزة الإنسانية. وتقول هذه المنظمات، بما في ذلك "أوكسفام" و"إنقاذ الطفل"، إن القوات الإسرائيلية وجماعات مسلحة تطلق النار "بشكل روتيني" على الفلسطينيين الذين يطلبون المساعدة. تنفي إسرائيل تعمد جنودها إطلاق النار على متلقي المساعدات، وتؤكد أن نظام المؤسسة يقدم مساعدة مباشرة للمحتاجين، متجاوزاً تدخل حركة حماس. وقالت المؤسسة، إنها وزعت أكثر من 52 مليون وجبة خلال خمسة أسابيع، وإن المنظمات الأخرى "تقف مكتوفة الأيدي بينما تُنهب مساعداتها". شنّ الجيش الإسرائيلي حملةً في غزة رداً على هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 على إسرائيل، والذي قُتل فيه حوالي 1200 شخص واختُطف 251 آخرون. ووفقًا لوزارة الصحة في غزة التي تديرها حماس، قُتل ما لا يقل عن 57,130 شخصاً منذ ذلك الحين.

"أسوشييتد برس" توثق إطلاق متعاقدين أميركيين النار على منتظري المساعدات في غزة
"أسوشييتد برس" توثق إطلاق متعاقدين أميركيين النار على منتظري المساعدات في غزة

العربي الجديد

timeمنذ 2 أيام

  • العربي الجديد

"أسوشييتد برس" توثق إطلاق متعاقدين أميركيين النار على منتظري المساعدات في غزة

وثقت وكالة أسوشييتد برس فيديوهات وشهادات كشفت فيها عن قيام متعاقدين عسكريين أمنيين أميركيين يحرسون موقع توزيع المساعدات في غزة التابع لمؤسسة غزة الإنسانية بإطلاق الذخيرة الحية والقنابل الصوتية على الفلسطينيين "الجائعين المتدافعين للحصول على الطعام". وقالت الوكالة في تقرير لها نقلا عن متعاقدين أميركيين طلبا عدم ذكر اسميهما أن زملاءهما "أطلقوا الذخيرة الحية أثناء محاولة الفلسطينيين الحصول على الطعام". وأوضح المتعاقدان الأميركيان، للوكالة، أن زملاءهما من أفراد الأمن المدججين بالسلاح كانوا يلقون قنابل الصوت ورذاذ الفلفل باتجاه الفلسطينيين، فيما قال أحد المتعاقدين إن الرصاص كان يطلق باتجاه الفلسطينيين وفي الهواء وعلى الأرض، وأنه يعتقد أن "شخصا واحدا على الأقل أصيب". وأكد المتعاقدان أنهما تقدما بشكوى لانزعاجهما من "هذه الممارسات الخطيرة"، واعتبرا أن بعض زملائهما غير مؤهلين وغير مدققين وأنه "يبدو أن لديهم ترخيصا مفتوحا لفعل ما يحلو لهم". وكشف أحد المصادر أن المتعاقدين العسكريين الأميركيين في مواقع توزيع المساعدات "يراقبون القادمين بحثا عن الطعام ويوثقون حالات الاشتباه في أي شخص، ويتشاركون هذه المعلومات مع الجيش الإسرائيلي"، مضيفاً أن "هناك أبرياء يتعرضون للأذى بشكل مبالغ فيه ودون داع". وتضمنت مقاطع الفيديو التي نشرتها الوكالة حوارا بين متعاقدين عسكريين يناقشون كيفية تفريق الحشود ويشجعون بعضهم بعضاً بعد إطلاق النار، كما أظهرت المقاطع التي قدمها أحد المتعاقدين -كما ذكرت الوكالة- دوي الرصاص وقنابل الصوت وإطلاق رذاذ الفلفل على المتزاحمين من أجل الحصول على الطعام. أخبار التحديثات الحية حرب الإبادة على غزة | 60 شهيداً منذ الفجر وتوثيق 26 مجزرة في يومين "لمحة نادرة عن مؤسسة غزة الإنسانية" وذكرت "أسوشييتد برس" أن شهادات المتعاقدين ومقاطع الفيديو والتقارير الداخلية والرسائل النصية التي حصلت عليها تقدم "لمحة نادرة عن مؤسسة غزة الإنسانية"، ووصفتها بأنها "منظمة أميركية سرية حديثة التأسيس تدعمها إسرائيل لإطعام أهل غزة، وتعهدت الحكومة الأميركية بالتبرع لها بمبلغ 30 مليون دولار بينما لا تزال مصادر تمويلها الأخرى غامضة". ونقلت عن أحد المتحدثين باسم شركة سيف ريتش سوليوشنز Safe reach solutions، وهي شركة مقاولات أمنية أميركية متعاقدة في موقع المساعدات، أنه "لم تقع أي حوادث خطيرة في مواقعهم حتى الآن، وقد أطلق متخصصون أمنيون ذخيرة حية على الأرض بعيدا عن المدنيين لجذب انتباههم، وهذا حدث في الأيام الأولى، حيث كانت هذه التدابير ضرورية لسلامة وأمن المدنيين من أجل السيطرة على الحشود". وقبل شهرين ونصف من إعلان بدء مؤسسة غزة الإنسانية نشاطها، منعت إسرائيل دخول الغذاء والدواء والمياه مدعية أن حركة حماس تسرق المساعدات، فيما تسعى الآن لأن تحل المؤسسة محل نظام الأمم المتحدة. ويعيش أكثر من مليوني فلسطيني في غزة في أزمة إنسانية كارثية في ظل قصف إسرائيل القطاع ومحاصرته. وقال المقاول الذي شارك مقاطع فيديو مع وكالة أسوشييتد برس إن الفلسطينيين الذين وصلوا إلى مواقع المساعدات ذكروا أنهم "عالقون بين النيران الإسرائيلية والأميركية"، وأن أحدهم تساءل "لماذا تطلقون النار علينا؟ لماذا يطلق الجيش (الإسرائيلي) النار علينا، لقد جئنا للحصول على طعام لعائلاتنا وليس لدينا شيء آخر". بينما نقلت وكالة أسوشييتد برس عن متعاقدَين مع شركة يو جيه سوليوشنز UG Solutions، وهي إحدى شركات المقاولات الأمنية المتعاقدة لتوزيع المساعدات، بأنهما قالا إن "الرصاص والقنابل الصوتية ورذاذ الفلفل استخدم في كل عملية توزيع للمساعدات تقريبا حتى في حال غياب أي تهديد". وذكرت "أسوشييتد برس" أن مقاطع الفيديو التي شاهدتها الوكالة "يبدو أنها تدعم شهادات المتعاقدين"، وكشفت أنه جرى التقاط هذه المقاطع خلال أول أسبوعين من عمليات التوزيع. وفي أحد الفيديوهات ناقش "من يبدو أنهم متعاقدون أمنيون أميركيون مدججون بالسلاح كيفية تفريق الفلسطينيين القريبين"، وسمع صوت أحدهم يذكر ترتيب "استعراض للقوة من قبل الدبابات الإسرائيلية"، وانطلقت رشقات نارية بما لا يقل عن 15 طلقة، وقال أحدهم "أعتقد أنني أصبت أحدا". وقال المقاول الأمني الذي صور الفيديو لوكالة أسوشييتد برس إنه رأى مقاولين أمنيين آخرين يطلقون النار باتجاه الفلسطينيين الذين "كانوا يغادرون بعدما حصلوا على طعامهم للتو"، مضيفا أنه لم يكن واضحا سبب استمرارهم في إطلاق النار بينما كان الناس يبتعدون"، وذكر أنه رأى رجلا على بعد 60 مترا في مرمى الرصاص يسقط أرضا. فيما كشفت الوكالة، وفقا لرسالة نصية داخلية تمت مشاركتها معها، أنه خلال عملية توزيع واحدة في يونيو/ حزيران، استخدم المقاولون الأمنيون 37 قنبلة صوتية و27 قذيفة مطاطية ودخانية و60 عبوة رذاذ فلفل، وذكر المقاول أن "هذا العدد لا يشمل الذخيرة الحية"، وقدم صورة لإصابة امرأة على عربة يجرها حمار. بينما كشف تقرير داخلي صادر عن الشركة الأمنية سيف ريتش سوليوشنز أن طالبي المساعدات أصيبوا خلال 31% من عمليات التوزيع التي جرت خلال أسبوعين في يونيو، ولم يحدد التقرير عدد الإصابات أو سببها، ونقلت "أسوشييتد برس" عن المنظمة أن الشركة تشير إلى إصابات غير خطيرة. أخبار التحديثات الحية بن غفير يدعو سموتريتش للانضمام إليه لإحباط جهود إبرام اتفاق بشأن غزة "أسوشييتد برس" تحققت من الفيديوهات باستخدام التحليل الصوتي في غضون ذلك، تحققت الوكالة من الفيديوهات وحددت الموقع الجغرافي لها باستخدام صور جوية، واستعانت بخبيرين في الأدلة الجنائية الصوتية، وأكدا أنه لا يوجد ما يشير إلى أن صوت الفيديوهات تم التلاعب به، وأن إطلاق النار والقنابل يشير إلى أن البنادق كانت تطلق في اتجاهات مختلفة. وقال أحد المتعاقدين للوكالة إنه خلال عمله في المواقع لم يشعر بأي تهديد حقيقي من قبل حركة حماس، في الوقت الذي أشار فيه التقرير إلى أن منظمة سيف ريتش سوليوشنز تقول إن "حماس هددت عمال الإغاثة والمدنيين الذين يتلقون المساعدات"، ولم تحدد المنظمة التهديد الذي تعرض له الأشخاص. كما قال المتعاقدان للوكالة إن محللين أميركيين وجنودا إسرائيليين يعملون جنبا إلى جنب، وأكدا أن "المحللين الأميركيين والجنود الإسرائيليين يجلسون في غرفة تحكم معا؛ حيث يتم عرض اللقطات آنياً، وأن غرفة التحكم موجودة في حاوية شحن على الجانب الإسرائيلي من معبر كرم أبو سالم إلى غزة. وقال أحد المتعاقدين الذي صور الفيديوهات: "الجيش الإسرائيلي يستغل نظام التوزيع للوصول إلى المعلومات.. وبعض الكاميرات مجهزة ببرامج التعرف إلى الوجوه"، وأن "اللقطات التي حصلت عليها الوكالة وتحمل تصنيف تحليلات هي المواقع التي تحتوي على برامج التعرف إلى الوجوه، وأن الجنود الإسرائيليين يراقبون الأشخاص الذين يطلق عليهم وصف (مهمين) ويدونون ملاحظاتهم ويقارنون المعلومات بلقطاتهم"، وأنه "لا يعرف مصدر البيانات في برنامج التعرف إلى الوجوه. ورغم اطلاع "أسوشييتد برس" -حسبما ذكرت- على تقرير داخلي لشركة سيف ريتش سوليوشنز يقول إن "فريق الاستخبارات التابع لها سيوزع على الموظفين ما يظهر صوراً للأشخاص الذين يطلق عليهم وصف مهمين في مواقع المساعدات"، إلا أن الشركة نفت الاتهامات بجمع معلومات استخباراتية، وأنها لم تنسق مع جهات إسرائيلية. بينما ذكر مقاول أن الشركة نفسها طلبت منه ومن موظفين آخرين تصوير بعض الأشخاص الذين كان مطلوبا الحصول على معلومات عنهم، مضيفا أن الصور أضيفت لقاعدة بيانات التعرف إلى الوجوه. ووظفت شركة يو جيه سوليوشنز مئات المقاولين الذين وصلوا إلى إسرائيل في منتصف مايو/ أيار، وذكر المقاولان لوكالة أسوشييتد برس أن هؤلاء لم تكن لديهم خبرة قتالية ولم يتلقوا تدريبا كافيا، وأن شركة سيف ريتش سوليوشنز لم تزود الموظفين بمسودة قواعد الاشتباك إلا بعد ثلاثة أيام من بدء التوزيع، والتي نصت على أنه لا يجوز استخدام القوة المميتة إلا في حالة الضرورة القصوى، ويجوز استخدام الأسلحة غير المميتة في الحالات القصوى ضد الأفراد العزل الذين يمارسون العنف الجسدي. وذكرت الوكالة أنه "لا يبدو أن الفلسطينيين الذين ظهروا في مقاطع الفيديو عدوانيين جسديا، بينما قالت منظمة سيف ريتش سوليوشنز إن مناوشات وقعت بين حين وآخر في المواقع لكن لم يشارك فيها أي من موظفيها"، بينما كشف المقاول الذي صور مقاطع الفيديو أن كل متعاقد كانت لديه "بندقية آلية إسرائيلية الصنع قادرة على إطلاق عشرات الطلقات في ثوان، ومسدس وقنابل صوتية وغاز مسيل للدموع". في حين قال درو أوبراين، المتحدث باسم شركة يو جيه سوليوشنز، إن "الشركة لم تكن على علم بمقطع الفيديو الذي يظهر إطلاق النار من شخص يعتقد أنه متعاقد مع الشركة"، في حين نقلت الوكالة عن المتعاقدين قولهما "إذا استمرت المنظمة على هذه الطريقة فسيستمر تعرض طالبي المساعدة الأبرياء للإصابة، وربما القتل دون داع".

شركة أمنية تُدير "مساعدات" غزة: سجلات جنائية وقناصة وعسكريون سابقون
شركة أمنية تُدير "مساعدات" غزة: سجلات جنائية وقناصة وعسكريون سابقون

العربي الجديد

timeمنذ 3 أيام

  • العربي الجديد

شركة أمنية تُدير "مساعدات" غزة: سجلات جنائية وقناصة وعسكريون سابقون

واحدة من الشركات الأمنية الأميركية المنخرطة في مهمة "تأمين" المساعدات الإنسانية في قطاع غزة وتوزيعها على الفلسطينيين هي UG Solutions. الأخيرة، حالها حال شركات عديدة منضوية ضمن "برنامج توزيع المساعدات "، تُحيط بها ضبابية واسعة بشأن مصادر تمويلها وأنشطتها، لكن مجمل ما تكشفه البيانات أن لهذه الشركة كما لصاحبها تاريخا عسكريا حافلا، وانتهاكات جنائية وسياسية واسعة. مدير الشركة يُدعى جايمسون غوفوني (Jameson Govoni)، كان قد تورّط في إبريل/ نيسان الماضي في حادثة "ضرب وهرب" في الولايات المتحدة . وهي حادثة تُعرَّف في القانون الأميركي بأنها تلك التي يتسبب فيها شخص بحادث مروري ثم يغادر مكان الحادث دون الكشف عن هويته أو تقديم المساعدة اللازمة. وغالباً ما تتضمن إصابات جسدية أو أضراراً مادية، وتُعد جريمة يعاقب عليها القانون. عقب الحادثة، اعتُقل غوفوني، ثم أُطلق سراحه لاحقاً بكفالة مالية. بموازاة الشركة الأمنية، أنشأ غوفوني شركة مساعدات إنسانية تحمل عنوان البريد نفسه في كارولاينا الشمالية. العنوان ذاته تستخدمه ست شركات أخرى على الأقل. وإلى جانب هذه الشركات، يمتلك غوفوني شركة تعمل في بيع مشروبات تُستخدم لتخفيف "الهنغ أوفر" (صداع الكحول)، وتحمل عنواناً مختلفاً. وجميع هذه الشركات سُجّلت حديثاً فقط. رصد التحديثات الحية ممثلو شركة أمن أميركية يستعدون للتمركز شمال محور نتساريم في غزة وبحسب تقارير نُشرت سابقاً في "واشنطن بوست" وأخرى في وسائل إعلام إسرائيلية، فإن UG تعمل مقاولا فرعيا لمصلحة شركة أميركية أخرى تُدعى Safe Reach Solutions (SRS)، المسؤولة عن تأمين المساعدات، بما في ذلك مراقبة "التهديدات" بواسطة الكاميرات والخدمات اللوجستية الأمنية. أما موظفو UG فيعملون ميدانياً ويحتكون مباشرة مع السكان الفلسطينيين. وفقاً لموقع "شومريم" الإسرائيلي، المعني بالتحقيقات الاستقصائية، فإن شركة GHF – التي تدير مجمل عمليات توزيع المساعدات – أفادت بأن SRS تنسق عملياتها في غزة مع UG، ووصفتها بأنها "مزود عالمي موثوق به لحلول الأمن المتكاملة". شركة لإنقاذ الأميركيين من غزة غوفوني (38 عاماً)، أميركي من كارولاينا الشمالية، ومقاتل سابق في وحدة "القبعات الخضراء" النخبوية في الجيش الأميركي، خدم 11 عاماً، وشارك في الحروب على أفغانستان والعراق وكولومبيا. وبحسب "شومريم"، فإن لغوفوني موطئ قدم في غزة منذ الأيام الأولى للحرب، من خلال شركة تُدعى Sentinels Foundation، أسسها عام 2019 مع مواطن أميركي يُدعى غلين دوايت، الذي زار إسرائيل أخيراً. وتختص الشركة بإنقاذ الأطفال، وسبق أن عملت في أفغانستان وأوكرانيا، وتبلغ ميزانيتها أكثر من 3 ملايين دولار. في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، أعلنت الشركة أنها تساعد في تخليص الأميركيين من غزة، ووجّهت شكرها للسيناتوريَن الجمهوريين ماركواين مولين وليندسي غراهام، حليفَي دونالد ترامب. وفي يناير/ كانون الثاني 2025، عاد عناصر غوفوني إلى غزة، لكن هذه المرة ضمن عمل رسمي، إذ كُلّفت UG Solutions، إلى جانب SRS، بإدارة فحص المركبات الفلسطينية في "ممر نتساريم" خلال وقف إطلاق النار الموقّع بين إسرائيل وحركة "حماس". وبعدما خرقت إسرائيل الاتفاق، توقفت الشركة عن أعمالها، لتعود مجدداً نهاية مايو/ أيار مع استئناف توزيع المساعدات، حيث كُلّفت بتأمين أربعة مراكز توزيع، سرعان ما تحوّلت إلى "مصائد قتل". من إعلانات UG عند البحث عن موظفين، يظهر أنها تطلب خريجي وحدات خاصة، من بينهم قنّاصون. وتكشف حسابات "لينكد إن" للعاملين الحاليين في غزة أنهم عملوا سابقاً في شركات أمنية في مناطق نزاع، مثل Triple Canopy، والتي ارتبط اسمها بعدد من الانتهاكات في العراق. كما وفرت حماية لأثرياء مثل المدير التنفيذي لأمازون جيف بيزوس، ولسياسيين مثل الرئيس الأسبق باراك أوباما. وتصل رواتب موظفيها إلى أكثر من ألف دولار يومياً. حادثة دهس وخليط من الشركات في إبريل/ نيسان الماضي، وخلال التحضير لبدء عمل الشركة في غزة، تورط غوفوني في حادثة "ضرب وهرب"، وفقاً لمكتب الشريف المحلي في مقاطعة مكلنبورغ بكارولاينا الشمالية. وتم اعتقاله ثم أُفرج عنه بكفالة قدرها 50 ألف دولار، بعدما تجاهل أوامر الشرطة بالوقوف. UG وشركاؤها في غزة مجرد جانب واحد من أنشطة غوفوني. فمنذ خدمته العسكرية، أسس سلسلة شركات. على سبيل المثال، يقف خلف شركة Alcohol Armor التي تبيع مشروبات مضادة لـ"الهنغ أوفر"، وأخرى مختصة بمشروبات الطاقة. رصد التحديثات الحية شهادات جنود إسرائيليين: نقتل منتظري المساعدات في غزة بأوامر عليا أول ظهور لغوفوني في عالم الأمن الخاص كان من خلال شركة Skillset Corporation التي أُسست عام 2016 (موقعها غير نشط حاليًا). ووفق أرشيفها الإلكتروني، كانت تقدّم خدمات تشمل: الأمن، المراقبة، التدريب، الدعم الحكومي، والحلول السيبرانية، وضمّت أفرادًا من خلفيات عسكرية ومدنية. تأسست UG Solutions نفسها في مارس/ آذار 2023، بعنوان صندوق بريد رقم 616 في شارع جاكسون 99، بمدينة ديفيدسون في كارولاينا الشمالية، وسُجّلت أيضًا في فلوريدا – على ما يبدو للاستفادة من ضرائب الولاية المنخفضة. وفي مارس/ آذار 2025، سجّل غوفوني ثلاث شركات جديدة في العنوان نفسه: UG Holdings، وUG Advanced Protection، وUG Technologies، وفي يونيو/ حزيران أضاف شركة أخرى هي UG Swamp. ولا تزال طبيعة عمل هذه الشركات غامضة. إلى جانب ذلك، سجّل غوفوني منظمة غير ربحية تُدعى "تحالف الإغاثة العالمي"، تبدو مصممة خصيصاً للعمل في غزة. ورغم أن موقعها الإلكتروني غير نشط، فإن وثائق تسجيلها تفيد بأنها ستعمل على "نشر فرق إغاثة طارئة في مناطق الكوارث والصراعات، وتوزيع الغذاء والمياه والمعدات الطبية والمأوى الطارئ على السكان المتضررين".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store