logo
الاحتلال يكثف الغارات وينسف مربعات سكنية في غزة

الاحتلال يكثف الغارات وينسف مربعات سكنية في غزة

الجزيرةمنذ 2 أيام
شن الاحتلال الإسرائيلي فجر الاثنين غارات مكثفة على غزة ونفذ عمليات نسف لمربعات سكنية كاملة في القطاع، مما أدى لسقوط المزيد من الشهداء والجرحى.
وقالت مصادر فلسطينية إن غارات جوية إسرائيلية تستهدف شرقي مدينة غزة.
وقد قصفت طائرات الاحتلال مدرسة الفلاح التي تؤوي نازحين بحي الزيتون شرقي مدينة غزة.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن سلاح الجو يشن غارات كثيفة وواسعة في قطاع غزة.
وأفاد مسؤول في مستشفى الشفاء باستشهاد 3 مواطنين وإصابة آخرين في غارة إسرائيلية على مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة.
وأفادت المصادر بأن الاحتلال ينفذ عمليات نسف كبيرة لمربعات سكنية شرقي خان يونس.
وكشف المكتب الإعلامي الحكومي بغزة أن الجيش الإسرائيلي دمر، منذ فجر الأحد، أكثر من 19 منزلا فوق رؤوس ساكنيها في حي التفاح ومنطقتي جباليا البلد والنزلة شمالي قطاع غزة.
جريمة مكتملة الأركان
وقال مدير المكتب إسماعيل الثوابتة إن " الاحتلال الإسرائيلي ارتكب جريمة مكتملة الأركان عبر شن غارات همجية استهدفت بشكل مباشر منازل المدنيين في تلك المناطق، مما أدى إلى تدمير 19 منزلا فوق رؤوس ساكنيها، في استمرار لحرب الإبادة الجماعية التي يشنها ضد شعبنا منذ أكثر من 21 شهرا".
وأضاف أن "هذا التصعيد الإجرامي يؤكد تعمد الاحتلال استهداف الأحياء السكنية المكتظة بهدف القتل الجماعي والترويع والإبادة والتهجير القسري، في تجاهل تام لأحكام القانون الدولي الإنساني وكافة المواثيق التي تضمن حماية المدنيين في أوقات الحرب".
وتم الإبلاغ عن سقوط مصابين جراء قصف طائرات الاحتلال خيمة نازحين في المواصي غرب خان يونس جنوبي قطاع غزة.
وخلال الـ 24 ساعة الماضية سقط 72 شهيدا في غارات واعتداءات إسرائيلية على سكان قطاع غزة.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل بدعم أميركي إبادة جماعية بغزة، تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وأدت حرب الإبادة الجماعية بقطاع غزة لسقوط نحو 190 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، وما يزيد عن 11 ألف مفقود، ومئات الآلاف من النازحين.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

محللون: ترامب ونتنياهو يريدان وقف الحرب لكنهما سيتمسكان بإنهاء وجود حماس
محللون: ترامب ونتنياهو يريدان وقف الحرب لكنهما سيتمسكان بإنهاء وجود حماس

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

محللون: ترامب ونتنياهو يريدان وقف الحرب لكنهما سيتمسكان بإنهاء وجود حماس

أصبحت الولايات المتحدة وإسرائيل أكثر رغبة في وقف الحرب ب قطاع غزة والاستفادة من التغيرات الإستراتيجية التي أحدثتها في المنطقة حربهما على إيران ، لكن شروطهما قد تجد رفضا من حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، برأي محللين. فبعد شهور طويلة من المماطلة الإسرائيلية المرعية أميركيا تحدث الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن تفاؤله بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة خلال الأسبوع المقبل. ومن المقرر أن يبحث ترامب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية -والذي سيزور واشنطن الأسبوع المقبل- وقف الحرب، كما تشير وسائل إعلام إسرائيلية. وتبعث المؤشرات القادمة من واشنطن وتل أبيب على التفاؤل، لأن ترامب ونتنياهو يشعران بحماسة بعد حربهما مع إيران، وفق كبير الباحثين في المجلس الأميركي للسياسة الخارجية جيمس روبنز الذي يرجح أن ترفض حماس المقترح الذي سيتم طرحه. وقف الحرب بات ممكنا ووفقا لما قاله روبنز في برنامج "مسار الأحداث"، فإن وقف إطلاق النار أصبح ممكنا من وجهة النظر الأميركية والإسرائيلية بعد التغيرات التي شهدتها المنطقة بعد ضرب إيران وإثبات أن حلفاءها في المنطقة لم يكونوا بالقوة التي يعتقدونها، فضلا عن مقتل أغلبية قادة حماس. ولا يتوقع روبنز أن تستخدم الولايات المتحدة أسلوب الحسم مع نتنياهو رغم قدرتها على ذلك، لكنه يعتقد أن الأخير لديه من الحنكة السياسية ما يجعله مدركا حقيقة أن المزاج الشعبي الإسرائيلي لم يعد مع مواصلة القتال. كما أن ترامب -الذي أعلن أنه سيكون حاسما مع نتنياهو- يرغب في استغلال الانتصار على إيران من أجل توسيع اتفاقيات التطبيع مع المملكة العربية السعودية وربما سوريا ولبنان وسلطنة عمان، وهو أمر يريده رئيس الوزراء الإسرائيلي أيضا، لكن كلا الرجلين لن يتخلى عن رهن وقف الحرب بإنهاء وجود حماس تماما في القطاع، كما يقول روبنز. ويتفق الباحث في الشأن الإسرائيلي مهند مصطفى مع الحديث السابق بقوله إن نتنياهو يحاول استغلال ما يعتبره انتصارا إستراتيجيا على إيران لحصد مزيد من المكافآت السياسية التي ستعزز مكانته كبطل. وبالنظر إلى اطلاع وسائل الإعلام الإسرائيلية على ما يجري داخل اجتماعات الحكومة وداخل المؤسسة العسكرية أيضا فإن حديثها عن احتمال وقف الحرب يحمل كثيرا من الجدية، برأي مصطفى. ومع تأكيد مصطفى على ميل المزاج الإسرائيلي باتجاه وقف الحرب فإنه يعتقد أن السبب الحقيقي الذي يدفع نتنياهو حاليا إلى هذه الخطوة هو رغبته في الاحتفاظ بصورة النصر على إيران وذهابه لمزيد من اتفاقيات التطبيع، لأنه يعتقد أن هذا ما يضمن له تشكيل الحكومة مجددا بعد الانتخابات المقبلة والتي سيعجل بها غالبا. فقد كان ضرب المنشآت النووية الإيرانية مشروعا قديما لنتنياهو، وقد نجح في تحقيقه كما يروج هو على الأقل، وبالتالي فهو لا يريد لغزة أن تفسد عليه الشعبية التي حصدها على حساب إيران كما يقول مصطفى الذي يعتقد أن إسرائيل تريد وقف الحرب على النموذج اللبناني الذي يسمح لها بضرب أي تهديد تراه في أي وقت دون محاسبة. نتنياهو يريد الاحتفاظ بصورة البطل والأهم من ذلك أن نتنياهو بات أقوى من شركائه الحكوميين حاليا، وبالتالي فهو قادر على الاصطدام بهم وإجبارهم على قبول وقف الحرب لأنهم يعرفون أن أي انتخابات مبكرة ستلقي بهم خارج الحكومة، حسب مصطفى. وفي السياق نفسه، قال الباحث في العلاقات الدولية حسام شاكر إن اليومين الماضيين حملا كثيرا من الإشارات التي تبعث على التفاؤل الحذر، لأن الحديث عن انفراجة قريبة يؤكد حقيقة أن إسرائيل هي من عطلت المفاوضات برعاية أميركية، وأن كلا البلدين عاد للحديث عن وقف الحرب بعدما حقق مكاسب معينة. وفي الوقت نفسه، يرى شاكر أن الولايات المتحدة التي تتحدث عن جديتها في وقف الحرب هي نفسها التي تواصل مساعدة إسرائيل في قتل الفلسطينيين، سواء بتزويدها بالأسلحة أو بدعم آليتها القاتلة لتوزيع المساعدات. ومن هذا المنطلق فإن هذا ما سيفعله ترامب وليس ما يقوله، لأنه تحدث عن وقف الحرب مرارا ولم يحدث شيء، كما أنه رعى اتفاق هدنة أفشلتها إسرائيل لاحقا برعاية واشنطن، كما يقول شاكر. مفاوضات صعبة وستواجه حماس -برأي شاكر- معضلة خلال أي مفاوضات مقبلة، لأنها تريد وقف الفاتورة البشرية الهائلة التي يدفعها الفلسطينيون في القطاع، وبالتالي سيكون عليها التعامل بحرض شديد مع أي مقترح وعدم القبول بأي صيغة تضمن حصول إسرائيل على ما تريد ثم العودة للقتل مجددا. ويرى شاكر أن المنطقة كلها تعيش وضعا شديد الحرج، لأن الحديث عن التطبيع يخرج كله من البيت الأبيض وكأن على العواصم العربية أن تهرول إلى تنفيذ ما يريده ترامب ونتنياهو وتجاهل إهانة المقدسات الإسلامية والإبادة التي قامت بها إسرائيل ضد الفلسطينيين على مدار عامين برعاية أميركية. كما أن ترامب يتعامل مع دول مثل سوريا ولبنان على أنها ستنفذ ما يريده نتنياهو بإشارة واحدة، وتجاهل أنهما تتعرضان لقصف يومي من إسرائيل، حسب شاكر الذي أكد أن ما قام الإسرائيليون والأميركيون خلال هذه الحرب تطلّب مراجعة كبيرة من دول المنطقة.

نيزافيسيمايا: كيف تنتهي الحروب في الشرق الأوسط؟
نيزافيسيمايا: كيف تنتهي الحروب في الشرق الأوسط؟

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

نيزافيسيمايا: كيف تنتهي الحروب في الشرق الأوسط؟

فتح التصعيد العسكري الجديد بين إسرائيل وإيران والذي يهدد بانفجار إقليمي واسع الباب للتساؤل عن سيناريوهات إنهاء النزاع في ضوء تجارب الحروب السابقة. وفي هذا التقرير الذي نشرته صحيفة "نيزافيسيمايا" الروسية يسلط المدير العام لمجلس الشؤون الدولية الروسي، أندريه كورتونوف، الضوء على أبرز النماذج التاريخية لإنهاء الحروب في الشرق الأوسط مقارنًا إياها بالواقع الجيوسياسي الراهن. ورغم إعلان دونالد ترامب "انتهاء الحرب التي استمرت 12 يومًا"، فإن الكاتب يرى أن الأوضاع على أرض الواقع تشير إلى أن الحديث عن نهاية دائمة للصراع لا يزال سابقًا لأوانه. ويضيف أن الخبراء يحذّرون من استمرار خطر تبادل الضربات الجوية بين الأطراف المعنية، إضافة إلى إمكانية تصعيد الوضع، بما في ذلك احتمال إغلاق مضيق هرمز. نهاية 3 حروب كبرى وعلى الرغم من استمرار التصعيد، فإن جميع الحروب، بما في ذلك حروب الشرق الأوسط، لها تاريخ انتهاء. فعلى مدار نصف القرن الماضي، شهد الشرق الأوسط -إلى جانب عدد كبير من المواجهات العسكرية المحدودة نسبيًا والنزاعات الأهلية المستمرة- 3 حروب كبرى على مستوى الإقليم. تشمل هذه الحروب: الحرب الإيرانية–العراقية (1980–1988)، وعملية "عاصفة الصحراء" (1991) وما يعرف باسم "الصدمة والترويع" (2003). وفتح الوضع الراهن الباب للتساؤل عن مدى ارتباط تجربة خوض هذه الحروب، وخاصة طرق إنهائها، بالصراع الحالي المتصاعد في المنطقة وعن مدى إمكانية الاستفادة من دروس الماضي لفهم مسارات التسوية المحتملة في الأزمة الراهنة. ويضيف الكاتب أن لكل حرب طابعها الخاص، وأي مقارنة تاريخية تظل نسبية وقابلة للنقد. فعلى سبيل المثال، كانت العمليات البرية هي العامل الحاسم في جميع الصراعات الثلاثة التي تم ذكرها سابقًا. أما في المواجهة الراهنة، فمن الصعب تصور وقوع اشتباك مباشر بين وحدات مدرعة تابعة للجيش الإسرائيلي والقوات المسلحة الإيرانية على سهول سوريا أو العراق. وتتمثل إحدى السمات الفارقة في الوضع الحالي في غياب الخط الفاصل الواضح بين الحرب والسلم، وهو ما كان قائمًا في العديد من النزاعات الشرق أوسطية السابقة. فبينما يصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأحداث الأخيرة بأنها "حرب استمرت 12 يومًا"، هناك من يرى أن دورة المواجهة العسكرية بين إسرائيل وإيران الحالية بدأت بالفعل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. إلى جانب ذلك، شهدت العقود الأخيرة تطورًا كبيرًا في التقنيات العسكرية، الأمر الذي غيّر بشكل جذري طبيعة العمليات القتالية وطريقة خوض الحروب بين الأطراف المتنازعة. وبحسب الكاتب فإن الجوانب المثيرة هنا ليست تلك المرتبطة بفنون العمليات أو حتى الإستراتيجيات العسكرية التي تتبعها الأطراف، بل النتائج التي أسفرت عنها تلك المواجهات العسكرية، بما في ذلك شروط الاتفاقات وصيغ التسويات التي تم التوصل إليها لإنهاء النزاعات. وشكّلت الحرب التي استمرت 8 أعوام بين إيران والعراق أحد أكثر النزاعات دموية وطولًا في تاريخ الشرق الأوسط الحديث. فقد تكبد الطرفان خسائر بشرية فادحة تُقدّر بمئات الآلاف، فيما تجاوزت التكاليف الإجمالية للحرب عتبة التريليون دولار. ورغم أن القوى الخارجية لم تشارك بشكل مباشر في العمليات العسكرية، فإنها لعبت دورًا مؤثرًا من خلال تزويد الجانبين (العراق وإيران) بالأسلحة، وغالبًا ما كانت تقدم الدعم لبغداد وطهران في الوقت نفسه. ومع ذلك، انتهى هذا الصراع دون تحقيق نصر حاسم لأي من الطرفين، حيث اضطُر الجانبان إلى القبول بالعودة إلى الوضع الذي كان قائمًا قبل اندلاع الحرب. وتدور رحى حرب استنزاف بين إيران وإسرائيل منذ سنوات، لم يُبد أي من الطرفين خلالها استعدادا للتنازل عن قضاياها الأساسية. من جانبها، تعتمد إيران على تفوقها في عدد السكان والعمق الإستراتيجي وقاعدة الموارد الواسعة في حين تراهن إسرائيل على استمرار الدعم غير المحدود من واشنطن. ومع ذلك، تظل القدرة الحقيقية للطرفين على تحمل مواجهة عسكرية طويلة الأمد وشديدة الحدة محل تساؤل كبير، في ظل التعقيدات المتزايدة على الأرض والتطورات التقنية في ميدان القتال. في المقابل، تظل قدرة إسرائيل على تحمل التداعيات الاجتماعية والاقتصادية لصراع طويل الأمد دون أن يؤثر ذلك على منظومة الحكم داخلها أمرًا يشوبه الغموض ومثيرًا للجدل. وفي حال تطبيق سيناريو حرب الاستنزاف بشكل أو بآخر، من المتوقع أن تشهد السنوات المقبلة دورات متكررة من "تصعيد – تهدئة – تصعيد جديد"، حيث سيُعلن كل طرف عن نصره النهائي وهزيمة الخصم، رغم عدم وجود أسباب مقنعة لهذه الادعاءات. وفي الوقت نفسه، سيخرج كلا الطرفين من الصراع منهكين بشكل كبير، ما سيُسرّع من التحول السياسي الحتمي لكل من إيران وإسرائيل. في مواجهة إيران اليوم، تقود إسرائيل والولايات المتحدة المبادرة الإستراتيجية، مستندتين إلى تفوق تكنولوجي حاسم على طهران. وكما في عملية "عاصفة الصحراء"، يُراهن الطرفان على سرعة الحملة العسكرية وتقليل الخسائر الأميركية والإسرائيلية إلى أدنى حد ممكن. إعلان ومع ذلك، هناك فروقات جوهرية مقارنة بالوضع في عام 1991. فالمجتمع الدولي اليوم منقسم حيال الحرب الحالية، مما يُفقد الإجراءات التي تتخذها الولايات المتحدة وإسرائيل شرعيتها. على العكس من ذلك، تتزايد نسبة التأييد لإيران، التي ينظر إليها كضحية لعدوان أميركي–إسرائيلي غير مبرر. ويؤكد الكاتب أن إنهاء الصراع يخدم مصلحة جميع الأطراف المعنية. ومن بين الشروط المحتملة لأي اتفاق مستقبلي تأكيد القيادة الإيرانية التزامها المطلق بنظام عدم انتشار الأسلحة النووية، مقابل رفع جزئي للعقوبات الأميركية المفروضة على طهران. كما ينبغي تخلّى الطرفين عن الأهداف المعلنة، التي تتمثل في تغيير النظام السياسي في طهران وإنهاء دولة إسرائيل. ومع ذلك، يمكن أن تواجِه محاولات التوصل إلى مثل هذه التسوية مقاومة شديدة من التيارات المتشددة في جميع الدول المشاركة في الصراع والتي تطالب بمواصلة الحرب حتى تحقيق نصر كامل. ينبغي تخلّى كل من إيران وإسرائيل عن هدفيهما المعلنين في تغيير النظام السياسي في طهران وإنهاء دولة إسرائيل ويعود الكاتب بالأذهان إلى عملية "الحرية من أجل العراق" التي أطلقها الرئيس الأميركي جورج بوش الابن في مارس/آذار 2003، معتبرًا إياها بمثابة استكمال لما بدأه والده في حرب الخليج عام 1991. وقد تحقّق الهدف العسكري للعملية، والمتمثل في الإطاحة بنظام صدام حسين، خلال فترة زمنية قصيرة لم تتجاوز 3 أسابيع، غير أن الهدف السياسي من الحرب –إقامة عراق مستقر وليبرالي ديمقراطي وموالٍ للولايات المتحدة– لم يتحقق مطلقًا. بل على العكس، فقد خلّفت الحرب آثارًا كارثية على العراق والمنطقة برمّتها، إذ أصبحت العملية محفزًا لأزمة عميقة في مفهوم الدولة الوطنية، وأسهمت في صعود طويل الأمد للتطرف السياسي والتشدد الديني في الشرق الأوسط. نهج بوش الابن ويتبنى العديد من صناع القرار في إسرائيل والولايات المتحدة نهجًا تبناه الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الابن ونائبه ديك تشيني قبل أكثر من 20 عامًا. فبالنسبة لهم، يُعتبر تغيير النظام السياسي في طهران السبيل الوحيد الموثوق لتحقيق الاستقرار الإقليمي وفتح الباب أمام إمكانية إدماج إيران في منظومة الأمن الإقليمي. ومن هذا المنطلق، تتبنى واشنطن وتل أبيب إستراتيجية تقوم على تكثيف الضغوط على طهران من خلال تفكيك ما يوصف بـ"أذرع الأخطبوط الإيراني" في المنطقة وفرض عقوبات اقتصادية جديدة ودعم المعارضة الداخلية المتشددة بالإضافة إلى تنشيط شبكات المعارضة الإيرانية في الشتات حول العالم وتوجيه ضربات ضد البنية التحتية الاقتصادية الإيرانية وغيرها من إجراءات التصعيد. وعلى عكس ما حدث في العراق عام 2003، لا يبدي أحد في واشنطن اليوم استعدادا للتخطيط لحرب برية واسعة النطاق ضد إيران يتبعها احتلال لأراضيها. كما لا ينبغي الاستهانة باستقرار النظام السياسي الإيراني. وفي حال حدوث انهيار في المنظومة السياسية الإيرانية، فإن تداعيات ذلك، وفقا للكاتب، قد تكون أشد خطورة مما حدث في العراق. فتحطيم مؤسسات الدولة الإيرانية وتحولها إلى " ليبيا ثانية" أو "صومال جديد" من شأنه أن يشكل كارثة لا فقط على مستوى الشرق الأوسط، بل أيضًا على مستوى المناطق المجاورة. السيناريو الأكثر واقعية ويرى الكاتب أن السيناريو الأكثر واقعية لإنهاء الصراع الحالي، هو السيناريو الذي أنهى عملية "عاصفة الصحراء". ففي هذا الإطار، قد تُجبر طهران على الإقرار بالتغير الجذري الذي طرأ بالفعل على ميزان القوى في المنطقة والقبول بتفكيك برنامجها النووي. في المقابل، يتعين على خصوم إيران التخلّي عن خططهم القصوى الهادفة إلى إلحاق "هزيمة إستراتيجية" بإيران أو تدمير أسس دولتها. ويتطلّب تنفيذ هذا السيناريو، وفقا لكورتونوف، سلوكًا مسؤولًا من جميع الأطراف المنخرطة في النزاع، وهو ما لا يزال محل شك في الوقت الراهن. فقد تنجرف القيادة الإسرائيلية خلف وهم مغرٍ يتمثل في "الحل النهائي" للمسألة الإيرانية. إعلان أما في طهران، فقد يقود انعدام الثقة بإسرائيل والولايات المتحدة، بالإضافة إلى الرغبة في الحفاظ على هامش حرية في المجال النووي، إلى مواقف تصعيدية يصعب احتواؤها. وفي المقابل، قد تبقى إدارة الرئيس ترامب أسيرة تصوراتها المبسطة والنمطية حيال منطقة الشرق الأوسط، مع التركيز على صفقات ظرفية. وفي ختام التقرير يقول الكاتب إن فرص تحقق أي من سيناريوهات التسوية مربوط بتطورات الصراع العسكري والتفاعلات السياسية الداخلية المعقدة الجارية حاليًا في كل من إيران وإسرائيل والولايات المتحدة.

ترحيب قطري برفع العقوبات عن سوريا
ترحيب قطري برفع العقوبات عن سوريا

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

ترحيب قطري برفع العقوبات عن سوريا

رحّب وزير الدولة بوزارة الخارجية القطرية محمد بن عبد العزيز الخليفي بقرار واشنطن رفع العقوبات عن سوريا، مشيرا إلى أن ذلك من شأنه إعادة سوريا لموقعها الطبيعي ويمهد لمرحلة من السلام والاستقرار طال انتظارها. وقال الخليفي في تغريدة له على منصة إكس"تفتح دمشق أبوابها من جديد على العالم، بعد سنوات من العزلة الدولية". وأضاف "نرحب بالأمر التنفيذي الصادر من فخامة الرئيس دونالد ترامب بإنهاء العقوبات في سوريا والذي يُشكّل نقطة تحول تاريخية، تُعيد لسوريا موقعها الطبيعي على خارطة الاقتصاد الدولي، وتُمهّد لمرحلة من السلام والاستقرار طال انتظارها". وكان الرئيس الأميركي أعلن رفع العقوبات عن سوريا من أجل "منحها فرصة"، وفق تعبيره. كما قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إن الولايات المتحدة تتخذ المزيد من الإجراءات لدعم سوريا مستقرة وموحدة. وكان البيت الأبيض قال إن الرئيس ترامب وقّع أمرا تنفيذيا ينهي العقوبات على سوريا، من أجل دعم مسار البلاد نحو الاستقرار والسلام. بشار الأسد وشركائه.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store