
جوردون مور.. الأب الروحي لقانون التطور التكنولوجي
بدايةً من شغفه بالكيمياء في طفولته، وصولًا إلى تأسيس واحدة من أعظم شركات التكنولوجيا في العالم، شكّل جوردون مور مسيرة استثنائية جمعت بين الرؤية العلمية والحنكة الإدارية.
يعرف جوردون مور بكونه رائد أعمال ومهندسًا أميركيًا فذًا، وأحد العقول المؤسسة لعملاق صناعة الرقائق الإلكترونية -شركة إنتل كوربوريشن-. ولم يقتصر تأثيره على قيادة إحدى أبرز الشركات التقنية عالميًا، بل امتد ليشمل اقتراحه 'قانون مور'، الذي أصبح بمثابة بوصلة تحدد مسار التطور التكنولوجي.
النشأة والتعليم
وُلد جوردون مور في يناير من عام 1929، في كنف عائلة بسيطة كان فيها والده يشغل منصب شريف مقاطعة سان ماتيو. ومنذ نعومة أظافره، بدت عليه علامات النبوغ، وإن شابها طابع انطوائي، لاحظه معلموه. وفي عام 1940، كانت هدية عيد الميلاد عبارة عن مجموعة أدوات كيميائية بمثابة الشرارة التي أشعلت شغفه بهذا المجال. محددةً بذلك مساره المهني المستقبلي.
تلقى مور تعليمه الثانوي في مدرسة سيكويا؛ حيث أظهر تفوقًا في دراسته ونشاطًا في الأنشطة الرياضية. ثم التحق بكلية سان خوسيه الحكومية لدراسة الكيمياء، قبل أن ينتقل إلى جامعة كاليفورنيا في بيركلي عام 1948. وهناك، حظي بفرصة التعلم على أيدي كبار العلماء أمثال جلين سيبورغ وميلفين كالفن. ما صقل مواهبه العلمية.
مسيرة أكاديمية متواصلة
توجت هذه المرحلة بحصوله على درجة البكالوريوس في الكيمياء عام 1950. ولم يكتفِ مور بهذا القدر، فواصل مسيرته الأكاديمية بالالتحاق بمعهد كاليفورنيا للتقنية (كالتيك) في سبتمبر 1950؛ حيث نال درجة الدكتوراه في الكيمياء عام 1954. ليعمق بذلك فهمه للمبادئ العلمية التي ستكون أساس ابتكاراته المستقبلية.
تلى ذلك فترة من الأبحاث المكثفة ما بعد الدكتوراه، قضاها مور بين عامي 1953 و1956 في مختبر الفيزياء التطبيقية بجامعة جونز هوبكنز. هذه الفترة البحثية مكنته من اكتساب رؤى عميقة في عالم الفيزياء التطبيقية. ما مهد الطريق لإنجازاته في مجال أشباه الموصلات.
المسيرة العلمية
علاوة على ذلك، بدأ مور مسيرته المهنية بالانضمام إلى مختبر أشباه الموصلات التابع لشركة بيكمان إنسترومنتس، تحت قيادة ويليام شوكلي، أحد رواد صناعة أشباه الموصلات. ولكن سرعان ما وجد مور نفسه جزءًا من مجموعة استثنائية من العلماء، عرفت لاحقًا باسم 'الثمانية الخونة'، الذين انشقوا عن شوكلي.
كما شكلت هذه المجموعة، بدعم من شيرمان فيرتشايلد، شركة فيرتشايلد لأشباه الموصلات، التي أصبحت علامة فارقة في تاريخ الصناعة التقنية. أدت هذه الخطوة الجريئة إلى تأسيس إحدى الشركات الرائدة في مجال أشباه الموصلات، حيث ساهم مور بشكل كبير في وضع أسس الابتكار والبحث والتطوير.
قانون مور
من ناحية أخرى، وفي عام 1965، بينما كان مور يشغل منصب مدير البحث والتطوير في شركة فيرتشايلد لأشباه الموصلات. طلبت منه مجلة 'إلكترونيات' أن يقدم رؤيته لمستقبل صناعة مكونات أشباه الموصلات خلال السنوات العشر القادمة. وفي مقال نشر في 19 أبريل 1965، لاحظ مور ظاهرة فريدة: عدد المكونات في الدائرة المتكاملة يتضاعف تقريباً كل عام، وتوقع استمرار هذا الاتجاه لعقد كامل.
ولاحقًا، في عام 1975، قام مور بتعديل توقعه ليصبح معدل التضاعف كل عامين تقريبًا. وقد روّج كارفر ميد لمصطلح 'قانون مور'، ليصبح هذا القانون ليس مجرد ملاحظة. بل هدفًا يسعى إليه قطاع أشباه الموصلات من حيث التصغير المستمر لمكوناته.
وأصبح هذا القانون قوة دافعة للتقدم التكنولوجي، وأثر بشكل واسع على العديد من المجالات. من الحواسيب الشخصية والهواتف الذكية إلى الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، مجسداً رؤية مور الثاقبة لمستقبل التقنية.
شركة إنتل
في يوليو 1968م، اتخذ جوردون مور وروبرت نويس خطوة تاريخية بتأسيس شركة 'NM Electronics'، التي عرفت لاحقًا باسم إنتل. شغل مور منصب نائب الرئيس التنفيذي حتى عام 1975، ثم تولى رئاسة الشركة.
كذلك، تولى مور منصب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي في أبريل 1979، واستمر في هذا الدور القيادي حتى أبريل 1987، ليظل بعد ذلك رئيسًا لمجلس الإدارة. كما حصل على لقب 'رئيس مجلس الإدارة الفخري'، في عام 1997م، تكريمًا لمسيرته الحافلة وإسهاماته الجليلة.
تحت قيادة نويس ومور، ولاحقًا أندرو جروف، كانت إنتل رائدة في تطوير تقنيات جديدة لذاكرة الحاسوب، والدوائر المتكاملة، وتصميم المعالجات الدقيقة. ما رسخ مكانتها كقوة عالمية في صناعة التكنولوجيا.
حديقة جوردون مور
تقديرًا لإنجازاته الاستثنائية، قامت شركة إنتل في 11 أبريل 2022 بإعادة تسمية موقعها الرئيسي في ولاية أوريجون، 'Ronler Acres'، ليصبح 'حديقة غوردون مور'. كما أعيدت تسمية المبنى المعروف سابقًا باسم RA4 إلى 'مركز مور'. تكريمًا لذكراه وتقديرًا لإرثه الذي لا يزال يشكل ركيزة أساسية في عالم التكنولوجيا الحديثة.
الجوائز والتكريمات العلمية
لم تمر إسهامات جوردون مور العظيمة دون تقدير؛ فقد حظي بالعديد من الأوسمة والجوائز التي عكست مكانته البارزة في الأوساط العلمية والصناعية. ففي عام 1976، انتُخب عضوًا في الأكاديمية الوطنية للهندسة، تقديرًا لمساهماته الجوهرية في تطوير أجهزة أشباه الموصلات. بدءًا من الترانزستورات وصولًا إلى المعالجات الدقيقة التي غيرت وجه التكنولوجيا.
كذلك، منحه الرئيس جورج بوش الأب الميدالية الوطنية للتكنولوجيا والابتكار، في عام 1990م. وهي واحدة من أرفع الجوائز في الولايات المتحدة. تكريمًا 'لقيادته الرائدة في تزويد الصناعة الأمريكية باثنين من الابتكارات الرئيسية في مجال الإلكترونيات الدقيقة بعد الحرب: الذاكرة المتكاملة واسعة النطاق والمعالج الدقيق، واللذين غذيا ثورة المعلومات'.
كما عين مور زميلًا في متحف تاريخ الحاسوب، ففي عام 1998م. وذلك 'لعمله الأساسي المبكر في تصميم وإنتاج أجهزة أشباه الموصلات بصفته المؤسس المشارك لشركتي فيرتشايلد وإنتل'. وفي عام 2001، حصل على ميدالية أوتمير الذهبية. تقديرًا لمساهماته المتميزة في التقدم في مجالي الكيمياء والعلوم.
فصل ملهم في سجل الإنجازات
في النهاية، تشكّل قصة نجاح غوردون مور فصلًا ملهمًا في سجل الإنجازات البشرية. وتؤكد أن الرؤية الثاقبة، مقرونة بالعزيمة والابتكار، يمكن أن تغير وجه العالم. لقد تجاوز مور حدود الممكن، ليس فقط بتأسيسه لإحدى كبريات شركات التكنولوجيا. بل ببلورته لقانون صار جزءًا لا يتجزأ من فهمنا للتقدم التقني.
كما لا يقتصر إرث مور على الابتكارات التي شكلت حياتنا اليومية، بل يمتد ليشمل قيم المثابرة والبحث العلمي. والتي لا تزال تشكل حجر الزاوية في مسيرة التطور التكنولوجي. فكل معالج دقيق، وكل دائرة متكاملة، وكل خطوة نحو عالم أكثر اتصالًا وذكاءً، تحمل بصمة هذا الرائد العظيم الذي أضاء دروب المستقبل برؤيته الاستثنائية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


قاسيون
منذ 5 أيام
- قاسيون
الحرب السيبرانية بين إيران وكيان الاحتلال
دعونا في البداية نقدم لمحة تاريخية موجزة عن أصل ومعنى كلمة «سايبر» Cyber. إنها مشتقة من الكلمة اليونانية (كايبرنيتيس) التي تعني «ربان السفينة» أو «القيادة». وتطور المصطلح عبر التاريخ، حيث استخدمه أفلاطون مجازياً للقيادة المجتمعية، ثم أعاده العالم أمبير في القرن التاسع عشر ضمن تصنيف العلوم. في منتصف القرن العشرين، أعاد عالم الرياضيات نوربرت فينر إحياء المصطلح في كتابه عن علم التحكم الآلي والاتصالات بين الكائنات الحية والآلات. ومع ظهور الإنترنت، أصبحت «سايبر» مرتبطة بالعالَم الرقمي، حيث تُستخدم اليوم للإشارة إلى كل ما يتعلق بالحواسيب والشبكات، مثل الأمن السيبراني والفضاء الإلكتروني والجرائم الإلكترونية. الهجمات السيبرانية على «إسرائيل» زادت الهجمات السيبرانية على «إسرائيل» من حيث حجمها وطبيعتها منذ بداية المعركة الحالية، حيث سجلت شركة الأمن السيبراني رادوير (Radware) زيادة بنسبة 700% في الهجمات ما بين فترتين: 4-12 حزيران الجاري إلى 13-14 من الشهر نفسه. وواجهت «إسرائيل» 21 هجوماً من نوع DDoS (توزيع الحرمان من الخدمة، وسنأتي على شرحه أدناه) في 13 حزيران، و34 هجوماً في اليوم التالي. تمثل «إسرائيل» الآن الوُجهة لما يقرب من 40% من هجمات DDoS العالمية التي يشنها الناشطون في القرصنة (الهاكتيفيست). وشارك في الهجمات أكثر من 100 مجموعة قرصنة سيبرانية، معظمها موالية لإيران، بما في ذلك مجموعات من إيران وروسيا وجنوب آسيا. وأعلنت المجموعة الداعمة لفلسطين «هندالا» مسؤوليتها عن هجومين كبيرين في 18 حزيران 2025. وجرى تسريب 425 غيغابايت من بيانات شركة مور «الإسرائيلية» للوجستيات الشحن. كذلك أفادت تقارير باختراق لـ 4 تيرابايت من الأبحاث الحساسة من معهد وايزمان للعلوم، الذي ضربته إيران بصاروخ أيضاً، بسبب دوره في البحث العلمي الذي يدعم كيان الاحتلال. تكتيكات الهجمات السيبرانية يعدّ «توزيع الحرمان من الخدمة» DDoS من أشهر التكتيكات في الهجمات السيبرانية، ويمكن شرحه بإيجاز، بأنه يشبه محاولة إغلاق طريق بإرسال آلاف السيارات المزيَّفة لإحداث ازدحام، مما يمنع حركة المرور الحقيقية. الهدف هو تعطيل الخدمة وإحداث فوضى. ويستخدم المهاجمون في هذا التكتيك شبكة من الأجهزة للتحكم بأجهزة كمبيوتر أو أجهزة متصلة بالإنترنت (كالهواتف أو كاميرات مراقبة) عن طريق إصابتها ببرمجيات خبيثة. تُعرف هذه الأجهزة بـ«البوتات» أو «شبكة البوتات» Botnet. حيث يقومون بإرسال عدد هائل من الطلبات المزيفة إلى الموقع أو الخادم المستهدف (مثل طلب فتح صفحة ويب أو إرسال بيانات). وهذا يؤدي إلى إرهاق الخادم (أيْ الكمبيوتر الذي يدير الموقع) فيصبح عاجزاً على التعامل مع كل هذه الطلبات، فيتباطأ أو يتوقف تماماً، مما يمنع المستخدمين الحقيقيين من الوصول إلى الموقع أو الخدمة. يمكن أن يستخدم هذا التكتيك أيضاً كإلهاء بينما ينفذ المهاجمون هجمات أخرى، مثل سرقة بيانات. إضافة إلى تكتيك DDoS، هناك تكتيكات أخرى عديدة، ومنها: تسريب البيانات، نشر البرمجيات الخبيثة، وحملات لتحقيق تأثير نفسي. على سبيل المثال، استهدفت «هندالا» قناة TBN «الإسرائيلية» وقالت إنها أداة دعاية مرتبطة بالشاباك، وسربت 542 غيغابايت من البيانات. الإجراءات السيبرانية الدفاعية والهجومية لإيران قدرات إيران، رغم تحسنها (خاصة مع التعاون المحتمل مع روسيا)، تقول تقارير أنها ما زالت أقل تقدماً، وتعتمد غالباً على هجمات تخريبية أقل دقة. تقييد الإنترنت: فرضت إيران قيوداً على الإنترنت لحماية فضائها السيبراني من التهديدات السيبرانية «الإسرائيلية». في 18 حزيران الجاري، أفادت خدمة مراقبة حركة الإنترنت «نيتبلوكس» NetBlocks بانخفاض كبير في الحركة في إيران، ووصفت الشرطة السيبرانية الإيرانية (FATA) هذا التباطؤ بأنّه «مؤقَّت وموجَّه ومُتحكَّم فيه» بغرض صدّ الهجمات. كما حثّت الحكومة الإيرانية المواطنين على حذف تطبيق واتساب، وقالت إنه يُستخدَم من قبل «إسرائيل» للتجسس. الدفاع السيبراني: أعلنت قيادة الأمن السيبراني الإيرانية عن صدّ هجمات «إسرائيلية» متعددة، وتم تفعيل مراكز تنظيف داخل الشبكة وتقنيات لعزل حركة المرور العدائية. الوسائل الهجومية: استهدفت مجموعات مدعومة من الدولة الإيرانية، مثل «سايبر-أفينجيرز» CyberAv3ngers المرتبطة بالحرس الثوري، البنية التحتية الحيوية للعدو. على الرغم من أن هجماتها أقل تطوراً من التي لدى «إسرائيل»، فقد استطاعت سابقاً استغلال ثغرات في أنظمة المياه والوقود في الولايات المتحدة و«إسرائيل» باستخدام برمجيات خبيثة مخصّصة مثل IOCONTROL. في 2025، ركزت المجموعة على العمليات النفسية. الهجمات السيبرانية «الإسرائيلية» تتميز الهجمات «الإسرائيلية» بتقدّمها الملحوظ، مع سوابق تاريخية مثل هجوم «ستوكسنت» على المنشآت النووية الإيرانية. وفي 2025، عطّل هجوم سيبراني مصاحب لضربات مفاعل نطنز أنظمة الرادار والاتصالات الإيرانية، مما جعل سلاح الجو «أعمى وأصم» خلال الهجوم الأولي. هجومياً، يعدّ العصفور المفترس (Predatory Sparrow) مجموعة قرصنة موالية للاحتلال، تلعب دوراً رئيسياً، ويُعتقد أنّ لها صلات بأجهزة الاستخبارات «الإسرائيلية». في 17 حزيران الجاري، أعلنت مسؤوليتها عن هجوم مدمِّر على بنك «سيباه» الإيراني، ما أدى لإيقاف موقعه الإلكتروني، وأجهزة الصرّاف الآلي، ومعالجة المدفوعات. في اليوم التالي (18 حزيران)، استهدفت بورصة العملات المشفرة الإيرانية «نوبيتكس»، مما أدى إلى تدمير أصول بقيمة تزيد عن 90 مليون دولار وتهديد بتسريب شيفرتها المَصدرية. أما دفاعياً، فطوَّرت المديرية «الإسرائيلية» للأمن السيبراني «القبة السيبرانية»، وهي نظام دفاعي مدعوم بالذكاء الاصطناعي لحماية حكومة وجيش الاحتلال وبنيته التحتية الحيوية من التهديدات السيبرانية. التأثير على البنية التحتية الحيوية والعلوم على الجانب «الإسرائيلي» تعرَّضَ معهد وايزمان للعلوم لأضرار مادية وسيبرانية، من ضربات صاروخية إيرانية واختراق بيانات من مجموعة «هندالا» الداعمة لفلسطين. وفي إيران، تسبب الهجوم على بنك سيباه ونوبيتكس في اضطرابات مالية كبيرة. كما تأثرت الجالية العلمية الإيرانية، حيث مع اغتيال العلماء يتجنب الباحثون العمل الحضوري خوفاً من الضربات الموجهة للجامعات. هذا وحذرت عدة منظمات أمن سيبراني أمريكية، من أن الهجمات الإيرانية قد تستهدف البنية التحتية الحيوية الأمريكية، خاصة إذا تورّطت الولايات المتحدة بالعدوان العسكري على إيران بشكل مباشر. وهناك سوابق، مثل هجوم مجموعة سايبر-أفينجيرز الإيرانية عام 2023 على أنظمة المياه الأمريكية. الحرب النفسية كلا الجانبين الإيراني و«الإسرائيلي» يستخدمان الفضاء السيبراني للدعاية والتحريض. نشرت مجموعات إيرانية أخباراً مزيَّفة، مثل رسائل كاذبة بدت وكأنها صادرة عن «قيادة الجبهة الداخلية» للاحتلال، بهدف إثارة الخوف في صفوف الاحتلال ومستوطنيه. وتلعب قنوات تلغرام موالية لإيران دوراً في هذه الهجمات. من جانبها، ردّت «إسرائيل» بعمليات موجَّهة لتعطيل الرواية الإيرانية، مثل هجمات «العصفور المفترس». كيف يتم التصدي للهجمات؟ هناك أنظمة حماية وأدوات تستخدمها الشركات، مثل «جدران الحماية» أو مراكز خدمات تنظيف حركة المرور (Scrubbing Centers) لتصفية الطلبات المزيفة، وخاصة ضد تكتيك «توزيع الحرمان من الخدمة» DDoS. كذلك يتم توزيع الحِمل بنشر الخدمات عبر خوادم متعددة لتقليل التأثير السلبي الناجم عن مهاجمة خادم واحد ترتبط به كل البيانات أو الخدمة المستهدفة. كذلك تلعب المراقبة المستمرة دوراً وقائياً في الكشف المبكر عن النشاطات المشبوهة.


مجلة رواد الأعمال
١٦-٠٦-٢٠٢٥
- مجلة رواد الأعمال
جوردون مور
في عام 1965، تنبأ جوردون مور بأن عدد الترانزستورات التي يمكن وضعها على شريحة الكمبيوتر سيتضاعف كل عام — وهو ما يعرف بـ قانون مور الشهير. بعد ثلاث سنوات، شارك في تأسيس شركة إنتل (Intel Corporation)، التي تعد الآن أكبر مصنع للرقائق الدقيقة المصنوعة من السيليكون في العالم. ومن الصعب تخيل الحياة اليوم بدون رقائق السيليكون؛ فهي تشغل كل جهاز رقمي متاح — أجهزة الكمبيوتر، الهواتف، الأجهزة اللوحية، والتلفزيونات — وتكمن في قلب مجموعة من الأجهزة الأخرى — السيارات، منظمات الحرارة (الثرموستات)، أفران الميكروويف، وهكذا. إنها ضرورية لكل قطاع من قطاعات الاقتصاد الدولي. وبصفته أحد مؤسسي شركة إنتل، كان الكيميائي جوردون مور قوة حيوية وراء هذه التكنولوجيا الثورية. قبل وادي السيليكون دخل 'مور' صناعة الإلكترونيات القائمة على السيليكون في الخمسينات. عندما كانت في بداياتها في كاليفورنيا، بعد انتقال العديد من الباحثين البارزين، بمن فيهم ويليام ب. شوكلي، المخترع المشارك للترانزستور، من مختبرات بيل في نيوجيرسي. وبمرور الوقت، شارك 'مور' في تأسيس شركتين كبيرتين، وهما فيرتشايلد سيمي كوندكتور (Fairchild Semiconductor) وإنتل (Intel). وينتمي 'مور' (1929–2023) إلى إحدى أقدم العائلات الأنجلو-أمريكية في كاليفورنيا. واستقر جده الأكبر مور في كاليفورنيا عام 1847. كان والده شريفًا محليًا في بلدة بيسكاديرو الصغيرة بمقاطعة سان ماتيو جنوب سان فرانسيسكو، وارتقى في النهاية ليصبح نائب شريف المقاطعة. وعندما انتقلت العائلة إلى مدينة ريدوود، تعرف 'مور' على الكيمياء من خلال مجموعة كيمياء تخص أحد الجيران. وقضى ساعات بسعادة في صناعة المتفجرات. وتابع اهتمامه بالكيمياء، وإن لم يكن بقدر كبير من قدراتها المتفجرة. في المدرسة والجامعة. أمضى أول عامين من دراسته الجامعية في جامعة سان خوسيه الحكومية وأكمل درجة البكالوريوس في جامعة كاليفورنيا، بيركلي. ثم حصل على درجة الدكتوراه في الكيمياء الفيزيائية من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا عام 1954. أقوال وحكم جوردون مور


المدينة
١١-٠٦-٢٠٢٥
- المدينة
العثور على حطام سفينة محملة بالكنوز قبالة سواحل كولومبيا
عثر قبالة سواحل كولومبيا على حطام سفينة شراعية غارقة تحمل كنوزا من بيرو، قد تكون السفينة الأسطورية "سان خوسيه"، وهو ما يصدقه علماء الآثار بالفعل. وتشير مجلة Antiquity، إلى أن العلماء عثروا في البحر الكاريبي قبالة سواحل كولومبيا، باستخدام غواصة غير مأهولة، على حطام غامض، اتضح لاحقا أنه على الأرجح يعود إلى السفينة الشراعية الإسبانية الأسطورية "سان خوسيه"، التي غرقت عام 1708. ويذكر أن إسبانيا من القرن السادس عشر إلى القرن الثامن عشر، نقلت من أمريكا أطنانا من الذهب والفضة وغيرها من المقتنيات الثمينة إلى أوروبا. وكان أسطول "تييرا فيرمي" الناقل الرئيسي، حيث كان يبحر بين أمريكا الجنوبية وميناء قادس. وقد غرقت سفينته الرئيسية، سان خوسيه، بعد اصطدامها بسرب بحري بريطاني أثناء نقلها إحدى أغلى البضائع في عصرها - كنوز من بيرو، تقدر قيمتها اليوم بمليارات الدولارات. وكان علماء الاثار قد اكتشفوا حطام هذه السفينة في عام 2015، ولكن كان من الصعب خلال فترة طويلة التأكد من أنها سان خوسيه. ولكن استخدام غواصة غير مأهولة يتم التحكم بها عن بعد التقطت صورا عالية الدقة للعملات المعدنية من موقع الحطام. وأعاد العلماء إنشاء نماذج ثلاثية الأبعاد لهذه القطع باستخدام التصوير الفوتوغرامتري- تقنية تسمح بدراسة أدق تفاصيل الأشياء من الصور الفوتوغرافية. وقد ساعدت الماكويناس (macuquinas) - عملات فضية مسكوكة يدويا ذات شكل غير منتظم على تحديد هوية السفينة. كما عثر على رموز شعارات قشتالة وليون على سطحها، بالإضافة إلى علامات سك العملة في ليما عام 1707. وقد أكد هذا أن السفينة غرقت بعد هذا التاريخ، وتحديدا في الوقت المفترض لفقدان سان خوسيه. وتشير المصادر التاريخية إلى أن السفينة غادرت بيرو عام 1707 محملة بشحنة كبيرة من الفضة، التي سرعان ما فقدت في معركة مع الإنجليز. وتشير جميع الأدلة إلى أن هذه السفينة هي سفينة سان خوسيه. وتعزز الدراسة الجديدة الصلة بين الحطام المكتشف والسفينة الأسطورية، على الرغم من أن التحقيق لا يزال مستمرا.