logo
دراسة تكشف الرابط بين السكتات الدماغية وأوهام الخيانة الزوجية

دراسة تكشف الرابط بين السكتات الدماغية وأوهام الخيانة الزوجية

الرجلمنذ 14 ساعات
نشر تقرير طبي حديث حالة نادرة لامرأة في الخمسين من عمرها، أصيبت بمتلازمة "الغيرة الوهمية" المعروفة باسم متلازمة عطيل، وذلك عقب تعرضها لجلطة دماغية غير شائعة. ورغم عدم معاناتها من أي اضطرابات نفسية سابقة، بدأت المرأة تعاني من أوهام راسخة تتعلق بخيانة زوجها، ما قاد لاحقًا إلى سلوك عدواني تجاهه.
وبحسب التقرير المنشور في مجلة Neurocase ، تُعد متلازمة عطيل اضطرابًا نفسيًا نادرًا يتجلى في اعتقاد ثابت وخاطئ بأن الشريك عرضة للخيانة، حتى في غياب أي دليل موضوعي. وقد سُميت هذه الحالة تيمنًا بشخصية "عطيل" في مسرحية وليم شكسبير، وهي تصنّف ضمن أشكال الذهان المرتبطة بالغيرة المرضية، وتظهر غالبًا لدى من يعانون من أمراض نفسية، أو إصابات دماغية، أو اضطرابات ناتجة عن تعاطي مواد معينة.
ويؤكد الأطباء أن هذه المتلازمة قد تنشأ في حالات نادرة بعد الإصابة بسكتة دماغية، لا سيما إذا طالت مناطق في الدماغ مسؤولة عن التنظيم العاطفي، والانتباه، والحكم على الأمور، مثل المهاد أو الفصوص الجبهية.
تفاصيل الحالة
كشفت الدراسة عن تطور اضطراب نفسي حاد لدى سيدة خمسينية عقب إصابتها بجلطة دماغية نادرة، رغم تمتعها بسجل صحي نفسي مستقر وغياب أي تاريخ مرضي عصبي سابق، باستثناء ارتفاع ضغط الدم غير المسيطر عليه.
وبحسب التقرير، كانت المريضة تعيش حياة زوجية مستقرة لأكثر من ثلاثين عامًا، قبل أن تتعرض لصداع مفاجئ وحاد في أثناء إعداد الطعام، تبعه اضطراب في الذاكرة والتفكير، ما استدعى نقلها إلى قسم الطوارئ.
وأظهرت فحوصات الرنين المغناطيسي إصابتها بـ"احتشاء المهاد الثنائي الجانبي"، وهو نوع نادر من الجلطات الدماغية يحدث بسبب انسداد شريان بيرشيرون (Percheron artery)، الذي يغذي جانبي المهاد معًا، مع تركّز الضرر في الجانب الأيمن، المرتبط بوظائف عاطفية وحسية وانتباهية.
وخلال فترة مكوثها في المستشفى، ظهرت عليها أعراض تشمل القلق، واضطرابات بصرية، وصعوبة في حركة العينين، وهي مؤشرات تتوافق مع إصابة المهاد. وبعد خروجها بعدة أيام، بدأت تظهر عليها سلوكيات غير معتادة، إذ اتهمت شقيقتها الصغرى، التي زارتها للاطمئنان على صحتها، بإقامة علاقة مع زوجها، قبل أن تتحوّل شكوكها لاحقًا إلى صديقة للعائلة، ثم إلى قريبات أخريات.
وسرعان ما تصاعدت تلك الأوهام إلى سلوكيات تجسسية وعدائية، إذ كانت تراقب هاتف زوجها سرًّا، وتبقى مستيقظة طوال الليل تراقبه، وتوقظه لتواجهه باتهامات لا أساس لها.
وفي تطوّر خطير، أقدمت على مهاجمته مرتين باستخدام آلة حادة، قبل أن تنكر هذه الأفعال لاحقًا، رغم استمرار نوبات غيرتها الشديدة واللاعقلانية.
التشخيص والعلاج
أظهرت التقييمات النفسية للمريضة تدهورًا ملحوظًا في الوظائف الإدراكية، شمل ضعفًا في الذاكرة والتركيز والانتباه، حيث سجّلت نتائج متدنية في اختبار الحالة العقلية المصغّر (MMSE) واختبار التقييم المعرفي في مونتريال (MoCA)، وبعد استبعاد أسباب أخرى محتملة مثل الخرف، والتسمم، أو الاضطرابات الاستقلابية، توصّل الأطباء إلى تشخيص حالتها على أنها متلازمة عطيل، ناجمة عن الجلطة التي أصابت منطقة المهاد في الدماغ.
وقد بدأت خطة العلاج باستخدام دواء كويتيابين (Quetiapine) المضاد للذهان، والذي ساعد جزئيًا في التخفيف من الأعراض، لكن مع عودة الهلاوس والشكوك، تم استبداله بدواء أولانزابين (Olanzapine)، ما أدى إلى تحسّن ملحوظ وأكثر استقرارًا.
وخلال عام من المتابعة، ومع تقليل الجرعة تدريجيًا، اختفت أعراض الغيرة الوهمية بالكامل، واستعادت المريضة إدراكها بأن شكوكها السابقة لم تكن صحيحة.
ورغم ندرة هذه الحالة، فإنها تُسلّط الضوء على أحد الأوجه المعقدة لما يُعرف بـ"الذهان ما بعد السكتة"، وهو نمط من الاضطرابات النفسية التي قد تظهر بعد الإصابة بجلطة دماغية، وتشمل في بعض الأحيان أوهام الغيرة كعرض شائع نسبيًا،وغالبًا ما تُسجَّل هذه الأعراض لدى المرضى الذين يتعرضون لتلف في نصف الدماغ الأيمن، خاصة في الفصوص الجبهية والجدارية، أو في بنى عميقة كالمهاد.
ويُعتبر المهاد مركزًا حيويًا في الدماغ، إذ يعمل كحلقة وصل بين المناطق التنفيذية في القشرة الجبهية والمراكز العاطفية كالجهاز الحوفي. وعند تعرّضه للتلف، تضعف الشبكات العصبية المسؤولة عن الانتباه، والإدراك الذاتي، وتنظيم الانفعالات، ما يُمهّد لظهور تصورات ذهانية وسلوكيات غير واقعية.
تحذير وتوصيات
وأكّد الباحثون أن الفحوصات الدماغية التي أُجريت للمريضة لم تُظهر أي مؤشرات على وجود خرف أو تلف في الأوعية الدموية الدقيقة، ما يدعم بشكل قاطع فرضية أن الجلطة الدماغية كانت السبب المباشر في ظهور أعراض متلازمة عطيل.
ولفتوا إلى أن هذه المتلازمة لا تقتصر على تأثيراتها النفسية، بل قد تتطور إلى سلوك عنيف جسدي، ما يجعل التشخيص المبكر والتدخل العلاجي السريع أمرًا بالغ الأهمية لحماية المريض والمحيطين به.
وفي الوقت نفسه، شدّد الباحثون على أن دراسات الحالة، رغم أهميتها، لا تُعد كافية لتحديد مدى شيوع هذه المتلازمة أو التنبؤ باستجابات المرضى للعلاج، نظرًا لاختلاف كل إصابة دماغية في طبيعتها وتأثيرها.
ومع ذلك، أكدوا أن توثيق هذه الحالات يُعد ذا قيمة كبيرة في مجالي الطب النفسي والعصبي، إذ يُسهم في الكشف عن الأعراض غير النمطية الناتجة عن إصابات الدماغ، ويفتح الباب أمام دراسات موسعة لفهم الروابط المعقدة بين السلوك البشري وتلف البُنى العصبية العميقة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

والآن... الطبيب الاصطناعي !
والآن... الطبيب الاصطناعي !

عكاظ

timeمنذ 2 ساعات

  • عكاظ

والآن... الطبيب الاصطناعي !

لا تزال أصداء إعلان شركة مايكروسوفت الأمريكية، عملاق التقنية المعروفة، عن برنامج حديث من إنتاج مختبراتها العلمية يعتمد على الذكاء الاصطناعي، قادر على تشخيص دقيق للعلل والأمراض بشكل يتفوق على قدرات مجموعة من الأطباء المختصين. وهذه المسألة كانت تطرح منذ فترة زمنية ليست بالبعيدة وتبحث في احتمالات حصولها ولكن كل ذلك كان يقع في ضمن إطار الخيال العلمي على أقل تقدير. وبدا عدد غير بسيط من المحللين العلميين والأطباء الممارسين في تقدير آثار ذلك الأمر المستجد على القطاع الصحي بشكل عام. هل سيكون لدى الناس ثقة في رأي الذكاء الاصطناعي في تشخيص أغلى ما يملكون وهو صحتهم؟ وهل هذا البرنامج الجديد سيكون آمناً ضد القرصنة الإلكترونية المدمرة والفتاكة؟ تجارب الناس مع المنظومات الإلكترونية الوسيطة سواء في التسوق أو الصيرفة أو التعلم أو المعاملات الرسمية هي متفاوتة في نتائجها فهناك قصص نجاح مذهلة وهناك مآسٍ وكوارث تكاد لا تصدق. في دراسة حديثة أجرتها جامعة ميناسوتا الأمريكية، وأعلنت نتائجها في شهر مايو من هذا العام، أظهرت أن الغالبية العظمى من الشريحة التي تم استبيانها أوضحت أنها لا تثق في الذكاء الاصطناعي كوسيط للتشخيص في المجال الصحي. وكانت النسبة أكثر من ٦٥% من الذين أبدوا الملاحظات السلبية وهي نسبة لا يمكن الاستهانة بها. وفي تعليق مهم جداً وإن كان لا يخلو من الطرافة علّق أحد الأطباء المختصين عن التشخيص الطبي المعتمد بشكل كامل وأساسي على الذكاء الاصطناعي بأن هذا الأمر سيعفي الأطباء وشركات التأمين من القضايا المتعلقة بالأخطاء البشرية في القطاع الصحي، وهذا حدث في حد ذاته لا يمكن الإقلال من أهميته. إذا ما تم اعتماد هذا البرنامج وهذا ما يتوقع حدوثه عاجلاً أم آجلا ستكون هناك حاجة ملحة لإعادة توصيف العلاقة بين المريض والطبيب. هناك علاقات مهنية في حياة الناس تبنى على أسس الثقة والطمأنينة والأمان، مهن مثل الطبيب والمحامي والمعلم، وهي جميعها مهددة بتغيير جذري في أدوارها، وفي بعض الأحيان زوالها، ولكن تبقى لمهنة الطبيب مكانة خاصة ومميّزة في نفوس الناس، وتهديد هذه المكانة حتى لو كانت بوعود الذكاء الاصطناعي بتشخيص أكثر دقة واعتمادية يثير الاهتمام والجدل ولم نبدأ بعد حتى الآن. سيكون طبيبك الجديد محمولاً في جيبك على هاتفك يقدّم لك التشخيص المناسب لأعراضك متى ما عرضت عليه ويأتيك الجواب في ثوانٍ. مقبلون على عالم جديد من الواضح جداً أن أهم معالمه هو أن الذكاء الاصطناعي هو آخر اختراعات العقل البشري، وكل ما سيلي ذلك سيكون من إنتاج الذكاء الاصطناعي نفسه. أخبار ذات صلة

لحماية الأرواح.. "الصحي السعودي" يصدر تنبيهات حاسمة لسلامة مرضى الرعاية المنزلية
لحماية الأرواح.. "الصحي السعودي" يصدر تنبيهات حاسمة لسلامة مرضى الرعاية المنزلية

صحيفة سبق

timeمنذ 2 ساعات

  • صحيفة سبق

لحماية الأرواح.. "الصحي السعودي" يصدر تنبيهات حاسمة لسلامة مرضى الرعاية المنزلية

أكد المجلس الصحي السعودي أهمية الالتزام بإجراءات محددة لضمان سلامة مريض الرعاية الصحية المنزلية، مشددًا على ضرورة تهيئة بيئة مناسبة وآمنة تسهم في راحته وتقلل من احتمالية تعرضه لأي أخطار. وتضمنت التوصيات أن تكون غرفة المريض جيدة التهوية وتدخلها الشمس بنسبة معقولة، مع الابتعاد عن مصادر الضوضاء، وتوفير أجواء من الهدوء والخصوصية، إلى جانب الحماية من التيارات الهوائية الباردة التي قد تؤثر على صحة المريض. كما دعا المجلس إلى إزالة أي عوائق أو مخاطر أرضية قد تُعيق حركة المريض، وعدم استخدام الأثاث الحاد داخل الغرفة. وأشار إلى أهمية وجود نظام إطفاء وكاشف دخان وخط طوارئ داخل المنزل لاستخدامه في الحالات العاجلة – لا قدر الله – مع ضرورة أن تكون الإضاءة سهلة الاستخدام وتمكّن المريض من التحكم بها، إلى جانب تقليل وجود المرايا خاصةً في حالات مرضى الخرف.

لماذا نشعر بالإرهاق المزمن؟ نظرية جديدة تقدّم تفسيرًا غير متوقّع
لماذا نشعر بالإرهاق المزمن؟ نظرية جديدة تقدّم تفسيرًا غير متوقّع

الرجل

timeمنذ 2 ساعات

  • الرجل

لماذا نشعر بالإرهاق المزمن؟ نظرية جديدة تقدّم تفسيرًا غير متوقّع

في زمن تتصاعد فيه معدلات التوتر والإنهاك النفسي والجسدي، حصد فيديو انتشر على منصة تيك توك مشاهدات تجاوزت نصف مليون مشاهدة، بعدما قدّم تفسيرًا بسيطًا لكنه عميق لأسباب ما يشعر به كثيرون يوميًا من قلق مزمن وإجهاد داخلي. صاحبة الفيديو، بريتني بايبر Brittany Piper، ممارِسة علاج Somatic Experiencing ومؤلفة كتاب Body-First Healing، طرحت نظرية مفادها أن عالمنا الحالي لا يتماشى مع البنية الطبيعية لجهازنا العصبي، بل يدفعه للبقاء في حالة تأهب دائمة، كما لو كنا نعيش في بيئة تهديد مستمر. وفي حديثها مع مجلة Newsweek، أكدت بايبر أن الكثير من الأعراض النفسية والبدنية التي نعانيها اليوم، ليست عشوائية، بل ردود ذكية من الجسد على شعور غامر بعدم الأمان. جهاز الإنذار الداخلي يعمل دون توقف تشرح بايبر أن الجهاز العصبي يشبه جهاز إنذار داخلي، يراقب باستمرار محيطه بحثًا عن الخطر، وفي ظل عالم سريع، مليء بالإشعارات، والخلافات السياسية، والقلق الاقتصادي، والانفصال الاجتماعي، فإن الإنذار لا يتوقف. وكنتيجة لذلك، يبقى الجسم عالقًا في أنماط "القتال أو الهروب أو التجمد أو الانسحاب"، مع ضخ مستمر لهرمونات التوتر مثل الكورتيزول والأدرينالين. وهذه الحالة المستمرة من التوتر، وفقًا لبايبر، تؤدي إلى أعراض مثل القلق المزمن، الإرهاق، الآلام الجسدية، واضطرابات النوم، وهي مشكلات أصبحت شائعة في مجتمعاتنا المعاصرة. وتنصح بايبر بتغيير جذري في طريقة التعامل مع الإرهاق: "الشفاء لا يعني بذل مجهود أكبر، بل التراجع خطوة، والإنصات لما يقوله الجسد". فيما تقترح خطوات بسيطة لبدء عملية التعافي، مثل التركيز على الإحساس بالأرض تحت القدمين، والانتباه إلى التنفس، أو ملاحظة شيء مريح في البيئة المحيطة. وتؤكد أن هذه الممارسات البسيطة يمكنها تعزيز الشعور الداخلي بالأمان وتنظيم الجهاز العصبي تدريجيًا. ويتزامن هذا الطرح مع اتساع الاهتمام العالمي بالعلاج الجسدي والتجارب النفسية العميقة، حيث تقدم نظرية بايبر منظورًا جديدًا يلقى صدىً قويًا لدى أولئك الذين يشعرون بأنهم عالقون في وضع القيادة القصوى. وبينما يواصل الفيديو انتشاره، يجد كثيرون فيه تفسيرًا طالما بحثوا عنه لمشاعر غير مفهومة من التوتر والضغط، كما يجدون فيه دعوة للتهدئة والإنصات، بدلًا من المواصلة في سباق لا يتوقف.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store