
انتحار جندي إسرائيلي عانى من الحرب واشتكى من الفظائع وروائح الجثث
وذكر الموقع أن معاناة هذا الجندي التي انتهت بالانتحار بدأت بعد مقتل اثنين من أصدقائه في هجوم 7 أكتوبر /تشرين الأول 2023، واستمرت مع خدمته العسكرية المتواصلة على جبهتي غزة ولبنان.
وقالت عائلة الجندي المنتحر إن ابنها كان يشتكي من رائحة الجثث ومن الفظائع التي كان يشاهدها باستمرار في ميدان المعارك.
وذكرت العائلة أن ابنها كان ينقل جثث جنود من جبهتي لبنان وغزة خلال الحرب.
وما زال الجيش الإسرائيلي -وفقا للموقع- يرفض حتى الآن دفن الجندي المنتحر في مراسم عسكرية.
وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية ارتفاع عدد الجنود المنتحرين منذ بدء الحرب إلى 43 بسبب أعراض نفسية ناتجة عن القتال.
ارتفاع في أعداد المنتحرين
وقبل أسابيع، أفادت صحيفة هآرتس الإسرائيلية نقلا عن مصادر عسكرية بأن 35 جنديا إسرائيليا انتحروا منذ بداية الحرب على قطاع غزة حتى نهاية 2024، بارتفاع ملحوظ في عدد حالات الانتحار عن آخر إعلان بهذا الشأن لإذاعة الجيش الإسرائيلي في مطلع يناير/كانون الثاني 2025.
وأضافت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي يرفض الكشف عن أعداد الجنود الذين انتحروا خلال العام الحالي، لكنها نقلت عن مصادر أن 7 جنود انتحروا منذ مطلع هذا العام، وأن السبب هو استمرار الحرب على غزة.
كما قالت الصحيفة نقلا عن مصادر إن الجيش الإسرائيلي دفن منذ بدء الحرب جنودا كثرا بسبب الانتحار دون جنائز عسكرية أو إعلان.
وكانت إذاعة الجيش الإسرائيلي ذكرت في مطلع يناير/كانون الثاني 2025 أن 28 جنديا إسرائيليا انتحروا منذ بدء الحرب على قطاع غزة، بينهم 16 من جنود الاحتياط.
صدمات وأمراض نفسية
وبحسب مصادر الصحيفة، فإن الجيش الإسرائيلي يجند في الاحتياط مصابين بصدمات وأمراض نفسية حتى وهم يخضعون للعلاج، كما أنه يجند جنودا سُرِّحوا من الخدمة بسبب إصابتهم بأمراض نفسية.
وأوضحت الصحيفة نقلا عن مصادرها أن جيش الاحتلال يجند مصابين بأمراض نفسية للقتال في صفوف الاحتياط بسبب نقص عدد الجنود، مشيرة إلى أن عدد الجنود الذين يتلقون العلاج من أمراض نفسية منذ بدء الحرب يتجاوز 9 آلاف.
وقال قائد عسكري للصحيفة إنهم يضطرون لتجنيد أشخاص ليسوا بحالة نفسية طبيعية بسبب عدم التزام جنود الجيش الإسرائيلي بالقتال، موضحا أنهم يخشون التدقيق في حالة المصابين بأمراض نفسية كي لا يبقى الجيش دون جنود، على حد تعبيره.
ويضيف المسؤول العسكري أن الآلاف من جنود الاحتياط في غزة توجهوا للجيش بسبب إصابتهم بأمراض نفسية، وأنه يتم تجنيدهم رغم التأكد من أن ظروفهم النفسية غير طبيعية، وقال "نقاتل بما يتوفر".
إجهاد ما بعد الصدمة
وكانت صحيفة يديعوت أحرونوت قالت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي نقلا عن مكتب إعادة الإدماج التابع لوزارة الدفاع الإسرائيلية إن نحو 5200 جندي إسرائيلي أو 43% من الجرحى الذين يتم استقبالهم في مراكز إعادة التأهيل يعانون الإجهاد اللاحق للصدمة، مع توقع أن يتم علاج نحو 100 ألف شخص، نصفهم على الأقل يعانون اضطراب ما بعد الصدمة بحلول عام 2030.
وأضافت أنه وفقا لتقديرات مختلفة في الجيش الإسرائيلي فإن نحو 15% من المقاتلين النظاميين الذين غادروا غزة وتم علاجهم عقليا لم يتمكنوا من العودة إلى القتال بسبب الصعوبات التي يواجهونها.
كما قالت إن آلاف الجنود لجؤوا إلى العيادات الخاصة التي أنشأها الجيش، وإن ثلث المعاقين المعترف بهم يعانون اضطراب ما بعد الصدمة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 2 ساعات
- الجزيرة
ضحايا "القاتل الصامت".. تفاصيل وفاة الجنود الأتراك في شمال العراق
أنقرة- ارتفعت حصيلة قتلى الجيش التركي إلى 12 جنديا إثر تعرضهم للاختناق بغاز الميثان داخل مغارة في شمال العراق، بحسب ما أعلنته وزارة الدفاع التركية. ووقع الحادث أمس الأول الأحد خلال عملية تمشيط نفذتها وحدة عسكرية في إطار عملية "المخلب-القفل" ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني ، حيث كانت القوة تبحث عن جثمان أحد زملائهم الذي سقط في اشتباك مسلح عام 2022. وأثناء التفتيش، استنشق 19 جنديا غاز الميثان عديم اللون والرائحة بتركيز قاتل، مما أسفر عن وفاة 5 منهم في الحال أو بعد محاولات إنقاذ عاجلة، في حين نقل الآخرون إلى المستشفى لتلقي الرعاية الطبية. وبحلول صباح اليوم الاثنين، توفي 7 جنود آخرون متأثرين بالتسمم، بينما يواصل الأطباء جهودهم لعلاج باقي المصابين. تفاصيل الحادثة تقع المغارة التي شهدت الحادثة على تلة يبلغ ارتفاعها نحو 852 مترا، وكانت في السابق تستخدم كمشفى ميداني لمقاتلي حزب العمال الكردستاني، قبل أن تتمكن القوات التركية من السيطرة عليها وتطهيرها خلال عملياتها العسكرية في المنطقة. وخلال مهمة تمشيط داخلها بحثا عن جثمان الضابط التركي نوري مليح بوزكورت، الذي قُتل في مايو/أيار 2022 بنيران مسلحي الحزب ولم يتمكن الجيش من انتشال جثته حينها بسبب الاشتباكات العنيفة، تسرب غاز الميثان المحتجز في تجاويف المغارة، مما تسبب في إصابة أفراد الدورية بحالات اختناق جماعي. ويُعرف هذا الغاز بـ"القاتل الصامت" لكونه عديم اللون والرائحة، وقادرا على التسبب بالاختناق عند تراكمه بتركيز عال في الأماكن المغلقة. وسرعان ما استدعى الحادث تدخل فرق إنقاذ متخصصة، حيث أوضحت وزارة الدفاع أن وحدات من الجيش بالتعاون مع فرق هيئة إدارة الكوارث والطوارئ التركية (أفاد) باشرت على الفور عمليات الإجلاء والإنقاذ باستخدام معدات متطورة لتفادي المزيد من الإصابات. ونُقل الجنود المصابون بشكل عاجل إلى مستشفى حكومي في ولاية هكاري بجنوب شرق تركيا لتلقي الرعاية الطبية اللازمة، في حين واصلت فرق الإنقاذ أعمالها داخل المغارة تحسبا لاحتمال وجود جيوب غازية أخرى أو مصابين لم يتم العثور عليهم بعد. ما عملية "المخلب-القفل"؟ هي حملة عسكرية أطلقتها تركيا في أبريل/نيسان 2022 ضد مقاتلي العمال الكردستاني في شمال العراق، ضمن مساع لإحكام السيطرة على الحدود الجنوبية وتفكيك البنية التحتية للحزب في المناطق الجبلية الوعرة. وتركزت العمليات في مناطق متينا وزاب وأفشين-باسيان الواقعة ضمن إقليم كردستان العراق بمحافظة دهوك، بهدف تدمير الأنفاق والمغارات التي يستخدمها مقاتلو الحزب كمراكز قيادة ولوجستيات، ومنع تسللهم إلى الأراضي التركية. تأتي هذه العملية استكمالا لسلسلة حملات سابقة أطلقتها أنقرة منذ عام 2020، مثل "المخلب-النمر" و"المخلب-النسر"، التي استهدفت معاقل الحزب في شمال العراق بعد أن اضطر مسلحوه إلى الانسحاب من الأراضي التركية والتمركز في مناطق جبلية وعرة أبرزها جبال قنديل ، إثر الضربات العسكرية المكثفة في الداخل التركي خلال السنوات الماضية. توقيت حساس وتصنف تركيا وحلفاؤها في حلف شمال الأطلسي (الناتو) حزب العمال الكردستاني "منظمة إرهابية"، وأسفر الصراع المستمر بين الجانبين منذ نحو 4 عقود عن مقتل أكثر من 40 ألف شخص، غالبيتهم من مقاتلي الحزب. وجاءت حادثة وفاة الجنود الأتراك داخل المغارة في توقيت حساس يشهد تطورات لافتة على صعيد الصراع التركي الكردي، إذ أعلن الحزب في مايو/أيار الماضي نيته التخلي عن العمل المسلح وحل جناحه العسكري ضمن مبادرة جديدة للسلام مع أنقرة. وبحسب تقارير صحفية، يستعد مقاتلوه لتسليم أسلحتهم خلال الأيام المقبلة، في خطوة وصفت بأنها غير مسبوقة منذ اندلاع النزاع في ثمانينيات القرن الماضي. في هذا السياق، أطلقت الحكومة التركية حملة أسمتها "تركيا خالية من الإرهاب"، تستهدف تتويج هذه المبادرة بسلام شامل وإنهاء الوجود المسلح للحزب. ورغم هذه الجهود أعادت مأساة الجنود المختنقين داخل المغارة التذكير بالمخاطر الميدانية المعقدة التي لا تزال تفرضها تضاريس شمال العراق حتى مع بوادر التهدئة وإنهاء القتال. يرى المحلل السياسي علي أسمر أن حادثة وفاة الجنود الأتراك، رغم مأساويتها، لن تشكل عائقا أمام مسار حملة "تركيا خالية من الإرهاب"، بل قد تمنحها زخما إضافيا. ويضيف للجزيرة نت أن هذه الحادثة تعكس حجم المخاطر التي خلفتها الجماعات المسلحة، حيث لا تزال المغارات والأنفاق والمخابئ والألغام تشكل تهديدا قائما حتى بعد إخلائها. وقد يعزز هذا المشهد المأساوي -وفقا له- قناعة الرأي العام التركي بضرورة حسم هذا الملف بشكل جذري، ليس فقط لدواعٍ أمنية آنية، بل أيضا لحماية أرواح الجنود ومنع تكرار مثل هذه الكوارث. ردود فعل كما يلفت المحلل أسمر إلى أن اللقاء الذي جمع الرئيس رجب طيب أردوغان مع وفد حزب المساواة الشعبية والديمقراطية أمس الاثنين في أنقرة، يحمل دلالة على وجود مسار سياسي متواز مع العمليات الميدانية، يهدف إلى معالجة جذور الأزمة ودفع عجلة المصالحة الداخلية. وسارعت الرئاسة التركية إلى إصدار بيان تعزية، أعرب فيه أردوغان عن بالغ أسفه لسقوط عدد من "جنودنا الأبطال شهداء أثناء أدائهم واجبهم في سبيل أمن تركيا وسلامها"، مترحما عليهم ومشيدا بتضحياتهم التي اعتبرها "تجسيدا لإرث الفداء في صفوف القوات المسلحة". كما توالت بيانات التعزية من كبار مسؤولي الدولة، إذ نشر رئيس البرلمان نعمان قورتولموش ونائب الرئيس جودت يلماز رسائل تضامن أكدا فيها وقوفهما إلى جانب المؤسسة العسكرية و"عائلات الشهداء"، متمنين الشفاء العاجل للمصابين. وامتد التعاطف إلى صفوف المعارضة أيضا، حيث عبر زعيم حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزيل عن حزنه العميق لسقوط الضحايا، مقدما تعازيه لأسرهم ومؤكدا أن "تضحيات الجنود تدعو الجميع للتفكير مليا في كلفة الصراع المستمر". وفي موقف لافت، أصدر حزب الشعوب الديمقراطي الكردي بيانا نعى فيه الجنود، واعتبر أن "هذه المأساة جزء من الثمن الإنساني الفادح لصراع استمر لعقود، ودفع المجتمع التركي بأسره كلفته"، مجددا دعوته إلى السلام الاجتماعي وإيجاد حل سياسي دائم يمنع مزيدا من إراقة الدماء.


الجزيرة
منذ 13 ساعات
- الجزيرة
نحو مليون فلسطيني يواجهون أزمة عطش ونظافة في مدينة غزة
غزة- يشعر علي أبو شنب بالحزن والقلق على طفلته الرضيعة "روز" بعد معاناتها من "حكة" جلدية، تصيب الأطفال غالبا بسبب قلة النظافة، الناجمة عن أزمة حادة في المياه تعصف بسكان مدينة غزة. عانت روز (11 شهرا) مما تعرف بـ"حساسية الحرارة"، ويقول والدها (28 عاما) للجزيرة نت إن الطبيب أخبره أن السبب بكتيريا تنتقل بفعل قلة النظافة، وتكثر في بيئة غير نظيفة وغير صحية ومليئة بالغبار والأتربة، ووصف لها علاجا. يقطن أبو شنب وزوجته وطفلتهما الوحيدة مع عائلته الكبيرة (11 فردا) في منزل بالإيجار في " حي الدرج" شرقي مدينة غزة، بعدما دمرت قوات الاحتلال منزلهم في " حي الشجاعية" بالمدينة، في بدايات اندلاع الحرب عقب هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. مهمة شاقة منذ مطلع يوليو/تموز الجاري، احتدت أزمة المياه في مدينة غزة كبرى مدن القطاع من حيث الكثافة السكانية، وقد لجأت إليها عشرات آلاف الأسر النازحة من بلدات جباليا وبيت حانون و بيت لاهيا ومناطق أخرى في شمال القطاع. وأعلنت بلدية غزة أن الأزمة، التي تعاني منها مناطق واسعة في وسط وشرق وجنوب المدينة، ناجمة عن عدم قدرتها على الوصول لمحابس توزيع المياه الرئيسية التابعة للخط الناقل للمياه عبر شركة إسرائيلية تسمى "ميكروت"، والواقعه في "حي الشجاعية"، شرقي المدينة، بسبب خطورة الأوضاع الأمنية. وينشط أبو شنب في مبادرات خيرية لسقيا الماء للسكان والنازحين بالمدينة، في الوقت الذي يشكو فيه نفسه منذ نحو 12 أسبوعا من عدم توفر المياه العذبة للشرب وللنظافة والاستخدامات المنزلية الأخرى، حتى إنه استيقظ 3 مرات، صباحا، ولم يجد في المنزل ماء ليشرب أو حتى القليل منه ليغسل وجهه. وتزداد الحاجة للمياه في ظل ارتفاع كبير في درجات الحرارة، ويقول أبو شنب "تتراكم الملابس التي تحتاج لغسيل، ولا أجد ما ألبسه بسبب شح المياه. وأصيبت طفلتي بالحكة لعدم توفر المياه لنظافتها اليومية". ويحتاج وعائلته يوميا ما بين 20 إلى 30 لترا من المياه للعذبة للشرب، وحوالي 250 لترا للنظافة الشخصية والاستخدامات المنزلية. ويقول إنهم يحرصون على تقنين استخدام المياه إلى حد كبير، بسبب صعوبة توفيرها، ولخفض التكاليف المادية في ظل أزمة سيولة مالية خانقة يعاني منها زهاء مليونين و300 ألف نسمة في القطاع الساحلي الصغير والمحاصر. ومن أجل شراء مياه الشرب، يضطر أبو شنب للسير مسافة 500 متر لتعبئتها في غالونات سعة الواحد منها 20 لترا، في حين يحصل على مياه النظافة مجانا من بئر محلية تملكها شركة تجارية تبعد عنه ما بين 500 إلى 700 متر، وينقلها بواسطة عربة يدوية بدائية، ولا تفي بالاحتياجات الأساسية. وفي إطار برنامج طوارئ للتخفيف من حدة أزمة المياه بالمدينة، كانت البلدية تخصص يومين أسبوعيا لوصل المياه بالتناوب بين المناطق والأحياء السكنية. أعباء مادية من جانبها، نزحت أروى عاشور مع أطفالها الثلاثة، برفقة أسرة والديها، في 29 يونيو/حزيران الماضي، من " حي الزيتون" جنوب شرقي مدينة غزة، إثر إنذار إخلاء إسرائيلي لهذا الحي، أحد أكثر أحياء المدينة تدميرا. تقول عاشور للجزيرة نت إن البنية التحتية فيه مدمرة كليا، ولا تصل خدمات البلدية لمنطقتها بالمطلق، وللحصول على المياه كانت أسرتها تعتمد على نقل مياه للنظافة من "نقطة مياه ميكروت" في شارع كشكو على بعد نحو 200 متر من منزلها. أما المياه العذبة للشرب فتشتريها من صهاريج تجارية تجوب المناطق والأحياء السكنية، الأمر الذي يثقل كاهل هذه المرأة، التي دمرت قوات الاحتلال بيتها شرق الحي، واعتقلت زوجها، في الأيام الأولى لاندلاع الحرب. لم تغادر عاشور شمال القطاع، ولا تحصي عدد مرات نزوحها داخل مدينة غزة، وتقيم وعائلتها منذ نحو أسبوع في منزل شقيقتها في "شارع النفق" في " حي الشيخ رضوان" شمال المدينة، ولم تصل المياه لهم سوى مرة واحدة، وكانت ضعيفة ولم تسعفهم لتعبئة برميل منزلي صغير، حسبما تقول. واضطرت عاشور لشراء 600 لتر مياه عذبة بمبلغ 90 شيكلا (الدولار يعادل 3.5 شواكل)، تستخدمها وأسرتها للشرب والطبخ والنظافة الشخصية والمنزلية، وتؤكد أن "الأمر مرهق جدا ماديا". ويقول المتحدث باسم بلدية غزة المهندس عاصم النبيه للجزيرة نت إن المواطنين والنازحين في المدينة يعانون من أزمة مياه خانقة، ولا يحصلون إلا على كميات ضئيلة جدا من احتياجاتهم، وقد احتدت الأزمة في الآونة الأخيرة بسبب عدم قدرة طواقم البلدية على الوصول لمحابس المياه في المناطق الشرقية، التي لا يزال بها عشرات آلاف السكان، رغم إنذارات الإخلاء الواسعة. وتوجد في نطاق تلك المناطق آبار مركزية، مثل "بئر الباشا"، و"آبار الصفا" التي تنتج ربع واردات المياه للمدينة، يتعذر الوصول إليها، علاوة على عدم توفر الوقود اللازم لدعم لجان الأحياء وتشغيل آبار المياه المحلية، وفقا للنبيه. ويوضح أن البلدية تشغل حاليا 30 بئرا فقط من أصل 80، وهي الآبار المتبقية عقب تدمير الاحتلال حوالي 75% من آبار المياه في نطاق حدود البلدية. صعوبات وتواجه بلدية غزة صعوبات كبيرة في تنفيذ مشاريع إسعافية وضرورية، بسبب تداعيات الحرب والحصار، ويضيف النبيه إنها تعاني من عدم توفر الوقود والآليات وقطع الصيانة لآبار المياه ومحطات الصرف الصحي، والمواسير ومواد البناء، ومعدات أخرى ضرورية لصيانة المرافق الخدمية. وبحسب بيانات البلدية، فإن 13 مشروعا حيويا من بين 16 مدرجا قد دخلت حيز التعاقد، إلا أن التنفيذ الفعلي لا يزال متعذرا نتيجة استمرار الحرب، والإخلاءات المتكررة، وتصاعد الأوضاع الميدانية، خاصة في الأحياء الشرقية من المدينة التي تعيش أوضاعا صعبة وخطرة. وتتعاظم التحديات التي تواجه بلدية غزة -حسب المتحدث باسمها- جراء تدمير الاحتلال حوالي 85% من إجمالي الآليات الثقيلة والمتوسطة، وهذا يجعلها غير قادرة على تقديم الحد الأدنى من الخدمات، كصيانة خطوط وشبكات المياه، وفتح الشوارع المغلقة بفعل القصف والتدمير، وترحيل النفايات المتكدسة بالشوارع ومكبات مؤقتة وعشوائية. وكان البروتوكول الإنساني الملحق باتفاق التهدئة المبرم في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، ينص على إدخال مثل هذه الآليات لتعويض المدمرة، ومواكبة الحاجة الماسة لها، إلا أن الاحتلال لم يلتزم بذلك، قبل أن ينقلب على الاتفاق برمته ويستأنف الحرب بأكثر شراسة في 18 مارس/آذار الماضي. ويؤكد النبيه أن استمرار أزمة النزوح وقلة الإمكانيات يفاقمان الكارثة الإنسانية التي تعيشها المدينة، ويزيدان من حالة العطش الشديد والكارثة الصحية والبيئية. وإزاء ذلك، قالت البلدية في بيان أصدرته قبل 3 أيام، إنها تعطي الأولوية الأولى لتشغيل آبار ومحطات المياه نظرا للحاجة الماسة لها، في ظل نزوح المواطنين من محافظة شمال القطاع والأحياء الشرقية من المدينة، حيث تزايدت أعداد السكان بنسبة تقارب 50%، إذ وصل العدد الحالي إلى نحو مليون و200 ألف نسمة، يتركزون في مساحة تقل عن نصف المساحة الكلية للمدينة.


الجزيرة
منذ 17 ساعات
- الجزيرة
برنامج أممي يدق ناقوس الخطر بانهيار وشيك لأنظمة الغذاء بغزة
قال برنامج الأغذية العالمي ، إن جميع أنظمة الغذاء في قطاع غزة"على وشك الانهيار"، وإن غالبية الأسر في القطاع بالكاد تتناول وجبة واحدة يوميا، جراء الحصار الإسرائيلي المشدد المفروض على القطاع منذ عدة أشهر. وفي تغريدة عبر حسابه على منصة "إكس" اليوم الاثنين، أفاد البرنامج الأممي بأن " وقف إطلاق النار في غزة يهيئ الظروف اللازمة لتقديم مساعدات إنسانية آمنة وواسعة النطاق". وأشار إلى أن "معظم الأسر في قطاع غزة بالكاد يتناول وجبة واحدة يوميا"، وأن "الشعور بالخوف من المجاعة والحاجة الماسة للغذاء لا يزال مرتفعا في غزة". ومنذ 2 مارس/آذار الماضي، تغلق إسرائيل معابر قطاع غزة في وجه المساعدات الإنسانية، مما أدخل نحو 2.4 مليون فلسطيني في حالة مجاعة. وأشار البرنامج إلى أن " الأمن الغذائي في غزة وجميع أنظمة الغذاء، على وشك الانهيار". وذكر أن "إحدى أسر غزة أخبرتنا أن الحرارة الشديدة ونقص الغذاء تسببا في فقدان الوعي عند بعضهم". ولفت إلى أن كثيرا من الناس يخاطرون بحياتهم؛ من أجل الحصول على كيلوغرام واحد من الطحين. وبعيدا عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بدأت تل أبيب وواشنطن منذ 27 مايو/أيار تنفيذ خطة توزيع مساعدات محدودة عبر ما تُعرف بـ" مؤسسة غزة الإنسانية"، بحيث تجبر الفلسطينيين المجوّعين على المفاضلة بين الموت جوعا أو برصاص الجيش الإسرائيلي. وحتى 29 يونيو/حزيران الماضي، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إن عدد الفلسطينيين الذين استشهدوا أثناء محاولتهم الحصول على "المساعدات الأميركية الإسرائيلية" قرب مراكز التوزيع منذ 27 مايو الماضي، بلغ نحو 580 قتيلا وأكثر من 4 آلاف و216 مصابا، إضافة إلى 39 مفقودا. ويوم الجمعة، كشف جنود إسرائيليون أنهم يطلقون النار عمدا، وفقا لتعليمات قادتهم على الفلسطينيين العزل منتظري المساعدات الإنسانية قرب مواقع التوزيع بقطاع غزة، ما يؤدي إلى سقوط قتلى وجرحى، وفق صحيفة "هآرتس" العبرية.