logo
الدكتور كميل الريحاني : الأمن والأمان والعيش المشترك في الأردن

الدكتور كميل الريحاني : الأمن والأمان والعيش المشترك في الأردن

أخبارنامنذ 2 أيام
أخبارنا :
في زمن تزداد فيه التحديات الأمنية والسياسية حول العالم، يبقى الأردن، بحمد الله، واحة أمن واستقرار، ونموذجاً فريداً في العيش المشترك بين كافة فئات المجتمع، من مختلف الأديان والطوائف والأصول.
هذه النعمة الربانية ليست أمراً عابراً أو نتيجة صدفة، بل هي ثمرة وعي شعبي متجذر، وحكمة قيادة هاشمية راشدة، وتلاحم مجتمعي يُجسّد أبهى صور الوحدة الوطنية.
الأردنيون يجمعهم حب الوطن، واحترام القانون، والإيمان بالإنسان، بعيداً عن التفرقة والعنصرية والتعصب. وقد استطاع هذا البلد الصغير بمساحته، الكبير بأهله ومبادئه، أن يقدم للعالم مثالاً يُحتذى في الاحترام المتبادل، والتسامح، والانتماء الصادق.
لا يمكن الحديث عن الأمن دون الإشادة بالدور المحوري الذي تقوم به الأجهزة الأمنية الأردنية جيشاً وأمن عام ومخابرات في حفظ الاستقرار وحماية الأرواح والممتلكات. فهم العين الساهرة على راحة الناس، والدرع المنيع أمام كل من تسوّل له نفسه العبث بأمن الوطن.
لكن... المسؤولية لا تقع على الدولة وحدها. فالحفاظ على نعمة الأمن يبدأ من كل بيت، ومن كل فرد. بالكلمة الطيبة، والسلوك الإيجابي، ونشر ثقافة الاحترام والتفاهم، وتربية الأجيال على قيم التعايش ونبذ الكراهية.
إن الأمن ليس فقط غياب الجريمة، بل هو شعور عميق بالطمأنينة النفسية، والعدالة الاجتماعية، والأمان الاقتصادي، وهو مسؤولية جماعية نتشاركها جميعاً.
فلنحافظ على هذه النعمة الغالية.
فلنشكر الله عليها قولاً وفعلاً.
ولنكن يداً واحدة في وجه كل من يحاول بثّ الفتنة، أو زرع الفُرقة، أو تقويض ثوابتنا الوطنية.
الأردن بيتنا، وأمنه مسؤوليتنا، وعيشنا المشترك عهدٌ لا نُفرّط به.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

137 يوما على عودة الحرب
137 يوما على عودة الحرب

جو 24

timeمنذ 16 دقائق

  • جو 24

137 يوما على عودة الحرب

جو 24 : واصلت طائرات الاحتلال الاسرائيلي قصفها لمختلف مناطق قطاع غزة في اليوم ١٣٨ لعودة الحرب مخلفة أعداداً كبيرة من الشهداء والجرحى. وحسب مصادر طبية فقد ارتقى اكثر من ٥١ شهيدا منذ فجر الخميس في مختلف مناطق القطاع بينهم ٢٣ من منتظري المساعدات. وسط قطاع غزة وارتقى اربعة شهداء ومصابون بقصف مسيرة إسرائيلية لسيارة وسط مدينة دير البلح وسط قطاع غزة والشهداء هم الشقيقان احمد ومحمد كامل دلول ،كامل عوض الله وحريص باسم أبو حية واستشهد خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية ١٣ مواطن قرب مركز المساعدات الأمريكية قرب محور نتساريم. جنوب القطاع واستشهد اربعة مواطنين وإصابات جراء قصف الاحتلال خيمة نازحين خلف محطة طبريا بمواصي خان يونس جنوبي قطاع غزة. وارتقى شهيدان و ٧٣ مصاب من محيط محور "موراغ" جنوبي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة هما:عبد الكريم مجدي عياد وإبراهيم أبو شعر وارتقى ١٥ مواطنا خلال ال٢٤ ساعة الماضية بقصف خيام النازحين وقرب مراكز المساعدات. غزة والشمال وشن طيران الاحتلال اربع غارات فجر اليوم على عدة مناطق بمدينة غزة. ووقعت عدة اصابات باستهداف محيط شاليه الريحان قرب المجمع الاسلامي غرب مدينة غزة وباستهداف غرفة داخل مبنى الجوازات غربي مدينة غزة. كما اصيب اربع مواطنين باستهداف قرب محطة البترول في منطقة الجوازات بمدينة غزة واثنين من المواطنين باستهداف منزل عائلة أبو غدين قرب مقبرة الشيخ راضون شمال غرب مدينة غزة. وفي وقت سابق استشهد ثمانية مواطنين جري نقلهم للمشافي بينهم اربعة شهداء جثث متحللة مجهولة الهوية، و ٧٥ إصابة من طالبي المساعدات شمال قطاع غزة. الاحصائيات وأظهر التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة استشهاد ١١١ مواطن و ٨٣٠ إصابة خلال الـ ٢٤ ساعة الماضية. وارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى ٦٠٢٤٩ شهيدًا و ١٤٧٠٨٩ إصابة منذ السابع من أكتوبر للعام ٢٠٢٣م. وبلغت حصيلة الشهداء والإصابات منذ ١٨ مارس ٢٠٢٥ حتى اليوم ٩٠٨١ شهيدًا ٣٥٠٤٨ إصابة. وبلغ عدد ما وصل إلى المشافي خلال الـ ٢٤ ساعة الماضية من شهداء المساعدات ٩١ شهيد وأكثر من ٦٦٦ إصابة، ليرتفع إجمالي شهداء لقمة العيش ممن وصلوا المشافي إلى ١٣٣٠ شهيدًا وأكثر من ٨٨١٨ إصابة. تابعو الأردن 24 على

أزمة 'حـــز.ب الله'.. بين ضغوط تسليم السلاح والمعاناة المالية
أزمة 'حـــز.ب الله'.. بين ضغوط تسليم السلاح والمعاناة المالية

رؤيا نيوز

timeمنذ 3 ساعات

  • رؤيا نيوز

أزمة 'حـــز.ب الله'.. بين ضغوط تسليم السلاح والمعاناة المالية

تتكثف الضغوط الإقليمية والدولية على 'حزب الله' اللبناني، فيما تعود الورقة الأميركية بشأن 'حصر السلاح بيد الدولة' إلى الواجهة بقوة. وبينما يكثّف الإحتلال الإسرائيلي ضرباته للبنية التحتية العسكرية للحزب في البقاع والجنوب، تتصاعد أيضا المؤشرات عن أزمة مالية خانقة تضرب أوصاله من الداخل، لتزيد من حرج موقفه السياسي والعسكري. مشهد داخلي محتقن: خطاب جريء من الرئاسة في خطاب لافت بمناسبة عيد الجيش، وضع الرئيس اللبناني جوزيف عون الأمور في نصاب مختلف. ودعا عون إلى 'تسليم السلاح اليوم قبل غد'، مؤكدا حتمية سيادة الدولة اللبنانية، ورافعا سقف الطموحات بتنفيذ الورقة الأميركية عبر عرضها على مجلس الوزراء خلال أسبوع. وأكد أن السلاح يجب أن يكون حصرا بيد الجيش والقوى الأمنية لاستعادة ثقة المجتمع الدولي بلبنان. ووجه الرئيس عون رسائل مباشرة لحزب الله، طالبا من 'القوى الوطنية' المراهنة على الدولة لا على 'المقاومة'، مؤكدا أن المرحلة 'مصرية ولا تحتمل استفزازات'، وسط دعوات لإنهاء ما وصفها بـ'الحروب العبثية'. حزب الله يتمسك بالسلاح.. لكن بأي ثمن؟ في مقابل دعوات الرئاسة، جاء رد حزب الله عبر أمينه العام نعيم قاسم الذي أعاد التأكيد على تمسك الحزب بسلاحه 'لأنه يحمي لبنان ويعزز قوة الدولة'. واعتبر الكاتب والمحلل السياسي بشارة شربل خلال حديثه إلى برنامج 'التاسعة' على 'سكاي نيوز عربية' هذا الخطاب نوعا من المراوغة، مشيرا إلى أن الرئيس استعاد في كلمته 'لياقته الرئاسية' بعد فترة تردد خيّبت الكثيرين. ويرى شربل أن خطاب عون خرج من الرماديات، ووضع الحزب أمام 'مسؤولياته التاريخية' إما بتسليم السلاح ضمن آلية توافقية، أو بالمضي في انتحار سياسي ووطني. والأهم، وفق شربل، أن الرئيس اللبناني ترك لحزب الله 'ثغرة سياسية' عبر تعديلات لبنانية على الورقة الأميركية تُعرض على الحكومة، وتشمل آلية 'تزامنية' تبدأ بوقف الاعتداءات الإسرائيلية مقابل خطوات تدريجية لتسليم السلاح. تصدع داخلي وأزمة مالية غير مسبوقة إلى جانب الضغوط السياسية والعسكرية، تكشف تقارير عدة من بينها تقرير لصحيفة 'إسرائيل هيوم' أن حزب الله يمرّ بأزمة مالية غير مسبوقة، فهناك تأخر في دفع رواتب عناصره، وعائلات القتلى لم تعد تتلقى الامتيازات المعتادة مثل العلاج والتعليم والمساعدات الاجتماعية. كما أن 'القرض الحسن'، الذراع المالية الأبرز للحزب، تلقى ضربات موجعة بعد عقوبات أميركية واسعة، فضلا عن الهجمات الإسرائيلية التي طالت مراكز مالية ولوجستية في الضاحية الجنوبية. ووفق التقارير، يعاني الحزب من صعوبات في دفع مستحقات مقاولين لترميم مبانٍ مدمرة بفعل الغارات، ما يفاقم الضغوط عليه. ويؤكد شربل في هذا السياق أن 'حزب الله في لحظة ضعف استراتيجي'، معتبرا أن تمسكه بالسلاح في هذا التوقيت 'لا يمكن تفسيره إلا بكونه قرارا إيرانيا'، ومرتبطا برغبة طهران في إبقاء ورقة لبنان على طاولة التفاوض مع واشنطن. الحكومة بين الضغوط والحلول الوسط الرئاسة اللبنانية تسعى إلى تمرير 'فتوى توافقية' تتجنب انفجار الحكومة وتستبقي حزب الله داخل المعادلة التنفيذية، عبر صيغة تسمح له 'بالتريث' دون التخلي الكامل عن سلاحه فورا. لكن شربل يشدد على أن هذا الخيار، وإن كان يُجنب الانهيار الآني، قد لا يُرضي الراعي الأميركي ولا الدول العربية المساندة لسيادة لبنان. وفي المقابل، ترفض إسرائيل أي انسحاب من التلال المحتلة أو إعادة إعمار القرى الجنوبية دون حسم ملف سلاح الحزب. ويترجم التصعيد الإسرائيلي عبر غارات مركزة على مواقع استراتيجية، في رسالة واضحة للحكومة اللبنانية بأنها مسؤولة عن بقاء 'الدويلة المسلحة' داخل الدولة. بين الاستحقاق والمأزق: الفرصة الأخيرة؟ لبنان يقف اليوم أمام مفترق حاسم: إما أن تنجح المبادرة الرئاسية في تدشين طريق نحو حصرية السلاح وإنقاذ الحكومة، أو ينزلق البلد إلى فوضى قد تكون غير قابلة للضبط. ويحذر شربل من 'خسارة الفرصة السانحة'، مشيرا إلى أن الاستمرار في الرضوخ للفيتو الذي يفرضه الحزب يعمّق الاحتلال في الجنوب ويعيق إعادة الإعمار ويمنع تدفق الاستثمارات. الأزمة المالية التي يعاني منها الحزب باتت حديث الأوساط السياسية وحتى الشيعية، فبينما لا تزال قاعدة جماهيرية كبيرة تؤيده، تبرز أصوات شيعية تنتقد مسار الانتحار السياسي الذي يقوده، لا سيما بعد المغامرة 'المشؤومة' في حرب الإسناد، والتغيرات الإقليمية الجارية في سوريا والمنطقة. وشدد شربل خلال حديثه على أن لبنان لا يمكنه الاستمرار 'رهينة لفئة ضمن طائفة'، وأن المجتمع الدولي والعربي، ومعظم اللبنانيين، يريدون دولة لا دويلة، وسلاحا شرعيا لا موازٍ. وتابع قائلا: 'على الرئيس اللبناني أن يكمل مبادرته، حتى لو بقي حزب الله متمسكا بالسلاح، لأن السردية القديمة لم تعد تقنع أحدا'. المرحلة المقبلة ستكون اختبارا لقدرة لبنان على الخروج من نفق السلاح والانقسام، فإما أن تفتح بوابة الدولة، أو أن يظل البلد غارقا في أزماته ومحروما من أبسط مقومات السيادة والازدهار.

توظيف الصورة ما بين «وعد الله» و«وعد بلفور»... الاستشراق الصهيوني فوتوغرافيا
توظيف الصورة ما بين «وعد الله» و«وعد بلفور»... الاستشراق الصهيوني فوتوغرافيا

الدستور

timeمنذ 8 ساعات

  • الدستور

توظيف الصورة ما بين «وعد الله» و«وعد بلفور»... الاستشراق الصهيوني فوتوغرافيا

محمد حنون*في قلب المشروع الصهيوني، لم تكن الكلمات وحدها هي الأداة لبناء الحلم الاستعماري على أرض فلسطين، ولا حتى النص المقدس والمرجعية الدينية المدعاة. بل كانت الصورة الفوتوغرافية جزءًا مهمًا وأساسيًا. كانت الصورة إحدى أهم الأدوات الناعمة والفاعلة، التي استخدمت لتأطير الواقع، والتلاعب بالذاكرة، لصناعة سردية قادرة على التأثير في وعي الغرب وضمير العالم.بين «وعد الله» كما تدّعيه المرويات التوراتية، و»وعد بلفور» كتعهد سياسي بريطاني، كانت الصورة الفوتوغرافية في فضاء الثيولوجيا والجيوبوليتيك سلاحًا هادئًا، ولكنه حاسم في ترسيخ تصور معيّن لفلسطين كـ»أرض بلا شعب لشعب بلا أرض».منذ نشأته، لم يكن المشروع الصهيوني مجرد حركة سياسية أو دعوة قومية لتجميع اليهود في كيان واحد، بل كان مشروعًا استعماريًا شاملًا، استخدم الأدوات الحديثة كافة لبناء «وهم الوطن» وتأسيس سردية سياسية ودينية تسوغ انتزاع فلسطين من أهلها. في هذا السياق، لعبت الصورة الفوتوغرافية دورًا مركزيًا في إنتاج هذا الوهم، ليس فقط كأداة توثيق، بل كوسيط دعائي و»سردي» لتدعيم ما تقوله النصوص الدينية. تشير الباحثة جيليان روز في كتابها «المنهجيات البصرية» إلى أن: «الصور لا تُعد نوافذ شفافة على العالم، بل هي بمثابة أدوات تعيد إنتاج المعنى فيه، وتعيد تشكيل فهمنا له».في هذا القول يبرز الفوتوغراف كوسيلة لبناء «الجغرافيا الخيالية وصورها»، وهو عنوان أحد أقسام كتاب «الاستشراق» للمفكر الفلسطيني إدوارد سعيد، حيث كتب: «الاستشراق ليس مجرد دراسة أكاديمية للشرق، بل هو نظام معرفي أنتجه الغرب لتشكيل صورة نمطية عن الشرق، وتكريس هيمنته عليه». وكتب كذلك: «الشرق الذي نراه في الصور: أمم بلا أراض، ولا أوطان، ولا حقوق، ولا قوانين، ولا أمن، تنتظر في قلق حماية الاحتلال الأوروبي لها».وهذا ما فعلته الحركة الصهيونية. إذ سعت منذ أواخر القرن التاسع عشر، و بدايات القرن العشرين، ما قبل النكبة، إلى إنتاج سلسلة من الصور التي تُظهر فلسطين كأرض مهجورة أو خاملة بانتظار من «يعيد إحياءها»، تمهيدًا لإقناع الغرب بجدوى إنشاء وطن قومي لليهود فيها.لقد شكّلت الصور الفوتوغرافية لفلسطين بنية تحتية بصرية لرواية الاحتلال الصهيوني، كما التقطها الرحالة والمستشرقون والبعثات المسيحية الغربية، والبعثات العسكرية. وفيما بعد المنظمات الصهيونية القادمة من ذات الحاضنة الأوروبية الاستشراقية. تم إظهار «الآخر»، العربي الفلسطيني، في هذه الصور إما غائبًا، أو مشوشًا، أو بلا ملامح سياسية أو ثقافية، بينما أُضفي على الأرض طابع «الخواء» و»الانتظار» للعودة اليهودية المزعومة.إن تفكيك الدور البصري للصورة الفوتوغرافية في خطاب «العودة اليهودية من الشتات»، وتحليل كيفية توظيفها بين وعد ديني قديم ووعد سياسي حديث، يعد أمرًا ضروريًا لفهم كيف تم تأسيس الشرعية البصرية للحلم الصهيوني، ولماذا كانت الصورة -على بساطتها- أخطر من الرصاصة.بدأت الحملات الاستكشافية الأوروبية إلى «الشرق المقدس» توثق فلسطين بعدسات المستشرقين والمبشرين الغربيين. لم تكن هذه الصور بريئة، بل كانت تقدم فلسطين، في الكثير منها، كأرض مقفرة. كانت هذه الصور تؤسس، دون تصريح، لمعادلة نفي السكان الأصليين من خلال محوهم بصريًا أو تهميشهم في الكادر، أو كشعب بدائي يحتاج إلى الوصاية والتطوير.هكذا، تحولت الصورة إلى مرآة سياسية تعكس ما أراده المستعمر أن تكون، لا ما هو موجود فعلًا. كانت الصورة تعزز سردية معادية للجغرافيا الأصيلة بكل مقوماتها التاريخية.تم اللجوء إلى التصوير الفوتوغرافي لإبراز مظاهر «الحق التاريخي الديني»، مثل تصوير المواقع التوراتية المزعومة، أو توثيق معالم أثرية وربطها ببني إسرائيل، حتى لو كانت تلك القراءات التاريخية مشكوكًا فيها أكاديميًا.ومن المؤسف القول إنه تم تدعيم هذه السردية الدينية الصهيونية في الجغرافيا المدعاة، من خلال تبني الثقافة العربية الإسلامية للعديد من التسميات اليهودية لأماكن في منطقتنا العربية، باعتبارها جزءًا لا يتجزأ من العقيدة الإسلامية. على الرغم من أنه لا يوجد إثبات تاريخي، علمي، أو حتى جغرافي ديني على حقيقتها الجغرافية، ولا أقول «الدينية».تم نشر هذه الصور في مئات الإصدارات الإعلامية والدراسات في أوروبا وأمريكا قبل سنوات طويلة من العام 1948، لتكون جزءًا من دعايتهم للمطالبة بأرض فلسطين كوطن تاريخي لهم. فجاء وعد بلفور ترجمة سياسية فعلية لوعد الله المزعوم، حيث منحت بريطانيا، القوة الاستعمارية المنتدبة، ما لا تملك لمن لا يستحق.وبدأ من بعد ذلك تصوير المستوطنات الصهيونية الأولى، وتسليط الضوء على «التقدم» و»التحضر» الذي جاء به المشروع الصهيوني، في مقابل تصوير القرى الفلسطينية كعشوائيات بدائية.كانت الصورة في المشروع الصهيوني تلعب دور أداة استعطاف واستقواء في الوقت نفسه. نشرت صور «العودة» إلى الأرض الموعودة، مشفوعة بلقطات لأطفال يهود يلعبون فوق تراب فلسطين، أمام بيوتهم وفي مزارعهم، أو لعائلات «تتجدد» بعد «الهولوكوست» في كيبوتسات خضراء، وقد تم تحويل «الأرض الخراب» من حولها إلى حدائق.هذه الصور صنعت رواية عاطفية حادة، باركتها القوى السياسية الغربية، وخصوصًا عند التيارات المسيحية الصهيونية التي نشأت في الغرب بعيدًا عن روح المسيحية الأصيلة في الشرق، لتبارك مشهدية اليهودي الصهيوني العائد، والمنهك من عذابات الشتات.وهنا، تلاقت الرمزية التوراتية مع النفوذ الكولونيالي في خطاب بصري موجه وفعال، لتغييب الفلسطيني في كادر الصورة، والذي كان يتم تقديمه في الصور كعائق للعمران، أو كـ»بدوي» متخلف في صراع مع الحداثة.كتبت الباحثة البريطانية ديبورا هاورد، في كتابها «بناء الأرض المقدسة»، بتأثر واضح بطرح إدوارد سعيد: «تم إنشاء هذه الصور المبكرة للأرض المقدسة لتلبية التوقعات الغربية. وغالبًا ما تم استبعاد السكان الأصليين، أو تضمينهم فقط كعناصر تصويرية خلابة، وليسوا أبدًا كفاعلين سياسيين». العديد من المؤسسات الصحفية الغربية، والبعثات الفوتوغرافية والآثارية، وحتى تلك الإنسانية والدينية التي استقرت في مناطق فلسطين التاريخية، كانت عبارة عن أذرع دعائية واستخباراتية لبريطانيا وأميركا، وفي أحسن الأحوال حاضنة لأفراد عملوا استخباراتيًا لبريطانيا وأمريكا، مستغلين مواقع عملهم.على سبيل المثال، كانت مؤسسة المستعمرة الأمريكية الدينية، التي تم تأسيسها في العام 1881، كان لديها دائرة فوتوغرافية نشطة ومؤثرة. خرجت آلاف الصور من هذه الدائرة، وتم توجيه طبيعتها ومكوناتها البصرية.أحد المصورين الذين ينتمون إلى هذه الدائرة، الأمريكي «جون دي وايتينغ»، المولود في القدس، والذي كان برتبة ضابط استخبارات في الجيش البريطاني خلال الحرب العالمية الأولى. لعبت صوره لفلسطين دورًا كبيرًا في اتجاه تغيير سردية المكان أو التركيز على ما يسمى بـ»الحدث التوراتي».والتقط وايتينغ العديد من الصور للمستوطنات الصهيونية المبكرة، وهي تبدو واعدة، في حين قام بتصوير القرى الفلسطينية بائسة ومنهكة التفاصيل.هذا النوع من التصوير خلق خطاب الخلاء، والذي بات يشكل أساسًا لما سيُعرف لاحقًا بشعار الحركة الصهيونية: «أرض بلا شعب لشعب بلا أرض»، وهي إحدى المسوغات الأكثر شيوعًا في الخطاب الغربي والصهيوني.أما الحراك الفوتوغرافي الأكثر مباشرة وزخماً، كان من قبل «الوكالة اليهودية» التي تأسس مكتبها في العام 1908، تحت مسميات تمثيل اليهود ورعاية مصالحهم، وشراء الأراضي (قانونيًا) لإقامة تجمعات استيطانية.وظفت الوكالة عشرات المصورين والمصورات منذ تأسيسها، كان أهمهم المصور الهنغاري النمساوي «زولتان كلوجير». وهو المصور الأول في الوكالة اليهودية. كان متخصصًا في تصوير المستوطنين الأوائل، منذ لحظة وصولهم، وحتى مراحل تجمعاتهم، ومن ثم وصولهم إلى «الكيبوتسات».أنتج كلوجير صورًا كثيرة لرؤية طوباوية مفتعلة للبؤر الاستيطانية؛ مشاهد ممسرحة للمستوطنين اليهود الأوائل، الفخورين بجعل الصحراء المهجورة، والأرض الفارغة (فلسطين) تزهر من جديد.جاكبو روزنر، وُلد في ميونيخ عام 1902، وانضم في فترة مراهقته إلى حركة الشباب الصهيونية «الأزرق والأبيض»، وزار فلسطين في عشرينيات القرن الماضي، ثم استقر في مدينة يافا في العام 1936. التقط عشرات الصور للأماكن الدينية اليهودية المزعومة في فلسطين، بوصفها الأماكن الوحيدة التي لها شرعية وموثقة تاريخيًا.كما أنه تابع حياة المهاجرين اليمنيين واستيطانهم في فلسطين، جنبًا إلى جنب مع المستوطنين الأوروبيين، في مشاهد ممسرحة. إيلين روزينبرغ، مصورة ألمانية أمريكية، هاجرت إلى فلسطين في العام 1933، وأصبحت المصورة الرسمية لمنظمة النساء الصهيونيات الدولية. قامت روزينبرغ بالتقاط العديد من الصور للقطاع النسائي الصهيوني ودورهن في بناء المجتمع اليهودي في فلسطين. ثمة أمثلة كثيرة أخرى من المصورين والمصورات الذين عملوا لتحقيق المشروع الصهيوني من خلال الفوتوغراف، وقد وجدوا في هذه الأداة البصرية المقدرة على التأثير، وتحقيق انزياح بصري في السردية التاريخية، وتأثير مضاعف في خطابهم الدعائي وقبوله، على الصعيدين السياسي الدولي، والشعبي.في تلك الفترة، كان ثمة غياب للمؤسسات العربية والإسلامية في استثمار هذه الأداة، الفوتوغراف، ولكن من المنصف ذكر جهود بعض العدسات في فلسطين التي قاومت بشكل فردي الرواية الصهيونية لفلسطين، رواية الخلاء.أذكر منها على عجالة هنا مثالين، وسأقوم بالتوسع في ذلك في مقالة قادمة: المصورة الفلسطينية اللبنانية الرائدة كريمة عبود، والمصور الفلسطيني الأرمني إيليا قهوجيان، اللذان اعتنيا بالتفاصيل الغائبة في المجتمع القروي الفلسطيني، وقاما بتوثيق الحياة اليومية لمدينة القدس بملامحها العربية، وتصوير المتاجر العامرة، والمزارع المحيطة بالمدينة العتيقة، وأفراح الناس، وملابسهم، ومزارعهم، وموانئ فلسطين في مدن الساحل الفلسطيني وجامعاتها. شكّلت صور كريمة عبود وإيليا قهوجيان، مع غيرهم من المصورين والمصورات الفلسطينيين ما قبل العام 1948، أداة مقاومة للتزييف الصهيوني الاستعماري، ولسردية الخلاء.كانت صورهم الملتقطة على ألواح الزجاج أشبه بفسيفساء فوتوغرافية أصيلة، تقاوم عوامل السنين، والتزييف، والضغط، ومحاولات التدمير والتغييب التي مارسها الغرب الاستعماري والمنظمات الصهيونية، فوتوغرافيًا، تحت مسميات الاستشراق.*فوتوغرافي فلسطيني – أردني/ كوبنهاغن

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store