
المجالس الحسينية مصنع الأبطال!بدر جاسم
المجالس الحسينية مصنع الأبطال!
بقلم بدر جاسم
حرارة الطف لم تبرد منذ ألف وأربعمائة سنة، لا زالت مستعرة في قلوب المؤمنين، طاقة تدفعهم للسير إلى الأمام على طريق الحسين (عليه السلام) الذي يتمسك بأسس الإسلام، التي غرسها الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم). هذه النار التي توقد باستمرار على شكل مجالس حسينية، تخرج منها الأبطال الذين يكملون مسيرة الطف في كل زمان، ليرفعوا راية الحق بوجه كل مستكبر وطاغوت.
المجالس الحسينية مدرسة الأجيال، التي تغرس فيهم الدين والقيم النبيلة، وتحافظ على الفطرة السليمة، وتضخ في عروق مريديها 'هيهات منا الذلة' و'يا أبا الله لنا ذلك' و'مثلي لا يبايع مثله' و'وأبالموت تخوفني' ليكونوا أصوات الرفض بوجه الظلم.
لم تقتصر الثورة الحسينية ضد يزيد فقط، وإنما سارت لتشمل كل الظالمين، من يزيد إلى هارون، ومن صدام إلى نتنياهو وترامب، ثورة لا تتوقف، وصوت الإمام الحسين الذي نادى به الأجيال 'هل من ناصر ينصرنا' يخرق أسوار القرون التي تبعدنا عنه، ليدخل إلى قلوب المؤمنة، فتستجيب له، وتقف بوجه يزيد عصرها.
المجالس الحسينية أكسير الصمود وحصن المجتمع من كل المؤامرات، التي تحاك للتغيير ثقافة المجتمع الإسلامي، فنجد المجتمع الذي تربى في المجالس الحسينية، قوي لا يهزم، ولا تنثني عزيمته أمام العواصف العاتية، يصمد باستشهاد قادته، ويمتص الصدمة ثم يبادر وينتصر، هذا كله من بركات المجالس الحسينية.
كل الأبطال الذين تربعوا على مختلف أبواب الجهاد، هم من خريجي المجالس الحسينية، لتُعجَن طينتهم بمجالس العشق الحسيني، حتى قال السيد الخميني: كل ما لدينا من عاشوراء، صمود وإيمان وقوة ووعي وبصيرة، كلها من عاشوراء، فالله الله بالمجالس الحسينية، وزج الأطفال فيها ليكونوا أبطال المستقبل، الذين يقاتلون بين يدي الإمام المهدي المنتظر (روحي له الفداء) لأنه هو إمامنا الذي يقود المسيرة، وهو المُغْزَى بجده الحسين عليه السلام.
2025-06-27

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


موقع كتابات
منذ 3 ساعات
- موقع كتابات
الكتابة كقَدَر: من حبر الذات إلى وجع الوطن (4)
أكتب… وكأنني أنقذ نفسي من الغرق. أكتب… وكأن الكلمات الحرة الصادقة هي آخر حبل نجاة في هذا الطوفان الجارف من التزييف واللامعنى . أكتب لأن الصمت، في زمن التشويه، لم يعد حيادًا، بل صار جريمة. هل يُغفر لكاتب أن يصمت حين يُهان وطنه؟ هل يُعذر مثقف إذا سكت حين تُجزّ الحقيقة أمامه كالشاة وينحر الصدق كالابل ؟ وهل من الجائز أن نُقايض ضمائرنا بالسلامة، وعقولنا بالرواتب، وحروفنا بالمجاملات والامتيازات ؟ لا والله… ؛ إننا بذلك نكون قد قتلنا أوّل ما وهبنا الله: الكلمة. الكلمة التي علّمها آدم، وفهم بها الخلق، وميّز بها الخبيث من الطيب. الكلمة التي لم تكن يومًا مجرّد حروف، بل وعدٌ، وعهدٌ، وثورة. يا صاحبي، إنّ الكتابة الحقّة ليست 'نشاطًا ثقافيًا' في صالون مخملي، ولا منشورًا يحصد اللايكات، ولا مرآة لغرورنا المعلّب. الكتابة التي أعنيها، هي تلك التي تُربك، وتُخيف، وتُوقظ، وتُطارد الطمأنينة الزائفة في عقل القارئ، وتنتزع أقنعته قطعةً قطعة . حين أكتب عن العراق، لا أمارس الحنين، بل المحاسبة . وحين أستحضر مآسيه، لا أثير الشجن، بل أحرّض على التغيير. العراق لا يحتاج مزيدًا من الرثاء، بل يحتاج من يصرخ في وجه التاريخ: 'قف، لقد سُرقت الحقيقة والحاضر والمستقبل !' إننا في بلادٍ، صار فيها الماضي كذبة، والحاضر لعنة، والمستقبل مجهولًا مبهمًا مروّعًا. في بلادٍ، حيث الطفل يولد حاملًا طائفته قبل اسمه، والشاب يشيخ قبل أن يحلم، والمثقف يُستبدل بـ'مؤثر'، والمنبر الديني يُستثمر سياسيًا، والسياسي يزني بالوطن ثمّ يخطب في شرفه … . كيف لا أستشيط من الغضب، وذاكرتي مثقلة بصور المذابح، وسجلات الإعدامات، وقبور المجهولين؟ كيف لا أكتب، وأنا أرى أبناء الوطن يُصنّفون ويُقسّمون ويُهانون، ثم يُطلب منهم أن يُحبّوا جلّاديهم؟ أكتب… وأنا أعلم أن الحرفَ الحرّ لا يجد منصّة، بل يجد حبلًا مشنوقًا، أو نافذةً مغلقة، أو طعنة من 'صديق'. أكتب… لأنني قررت أن لا أكون شاهد زور في جنازة وطنٍ يتداعى. الكتابة الحقيقية — كما قال سارتر — شكلٌ من أشكال الحرية. لكنها أيضًا، في عالمنا، شكل من أشكال الشهادة والهلاك . وما أكثر الكُتّاب الذين اغتيلوا، لا لأنهم حملوا سلاحًا، بل لأنهم كتبوا سطرًا لم يُعجب السلطة او قوى الظلام ، أو كشفوا فضيحة أزعجت الطائفة، أو انتصروا للمهمّشين، لا للنافذين… . لا يوجد قلم نظيف لا يُلاحق، ولا عقل حر لا يُخوَّن، ولا كلمة حقّ لا تُداس في البداية… ؛ ثم تُرفع لاحقًا كأيقونة بعد أن تُسفك الدماء. لكن… هل يهمّ؟ هل نكتب لنُصفّق؟ أم نكتب لنعري الواقع ونوقظ الغافلين؟ وهل معنى الحياة في أن نعيش طويلًا؟ أم أن نعيش صادقين، ولو كلفنا ذلك أعمارنا؟ أنا أكتب لأجل الذين لا صوت لهم. لأجل تلك الأمّ التي تنتظر ابنها في السجون منذ عقد ولم تسمع خبراً. لأجل الشهداء الذين شوّهت أسماءهم في نشرات الأخبار، ولأجل أطفال الشوارع الذين يتوسدون الأرصفة ويأكلون من نفايات المدينة التي تنام في أحضان اللصوص. الكتابة قدر، نعم… ولكنها ليست قدراً أعمى، بل رسالة. رسالة تبدأ من الذات — من أن تكون صادقًا مع نفسك — ثم تمتد إلى الإنسان… كل إنسان. يا صديقي، إن أردت أن تعرف الكاتب الحقيقي، فلا تسأله عن بيانه، بل عن جراحه. ولا تبحث في معجمه، بل في ضميره. وانظر إلى ما كتبه ساعة الهزيمة، لا ساعة النصر، إلى ما كتبه عندما خسر، لا عندما صُفّق له. لأن الكلمة لا تُختبر في الرخاء، بل في الشدة. وإن لم تكن الكتابة نارًا تأكل صاحبها قبل أن تنير الطريق، فهي حيلة لا تُغني ولا تُسمن من جوع.


ساحة التحرير
منذ 8 ساعات
- ساحة التحرير
المجالس الحسينية مصنع الأبطال!بدر جاسم
المجالس الحسينية مصنع الأبطال! بقلم بدر جاسم حرارة الطف لم تبرد منذ ألف وأربعمائة سنة، لا زالت مستعرة في قلوب المؤمنين، طاقة تدفعهم للسير إلى الأمام على طريق الحسين (عليه السلام) الذي يتمسك بأسس الإسلام، التي غرسها الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم). هذه النار التي توقد باستمرار على شكل مجالس حسينية، تخرج منها الأبطال الذين يكملون مسيرة الطف في كل زمان، ليرفعوا راية الحق بوجه كل مستكبر وطاغوت. المجالس الحسينية مدرسة الأجيال، التي تغرس فيهم الدين والقيم النبيلة، وتحافظ على الفطرة السليمة، وتضخ في عروق مريديها 'هيهات منا الذلة' و'يا أبا الله لنا ذلك' و'مثلي لا يبايع مثله' و'وأبالموت تخوفني' ليكونوا أصوات الرفض بوجه الظلم. لم تقتصر الثورة الحسينية ضد يزيد فقط، وإنما سارت لتشمل كل الظالمين، من يزيد إلى هارون، ومن صدام إلى نتنياهو وترامب، ثورة لا تتوقف، وصوت الإمام الحسين الذي نادى به الأجيال 'هل من ناصر ينصرنا' يخرق أسوار القرون التي تبعدنا عنه، ليدخل إلى قلوب المؤمنة، فتستجيب له، وتقف بوجه يزيد عصرها. المجالس الحسينية أكسير الصمود وحصن المجتمع من كل المؤامرات، التي تحاك للتغيير ثقافة المجتمع الإسلامي، فنجد المجتمع الذي تربى في المجالس الحسينية، قوي لا يهزم، ولا تنثني عزيمته أمام العواصف العاتية، يصمد باستشهاد قادته، ويمتص الصدمة ثم يبادر وينتصر، هذا كله من بركات المجالس الحسينية. كل الأبطال الذين تربعوا على مختلف أبواب الجهاد، هم من خريجي المجالس الحسينية، لتُعجَن طينتهم بمجالس العشق الحسيني، حتى قال السيد الخميني: كل ما لدينا من عاشوراء، صمود وإيمان وقوة ووعي وبصيرة، كلها من عاشوراء، فالله الله بالمجالس الحسينية، وزج الأطفال فيها ليكونوا أبطال المستقبل، الذين يقاتلون بين يدي الإمام المهدي المنتظر (روحي له الفداء) لأنه هو إمامنا الذي يقود المسيرة، وهو المُغْزَى بجده الحسين عليه السلام. 2025-06-27


الزمان
منذ 17 ساعات
- الزمان
الشعر الشعبي..ندّابة المازوشيا الممتعة
بداية ،أنا أحب الشعر الشعبي، ونظمته وأنا بمرحلة المراهقة، لأنني نشأت في ' ديوان عرب ' بقرية جنوبية. وقدمت في السبعينيات برنامجا إذاعيا عن الشعر الشعبي،وألّفت خمس أغان بأصوات مطربين معروفين. أقول هذا حتى لا يقول عني من استفزه العنوان أنني أبن مدينة أو ' حداثوي ' ، إنما أتمنى عليهم ' الشعراء الشعبيين ' أن يفكروا فيما أقول بشفافية. ولا يعنيني هنا البحث عن أسباب أو مبررات ' الحزن ومشتقاته ' في الشعر الشعبي ، الناجمة عن ثلاثية ظلم ' الإقطاع والسلطة والطبيعة ' ، إنما أتحدث عن التأثير الذي يحدثه هذا اللون من الشعر الجماهيري ، ليس فقط في نوعية مزاج الإنسان وسلوكه، بل حتى في تشكيل منظوره للحياة والحب. فما يفعله الشعر الشعبي ' قصيدة ، أغنية ..' يشبه ما تفعله المدرسة في تشكيل تفكير الطلبة وشخصياتهم . سنكتفي في هذه المقالة بالتقاط صفة مازوشية واحدة أشاعها الشعر الشعبي بين الناس فأقول ، انه لمن المعقول أن يتباهى الإنسان بما يملكه من مال أو أملاك أو أولاد أو جاه أو حظ …أما أن نتباهى بأيّنا أكثر حزنا ، فتلك بالتأكيد حالة مرضية . افدح مصيبة والشائع أنه ما أن يحضر شاعران شعبيان في ندوة أو مقابلة فضائية حتى تراهما يتباريان ' بالدارمي ' بما هو أوجع حزنا وأفدح مصيبة . ومؤشر أخطر نفسيا ، أن تقويم الناس لهذا الشاعر أو ذاك قائم على أساس هذا المعيار ' المازوشي !'.ولهذا تجد العراقيين – وأنا وأنت منهم – ما أن يسألنا أحد عن أحوالنا حتى نجيبه بما غنّاه رياض أحمد : ' تسألني عن الحال ، حالي على حاله..سمجه وشحيح الماي ، وبظهري فاله '. أما اذا شكا أحدهم حاله لنا فاننا نردّ عليه قبل أن يكمل: ' يا أخي أنت زين ..لكن آني .. ' وتروح تروي له مصائبك بتراجيديا حسينية !. وصار حالنا في التباهي بالحزن كحال تلك المرأة التي ذهبت الى صديقتها تشكو همومها، فقالت: ' ما تدري بيّ الناس، العلّة خفية.. بالكلب سبع أزروف ويلاه يخيه ' أي : إن الناس لها الظاهر ياأخيتي ولا تدري بأن الهموم أحدثت سبعة ثقوب بقلبي. وكان المفروض بصديقتها أن تواسيها وتهوّن عليها الأمور. لكنها أجابتها بالدارمي أيضا : ' نيالك بدنياك بس سبعة أزروف ..الكلب منخل صار بيه العمى يشوف '. أي : سعيدة أنت اذا كان بقلبك سبعة ثقوب فقط ، فقلبي صار منخلا يرى من خلاله حتى الأعمى !. وهذا ما صار شائعا بيننا…التباهي بأحزاننا. وربما أن الله خصّنا بالزيادة منها أكثر من باقي البشر، لأننا نحبها!. وثمة معلومة علمية هي أن البحوث الحديثة أشارت الى أن فاعلية الدماغ تتراجع عندما يتعرض الفرد الى انفعال الحزن. وأن الضغوط المصحوبة بالتهديد تؤثر بشكل خطـــــــر في كيمـــــيائية الدماغ. ولخمسة واربعين سنة العراقي ' يدق ويلطم ' والشعر الشعبي يتولّى دور ' الندّابه ' المفوّهة البارعة التي تؤجج الحزن بمتعة صار التلذذ به وبها مزاجا عاما ، لاسيما بين عشرين مليونا من الشباب ' أبناء الحروب الأربع!' الذين لم يعرفوا الفرح في حياتهم.والمفارقة أن أبرز ثلاثة في الشعر الشعبي.. أعني ابن قلعة سكر الصديق ' عريان السيد خلف(1940-2018) وكاظم إسماعيل الكاطع وناظم السماوي ' هم تقدميون ، لكنهم – ومعهم كل الشعراء الشعبيين – أشاعوا بين الناس عكس ما يبشر به الفكر التقدمي!