logo
تركيا في سوريا: الأولوية للمصالح أم للاستقرار؟

تركيا في سوريا: الأولوية للمصالح أم للاستقرار؟

الميادينمنذ 2 أيام
لم يهتم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بتعزيز استقرار سوريا عبر جمع المكونات الاجتماعية السياسية السورية المتنوعة والوقوف على مطالبها ومشاركتها في صياغة الدستور. فأتت الحكومة المؤقتة في دمشق، بقيادة أحمد الشرع، لتعكس رؤية إردوغان لسوريا المستقبلية وتعبر عن عودة "الإحياء السني" وهي فكرة تعود لأحمد داوود أوغلو حول إبعاد إيران عن سوريا.
فشلت حكومة الشرع في حماية الأقليات. منذ فبراير/شباط وأبريل/نيسان 2025، ما أسفر عن مقتل المئات من العلويين في الساحل السوري. فالشرع لم يستطع كبح جماح الفصائل الجهادية في زيها الرسمي وهي المدفوعة بالتزام إيديولوجي بتطهير الأقليات وهذا ما كان قد حصل للدروز في إدلب الذين أجبروا على اعتناق الدين الإسلامي السني قبل سنوات مضت.
العنف في السويداء والإعدامات التي واجهها الدروز شبيهة بما شهده العلويون وهذا ما جعل كرد سوريا فاقدين للثقة بالاندماج في مشروع دولة الشرع ولا يجدون أن لديه رغبة في بناء سوريا التي تحترم التنوع. في آذار/مارس 2025، قام مظلوم عبدي، قائد قوات سوريا الديمقراطية، بتوقيع اتفاق مثير للجدل للاندماج مع الجيش السوري الجديد، ومشروع توحيد سوريا تحت مظلة واحدة.
تتعامل تركيا مع سوريا وكأنه لا أقليات فيها أو كأنها لا تحتاج للديمقراطية التي شكلت الغطاء الثوري سنوات للتخلص من نظام الأسد. أما المشاريع التي تريد تركيا تنفيذها في سوريا فهي تقتضي قرار رجل واحد وحكومة واحدة تُغطَّى بدستور مؤقت ويراد للسوريين بجميع مكوناتهم الانصياع للقرارت التي تتخذ من قبل هذه الحكومة.
نفذ الشرع تعليمات تركيا بإرسال الرسائل الودية لـ"إسرائيل" والاجتماع بمسؤوليها للاتفاق على عدم الاعتداء وعدم رغبة سوريا بالقتال ضدها وأبدت حكومته استعدادها للوقوف بوجه إيران وعدم السماح بتهريب سلاح أو أموال الى حزب الله.
والتفاوض حول حدود أمنها واستعدادها لعقد اتفاقية سلام. كل ذلك بعد أن قصفت "إسرائيل" الثكنات والأسلحة التي خزنتها سوريا في زمن الأسد والتي جرى التعامل مع قصفها من قبل فصائل الشرع وكأنها ليست جزءاً من الدولة السورية. اعتبرت تركيا أن إغلاق الطريق أمام إيران والسلام مع "إسرائيل" يمكن أن يكونا كافيين لكي تنصرف إلى مشاريعها في سوريا.
عملت أنقرة على رسم خارطة الطاقة في سوريا وهو المشروع الأساسي الذي تعول عليه وهو يعزز دورها كمزود رئيسي للطاقة وقامت بمحاولة تعزيز شراكات استراتيجية واستثمارات واسعة في قطاع الغاز والكهرباء والنفط والمعادن، وهي ترى أن دورها ليس اقتصادياً فقط، إنما ينعكس بشكل مباشر على الاستقرار الجيوسياسي الإقليمي من خلال تعزيز التكامل بين الدول، كذلك تسعى إلى تخفيف أزمة الطاقة في سوريا، من خلال بناء شراكات جيوسياسية واقتصادية واسعة، مع شركاء إقليميين بارزين مثل قطر وأذربيجان.
وقعت اتفاقية التعاون الشاملة مع دمشق في مايو 2025 في مجالات الغاز والكهرباء والنفط والمعادن وهي تعكس بداية مرحلة جديدة لإعادة تأهيل البنية التحتية.
وجرى إنشاء خط أنابيب بين مدينة كيليس التركية وحلب لتزويد سوريا بـ 2 مليار متر مكعب من الغاز سنويًا، وحصلت شركات تركية على حقوق استثمار في قطاعات النفط والتعدين، بما يشمل استخراج معادن استراتيجية مثل الفوسفات والليثيوم، وتشغيل خطوط التكرير والنقل إضافة الى مشاريع في الطاقة بين قطر وتركيا وأذربيجان والولايات المتحدة في مجال الطاقة والكهرباء ما يضع تركيا في موقع استراتيجي إقليمي جديد.
وتشمل المصالح الاقتصادية التركية المناطق الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية، فتركيا تريد السيطرة على الموارد، وتطوير البنية التحتية، وتسعى تحديدًا إلى الوصول إلى موارد كالمياه والنفط، والمشاركة في جهود إعادة الإعمار، وربما لإعادة توطين اللاجئين السوريين. الذين تركوا هذه المناطق.
ومن المعروف أن المنطقة التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية تتمتع بموارد طبيعية كبيرة، بما في ذلك النفط والمياه، والتي تسعى تركيا إلى السيطرة عليها، ما قد يؤدي إلى شراكات اقتصادية أو حتى السيطرة على هذه الأصول. إن إعادة بناء سوريا ستوفر فرصاً اقتصادية كبيرة لتركيا، بما في ذلك عقود البناء والتجارة والاستثمار. 1 اب 09:32
30 تموز 08:39
عملية اندماج قسد تدريجياً لا تزال في مراحلها التأسيسية وتتطلب وقتًا وجهودًا تفاوضية مستمرة، هذا ما تسعى إليه الولايات المتحدة من أجل إنجاز عملية الاندماج، الاتفاق الحالي بين الطرفين لا يتجاوز كونه "إعلان نوايا"، ولم يُحدد له حتى الآن إطار زمني واضح، الحكومة السورية، خصوصًا بعد احتجاجات السويداء، وبعد ضغوط غربية أصبحت أكثر ميلاً لإشراك مختلف المكونات السورية، في عملية إعادة بناء الدولة، معتبرة أن المرحلة الحالية تتطلب توحيد كافة القوى الوطنية تحت مظلة واحدة تقوم على مبدأ "شعب واحد، أمة واحدة، وترى أن ضمّ "قسد" إلى مؤسسات الدولة يتيح لها استعادة سيادتها على الشمال الشرقي، في حين تراهن "قسد" على تحقيق اعتراف رسمي بوضع خاص للأكراد السوريين ضمن الدولة المركزية.
وفي نفس الوقت تسعى تركيا إلى إبرام اتفاق دفاعي مع سوريا قد يتضمن، إنشاء قواعد عسكرية تركية على الأراضي السورية يُفترض أن تكون في مناطق الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا التي يقودها الكرد.
إلا أن قسد ترى أنه إذا لم تُمنح الأقليات كالعلويين والمسيحيين والدروز، حقوقاً شاملة في الدستور، فلن يتنازل الكرد عن أي من مطالبهم المحددة".
وعلى الشرع أن يطلق ورشة كتابة دستور جديد يرتكز على المساواة بين جميع المواطنين على قدم المساواة، حيث القرارت تشاركية وانتخابات حرة وإلا فلن يكون هناك استقرار.
ويشير بعض التقارير إلى أن بعض العناصر المنضوية تحت راية القوات الحكومية قد فاقمت الهجمات الأخيرة على الأقليات وهي غير موافقة على إعطاء حقوق للأقليات.
أنقرة التي راهنت على المشاريع الاقتصادية ترى الآن ضرورة الاستقرار تصرح أن أي محاولة لتقسيم سوريا هي تهديد مباشر لأمنها، يتعين الانتظار لمعرفة مدى قدرة كرد سوريا على الحفاظ على حكمهم الذاتي في شمال شرق سوريا في إطار اتفاق السلام مع دمشق. فيما دعا زعماء الأقليات الحكومة السورية إلى تعزيز حقوقهم كأقليات في البلاد.
تخوض تركيا و "إسرائيل" صراع نفوذ معقداً في سوريا، مدفوعًا بمصالح متضاربة وحسابات استراتيجية، ما يؤثر على الاستقرار.
"إسرائيل" تطالب بإخلاء كافة الأراضي السورية جنوب دمشق من السلاح، بما في ذلك محافظات القنيطرة ودرعا والسويداء، وأنها لن تتسامح مع التهديدات الموجهة ضد الدروز في جنوب سوريا.
تسعى "إسرائيل" إلى إنشاء مناطق عازلة ومناطق نفوذ في جنوب سوريا لمنع الهجمات على أراضيها والحد من وجود المسلحين المناهضين لـ "إسرائيل".
وتشعر "إسرائيل" بقلق خاص إزاء وجود الفصائل الإسلامية. حاولت التدخل وما زالت لحماية الأقليات المهددة، وخاصة الدروز، من أجل تثبيت وجودها في الجنوب وهي تسعى إلى إنشاء مناطق عازلة ومناطق نفوذ في جنوب سوريا لمنع الهجمات على أراضيها والحد من وجود المسلحين المناهضين لـ "إسرائيل".
وهي تتصرف على أن احتلالها في مرتفعات الجولان طويل الأمد، بما في ذلك بناء البؤر الاستيطانية والشراكة المزعومة مع شركات خاصة، بينما التقى ممثلون من حكومة الشرع في باريس بعد أحداث السويداء مع ممثلين للحكومة الإسرائيلية في25 يوليو/تموز 2025 بوساطة فرنسية وأميركية في محاولات احتواء التصعيد الذي حصل في الجنوب السوري"، وإمكانية إعادة تفعيل الاتفاقية التي عقدت عام 1974 لكن يبدو أنها أقل بكثير مما تريده.
الحكام الجدد في دمشق، زاروا روسيا ، اتخذوا نهجاً عملياً في العلاقات مع موسكو، وكان بوتين، قد أجرى مكالمة هاتفية مع الشرع في شهر كانون الثاني وصفها الكرملين بأنها "بناءة وعملية".
شكره على بقاء بعض القوات الروسية في الساحل السوري، وكانت روسيا في الوقت عينه قد أرسلت شحنات نفط إلى سوريا. تأتي هذه الزيارة بعد مكالمة بوتين مع نتنياهو حول سوريا بعد مكالمة مع الرئيس إردوغان، حيث تمنى بوتين على نتنياهو عدم العبث في استقرار ووحدة سوريا. أتت الزيارة كبداية لفتح صفحة في العلاقة ولا سيما أن لروسيا علاقات مميزة مع "إسرائيل" ونتنياهو بالتحديد وهي حريصة على وحدة الأراضي السورية.
شكر الشرع روسيا على "موقفها القوي في رفض الضربات الإسرائيلية والانتهاكات المتكررة للسيادة السورية". وكان إردوغان قد تحادث مع الرئيس الروسي بشأن الضغط على "إسرائيل" بعد القصف الذي طال المراكز الحكومية السورية.
لا يمكن التعويل على المشاريع الاقتصادية من دون استقرار ولا سيما أن "إسرائيل" تعتبر نفسها هي أيضاً شريكة في صناعة العهد الجديد في سوريا ولها حصة في المشاريع المقبلة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مصادر لـ"الأخبار": ورقة براك تحمل نفس مبادئ الورقة اللبنانية ولكنها ترتّب البنود بالمقلوب
مصادر لـ"الأخبار": ورقة براك تحمل نفس مبادئ الورقة اللبنانية ولكنها ترتّب البنود بالمقلوب

LBCI

timeمنذ 2 ساعات

  • LBCI

مصادر لـ"الأخبار": ورقة براك تحمل نفس مبادئ الورقة اللبنانية ولكنها ترتّب البنود بالمقلوب

كشفت مصادر بارزة لـ" الأخبار" أن ورقة المبعوث الأميركي توم براك "تحمل نفس مبادئ الورقة اللبنانية ولكنها ترتّب البنود بالمقلوب. فهي أعطت بند نزع السلاح الأولوية على أيّ بند آخر"، وقدّمت أمرين: الأول، نزع السلاح واعتبار ذلك شرطاً ومدخلاً لأي أمر آخر، ثم البدء بمفاوضات مع العدو الإسرائيلي برعاية الدول الضامنة، لحل النقاط المُتنازع عليها وترسيم الحدود مع إسرائيل، وكذلك مع سوريا"، وبعدَ ذلك يأتي الكلام عن وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان، وانسحاب العدو من النقاط التي يحتلها في الجنوب وإطلاق الأسرى وإعادة الإعمار ومساعدة لبنان للخروج من أزمته الاقتصادية".

"المونتيور": البراغماتية تتغلب على العداء بين وزيري الخارجية السوري والروسي
"المونتيور": البراغماتية تتغلب على العداء بين وزيري الخارجية السوري والروسي

الميادين

timeمنذ 2 ساعات

  • الميادين

"المونتيور": البراغماتية تتغلب على العداء بين وزيري الخارجية السوري والروسي

موقع "المونيتور" الأميركي ينشر تقريراً يتناول الزيارة الرسمية التي قام بها وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني لموسكو، والتي تُعدّ أرفع زيارة لمسؤول سوري لروسيا منذ سقوط بشار الأسد، في سياق سياسي وأمني معقّد. أدناه نص التقرير منقولاً إلى العربية بتصرف: التقى وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني بنظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو يوم الخميس. ويمثل هذا الاجتماع أعلى زيارة لمسؤول سوري لروسيا منذ سقوط الرئيس بشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر الماضي. وتأتي المحادثات وسط جهود تقودها الولايات المتحدة لدفع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الذي تُعد روسيا عضواً دائماً فيه، إلى شطب هيئة تحرير الشام، فرع تنظيم القاعدة الذي كان يقوده الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع، من قائمة المنظمات الإرهابية. كما تأتي المحادثات في أعقاب أسابيع من العنف بين القوات الحكومية السورية وحلفائها من البدو السنّة والأقلية الدرزية في محافظة السويداء الجنوبية. وقد قُتل أكثر من ألف شخص، واتُّهمت القوات الحكومية بارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين الدروز. ودفعت الاشتباكات إلى تدخل إسرائيلي، ما أجبر القوات الحكومية على انسحاب مهين من السويداء وترك الشرع تبدو ضعيفة وخارجة عن السيطرة. وقال الشيباني إنّ سوريا تريد روسيا إلى جانبها، ودعا إلى الاحترام المتبادل بين البلدين. نقلت وكالات أنباء عن كبير الدبلوماسيين السوريين قوله للافروف، وفقاً لترجمة روسية لتصريحاته: "الفترة الحالية مليئة بالتحديات والتهديدات المتنوعة، لكنها أيضاً فرصة لبناء سوريا موحدة وقوية. وبالطبع، نحن مهتمون بوجود روسيا إلى جانبنا في هذا المسار". كرر لافروف دعوة الكرملين للشرع للانضمام إلى القمة الروسية العربية الأولى المقرر عقدها في موسكو في 15 تشرين الأول/أكتوبر. وقال لافروف إنّ المحادثات ستركز على الوضع الراهن في سوريا إلى جانب قضايا إقليمية ودولية أخرى. وأضاف: "نعتبر زيارتكم في الوقت المناسب، إذ إنها تُكمل سلسلة الاتصالات التي بدأت في يناير من هذا العام، بما في ذلك المكالمة الهاتفية بين رئيسينا". وأكد الشيباني "الطابع التاريخي" للعلاقات الروسية السورية، مضيفاً أنّ هناك "عوامل معينة تُحدد هذه العلاقات وتُعقّدها". 4 اب 09:25 31 تموز 14:14 حتى وقت قريب، كان من غير الممكن تصوّر هذ اللقاء. ومن المقرر أن تتواصل المحادثات هذا الأسبوع في العاصمة الأذربيجانية. وصل مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنغبي، ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر إلى باكو يوم الخميس، وفقاً لتقارير إسرائيلية. ومن المتوقع أن يسافر الشيباني، الذي التقى ديرمر في باريس في 19 يوليو/تموز برعاية المبعوث الأميركي إلى سوريا توم باراك، من موسكو إلى باكو. وقالت دارين خليفة، المستشارة البارزة في مجموعة الأزمات الدولية والتي التقت بالشرع عدة مرات على مر السنين، إنّ رحلة شيباني "تتسق مع سياسة الشرع القائمة على عدم إثارة المشاكل، بما في ذلك مع الأعداء السابقين". وعقب توليه السلطة بفترة وجيزة، صرّح الشرع أنه على عكس التوقعات، ليس لديه أي خطط لقطع العلاقات مع موسكو. وسافر وفد من المسؤولين الروس بقيادة مبعوث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الشرق الأوسط ونائب وزير الخارجية، ميخائيل بوغدانوف، إلى دمشق بعد ذلك بوقت قصير والتقى بالزعيم السوري لتقديم الدعم الروسي "للشعب السوري في تعافيه الوطني بعد الأزمة". صرح آرون لوند، الباحث في مركز سينشري إنترناشونال للأبحاث: "خلافاً للتوقعات، نجحت روسيا في الحفاظ على علاقة عمل مع سوريا حتى بعد سقوط الأسد". وأضاف لوند لموقع "المونيتور": "إنهما لا يحب أحدهما الآخر، لكن هذا لا يهم. إنهما يريدان أشياء أحدهما من الآخر، وهما عمليان. بإمكانهما القيام بأعمال تجارية". تتمثل المصلحة العليا لروسيا في الحفاظ على قاعدتيها في سوريا في حميميم وطرطوس. بدورها، تحتاج سوريا إلى دعم روسيا بشكل عاجل في الأمم المتحدة. وقد أزالت الولايات المتحدة مؤخراً فرع تنظيم القاعدة الذي كان يدير محافظة إدلب الشمالية تحت قيادة الشرع، والمعروف آنذاك باسم أبو محمد الجولاني، من قائمة المنظمات الإرهابية. وتريد الولايات المتحدة الآن من مجلس الأمن الدولي أن يحذو حذوها. مع ذلك، من غير المرجح أن تفعل روسيا، العضو الدائم في المجلس، ذلك "من دون مقابل"، وفقاً للوند. قد يكون تأمين قواعدها هو المقابل. وأشار لوند إلى أنّ "دمشق قد ترغب أيضاً في استغلال علاقات روسيا بنظام الأسد للتواصل مع، وربما حتى استمالة، شخصيات بارزة من عهد الأسد فرّت من البلاد"، أو "لمجرد رغبتها في أن تُضيّق روسيا الخناق على الأنشطة العدائية" التي تقوم بها هذه الشخصيات، وأن تُساعدها في تعقب الأصول المفقودة. بالنسبة لسوريا، لا يزال استمرار تسليم القمح والنفط الروسي أمراً بالغ الأهمية، في الوقت الذي تكافح فيه الحكومة المؤقتة لتحقيق أدنى حد من الاستقرار الاقتصادي بعد أكثر من عقد من الحرب الأهلية. في الوقت نفسه، فإن القليل المتبقي من الترسانة العسكرية السورية بعد الغارات الجوية الإسرائيلية المستمرة هو في الغالب روسي الصنع. لذلك، من المنطقي أن تقوم دمشق باستبدال وإصلاح وتطوير بعضها حتى تتمكن من الوصول إلى أسواق أخرى وتتحمل تكاليفها. نقلته إلى العربية: بتول دياب.

"المونيتور": هل ستستطيع تركيا إغلاق ملف السلاح الكردي؟
"المونيتور": هل ستستطيع تركيا إغلاق ملف السلاح الكردي؟

الميادين

timeمنذ 2 ساعات

  • الميادين

"المونيتور": هل ستستطيع تركيا إغلاق ملف السلاح الكردي؟

موقع "المونيتور" الأميركي ينشر مقالاً يتناول محاولة تركيا تسريع عملية نزع سلاح حزب العمال الكردستاني (PKK) ودمج قوات سوريا الديمقراطية (SDF) في بنية الدولة السورية عبر اتفاق سياسي مع دمشق. أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية: تواجه تركيا اختباراً حاسماً في صراعها الطويل مع الجماعات المسلحة الكردية، في سعيها لتسريع نزع سلاح حزب العمال الكردستاني (PKK) ودمج قوات سوريا الديمقراطية (SDF) سياسياً في ظل دمشق. بينما تُصوّر أنقرة هذه التحرّكات على أنها خطوات نحو "تركيا خالية من الإرهاب" والاستقرار الإقليمي، فإنّ انعدام الثقة المتجذّر بين الكرد، والتنافسات الجيوسياسية المستمرة، ولا سيما تلك التي تشمل "إسرائيل" والولايات المتحدة، والمشهد السياسي المحلي المتشرذم، تشير إلى أنّ التقدّم لن يكون سريعاً ولا مضموناً. ولن تُشكّل النتيجة حسابات تركيا الأمنية فحسب، بل ستُشكّل أيضاً مستقبل وحدة أراضي سوريا وتوازن القوى الهشّ في المنطقة. لا يزال قادة تركيا متفائلين بشأن نزع سلاح حزب العمال الكردستاني ودمج ما يصفونه بفرعه السوري، قوات سوريا الديمقراطية. ومع ذلك، لا تزال هناك توترات كبيرة: إذ تريد قوات سوريا الديمقراطية الحفاظ على قواتها كوحدة منفصلة داخل الجيش، بينما تُلحّ دمشق على دمج المقاتلين بشكل فردي وإعادة تأكيد السيطرة المركزية على الأراضي التي تسيطر عليها في الشمال الشرقي. أنقرة حريصة على تسريع الجهود المبذولة لمنع تجدّد العنف، وقد تكثّف قريباً الضغط على كلا المجموعتين. هناك أمل في أنقرة بأنّ حزب العمال الكردستاني، الذي شنّ حملة مسلحة ضد الدولة التركية منذ ثمانينيات القرن الماضي، قد يلقي سلاحه أخيراً، لكنّ المسؤولين يشيرون إلى سوريا المجاورة كقطعة رئيسية في اللغز. يحثّ القادة الأتراك قوات سوريا الديمقراطية على المضي قدماً في اتفاق 10 آذار/مارس بين الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي. ستشهد الصفقة، في حال تنفيذها، عودة الشمال الشرقي الذي تسيطر عليه قوات سوريا الديمقراطية إلى الدولة السورية مقابل الاعتراف بحقوق الكرد وحصة من الإيرادات الوطنية. يُصنّف حزب العمال الكردستاني منظّمة إرهابية من قبل تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي؛ ومع ذلك، فإن أنقرة وحدها من تساوي بين قوات سوريا الديمقراطية وحزب العمال الكردستاني. أدّت قوات سوريا الديمقراطية، بدعم من الولايات المتحدة وقوات التحالف الغربي، دوراً محورياً في الحرب ضد تنظيم "داعش" وتواصل إدارة مساحات شاسعة من الأراضي في شمال شرق سوريا، بما في ذلك العديد من المناطق ذات الأغلبية العربية. يرتبط تزايد نفاد صبر أنقرة إزاء اندماج قوات سوريا الديمقراطية مع دمشق ارتباطاً وثيقاً بالجهود الجارية داخل تركيا، والتي تهدف إلى نزع سلاح حزب العمال الكردستاني بالكامل. دعا نعمان كورتولموش، رئيس البرلمان التركي والعضو البارز في حزب الرئيس رجب طيب إردوغان الحاكم، الفصائل السياسية إلى ترشيح أعضاء للجنة جديدة مؤلفة من 51 شخصاً تهدف إلى بناء ما تسمّيه الحكومة "تركيا خالية من الإرهاب". من المتوقّع أن تبدأ اللجنة عملها هذا الأسبوع، ومن المرجّح أن تركّز بشكل أساسي على الإصلاحات الدستورية والقانونية الرامية إلى حلّ الصراع الكردي المستمر في تركيا منذ عقود. وبينما لم تُفصّل الإصلاحات رسمياً، من المرجّح أن تشمل المطالب الكردية الرئيسية التي يُتوقّع مناقشتها منحهم اعترافاً دستورياً أو وضعاً قانونياً، والإفراج عن مئات النشطاء والسياسيين والصحافيين الكرد المسجونين. في 26 تموز/يوليو، انتقد دولت بهجلي، زعيم حزب العمل القومي (MHP)، وهو معارضٌ منذ فترة طويلة لمحادثات السلام مع حزب العمال الكردستاني، قوات سوريا الديمقراطية (SDF) لـ"تباطؤها" وتجاهلها دعوة زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان في 27 شباط/فبراير لإلقاء السلاح. كما حذّر بهجلي من أن يصبح حزب العمال الكردستاني وقوات سوريا الديمقراطية أدواتٍ للسياسة الإسرائيلية، التي زعم أنها تهدف إلى إبقاء سوريا مقسّمة وزعزعة استقرار الحدود الجنوبية لتركيا. تتوافق تصريحات بهجلي مع تصريحات وزير الخارجية هاكان فيدان، الذي شدّد مؤخّراً على ضرورة "توصّل قوات سوريا الديمقراطية إلى اتفاق مع الحكومة المركزية في سوريا، وأن تتخذ هذه العملية خطواتٍ واقعية"، مضيفاً: "نتوقّع من قوات سوريا الديمقراطية إلقاء أسلحتها". في غضون ذلك، نفّذ مسلحو حزب العمال الكردستاني مبادراتٍ رمزية لنزع سلاحهم في محافظة السليمانية العراقية، حيث أحرق المقاتلون أسلحةً في حفلٍ قرب مخابئ جبلية على طول الحدود التركية العراقية الإيرانية. تزعم تركيا أنّ حملاتها العسكرية أضعفت قدرات حزب العمال الكردستاني بشكل كبير، مما أجبر المسلحين المتبقّين على الابتعاد عن الحدود التركية. ويجادل المسؤولون الأتراك الآن بأن لا حاجة للتفاوض، إذ تمّ القضاء على الوجود المسلّح للحزب داخل تركيا إلى حد كبير. 1 اب 10:08 31 تموز 14:14 مع ذلك، يتزايد الضغط على قوات سوريا الديمقراطية. يقول عمر أوزكيزيلجيك، الخبير في الشؤون السورية والزميل في المجلس الأطلسي: "اعتقدت قوات سوريا الديمقراطية أيضاً أنها لم تكن طرفاً في تحذيرات تركيا أو في نزع سلاح حزب العمال الكردستاني". لكنّ التصريحات الأخيرة لبهجلي وفيدان "لم تترك مجالاً للغموض"، كما قال للمونيتور. لم يُحرز اتفاق 10 آذار/مارس بين قوات سوريا الديمقراطية ودمشق تقدّماً يُذكر، ولا تزال الثقة بين الجانبين متدنية. وصرّح آرون لوند، كبير المحللين في وكالة أبحاث الدفاع السويدية، قائلاً: "يبدو أنّ مستقبل العلاقة بين قوات سوريا الديمقراطية والجيش الوطني غير مؤكّد"، مضيفاً: "يبدو أنّ أحداث السويداء قد غذّت انعدام الثقة بين الجانبين". أسفر القتال الذي اندلع في منتصف تموز/يوليو في مدينة السويداء الجنوبية بين قبائل بدوية موالية للحكومة وميليشيات من الطائفة الدرزية عن مقتل أكثر من 1400 شخص، وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره المملكة المتحدة. ومنذ ذلك الحين، تساءل البعض في قوات سوريا الديمقراطية عما إذا كانت دمشق شريكاً موثوقاً به، وما إذا كان توثيق العلاقات مع "إسرائيل" يمكن أن يكون بديلاً. ينظر المسؤولون الأتراك إلى هذه الاحتمالات بقلق، مما قد يُفسّر أيضاً تزايد الإلحاح التركي. وفقاً لأوزكيزيلجيك، نقلت تركيا رسائل إلى مسؤولين أميركيين، بمن فيهم توم برّاك، السفير الأميركي لدى تركيا ومبعوث إدارة ترامب إلى سوريا، تحثهم فيها على الضغط على قوات سوريا الديمقراطية للمضي قدماً في اتفاق آذار/مارس. وقال أوزكيزيلجيك: "الشيء الوحيد الذي يمكن أن يُدمج قوات سوريا الديمقراطية في الدولة السورية الجديدة هو التحرّكات العسكرية التركية"، مشيراً إلى أنّ تركيا قد تتصرّف بشكل أحادي إذا لم يُحرز أيّ تقدّم. وعلى عكس التدخّلات السابقة، تشهد أنقرة الآن قيوداً خارجية أقلّ من الولايات المتحدة أو روسيا أو إيران. وحذّر قائلاً: "مدّت أنقرة غصن زيتون لقوات سوريا الديمقراطية. عليهم قبول ذلك؛ وإلّا، فقد تندلع الاشتباكات العسكرية من جديد". ومع ذلك، يحذر آخرون من القراءات الحتمية المفرطة للسياسة التركية. وقال دبلوماسي غربي مقيم في المنطقة، طلب عدم الكشف عن هويته: "حتى لو أرادت أنقرة تسريع إعادة دمج قوات سوريا الديمقراطية مع دمشق، فإنّ نفوذها على الكرد أو الحكومة السورية محدود". "التهديدات العسكرية يمكن أن تُرسّخ المواقف بسهولة كسرها نفسه". على الرغم من تفاؤل الحكومة، لا يزال الرأي العام التركي منقسماً. أظهر استطلاع رأي أجراه مركز "راويست" للأبحاث في مدينة ديار بكر ذات الأغلبية الكردية أنّ 81% من الكرد الأتراك و64% من عامّة السكان يؤيّدون العملية الجديدة. لكن حسين رشيد يلماز، مدير برنامج السياسة في معهد الدراسات الاجتماعية في أنقرة، صرّح بأنّ التشكّك العامّ لا يزال مرتفعاً. وقال يلماز لموقع "المونيتور": "لا يزال نحو 50% من المشاركين يعتقدون أنّ زعيم حزب العمال الكردستاني، عبد الله أوجلان، يجب إعدامه. ويعتقد 30% آخرون أنه يجب أن يبقى في السجن، بينما يعتقد نحو 10% فقط أن ظروفه يمكن تحسينها". وأضاف: "إنّ الادعاء بأنّ أوجلان يعارض إسرائيل حتى يتمكّن حزب العمال الكردستاني وقوات سوريا الديمقراطية من إيجاد قضية مشتركة مع تركيا يبدو أمراً مثيراً للسخرية. لم يعد هناك حزب عمال كردي نشط داخل تركيا. ما الفائدة من محاولة إرضائهم؟" هناك أيضاً تحدّي تأمين الدعم السياسي لأيّ تعديلات دستورية تهدف إلى حلّ الصراع الكردي في البلاد. في حين انضمّ حزب الشعوب الديمقراطية والمساواة (DEM) المؤيّد للكرد إلى اللجنة البرلمانية، فإنّ حزب العدالة والتنمية الحاكم وحلفاءه من حزب الحركة القومية يفتقرون إلى الأصوات اللازمة لإقرار التعديلات بشكل مباشر، وسيحتاجون إلى دعم من حزب الشعب الجمهوري المعارض (CHP) لطرح التعديلات للاستفتاء. ومع ذلك، فإنّ حزب الشعب الجمهوري على خلاف مع الحكومة بشأن سجن رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو في آذار/مارس بتهم الفساد والإرهاب، وهي قضية يصفها الحزب بأنها ذات دوافع سياسية. وقال يلماز: "بالنسبة لحزب الشعب الجمهوري، هذا وضع غير منطقي. لا يعتقد أنّ حزب العدالة والتنمية قادر على حلّ أيّ من القضايا الرئيسية - الزراعة أو التعليم أو العدالة - ولكن من المتوقّع أن يحلّ مشكلة الإرهاب؟". كما أشار يلماز إلى تنامي المشاعر القومية، ولا سيما بين الناخبين الشباب. في استطلاع رأي أجرته منظّمته، عرّف 36% من المشاركين أنفسهم بأنهم "مؤيّدون لأتاتورك" و15.9% بأنهم "قوميون". وارتفعت هذه النسب بين الشباب إلى 55% ونحو 17% على التوالي. خلال الاحتجاجات على سجن إمام أوغلو، تعرّض متحدّثو حزب الشعب الجمهوري أحياناً لصيحات استهجان من نشطاء الشباب لفشلهم في بثّ رسالة قومية قوية بما يكفي. نقلته إلى العربية: بتول دياب.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store