فرانشيسكا ألبانيزي .. مرشحة نوبل
لم يكن اجتماع مجموعة لاهاي، الذي عُقد قبل يومين، مجرد تكرار رتيب لاجتماعات الإدانة الخطابية، بل شكّل محطة فارقة، ومحاولة جريئة للانتقال من الاستنكار إلى الفعل، ومن التصريحات المألوفة إلى إجراءات مُلزمة وملموسة.
تأسست مجموعة لاهاي مطلع هذا العام، عقب إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات توقيف بحق رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه يوآف غالانت، بتهم تتعلق بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وتضم المجموعة تسع دول حتى الآن، من بينها: كولومبيا، جنوب إفريقيا، ماليزيا، كوبا، بوليفيا، هندوراس، وناميبيا، وتسعى إلى تفعيل العدالة الدولية وتطبيق القانون الإنساني بعيدًا عن الانتقائية والخضوع للضغوط السياسية.
لكن في بوغوتا، اتسعت طموحات هذا الحراك، وارتفعت وتيرته: منع رسو السفن المحمّلة بالسلاح لإسرائيل، حظر تصدير الوقود، وتفعيل التعاون القضائي الدولي ضد المتورطين في العدوان.
من بين أبرز المشاركين في الاجتماع، برزت فرانشيسكا ألبانيزي، المقررة الخاصة للأمم المتحدة، التي لم تتردّد في وصف ما يحدث في غزة بأنه: "إبادة مستمرة تُرتكب على مرأى من العالم."
وإلى جانبها، صدح الصوت العربي الحقوقي ممثلاً بالدكتورة شهد الحموري، التي تحدثت بشجاعة، مؤكدة أن ما يجري في فلسطين يشكّل اختبارًا حقيقيًا لمصداقية النظام الدولي، مضيفة "حين تعجز الحكومات، يجب أن تتحرك الشعوب."
كانت كلمات ألبانيزي وشهد بمثابة صرخة في قلب بركان، تذكّر العالم بأن القانون لم يُخلق لحماية الأقوياء، بل لحماية الإنسان.
وفي ظل أزمات داخلية تهز الحكومة الكولومبية – منها استقالة وزيرة الخارجية وتوتر العلاقات مع واشنطن– برز الرئيس غوستافو بيترو بموقفه الأخلاقي الشجاع، واصفًا المؤتمر بأنه: "انتقال من الصمت إلى الموقف، ومن الخطاب إلى الأداة."
ورغم الانقسام السياسي الحاد داخل كولومبيا، اختارت أن تقف في الجانب الصحيح من التاريخ. وكان لـماوريسيو جاسر، مدير الشؤون متعددة الأطراف (فلسطيني الأصل)، دور محوري في قيادة هذا التحوّل من الهامش إلى المركز، مؤكدًا أن للعدالة صوتًا… وله جذور.
ما يحدث اليوم يشكّل تحديًا صارخًا لمنظومة القانون الدولي التي نشأت بعد الحرب العالمية الثانية، لكنها للأسف أصبحت عاجزة أمام سطوة إسرائيل وحلفائها. لذا، فإن اجتماع لاهاي في كولومبيا لا يكتفي برفع الصوت، بل يضع أدوات فعلية على الطاولة: من حظر السلاح، إلى تجميد التعاون العسكري، وصولًا إلى عزل إسرائيل دبلوماسيًا.
ورغم أن هذه التحركات ستُقابل بلا شك بحملات تشويه وضغوط سياسية، فإنها تُعيد الأمل بأن الجنوب العالمي قادر على تصويب بوصلة العدالة حين تنحرف عنها القوى الكبرى.
من كولومبيا إلى كيب تاون، ومن كوالالمبور إلى غزة، تنهض أصوات من تحت الركام، تصرخ بوضوح: الاحتلال جريمة، الصمت تواطؤ، والعدالة لا تعرف الانتقائية.
صرخة فرانشيسكا ألبانيزي وشهد الحموري في لاهاي، ليست خاتمة القصة، بل بدايتها..
بداية مسار طويل، لا يحاكم القتلة فقط، بل يحاكم أيضًا صمت العالم.
في الأيام القادمة.. ستكون بيننا فرانشيسكا ألبانيزي، صوت القانون الدولي ومرشحة نوبل غير المُعلنة. حضورها ليس زيارة عابرة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

عمون
منذ 3 ساعات
- عمون
فرانشيسكا ألبانيزي .. مرشحة نوبل
في زمنٍ بات فيه الصمت العالمي هو اللغة الرسمية أمام المجازر، خرجت بوغوتا –عاصمة كولومبيا– عن المألوف، لتحتضن صرخة قانونية وأخلاقية مدوية من قلب الجنوب العالمي، حيث اجتمع وزراء وقانونيون ونشطاء ليقولوا معًا" كفى." لم يكن اجتماع مجموعة لاهاي، الذي عُقد قبل يومين، مجرد تكرار رتيب لاجتماعات الإدانة الخطابية، بل شكّل محطة فارقة، ومحاولة جريئة للانتقال من الاستنكار إلى الفعل، ومن التصريحات المألوفة إلى إجراءات مُلزمة وملموسة. تأسست مجموعة لاهاي مطلع هذا العام، عقب إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات توقيف بحق رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه يوآف غالانت، بتهم تتعلق بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وتضم المجموعة تسع دول حتى الآن، من بينها: كولومبيا، جنوب إفريقيا، ماليزيا، كوبا، بوليفيا، هندوراس، وناميبيا، وتسعى إلى تفعيل العدالة الدولية وتطبيق القانون الإنساني بعيدًا عن الانتقائية والخضوع للضغوط السياسية. لكن في بوغوتا، اتسعت طموحات هذا الحراك، وارتفعت وتيرته: منع رسو السفن المحمّلة بالسلاح لإسرائيل، حظر تصدير الوقود، وتفعيل التعاون القضائي الدولي ضد المتورطين في العدوان. من بين أبرز المشاركين في الاجتماع، برزت فرانشيسكا ألبانيزي، المقررة الخاصة للأمم المتحدة، التي لم تتردّد في وصف ما يحدث في غزة بأنه: "إبادة مستمرة تُرتكب على مرأى من العالم." وإلى جانبها، صدح الصوت العربي الحقوقي ممثلاً بالدكتورة شهد الحموري، التي تحدثت بشجاعة، مؤكدة أن ما يجري في فلسطين يشكّل اختبارًا حقيقيًا لمصداقية النظام الدولي، مضيفة "حين تعجز الحكومات، يجب أن تتحرك الشعوب." كانت كلمات ألبانيزي وشهد بمثابة صرخة في قلب بركان، تذكّر العالم بأن القانون لم يُخلق لحماية الأقوياء، بل لحماية الإنسان. وفي ظل أزمات داخلية تهز الحكومة الكولومبية – منها استقالة وزيرة الخارجية وتوتر العلاقات مع واشنطن– برز الرئيس غوستافو بيترو بموقفه الأخلاقي الشجاع، واصفًا المؤتمر بأنه: "انتقال من الصمت إلى الموقف، ومن الخطاب إلى الأداة." ورغم الانقسام السياسي الحاد داخل كولومبيا، اختارت أن تقف في الجانب الصحيح من التاريخ. وكان لـماوريسيو جاسر، مدير الشؤون متعددة الأطراف (فلسطيني الأصل)، دور محوري في قيادة هذا التحوّل من الهامش إلى المركز، مؤكدًا أن للعدالة صوتًا… وله جذور. ما يحدث اليوم يشكّل تحديًا صارخًا لمنظومة القانون الدولي التي نشأت بعد الحرب العالمية الثانية، لكنها للأسف أصبحت عاجزة أمام سطوة إسرائيل وحلفائها. لذا، فإن اجتماع لاهاي في كولومبيا لا يكتفي برفع الصوت، بل يضع أدوات فعلية على الطاولة: من حظر السلاح، إلى تجميد التعاون العسكري، وصولًا إلى عزل إسرائيل دبلوماسيًا. ورغم أن هذه التحركات ستُقابل بلا شك بحملات تشويه وضغوط سياسية، فإنها تُعيد الأمل بأن الجنوب العالمي قادر على تصويب بوصلة العدالة حين تنحرف عنها القوى الكبرى. من كولومبيا إلى كيب تاون، ومن كوالالمبور إلى غزة، تنهض أصوات من تحت الركام، تصرخ بوضوح: الاحتلال جريمة، الصمت تواطؤ، والعدالة لا تعرف الانتقائية. صرخة فرانشيسكا ألبانيزي وشهد الحموري في لاهاي، ليست خاتمة القصة، بل بدايتها.. بداية مسار طويل، لا يحاكم القتلة فقط، بل يحاكم أيضًا صمت العالم. في الأيام القادمة.. ستكون بيننا فرانشيسكا ألبانيزي، صوت القانون الدولي ومرشحة نوبل غير المُعلنة. حضورها ليس زيارة عابرة.


أخبارنا
منذ 4 ساعات
- أخبارنا
ياسر كنعان يكتب : مجلس الأمن منظومه بلا نظام
أخبارنا : كتب ياسر كنعان : يعتبر مجلس الأمن احد اذرع الأمم المتحدة والذي تكون قراراته عادة ملزمة للدول أعضاء الجمعيه العامه للأمم المتحدة هذا المجلس الذي تأسس عقب فشل عصبة الأمم المتحده بعد الحرب العالميه الثانيه وكان تأسيسه في العام ١٩٤٥ من ١٥ عضوا بينهم خمسة دائمون وهم الصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الامريكيه والعشرة أعضاء الباقون يتم انتخابهم كل سنتين على أن تتناوب كل دولة رئاسة المجلس لمدة شهرين وعقد اول جلسه له بعد سنة من تأسيسه في لندن قبل أن ينتقل إلى مقره الدائم في نيويورك أن هذا المجلس الذي بنيت اساساته على هيمنة القوى النوويه ليكونوا دائمين في اصدار قرارات الفصل السابع والملزم لدول العالم تحت التهديد والوعيد لقد أصبح هذا المجلس المعني بحفظ الأمن والسلام الدوليين يعمل بالدرجة الاولى لمصالح الدول الدائمة العضويه بمعظم قراراته وكل ما يدور في فلك تلك المصالح بمخالفات صريحة للقانون الدولي والمواثيق والاعراف المتفق عليها ليستبدل هذا المجلس القانون الإنساني بقانون شريعة الغاب وحكم الاقوى لقد شكل اجتماعه الأول بعيد نشأة الحرب البارده بين القطبين الشرقي والغربي في تهديد لحروب عالميه واستقطاب دول المحاور في كل فلك قطبي من نزاع استمر لمدة ٧٩ عاما تسابق به القطبان على التسلح واستخدام التكنولوجيا بحروب مفترضه كحرب النجوم والفضاء والذرة واستخدام القنابل الهيدروجينيه والنوويه والباليستيه وحتى الجرثوميه وكل ما هو فتاك ومحرم دوليا لقد أفضى هذا النزاع القطبي والاستخباراتي العالمي على تفكيك القطب الشرقي بعملية روسية داخليه سميت البيرو سترويكا وتعني الانفتاح التي قادها الرئيس ميخائيل غورباتشوف وحصول دول الاتحاد على أطر جيوسياسيه مستقله وبقاء روسيا الاتحاديه منفردة أمام القطب الغربي الذي نما كثيراعسكريا واقتصادية وبتمكين حلف الناتو وإنهاء حلف وارسو ليبقى العالم تحت رحمة قطب مستبد لنرى ما نراه مؤخرا في غطائه لحروب وجرائم إسرائيل الاحتلاليه البشعه والمدانة عالميا أن هذا الاستبداد للقطب الأوحد يدعو العالم لاعادة النظر في نظام هذا المجلس ومفاهيم عمله واهدافه فلا بد من تدوير الأعضاء الدائمين بتغييرهم من ديمومة العضويه ليكون للمجلس صبغة ديمقراطية تعدديه او إنهاء عضوية المخالف منها وغير الملتزم بقوانين هيئة الأمم المتحدة التي انبثق منها هذا المجلس لقد شكل حق النقض الفيتو الذي يتمتع به اعضاء المجلس الخمسة الدائمين أداة لاستمرار الحروب لا لوقفها واستعمال مكيالين في ميزان الأمم المتحدة واشهار سلاح القوة واستعماله دون قرار اممي وخرق القانون دون مساءلة او رادع أخلاقي وانساني كل هذه المعطيات السابقه تدل على الابتعاد عن قيم العدالة الحقيقية والشرعية والتي تشكل أسس السلام إن مشهد قرارات المحكمة الدوليه بإنهاء الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينيه وقرار المحكمة الجزائية باعتقال مجرمي الحرب وعدم استطاعة هذا العالم بأسره وهذه الأمم من تنفيذه وتحقيقه بسبب الغطاء الأمريكي المستمر بنهج الاستكبار والصلف العلني للدولة المارقه ومن إحدى شواهد الضعف والهوان والابتذال لدور الأمم المتحدة المتمثل بالمناشدة والادانة والقلق الدائم فهل بات مجلس القطب الواحد شرطي العالم والسيف المسلط على رقاب العباد


جو 24
منذ 4 ساعات
- جو 24
طلاب أمريكيون يطالبون بإزالة صورة نتنياهو من "قاعة المشاهير" بمدرستهم
جو 24 : ذكرت صحيفة نيويورك تايمز، اليوم الجمعة، أن رابطة خريجي المدرسة الثانوية الأمريكية التي ارتادها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ستناقش التماسا قدمه طلابها لإزالة صورته من "قاعة المشاهير" الخاصة بهم. وتخرج نتنياهو من مدرسة شلتنهام الثانوية، بالقرب من فيلادلفيا، عام 1967، عندما كان يعيش هناك بينما كان والده يدرّس في كلية قريبة. وقال التقرير إن الالتماس المطالب بإزالة نتنياهو حصل على أكثر من 200 توقيع، أي ما يقرب من 14 بالمئة من الطلاب. واستشهدت رسالة بريد إلكتروني كتبها طالبان إلى رابطة الخريجين بمحاكمة نتنياهو الجارية بتهم الفساد ومذكرة الاعتقال الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة كأسباب للطلب. وجاء في الالتماس، الذي نقله التقرير: "على هذا النحو، نشعر أنه ليس من الصواب أن يستمر تكريمه في مدرستنا". تابعو الأردن 24 على