
ترمب يعلن خطته الشاملة لضمان التفوق الأمريكي بالذكاء الاصطناعي
تهدف الخطة، التي وُصفت بأنها تسعى لضمان التفوق التنافسي للولايات المتحدة في هذا المجال الناشئ، إلى منع ما وصفته الإدارة بـ'الأجندات المصممة هندسيًا على المستوى الاجتماعي'.
وفي هذا السياق، صرح ديفيد ساكس المسؤول البارز عن ملفات الذكاء الاصطناعي في البيت الأبيض، للصحفيين: 'نعتقد أن أنظمة الذكاء الاصطناعي يجب أن تكون خالية من التحيز الأيديولوجي'.
وبموجب الأوامر الجديدة، ستقوم الحكومة الفيدرالية بتحديث إرشاداتها الخاصة بالمشتريات، بحيث تقتصر العقود على مطوري نماذج اللغة الكبيرة الذين 'يسمحون بازدهار حرية الرأي والتعبير'، وفقًا لمايكل كراتسيوس، مدير مكتب سياسات العلوم والتكنولوجيا في البيت الأبيض.
ورغم الإعلان عن هذه الشروط الصارمة، لم يقدم مسؤولو البيت الأبيض تعريفًا واضحًا لكيفية تحديد 'التحيز الأيديولوجي' أو قياسه، مما يترك الباب مفتوحًا للتساؤلات حول آليات التطبيق.
وأشار مسؤول في البيت الأبيض إلى أنه من المتوقع أن تقوم إدارة الخدمات الحكومية (GSA) بصياغة لغة تعاقدية تلزم نماذج الذكاء الاصطناعي بالالتزام بمعايير 'الصدق' كشرط للحصول على العقود الفيدرالية.
كما تهدف إدارة ترمب من خلال هذه الخطة إلى تحفيز الابتكار عبر إزالة ما وصفته بـ 'اللوائح الفيدرالية المرهقة التي تعيق تطوير ونشر الذكاء الاصطناعي'.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوئام
منذ 2 ساعات
- الوئام
البيت الأبيض: ترمب لا يزال منفتحا على الحوار مع كيم
أكد مسؤول في البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لا يزال منفتحًا على التواصل مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، بهدف تحقيق نزع كامل للسلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية. وأوضح المسؤول، في تصريح لوكالة 'يونهاب' الكورية الجنوبية عبر البريد الإلكتروني، أن ترامب 'لا يزال يحتفظ بهدفه الأساسي المتمثل في إخلاء كوريا الشمالية من الأسلحة النووية بشكل كامل'، مشيرًا إلى أن الرئيس 'منفتح على الحوار مع كيم جونغ أون في هذا السياق'. وجاءت تصريحات المسؤول الأمريكي بعد يوم واحد من إعلان إدارة ترمب عن حزمة جديدة من الإجراءات تهدف إلى تقويض قدرة النظام الكوري الشمالي على تمويل برامجه النووية والصاروخية. وتضمنت الحزمة عرض مكافآت مقابل تقديم معلومات حول سبعة مواطنين كوريين شماليين يُعتقد أنهم متورطون في عمليات تمويل غير مشروعة لصالح بيونغيانغ. وشدد المسؤول الأمريكي على أن القمم الثلاث التي جمعت ترمب بكيم خلال ولايته الأولى، أسفرت عن 'استقرار ملحوظ في شبه الجزيرة الكورية، وحققت أول اتفاق مباشر على مستوى القادة بشأن نزع السلاح النووي'. وكانت القمم الثلاث قد عقدت في كل من سنغافورة (2018)، وهانوي (2019)، ثم في قرية بانمونجوم على الحدود الكورية (يونيو 2019)، ما عزز الآمال حينها في دفع عجلة الدبلوماسية، قبل أن تتعثر المحادثات لاحقًا. وفي سياق متصل، اتخذت إدارة ترامب، الخميس، خطوات تصعيدية ضد بيونغيانغ، من بينها فرض عقوبات على شركة تجارية كورية شمالية، وتحذير النظام من أن الولايات المتحدة 'لن تقف مكتوفة الأيدي' بينما يستمر في جني الأرباح من أنشطة غير قانونية تهدف إلى تمويل برامج أسلحة 'مزعزعة للاستقرار'، حسب وصف الإدارة الأمريكية. وكان ترامب قد صرح مؤخرًا بأنه 'سيعمل على حل الصراع مع كوريا الشمالية إذا اندلع'، في تلميح اعتبره مراقبون مؤشراً على استعداده لاستئناف دبلوماسيته الشخصية مع كيم جونغ أون، إذا عاد إلى البيت الأبيض.


Independent عربية
منذ 2 ساعات
- Independent عربية
هل يفجر الذكاء الاصطناعي الاقتصاد العالمي؟
مع استمرار ضخ مئات مليارات الدولارات في شركات التكنولوجيا الكبرى التي تقود تطوير الذكاء الاصطناعي بدأ الاقتصاديون والمحللون يتحدثون عن سيناريوهات تأثير تطور هذه التكنولوجيا في الاقتصاد العالمي ككل. وإذا صحت توقعات مطوري الذكاء الاصطناعي فإن الاقتصاد العالمي لن يشهد "تغييراً" وإنما ربما "انفجار" في غضون أعوام قليلة. "على رغم أن معظم التحليلات والدراسات التي تضع سيناريوهات لتوقع ما يمكن أن يحدث تأخذ في الاعتبار كل المشكلات المحيطة بتطور الذكاء الاصطناعي، فإن هناك شبه إجماع على أن البشرية على أعتاب تغير جذري في غضون أعوام"، هذا ما خلص إليه ملف كامل وموسع نشرته مجلة "إيكونوميست" في عددها الأخير. لا تقتصر المشكلات المتوقعة على الجانب الأخلاقي أو معايير السلامة أو احتمالات الخطأ البشري أو التقني ولا حتى على التغييرات الاجتماعية الجذرية مثل أن تحل برامج الكمبيوتر محل البشر، وإنما أيضاً على الأخطار الاقتصادية المتعلقة بالنمو الهائل، وما سيصحبه من ارتفاع أسعار الفائدة باستمرار وتراجع الدخول والأجور، حتى دور الدولة والحكومات في ظل عالم يهيمن عليه الذكاء الاصطناعي سيشهد تغييراً أقرب إلى الانفجار أيضاً. صحيح، أن ملف المجلة يركز على التسارع الهائل في النمو الاقتصادي العالمي ما إن يتطور الذكاء الاصطناعي إلى الحد الذي يمكنه فيه أن "يطور نفسه ذاتياً"، وهو ما يوصف بالانفجار أي النمو بنسب غير مسبوقة وغير متوقعة وفي فترات قصيرة جداً مقارنة بالسابق، إلا أن الملف يغطي أيضاً الجوانب الأخرى المتعلقة بصناعة الذكاء الاصطناعي بقدر ما أيضاً. ما حجم النمو؟ منذ بدأت طفرة الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي قبل نحو 10 أعوام، يخطط القائمون على الصناعة لأن يصبح الذكاء الاصطناعي متفوقاً على الذكاء البشري في غضون أعوام بالوصول إلى ما يسمونه "الذكاء السوبر". وقد تكون البشرية بالفعل على عتبة هذا التطور الهائل قريباً، ففي الأولمبياد العالمية للرياضيات هذا العام وصلت نماذج اللغة من "أوبن أي آي" و"غوغل ديب مايند" إلى مستوى الحصول على ميداليات ذهبية، وذلك في وقت أسرع بنحو 18 عاماً عن توقعات المتخصصين عام 2021. وبحلول عام 2027 ستكون تلك الصناعة طورت نماذج تستخدم طاقة موارد كمبيوترية أعلى ألف مرة عن تلك التي استخدمت في "جي بي تي-4" الذي يعد أساساً لأغلب تطبيقات الذكاء الاصطناعي الشائعة حالياً. ويحتدم التنافس بين الولايات المتحدة والصين في تطوير الذكاء الاصطناعي وفقاً لقاعدة أن "من يفز يكن كل شيء من نصيبه"، وخشية أن تخسر أميركا هذا التنافس كانت قرارات الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترمب الأخيرة المتعلقة بتركيز الحكومة في واشنطن على هذا القطاع. وعند مطلع القرن الـ18 في عام 1700 تحديداً، كان الاقتصاد العالمي ينمو بمعدل ثمانية في المئة كل قرن (100 عام)، وقبل ذلك على مدى 17 قرناً لم يكن يحقق الاقتصاد العالمي أي نمو يذكر تقريباً، بل كان شبه ثابت بمعدل توسع سنوي لا يتجاوز نسبة 0.1 في المئة، أي إن الاقتصاد العالمي كان في حاجة إلى مدة 1000 عام كي يتضاعف حجمه. أما في الفترة من 1700 إلى 1820 تضاعف معدل نمو الاقتصاد العالمي خمس مرات، ليصبح عند 0.5 في المئة سنوياً في المتوسط، وبنهاية القرن الـ19 وصلت نسبة نمو الاقتصادي العالمي في المتوسط إلى 1.9 في المئة سنوياً، قبل أن تتسارع نسبة النمو في القرن الـ20 إلى 2.8 في المئة سنوياً، أي إن الاقتصاد العالمي أصبح يتضاعف في غضون 25 عاماً. ما دور الذكاء الاصطناعي في النمو الاقتصادي؟ أصبحت سرعة نمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي أمراً عادياً على مدى القرون الثلاثة الأخيرة، منذ بدأت الثورة الصناعية، وفي المتوسط أصبح معدل النمو الاقتصادي العالمي عند 325 في المئة كل 100 عام، مما أدى إلى ارتفاع معدلات الخصوبة (التكاثر) وانخفاض معدلات الوفيات، ومع زيادة عدد السكان تزيد الأفكار والابتكارات ويتسارع النمو الاقتصادي أكثر. ومع أن زيادة الثروة جعلت الأغنياء يفكرون في إنجاب عدد أقل، إلا أن ذلك رفع مستويات المعيشة التي أصبحت تتحسن سنوياً بمعدل اثنين في المئة تقريباً في المتوسط. في النهاية كان تسارع النمو الاقتصادي يعتمد على إضافة مهارات ومواهب بشرية جديدة تزيد مع نمو السكان، لكن الذكاء الاصطناعي ليس مقيداً بتلك العوامل الديموغرافية، لذا فسرعة الاكتشافات ستزيد بوتيرة أعلى مما شهدته البشرية من قبل، إذ يتوقع بحلول عام 2028 أن تبدأ برامج الذكاء الاصطناعي بتطوير نفسها بنفسها من دون حاجة إلى البشر. ما إن يحدث ذلك، وتتطور قدرات الكمبيوتر ذاتياً من دون حاجة إلى مهارات وابتكارات البشر ستزيد سرعة النمو الاقتصادي بصورة غير مسبوقة، ومع إعادة استثمار العائدات من ذلك التطور التكنولوجي في بناء أنظمة كمبيوترية أكبر وأكثر تطوراً سيزيد معدل تراكم الثروة بصورة هائلة. وبحسب دراسة لشركة الاستشارات "ايبوك أي آي" فإنه بمجرد أن يصل الذكاء الاصطناعي إلى القيام بنسبة 30 في المئة من مهمات البشر سيزيد معدل نمو الاقتصاد العالمي سنوياً على نسبة 20 في المئة. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) ومع تلك الزيادة في النمو ستزيد وتيرة رفع أسعار الفائدة بسبب ارتفاع العائدات بصورة هائلة، وقد يتحول الصراع بين الذكاء الاصطناعي والبشر على أمرين أساسيين، هما الطاقة والأرض ومواردها، وهنا سيصبح دور الحكومات أكثر تعقيداً، ولن تكون التشريعات كافية لضبط مسيرة النمو. وسيصبح كل منتج يقوم به الذكاء الاصطناعي أقل كلفة مع تطور برامجه والتوسع في استخدامه، وهكذا ستنهار أسعار كثيرة، لكن في المقابل سترتفع أسعار أخرى بصورة كبيرة، فعلى سبيل المثال مع ارتفاع أسعار الفائدة لن يكون سهلاً الحصول على قروض رهن عقاري. نتيجة أخرى مهمة تخلص إليها تحليلات ملف "إيكونوميست" وهي تراجع الادخار، أو حتى انعدامه تقريباً، فمن يدخر هو من لديه مال يفيض عن الحاجة، أو يقتطع من حاجة اليوم لتلبية حاجة الغد، لكن الانفجار الاقتصادي نتيجة تطور الذكاء الاصطناعي سيعني أن مصدر الثروة الأهم هو الاستثمار في الذكاء الاصطناعي، ومع العائدات الكبيرة لن تكون هناك حاجة إلى الادخار. تغيرات وأخطار بالنسبة إلى منطق أن الفائز في سباق الذكاء الاصطناعي هو من يفوز بكل شيء، فإن ذلك سيعني أن الدول التي تتخلف عن ركب هذا التطور التكنولوجي ستزيد معاناتها بصورة رهيبة، ليس فقط لأنها ستكون محرومة من تراكم الثروة وضعف معدلات النمو، ولكنها لن تستطيع تلبية حاجات شعوبها بسهولة. ومن النتائج المهمة أيضاً أن الأجور يمكن أن تنهار بسرعة، فمع توفر أيدي عاملة بمعدلات غير مسبوقة نتيجة تسريح العمالة التي يحل محلها الذكاء الاصطناعي لن يكون هناك تنافس على التوظيف، كذلك فإن تلك الأعمال التي لا يؤديها الذكاء الاصطناعي ستتوفر لها عمالة أكثر مما تحتاج مما يعني عدم الحاجة إلى زيادة الأجور والمرتبات. حتى لو لم ينفجر الاقتصاد العالمي، بمعنى النمو بمعدلات هائلة في فترات قصيرة، فإن شكل الاقتصاد سيتغير تماماً مع تطور الذكاء الاصطناعي، إذ ستصبح الثروة الأكبر والأهم لدى من يستثمرون في الذكاء الاصطناعي، وليس لدى من يعملون في بقية القطاعات، وسيكون من يملك المال للإسهام في هذا القطاع الجديد، أو الأرض والطاقة التي يحتاج إليها، وحدهم من يستفيدون، وسيزيد ذلك من فجوة توزيع الثروة عالمياً. ناهيك طبعاً بالأخطار الأخرى المتوقعة، من قبيل قدرة إرهابيين يستخدمون الذكاء الاصطناعي على تطوير سلاح بيولوجي يقضي على ملايين من سكان الأرض، أو حدوث أخطاء في برامج الذكاء الاصطناعي تؤدي إلى خروجها عن سياقها وتدمير البشرية. صحيح، أن ذلك كان ضرباً من الخيال العلمي قبل أعوام كما شاهدنا في أفلام هوليوود، لكنه أصبح أمراً ممكناً جداً في غضون أعوام قليلة. في الأخير، قد تحدث الأخطار ليس نتيجة خطأ بشري غير مقصود أو متعمد ولا نتيجة خطأ الآلة وبرنامج الكمبيوتر أو أخطاء المبرمجين الذين يكتبون برامج الذكاء الاصطناعي، بل يمكن أن تحدث الكارثة نتيجة خطأ أكبر لا يتحمله أي طرف، فعلى سبيل المثال أن يطور الذكاء الاصطناعي برامجه بطريقة تقضي على بعض موارد الكوكب من طاقة أو مياه مسبباً كارثة بيئية ماحقة.


Independent عربية
منذ 5 ساعات
- Independent عربية
مؤشرات إلى تخلي نتنياهو وترمب عن مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة
بدا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترمب قد بدآ يتخليان أمس الجمعة عن مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة مع "حماس"، وقالا إن من الواضح أن الحركة الفلسطينية لا تريد التوصل إلى اتفاق. وقال نتنياهو إن إسرائيل تدرس الآن خيارات "بديلة" لتحقيق أهدافها من الحرب المتمثلة في إعادة الرهائن من قطاع غزة وإنهاء حكم حركة "حماس" في القطاع. وتفشى الجوع في القطاع في وقت يعيش فيه معظم السكان في مخيمات نزوح وسط دمار واسع النطاق. وقال ترمب إنه يعتقد أن قادة الحركة "سيُلاحقون" الآن، وأضاف للصحافيين في البيت الأبيض "حماس لم تكن تريد التوصل إلى اتفاق. أعتقد أنهم يريدون الموت. وهذا أمر سيئ للغاية. لقد وصل الأمر إلى نقطة لا بد فيها من إنهاء المهمة". وبدت التصريحات وكأنها تغلق الباب، في الأقل خلال المدى القريب، أمام استئناف مفاوضات وقف إطلاق النار، في وقت تتصاعد فيه المخاوف الدولية من تفاقم الجوع في قطاع غزة الذي يعاني ويلات الحرب. وفي رد فعل على تدهور الوضع الإنساني في غزة أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن باريس ستصبح أول قوة غربية كبرى تعترف بدولة فلسطينية مستقلة. وقالت بريطانيا وألمانيا إنهما ليستا مستعدتين بعد لاتخاذ هذه الخطوة، لكنهما انضمتا لفرنسا في الدعوة لوقف فوري لإطلاق النار. وقال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أمس إن الحكومة لن تعترف بدولة فلسطينية إلا في إطار اتفاق سلام تفاوضي. وقلل ترمب من أهمية خطوة ماكرون قائلاً "ما يقوله لا يهم". وأضاف للصحافيين في البيت الأبيض "إنه رجل جيد جداً، يعجبني، لكن هذا التصريح ليس له أي أهمية". وسحبت إسرائيل والولايات المتحدة وفديهما من محادثات وقف إطلاق النار في قطر أول من أمس الخميس، وذلك بعد ساعات قليلة من تقديم حركة "حماس" ردها على مقترح الهدنة. وذكرت مصادر في بادئ الأمر أن انسحاب الوفد الإسرائيلي يهدف فقط للتشاور، ولا يعني بالضرورة أن المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود، لكن التصريحات التي أدلى بها نتنياهو في وقت لاحق أشارت إلى أن الموقف الإسرائيلي ازداد تشدداً. وحمل المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف حركة "حماس" مسؤولية جمود المفاوضات، وقال نتنياهو إن ويتكوف "على صواب". وقال باسم نعيم القيادي في "حماس" على "فيسبوك" إن المحادثات كانت بنَّاءة، لكنه انتقد تصريحات ويتكوف ووصفها بأنها محاولة للضغط بالنيابة عن إسرائيل. وأضاف نعيم "ما قدمناه، بكل وعي وإدراك لتعقيد المشهد، نعتقد أنه يوصل لصفقة، (لو) كانت لدى العدو إرادة لذلك، ويمكن أن يبنى عليه اتفاق وقف إطلاق نار دائم وانسحاب القوات المعادية بشكل كامل، والكرة الآن في ملعب العدو الصهيوني وداعميه لإنهاء هذه اللعبة القذرة". تفاوض معقد قالت الوسيطتان مصر وقطر في بيان مشترك أمس الجمعة إن بعض التقدم تحقق في أحدث جولة من محادثات وقف إطلاق النار وإن تعليق المفاوضات للتشاور قبل استئنافها أمر طبيعي في سياق تفاوض معقد. وذكر البيان المشترك "تشير الدولتان إلى إحراز بعض التقدم في جولة المفاوضات المكثفة الأخيرة التي استمرت لمدة ثلاثة أسابيع، وتؤكدان أن تعليق المفاوضات لعقد المشاورات قبل استئناف الحوار مرة أخرى يعد أمراً طبيعياً في سياق هذه المفاوضات المعقدة". وقال البيان "تؤكد الدولتان بالشراكة مع الولايات المتحدة الأميركية التزامهما باستكمال الجهود وصولاً إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار في القطاع". كما أشار البيان إلى أن جهود التفاوض متواصلة، ودعا إلى عدم التقليل منها، وقال "تدعو الدولتان إلى عدم الانسياق وراء تسريبات تتداولها بعض وسائل الإعلام في محاولات للتقليل من هذه الجهود والتأثير في مسار العمل التفاوضي، وتشددان على أن هذه التسريبات لا تعكس الواقع وتصدر عن جهات غير مطلعة على سير المفاوضات". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وتطرق البيان للتغطية الإعلامية لسير التفاوض بالقول "تدعو الدولتان وسائل الإعلام الدولية إلى التحلي بالمسؤولية وأخلاقيات مهنة الصحافة وتسليط الضوء على ما يجري في القطاع من معاناة غير مسبوقة، لا أن تلعب دوراً في تقويض الجهود التي تسعى إلى إنهاء الحرب على القطاع". وينص مقترح الهدنة على وقف القتال لمدة 60 يوماً والسماح بدخول مساعدات إنسانية إضافية إلى قطاع غزة إلى جانب إطلاق سراح عدد من الرهائن المتبقين، وعددهم 50، مقابل الإفراج عن سجناء فلسطينيين في السجون الإسرائيلية، لكن تنفيذ المقترح تعثر بسبب خلاف حول مدى انسحاب القوات الإسرائيلية والأوضاع بعد مرور فترة الـ60 يوماً في حالة عدم التوصل إلى اتفاق دائم. ورحب وزير الأمن الوطني الإسرائيلي إيتمار بن جفير بالخطوة التي أقدم عليها نتنياهو، ودعا إلى وقف كامل للمساعدات إلى غزة والاستيلاء الكامل على القطاع. وأضاف في منشور على منصة "إكس"، "الإبادة الكاملة لـ(حماس) وتشجيع الهجرة والاستيطان" اليهودي. تفشي الجوع تقول وكالات إغاثة دولية إن الجوع تفشى على نطاق واسع بين سكان القطاع البالغ عددهم نحو 2.2 مليون نسمة مع نفاد المخزونات وقطع إسرائيل كل الإمدادات للقطاع في مارس (آذار) والسماح ببعضها في مايو (أيار) الماضي، لكن بقيود جديدة. وقال الجيش الإسرائيلي أمس الجمعة إنه وافق على السماح للدول بإيصال مساعدات عبر الإسقاط الجوي لقطاع غزة. ورفضت حركة "حماس" الخطوة ووصفتها بأنها حركة استعراضية. وقال مدير المكتب الإعلامي لحكومة قطاع غزة الذي تديره حركة "حماس" إسماعيل الثوابتة "قطاع غزة لا يحتاج إلى استعراضات جوية، بل إلى ممر إنساني مفتوح وشاحنات إغاثة تتدفق يوميا لإنقاذ ما تبقى من أرواح الأبرياء المحاصرين المجوعين". وقالت السلطات الطبية في قطاع غزة إن تسعة فلسطينيين آخرين توفوا على مدى الساعات الـ24 الماضية بسبب سوء التغذية والجوع الشديد. وتوفي العشرات خلال الأسابيع القليلة الماضية مع تفاقم أزمة الجوع في القطاع. وتقول إسرائيل إنها تسمح بدخول ما يكفي من الطعام للقطاع وتتهم الأمم المتحدة بالإخفاق في توزيعه، وهو ما وصفته وزارة الخارجية الإسرائيلية أمس الجمعة بأنه "حيلة متعمدة لتشويه سمعة إسرائيل". وتقول الأمم المتحدة إنها تعمل بأقصى كفاءة ممكنة في ظل القيود الإسرائيلية. وقالت وكالات تابعة للأمم المتحدة أمس الجمعة إن إمدادات الأغذية العلاجية المتخصصة التي يمكن أن تنقذ أرواح الأطفال المصابين بسوء تغذية حاد تنفد من القطاع. وأظهرت رسالة اطلعت عليها "رويترز" أمس أن وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر طالب إسرائيل بتقديم أدلة على اتهاماتها بأن موظفين في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية لهم صلات بحركة "حماس". وتزامن استمرار الهجمات الإسرائيلية على الأرض مع محادثات وقف إطلاق النار. وقال مسؤولون فلسطينيون في قطاع الصحة إن الضربات الجوية والقصف بالنيران الإسرائيلية أسفر عن مقتل 21 في الأقل بأنحاء القطاع أمس الجمعة من بينهم خمسة قتلوا في غارة على مدرسة تؤوي نازحين في مدينة غزة. وشيع فلسطينيون في المدينة جثمان الصحافي آدم أبو هربيد في جنازة عبر الشوارع وهو ملفوف في كفن أبيض وعليه سترة زرقاء تحمل بوضوح كلمة "صحافة" باللغة الإنجليزية بعدما قتل في هجوم إسرائيلي على مخيم للنازحين. وقال محمود عوضية، وهو صحافي آخر حضر الجنازة، إن الإسرائيليين يتعمدون استهداف الصحافيين. وتنفي إسرائيل أنها تستهدف الصحافيين عمداً. وشنت إسرائيل الحملة العسكرية على قطاع غزة بعدما اقتحم مسلحون بقيادة "حماس" بلدات إسرائيلية قرب الحدود في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتشير إحصاءات إسرائيلية إلى أن هذا الهجوم أدى إلى مقتل نحو 1200 واحتجاز 251 رهينة. ويقول مسؤولون فلسطينيون في قطاع الصحة إن القوات الإسرائيلية قتلت منذ ذلك الحين ما يقرب من 60 ألفاً في قطاع غزة ودمرت معظمه.