
9 قواعد ذكية للحفاظ على برودة المطبخ أثناء الصيف
لذلك، نقدم مجموعة من القواعد الذكية والنصائح العملية التي تساعد على الحفاظ على برودة المطبخ وتقليل العبء الحراري خلال الأيام الصيفية.
تعد ساعات الظهيرة ذروة ارتفاع درجات الحرارة، لذا يفضل جدولة الطهي في الصباح الباكر أو في وقت متأخر من المساء، حين يكون الجو أكثر اعتدالا. هذا التوقيت يحد من تراكم الحرارة داخل المطبخ، ويقلل الضغط على أجهزة التكييف، مما يساهم في الحفاظ على برودة المنزل وخفض استهلاك الطاقة. ويمكنك استغلال فترات الصباح لطهي الأطباق الأساسية مثل المعكرونة أو البروتينات، أو حتى خبز المخبوزات، لتكون الوجبات جاهزة لاحقا دون الحاجة لتسخين المطبخ مجددا.
الاعتماد على الأجهزة الصغيرة مثل الميكروويف، المقلاة الهوائية، أو أواني الضغط الكهربائي يعتبر بديلا ممتازا للأفران التقليدية التي تطلق حرارة عالية. فهذه الأجهزة لا تسخن الغرفة مثل الأفران، كما أنها تطبخ الطعام أسرع وتستهلك طاقة أقل، مما يجعلها خيارا ذكيا وفعالا في الأوقات الحارة.
اطبخ في الهواء الطلق عندما يكون ذلك ممكنا
إذا كان لديك فناء خلفي أو شرفة أو سطح منزل، ففكر في إعداد الطعام بالخارج باستخدام شواية الفحم أو الغاز أو حتى موقد محمول. هذا يمنع تراكم الحرارة داخل المنزل ويوفر بيئة ممتعة للطهي، خصوصا أثناء الاجتماعات العائلية أو المناسبات الصيفية. حيث إن الطهي في الهواء الطلق هو أحد أفضل الطرق لتقليل الحرارة الداخلية، ولكن احرص على اختيار أماكن ظليلة ومواعيد مناسبة أثناء إعداد الطعام في الخارج؛ لتفادي ضربات الشمس.
تعد مراوح الشفط من الأدوات الأساسية التي لا غنى عنها في المطبخ، حيث تعمل على سحب البخار والهواء الساخن الناتج عن الطهي إلى الخارج، فإن أنظمة التهوية المناسبة تسهم بشكل كبير في تقليل درجات الحرارة وتحسين جودة الهواء داخل المطبخ، خصوصا إذا كانت متصلة بمخرج هواء خارجي مباشر، مع التأكد من وجود مصدر هواء نقي داخل المطبخ لتعويض الهواء المسحوب وعمل تيار هواء لخلق بيئة مريحة جيدة التهوية.
تشغيل مروحة طاولة صغيرة أو مروحة سقف مضبوطة على الدوران العكسي (عكس عقارب الساعة) يساهم في تحسين تدفق الهواء داخل المطبخ ودفع الهواء الساخن بعيدا عن منطقة الطهي، مما يمنح إحساسا واضحا بالبرودة حتى دون استخدام المكيف. ووفقا لوزارة الطاقة الأميركية، يمكن أن تجعل المراوح الغرفة تبدو أكثر برودة بمقدار 4 إلى 6 درجات فهرنهايت، مما يقلل الحاجة إلى خفض منظم الحرارة. كما أن مراوح الطاولة تعد خيارا منخفض التكلفة وفعالا عند استخدامها بشكل ذكي وإستراتيجي.
تمنح النوافذ المكشوفة إضاءة طبيعية رائعة ولكنها للأسف تسمح بدخول كمية كبيرة من حرارة الشمس إلى المطبخ، مما يرفع من درجة حرارته بشكل كبير خاصة في ساعات الذروة. ولهذا ينصح بإغلاق الستائر أو استخدام ستائر معتمة أو عازلة للحرارة خلال فترة الظهيرة. إن كنت من محبي الاضاءة الطبيعية يمكنك تركيب أفلام عاكسة أو واقية من الحرارة على الزجاج لتقليل الإشعاع الشمسي.
غير طريقة إعدادك للوجبات
لتفادي توليد حرارة زائدة في المطبخ خلال الصيف، يفضل الابتعاد عن إعداد وجبات ساخنة معقدة يوميا، والاعتماد بدلا من ذلك على أطباق خفيفة لا تحتاج للطهي، مثل السلطات والسندويشات واللفائف والأطباق الباردة. كما يمكن تحضير وجبات متعددة في يوم واحد واستخدام الميكروويف أو المقلاة الهوائية لإعادة تسخينها سريعًا، مما يقلل من وقت الطهي والحرارة الناتجة. وإذا كان لا بد من استخدام الفرن أو الموقد، فاستغل الأمر بإعداد كميات كبيرة للاستفادة من بقايا الطعام لاحقا دون الحاجة لإعادة تشغيل أدوات الطهي مجددا.
لتحسين كفاءة مطبخك وجعله أكثر برودة خلال فصل الصيف، يُفضل إعادة ترتيب الأجهزة الكهربائية قدر الإمكان. ضع الثلاجات والمجمدات في أماكن بعيدة عن أشعة الشمس المباشرة ومصادر الحرارة، واحرص على ترك مسافة بينها وبين الجدار الخلفي للسماح بتبديد الحرارة بكفاءة أعلى.
أما الأجهزة التي تولد حرارة، مثل الفرن والمقلاة الهوائية، فمن الأفضل وضعها بالقرب من النوافذ أو الجدران الخارجية لتسريع تهوية الحرارة المتصاعدة. ولا تنسَ أن الأجهزة الصغيرة كالغلاية والمحمصة وآلة صنع القهوة تُسهم أيضًا في رفع حرارة المطبخ، لذا يُستحسن فصلها عن الكهرباء عند عدم استخدامها — فهذه الخطوة البسيطة تحدث فرقًا ملموسًا على المدى الطويل.
تنظيف وصيانة فتحات التهوية والمكيفات
إعلان
تراكم الغبار والدهون في فلاتر المطبخ والمراوح يقلل من كفاءتها في طرد الحرارة. لذلك، يوصى بتنظيف هذه الفتحات بانتظام، بالإضافة إلى التحقق من أداء أجهزة التبريد وصيانتها لضمان أقصى كفاءة. الصيانة الدورية لأنظمة التهوية والمكيفات تحسن التبريد وتقلل استهلاك الكهرباء.
للحفاظ على برودة المطبخ وكفاءته، ينصح بالاستثمار في أجهزة موفرة للطاقة، حيث تصدر حرارة أقل وتستهلك طاقة أقل. كما يفضل استخدام إضاءة ليد بدلا من المصابيح التقليدية التي تولد حرارة زائدة، إذ يوفر الليد إضاءة فعالة دون رفع حرارة الغرفة. ويمكن تعزيز الأجواء المنعشة بإضافة نباتات داخلية، إذ تساعد بعض الأنواع مثل السانسافيرا والسرخس على تبريد الهواء وامتصاص الرطوبة، ما يجعل المطبخ أكثر راحة وانتعاشا في الأيام الحارة.
الطهي في الصيف لا ينبغي أن يكون مصدرا للانزعاج أو التوتر. من خلال اتباع هذه القواعد الذكية، يمكنك تقليل الحرارة في مطبخك ومنزلك. يكمن السر في استخدام الأجهزة المناسبة، وتغيير بعض العادات اليومية، والاعتماد على التهوية الذكية لتحقيق بيئة طهي مريحة وآمنة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 4 ساعات
- الجزيرة
هذه ليست حياتنا.. لكن غزة كتبت ملحمة تستحق أن تُروى
هذه ليست حياتنا، لكنها ملحمة تستحق التخليد هذه ليست حياتنا، إنها شيء أشبه بكابوسٍ متتابعٍ لا نهاية له، ولا حدّ. ليس له علاقة بتفاصيل أيامنا. نعم، إنه الواقع السرمدي لتسلسل أحداث يوم جديد علينا، لم نعهدها من قبل. نبدؤُه من صلاة الفجر، حيث البحث عن سُبل الحياة من ماء وغذاء، وتوفير بدائل الكهرباء لتعيننا على التواصل مع العالم الخارجي. إنه كابوس خانق، نودّ أن نستيقظ منه في أي لحظة، قبل خروج الروح من الجسد. لم يعد روتيننا اليومي هو الاستعداد الطبيعي للانطلاق إلى العمل، وذهاب الأبناء إلى المدرسة، وإعداد وجبات الطعام في دقائق معدودة، والانطلاق لحياتنا المعتادة، بل أصبح لدينا حياة جديدة، تعتمد على شحّ المياه، وما يرافقها من تفاصيل تجعل حياة الغزّي أكثر صعوبة. بات "الدلو" بديلًا عن ماسورة المياه، والحطب و"البابور" بديلين عن الغاز، والخيمة بديلة عن البيت، وأصبح سندويش "الدُقة" أو الزعتر وجبة غداء لعائلة فيها الطفل والمسن والشاب ومعيل الأسرة. اختفت أصناف الخضار والفواكه والمملّحات والحلويات من البيت الغزّي، تلك التي كانت تتفنن الزوجة الغزّية في إعدادها بكل حب لعائلتها، وتتباهى بخبرتها ونَفَسها. غاب كل شيء عن حياة الغزيين، وما كان قبل الحرب أساسيًا وضروريًا بات رفاهية مطلقة لا يمكن الحصول عليها. أما الدقيق (الطحين) فله حكايات من مفاصل الألم والمعاناة؛ أصبحت اللقمة مغمسة بشلال من دماء الفلسطينيين التي تسيل على أرض غزة عند ما يُعرف بنقاط "توزيع المساعدات" زورًا وبهتانًا، إذ إنها في الحقيقة مصائد موت ونقاط لمسلسل الإعدامات المتكررة للمدنيين المُجوّعين الذين خاطروا بأرواحهم للحصول على رغيف خبز يسكتون به جوع أطفالهم. رأى العالم أجمع إعدامهم على الهواء مباشرة، دون أن يتحرك أحد أو يرفّ له جفن. هناك خبر عاجل يومي بعدد الشهداء عند مصائد الموت، بفعل مجازر متتابعة لم تمنع الآخرين من الذهاب مرةً تلو أخرى، بفعل سياسة التجويع التي يستخدمها الاحتلال الإسرائيلي منذ بدء الحرب على قطاع غزة قبل أكثر من 640 يومًا. وقد بلغ عدد الشهداء الذين استُهدفوا عند ما يسمى بنقاط التوزيع قرابة 400 شهيد، ولا يزال العدد في تزايد مستمر ما دامت كارثة "نقاط التوزيع" لم تنتهِ، ولم تُوزَّع المساعدات عبر المنافذ المعروفة، كالأونروا والمؤسسات الإغاثية الدولية، بطريقة تحفظ كرامة الغزي ولا تهدد حياته. ولا يقتصر الأمر على شحّ الماء وندرة الغذاء، فانعدام الغاز والسولار والبنزين ترك آثاره على حياة الغزيين، وشكّل صعوبة إضافية لمسلسل إنهاكهم اليومي. لم يعد الماء يُرفع إلى الطوابق العليا لمن حالفه الحظ وعاد إلى بيته، ذلك "البيت الواقف" -وهو مصطلح غزّي أفرزته الحرب- أي البيت الذي لا يزال يستند إلى أرضية وأعمدة، لكنه مُفرَّغ أو محترق بفعل القصف الصاروخي أو قذائف المدفعية. يهدف الاحتلال من خلال ذلك إلى جعل قطاع غزة مكانًا غير صالح للعيش، وتنفيذ خطة التهجير التي يسعى إليها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب- حيث اعترف بأن تدمير منازل الفلسطينيين في غزة يتم عمدًا، لجعل عودة الغزيين مستحيلة. ففي واحدة من أفظع الكوارث العمرانية في العصر الحديث، كشفت تقارير أممية أن أكثر من 70% من مباني قطاع غزة تعرّضت للتدمير الكلي أو الجزئي منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023. ووفقًا لصور الأقمار الصناعية، فإن ما يزيد عن 190 ألف مبنى سُوّي بالأرض أو لحقت به أضرار جسيمة، بما يشمل منازل ومدارس ومساجد ومستشفيات ومرافق عامة. ولم يقتصر الدمار على الحجر فقط، بل هدم حياة مئات آلاف الأسر، وحوّل أحياءً بأكملها إلى "مدن أشباح" بعدما كانت تضج بالحياة. قطاع غزة اليوم يقف على أنقاض أكثر من نصف عمرانه، بينما لا يزال القصف مستمرًا، ومشاهد الركام تُطبع في ذاكرة أجيال لن تنسى. إنها حقًا ليست حياتنا، ولا تشبهها في شيء. فمحظوظٌ من لم يتدمر بيته أو مولده الكهربائي، إذ أصبحت "الشحّتة" -أي الاستدانة من الجار- أمرًا صعبًا وثقيلًا وغير مرغوب به في زمن الندرة. الأمر ينطبق أيضًا على السيارات؛ فعددها ندر، وما تبقى منها يسير بالكاد، وقد أتلفتها الحرب. فإن رأيت سيارة على الطريق، بدت كأنها "الضالة" التي تبحث عنها منذ زمن، بينما تسير غالبًا مشيًا على الأقدام لمسافات طويلة نظرًا لشحّ المواصلات وغلاء أسعار الوقود، إذ أصبحت الأجرة التي كانت شيكلين، سبعة شواكل اليومَ. أما السيارة التي اعتاد الغزيون ركوبها كوسيلة نقل، فقد استُبدلت بباص متهالك عدّله سائقه ببعض الكراسي، يجعلك في حالة اهتزاز دائم طوال الطريق ليتسع لأكبر عدد من الركاب. وإن وجدته، فأنت في نعمةٍ مغبونٍ عليها، فالمسافات طويلة، ولا يمكن أن تُقضى الحوائج جميعها مشيًا. وفي مشهد يعكس التحولات القسرية التي فرضتها الحرب، أصبح "التوك توك" وسيلة النقل الرئيسية لعبور شارع الرشيد، الشريان الحيوي الذي يربط شمال غزة بجنوبها، بعد أن حظر الاحتلال مرور المركبات المدنية. أما "الكارات" التي تجرها الحمير، فقد تحوّلت إلى وسيلة نقل مركزية للغذاء والماء والنازحين. ويقول بعض الأهالي بمرارة ساخرة: "لقد خدمتنا الحمير والخيول في هذه الحرب أكثر من بعض البشر". إعلان هي حياة لا تشبه حياتنا، ومشاهد لم تكن لتخطر في الخيال، فرضتها إبادة جماعية مستمرة منذ 640 يومًا، ابتلعت كل ما هو جميل. لم يتخيل أحد منا يومًا قبل الحرب أن يسكن خيمة تكون هي مضيفته ومطبخه ومكان نومه، في مساحة لا تتجاوز أربعة أمتار في أربعة، في أحسن الأحوال. لم تعد حارتنا كما كانت، حتى لمن منّ الله عليه بالعودة إليها؛ فحارتي يغشاها الدمار من كل صوب، ومقابلها مخيم امتلأ بالعائلات التي كانت تسترها جدران منازلها، أما اليوم فتحيط بها قطعة قماش لا تقي حر الصيف ولا برد الشتاء. وامتلأت الحارة بالأطفال الذين يحملون "القلن" للحصول على الماء النظيف الشحيح. لقد تدمرت المدارس، وتوقفت المسيرة التعليمية في غزة منذ بدء العدوان، باستثناء بعض الروضات والمدارس التي لا تزال تعمل رغم الحرب، وكان حظها أن بقيت قيد الإنشاء دون ضرر. بينما يتسابق أطفال آخرون للحصول على "التكية" -ما توفر من بقوليات تسد جوع المُجوَّعين، لا الجوعى. لم يكن أهل غزة يومًا جائعين، فمن يعرفهم وعايشهم، يعرف أن الرجل الغزّي كان يشتري الخضار والفاكهة بـ"البُكسة"، لا بالكيلو، تحسبًا لضيف مفاجئ لا يمكن أن يخرج من بيته دون ضيافة. لم تعرف غزة يومًا شراء الخضار بالحبة، أما اليوم فلا خضار ولا فاكهة في متناول الناس، وإن وُجدت فهي شحيحة وبأسعار خيالية تفوق القدرة الشرائية للجميع، بعدما تركت الحرب آثارها على الموظف والعامل والمهندس والطبيب؛ الكل سواسية في ترسانة الجوع التي أطبقها المحتل الغاصب وبعد أن عاث الاحتلال دمارًا في قطاع غزة، ودمر الشجر والبشر والحجر، لم تبقَ أراضٍ زراعية صالحة. وتشير تقارير إلى أن أكثر من 80% من الأراضي الزراعية أصبحت غير صالحة أو غير قابلة للاستعمال بحلول مايو/ أيار 2025. وتُقدَّر المساحات الصالحة المتبقية بحوالي 15 ألف دونم فقط، أغلبها على أطراف الساحل، ما جعل المحاصيل الزراعية شحيحة جدًا. أما عن باقي "التفاصيل" -التي لم تعد تفاصيل، بل إعصارًا من الحصار والخذلان- فقد باتت مؤلمة من كل جهة. فاللحوم، والأسماك، والأجبان، والعصائر، والحاجيات الأساسية، تحوّلت إلى رفاهية مطلقة لا تمت لواقع الغزيين بصلة. من لديه طفل، يتمنى له اليوم قطعة دجاج، أو سندويش جبنة -غير متوفرة بفعل الحصار- أو حتى "باكيت بسكويت"، والذي أصبحت القطعة الواحدة منه بعشرة شواكل. ورفاهية تجهيز حاجيات طفلك الذاهب إلى الروضة -التي تعمل رغم الحرب، وتودعه فيها وكل لحظة تَخْشى من قصف أعمى- أصبحت حلمًا لا يناله الجميع. فإذا وفرتَ له سندويشًا صغيرًا من الخبز محشوًا بـ"الدُقّة" أو الزعتر، فأنت في ترفٍ لا يُتاح لكثيرين. فالخبز في حد ذاته بات رفاهية غير متوفرة في أسواق غزة، بعد أن أُغلِقت المنافذ، ليُترَك الغزيون يواجهون الموت بصمت، فإن لم يكن بصاروخ، فبالجوع والعطش. هذه المفارقات العجيبة التي تكاد تعصف بعقولنا، تجعلنا نقف مذهولين أمام شابٍ فلسطيني، خلع عباءة الذل، وارتدى لباس العز. ودّع أهله وزوجته وصغاره، ليخرج مدافعًا عن وطنه السليب منذ عام 1948 ورغم مشاهد الدم المتدفقة، لم تُحرّك المصالح السياسية والاقتصادية للدول العربية ساكنًا؛ فغلبت التبعية الاقتصادية على كل انسجام إنساني أو تعاطف فطري مع أطفالٍ ونساء تحت القصف. فمعظم الدول لا تزال تدور في فلك الاستهلاك، غير القادر على اتخاذ قرارات تمسّ جوهر السيادة الأخلاقية. هذه المفارقات العجيبة التي تكاد تعصف بعقولنا، تجعلنا نقف مذهولين أمام شابٍ فلسطيني، خلع عباءة الذل، وارتدى لباس العز. ودّع أهله وزوجته وصغاره، ليخرج مدافعًا عن وطنه السليب منذ عام 1948، تاركًا خلفه وصيةً وبندقيةً صنعها بيديه، وبعلمٍ تسلح به، رافضًا هوان سائر الأمة. خرج عاملًا بقوله تعالى: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُم مَا استَطَعتُم مِن قُوَّةٍ وَمِن رِبَاطِ الخَيلِ تُرهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُم﴾. حياتُنا اليوم في ظل الإبادة الجماعية ليست حياتَنا حقًا، لا تشبهها بشيء إعلان فغزة التي كانت جميلة بمساجدها وكنائسها، ومدارسها وجامعاتها، وحدائقها وبحرها، مطاعمها وكافيهاتها، ونخيلها وزيتونها، كل شيء فيها كان حيًا. ورغم القصف وقسوة الهجوم، صمد شباب غزة ونساؤها وأطفالها أمام واحدة من أعنف حملات القصف في العصر الحديث. فقد أسقطت إسرائيل، وفق تقارير متعددة، ما بين 70 ألفًا إلى 100 ألف طن من المتفجرات على القطاع منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 وحتى منتصف 2025، في قصف غير مسبوق طال البيوت والملاجئ والمخيمات. لكن رغم هذا التدمير، ظلت غزة واقفة، تنفض الغبار عن جراحها، وتعيد صياغة معنى الصمود. نعم، لم يكن أهل غزة يومًا جائعين، بل جُوّعوا عمدًا. رغم أكثر من 37 ألف شهيد، وأكثر من 85 ألف جريح، ودمار أكثر من 80% من المباني، وتشريد 1.7 مليون إنسان، لم تنكسر غزة. ورغم 17 ألف طفل يتيم، ما زال صوت "الحدث الأمني" يتردد في الشمال والجنوب، بصوت رجالٍ خرجوا من باطن الأرض، يُثخِنون في العدو. شباب غزة بطوفانهم لم يكونوا مجرد مقاتلين؛ كانوا زلزالًا بشريًّا كسر هيبة الاحتلال. وقفوا بقلوب لا تعرف الخوف، دافعوا عن وطنهم وأرضهم وأطفالهم، عن أسرى الحرية، عن شرف أمةٍ كانت نائمة. لقد قدموا ما لم تقدمه جيوش ولا تحالفات؛ قدموا أرواحهم قرابين للكرامة والحرية. وتركوا للأمة ملحمة ستظل محفورة في الذاكرة، تقول للعالم: غزة ليست جغرافيا محاصَرة، بل روحًا مقاومة لا تُقهر. وإن كان الثمن باهظًا، فإن ما تنتظره غزة أغلى: نصر وعد الله به الصادقين، وتمكين لمن صبر وثبت. وكما كانت غزة على قدر الدماء، فهي على قدر المعجزة. وسيرى العالم قريبًا أن هذا الشعب الذي صمد تحت النار، سيعلو صوته فوق الركام، مردّدًا: "كنا هنا.. وثبتنا.. وانتصرنا".


الجزيرة
منذ يوم واحد
- الجزيرة
9 قواعد ذكية للحفاظ على برودة المطبخ أثناء الصيف
في أشهر الصيف الحارة، يصبح المطبخ أحد أبرز مصادر تراكم الحرارة داخل المنزل، خاصة عند تشغيل الأفران والمواقد. هذا الإرهاق الحراري لا يقتصر تأثيره على من يكون في المطبخ فقط، بل يمتد تأثيره ليشمل ارتفاع درجة حرارة المنزل بأكمله، مما يدفع إلى زيادة الاعتماد على أجهزة التكييف وبالتالي ارتفاع فاتورة الكهرباء، ويؤثر سلبا على راحة جميع أفراد الأسرة. لذلك، نقدم مجموعة من القواعد الذكية والنصائح العملية التي تساعد على الحفاظ على برودة المطبخ وتقليل العبء الحراري خلال الأيام الصيفية. تعد ساعات الظهيرة ذروة ارتفاع درجات الحرارة، لذا يفضل جدولة الطهي في الصباح الباكر أو في وقت متأخر من المساء، حين يكون الجو أكثر اعتدالا. هذا التوقيت يحد من تراكم الحرارة داخل المطبخ، ويقلل الضغط على أجهزة التكييف، مما يساهم في الحفاظ على برودة المنزل وخفض استهلاك الطاقة. ويمكنك استغلال فترات الصباح لطهي الأطباق الأساسية مثل المعكرونة أو البروتينات، أو حتى خبز المخبوزات، لتكون الوجبات جاهزة لاحقا دون الحاجة لتسخين المطبخ مجددا. الاعتماد على الأجهزة الصغيرة مثل الميكروويف، المقلاة الهوائية، أو أواني الضغط الكهربائي يعتبر بديلا ممتازا للأفران التقليدية التي تطلق حرارة عالية. فهذه الأجهزة لا تسخن الغرفة مثل الأفران، كما أنها تطبخ الطعام أسرع وتستهلك طاقة أقل، مما يجعلها خيارا ذكيا وفعالا في الأوقات الحارة. اطبخ في الهواء الطلق عندما يكون ذلك ممكنا إذا كان لديك فناء خلفي أو شرفة أو سطح منزل، ففكر في إعداد الطعام بالخارج باستخدام شواية الفحم أو الغاز أو حتى موقد محمول. هذا يمنع تراكم الحرارة داخل المنزل ويوفر بيئة ممتعة للطهي، خصوصا أثناء الاجتماعات العائلية أو المناسبات الصيفية. حيث إن الطهي في الهواء الطلق هو أحد أفضل الطرق لتقليل الحرارة الداخلية، ولكن احرص على اختيار أماكن ظليلة ومواعيد مناسبة أثناء إعداد الطعام في الخارج؛ لتفادي ضربات الشمس. تعد مراوح الشفط من الأدوات الأساسية التي لا غنى عنها في المطبخ، حيث تعمل على سحب البخار والهواء الساخن الناتج عن الطهي إلى الخارج، فإن أنظمة التهوية المناسبة تسهم بشكل كبير في تقليل درجات الحرارة وتحسين جودة الهواء داخل المطبخ، خصوصا إذا كانت متصلة بمخرج هواء خارجي مباشر، مع التأكد من وجود مصدر هواء نقي داخل المطبخ لتعويض الهواء المسحوب وعمل تيار هواء لخلق بيئة مريحة جيدة التهوية. تشغيل مروحة طاولة صغيرة أو مروحة سقف مضبوطة على الدوران العكسي (عكس عقارب الساعة) يساهم في تحسين تدفق الهواء داخل المطبخ ودفع الهواء الساخن بعيدا عن منطقة الطهي، مما يمنح إحساسا واضحا بالبرودة حتى دون استخدام المكيف. ووفقا لوزارة الطاقة الأميركية، يمكن أن تجعل المراوح الغرفة تبدو أكثر برودة بمقدار 4 إلى 6 درجات فهرنهايت، مما يقلل الحاجة إلى خفض منظم الحرارة. كما أن مراوح الطاولة تعد خيارا منخفض التكلفة وفعالا عند استخدامها بشكل ذكي وإستراتيجي. تمنح النوافذ المكشوفة إضاءة طبيعية رائعة ولكنها للأسف تسمح بدخول كمية كبيرة من حرارة الشمس إلى المطبخ، مما يرفع من درجة حرارته بشكل كبير خاصة في ساعات الذروة. ولهذا ينصح بإغلاق الستائر أو استخدام ستائر معتمة أو عازلة للحرارة خلال فترة الظهيرة. إن كنت من محبي الاضاءة الطبيعية يمكنك تركيب أفلام عاكسة أو واقية من الحرارة على الزجاج لتقليل الإشعاع الشمسي. غير طريقة إعدادك للوجبات لتفادي توليد حرارة زائدة في المطبخ خلال الصيف، يفضل الابتعاد عن إعداد وجبات ساخنة معقدة يوميا، والاعتماد بدلا من ذلك على أطباق خفيفة لا تحتاج للطهي، مثل السلطات والسندويشات واللفائف والأطباق الباردة. كما يمكن تحضير وجبات متعددة في يوم واحد واستخدام الميكروويف أو المقلاة الهوائية لإعادة تسخينها سريعًا، مما يقلل من وقت الطهي والحرارة الناتجة. وإذا كان لا بد من استخدام الفرن أو الموقد، فاستغل الأمر بإعداد كميات كبيرة للاستفادة من بقايا الطعام لاحقا دون الحاجة لإعادة تشغيل أدوات الطهي مجددا. لتحسين كفاءة مطبخك وجعله أكثر برودة خلال فصل الصيف، يُفضل إعادة ترتيب الأجهزة الكهربائية قدر الإمكان. ضع الثلاجات والمجمدات في أماكن بعيدة عن أشعة الشمس المباشرة ومصادر الحرارة، واحرص على ترك مسافة بينها وبين الجدار الخلفي للسماح بتبديد الحرارة بكفاءة أعلى. أما الأجهزة التي تولد حرارة، مثل الفرن والمقلاة الهوائية، فمن الأفضل وضعها بالقرب من النوافذ أو الجدران الخارجية لتسريع تهوية الحرارة المتصاعدة. ولا تنسَ أن الأجهزة الصغيرة كالغلاية والمحمصة وآلة صنع القهوة تُسهم أيضًا في رفع حرارة المطبخ، لذا يُستحسن فصلها عن الكهرباء عند عدم استخدامها — فهذه الخطوة البسيطة تحدث فرقًا ملموسًا على المدى الطويل. تنظيف وصيانة فتحات التهوية والمكيفات إعلان تراكم الغبار والدهون في فلاتر المطبخ والمراوح يقلل من كفاءتها في طرد الحرارة. لذلك، يوصى بتنظيف هذه الفتحات بانتظام، بالإضافة إلى التحقق من أداء أجهزة التبريد وصيانتها لضمان أقصى كفاءة. الصيانة الدورية لأنظمة التهوية والمكيفات تحسن التبريد وتقلل استهلاك الكهرباء. للحفاظ على برودة المطبخ وكفاءته، ينصح بالاستثمار في أجهزة موفرة للطاقة، حيث تصدر حرارة أقل وتستهلك طاقة أقل. كما يفضل استخدام إضاءة ليد بدلا من المصابيح التقليدية التي تولد حرارة زائدة، إذ يوفر الليد إضاءة فعالة دون رفع حرارة الغرفة. ويمكن تعزيز الأجواء المنعشة بإضافة نباتات داخلية، إذ تساعد بعض الأنواع مثل السانسافيرا والسرخس على تبريد الهواء وامتصاص الرطوبة، ما يجعل المطبخ أكثر راحة وانتعاشا في الأيام الحارة. الطهي في الصيف لا ينبغي أن يكون مصدرا للانزعاج أو التوتر. من خلال اتباع هذه القواعد الذكية، يمكنك تقليل الحرارة في مطبخك ومنزلك. يكمن السر في استخدام الأجهزة المناسبة، وتغيير بعض العادات اليومية، والاعتماد على التهوية الذكية لتحقيق بيئة طهي مريحة وآمنة.


الجزيرة
منذ 4 أيام
- الجزيرة
موسم في مهبّ الريح.. مزارعو البقاع اللبناني يواجهون قسوة المناخ وتخلّي الدولة
البقاع- على امتداد سهل البقاع، حيث كانت خضرة الأرض تحاكي زرقة السماء، يقف المزارع اللبناني اليوم في مواجهة أقسى موسم زراعي في تاريخه الحديث، وسط أزمة مناخية واقتصادية خانقة. ولم تعد الأمطار تغيث الأرض، ولا الدولة تمدّ يد العون. وفي ظل هذا الفراغ، جاءت ضريبة المازوت لتقصم ظهر الفلاح، وترفع كلفة الإنتاج إلى مستويات لم يعهدها من قبل. في الماضي، كانت السماء تمنح الأرض ماءها، أما اليوم فيرويها المزارع من عرقه، بعدما تضاعفت تكلفة الري لتشكل نحو 30% من إجمالي النفقات، مقارنة بـ10% فقط في السنوات السابقة. هذا الواقع دفع كثيرين إلى تقليص المساحات المزروعة، بل التخلي عنها تماما في بعض الحالات. ومن ضجيج القذائف إلى صمت الحقول، ومن أرض كانت تزهر إلى أرض تتشقّق من العطش، يعيش الفلاح البقاعي تحت حصار متعدد الأوجه: مناخي، واقتصادي، وسياسي، يهدد ليس فقط موسمه الحالي، بل مصير الزراعة برمّتها في لبنان. وفي حديث خاص للجزيرة نت، وصف رئيس تجمع مزارعي وفلاحي البقاع، إبراهيم الترشيشي، واقع القطاع الزراعي بـ"السلسلة المتشابكة من الأزمات التي وضعت الموسم بأكمله في مهبّ الريح"، مؤكدا أن حجم الإنتاج تراجع بشكل مقلق هذا العام، في ظل انسداد الأفق وغياب أي دعم فعلي من الدولة. وأوضح الترشيشي أن الموسم الزراعي بدأ هذا العام تحت القصف، إذ عاش المزارعون 66 يوما في ظل الحرب، وما إن انتهى رعب القذائف حتى حلّ شبح الجفاف، الذي خيّم على المنطقة وجعل الأمل في محصول جيد يتلاشى. أمطار شحيحة وأشار الترشيشي إلى أن معدلات الأمطار سجّلت تراجعا غير مسبوق هذا العام، موضحا أن المعدل السنوي الطبيعي للأمطار في البقاع يتراوح بين 600 و625 ملم، بينما لم يتجاوز هذا العام 230 ملم فقط، أي ما يقارب 35% من المعدل المعتاد. هذا النقص الحاد في الهطول تسبّب في خسائر متفاوتة بين المزارعين، نحو 15% منهم فقدوا محاصيلهم بالكامل، في حين لم يحصد نصفهم سوى نصف الكمية المعتادة، رغم أنهم تحمّلوا تكاليف الإنتاج نفسها. أما الباقون، فقد اضطروا إلى رفع كلفة الري إلى 4 أضعاف. وأضاف الترشيشي: "في السابق، كانت كلفة الري تشكّل نحو 7% من إجمالي تكاليف الإنتاج، أما اليوم فقد تجاوزت 30%، وهو ما يثقل كاهل الفلاحين بشكل خطير". وأكد أن محصول القمح كان الأكثر تضررا من غياب الأمطار، مشيرا إلى أن بعض المزارعين راهنوا على شتاء متأخر، لكن الشهور من يناير/كانون الثاني إلى أبريل/نيسان مضت دون أن تحمل غيثا يُرتجى، مما أسفر عن تراجع كبير في إنتاج الأشجار المثمرة أيضا. وحذّر الترشيشي من أن بساتين يعود عمرها لعشرات السنين باتت مهددة بالموت، وهو ما يصعب تعويضه بأي شكل من الأشكال. ونوّه إلى أن تقلص المساحات المزروعة سيؤدي حتما إلى انخفاض الإنتاج وارتفاع الأسعار، مشدّدا على أن "الغلاء ليس نتاج جشع، بل نتيجة لندرة المعروض وارتفاع كلفة الزراعة"، وضرب مثالا بسعر الكرز الذي وصل إلى 20 دولارا للكيلوغرام، نتيجة تأثر الإنتاج الشديد بالتقلّبات المناخية. التصدير في مأزق وفي ما يتعلّق بتسويق المحاصيل، أشار الترشيشي إلى أن الطريق البري إلى الدول العربية -الذي يُعد شريانا حيويا للقطاع- لا يزال مغلقا منذ أكثر من 3 سنوات ونصف سنة. وقال: "نحتاج سنويا إلى تصدير نحو 200 ألف طن من البطاطا، لكن الطريق البري ما زال مقفلا". وكشف عن اقتراح قدمه المزارعون إلى الدولة اللبنانية يقضي بنقل البضائع إلى الحدود السعودية أو الأردنية، ثم إعادة تحميلها على غرار ما يقوم به السوريون، لكن حتى اليوم لم يصدر أي رد رسمي على هذا المقترح. أما خيار التصدير البحري، فقد ضاعف كلفة الشحن من 1800 دولار إلى أكثر من 5500 دولار للحاوية، وهو ما يجعل من المستحيل منافسة دول مثل مصر وسوريا وباكستان. غياب الدولة في ختام حديثه، حمّل الترشيشي الدولة اللبنانية مسؤولية التقاعس في مواجهة الجفاف، قائلا: "صحيح أن المناخ ليس بيد أحد، لكن الدولة مسؤولة عن بناء السدود وتخزين مياه الشتاء، وهذه المشاريع لا تزال غائبة بالكامل". وأضاف بأسى: "عندما تفيض السيول نصرخ، بينما كان يفترض أن نكون قد خزّناها قبل أن تضيع. نحتاج إلى تفعيل الدعم الزراعي فعليا، وليس بمسميات فقط. مؤسسة إيدال كانت توفّر دعما حقيقيا، أما اليوم فيُحسب على سعر صرف 1500 ليرة (للدولار)، بينما تجاوز الدولار 60 ألفا". القطاع المنكوب من جهته، أكد المزارع حمزة الموسوي أن الموسم الحالي هو "الأسوأ منذ سنوات"، مشيرا إلى أن آبار الري قد جفّت بالكامل، وأنهم باتوا يعتمدون على مضخات تعمل بالمازوت بكلفة باهظة، ازدادت بعد فرض ضرائب إضافية على المحروقات. وحذّر الموسوي من أن نسبة كبيرة من المزارعين ستتوقف عن الزراعة هذا الصيف، متوقعا أن تصل نسبة الأراضي غير المزروعة إلى 70%، وهو ما يشكّل تهديدا مباشرا للأمن الغذائي في لبنان. وأشار إلى أن أسعار المحاصيل تتراجع في الأسواق رغم ارتفاع كلفة الإنتاج، مما يعكس أزمة حادّة في التسويق وغياب قنوات البيع الفاعلة. وختم حديثه بحسرة: "لا نشعر بوجود الدولة. لا توجد خطة إنقاذ، ولا دعم حقيقي، المزارع يستيقظ كل يوم على كارثة جديدة دون أن يجد من يصغي إليه". نداء المزارعين وسط هذه الظروف القاسية، وجّه المزارع حسن نداء مباشرا إلى الدولة اللبنانية، داعيا إلى التفاتة عاجلة تجاه المزارعين الذين يعانون من غلاء فاحش في الأسعار والتكاليف، خصوصا في ظل موجة الجفاف القاسية التي ضربت البلاد. وطالب برفع سعر البطاطا قليلا، في محاولة لتعويض الارتفاع الحاد في تكاليف الإنتاج، مؤكّدا أن القطاع الزراعي يشكّل "ركيزة أساسية في اقتصاد لبنان، بل قد يكون أهم من القطاع الصناعي في بعض المناطق، لأنه يوفر فرص عمل كثيرة ولا ينبغي تركه يتهاوى".