logo
كيف تقود الصين سباق الروبوتات الشبيهة بالبشر

كيف تقود الصين سباق الروبوتات الشبيهة بالبشر

الشرق الأوسطمنذ 4 أيام
طوال حياتي المهنية تقريباً عملت في طليعة مشاريع ابتكارات الروبوتات في الولايات المتحدة. ولم يسبق لي أن رأيت دولة أخرى (مثل الصين) تتقدم بهذه السرعة، كما كتب روبرت أمبروز(*).
خلال السنوات القليلة الماضية، تجاوزت الصين الولايات المتحدة بوصفها قائدة في سباق الروبوتات، خاصةً فيما يتعلق بالروبوتات الشبيهة بالبشر المصممة لمحاكاة جسم الإنسان وسلوكه. وفي وقت سابق من هذا العام، نفذت الصين سباقاً حقيقياً للروبوتات البشرية مع البشر، ولا يبدو أن تقدمها سيتراجع.
في حين يخطف الذكاء الاصطناعي الأضواء الاستثمارية والإعلامية، فإن المنافسة على تفوق الروبوتات الشبيهة بالبشر تتسارع بهدوء منذ 50 عاماً، ونحن الآن على أعتاب إنجاز تاريخي. قد تصل إلينا الروبوتات الشبيهة بالبشر المُنتجة بكميات كبيرة خلال السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة، ومن المتوقع أن تنمو السوق إلى 38 مليار دولار أميركي خلال 10 سنوات فقط.
تستعد الصين للاستحواذ على نصيب الأسد من هذه الصناعة: فقد وجدت «مورغان ستانلي» أن 56 في المائة من شركات الروبوتات تتخذ من الصين مقراً لها بالفعل. ومع ذلك، لا تقتصر هذه المنافسة على حصة السوق فحسب، بل تتعلق بالتفوق الصناعي أيضاً.
تعمل الروبوتات الصناعية الثابتة الآن بمعدلات إنتاجية تُقدر بعشرة أضعاف معدلات إنتاجية البشر، حيث تعمل على مدار الساعة تقريباً دون أي أخطاء تُذكر. وفي هذا العصر الجديد من الروبوتات الشبيهة بالبشر حرة الحركة، ستتنقل الآلات القابلة للتكيف في جميع أنحاء المصانع بدقة متساوية، ومعدلات إنتاجية أعلى من نظيراتها الثابتة (والبشرية).
وتصمم شركات أميركية مثل «بوسطن ديناميكس» نماذج أولية مبهرة، لكن هذه النماذج لا تفوز في الحروب الصناعية، لأن الإنتاج هو الذي يربح تلك الحرب.
وإذا استمرت الولايات المتحدة في التخلف عن الركب في سباق الروبوتات، فستواجه الشركات الأميركية اعتماداً متزايداً على الصين في سلسلة التوريد، وقد يشهد المواطنون ركوداً في الأجور، وفقداناً للوظائف لصالح رواد الروبوتات في الخارج.
لقد شهدتُ بنفسي الولايات المتحدة تقود العالم في مجال الروبوتات، إذ إن اثنين من روبوتاتي الشبيهة بالبشر انطلقا إلى الفضاء؛ أحدهما يُدعى «روبونوت Robonaut» يعيش الآن في متحف سميثسونيان.
وعلى مدار العقد الماضي، تباطأ زخمنا. لذا، ولاستعادة التفوق في مجال الروبوتات، يجب على الولايات المتحدة التغلب على أربع عقبات حاسمة قد تُكلفنا هذا السباق.
لماذا لا تُركز الولايات المتحدة كل جهودها على الروبوتات الشبيهة بالبشر؟
صحيح أن الشركات الصينية الناشئة في مجال الروبوتات تستفيد من سلاسل التوريد الراسخة، وفرص التبني المحلية، والدعم الحكومي القوي، لكن المشكلات المحلية المُلحة هي التي تعوق الولايات المتحدة، بغض النظر عن تقدم أي دولة أخرى.
* أولاً: نحن نُكافح مخاوفنا الثقافية. هناك قلق سائد من أن الروبوتات ستحل محل الوظائف البشرية، وخاصة في المصانع. في حين أن التغيير الهائل في التصنيع يقترب بسرعة، فإن الخوف من الاستبدال ليس خاطئاً فحسب، بل إنه ذو نتائج عكسية. تتفوق الروبوتات الشبيهة بالبشر في الوظائف «القذرة والمظلمة والخطيرة» التي غالباً ما تفتقر إلى العمالة البشرية الراغبة. وللتغلب على المخاوف الثقافية الأميركية تجاه الروبوتات، يجب أن ننظر إلى الروبوتات بوصفها أدوات تقف إلى جانبنا. والروبوتات قادرة على ذلك، بل ينبغي عليها دعم العمل البشري، لا منافسته.
* ثانياً: نحن لا ندرب الأشخاص الذين يقفون وراء الروبوتات. التحدي الحقيقي للفوز في سباق الروبوتات ليس في فقدان الوظائف؛ بل في النقص الهائل في العمالة المحلية الماهرة لتطوير الروبوتات المتقدمة، وتشغيلها، وصيانتها.
إن تثقيف القوى العاملة حول كيفية الاستفادة من الروبوتات سيمكّن الجيل القادم، ويبدد الخوف. ومع ذلك، في جميع أنحاء البلاد لا يزال هناك نقص في الإعداد لوظائف في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.
* ثالثاً: لا تزال الجوانب الاقتصادية تُخيفنا. يتطلب تطوير الروبوتات الشبيهة بالبشر تكاليف أولية باهظة، ويواجه عقبات تقنية كبيرة، بما في ذلك تحسين الوعي المكاني، والقدرة على التكيف مع المهام. لكن ما يغفله المحاسبون أنه بمجرد بدء الإنتاج الضخم قد تنخفض تكلفة عمالة الروبوتات من 10 دولارات إلى 0.25 دولار فقط في الساعة في غضون 10 سنوات فقط.
* رابعاً: إطار سياساتنا متخلف عن الركب. فبينما تقدم الولايات المتحدة بعض الحوافز للبحث والابتكار، إلا أنها تتضاءل مقارنةً بالتزامات الصين. فقد ضخت الحكومة الصينية أكثر من 20 مليار دولار في مجال الروبوتات وتقنيات الجيل التالي، مقدمةً دعماً للشركات الناشئة، ومغطيةً تكاليف المعدات، واستقطاب المواهب. ومن المتوقع أن تضاهي هذه الاستثمارات مستويات المبالغ المنفقة على البحث والتطوير في مجال الروبوتات في الولايات المتحدة بحلول عام 2034.
إلى جانب التغلب على هذه التحديات الكامنة، يجب على الولايات المتحدة اغتنام فرصتين فريدتين توفران عائداً استثمارياً مرتفعاً، ومساراً واضحاً نحو النصر.
يمكن للروبوتات الشبيهة بالبشر أن تحافظ على تفوقنا في مجال التصنيع المتقدم. ستُنشئ الروبوتات الشبيهة بالبشر، المُدمجة مع الذكاء الاصطناعي والمُدمجة في إنترنت الأشياء، مصانع ذكية تُعزز الدقة، وتُحسّن جودة المنتج، وتُسرّع أوقات الإنتاج. تُعدّ الولايات المتحدة حالياً رائدة العالم في تطوير المنسوجات الذكية، ويمكن للروبوتات الشبيهة بالبشر تسريع الإنتاج للحفاظ على هذه الميزة.
تُتيح المستودعات مجالاً لاعتماد الروبوتات الشبيهة بالبشر بسرعة. يستمر عدد المستودعات في جميع أنحاء الولايات المتحدة في التوسع، حيث أعلنت «أمازون» حديثاً عن خطط لعشرات المستودعات الأخرى في المناطق الريفية.
هذه ليست تطبيقات نظرية: فهي قيد الاختبار بالفعل في مواقع مثل مصنع «BMW» في ساوث كارولينا، حيث يتم نشر شركاء الروبوتات لمهام اللوجستيات والتخزين.
إذا أردنا أن يخدم الجيل القادم من الروبوتات المصالح الأميركية، فعلينا التحرك الآن، وإلا سنبقى على هامش الثورة الصناعية القادمة.
* مجلة «فاست كومباني» خدمات «تريبيون ميديا»
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الصين تختبر مركبتها الأرضية المسيرة VU-T10
الصين تختبر مركبتها الأرضية المسيرة VU-T10

الشرق السعودية

timeمنذ 2 ساعات

  • الشرق السعودية

الصين تختبر مركبتها الأرضية المسيرة VU-T10

أصبح التحول نحو أتمتة ساحات المعارك، إلى سمة أساسية في حروب المستقبل، إذ تسعى الصين إلى توسيع صدارتها في تطوير أنظمة أرضية ذاتية التشغيل. وبحسب موقع Army Recognition، أجرت شركة الصناعات الشمالية الصينية Norinco مؤخراً، تجارب على مركبتها الأرضية الثقيلة المسيرة الجديدة VU-T10، لتمثل بذلك خطوةً أخرى في دمج الروبوتات في عمليات القتال البري. وكُشف الشركة، النقاب عن هذا النظام للمرة الأولى في معرض تشوهاي الجوي في عام 2024، لكنه يحظى الآن باهتمام متزايد، بعد نشر لقطات رسمية على مواقع التواصل الاجتماعي قبل أيام، تُظهر المركبة البرية المسيرة خلال عملها. وتُظهر اللقطات، المركبة VU-T10، خلال مناورتها عبر تضاريس وعرة، وتهاجم الأهداف بمدفعها الرئيسي من عيار 30 ملم. وعلى الرغم من أن شركة Norinco، لم تُعلن نتائج محددة للاختبار، إلا أن الصور تُشير بوضوح إلى نية الشركة استخدام المنصة كأداة دعم ناري مُتحكم بها عن بُعد للقوات البرية. قيادة وتحكم عن بُعد وتُدار المركبة VU-T10، المُجهزة بهيكل مُجنزر، عن بُعد، من مركبة للقيادة والتحكم. ويبلغ طول المركبة المسيرة الصينية 3.8 متر، فيما يصل عرضها إلى 2.4 متر، وارتفاعها مترين، ووزنها حوالي 12 طناً. ويتضمن تسليحها القياسي، مدفعاً من عيار 30 ملم، ومدفعاً رشاشاً محورياً من عيار 7.62 ملم، وما يبدو أنه صواريخ مضادة للدبابات. كما يمكن تزويدها بصواريخ Red Arrow 12 الموجهة المضادة للدبابات، ما يُمكّنها من إصابة أهداف بعيدة عن متناول مدفعها، ويوسع نطاقها التشغيلي. وتُعزز قاذفات القنابل الدخانية التي تُفعّل كهربائياً، قدرتها على الدفاع عن النفس في البيئات المتنازع عليها. وتُشبه مركبة VU-T10 وظيفياً، مركبة قتال المشاة IFV، وهي مصممة لتوفير دعم ناري مباشر للقوات البرية ذات القدرة المحدودة على التنقل. استخدامات متعددة ويعكس اختيار مدفع من عيار 30 ملم كسلاح رئيسي، تركيزاً على تعدد الاستخدامات، إذ يمكنها تعطيل المركبات المدرعة الخفيفة، والاشتباك مع الأهداف غير المحمية، واختراق الهياكل غير المحصنة، وتهديد الأهداف الجوية منخفضة الارتفاع مثل الطائرات المسيرة. وقالت شركة Norinco، إن المركبة تعمل بالكهرباء وقادرة على الوصول إلى سرعة قصوى على الطرق تبلغ 60 كيلو متراً في الساعة. ويتيح هذا الدفع الكهربائي، إلى جانب قابلية التنقل على الطرق الوعرة، للنظام العمل بكفاءة في البيئات عالية الكثافة حيث تُعد الاستجابة وتقليل البصمات الصوتية والحرارية أمراً بالغ الأهمية. وإلى جانب VU-T10، تعمل Norinco على تطوير مجموعة أوسع من المنصات الأرضية المسيرة، بما في ذلك مركبة برية مسيرة لوجستية 8×8 تُعرف باسم mule، وهي مصممة لنقل الإمدادات إلى مواقع القتال الأمامية. وتُشكل هذه الأنظمة معاً، خط إنتاج متماسكاً، يستهدف استبدال الأساطيل القديمة بمركبات ذاتية القيادة تُلبي متطلبات القتال الحديثة. وتعد أبرز خصائص VU-T10، هي ميزتها التنافسية على المركبات البرية المسيرة المسلحة الأخرى، فإلى جانب قوتها النارية وسهولة تركيبها، صُممت لتكون جزءاً من بنية أوسع لـ"الحرب الخوارزمية" التي تروج لها شركة Norinco. معدات الحروب المسيرة كما تعرض اللقطات، أنظمة أخرى طورتها الشركة، مثل روبوت Machine Wolf، رباعي الأرجل، وطائرات مسيرة متنوعة، وأسلحة مضادة للطائرات بدون طيار تعمل بالليزر، وصواريخ أرض-جو، ومدافع هاوتزر، وقاذفات صواريخ متعددة، تعمل جميعها بالتنسيق مع منصات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع. واعتبرت صحيفة Global Times الصينية، أن هذا العرض يعكس جهود الصين لتنفيذ سلسلة كاملة من معدات الحرب المسيرة بموجب مبدأ MUM-T (التعاون بين المأهول وغير المأهول)، بهدف زيادة مدى ودقة الضربات من خلال دمج الأنظمة معاً. وأكد متحدث باسم شركة Norinco، أن الشركة أعادت تخصيص موارد كبيرة لتطوير مركبات برية وجوية مُسيّرة، بالإضافة إلى أنظمة مضادة للطائرات المُسيّرة، بما يتماشى مع التوجهات العقائدية الأوسع نطاقاً، التي تُركز على المعلوماتية والذكاء الاصطناعي، والحرب القائمة على الشبكات. ويُظهر نشر أنظمة مثل VU-T10، سعي الصين إلى إحداث تغيير هيكلي في نهجها في القتال البري. وحتى الآن، لم تعلن شركة Norinco، عن أي عقود تصدير مؤكدة لمركبات VU-T10. ومع ذلك، روّجت الشركة لمنصاتها للمركبات البرية المسيرة UGV، في العديد من المعارض الدفاعية في الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا، ما يُشير إلى استراتيجية تصدير نشطة. وتبرز مركبة VU-T10 كمنصة "ثورية" في مجال المركبات البرية المسيرة. وتشير قوتها النارية، وتكوينها المعياري، وتكاملها مع شبكات الحرب القائمة على الخوارزميات، وموقعها ضمن مجموعة أوسع من الأنظمة الأرضية الروبوتية، إلى تحول مدروس في نهج الصين تجاه الروبوتات العسكرية. ومن خلال هذا التطور، تواصل بكين التأكيد على اهتمامها الاستراتيجي بالقدرات ذاتية التشغيل، ونيتها التأثير على سوق الدفاع العالمي سريع التطور.

بحضور رئيس المالديف.. الصندوق السعودي للتنمية يشارك في افتتاح مطار فيلانا الدولي
بحضور رئيس المالديف.. الصندوق السعودي للتنمية يشارك في افتتاح مطار فيلانا الدولي

عكاظ

timeمنذ 4 ساعات

  • عكاظ

بحضور رئيس المالديف.. الصندوق السعودي للتنمية يشارك في افتتاح مطار فيلانا الدولي

بحضور رئيس جمهورية المالديف الدكتور محمد معز، شارك الرئيس التنفيذي للصندوق السعودي للتنمية سلطان بن عبدالرحمن المرشد، في حفل افتتاح مشروع تطوير مطار فيلانا الدولي في جمهورية المالديف، والذي يهدف إلى دعم البنية التحتية وتعزيز النمو في قطاع النقل الجوي بالمالديف، من خلال إنشاء مبانٍ حديثة لصالات السفر الدولية والداخلية، إلى جانب صالة بحرية متكاملة، بما يعزز من الطاقة الاستيعابية للمطار لترتفع إلى (7) ملايين مسافر سنويًا، مع جاهزية مستقبلية للتوسع واستقبال (15) مليون مسافر سنويًا، كما يسهم المشروع في تسهيل حركة المسافرين، ورفع كفاءة خدمات الشحن الجوي والخدمات اللوجستية، بما ينعكس إيجابًا على النشاط التجاري ودفع عجلة التنمية الاقتصادية في البلاد. ويسهم الصندوق السعودي للتنمية، في تمويله عبر قروض تنموية ميسّرة بقيمة 217 مليون دولار، وذلك في إطار العلاقات التنموية الوثيقة الممتدة لأكثر من 47 عامًا بين الجانبين. وشهد حفل الافتتاح سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المالديف يحيى حسن القحطاني. يذكر، أن الصندوق السعودي للتنمية نفذ منذ عام 1978، (17) مشروعًا إنمائيًا في جمهورية المالديف، عبر قروض تنموية ميسّرة بقيمة (488) مليون دولار، شملت قطاعات البنية الاجتماعية والتحتية، والنقل والمواصلات، لدعم النمو الاجتماعي وتعزيز الازدهار الاقتصادي في المالديف. أخبار ذات صلة

أوبك+ تعمل لتفادي اضطرابات الأسواقالنفط يفقد مكاسبه مع ترقب زيادة الإمدادات
أوبك+ تعمل لتفادي اضطرابات الأسواقالنفط يفقد مكاسبه مع ترقب زيادة الإمدادات

الرياض

timeمنذ 4 ساعات

  • الرياض

أوبك+ تعمل لتفادي اضطرابات الأسواقالنفط يفقد مكاسبه مع ترقب زيادة الإمدادات

انخفض خام غرب تكساس الوسيط، الأميركي بنحو 3 % في الأسبوع الماضي، ليستقر عند 65.16 دولاراً، وهو أدنى مستوى تسوية منذ 30 يونيو، بينما انخفض خام برنت بنحو 1 %، لتستقر عند 68.44 دولاراً، وكانت هذه أدنى مستويات تسوية منذ 4 يوليو. وجاءت الانخفاضات لكلا الخامين القياسيين مع تفاؤل السوق باتفاقات الرسوم الجمركية الأميركية مع شركائها التجاريين حول العالم، ما يعني تهدئة للتوترات التجارية العالمية. إضافة إلى ترقب السوق لزيادة الإمدادات من فنزويلا وأوبك+. بينما يثير اقتراب الموعد النهائي الذي حدده ترمب لفرض رسوم جمركية في الأول من أغسطس، مخاوف من ضعف الطلب على الطاقة. بينما راقبت الأسواق تطورات محادثات التجارة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، عقب اتفاقية الرسوم الجمركية التي أبرمها الرئيس دونالد ترمب مع اليابان. وتُخفّض الاتفاقية الرسوم الجمركية على واردات السيارات وتُعفي طوكيو من رسوم جديدة مقابل استثمار ياباني ضخم بقيمة 550 مليار دولار في الاقتصاد الأميركي بموجب الاتفاق، كما فتحت الأسواق اليابانية أمام الصادرات الأميركية، بما في ذلك السيارات والسلع الزراعية ومنتجات الطاقة. فضلاً عن احتمال زيادة إمدادات النفط من فنزويلا، حيث قيّم المشاركون في السوق تأثير عودة فنزويلا المحتملة إلى الأسواق الأمريكية، في ظل انحسار المخاوف الاقتصادية الكلية العالمية قليلاً، على خلفية اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة واليابان أشاد به دونالد ترمب. وقد تُطلق أوبك+ سيناريو صعوديًا جديدًا عندما تجتمع لجنتها الوزارية المشتركة لمراقبة الإنتاج اليوم الاثنين، مما يزيد من احتمالية أن يظل سعر برنت حول 70 دولارًا للبرميل هذا الأسبوع. وأكدت الأمانة العامة لمنظمة الدول المُصدرة للبترول أوبك، في بيان يوم الجمعة، أن اللجنة الوزارية المشتركة لمراقبة الإنتاج في أوبك+، لا تتمتع بصلاحية اتخاذ أي قرارات بشأن الإنتاج. وأوضحت أن التقارير الإعلامية التي تربط اجتماع اللجنة، المقرر عقده اليوم، بتعديل مستويات الإنتاج، أو التعديلات الطوعية التي تُجريها "مجموعة الثماني" عارية عن الصحة. وشددت على أن دور اللجنة يقتصر على مراقبة مدى التزام الدول الأعضاء بتعديلات الإنتاج، ومراجعة الأوضاع العامة للسوق. وحثّت أوبك وسائل الإعلام على تحري الدقة في تقاريرها، تفادياً لإحداث اضطراب في السوق أو إثارة موجات من المضاربة. وكانت مصادر إعلامية قد قالت إن لجنة أوبك+ سترفع إنتاج النفط عند اجتماعها، مشيرين إلى أن مجموعة المنتجين حريصة على استعادة حصتها السوقية بينما يساعد الطلب الصيفي على استيعاب البراميل الإضافية. وتضم أوبك+ أوبك وحلفاء مثل روسيا. فيما تبدو سياسة ترمب تجاه فنزويلا على وشك التغيير الجذري. وتستعد إدارة دونالد ترمب لمنح تراخيص جديدة لشركات النفط الامريكية التي تمتلك أصولًا في فنزويلا، مما يسمح لها بالعمل ضمن قيود ومبادلة النفط المنتج، في تحول نادر في السياسة. وأفادت مصادر أن الولايات المتحدة تستعد للسماح لشركاء شركة النفط الوطنية الفنزويلية بدفسا، بدءًا من شركة النفط الأميركية العملاقة شيفرون، بالعمل مع قيود في الدولة الخاضعة للعقوبات. وقد يعزز هذا صادرات النفط الفنزويلية بما يزيد قليلاً عن 200 ألف برميل يوميًا، وهو خبر سترحب به مصافي التكرير الأمريكية، إذ سيخفف من حدة النقص في سوق النفط الخام الثقيل. وجاءت خسائر النفط وسط الأمل بإمكانية التوصل إلى مجموعة من الاتفاقيات التجارية والتي من شأنها أن تبدد المخاوف حول حرب تجارية عالمية، وذلك بعد التوصل إلى مجموعة من الاتفاقات وكان آخرها مع اليابان. فبعد اتفاق اليابان، قد يكون الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي وشيكاً أيضاً. حيث نقلت مصادر بأن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي قريبان من التوصل إلى اتفاق بفرض رسوم جمركية بمقدار 15 % على واردات الأخيرة. هذه الأخبار من شأنها أن تعزز من الأمل بفرصة التوصل إلى اتفاق شامل مع الصين أيضاً وهذا بدوره قد يبدد حالة عدم اليقين التي تخييم على السوق تجاه مسار الاقتصاد العالمي والذي بدوره يساهم في تجريد النفط من بعض علاوة المخاطر التجارية. لكن حتى مع الراحة التي قد تسود في السوق خلال الأيام المقبلة في حال التوصل إلى اتفاقات، فإن المخاطر البعيدة قد تبقى في أذهان المستثمرين وهذا ما يشكل عاملاً دافعاً للطلب على الخام على الأجل الطويل. وترى هيئة التحرير في وول ستريت جورنال أن الاتفاق الأخير مع اليابان الذي يقتضي بفرض تعرفات بنسبة 15 % من شأنه أن يكون ذو تكلفة استراتيجية على المدى البعيد متمثلة بارتفاع الأسعار والضغط على معنويات المستهلكين والأعمال. كما ترى أن التفاؤل السائد بعد التوصل لهذا الاتفاق كان مع مصدراً للراحة ليس إلا لأنه كان البديل لأسوء السيناريوهات. كما نقلت النيويورك تايمز عن اقتصاديين بأن آثار التعريفات الجمركية قد تأخذ وقتاً قبل أن تتبلور وتنعكس في الاقتصاد عبر ارتفاع الأسعار. كما نقلت عن معهد المشاريع التنافسية القول بأن الاتفاق مع اليابان كان اتفاق "خسارة-خسارة" لكلا الطرفين. ومع انخفاض مخزونات النفط التجارية الآن بنحو 9 % عن المتوسط الموسمي لخمس سنوات، والذي يبلغ حوالي 419 مليون برميل، يشير هذا الانخفاض الحاد إلى تقلص توازن العرض في السوق. كما انخفضت مخزونات البنزين بمقدار 1.7 مليون برميل لتصل إلى 231.1 مليون برميل، أي ما يُقارب ضعف التوقعات بانخفاض قدره 908 آلاف برميل. ومع ذلك، ارتفعت مخزونات نواتج التقطير، بما في ذلك الديزل ووقود التدفئة، بمقدار 2.9 مليون برميل خلال الأسبوع لتصل إلى 109.9 مليون برميل، وهي لا تزال قريبة من أدنى مستوى موسمي لها منذ عام 1996، ويشير هذا إلى أن الطلب خلال صيف نصف الكرة الشمالي كان قويًا نسبيًا. ارتفعت أسعار النفط عقب صدور التقرير، مدعومةً بمؤشرات على تقلص العرض وقوة الطلب في السوق الأمريكية. في تطورات أسواق الطاقة المؤثرة على تداولات النفط، تتطلع شركة النفط الأمريكية العملاقة، إكسون موبيل إلى نفط ترينيداد بعد نجاح غيانا. وأفادت التقارير أن الشركة تجري مفاوضات مع حكومة ترينيداد وتوباغو لتوقيع اتفاقية استكشاف وإنتاج في سبع مناطق في المياه العميقة شمال منطقة ستابروك في غيانا، بعد 20 عامًا من مغادرتها الدولة الكاريبية. في روسيا، منعت البلاد السفن الأجنبية من تحميل النفط الكازاخستاني، إذ توقفت عمليات تحميل مزيج بحر قزوين الخفيف الحلو من ميناء نوفوروسيسك الروسي على البحر الأسود مؤقتًا بسبب فرض روسيا لوائح جديدة الأسبوع الماضي، تشترط حصول كل ناقلة تُحمّل مزيج بحر قزوين على موافقة من جهاز الأمن الفيدرالي الروسي. في الولايات المتحدة، تسعى حكومة كاليفورنيا جاهدةً لإيجاد مشترٍ لمصفاة بينيسيا، التي تبلغ طاقتها الإنتاجية 145,000 برميل يوميًا وتقع بالقرب من سان فرانسيسكو، والمقرر إغلاقها في أوائل عام 2026 بعد أن عجزت شركة فاليرو إنرجي المشغلة عن تغطية نفقاتها، مما دفعها إلى عرض المصفاة على جهات أخرى. في بورتوريكو، أفادت التقارير أن بورتوريكو أوقفت المفاوضات مع شركة نيو فورتريس إنرجي الأمريكية، مُطوّرة الغاز الطبيعي المُسال، بشأن صفقة توريد غاز طبيعي مُسال بقيمة 20 مليار دولار، بعد أن اعترضت عليها هيئة الرقابة المالية في الولاية بسبب مخاوف من الاحتكار، مُشيرةً إلى عدم رغبة شركة نيو فورتريس إنرجي في مناقشة تغييرات على العقد. في بريطانيا، تُبرز شركة الاستثمار الخاصة الأمريكية "ون روك كابيتال بارتنرز" كأفضل مُزايد لشراء شركة زيوت التشحيم "كاسترول" التابعة لعملاقة الطاقة البريطانية، شركة بريتش بتروليوم، حيث تقدمت بعرض لشراء كامل الأصول التي تتراوح قيمتها بين 9 و10 مليارات دولار، بعد انسحاب مُنافسين سابقين، مثل شركة ريلاينس إندستريز وشركة أرامكو السعودية، من المنافسة. في الأرجنتين، بلغ إنتاج البلاد من النفط والغاز أعلى مستوى له في عقدين في يونيو، وفقًا لسلطات البلاد، مدعومًا بارتفاع إنتاج النفط الصخري من حوض فاكا مويرتا العملاق، بنسبة 22 % على أساس سنوي، مع تجاوز إنتاج النفط الخام بالفعل 450 ألف برميل يوميًا. في كولومبيا، هدّد الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو، بتغيير عقد امتياز شركة جلينكور في البلاد إذا استمرت شركة التعدين العملاقة في تصدير الفحم إلى إسرائيل، تماشياً مع حظر بوغوتا على صادرات الوقود إلى إسرائيل بسبب هجومها على قطاع غزة. في أسواق النحاس، ارتفعت أسعار النحاس مع اقتراب الموعد النهائي لرسوم التعريفة الجمركية في أغسطس. وصلت أسعار النحاس الأمريكية المتداولة في بورصة كومكس إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق الأسبوع الماضي، حيث بلغت 5.93 دولار للرطل، قبل بدء تطبيق رسوم جمركية بنسبة 50% على واردات هذا المعدن الانتقالي في الأول من أغسطس، والتي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب. في النرويج، سجّلت شركة النفط الوطنية النرويجية، إكوينور، انخفاضاً في قيمة مزرعة الرياح البحرية "إمباير ويند" التابعة لها في ولاية نيويورك بقيمة 955 مليون دولار، بعد أن علّقت إدارة ترمب عقود إيجار طاقة الرياح البحرية، مما أدى إلى انخفاض صافي ربح الشركة في الربع الثاني بنسبة 30 % ليصل إلى 1.3 مليار دولار. في اليابان، تدرس طوكيو إضافة مشروع ألاسكا للغاز الطبيعي المسال إلى اتفاقية التجارة. وأشار بيان صادر عن البيت الأبيض إلى أن الولايات المتحدة واليابان تستكشفان "اتفاقية شراء جديدة" لمشروع ألاسكا للغاز الطبيعي المسال البالغة قيمته 40 مليار دولار، كجزء من اتفاقية تجارية أوسع نطاقًا ستُدخل تعريفة جمركية أساسية بنسبة 15 % على الصادرات اليابانية إلى الولايات المتحدة. في السعودية، ارتفعت واردات المملكة العربية السعودية من زيت الوقود الروسي إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق الشهر الماضي، لتصل إلى 212 ألف برميل يوميًا، حيث تقوم المملكة بتخزين الوقود لتوليد الكهرباء مع تجاوز درجات الحرارة 45 درجة مئوية بانتظام خلال شهري يوليو وأغسطس. في أذربيجان، أعلنت شركة بي بي البريطانية العملاقة، المشغلة لخط أنابيب باكو-تبليسي-جيهان الذي ينقل النفط الأذربيجاني إلى البحر الأبيض المتوسط، أنها اكتشفت ملوثات كلوريد عضوي في بعض خزانات النفط في جيهان بعد توقف عمليات التحميل الأسبوع الماضي، مما أدى إلى تضييق السوق الأوروبية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store