
«الشهداء والمهاجرون» عندما يكون الدم ثمنًا للإيمان والانتماء للوطن
الكتاب لا يكتفى بتوثيق أحوال المهاجرين الأقباط بين صعيد مصر ومدن أمريكا، بل يذهب إلى ما هو أبعد من ذلك، حيث يُخضع مفهوم "الاضطهاد" نفسه إلى التشريح، كأداة فى صناعة التضامن الدينى الإمبراطوري، وكوسيلة لاستثمار دماء "الشهداء" فى إعادة رسم خريطة القرابة المسيحية عبر الأطلسي.
تطرح الباحثة كانديس لوكاسك فى كتابها "Martyrs and Migrants" مفهومًا لافتًا بعنوان "اقتصاد الدم"، تصفه بأنه منظومة لاهوتية-سياسية يُعاد فيها إنتاج الدم القبطى المسفوك كشكل من أشكال القيمة الرمزية. بحسب لوكاسك، فإن هذا الاقتصاد لا يقتصر على تأبين الشهداء أو إحياء ذكراهم، بل يتعدى ذلك إلى تحويل دمائهم إلى رأس مال رمزى يُستثمر فى صناعة التضامن المسيحى الإمبريالي، ويُستخدم لإعادة تشكيل خرائط الانتماء والقرابة بين الشرق والغرب.
فى هذا السياق، تقول المؤلفة: "هذا الاقتصاد الثيولوجى السياسى يتضمن تشكيل الجماعة المسيحية، كما يشمل إدارة علاقات القرابة وغير القرابة من خلال تقييم الدم – سواء كشهيد أو كمهاجر".
ترى الكاتبة أن دماء الشهداء الأقباط باتت تُقدّم إلى الجماهير الأمريكية المحافظة بوصفها دليلًا دامغًا على "اضطهاد الإسلام للمسيحية" فى الشرق الأوسط، بما يعزز سردية راسخة فى الخطاب الإنجيلى مفادها أن "المسيحية فى خطر عالمي"، وأن على الولايات المتحدة - بوصفها حامية الإيمان - أن تتحرك. وهكذا، تُعاد صياغة مأساة الشهداء الأقباط داخل مشهد أمريكى يرى نفسه وصيًا على "المضطهدين فى الهلال الإسلامي".
وتوضح لوكاسك هذه الديناميكية بالقول: "تمت إعادة تخيُّل الشهادة القبطية وتقييمها ضمن مشهد مسيحى أمريكي، يتخيل المسيحية – فى الولايات المتحدة وعلى مستوى العالم – على أنها مهددة ومهمشة ومضطهدة".
ولعل المثال الأبرز على هذا التوظيف ما رصدته الكاتبة من استخدام صورة الشهداء الأقباط الذين قُتلوا فى ليبيا عام ٢٠١٥، فى تغريدة كتبها الكاتب الإنجيلى إريك ميتاكساس عشية اقتحام الكابيتول عام ٢٠٢١. فقد نشر صورة الشهداء وهم راكعون على الشاطئ قبيل إعدامهم، وكتب: "ما الثمن الذى أنت مستعد أن تدفعه لما تؤمن به؟"، فى مقارنة مباشرة بين شهداء ليبيا ومناصرى ترامب الذين خرجوا فى هجوم سياسى داخلي. وهنا تُعلّق الكاتبة بمرارة:
"صورة الشهداء تُعاد قراءتها ضمن سياق أمريكى داخلي، حيث يصبح المهاجمون على الكابيتول أشبه بشهداء الكنيسة القبطية، وكأن الطرفين يواجهان الاضطهاد ذاته".
فى نهاية المطاف، ما تكشفه لوكاسك هو أن دماء الشهداء الأقباط لم تعد مِلْكًا لجماعتهم الدينية أو الوطنية فقط، بل أصبحت أداة توظيف فى خطاب إمبراطورى أمريكى يسعى لتوسيع نفوذه الروحى والسياسى عبر العالم. وهكذا، يتم استدعاء الشهادة لا لتكريم الضحية، بل لتكريس حدود "نحن" و"هم"، ولتعزيز سرديات الهيمنة باسم الدفاع عن الإيمان. تقول الكاتبة:
"القرابة المسيحية الجديدة، العابرة للإمبراطورية، تتشكل فوق دم الشهداء، لكنها فى الوقت نفسه، تفصل بينهم وبين غيرهم بحدود الدم نفسه".
تقاطع التضامن والوهم
تتتبع الباحثة كانديس لوكاسك فى كتابها "الشهداء والمهاجرون" ما تصفه بـ"القرابة الجيو-لاهوتية"، وهى شكل من أشكال الانتماء الدينى العابر للحدود، والذى يقوم على مفهوم "وحدة الدم المسيحي"، كما يتجلى فى خطابات البابا فرنسيس مثل قوله: "لا فرق بين الكاثوليك أو الأرثوذكس أو الأقباط أو البروتستانت... دمهم واحد ويشهد للمسيح". لكن، ما تشير إليه الكاتبة هو أن هذه الوحدة اللاهوتية لا تصمد أمام اختبارات الواقع الاجتماعى والسياسى فى أمريكا، حيث سرعان ما يصطدم القبطى المهاجر بحدود هذه القرابة المفترضة. ففى حين يُحتفى بالمهاجر القبطى باعتباره "رمزًا للمسيحية المضطهدة"، خصوصًا فى دوائر الإنجيليين المحافظين، إلا أن المجتمع الأمريكى الأوسع، بما فى ذلك الأجهزة الأمنية، لا يراه كذلك. بل يُعامَل بوصفه جسمًا غير أبيض، غريبًا، ينتمى إلى الشرق الأوسط، وربما يحمل فى طياته تهديدًا أمنيًا. تصف الكاتبة هذا المفارقة بقولها: "القرابة الدينية التى تحتفى بالشهادة القبطية تظل مشروطة بالدم المسفوك، لكنها لا تمنح صاحب هذا الدم نفس الاعتراف فى الحياة اليومية، حيث يتعرض القبطى للتمييز نفسه الذى يطال المسلمين والعرب."
تتفاقم هذه الهوة حين يبدأ القبطى فى إدراك أنه قد يكون "أخًا فى الإيمان" لكن ليس "أخًا فى العِرق"، وأن التضامن المبنى على الشهادة لا يُترجم إلى مساواة فى التعامل داخل المجتمع الأمريكي. إذ غالبًا ما يُختزل فى صورة "العربي"، بل والأسوأ، "المسلم المحتمل"، فى ظل إرث ما بعد ١١ سبتمبر. تشير الكاتبة إلى أن: "عمليات تصنيف الأقباط داخل الولايات المتحدة لا تقوم على كونهم مسيحيين بقدر ما تُقاس بأجسادهم، وألوان بشرتهم، ولهجاتهم، التى تُدخلهم ضمن مشهد الشرق الأوسط المسلم المشبوه."
فى هذا السياق، تُصبح القرابة الدينية المعلنة أشبه بوهم: خطاب يُستحضر فى لحظات الشهادة، ثم يُتجاهل فى لحظات الحياة اليومية. تؤكد الكاتبة هذا التناقض حين تقول:
"بينما يوظف السياسيون الأمريكيون دم الشهداء لتأكيد وحدة المسيحية العالمية، تُترجم هذه الوحدة عمليًا إلى علاقة غير متكافئة، تعيد إنتاج التراتب الإمبراطورى بين الغرب والشرق".
فى النهاية، تدعو الكاتبة إلى فحص نقدى لفكرة التضامن الدينى العابرة للحدود، وتُحذر من اختزال الآخر "الشرقي" فى صورة شهيد فقط، فى حين يُنكر عليه حقه فى الانتماء الكامل والاعتراف الإنساني. فحين يتحوّل الشهيد إلى رمز، يُمحى الإنسان. أو كما تختتم المؤلفة:
"الدم يربطهم، نعم، لكنه يفصلهم أيضًا."
الاضطهاد بين الحقيقة والتضخيم: تفكيك السردية السياسية
من أبرز ملامح الإسهام النقدى فى كتاب كانديس لوكاسك "الشهداء والمهاجرون" أنها لا تتعامل مع "الاضطهاد المسيحي" كمسلّمة أخلاقية أو دينية، بل تحاكمه كفكرة تم تحويلها إلى شعار سياسى فى الولايات المتحدة منذ التسعينيات، تحديدًا مع صعود التيارات الإنجيلية المحافظة. فقد أصبح "الاضطهاد" عملة رمزية يُستخدم فيها الألم القبطى فى مصر لخدمة أجندات التدخل الخارجي، وحشد الناخبين الإنجيليين، وتبرير الخطاب الإمبراطورى الذى يربط بين حماية المسيحيين والسيطرة الجيوسياسية.
تشير المؤلفة إلى أن هذه السردية تضخّمت فى دوائر صنع القرار والكنائس الأمريكية عبر منظمات مثل Open Doors أو Voice of the Martyrs، والتى قدمت الأقباط باعتبارهم "دليلًا حيًّا على أن المسيحية تتعرض لأكبر موجة اضطهاد فى تاريخها"، كما تقول الكاتبة:
"منذ الثمانينيات، أصبح موت الأقباط مفهومًا ومقروءًا لدى الجماهير الأمريكية (خصوصًا الإنجيليين) من خلال المخيلة الأخلاقية العالمية لفكرة 'الكنيسة المضطهدة."
وتذهب الكاتبة إلى أبعد من ذلك، حين تُظهر أن هذا الخطاب، رغم تبنيه لألم المسيحيين، لا ينطلق من تحليل حقيقى للسياقات المحلية فى مصر، بل يعيد إنتاج صورة نمطية عن "مسلمين مضطهِدين" و"مسيحيين ضحايا"، وهى صورة تُستخدم لتغذية سياسات الخوف والإقصاء فى الداخل الأمريكى أيضًا. وتقول فى هذا الصدد:
"الصور والخطابات حول اضطهاد الأقباط تُستخدم فى صناعة روايات حضارية عن الاختلاف الدينى والنزاع الطائفي، ويعاد تصديرها إلى الداخل المصرى ذاته لتغذية مزيد من الانقسام."
أما على مستوى اللجوء، فتُظهر الكاتبة كيف أن كثيرًا من طلبات الهجرة أو اللجوء تُبنى على استدعاء هذه السردية السياسية، سواء بتشجيع من المحامين أو المنظمات الكنسية فى أمريكا، مما يؤدى إلى "تسييس المعاناة الشخصية"، وجعلها قابلة للتفاوض فى غرف المحاكم أو عند ضباط الهجرة. وتعلّق الكاتبة على هذه المفارقة بقولها:
"حين يذهب الأقباط إلى السفارة الأمريكية، يقولون إنهم يهاجرون بسبب الاضطهاد... لكن الحقيقة أكثر تعقيدًا، لأن هذه السردية باتت مفتاحًا للعبور أكثر من كونها توصيفًا دقيقًا للواقع."
وربما تكمن أهم الإشكاليات فى أن هذا التوظيف السياسى للاضطهاد يخلق مفارقة مزدوجة فى حياة القبطى المهاجر: من جهة، يُحتفى به كضحية تستحق الإنقاذ، ومن جهة أخرى، يُنكر عليه حق الانخراط الكامل فى المجتمع الجديد، إذ يبقى محاصرًا بصورة "المسيحى الذى هرب من الإسلام"، وهى صورة تحرمه من التعبير عن تعقيد هويته. لذا تقول لوكاسك بوضوح:
"الاهتمام الأمريكى بالاضطهاد القبطى خلق نوعًا من الانتماء الرمزي، لكنه لم يُترجم إلى تضامن حقيقي، بل أدى إلى عزلة مزدوجة، حيث يشعر المهاجر بأنه غريب عن وطنه الأصلي، وغير مندمج فى وطنه الجديد."
من الشهادة إلى اللجوء: عندما تتحوّل المعاناة إلى وثيقة قانونية
تُخصّص كانديس لوكاسك فصلًا محوريًا فى كتابها لدراسة التحول من المعاناة الروحية للشهادة القبطية إلى الخطاب القانونى فى سياق اللجوء والهجرة. توضح الكاتبة كيف تتم إعادة صياغة قصة الألم القبطى - سواء كانت حقيقية أو جزئية أو مضخّمة - ضمن أطر إجرائية تخضع لمنطق الدولة الحديثة، حيث لا تُمنح الحماية بناءً على الإيمان أو الصدق العاطفي، بل على القدرة على صياغة الألم بصيغة قانونية تقنع موظف الهجرة. تقول لوكاسك:
"المهاجرون الأقباط لا يروون قصصهم كما عاشوها، بل كما يُنتظر منهم أن يسردوها ضمن نموذج البيروقراطية الأمريكية للهجرة».
فى هذا السياق، تُصبح الشهادة القبطية، التى كانت تُقدّم فى إطار لاهوتى كعلامة على الإيمان والثبات، موضوعًا بيروقراطيًا تقنيًا، يعتمد على توثيق الحوادث وتواريخ الاعتداءات وشهادات الطلاق أو الاعتقال، بعيدًا عن بعدها الروحى أو الرمزي. وهنا تظهر مفارقة حادة: فالمهاجر القبطى مطالب بإثبات أنه "مضطهد بما يكفي"، لا مجرد "مؤمن بما يكفي". توضح الكاتبة أن:
"المأساة الفردية لا تُحتسب إلا إذا أمكن قياسها بلغة القوانين الدولية، وهو ما يدفع كثيرًا من المتقدمين للجوء إلى تعديل أو اختصار أو حتى مبالغة فى روايتهم."
تلفت الكاتبة النظر إلى أن الكثير من طلبات اللجوء المقدمة من أقباط صعيد مصر لم تكن مبنية على اضطهاد ممنهج بالمعنى القانوني، بل على استثمار خطاب 'الأقلية المضطهدة' المنتشر فى الإعلام الأمريكي. فمع الوقت، أصبح هذا الخطاب أشبه بـ"وصفة" يتم تداولها داخل الجاليات القبطية، ويجرى تعليمها للراغبين فى الهجرة، بهدف تحسين فرص القبول. وفى هذا السياق تكتب:
"تمت قولبة خطاب اللجوء بحيث يتعلم المهاجر كيف يعرض نفسه كضحية، لا كفاعل، وكيف يختصر كل تعقيدات حياته فى عبارة واحدة: 'أنا قبطي، مضطهد فى مصر'."
لكن هذا النمط من التقديم يفتح الباب لتساؤلات أخلاقية صعبة. إذ تطرح لوكاسك سؤالًا محوريًا: هل يسافر الأقباط فعلًا بسبب تهديد وجودى لطائفتهم؟ أم أن الكثيرين يستثمرون فى خطاب المعاناة لتحقيق الهجرة الاقتصادية؟ وتكتب فى نقدها لهذا التعقيد:
"السردية القانونية المتمحورة حول الاضطهاد أصبحت جسرًا لعبور الحدود، لكنها أفرغت الشهادة من معناها اللاهوتي، وحوّلتها إلى وسيلة لعبور البيروقراطية، لا إلى موقف من الموت."
الكنيسة والهوية.. بين القداسة والسياسة
ترصد كانديس لوكاسك فى دراستها الأنثروبولوجية كيف خضعت الكنيسة القبطية فى المهجر، خاصة فى الولايات المتحدة، لتحولات جوهرية فى خطابها وممارستها، تحت تأثير البيئة السياسية والدينية الأمريكية. ففى سعيها إلى الحفاظ على وجودها وهويتها، تبنّت الكنيسة خطابًا أكثر قربًا من القيم المحافظة الأمريكية، خصوصًا فيما يتعلق بالأسرة، والجنس، والطهارة، والانتماء القومي. وتقول الكاتبة:
"فى الشتات، لم تعد الكنيسة مؤسسة دينية فقط، بل تحوّلت إلى قوة سياسية ثقافية تعيد تعريف الإيمان وفقًا لقيم محافظة متأثرة بالسياق الأمريكي."
غير أن هذا التكيف لم يكن سلسًا ولا موحدًا، بل أدّى إلى توتّر واضح بين الكنيسة والأجيال الجديدة من الأقباط المولودين فى أمريكا. فهؤلاء الشبان الذين نشأوا فى بيئة متعددة الثقافات، وينتمون إلى جيل رقمى ناقد، يجدون صعوبة فى التماهى مع خطاب كنسى ما زال يُكرّس سردية الشهادة والمعاناة القبطية كوسيلة لحماية الهوية. وتصف لوكاسك هذا الصراع بقولها:
"الشباب القبطى فى أمريكا يواجه ما تسميه الكنيسة 'ضعفًا روحيًا'، لكنه فى الحقيقة تمزق هوياتى بين سردية الماضى وخيارات الحاضر."
من جهة أخرى، يلفت الكتاب النظر إلى فجوة طبقية حادة داخل الجالية القبطية الأمريكية، حيث تهيمن نخب مهاجرة ميسورة (غالبًا من خلفيات حضرية فى مصر) على المشهد الكنسى والتمثيل الإعلامى والسياسي، بينما تُهمّش الطبقات العاملة القادمة من قرى الصعيد، والتى تعيش فى أحياء فقيرة فى مدن مثل ناشفيل أو جيرسى سيتي. تقول الكاتبة:
"الطبقات العاملة من الأقباط يعيشون على هامش الكنيسة والسياسة فى آنٍ واحد، فهم لا يمتلكون اللغة أو الشبكات أو الظهور الذى يمنحهم سلطة التعبير." وتشير الكاتبة إلى أن هذا التفاوت لا ينعكس فقط على المستوى المادي، بل يُعيد إنتاج سرديات طبقية داخل الكنيسة نفسها، حيث تحظى بعض العائلات بمكانة خاصة، بينما تظل فئات واسعة من المهاجرين عالقة فى دوائر الخدمة والرعاية، دون أن تُمنح حق التأثير أو التمثيل. وتعلق على ذلك بقولها:
"الكنيسة القبطية فى المهجر تعيد تراتبيات مصر الطبقية، وتُضفى عليها طابعًا دينيًا تحت شعار القداسة والخدمة".
جدلية الإمبراطورية والمقاومة
يمثل كتاب "الشهداء والمهاجرون" مساهمة نوعية فى دراسات ما بعد الاستعمار والدين والهجرة، إذ تنجح كانديس لوكاسك فى تفكيك البُنى اللاهوتية والسياسية التى تُعيد إنتاج الأقباط بوصفهم "شركاء فى الإيمان" و"ضحايا" فى سرديات المحافظين الغربيين. إنها تقرأ دم الأقباط من منظور ليس أخلاقيًا فقط، بل اقتصادي- رمزي، يكشف كيف تُستثمر الشهادة الدينية فى مشاريع سياسية تتجاوز حدود الطائفة والوطن، وتعيد رسم مشهد "الاضطهاد" ليصبح أداة فى الخطاب الإمبراطورى الأمريكي.
مع ذلك، لا يخلو الكتاب من مواضع إشكال تتعلق بمنهجه وتركيزه. فقد اتهمه بعض النقاد بأنه يقلل من حدة الواقع اليومى للتمييز الذى يعيشه الأقباط فى مصر، من تهجير قسرى فى بعض القرى، إلى عدم تكافؤ الفرص، والعنف الطائفى المتكرر. فبينما يُسلط الكتاب الضوء على التوظيف الغربى لمعاناة الأقباط، فإنه لا يتوقف بما يكفى عند البُعد المحلى الداخلى للاضطهاد، بوصفه نتاجًا لبنية ثقافية وسياسية داخلية وليست مجرد مادة صالحة للاستهلاك الخارجي. كما يلاحظ فى الكتاب غياب أصوات بعض من ضحايا الاعتداءات أنفسهم، وغياب تتبّع للواقع القانونى والاجتماعى للمؤسسة القبطية داخل مصر.
السؤال الأكثر إلحاحًا هنا هو: هل يسمح إطار التحليل الإمبريالى الذى تتبناه الكاتبة بإبراز صوت الأقباط كفاعلين مستقلين؟ أم أن الكتاب يعيد إنتاج مركزية غربية مقلوبة: هذه المرة باسم نقد الإمبراطورية؟ ففى كثير من فصول الكتاب، يظهر الأقباط لا بوصفهم صانعى خطاب، بل مادة لتحليل خطاب الآخرين عنهم. تقول الكاتبة مثلًا:
"قصة الأقباط فى أمريكا ليست فقط عنهم، بل عن كيفية رؤيتهم من قبل الآخرين".
وهو قول يحمل دلالة مزدوجة: فهو يكشف آليات التوظيف، لكنه يُبقى الأقباط، فى بعض المواضع، فى موقع "المفعول به" لا "الفاعل فيه".
ويمكن القول إن لوكاسك، برغم تركيزها الأساسى على التحليل النقدى للخطاب الدينى والسياسى الأمريكي، تفتح الباب أمام مساءلة أخلاقية أوسع حول طبيعة التضامن، ومعنى الشهادة، وحق المجتمعات المهاجرة فى أن تُروى قصصها لا فقط من خلال من ينظر إليها، بل من داخلها. وربما كانت الخاتمة المفتوحة للكتاب هى بمثابة دعوة إلى المزيد من العمل الإثنوغرافى الذى ينطلق من صوت الأقباط أنفسهم، لا فقط من تمثيلاتهم فى الغرب.
دماء لا تُنزف فى الفراغ
يمثل هذا الكتاب مساهمة نوعية لفهم موقع الأقباط بين الشرق والغرب، بين الشهادة واللجوء، بين القداسة والسياسة. وهو دعوة لإعادة التفكير فى مفاهيم مثل "الاضطهاد" و"القرابة الدينية" و"الأقليات"، خارج قوالب الخطاب السياسى والإعلامي.
يبقى السؤال الأهم: هل يحتاج الأقباط – أو غيرهم – إلى من يحتفى بدمائهم ليثبت أنهم أهل لهذا العالم؟ أم أن الزمن قد حان لبناء قرابة قائمة على الحياة لا الموت، على التعدد لا التبني، وعلى الكرامة لا الاستثمار الرمزي؟

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الحركات الإسلامية
منذ 5 ساعات
- الحركات الإسلامية
الطرق المرورية الوطنية مصائد موت في الساحل الأفريقي... مقتل شرطي وإصابة آخر جراء هجوم مسلح جنوب غربي باكستان... ترمب يتعهد إرسال «مزيد من الأسلحة الدفاعية» لأوكرانيا
تقدم بوابة الحركات الإسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العالمية، بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات) اليوم 8 يوليو 2025. الطرق المرورية الوطنية مصائد موت في الساحل الأفريقي في منطقة الساحل، التي تنتشر فيها أعمال العنف الجهادي، ثمة طرقات ينبغي تجنبها، وأخرى يسلكها المرء بخوف كبير، ومنها الطريق الوطني رقم 15 في وسط مالي لما شهده من انفجار ألغام يدوية الصنع لدى مرور مركبات مدنية وعسكرية، وكمائن استهدفت الجيش، وعمليات خطف مدنيين. في مارس (آذار)، شهد موسى (اسم مستعار لدوافع أمنية)، الذي كان ينقل جثّة والدته المتوفاة في البلدة على متن سيارته، مَشهداً مروّعاً على هذا الطريق المسمى «طريق السمك» نظراً لدوره في نقل السمك إلى بوركينا فاسو. فأمام عينيه، خطف مسلّحون ركّابَ حافلة. وقال: «قاموا بتوقيفنا، لكن عند رؤية جثّة والدتي سمحوا لنا بمواصلة الطريق». وقال إنه رأى مهاجمين على درّاجات نارية يحملون أسلحةً حربيةً مع عمائم ملفوفة حول رؤوسهم. في الساحل الأفريقي، يجازف السكان بحياتهم عندما يسلكون بعض طرق المنطقة التي تعدُّ «بؤرة الإرهاب» العالمي، بحسب المؤشّر العالمي للإرهاب بنسخته الأخيرة، والتي تستشري فيها أعمال عنف من تدبير مجموعات متفرّعة من «القاعدة» أو «داعش». وجاء في دراسة حديثة صادرة عن «منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي» أن «نحو 70 في المائة من الأفعال العنيفة و65 في المائة من عمليات القتل» في أفريقيا الغربية والشمالية «تحدث على مسافة أقلّ من كيلومتر من طريق». وتشتدّ «التداعيات جسامة في المنطقة الوسطى من الساحل (أي مالي والنيجر وبوركينا فاسو) وحوض بحيرة تشاد وغرب الكاميرون»، بحسب المصدر عينه. وقال أحد القيّمين على هذه الدراسة، وهو أوليفييه والتر، الأستاذ المشارِك في جامعة فلوريدا بالولايات المتحدة إن «الخطر المحدق بالطرقات هو على صلة مباشرة بانتشار التمرّد الجهادي». وأشار في تصريحات لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إلى أن «محاور النقل باتت هدفاً للهجمات الموجّهة ضدّ القوّات الحكومية، لا سيّما المواكب العسكرية، ووسيلة للضغط على المجتمعات الريفية». وفي المنطقة الوسطى للساحل، يعدُّ الطريق الوطني رقم 16، الذي يربط موبتي في الوسط بغاو في الشمال، المحور المروري الأكثر خطورةً مع «433 حادثة في المجموع» سُجِّلت فيه منذ 2012، بحسب والتر. وفي جنوب الحدود المالية، «كلّ الطرقات المؤدية إلى دجيبو» في بوركينا فاسو خطيرة؛ بسبب «الحصار المفروض على المدينة» من قبل «جماعة نصرة الإسلام والمسلمين» المتفرّعة من تنظيم «القاعدة»، وفق والتر. ويُسمى الطريق الوطني رقم 22 بين بورزانغا ودجيبو وواغادوغو «محور الموت»؛ بسبب هجمات المسلّحين التي غالباً ما تحصد الأرواح. وفي سبتمبر (أيلول) 2022، أشعل مسلّحون النيران في أكثر من 200 شاحنة إمدادات في هذا المسلك المروري، في حادثة أودت بحياة 11 جندياً، وأسفرت عن اختفاء أثر مدنيين عدة. وخلال رحلة على هذا المحور المروري في ديسمبر (كانون الأول) 2022، تحدَّث عبدول فتاوى تييمتوري رئيس تحرير إذاعة «أوميغا إف إم» في بوركينا فاسو عن مشاعر «حزن وقلق وخوف وإجهاد» إزاء ما رآه من «فظائع». وكتب في مقاله: «رأينا جثثاً حديثةً قيد التحلّل، ومركبات مهملة، وفوهات ألغام على الطريق». وفي النيجر، يقع أخطر ممرّين في الجنوب الغربي، ويؤدي كلاهما إلى بوركينا فاسو. ومنذ عام 2022، من الصعب جدّاً التنقّل برّا بين نيامي وواغادوغو؛ بسبب خطر الهجمات المسلّحة على الحدود بين البلدين التي تمتدّ على 600 كيلومتر. وفي مايو (أيار)، كشفت الجمعية الوطنية لاستغلال الحطب في النيجر لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» عن مقتل 24 من سائقيها ومتدرّبيها منذ عام 2015، فضلاً عن إحراق 52 شاحنة على الطرقات في الجنوب الغربي. وأعلنت جمعية نيجرية أخرى للسائقين في مايو: «تعبنا من إحصاء موتانا»، بعد مقتل كثير من أعضائها وسائقيها ومتدرّبيها في هجمات مسلّحة. وأخبر زكريا سيني، وهو سائق نيجري يعمل في «منطقة الحدود الثلاثة» بين النيجر وبوركينا فاسو ومالي، حيث ينشط تنظيم «داعش- ولاية الساحل»: «الإرهابيون منعونا من السير في الأسواق المحلية، وهم حتّى اختطفوا بعض السائقين في الأحراج لأيام عدة». وبحسب «منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي»، لا بدّ من إقران التدابير الأمنية في الساحل بتطوير البنى الأساسية للنقل، والتعاون عبر الحدود، والتكامل الاقتصادي؛ من أجل تعزيز الاستقرار. وبسبب سوء حال الطرقات وقلّة عددها، تضطر جيوش المنطقة للسير في مواكب، بحسب أوليفييه والتر. ويقترح الباحث خطةً بديلةً لضمان أمن المحاور المرورية، تقضي بإعادة النظر في سبل تنقّل جيوش الساحل «بمركبات خفيفة ومتعدّدة الاستخدامات كتلك التي يستخدمها الجهاديون»، مثل الدرّاجات الهوائية. الأمم المتحدة تعتمد قراراً يدين قمع «طالبان» للنساء ويطالب بالقضاء على الإرهاب ف اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، الاثنين، قراراً يدعو حكام حركة «طالبان» في أفغانستان إلى التراجع عن قمعهم المزداد للنساء والفتيات، والقضاء على جميع المنظمات الإرهابية، وذلك رغم اعتراضات الولايات المتحدة. ويؤكد القرار، الذي يتألف من 11 صفحة، «أهمية خلق فرص للتعافي الاقتصادي والتنمية والازدهار في أفغانستان»، كما يحث المانحين على معالجة الأزمة الإنسانية والاقتصادية الخطيرة التي تمر بها البلاد. ورغم أن القرار غير ملزم قانونياً، فإنه يعدّ انعكاساً للرأي العام الدولي. وصوتت لصالحه 116 دولة، بينما عارضته دولتان فقط؛ الولايات المتحدة وحليفتها المقربة إسرائيل، وامتنع 12 بلداً عن التصويت، من بينها روسيا والصين والهند وإيران. ومنذ عودتها إلى الحكم في أفغانستان عام 2021، فرضت حركة «طالبان» إجراءات صارمة، شملت حظر النساء من دخول الأماكن العامة، ومنع الفتيات من التعليم بعد الصف السادس. وفي الأسبوع الماضي، أصبحت روسيا أول دولة تعترف رسمياً بحكومة «طالبان». وقالت السفيرة الألمانية لدى الأمم المتحدة، أنتيه ليندرتسه، التي قدمت بلادها مشروع القرار، إن ألمانيا وكثيراً من الدول الأخرى لا تزال تشعر بقلق بالغ إزاء تدهور أوضاع حقوق الإنسان في أفغانستان، خصوصاً ما وصفته بـ«الإلغاء شبه الكامل» لحقوق النساء والفتيات من قبل «طالبان». وأضافت أن الرسالة الأساسية من القرار هي التأكيد على عدم نسيان الأمهات الأفغانيات اللاتي يحتضنّ أطفالاً مرضى، أو يعانين من سوء التغذية، أو اللاتي ينعين ضحايا الهجمات الإرهابية، بالإضافة إلى ملايين النساء والفتيات المحاصرات في منازلهن. ترمب يتعهد إرسال «مزيد من الأسلحة الدفاعية» لأوكرانيا أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الاثنين، أنّ الولايات المتّحدة سترسل «مزيداً من الأسلحة الدفاعية» إلى أوكرانيا، في قرار يأتي بعد أن أعلن البيت الأبيض الأسبوع الماضي، وقف بعض شحنات الأسلحة إلى كييف. وقال ترمب للصحافيين في البيت الأبيض: «سيتعيّن علينا إرسال مزيد من الأسلحة - أسلحة دفاعية بالدرجة الأولى». وجدد ترمب إبداء «استيائه» من نظيره الروسي فلاديمير بوتين بسبب عدم جنوحه للسلم. وأضاف خلال استقباله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أنّ الأوكرانيين «يتعرّضون لضربات قاسية للغاية». ومنذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في مطلع 2022، يصرّ بوتين على مواصلة الحرب لتحقيق كل أهدافها. وتطالب روسيا خصوصاً بأن تتخلّى أوكرانيا عن أربع مناطق يحتلّها الجيش الروسي جزئياً، فضلاً عن شبه جزيرة القرم التي ضمّتها موسكو إليها بقرار أحادي في 2014، بالإضافة إلى تخلّي كييف عن فكرة الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، في مطالب ترفضها أوكرانيا بالكامل. من جانبها، تُطالب أوكرانيا بانسحاب الجيش الروسي بالكامل من أراضيها، التي تحتل قوات موسكو حالياً نحو 20 في المائة منها. «لن تتخلّى عن أهدافها» وأكد بوتين مراراً لترمب أنّ موسكو «لن تتخلّى عن أهدافها»، على الرغم من الضغوط الشديدة التي يمارسها عليه الرئيس الأميركي لوقف الحرب. والولايات المتحدة، الداعم العسكري الأكبر لأوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي، أعلنت الأسبوع الماضي، تعليق إرسال بعض شحنات الأسلحة إلى كييف، بما في ذلك صواريخ لمنظومة «باتريوت» للدفاع الجوي. وفي عهد الرئيس السابق جو بايدن، تعهّدت واشنطن تقديم أكثر من 65 مليار دولار من المساعدات العسكرية لأوكرانيا. لكنّ ترمب الذي لطالما شكّك بجدوى المساعدات المقدّمة لأوكرانيا لم يحذُ حذو سلفه الديمقراطي، ولم يعلن عن أيّ حزم مساعدات عسكرية جديدة لكييف منذ عودته للبيت الأبيض في يناير (كانون الثاني) الماضي. ومنذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير، يحاول ترمب إقناع بوتين، تارة عبر الترغيب وطوراً عبر الوعيد، بوقف الحرب، لكن من دون تحقيق أيّ تقدّم ملموس حتى الآن. وبصورة مفاجئة، أعلن البيت الأبيض الأسبوع الماضي، أنّه أوقف توريد بعض الأسلحة إلى كييف رسمياً، بسبب مخاوف من نقص مخزونات الذخيرة الأميركية. لكن سرعان ما حاول مسؤولون أميركيون التقليل من تأثير هذا الإجراء، من دون مزيد من التفاصيل. وتعثّرت الجهود الدبلوماسية بين موسكو وكييف. وفشلت جولتان من المحادثات بين الروس والأوكرانيين في تركيا، يومي 16 مايو (أيار) و2 يونيو (حزيران)، في تحقيق تقدم كبير، ولم يُعلن عن جولة ثالثة بعد. وسبق لترمب أن صرّح الجمعة، بأنّه «مستاء للغاية» من المكالمة الهاتفية التي أجراها في اليوم السابق مع بوتين. وقال للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية: «إنّه وضع صعب جداً. قلت لكم إنني مستاء جداً بشأن مكالمتي مع الرئيس بوتين. يريد المضي حتى النهاية، مواصلة قتل أشخاص ببساطة، وهذا ليس جيداً». ولمّح الرئيس الأميركي إلى أنّه قد يلجأ إلى تشديد العقوبات على موسكو، بعد أن تجنّب هذا الخيار طوال الأشهر الستة الماضية التي قضاها محاولاً إقناع نظيره الروسي بإنهاء الحرب. «منطقة عازلة» ميدانياً، أعلنت روسيا الاثنين، أنّ قواتها سيطرت على قرية في دنيبروبيتروفسك، في أول مكسب تحقّقه بهذه المنطقة الواقعة في وسط شرقي أوكرانيا منذ بدء الغزو في فبراير (شباط) 2022. وتقع قرية داتشنوي على بُعد نحو 70 كيلومتراً من مدينة دونيتسك الخاضعة لسيطرة روسيا. ولم تُعلّق كييف في الحال على هذا الإعلان، لكنّ هيئة الأركان العامة الأوكرانية أكّدت في وقت سابق الاثنين، أنّ قواتها «صدّت» هجمات روسية الأحد قرب هذه القرية. وبالنسبة إلى أوليكسي كوبيتكو، الخبير العسكري الأوكراني، فإنّ روسيا تُحاول على ما يبدو إنشاء «منطقة عازلة»، للحدّ من الضربات الأوكرانية على خطوط الجبهة، وفي العمق الروسي. وأضاف هذا المستشار السابق لوزارة الدفاع الأوكرانية في تصريح لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، أنّ موسكو «لا ولن تمتلك الموارد اللازمة للتقدم بسرعة» في منطقة دنيبروبيتروفسك. وتواصل القوات الروسية قصف المدن الأوكرانية بشكل شبه يومي، في حين تشنّ أوكرانيا، رداً على ذلك، هجمات جوية شبه يومية على الأراضي الروسية. وليل الاثنين - الثلاثاء، أبلغت القوات الجوية الأوكرانية عن وجود طائرات من دون طيار في منطقتي سومي وخاركيف الشماليتين. وفي جنوب أوكرانيا، أبلغ رئيس بلدية ميكولايف، أوليكساندر سينكيفيتش، عن وقوع انفجار، محذراً من تهديد بطائرة من دون طيار. بدوره، أعلن حاكم المنطقة، فيتالي كيم، أنّ رجلاً يبلغ من العمر 51 عاماً، أصيب على مشارف المدينة ونُقل إلى المستشفى. وليل الأحد - الاثنين، أرسلت موسكو 101 طائرة من دون طيار، وأطلقت 4 صواريخ باتجاه أوكرانيا، مما أسفر عن مقتل 4 أشخاص على الأقلّ، وإصابة عشرات آخرين بجروح في مناطق مختلفة، وفقاً لكييف. كما أصيب في هذا القصف مركزان للتجنيد العسكري في خاركيف وزابوريجيا (جنوب)، مما أسفر عن سقوط 4 جرحى آخرين، بحسب السلطات الأوكرانية. من جهتها، أفادت موسكو بأنّ كييف أطلقت 91 طائرة من دون طيار هجومية ليل الأحد - الاثنين. أما الاستخبارات العسكرية الأوكرانية فقالت إنّ الجيش الأوكراني قصف مصفاة نفط في منطقة كراسنودار بجنوب غربي روسيا «متورطة بشكل مباشر في حرب العدوان». إدارة ترمب تلغي وضع الحماية المؤقتة لرعايا نيكاراغوا وهندوراس أعلنت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب الإثنين إلغاء وضع الحماية المؤقتة لرعايا هندوراس ونيكاراغوا، في خطوة تعرّض أكثر من 70 ألف شخص لخطر ترحيلهم من الولايات المتحدة خلال الأشهر المقبلة. وقالت وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم في بيان إنّ «الأوضاع في البلد عموما تحسّنت بما يكفي لعودة الهندوراسيين إلى ديارهم بأمان». ووضع الحماية المؤقتة الممنوح حاليا لما يُقدّر بـ72 ألف هندوراسي و4 آلاف نيكاراغوي، مُنح لهؤلاء عام 1999 عقب الإعصار ميتش الذي تسبّب في 1998 بدمار واسع في كلا البلدين الواقعين في أميركا الوسطى. وفي بيان منفصل قالت وزارة الأمن الداخلي إنّ الوزيرة نويم خلصت إلى استنتاج مماثل بشأن رعايا نيكاراغوا، مشدّدة على أنّ «وضع الحماية المؤقتة لم يكن من المفترض أن يستمر ربع قرن». من جانبه، حضّ «مكتب واشنطن لشؤون أميركا اللاتينية»، وهو مركز أبحاث ومناصرة لحقوق الإنسان في أميركا اللاتينية ومقرّه في واشنطن، الوزارة على إلغاء قرار إلغاء وضع الحماية المؤقتة لرعايا هندوراس ونيكاراغوا، وكذلك أيضا لرعايا بقية الدول التي طالتها إجراءات مماثلة. وقالت المنظمة غير الحكومية في بيان إنّه «بالإضافة إلى الكوارث الطبيعية المتعدّدة، عانت هندوراس ونيكاراغوا عقودا من إفلات هيكلي من العقاب، ومن العنف، والفقر، وانعدام الوصول إلى الخدمات العامة الأساسية. من جهتهم، يعيش النيكاراغويون في ظل حكومة استبدادية تحرمهم من حرياتهم المدنية، بما في ذلك حرية التعبير وتكوين الجمعيات وحقوق الإنسان». ووضع الحماية المؤقتة الذي يحمي المستفيدين منه من الترحيل ويمنحهم الحق في العمل في الولايات المتحدة، يُمنح مؤقتا للمهاجرين الذين تتعرض سلامتهم للخطر في بلادهم بسبب نزاعات أو كوارث طبيعية أو غيرها من الظروف «الاستثنائية». وسبق لإدارة ترمب وأن ألغت وضع الحماية المؤقتة للهايتيين والفنزويليين والأفغان والنيباليين والكاميرونيين، في قرارات لا يزال بعضها قيد الطعن أمام المحاكم. وجعل الرئيس دونالد ترمب من مكافحة الهجرة غير الشرعية أولوية قصوى لمكافحة ما يعتبره «غزو»« تتعرض له الولايات المتحدة من «مجرمين أجانب». مقتل شرطي وإصابة آخر جراء هجوم مسلح جنوب غربي باكستان لقي أحد رجال الشرطة مصرعه وأُصيب آخر بجروح، إثر هجوم مسلح استهدف دورية أمنية في منطقة قلات بإقليم بلوشستان، جنوب غربي باكستان. وأوضحت مصادر أمنية أن مسلحين مجهولين أطلقوا وابلاً من الرصاص بسلاح رشاش، على أفراد الشرطة أثناء قيامهم بمهام دورية روتينية، ما أسفر عن مقتل وإصابة الشرطيين. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم حتى الآن، فيما بدأت قوات الأمن عملية تمشيط واسعة النطاق في المنطقة، لتعقب العناصر الإرهابية المتورطة في الهجوم.


اذاعة طهران العربية
منذ 6 ساعات
- اذاعة طهران العربية
5 دروس عظيمة من عاشوراء الحسين (ع)
تُعدّ حادثة عاشوراء نقطة تحوّل في تاريخ الإسلام والحياة المعنوية للمسلمين؛ حادثة مريرة بقيت في ذاكرة التاريخ، ليس فقط بسبب مظلومية الإمام الحسين (ع) وأصحابه الأوفياء، بل أيضاً لعمق دروسها وتعاليمها، وستبقى إلى الأبد دليلاً لمن يسعى إلى العدالة والحرية. كما أن عاشوراء مشهدٌ يتجاوز صراع السلطة؛ إنها عمليةٌ تُعرض فيها القيم والقيم المضادة بوضوحٍ وشفافية لا مثيل لهما. مما لا شك فيه أن فهم جذور حادثة كربلاء وتداعياتها الاجتماعية يُشكّل دائماً دليلاً لتحليل وضعنا الراهن. عندما نتأمل في جوانب ما جرى على الإمام الحسين (عليه السلام)، نكتشف محاور أساسية كانت العوامل الرئيسية المؤدية إلى انحراف المجتمع ومهدت الطريق لكارثة عاشوراء؛ قضايا مثل المال الحرام، الأرستقراطية، وظاهرة أبناء السادة، والتي إذا ما تم شرحها بشكل صحيح، ستوضح طريق الهداية لجيل اليوم وتجعلنا يقظين من تكرار قصة كربلاء المريرة. 1. المال الحرام وأثره على المجتمع إن من أهم دروس واقعة عاشوراء التحذير من المال الحرام. وتشير المصادر التاريخية بوضوح إلى أن العديد من أصحاب يزيد وجيش الكوفة، بسبب اللقمات المحرمة والتبعية المالية للحكومة، قد سلكوا الطريق الخطأ وتجاهلوا الحقيقة. ويمكن للمال الحرام أن يُظلم قلب الإنسان ويحرمه من سماع نداء الحق، ويمكن اعتباره مقياسًا ل سعادة الإنسان وقسوته؛ لهذا السبب، عندما واجه الإمام الحسين (عليه السلام) زغاريد الأعداء في خطبه، قال: "فقد ملئت بطونكم من الحرام،وطبع على قلوبكم". كان الميل إلى الأرستقراطية،والترف، وخلق فجوة بين الشعب والمسؤولين، عوامل مهمة في انحراف المجتمع الإسلامي قبل عاشوراء. فمن خلال تعزيز ثقافة الأرستقراطية والفصل بين الطبقات، شكك النظام الأموي في قيم الإسلام التوحيدية والعادلة، ومهد الطريق للتمرد والفساد. وقد حارب الإمام الحسين (عليه السلام) هذه الروح نفسها بثورته. ٣. عواقب كون أبناء السادة ومنح الامتيازات تجلّت ظاهرة أبناء السادة، أو امتيازات العوائل والمنتمين إلى السلطة، جليةً في واقعة عاشوراء. فقد أجّج الأمويون، بمنح أبنائهم وأقاربهم المناصب والامتيازات دون حساب، أجواء الإساءة والتمييز إلى ذروتها. وأدى هذا النهج إلى فساد المجتمع وتدميره، وهدم قيم الجدارة. كان تحريف الدين وإساءة استخدام المقدسات عاملاً آخر من عوامل الانحراف. فقد صوّر النظام الحاكم، بجذوره وتشويهه للمفاهيم الدينية، الحق باطلاً و الباطل حقاً، لخداع الناس وتهوين انتفاضة الإمام الحسين (عليه السلام). وكان العامل الأهم في تحريف الدين من السقيفة نفسها، ومهّد الطريق لسقوط المجتمع الإسلامي في غياهب القيم الإنسانية. لقد شوّهت حياة النبي (ص) وتم تغييرها، وعُزلت آل بيته (عليهم السلام)، الذين قُدّموا كقادة للأمة في واقعة غدير، بسبب الدعاية السلبية التي مارسها حكامٌ مثل معاوية. إن الوعي بفخ التحريف وحماية الدين الأصيل حاجةٌ دائمةٌ للمجتمع. 5. إضعاف مكانة العترة وأهل البيت (عليهم السلام) كان من أشدّ جوانب واقعة عاشوراء مرارةً المحاولة الممنهجة لإضعاف مكانة أهل البيت (عليهم السلام). فبعد السقيفة، حاول البعض إبعاد الناس عن حقيقة آل النبي (ص) وفضائلهم بمنع كتابة الحديث، ومنع نقل فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) ونشرها. اشتدت هذه السياسة تدريجيًا ووصلت إلى حد أنه في عهد معاوية بن أبي سفيان، أصبح السب والشتم العلني لأمير المؤمنين (عليه السلام) على المنصات الرسمية ممارسة حكومية؛ وهو عمل كان يهدف إلى تشويه الرأي العام وتدمير صورة أهل البيت (عليهم السلام) في أذهان المجتمع الإسلامي. ولم يتسبب هذا الاتجاه المنحرف في ابتعاد الناس عن التعاليم الأصلية للإسلام فحسب، بل مهد الطريق أيضًا لمآسي مثل كربلاء واستشهاد الإمام الحسين (عليه السلام). ونتيجة لتغلب هذه الأضرار هي أن المجال صار مهيأ لفتن الشياطين، سواء كانوا من الجن أو الإنس. وإن المجتمع الذي يقوض قدسية القيم الإلهية يكون أعزل أمام حجم الهجمات والفتن، وينمو فيه مجال الظلم والظلمة. ففي مثل هذا الجو، يتم تهميش الخير والفضيلة ويحل الباطل محل الحق. ويُعزل الصالحون، ويسيطر الانتهازيون والمنافقون على مصائر الناس. ويغرق عامة الناس في حيرة وانعدام هوية، ويحل اللامبالاة، بل وحتى الانخراط في الباطل، محلّ الأمل في الإصلاح. ولا سبيل إلى تجنّب هذا المصير المرير إلا الوعي الجماعي بجذور الانحراف والعودة إلى مبادئ الدين الصافية وتعاليم أهل البيت (عليهم السلام) ليتحرر المجتمع من هيمنة الشياطين والفتن.


اذاعة طهران العربية
منذ 14 ساعات
- اذاعة طهران العربية
مشاركة واتساب مكتوبة من أبي مهدي حول منجزات الإمام السجاد (ع) بعد عاشوراء
💠 من منجزات الإمام زين العابدين عليه السلام: ▪️رسّخ في الأمة أحداث كربلاء وعظيم مصاب سيد الشهداء ليوقظها من رقاد الغفلة وسبات السكوت على الظالمين. ▪️أكمل رسالة أبيه بإصلاح الأمة روحياً وفكرياً وسياسياً واجتماعياً، وجهادياً بدعمه للثائرين الصالحين. ▪️ربى أجيالاً على التقوى وركز فيها عقيدة الإسلام النقية القائمة على التمسك بالقرآن وأهل البيت عليهم السلام. ▪️أورثنا الأدعية الراقية المؤثرة المشعة بنور معرفة الله وتقوية الإيمان وإصلاح النفس وحسن الخلق. ▪️وضع نظاماً للعلاقات السليمة بين أبناء المجتمع من خلال بيان أول وأفضل وثيقة حقوقية مفصلة عرفها العالم، هي (رسالة الحقوق)…… آيات العزاء والمواساة لمقام إمامنا الاما المهدي عجل الله فرجه الشريف ومراجعنا الكرام والموالين الأعزاء بمصاب شهادة الإمام علي بن الحسين عليهما السلام. و عظم الله أجوركم-