
"رسوم الأربعين".. العراق يفعّل مورداً حيوياً لمواجهة الضائقة المالية
شفق نيوز – كربلاء
يمثل فرض العراق أجوراً على تأشيرة الدخول الخاصة بالزيارة الأربعينية للزائرين القادمين من الدول العربية والأجنبية بقيمة 5 دولارات أي 7500 دينار عراقي، خطوة أولى نحو تحسين الإيرادات غير النفطية ودعم حقيقي للموازنة الوطنية، بحسب مختصين، حيث شددوا على أهمية أن تستثمر هذه الأموال بشكل شفاف لتطوير البنية التحتية الخاصة بالمناسبة.
وقررت وزارة الداخلية العراقية، الخميس الماضي، منح سمات الدخول (الزيارة - السياحية - الاعتيادية) مقابل رسوم (5 دولارات)، على أن يُنفذ هذا الأمر اعتباراً من 1 محرم ولغاية 20 صفر 1447هـ، الموافق 27 حزيران/يونيو 2025 ولغاية 25 تموز/ يوليو 2025.
وتعليقاً على هذا القرار، يقول عضو اللجنة النيابية المكلفة بمتابعة زيارة الأربعينية في محافظة كربلاء، النائب زهير الفتلاوي، إن "الرسوم هي قرار سليم، خاصة وأن كربلاء سجلت دخول بحدود 8 ملايين زائر من داخل وخارج العراق على مدار السنة السابقة، لكن ينبغي استثمار الإيرادات المستحصلة من هذه الرسوم بشفافية كاملة لضمان عدم ضياعها في الفساد".
ويؤكد الفتلاوي لوكالة شفق نيوز، أن "هذه الأموال يجب أن تدخل في تأهيل الطرق المؤدية إلى كربلاء وإنشاء جسور على نهر الفرات لتخفيف الزحام وفك الاختناقات المرورية الدائمة على هذا النهر، وتحسين خدمات النقل ومبيت الزائرين وتقديم العلاجات الصحية والخدمات الطبية مع توفير محطات استراحة نظيفة وآمنة للزائرين".
وتتفق النائبة عن محافظة كربلاء، ابتسام الهلالي، مع الفتلاوي بأن "هذه الأموال ينبغي أن تعود نصفها لكربلاء، إذ تستقبل المحافظة 20 مليون زائر خلال 40 يوماً، ما يتطلب إجراء إعادة تأهيل للمياه والمجاري والبنى التحتية بعد انتهاء الزيارة لتكون المدينة جاهزة للزيارات الأخرى".
كما تدعو الهلالي خلال حديثها لوكالة شفق نيوز، إلى "صرف جزء من هذه الأموال لتهيئة الخدمات ودعم البلدية عبر صرف مكافأة لعمال البلدية الذين يعملون بشكل متواصل من يوم العاشر من محرم إلى الأربعين، وما بعد الأربعين أيضاً حتى انتهاء شهر صفر".
وعن أهمية المردود الاقتصادي من هذه الرسوم، يبرز الخبير الاقتصادي، مصطفى الفرج، أن "فرض العراق أجوراً على تأشيرة الدخول لكل زائر خلال موسم الزيارات الدينية يمثل خطوة أولى نحو تحسين الإيرادات غير النفطية، وهو ما نحتاج إليه بشدة في ظل التحديات التي يواجهها الاقتصاد العراقي المرتبط بشكل كبير بعوائد النفط".
ويوضح الفرج لوكالة شفق نيوز، أن "هذه الرسوم، وإن كانت رمزية، إلا أنها قد تولد دخلاً سنوياً بملايين الدولارات إذا ما تم تنظيمها وإدارتها بشكل شفاف وفعال، خاصة في ظل استقبال العراق لملايين الزائرين سنوياً خلال مناسبات كبرى مثل زيارة الأربعين".
ويعتبر أن "الأهم من ذلك، أن هذا التوجه يُظهر رغبة حكومية حقيقية بتنويع مصادر الدخل، وهو توجه اقتصادي سليم طالما لم يؤثر سلباً على حركة الزوار أو يُستخدم بطريقة تعسفية".
كما يشير الفرج إلى أهمية أن "تقترن هذه الخطوة بخطة استراتيجية للاستثمار في البنية التحتية السياحية والدينية، من أجل تعظيم الفائدة الاقتصادية من قطاع الزيارات، بما يشمل تشغيل الفنادق، النقل، الخدمات، والأسواق المحلية، خصوصاً أن عدد الزوار يتجاوز 3 إلى 5 ملايين زائر".
وفي السياق ذاته، يؤكد الباحث الاقتصادي، أحمد عيد، أن "رسم تأشيرة دخول العراق قد يشكّل دعماً حقيقياً للموازنة الوطنية، إذ تشير تقارير إلى أن الولايات المتحدة وحدها جنت نحو 3 مليارات دولار من رسوم التأشيرات في عام واحد، وأن السوق العالمية لتأشيرات السفر تصل قيمته إلى نحو 50 مليار دولار مما يعزز تحقيق مصدر إيراد إضافي ملموس".
ويرى عيد خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، أن "الخطوة هذه تساهم في ضبط السياحة غير المنتظمة وجودة الزوار، حيث يعمل الرسم الأعلى كعامل تصفية يجذب المسافرين الجادين ويخفف الضغط على البنية التحتية، كما يُعزز ربط الإيرادات المباشرة بتحسين الخدمات السياحية".
ويشدد على أن "تنويع الإيرادات أصبح ضرورة ملحّة للعراق بعد الاعتماد شبه الكليّ على النفط، وبالتالي فإن رسوم التأشيرة عند مستوى عادل وشفاف ومرفق بتحسين ملموس للخدمات، يعزز الثقة من قبل المواطن والزائر ويرسّخ دعائم الاقتصاد غير النفطي".
هذا وكان رئيس رابطة فنادق النجف، صائب أبو غيم، أكد أول أمس السبت، لوكالة شفق نيوز، أن الفنادق في المدينة باشرت استعداداتها بشكل كامل لاستقبال الزائرين في محافظتي النجف وكربلاء، مشيراً إلى أن الأسعار بقيت مستقرة رغم الظروف الصعبة.
من جهتها، أعلنت وزارة الداخلية العراقية، الخميس الماضي، انطلاق الخطة الأمنية الخاصة بشهر محرم، مؤكدة عدم وجود أي قطوعات مرورية في عموم البلاد.
ويحيي المسلمون الشيعة "يوم عاشوراء" ذكرى مقتل الإمام الحسين مع أهل بيته وأصحابه في واقعة الطف على أيدي جيش الخليفة الأموي يزيد بن معاوية في سنة 61 للهجرة الموافق 680 ميلادي، وتستمر حتى ذكرى الزيارة الأربعينية بعد أربعين يوماً على يوم عاشوراء.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ساحة التحرير
منذ 2 ساعات
- ساحة التحرير
في ذكرى 30 يونيو المصرية.. السير في نهج الاستسلام!ميلاد عمر المزوغي
في ذكرى 30 يونيو المصرية.. السير في نهج الاستسلام! ميلاد عمر المزوغي اعتقدنا ان ثورة 30 يونيو في مصر ,ثورة تصحيحية للأوضاع الاقتصادية والسياسية في مصر, واستبعاد الاخوان المسلمين الذين اعلنوا فوزهم بالانتخابات الرئاسية بتواطؤ امريكي مصري طنطاوي(النتيجة كانت لصالح خصم مرسي), وهذه الثورة كانت لها تبعاتها على تنظيم الاخوان بالمنطقة الذين قفزوا الى السلطة بدول الربيع العربي وحاولوا ان يحيوا الخلافة العثمانية, مقدمين كل امكانيات الامة العربية للسلطان اردوغان, الامير الذي كان يرغب في ان يكون سيّد المتوسط, سقط اخوان ليبيا ومن ثم اخوان تونس. كنا نتوقع ان يسير النظام المصري على نهج عبد الناصر داخليا من خلال تحسين الاوضاع المعيشية للمواطن المصري وعربيا بإعادة الروح الى امة عمل الاعداء وعملائهم من ابناء الامة على ازهاقها,فاصبحت اثر بعد عين يتكالب عليها الجميع لأجل نهب خيراتها وطمس معالم حضارتها. اكثر من عقد على تولي السيسي زمام الامور في مصر, هل تحقق شيء للشعب المصري؟ الامور الاقتصادية ازدادت سوءا من خلال تعويم العملة المحلية لتصبح قيمتها الحالية اقل من خمس قيمتها السابقة, ارتفعت الاسعار ولم يعد باستطاعة المواطن الحصول على المتطلبات الضرورية للعيش, الاستثمارات الاجنبية بمصر' الاستثمارات العربية وحدها بلغت خلال السنتين الماضيتين2023/2024 اكثر من 41 مليار دولار بينما بلغت قيمة الدين العام18 تريليون جنيه مصري أي ما يعادل 90% من الناتج المحلي الاجمالي البالغ 20 تريليون جنية مصري ', ,لذلك فان الاستثمارات وبناء مدن حديثة, انما اقيمت للأغنياء من ابناء البلد ورعايا الدول الغنية نظرا لان اسعار اقتنائها خيالية ,بمعنى انها لم تعد بالنفع على الشعب المصري. عربيا حرب ابادة على غزة لما يقارب من العامين والنظام المصري يقفل حدوده مع القطاع ولم يقدم اية مساعدات الا بإذن الصهاينة, كمأ ان النظام المصري من 'الدول الساعية' الى ايجاد وقف لإطلاق النار بغزة, النتائج كانت وخيمة قطاع يباد بأكمله,بينما تدعو مصر الى نزع سلاح المقاومة وجعل غزة منزوعة السلاح أي ان يتطابق مع ما يسعى اليه العدو.عداء النظام المصري لحماس انها اخوانية, ربما تحتاط من ان تتعاون مع اخوان مصر, ولكن ان تقف ضد حركة مقاومة عملت كل جهدها لمحاربة العدو واعادة احياء القضية الفلسطينية ,فهذا الفعل مجرم عربيا واسلاميا, اناس يقتلون على الجانب الاخر من الحدود يشاهدون بأم العين, فهذا يعني ان قد انسلخ عن العروبة واجماع المسلمين, خاصة وان مصر تحتضن الجامعة التي لم تعد عربية بمواقفها, بل تمثل اصوات الدول التي تتهافت على التطبيع ولم يبقى منها الا القليل. السيسي رضخ لإملاءات تركيا العلمانية واقعيا, والتي تقدم نفسها على انها سنية لتقود الفريق السني الى حيث تريد, بسطت سيطرتها على سوريا ولبنان فعليا, وتخترق سيادة العراق(الذي اصبح طائفيا هشا) متى شاءت, الخليج العربي تحت العباءة الامريكية ,بينما اليمنيون يواصلون اطلاق الصواريخ على الصهاينة نصرة لغزة الجريحة. بالتأكيد لم نكن نتوقع من النظام المصري قطع العلاقات مع الصهاينة او سحب السفراء, لأنه اجبن من ان يفعل ذلك, اتضح جليا انه امتدادا لحكم السادات واتفاقياته المخزية مع العدو, ترى هل تحقق الامن بمختلف شُعُبِه لمصر؟,ما نراه بأم اعيننا انها اصبحت منصة للأعداء, بالأخص الذباب الالكتروني الذي انشاته والذي يعتبر ان العرب لم يشاركوا في الحروب السابقة ضد الصهاينة, ليعطي النظام لنفسه العذر القبيح التنصل من القضية الفلسطينية. 2025-07-01


شفق نيوز
منذ 2 ساعات
- شفق نيوز
أسعار الذهب تقفز في العراق مع الصعود العالمي للمعدن النفيس
شفق نيوز- بغداد/اربيل ارتفعت أسعار الذهب الاجنبي والعراقي في الأسواق المحلية بالعاصمة بغداد، و في اربيل عاصمة اقليم كوردستان، اليوم الثلاثاء، (1 تموز/يوليو 2025). وقال مراسل وكالة شفق نيوز، إن أسعار الذهب، في أسواق الجملة بشارع النهر في العاصمة بغداد سجلت صباح اليوم، سعر بيع للمثقال الواحد عيار 21 من الخليجي والتركي والأوربي 662 الف دينار، وسعر الشراء 658 دينار . فيما سجل يوم أمس الاثنين 652 ألف دينار . وأشار مراسلنا، إلى أن سعر بيع المثقال الواحد عيار 21 من الذهب العراق سجل عند 632 الف دينار، وبلغ سعر الشراء 628 الفاً. وفيما يخص أسعار الذهب في محال الصاغة، فإن سعر بيع مثقال الذهب الخليجي عيار 21 يتراوح بين 665 الف و 675 ألفاً، البيع مثقال الذهب العراقي بين 635 الفا و 645 الف دينار. اما اسعار الذهب في اربيل فقد سجل ارتفاعا ايضا حيث بلغ عيار 22 بيع 684 ألف دينار، وعيار 21 بيع 653 ألف دينار، وعيار 18 بيع 560 ألف دينار. وسجّلت أسعار الذهب ارتفاعاً في تعاملات، صباح اليوم الثلاثاء، مدعومة بتراجع قيمة الدولار الأميركي، في ظل ترقّب المستثمرين لبيانات سوق العمل المرتقبة في وقت لاحق من هذا الأسبوع، والتي يُعوَّل عليها لتحديد مسار السياسة النقدية للفدرالي الأميركي، وسط دعوات متجدّدة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب لخفض معدلات الفائدة. وارتفع سعر الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.5% ليبلغ 3322.26 دولاراً للأونصة، بينما صعدت العقود الأميركية الآجلة للذهب بنسبة 0.8% لتصل إلى 3334.70 دولاراً.


وكالة الصحافة المستقلة
منذ 3 ساعات
- وكالة الصحافة المستقلة
الدولار يكسر الدينار من جديد.. من المتحكم الخفي بسعر الصرف؟
المستقلة/- في صباحٍ اقتصاديٍّ خانق، عاد الدولار ليُلقِّن الدينار العراقي درسًا جديدًا في الانكسار، حيث سجّل ارتفاعاً مفاجئاً في أسواق بغداد وأربيل، وكأنّه لا يوجد من يردعه، لا من الحكومة ولا من البنك المركزي. 141500 دينار مقابل 100 دولار في بورصتي الكفاح والحارثية.. هذا ليس رقمًا عابرًا، بل ناقوس خطر يضرب بجرس الغضب في آذان المواطنين الذين تآكلت قدرتهم الشرائية وسط صمت رسمي مريب! المضحك المبكي أن الارتفاع شمل أيضًا محال الصرافة، إذ بلغ سعر البيع 142500 دينار، بينما لم يعد المواطن يجد أي تفسير منطقي لهذا التذبذب الذي أصبح أشبه بـ'مضاربة منظمة' على حساب الناس. أما أربيل، فلم تكن أفضل حالاً، إذ ارتفع السعر هناك أيضاً، ليسجّل 141400 دينار للبيع و141300 دينار للشراء، لتُطرح التساؤلات مجدداً: هل هناك يد خفية تعبث بالسوق؟ أم أن الحكومة رفعت الراية البيضاء أمام لعبة الدولار؟ المواطن يسأل.. والمسؤول 'لا يُجيب'! في كل مرة يُسأل فيها المعنيون عن أسباب ارتفاع الدولار، تتكرر الأسطوانة نفسها: 'أسباب خارجية'، 'ضغط على السوق'، 'عمليات تهريب'، وكأنّ المواطن هو من يتحكّم بالسوق وليس المضاربين الكبار وشبكات الصرافة المرتبطة بجهات نافذة! إلى متى يبقى الدينار ضحية؟ أمام هذا الصعود الجديد، يبقى السؤال الأكبر بلا إجابة: إلى متى سيبقى الدينار العراقي سلعة للمساومة؟ ومن المستفيد الحقيقي من هذه التقلبات التي لا تنتهي؟ الواضح أن لعبة الدولار لن تنتهي قريباً، ما دامت القرارات الاقتصادية تُتخذ خلف الأبواب المغلقة، وما دام المواطن وحده من يدفع الثمن في كل مرة