logo
الأمم المتحدة: الضربات الجوية ألحقت أضراراً بالغة بمواني الحديدة

الأمم المتحدة: الضربات الجوية ألحقت أضراراً بالغة بمواني الحديدة

الشرق الأوسط٢٧-٠٥-٢٠٢٥
نبّهت الأمم المتحدة إلى أن وضع الأمن الغذائي في اليمن لا يزال حرجاً، مع تدهور ملحوظ، حيث اضطر برنامج الأغذية العالمي إلى وقف شحناته إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين نتيجة الضربات الإسرائيلية التي استهدفت مواني الحديدة الخاضعة لسيطرة الجماعة، مما أدى إلى تعطيل تقديم المساعدات الغذائية.
وأكد برنامج الأغذية العالمي في تحديثه الشهري عن وضع الأمن الغذائي أن الضربات الجوية التي استهدفت مناطق سيطرة الحوثيين خلال الشهرين الماضيين أدت إلى أضرار كبيرة في البنية التحتية لمواني الحديدة الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
وذكر أنه يواصل تقديم المساعدات الغذائية في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة المعترف بها دولياً، إلا أن التخفيضات غير المتوقعة في التمويل تُهدد قدرته على مواصلة تقديم المساعدات المنقذة للحياة.
وبحسب أحدث بيانات رصد الأمن الغذائي لبرنامج الأغذية العالمي، فإن 57 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع لم تتمكن من الحصول على الحد الأدنى من احتياجاتها الغذائية في مارس (آذار) الماضي.
مستوى التمويل الدولي للمساعدات في اليمن تراجع بشكل غير مسبوق (الأمم المتحدة)
ورغم التحسن المؤقت الذي شهده اليمن خلال شهر رمضان الماضي، فإن تدهور وضع الأمن الغذائي -بحسب التقرير- لا يزال قائماً بشكل ملحوظ، إذ كان معدل انتشار الاستهلاك غير الكافي للغذاء أعلى بنسبة 25 في المائة مما كان عليه في نفس الفترة من العام السابق، كما ارتفعت مستويات الحرمان الغذائي الحاد (سوء استهلاك الغذاء) من 21 في المائة إلى 33 في المائة.
ومع تأكيد البرنامج الأممي أن الغارات الجوية خلال شهري أبريل (نيسان) الماضي، ومايو (أيار) الجاري ألحقت أضراراً جسيمة في البنية التحتية للمواني الخاضعة لسيطرة الحوثيين في غرب اليمن، فإنه نبه إلى أن هذا قد يؤدي إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي بسبب انخفاض القدرة على التعامل مع البضائع الإنسانية والتجارية.
ووفق ما ذكره البرنامج، فإن وضع الأمن الغذائي في اليمن لا يزال مُقلقاً، إذ تُظهر البيانات أن ما يقرب من ثلثي الأسر في جميع أنحاء البلاد لا تزال غير قادرة على الحصول على الحد الأدنى من احتياجاتها الغذائية، بالتزامن مع تحذير اليونيسف ومنظمة «أطباء بلا حدود» من وضع غذائي حرج ومتدهور في البلاد.
الأمراض الوبائية تضاعف من معاناة سكان المخيمات في اليمن (الأمم المتحدة)
وفي ظل مواجهة برنامج الأغذية العالمي انقطاعاً تاماً في إمدادات إدارة سوء التغذية الحاد والمعتدل في المناطق الخاضعة لسلطة الحوثيين، ستتولى اليونيسف جميع حالات سوء التغذية عالية الخطورة، بما في ذلك في 59 مديرية ذات أولوية عالية كانت تُغطيها سابقاً منظمة الأغذية والزراعة.
طبقاً للتقرير الأممي، فإن برنامج الأغذية العالمي في اليمن لا يزال يُعاني من نقص حاد في التمويل، حيث لا يتجاوز تمويله 20 في المائة للأشهر الممتدة حتى أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، مع متطلبات تمويل صافية قدرها 564 مليون دولار.
في غضون ذلك، أفادت دائرة الترصد الوبائي في مكتب الصحة في ساحل محافظة حضرموت اليمنية (شرق)، بأن إجمالي حالات الاشتباه بإصابتها بحمى الضنك والكوليرا والحصبة بلغت 587 حالة، وذلك خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري.
معدل انتشار الاستهلاك غير الكافي من الغذاء ارتفع بنسبة 25 في المائة (الأمم المتحدة)
وأوضحت أن الحالات ارتفعت من 541 حالة خلال شهر مايو الجاري إلى 587 حالة، بالإضافة إلى تسجيل ثلاث وفيات جديدة، من بينها 211 حالة إصابة بالحصبة، و101 حالة اشتباه بالكوليرا.
كما أعلنت السلطات الصحية في محافظة عدن (جنوب) السيطرة على وباء الكوليرا بعد الموجة الجديدة التي أصابت المحافظة والمحافظات المجاورة، فيما سجلت محافظة تعز (جنوب غرب) أكثر من 3400 حالة إصابة بالحميات.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الرئيس الإيراني: إسرائيل حاولت اغتيالي.. ومستعدون لاستئناف المفاوضات مع واشنطن
الرئيس الإيراني: إسرائيل حاولت اغتيالي.. ومستعدون لاستئناف المفاوضات مع واشنطن

الشرق السعودية

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق السعودية

الرئيس الإيراني: إسرائيل حاولت اغتيالي.. ومستعدون لاستئناف المفاوضات مع واشنطن

قال الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان، إن إسرائيل حاولت اغتياله، بقصف منطقة كان يجتمع فيها مع عدد من المسؤولين، لكن الهجوم فشل. وأعرب الرئيس الإيراني عن استعداد بلاده لاستئناف المفاوضات مع واشنطن بشأن برنامج طهران النووي، مشيراً إلى الانفتاح على محادثات بشأن مراقبة دولية لأنشطة طهران النووية، لكنه شدد على أن طهران "لا تسعى لامتلاك قنبلة نووية"، واتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بـ"زرع هذه الفكرة الخاطئة" في أذهان رؤساء الولايات المتحدة. وأضاف الرئيس الإيراني خلال مقابلة مع الإعلامي الأميركي تاكر كارلسون، بُثت الاثنين: "كنت في اجتماع، وكنا نناقش سبل المضي قدماً، وحاولوا قصف المنطقة التي كنا نعقد فيها ذلك الاجتماع". ووفق الرئيس الإيراني، فإن محاولة الاغتيال وقعت قبل أسبوع ونصف، أي قبل أيام من وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل. ورداً على سؤال بشأن توقعاته لنهاية الحرب بين الولايات المتحدة وإيران، لا سيما بعد ما يبدو أنه فترة توقف، أجاب: "نحن لم نبدأ هذه الحرب، ولا نريد لهذه الحرب أن تستمر بأي شكل من الأشكال". وتابع: "منذ البداية، كان شعار إدارتي الذي ألتزم به دائماً، وهو تعزيز الوحدة الوطنية داخل البلاد، وأيضاً تعزيز السلام والهدوء والصداقة مع دول الجوار ومع بقية دول العالم". برنامج إيران النووي وفيما يتعلق باستعداد طهران للتخلي عن برنامجها النووي مقابل "السلام"، على حد وصف كارلسون، خاصة بعد أن قصفت الولايات المتحدة منشآت تخصيب اليورانيوم الإيرانية في إيرانية في 22 يونيو الماضي، شدد بيزشكيان على أن بلاده لا تسعى لامتلاك قنبلة نووية، مشيراً إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "صنع فكرة خاطئة عن أن إيران تسعى لتطوير قنبلة نووية منذ عام 1984، وأدخل هذه الفكرة في ذهن كل رئيس أميركي منذ ذلك الحين، وجعلهم يعتقدون أننا نرغب في امتلاك قنبلة نووية". وتابع الرئيس الإيراني: "الحقيقة هي أننا لم نكن أبداً نسعى إلى تطوير قنبلة نووية، لا في الماضي ولا في الحاضر ولا في المستقبل، لأن هذا خطأ. وهذا الأمر يتعارض مع الفتوى التي أصدرها المرشد الإيراني (علي خامنئي)، لذلك فإنه محرم دينياً علينا السعي وراء (امتلاك) قنبلة نووية". وأردف: "وقد تأكد هذا الأمر دائماً، بفضل تعاوننا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لأنهم كانوا دائماً هناك للتحقق من ذلك، وللتأكيد على أننا لم نكن نريد أبداً قنبلة نووية؛ لكن للأسف، تعطل هذا التعاون بسبب الهجمات غير القانونية ضد منشآتنا النووية"، في إشارة إلى الضربات الأميركية على منشآت طهران النووية في يونيو الماضي. بيزشكيان يقر بتضرر المنشآت النووية وبشأن سماح السلطات الإيرانية لدول أخرى بالتحقق من عدم صنع أسلحة نووية، بعد وقف التعاون مع وكالة الطاقة الذرية، أجاب الرئيس الإيراني: "أود أن ألفت انتباهك إلى حقيقة أننا كنا نجري محادثات مع الولايات المتحدة، وقد دعانا رئيس الولايات المتحدة (دونالد ترمب) لإجراء مثل هذه المحادثات من أجل السلام". وأضاف: "أخبرونا خلال عملية المفاوضات والمحادثات أنه طالما لم نعطِ الإذن لإسرائيل، فإنهم لن يهاجموكم. وكنا سنعقد الجولة التالية من المحادثات في وقت قريب للغاية، ولكن في منتصفها نسفت إسرائيل فجأة طاولة المفاوضات. كنا جالسين على طاولة المفاوضات عندما حدث ذلك". وتابع: "بقيامهم بذلك (شن الهجمات) أفسدوا تماماً ودمرواً الجهود الدبلوماسية. وللإجابة على سؤالك فيما يتعلق بالمراقبة أو الإشراف على برنامجنا النووي، أود أن أقول إننا مستعدون لإجراء محادثات بشأنها. نحن لم نكن أبداً الطرف الذي يتهرب من التحقق. نحن مستعدون لإجراء هذه الرقابة". وأكد الرئيس الإيراني، تضرر منشآت بلاده النووية من الضربات الأميركية، مضيفاً: "تضررت الكثير من المعدات والمنشآت بشكل كبير. لذلك، ليس لدينا أي إمكانية للوصول إليها، ولا يمكننا أن نعرف. وفي ظل عدم القدرة على الوصول إلى هناك مرة أخرى، فعلينا أن ننتظر ونرى ما سيحدث ومدى الضرر الذي لحق بها حتى نتمكن من الانتقال إلى مرحلة الإشراف عليها". وانتقد مسعود بيزشكيان، تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأخير بشأن إيران، واعتبره "أعطى ذريعة لإسرائيل" في هجماتها على بلاده، مضيفاً: "وحتى بعد ذلك، امتنعت الوكالة عن إدانة هذه الهجمات أو محاولة وقفها بأي شكل من الأشكال، وهذا يتعارض مع القانون الدولي، وأدى ذلك إلى انعدام الثقة على نطاق واسع بين الإيرانيين، والمشرعين الإيرانيين، والرأي العام هنا". إيران تبدي استعدادها لاستئناف المفاوضات مع واشنطن وأعرب بيزشكيان عن استعداد بلاده لاستئناف المفاوضات النووية مع واشنطن، والتي توقف بسبب الحرب الإسرائيلية، مضيفاً: "يمكن بسهولة تسوية الخلافات والنزاعات مع الولايات المتحدة من خلال الحوار والمحادثات"، مشيراً إلى أن "القانون الدولي سيكون بمثابة إطار أو أساس لصفقة يتم فيها احترام حقوق جميع الأمة الإيرانية". وأجرت الولايات المتحدة وإيران عدة جولات من المفاوضات "غير المباشرة"، بوساطة من سلطنة عمان، بشأن برنامج طهران النووي، لكن الحرب الإسرائيلية على إيران والتي استمرت 12 يوماً، أوقفت تلك المفاوضات، خاصة بعد الضربات الأميركية على منشآت إيران النووية في يونيو الماضي.

برنامج الغذاء العالمي: أدخلنا شاحنات مساعدات لشمال غزة وبعضها لم يصل لوجهته
برنامج الغذاء العالمي: أدخلنا شاحنات مساعدات لشمال غزة وبعضها لم يصل لوجهته

الشرق الأوسط

timeمنذ 2 ساعات

  • الشرق الأوسط

برنامج الغذاء العالمي: أدخلنا شاحنات مساعدات لشمال غزة وبعضها لم يصل لوجهته

قال برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، السبت، إنه قدم خلال آخر يومين مساعدات غذائية إلى العائلات في شمال قطاع غزة. وأضاف البرنامج، في بيان: «لا يزال وصول المساعدات الإنسانية إلى شمال غزة مقيداً بشدة جراء النشاط العسكري المستمر وأوامر الإخلاء». وأضاف أنه في يوم الجمعة عبرت 20 شاحنة تحمل مساعدات من معبر زيكيم إلى شمال قطاع غزة، مشيراً إلى أن «11 شاحنة منها اعترضتها مجموعات من اليائسين، ونجحت 9 شاحنات في الوصول لمخازن تابعة للبرنامج». #Gaza: WFP perseveres and distributes food to vulnerable communities in Northern Gaza; agency urgently appeals for non- interference with ongoing aid sustained and unimpeded access the risk of starvation looms larger.⬇️ FULL STATEMENT⬇️ — World Food Programme (@WFP) July 12, 2025 وتابع: «يوم السبت، عبرت 20 شاحنة من معبر زيكيم تحمل مواد غذائية، واعترض طريقها مدنيون جائعون وأفرغوا حمولتها جميعاً قبل أن تصل لوجهتها النهائية». وفرضت إسرائيل حصاراً كاملاً على قطاع غزة منذ مارس (آذار)، وبعد رفع جزئي للحصار الإسرائيلي على دخول جميع البضائع إلى غزة في أواخر مايو (أيار)، أطلقت إسرائيل نظاماً جديداً لتوزيع المساعدات الغذائية تحت إشراف قوات إسرائيلية عبر «مؤسسة غزة الإنسانية». وترفض الأمم المتحدة هذا النظام وتصفه بأنه خطير بطبيعته ويعد انتهاكاً لمبادئ الحياد الإنساني. وتقول إسرائيل إنه ضروري لمنع المسلحين من تغيير مسار المساعدات. واندلعت الحرب في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، عندما شن مسلحون تقودهم حركة «حماس» هجوماً مباغتاً على بلدات في جنوب إسرائيل؛ مما أدى، بحسب إحصاءات إسرائيلية، إلى مقتل نحو 1200 شخص واقتياد 251 رهينة إلى غزة. ويعتقد أن ما لا يقل عن 20 من الرهائن الخمسين المتبقين لا يزالون على قيد الحياة. وتقول وزارة الصحة في غزة إن العمليات العسكرية الإسرائيلية قتلت أكثر من 57 ألف فلسطيني وتسببت في أزمة نزوح طالت جميع السكان تقريباً الذين يزيد عددهم على مليوني شخص، وفجرت أزمة إنسانية وأحدثت دماراً في معظم مناطق القطاع.

إيران التي تريد السلام والتفاوض
إيران التي تريد السلام والتفاوض

العربية

timeمنذ 2 ساعات

  • العربية

إيران التي تريد السلام والتفاوض

المطالعة الهادئة وكم الرسائل الإيجابية التي وجهها الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في حديثه مع تاكر كارلسون المقرب من الرئيس الأميركي دونالد ترمب، لم تنحج في التخفيف من حال الحذر الشديد والقلق العميق المسيطرين على الموقف الإيراني من تطورات محتملة قد تشهدها المنطقة، تحديداً إيران، وإمكان أن تتعرض لهجوم إسرائيلي- أميركي جديد. بزشكيان الذي حاول تحميل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مسؤولية الهجوم على إيران وأنه استطاع جرّ الطرف الأميركي إلى الدخول المباشر في هذه الحرب، اعتبر أن حرب الـ 12 يوماً كانت "حرب نتنياهو" على طاولة التفاوض، بالتالي فإن العودة لهذه الطاولة بحاجة إلى مزيد من العمل الجاد من أجل إعادة الثقة بهذه الطاولة ونوايا واشنطن الجدية بالتوصل إلى اتفاق واضح وجدي ودائم. مواقف الرئيس الإيراني جاءت عشية الزيارة الثالثة التي يقوم بها نتنياهو إلى واشنطن منذ عودة ترمب للبيت الأبيض، وحاول عبرها تقديم النصيحة إلى نظيره الأميركي بألا يقع في شباك نتنياهو وأهدافه وألا يقدم شعار "نتنياهو أولاً" على شعار "أميركا أولاً"، ويعرض بذلك إمكان التوصل إلى سلام في المنطقة للخطر، إضافة إلى أنه يضع المصالح الأميركية وإمكان الاستثمار في السوق الإيرانية في خطر، خصوصاً أن المرشد الأعلى علي خامنئي أعطى الضوء الأخضر لذلك. وعلى رغم الإشارات الإيجابية من الطرف الإيراني بإمكان العودة للمسار التفاوضي، فإنها لا ترقى إلى مستوى العجلة الأميركية لذلك التي عبّر عنها الرئيس ترمب ومبعوثه إلى المفاوضات ستيف ويتكوف وتوقعاتهما باستئنافها الأسبوع المقبل. فالجانب الإيراني سواء بزشكيان أو وزير خارجيته عباس عراقجي ما زالا، ومعهما منظومة السلطة، عالقين في أزمة انعدام الثقة بالمفاوض الأميركي، وحجم التأثير الذي يملكه نتنياهو في الموقف الأميركي، وأن تكون الرغبة الأميركية هذه مجرد خدعة جديدة قد تتعرض لها إيران. لا شك في أن طهران تراقب وتتابع عن كثب تفاصيل زيارة نتنياهو إلى البيت الأبيض ونتائجها، وتتعامل مع التأكيدات الأميركية بكثير من الحذر والريبة، وأن المحادثات مع نتنياهو لا تتمحور فقط حول ضرورة التوصل إلى إعلان هدنة في الحرب على قطاع غزة، وآلية إتمام الصفقة المرتقبة بين تل أبيب و"حماس"، فلا تسقط من حساباتها وجود بنود سرية في هذه المفاوضات وأن الموضوع الإيراني يشكل أحد المحاور الرئيسة والمفصلية فيها. ويسهم قرار ويتكوف بتأخير التحاقه بجلسات التفاوض غير المباشر الذي تستضيفه العاصمة القطرية الدوحة بين إسرائيل وحركة "حماس" في رفع منسوب الحذر الإيراني، خصوصاً أن هذا القرار جاء بعد الجلسة الليلية التي جرت بين الرئيس الأميركي ونائبه جي دي فانس من جهة، ورئيس الوزراء الإسرائيلي من جهة أخرى في المكتب البيضاوي والتي لم تسهم في إنضاج الاتفاق على الهدنة ووقف إطلاق النار. فالاعتقاد الإيراني، وبناء على تجربة الجولات الخمس السابقة من المفاوضات، بأن التركيز الأميركي والإسرائيلي على موضوع الهدنة في غزة، ربما يكون محاولة تضليل وإبعاد الأنظار من الموضوع الأساس والرئيس لمحادثاتهما التي تدور حول إيران، وأن التوصل إلى اتفاق حول الهدنة لا يعني أو لا ينفي مسألة أن إيران تشكل صلب هذه المفاوضات. وترى طهران أن حال عدم اليقين لدى الطرفين (الأميركي والإسرائيلي) من نتائج الضربة العسكرية التي استهدفت البرنامج النووي والقدرات العسكرية للنظام الإيراني، تفرض عليهما إعادة تقويم هذه النتائج ووضع آليات التعامل معها والسيناريوهات المحتملة في المرحلة المقبلة، إضافة إلى التفاهم حول جدول أعمال مشترك يتعامل مع الخطوات المقبلة، بما فيها التنسيق الضروري والمطلوب الذي يخدم الهدف النهائي المتمثل في التخلص من قدرات وطموحات إيران النووية والباليستية التي لا تزال تشكل تهديداً لمفهوم الاستقرار الذي يريدانه. في المقابل، فإن حال الإبهام أو الغموض النووي الذي تمارسه طهران، ومحاولة التماشي مع رغبة الرئيس الأميركي في أن الضربات العسكرية التي تعرضت لها المنشآت النووية الثلاث كانت قاسية وأن الدمار الكبير لا يسمح بالتحقق من حجم الأضرار، أو معرفة ما بقي من قدرات وإمكانات في هذه المواقع، قد تشكل مخرجاً للطرفين للقبول بالنتائج والعودة لتفعيل مسار التفاوض. وتدرك طهران، نظاماً وحكومة، أن المرحلة الجديدة من المفاوضات في حال حصولها، لن تكون كسابقاتها، وقد تشهد مرحلة جدية لاختبار النوايا ومدى رغبة الطرفين في التوصل إلى اتفاق دائم كما يريدان، بخاصة الرئيس الأميركي. بالتالي فإن من المتوقع أن يعطي المرشد الأعلى الإذن بعقد جلسة حوار وتفاوض مباشر بين وزير الخارجية الإيراني والمبعوث الأميركي، تكون بمثابة اختبار من الناحية الإيرانية لجدية الجانب الأميركي في إعادة بناء الثقة وعدم وجود نوايا بممارسة الخداع مرة أخرى، أما بالنسبة إلى الجانب الأميركي فهي فرصة لمعرفة استعداد إيران للتجاوب مع مطلبه في ما يتعلق بمسألة أنشطة تخصيب اليورانيوم. واللقاء المباشر والعلني إذا ما حصل هذه المرة، فمن المرحج أن يكون مفصلياً، فإما أن يفتح الطريق أمام استمرار التفاوض والعمل من أجل عقد اتفاق نهائي ودائم بينهما، وإما أن يعزز المخاوف الإيرانية بالعودة للخيار العسكري، وأن المفاوضات المرتقبة قد تشكل مجرد تأخير في موعد الحرب وليس منع وقوعها. من هنا يبدو أن الجانب الإيراني يسعى إلى حشد دعم وتأييد دولي وإقليمي للمطالب التي يريدها، أقلها الاعتراف بحقه في امتلاك دورة تخصيب سلمي على أراضيه، ولو كانت مؤجلة. وفي الوقت نفسه يعمل على طمأنة الدول الإقليمية، بخاصة الدول العربية، تحديداً الخليجية التي ترصد بقلق، الوضع الهش بين طهران وتل أبيب، من خلال توسيع مشاركتها في المفاوضات التمهيدية مما يسمح لها بالقيام بدور فاعل في تدوير الزوايا والدفع باتجاه ترتيب أوضاع المنطقة على أسس ومعادلات جديدة تقوم على الشراكة الحقيقية وتدفع مسار التنمية والسلام بجدية. ولعل الزيارة التي قام بها عراقجي إلى العاصمة السعودية الرياض واستقبال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان له يشكلان مؤشراً واضحاً على الحاجة الإيرانية إلى دور سعودي فاعل في المرحلة المقبلة، بخاصة بعدما أدركت طهران أن تعميق علاقاتها العربية والخليجية قد يساعد على تشكّل مظلة لها أمام الضغوط الأميركية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store