
حتى لا تفقد قرارات التحفيز روحها
هل تريد هذه الوزارات والمؤسسات ان تعكس كفاءتها في الرقابة وممارسة الضغوط ؟. حسنا هي تفعل ذلك لكنها تكرس في ذات الوقت شيوع خرق القوانين.
دعك عن الدخول في تفاصيل هذه المخالفات او العقوبات، بعضها قد يكون محقا وبعضها ليس كذلك وفي المنتصف نعرف الكثير عن المزاجية في تطبيق القوانين والأنظمة ونعرف ايضا عن عدم دستورية كثير من التعليمات التي ينسب بها موظفون ويقرها الوزراء الذين تصدر باسمائهم وفي أحيان كثير تمر من دون نقاش او قراءة متمعنة.
ما أريد أن أقوله هنا هو أن ما ينبغي عمله هو ليس غض الطرف عن المخالفات وتجاوزها بل ما يستدعيه الأمر هو اتباع وسائل أخرى مثل الإرشاد والتوعية والتنبيه وقبل ذلك مراجعة مدى أهلية هذه التعليمات وواقعيتها.
ليس صحيحا مثلا مخالفة مؤسسة تستخدم عمالة وافدة قبل أن توفر لها عمالة محلية تقوم بذات العمل بكفاءة وليس صحيحا أن يقال لصاحب العمل اذهب وابحث بنفسك فليس من مهامنا توفير البديل !!.
ينطبق ذلك على كل المؤسسات الاقتصادية سياحية وصناعية وزراعية وتجارية.
ليس هذا وقت التضييق على الناس فهذه المؤسسات والوزارات تقوض من حيث تقصد او لا تقصد الروحية التي بدأت هذه الحكومة عملها بها وهي تحفيز الاقتصاد وجملة من القرارات المخففة من الأعباء عن كاهل المواطنين افرادا ومؤسسات فليس من العدل ان تقوم جهات الرقابة التي تبالغ احيانا في سلطتها أخذ من تمنحه الكرة باليد اليمنى بيدها اليسرى.
هذه الحكومة ورئيسها الدكتور جعفر حسان مصرة على خطة تحفيز الاقتصاد وتخفيف الأعباء عن كاهل المؤسسات الاقتصادية وعن كاهل المواطنين فاخذت قرارات كانت ولا تزال في محل ترحيب بدءا بالإعفاءات الضريبية والجمركية ومرورا بحوافز الصناعة والاستثمار والسياحة وغيرها مما لا يجوز معه ان تسلك عددا من المؤسسات الرسمية خطا معاكسا لروح وغايات واهداف هذه القرارات.
الظروف الاقتصادية تستدعي تخفيف الضغوط لا تغليظها خصوصا إذا كانت المخالفات ليست ذات آثار جوهرية !.
مخالفة او تغريم منشأة بمبالغ تفوق القدرة يعني مراكمة الخسائر لمالكها ويعني أيضا عجزه عن الوفاء بأجور العاملين ويعني أيضا بطالة مؤقتة وقد تطول.
من هنا نستطيع أن نفهم اصرار رئيس الوزراء على ان على الوزير ان يحيط ويتدخل بكل كبيرة وصغيرة وان يكون عين الرقيب في وزارته ومؤسسته نيابة عن المواطن.
مثل هذه القرارات العقابية لا يجب ان تترك بيد شخص برتبة موظف، ولا جهة لا تقبل النقاش ولا لجنة، اعضاؤها موظفون، فهي قرارات خطيرة وقد تكون مصيرية لبعض المؤسسات والمنشآت
يجب ان يكون هناك جهة رقابية عليا ترتبط بمكتب رئيس الوزراء وهي ذات صفة ادارية وقانونية مهمتها فحص قرارات الوزارات والمؤسسات العقابية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الغد
منذ 2 ساعات
- الغد
بتوقيع ترامب ونتنياهو.. مشروع سياسي يتجاوز غزة
محمد الكيالي اضافة اعلان عمان– في ظل التصعيد الحاصل في قطاع غزة والتغيرات المتلاحقة في توازنات القوى الإقليمية، يطرح سؤال جوهري: ما الأهداف التي يسعى إليها كل من رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب في المنطقة؟ وهل تسعى تل أبيب، بدعم واضح من شخصيات مؤثرة في واشنطن، إلى إعادة صياغة النظام الإقليمي بما يخدم مصالحها ويكرس تفوقها السياسي والعسكري؟من خلال سياساته، يبدو أن نتنياهو لا يقتصر على محاولة حسم المواجهة مع حركة حماس عسكريا فحسب، بل يتجاوز ذلك إلى محاولة فرض معادلة إقليمية جديدة تستبعد الفلسطينيين من أي تسوية محتملة مما يؤدي إلى ترسيخ الهيمنة الإسرائيلية كواقع مفروض.في المقابل، يُظهر ترامب استعدادا لتوفير الغطاء السياسي لهذه الرؤية، وذلك بعد تصريحاته الصريحة بعدم التزامه بحل الدولتين وتركه مصير الفلسطينيين ليقرره نتنياهو بحسب رؤيته.وتتقاطع بذلك الطموحات السياسية والأيديولوجية لدى الطرفين في محاولة لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط بعيدا عن التوافقات الدولية أو الاعتبارات القانونية، ما يطرح تساؤلات حول مستقبل النظام الإقليمي والتوازنات السياسية في المنطقة.مفاوضات متعثرةوأمس السبت، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدرين فلسطينيين مطلعين، أن مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة تواجه حالة من الجمود، ويرجع ذلك بدرجة كبيرة إلى إصرار الكيان الصهيوني على تقديم خريطة انسحاب لا تمثل انسحابا فعليا بل إعادة انتشار لقواته العسكرية، بحيث يحتفظ بالسيطرة على ما يقارب 40 % من مساحة قطاع غزة.وقالت الوكالة إن حماس رفضت هذا الطرح بشكل قاطع.ووفقا لما ذكره أحد المصدرين، فإن المفاوضات الجارية في الدوحة تصطدم بعقبات معقدة بسبب الخريطة التي طرحتها دولة الاحتلال يوم الجمعة الماضي.أما المصدر الثاني، وهو مسؤول فلسطيني مطلع، فأشار إلى أن الكيان الصهيوني يواصل تبني سياسة المماطلة وتعطيل التوصل لأي اتفاق بهدف استمرار العمليات العسكرية في القطاع.وبحسب ما ورد حول تفاصيل خريطة الانسحاب، تسعى دولة الاحتلال للإبقاء على قواتها في كافة المناطق الواقعة جنوب محور موراغ في رفح بما في ذلك محور فيلادلفيا أي الشريط الحدودي بين قطاع غزة ومصر بطول نحو 13 كيلومترا.كما أوضح المصدر أن إسرائيل ترغب أيضا في الإبقاء على سيطرتها على معظم أراضي بلدة بيت حانون شمال القطاع، بالإضافة إلى مواقع ونقاط عسكرية في جميع المناطق الشرقية لقطاع غزة، بعمق يتراوح بين 1200 إلى 3 آلاف متر.نتنياهو يسعىلفرض استسلاموفي هذا الصدد، أكد رئيس الجمعية الأردنية للعلوم السياسية الدكتور خالد شنيكات، أن نتنياهو يحاول عبر الضغوط التفاوضية، تحقيق ما عجز عنه ميدانيا، والمتمثل في فرض استسلام كامل على حركة حماس، ونزع سلاحها والاعتراف بالأمر الواقع في قطاع غزة، بما في ذلك بقاء الاحتلال في أجزاء منه.وأوضح شنيكات أن نتنياهو يتبنى رؤية أيديولوجية تقوم على تحقيق "نصر إستراتيجي" في أعقاب الضربات التي تلقتها إيران، وتراجع نفوذ "حزب الله" والنظام السوري، وهو يسعى إلى إعادة تشكيل الإقليم بما يجعل دولة الاحتلال القوة الإقليمية الأولى والمهيمنة.ولفت إلى أن هذا التوجه يترافق مع تحضيرات واسعة في الضفة الغربية، تشمل سياسات تهجير قسري وتغيير ديموغرافي وجغرافي، وفرض السيادة الإسرائيلية بشكل أحادي.وأشار إلى أن نتنياهو يتقدم بخطى حثيثة نحو تنفيذ هذه السياسات، مستفيدا من غياب أي معارضة فعالة قادرة على تقديم بدائل أو إجباره على إجراء انتخابات مبكرة.وأوضح أن المشهد الإسرائيلي الداخلي يعكس حالة من الضعف لدى المعارضة، التي لم تنجح حتى الآن في فرض أي تغيير ملموس في المشهد السياسي.واعتبر أن الحرب لن تنتهي بالسهولة التي يتوقعها بعض المراقبين بل ستظل مستمرة، على الأرجح حتى موعد الانتخابات المقبلة، حيث يسعى نتنياهو إلى استثمار حالة التصعيد لتحقيق مكاسب سياسية داخلية، من خلال كسب مزيد من التأييد من أوساط اليمين والمتشددين وفرض خطاب يقوم على هزيمة الخصوم في الداخل والخارج.وفي ما يخص الموقف الأميركي، أشار شنيكات إلى أن علاقة نتنياهو بالرئيس الأميركي دونالد ترامب تعكس موازين قوى تميل لصالح دولة الاحتلال، إذ يبدو أن نتنياهو هو من يحدد الإطار العام للسياسات الإقليمية.وتابع: "يتماهى ترامب مع رؤية نتنياهو خصوصا ما يتعلق بالقضية الفلسطينية"، مبينا أن تصريحات ترامب الأخيرة حول إمكانية الاكتفاء بـ"حكم ذاتي" للفلسطينيين بدلا من دولة مستقلة تعزز هذا التوجه.كما لفت إلى أن أجندة نتنياهو حيال إيران تنفذ عبر الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، فيما تأتي المصالح الأميركية في مرتبة تالية، ما يشير إلى تفوق المنظور الإسرائيلي في رسم معالم التعامل مع طهران على حساب الأجندة الأميركية التقليدية في المنطقة.تعطيل المفاوضاتلتدارك الفشلمن جهته، يرى الخبير العسكري والإستراتيجي نضال أبوزيد، أن توقيت الكشف عن "خريطة إعادة تموضع القوات الإسرائيلية" لم يكن عشوائيا، بل جاء في سياق سياسي يرمي إلى عرقلة مسار المفاوضات الجارية في العاصمة القطرية الدوحة.وأوضح أبوزيد أن الخريطة لا تمثل انسحابا فعليا، بل إعادة انتشار تهدف إلى خلق انطباع زائف بتقدم إسرائيلي، في حين أن الواقع الميداني يشير إلى تفوق المقاومة وكسر معادلة التوازن العملياتي لصالحها.وأشار إلى أن نتنياهو يسعى من خلال هذا التسريب، إلى تعطيل أي فرصة للتوصل إلى اتفاق تهدئة أو وقف إطلاق نار، خشية أن يُنظر إليه كخسارة سياسية وعسكرية أمام المقاومة، لاسيما في ظل الضربات المتكررة التي تتعرض لها قوات الاحتلال.وأضاف إن فشل دولة الاحتلال في استعادة زمام المبادرة عسكريا دفع نتنياهو إلى اللجوء إلى أدوات سياسية لتقويض المسار الدبلوماسي، خاصة مع تصاعد الضغوط الأميركية وتزايد الضبابية التي تلف العملية التفاوضية.واعتبر أبوزيد أن البنية العملياتية الراهنة التي تفرضها المقاومة، لا تزال تشكل عائقا أمام أي اختراق دبلوماسي إسرائيلي.وقال: "إن ما يجري حاليا من تباطؤ وتعثر في المحادثات لا يعني بالضرورة انتهاء المسار التفاوضي، خصوصا في ظل بقاء الوفود في الدوحة، واستمرار الخسائر التي يتكبدها الكيان الصهيوني على الأرض."وشدد على أن نتنياهو، في ظل إخفاق الخيار العسكري، يسعى لتثبيت إستراتيجية تقوم على التهجير والسيطرة التدريجية على قطاع غزة عبر إجراءات سياسية مدروسة.وختم بالقول إن حالة التفاؤل التي أحاطت بالمبادرة الأخيرة لوقف إطلاق النار بدأت تتلاشى، في ظل محاولات متعمدة لتعطيلها من قبل الجانب الإسرائيلي، ما يطرح تساؤلات حول مدى جدية تل أبيب في التوصل إلى تسوية تضمن وقفا شاملا للعدوان.


الغد
منذ 4 ساعات
- الغد
"المدينة الإنسانية" جنوب غزة.. هل تُطبخ "الريفييرا" على نار هادئة؟
أحمد غنيم على أشلاء عشرات آلاف الشهداء وأنقاض ملايين الأطنان من منازل ومدن كانت يومًا عنوانًا تعج بالحياة والأحلام، فاجأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب في شباط/فبراير الماضي، العالم بطرحه مشروع "ريفييرا الشرق الأوسط"، والمكان في قطاع غزة بعد إخراج سكانه منه، حيث تحوّل سجن حجمه 365 كم مربع على مدار أشهر سابقة ولاحقة إلى مساحة مفتوحة لارتكاب أبشع مجازر العصر الحديث. اضافة اعلان جاء ذلك كله في وقت كان يعتقد فيه العالم أنه وصل إلى أقصى درجات التحضر والتقدم، في ظل ثورة رقمية وتكنولوجية هائلة نقلت المسلخ البشري على الهواء مباشرة على وقع مصطلحات "المجتمع الدولي"، "حقوق الإنسان"، "القانون الدولي". شهد العالم على مدار أكثر من عامين منطق الفيلسوف الألماني فريدريك نيتشه، بأن "القوة هي الحق" وهي فلسفة سارت في فلكها دون أن تعيّ كل القوى التي حكمت العالم، منذ أن أنشأ الأكاديون في زمن "سرجون العظيم" أول إمبراطورية حكمت مساحات شاسعة قبل الميلاد بـ 2400 عام، وحتى الولايات المتحدة الأميركية في يومنا هذا. فلسطينية تجلس على أنقاض منزلها المدمر بمخيم النصيرات وسط غزة (غيتي) لم يكن طرح ترامب، وليد صدفة بل هو ضمن مخططات حبيسة الأدراج تخرج في وقت ما لقياس شيء ما أو رد فعل معين، لكن المحصلة النهائية هي واحدة. لا يختلف اثنان على أن العدوان الذي شنه الاحتلال الإسرائيلي على غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، هو ليس رد فعل فقط بل كان يحمل في خفاياه حرب إبادة وصولًا إلى تهجير وامتدادًا لما حدث في 1948، 1967، لكن وفق معطيات أقسى. البقعة الصغيرة في أقصى غرب وسط فلسطين المحتلة، تمنى ذات يوم رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إسحاق رابين، أن يستيقظ ويرى أن البحر الأبيض المتوسط قد ابتلعها، وهو ذات البحر الذي يحلم رجل الأعمال ترامب أن يراه يحتضن على شواطئه "الريفييرا"، بعقلية "القاتل الاقتصادي" الذي كشف عنه الكاتب الأمريكي جون بيركنز. لا يهم من كان مدفونًا أسفل "الريفييرا" حين يأتي الزائرون الجدد إليها، ويعثرون بالصدفة على جمجمة طفل كان يسمى يوما "شهيدًا"، فقد كان له أحلام وأمنيات مثل آلاف من أقرانه لم يختبروا من حياتهم إلا صوت "الزنانة" وطوابير الجوع والقتل. هو منطق "غطرسة القوة" التي صاحبت كل أصحاب الإمبراطوريات والقوى على مر الأزمان، مع إمكانية حذف الأرقام الزائدة في التاريخ إن كان ذلك ضروريًا لمن يعتبرون أنفسهم الأقوى، خصوصًا إن كان قدرها أن تكون في موقع استراتيجي تنافسي. تاريخيًا؛ غزة – ليس القطاع بشكله الحالي- لم تشهد استقرارًا منذ تأسيسها على يد الكنعانيين في القرن الخامس عشر قبل الميلاد، وكأنه قدر لها ذلك ولأماكن أخرى على هذه البسيطة أن تبقى تتجرع الألم بتعاقب السنين. هُدّمت غزة وحوصرت عشرات المرات قبل قرون خلت، من قبل الفراعنة والآشوريين والإغريق والرومان والبيزنطيين، إذ حاصرها جيش الإسكندر الأكبر 5 أشهر في العام 332 قبل الميلاد وكانت آخر مدينة تقاوم أثناء طريقه إلى مصر. دمرها "الحشمونيون" في 96 قبل الميلاد بعد حصار خانق لها قتل أبناءها، وغزاها "الفلستينيون" في القرن 12 قبل الميلاد. حاصرها جيش عمر بن العاص حين كانت تحت حكم بيزنطة وحررها لتصبح تحت الحكم العربي الإسلامي، ودمرها المغول مرتين وقد أبادوا أهلها، ثم غزاها الصليبيون ودمروها. تعاقب عليها العباسيون، الأيوبيون، المماليك، الفاطميون والعثمانيون، وفي كل فترة من تلك إما انصهرت في حضارة من سيطر عليها إن قبلها الناس أو أبيدوا إن رفضوا ذلك. وبين الانتداب البريطاني والاحتلال، عانت غزة الأمرين وشهدت خلال نحو 100 عام خلت تطورات وأحداث عظام، لكن ما تشهده أخيرًا هو الأكبر في تاريخها الحديث، إذ تواجه حلًا على مبدأ ما واجهه "الهنود الحمر" في الولايات المتحدة، مرورًا بتصفية القضية الفلسطينية إلى الأبد. وبعد أن نامت مخططات "الريفييرا" لفترة لا تزال مخططات التهجير والإبادة متواصلة في سلوك الاحتلال وقادته بأسماء وأشكال مختلفة، ولعل ما يقال في الإعلام ليس حقيقة ما يقال في الغرف المغلقة. لذلك تخرج بين الفينة والأخرى طروحات لها هدف واحد، ولعل آخرها مخطط "المدينة الإنسانية" جنوب قطاع غزة التي كشف عنها وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس، بعد أشهر من فضيحة "مؤسسة غزة الإنسانية" وملخصها "المساعدات المغمسة بالدم". وقال كاتس في وقت سابق إنه سيتم إنشاء مدينة جديدة من الخيام على أنقاض مدينة رفح التي دمرت بشكل شبه كامل. وبحسب المخططات الإسرائيلية فإن المدينة التي ستقام بين بين محوري "فيلادلفيا" و"موراج" (بين رفح وخان يونس) جنوب القطاع ستستوعب بداية 600 ألف فلسطيني من النازحين جنوب قطاع غزة، وفق شروط أمنية صارمة ولا يسمح لهم بمغادرتها. يرى مراقبون أن هذه المدينة ستكون أشبه بـ"معسكرات الاعتقال" في الحرب العالمية الثانية وما سبقها من حروب مثل الحرب الإسبانية الكوبية التي امتدت 10 سنوات (1895-1898)، وشهدت ولادة هذا المصطلح لأول مرة. ويجمعون على أن هذه المدنية اللاإنسانية سيكون العيش فيها مهينا ومؤلمًا. بدورها، كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية ذات التوجه اليساري، أنه لن يسمح لأحد بمغادرة هذه المدينة إلا إذا اختار الهجرة من غزة. "مخطط للتهجير تحت غطاء إنساني" من جهته، يؤكد أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأردنية البروفيسور محمد المصالحة، أن مخطط المدينة الإنسانية في غزة هو بما لا يدعو للشك ضمن مخططات التهجير وتصفية القضية الفلسطينية. ويضيف المصالحة في حديث مع "الغد" أن "إسرائيل" تبذل كل ما في وسعها من حرب إبادة في قطاع غزة وتغيير معالم القطاع لتهجير السكان". ويشير إلى خطوات قامت بها إسرائيل تحت غطاء الإنسانية لإرسال رسائل للعالم بأنها معنية بحقوق الإنسان، من بينها مؤسسة غزة الإنسانية التي أوكلت بتوزيع المساعدات الإنسانية في غزة بعد أشهر من وقفها إثر استئناف الحرب في آذار/ مارس الماضي لكن وفق آلية مهينة ومؤلمة تزامنت مع هجوم الاحتلال على منتظري المساعدات في نفس الوقت. يشار إلى أن مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أعلن يوم الجمعة، أن 798 مواطنا فلسطينيا على الأقل استشهدوا أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات غذائية في غزة منذ نهاية شهر مايو/ أيار الماضي. صورة مولدة بالذكاء الاصطناعي ووفق المصالحة، فإنه يرى من المكان المحدد لإنشاء المدينة الإنسانية في جنوب قطاع غزة هو مقدمة لتجميعهم هناك ثم إخراجهم إلى سيناء أو البحر. واعتبر أن كل طروحات إسرائيل والتي تأتي من أمريكا أيضًا هي مشاريع خاصة تقوم على انتقاص حقوق الشعب الفلسطيني أو مصادرتها وصولا إلى تفريغ الأرض. وتابع: "حتى اليوم التالي لغزة لا أحد يدري ماذا يدور في عقل رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، وماذا يمكن أن يحصل لاحقًا". "جريمة حرب تمهد لهجرة قسرية" وترى أستاذ العلوم السياسية في جامعة اليرموك "شذى الليالي" العيسى أن "ما يتم الترويج له تحت مسمى "المدينة الإنسانية" من قبل إسرائيل، ما هو إلا جريمة حرب جديدة يصبوا لها الاحتلال، وتضيفها إلى ملفها الدامي. وأشارت العيسى في تصريح لـ"الغد" إلى أن المخطط هذا حيلة جديدة للتطهير العرقي في غزة والتضييق على المقاومة وقص أذرعها والتخطيط إلى تحويل المساعدات الدولية الى غزة نحو هذه المدينة لدفع الفلسطينيين إلى التوجه لها طوعا تمهيدا للهجرة القسرية. لكنها اعتبرت أنه سيواجه العديد من العقبات رغم القوة في طرحه في ظل المفاوضات القائمة بين إسرائيل وحركة حماس في الدوحة وضخامة الدعم الأمريكي له. وعددت تلك العقبات؛ أولًا: ثبات الفلسطينيين على أرضهم في غزة واستحالة قبولهم لمثل هذا المخطط، بالإضافة إلى الرفض الأممي والدولي له. وترى العيسى أن ذلك يمثل جناية دولية ليس من صالح إسرائيل الخوض فيها إلى جانب التخوفات لدى حكومة تل أبيب من اضطرارها للتعامل ومحاولة ضبط 600 ألف مواطن في بقعة جغرافية صغيرة ودون بنية تحتية أو دعم فعلي. وتؤكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة اليرموك أن مشروع ترامب بشأن غزة لا يزال مطروحا بشدة مع رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، رغم أن سيرته خفتت في الإعلام، وبالتالي فإن مخططات التهجير القسري ثم وأد القضية الفلسطينية وحق العودة لم تغب. ويتفق معهما المحلل والخبير الاستراتيجي الدكتور عامر السبايلة بأن المدينة الإنسانية التي تتحدث عنها "إسرائيل" في غلافها إنساني لكن جوهرها التغيير الديمغرافي. خيام نازحين في رفح جنوبي قطاع غزة (ا ف ب) ويعتبر السبايلة في تصريح لـ"الغد" أن أفكار الحكومة الإسرائيلية حول تهجير سكان القطاع لا تنتهي، لكنها تضطر أحيانا للتكيف قليلا مع فكرة الطابع الإنساني الذي يكون في جوهره أهداف أخرى وصولها إلى التهجير. وختامًا، يبقى مستقبل غزة رهين مخططات احتلالية غامضة وأطماع "قتلة اقتصاديين"؛ فلا أحد قادر على التكهن بما سيؤول إليه هذا العدوان الذي طمس حاضرة البحر الأبيض المتوسط، لكن لم يستطيع طمس هوية أبنائها وروحهم.


رؤيا نيوز
منذ 8 ساعات
- رؤيا نيوز
أعيرونا صمتكم، هذه المشاريع لن تمرّ
المرحلة القادمة، كما يبدو، ستكون مزدحمة بالألغاز، وملبدة بالغيوم السياسية ؛ البعض سيجد في هذه المناخات فرصةً لتمرير أفكاره وسردياته، أو الترويج لمشاريعه وأطماعه، اللافتات ربما تكون جذابة وبريئة، لكن الأجندات قد تكون خبيثة، واجب الأردنيين أن يفتحوا أعينهم وينعشوا وعيهم على كل ما يُقال أو يُطرح، لقد جربنا، في وقت مضى من تاريخنا، الشعارات التي تَرفع دعوات الوحدة والتحرير ، والأخرى التي حرّضت علينا لابتزازنا أو استخدامنا كطلقة في بنادقها، ثم اكتشفنا زيف الشعارات، وخسّة النوايا، وبؤس المآلات. الآن يتكرر المشهد بصورة أخرى، الصالونات السياسية التي نشطت منذ نحو عامين بدأت تبحث عن حضور لها في المجال العام، الشخصيات التي اختفت طويلاً بدأ صوتها يرتفع، التيارات التي أوهمتنا أنها تستشهد من أجل غزة خرجت للنضال من اجل حصصها فيما بعد الحرب على غزة، نحن أمام محاولات صراع مشاريع، بالأصالة او بالوكالة، أكثرها لا يرى في بلدنا إلا ساحة للتصفية وجغرافيا للتصريف السياسي، ولقمة سهلة للابتلاع، وحده الصوت الأردني الذي يثق بدولته ويعتز بهويته ويراهن على عناصر قوته، ما زال خافتاً، او ربما ينتظر الفرصة المناسبة لكي يقول كلمته. يجب أن نتوافق ؛ لا صوت يعلو على صوت الدولة وخياراتها وقراراتها، لا يحق لأحد، سواء أكان في المواقع العامة أو على منصات الترويج السياسي، أن يُسوّق، بالتلميح أو التصريح، لأي مشروع يتعارض مع المصالح العليا للدولة الأردنية، ومع حق الأردنيين الحصري في إبقاء بلدهم بعيدا عن العواصف والمخططات والتجاذبات التي تستهدف وجوده وحدوده، هذه مرحلة تستدعي العقلانية والهدوء عند التفكير واتخاذ القرار، لا مجال أبداً لاستخدام العواطف وتوظيف الانفعالات واللعب على حبال الوهم، الخطر الذي يواجه بلدنا يستوجب أن نتوحد على خطاب واحد ؛ الأردن أولاً وفوق الجميع، لا حلول على حسابه، ولا مشاريع ستمر يمكن أن تمسّ هويته وثوابته ومصالحه. بصراحة، أي خطاب يحاول أن ( يغمغم) أهدافه وأغراضه من خلال إطلاق فزّاعات لتخويفنا او إرباكنا، أو تقديمنا «كبش فداء» ، لكي نحظى بتصفيق الجماهير التي لا تنظر إلينا إلا بعين الوكيل الحصري عن الأمة، أو» المقّصر» الذي يجب أن يتطهر من اخطائه، لابد أن نتعامل معه بما يستحقه من رفض، وأن نكشفه بلا تردد، لقد دفعنا أثماناً سياسية باهظة جراء هذه الخطابات التي أشغلتنا بقضايا خارج حدودنا، على حساب قضايانا الأردنية. حان الوقت لكي نرى بلدنا من زوايانا الوطنية، وأن نجعل أي قضية تدور في فلكه ومصالحه بدل ان نتركه يدور في فلك مشاريع الآخرين؛ قوة الأردن ومنعته هي الأساس الوحيد الذي يُمكنّنا من الصمود والمواجهة، ويفرض دورنا وحضورنا على طاولة التسويات القادمة، أما هؤلاء الذين يتدافعون لحرف بوصلتنا نحو مصالحهم ومحاصصاتهم وغنائمهم ومشاريعهم فقد جرّبناها، يكفي ان نقول لهم : أعيرونا صمتكم، الأردنيون الذين بنوا الأردن ودحروا أعداءه في كل المواجهات يعرفون مصالح بلدهم، وقادرون على حمايته، ولن يسمحوا لأحد أن يعبث بمستقبله ونواميسه الوطنية.