logo
سبع حروب واتفاق واحد

سبع حروب واتفاق واحد

العربيةمنذ 7 ساعات
تتحدث إسرائيل عن خوضها سبع حروب على سبع جبهات في آنٍ واحدٍ. بعض هذه الحروب لم يتوقف منذ عقود، وبعضها دار في الخفاء لأعوام، لكن كلها انفجر علناً، دفعة واحدة وتدريجاً، بعد هجوم "حماس" في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، ولم ينتهِ أي منها إلى اتفاق أو هدنة أو تسوية، سوى ما حصل في لبنان من اتفاق في الـ27 من نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، إثر الضربات المميتة التي تلقاها "حزب الله"، مما دفعه إلى توقيع اتفاق مثلته فيه، وتعهدت تنفيذه الحكومة اللبنانية، قضى بنزع سلاحه وسلاح جميع المنظمات المسلحة على الأراضي اللبنانية ضمن عملية استجابة كاملة لقرار مجلس الأمن الدولي الصادر في أعقاب حرب 2006، والذي تجاهله "حزب الله" بقدر ما خرقته إسرائيل ولم تتمكن الدولة اللبنانية من الوفاء بموجباته.
سبع حروب واتفاق واحد يتعثر تطبيقه. ماذا يعني ذلك؟ هل هي حروب لن تتوقف؟ هل لم تُؤتِ ثمارها بعد لدى المخططين والمنفذين؟ وما معنى الإنجازات العسكرية الإسرائيلية؟ وهل تمكنت فعلاً من ضرب المحور الإيراني وشل قدراته؟ أم أن العكس صحيح وما زال هذا المحور قادراً على التقاط أنفاسه وقلب الطاولة على خصومه؟
المقصود بالحروب السبع في الأدبيات الإسرائيلية هو بالضبط ما تصنفه إسرائيل مواجهة مع إيران، متجاهلة الأسباب العميقة لجوهر المشكلة في الصراع على الأرض مع الشعب الفلسطيني.
ومن هذا الباب دخلت إيران لتقيم محورها الإقليمي لأسباب اتضح بنتيجة الحروب الدائرة أن الهدف منه حماية تخوم السلطة الدينية ونظامها قتالاً وتفاوضاً، لا خوضاً لحروب تفرض على الدولة العبرية تراجعاً عن أحلامها التوسعية.
توجت إسرائيل حروبها السبع بمهاجمة رأس "المحور"، وشاركتها الولايات المتحدة بدعم قيل إن كلفته اليومية تخطت الـ350 مليون دولار، وتوقف القتال من دون اتفاق ولا يزال من غير نهايات واضحة. وكانت هذه الحروب بدأت رسمياً في معركة غزة التي لم تتوقف منذ ما يقارب عامين، وذهب ضحيتها عشرات آلاف الفلسطينيين، الذين دمرت منازلهم وأجبروا على النزوح المتكرر داخل القطاع وسط أزمة غذاء ودواء قاتلة. تخللت تلك الحرب مفاوضات لإطلاق أسرى من الطرفين، لكن المعارك لم تتوقف، ومحاولة التوصل إلى اتفاق جديد لا تبدو واعدة في ظل تمسك الطرفين بأهدافهما الكبرى: تمسك "حماس" بالبقاء كقوة مسلحة وتمسك إسرائيل بمبدأ القضاء عليها.
الضفة الغربية هي الجبهة الثانية التي تشعلها إسرائيل بهدف مواصلة احتلالها وتوسيع مستوطناتها. وخلال الحرب في غزة زادت الدولة العبرية منسوب حضورها العسكري وعملياتها في الضفة، كما أطلقت عمليات الاستيطان الكثيفة في أنحائها متجاهلة السلطة الفلسطينية والاتفاقات المعقودة معها. في الضفة، كما في غزة، لا تبحث إسرائيل عن حلول نهائية تقف على أرض صلبة. فبقدر ما ترفض تسوية حل الدولتين تعمل على تهميش السلطة الوطنية رافضة أي دور لها في غزة، وفي كامل الأرض الفلسطينية التي يفترض أن تصبح دولة مستقلة. في الضفة تستمر الحرب الإسرائيلية من دون أفق، فيما تترسخ قناعة عامة لدى المجتمع الدولي بضرورة العودة إلى قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وينتظر العالم في هذا السياق ما يمكن أن يقدمه المؤتمر الدولي لتنفيذ حل الدولتين الذي يعقد نهاية الشهر الجاري برعاية السعودية وفرنسا.
الجبهة الثالثة التي تخوض فيها إسرائيل حرباً لم تتوقف هي الجبهة السورية. بدأت هذه الحرب تحت عنوان مكافحة الوجود الإيراني وميليشياته، وبعد انهيار نظام الرئيس بشار الأسد توسعت التدخلات الإسرائيلية لتشمل احتلال نقاط جديدة خارج الجولان المحتل سابقاً. باتت إسرائيل على مقربة من دمشق وفي جبل الشيخ، وتحت عنوان فضفاض هو ضم سوريا إلى اتفاقات السلام الإبراهيمية، تتحدث اليوم عن اتفاقات ترعاها أميركا، إلا أن شيئاً ملموساً لم يتضح بعد، فسوريا كائناً من كان يحكمها، لا يمكنها الانتظام في سلام من دون اتضاح مصير الجولان وليس فقط المناطق التي جرى اجتياحها أخيراً.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مهلة "نهائية" لإيران حتى نهاية أغسطس للتوصل إلى اتفاق نووي.. والقوى الغربية تلوّح بعودة العقوبات عبر "سناب باك"
مهلة "نهائية" لإيران حتى نهاية أغسطس للتوصل إلى اتفاق نووي.. والقوى الغربية تلوّح بعودة العقوبات عبر "سناب باك"

صحيفة سبق

timeمنذ ساعة واحدة

  • صحيفة سبق

مهلة "نهائية" لإيران حتى نهاية أغسطس للتوصل إلى اتفاق نووي.. والقوى الغربية تلوّح بعودة العقوبات عبر "سناب باك"

ذكر موقع "أكسيوس"، نقلًا عن ثلاثة مصادر مطلعة، أن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أجرى اتصالًا هاتفيًا، الإثنين، مع نظرائه من فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة، تم خلاله الاتفاق على تحديد نهاية أغسطس الجاري كموعد نهائي لإيران للتوصل إلى اتفاق نووي جديد. وأوضح الموقع أن الدول الأوروبية الثلاث أبلغت واشنطن بعزمها تفعيل آلية "العودة السريعة" أو "سناب باك"، في حال عدم التوصل إلى اتفاق خلال المهلة المحددة، وهي الخطوة التي ستعيد فرض جميع العقوبات التي سبق أن رُفعت عن إيران بموجب الاتفاق النووي لعام 2015. وتعتبر آلية "سناب باك" إحدى أدوات الضغط على إيران، إذ تتيح إعادة تفعيل قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالعقوبات الدولية دون الحاجة إلى تصويت جديد، ما يفرض عزلة اقتصادية وسياسية أشد على طهران. من جهتها، نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصادر مطلعة، أن الهدف من الاتصال الرباعي هو تنسيق المواقف بشأن الخطوات التالية، وتحديد الإطار الزمني والسياسي لأي تحرّك قادم تجاه الملف النووي الإيراني. وأشارت المصادر إلى أن باريس ولندن وبرلين تستعد لفتح محادثات مباشرة مع إيران في الأسابيع المقبلة، بهدف تمديد العمل بآلية "سناب باك" لما بعد أكتوبر، وعدم إعادة العقوبات مقابل اتخاذ إيران خطوات فعلية لتهدئة المخاوف الدولية. وبحسب التسريبات، فإن الخطوات المحتملة تشمل استئناف مراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية للمواقع النووية في إيران، وإزالة نحو 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% من المنشآت التي تعرضت للهجمات الجوية، ونقلها خارج البلاد. في السياق ذاته، أعرب مصدر أميركي عن إحباط الرئيس دونالد ترامب من رفض إيران العودة إلى طاولة المفاوضات، مؤكدًا أن الإدارة الأميركية تبحث بدائل للضغط في حال استمرار التعنت الإيراني. وكانت إيران قد أعلنت رسميًا، الإثنين، أنها لن تعود للمفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتحدة بشأن برنامجها النووي، إلا بعد ضمان نتائج ملموسة مسبقًا. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، إنه "لا موعد محدد حتى الآن لأي اجتماع جديد بين وزير الخارجية عباس عراقجي والمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف"، مؤكدًا أن الأمور لا تزال "غير واضحة"، ولا يوجد "توافق حول زمان أو مكان". يُذكر أن عراقجي وويتكوف عقدا 5 جولات من المحادثات منذ أبريل الماضي، قبل أن تتوقف بسبب اندلاع مواجهة عسكرية بين إسرائيل وإيران في 13 يونيو، استمرت 12 يومًا، بعد ضربات إسرائيلية على مواقع نووية إيرانية.

الأسد يستجوب جنبلاط عن خصومه في لبنان.. ويرفض عودة البعثيين إلى سوريا
الأسد يستجوب جنبلاط عن خصومه في لبنان.. ويرفض عودة البعثيين إلى سوريا

الشرق السعودية

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق السعودية

الأسد يستجوب جنبلاط عن خصومه في لبنان.. ويرفض عودة البعثيين إلى سوريا

عُقد اللقاء الأول بين الأسد وجنبلاط في 22 يناير 1972، وكان لقاء تعارفياً، حاول فيه الطرفان تحليل المشهد اللبناني والدور الإقليمي في الحدث اللبناني، وذلك قبل ثلاث سنوات من اندلاع الحرب الأهلية. نظرياً، كلاهما كان في خندق واحد، يدعوان إلى محاربة الصهيونية ودعم القضية الفلسطينية، أما في الجوهر فكانا على نقيض تام؛ بسبب وقوف جنبلاط مع ياسر عرفات باعتباره الرمز التاريخي للثورة الفلسطينية، بينما كان الأسد من أشد الناقمين على عرفات ويسعى إلى تقليم أظافره، سواء داخل المجتمعات الفلسطينية أو في دول الجوار. بدأ الحوار بمناقشة تفجيرات متفرقة وقعت مؤخراً في لبنان، ورأى جنبلاط أنها قد تكون "مُحرَّضة من أميركا أو جهات تهدف لتعطيل الانتخابات المقبلة." حذر من أن استمرار الفوضى "سيجعل الأمن مطلباً لكل مواطن...وقد يُسقط نظام الرئيس سليمان فرنجية (المنتخب منذ عام 1970). طرح الأسد فرضية "تورط حزب الكتائب" في هذه التفجيرات، وهو الحزب الماروني الذي أطلقه الشيخ بيار الجميل منذ ثلاثينات القرن العشرين، والذي كان معادياً للوجود الفلسطيني في لبنان. أما الفرضية الثانية، فهي أن هذه التفجيرات كانت صنيعة الميليشيات الفلسطينية. تساءل الأسد: "إذا كانت الكتائب لديها رغبة باستلام الحكم، فلها مصلحة في تلك الأعمال". تحالفات انتخابية وصراعات داخلية توسع النقاش إلى الانتخابات النيابية المقبلة عام 1972، وأشار جنبلاط إلى دور الزعيم اللبناني البعثي عبد المجيد الرافعي في طرابلس، المحسوب على جناح "البعث" الحاكم في العراق. سُر الأسد لإثارة هذه النقطة، بسبب خوفه الشديد من التغلغل العراقي في الداخل اللبناني وقال لجنبلاط: "الرفاعي هو صدى للحكم في العراق، ولا نستطيع تقييمه كتقدمي". كما انتقد سياسة حكام بغداد بقوله: "في فلسطين لا يساهمون بشيء، إيران تأخذ شط العرب وهم متفرجون"! أعرب الأسد عن استيائه الشديد من تدخل "البعث" العراقي في الشأن اللبناني، داعياً جنبلاط إلى مساعدته على عرقلة مساعي الرئيس أحمد حسن البكر ونائبه صدام حسين. حذّر جنبلاط من أن "إسرائيل تهدف لاحتلال حاصبيا وراشيا والليطاني... لتطويق الشام"، فردّ الأسد بتشديده على ضرورة التصدي، وقال: "لا يجوز أن نتشاءم... لكن الصورة صعبة" ومن طرفه، كشف جنبلاط عن محاولات رئيس الجمهورية سليمان فرنجية إضعاف خصومه الداخليين، وفي مقدمتهم رئيس الحكومة صائب سلام، أحد أقطاب الزعامة السنية في لبنان. اتهم جنبلاط رئيس الجمهورية بتحريض الرئيس السابق كميل شمعون ضد صائب سلام، وهو من الزعامات المارونية المتحالفة مع "الكتائب"، وتشاركها في عدائها لمنظمة التحرير الفلسطينية. أجابه الأسد:"ربما كان من المفروض أن تتحركوا أنتم أكثر. المفروض أن لا يكون بين (صائب) سلام وبين (كميل) شمعون لقاء، ولا مع الكتائب". حذّر جنبلاط من أن "الكتائب يجلبون مدربين عسكريين من سويسرا...ويتدربون في أديرة مثل برمانا (في قضاء المتن)"، مؤكداً على خطر تسليحهم، ومشيراً إلى أنهم باتوا يمتلكون 10–12 ألف قطعة سلاح. أضاف جنبلاط أن هذا الأمر مقلق بالنسبة له ولياسر عرفات، ومن المفترض أن يكون مقلقاً أيضاً لحافظ الأسد وسوريا. التدخلات الإقليمية والخطر الإسرائيلي انتقل الحوار إلى الدور العربي في لبنان، واتهم جنبلاط بعض الدول العربية بتمويل كميل شمعون لـضرب اليسار المتحالف مع عرفات. حذّر جنبلاط من أن "إسرائيل تهدف لاحتلال حاصبيا وراشيا والليطاني... لتطويق الشام"، فردّ الأسد بتشديده على ضرورة التصدي، وقال: "لا يجوز أن نتشاءم...لكن الصورة صعبة". وفي نقاشهما حول "التقدمية"، وهي من أدبيات حزب "البعث" الحاكم في سوريا منذ عام 1963، وجد الرجلان قاسماً مشتركاً في العقيدة، حيث هاجم الأسد الأحزاب العربية التي ترفع شعارات دون أفعال، قائلاً: "التقدم ليس كلمة تُلصَق بالإنسان...إنه مرتبط بالإنجاز". كما دافع عن الربط بين القومية العربية والاشتراكية بقوله:"نربط نضالنا القومي بالنضال الاشتراكي...الصراع الطبقي ليس هو الاشتراكية". وهنا أثنى جنبلاط على كلامه، ودعا إلى وحدة اقتصادية كمدخل لأي إصلاح حقيقي، مستشهداً بالتجربة الأوروبية، ومعتبراً أن هذا الأمر – إذا وُجد طريق لتحقيقه– سيكون ذا نفع كبير بالنسبة للبنان، الذي سيستفيد من حجم الاقتصادات العربية في دول أكبر منه وأكثر فعالية، مثل سوريا والمملكة العربية السعودية والعراق ومصر. في اللقاء الأول، هدف الأسد إلى بناء علاقة شخصية مع جنبلاط وسأله عن زيارته الأخيرة للهند من أبرز ملامح هذا اللقاء كثرة الأسئلة التي وجهها الأسد لضيفه اللبناني، التي وصلت إلى ما يشبه الاستجواب عن الوضع السياسي في بيروت. لم يكن الأسد يومها يعرف الكثير عن وضع لبنان الداخلي، وكان كثير الاعتماد في تقيمه على ما يقوله له وزير الخارجية عبد الحليم خدام. كما أنه لم يكن قد زار لبنان بعد منذ توليه الحكم عام 1970. الأسد يستفسر عن حزب "الكتائب" سأل عن تفاصيل التحالفات الداخلية اللبنانية، بين حزب "الوطنيين الأحرار" الذي يتزعمه كميل شمعون و"الكتائب" بقيادة بيار الجميل، وعن الزعامات السنية والشيعية والأحزاب العابرة للمذهبية والطائفية، مثل "الشيوعي اللبناني"، و"الحزب السوري القومي الاجتماعي". أكثر ما كان يقلقه هو علاقة بعض هذه الأحزاب بالعراق، واعتماد الكثير منها على مال خارجي في شراء السلاح وتخزينه أو تهريبه، سواء إلى سوريا أو غيرها من الدول. وقد تجلى ضعف معرفة الأسد بالوضع اللبناني عندما سأل جنبلاط عن عقيدة حزب "الكتائب"، فأجابه الزعيم الدرزي: "الكتائب" عندهم نظام حزبي، يتحدثون عن القومية اللبنانية ويحمون الانعزالية التقليدية والطائفية الوطنية. هم مع أي دولة كبرى تكون قادرة على حمايتهم... بدأوا بفرنسا وعندما ضعفت، ساروا مع الإنكليز، ثم بعد ذلك مشوا مع الأميركيين". في اللقاء الأول، هدف الأسد إلى بناء علاقة شخصية مع جنبلاط وسأله عن زيارته الأخيرة للهند. أجاب الأخير بأنه يسافر إلى الهند بشكل سنوي، وحدثه عن سياسة هذا البلد وعن علاقته بالصين وباكستان. وفي المقابل، حاول جنبلاط استكشاف رأي الأسد في السوريين المعارضين من "البعث"، المنفيين في لبنان، مثل رئيس الدولة الأسبق أمين الحافظ ومؤسسي الحزب ميشال عفلق وصلاح الدين البيطار، أو من غير البعثيين مثل عبد الحميد السراج، مدير المكتب الثاني (المخابرات العسكرية) في الخمسينات ووزير الداخلية ثم نائب رئيس الجمهورية في زمن الوحدة السورية–المصرية (1958-1961). ويعتقد أن جنبلاط ساهم في ترتيب عملية خروج السراج من بيروت الى القاهرة عام 1962 بعد فراره من السجن في دمشق. أما البعثيون المعارضون، فمعظمهم لجأ إلى بيروت في السنوات 1963-1970، قبل المغادرة إما إلى العراق أو إلى أوروبا، بعد اندلاع الحرب الأهلية عام 1975. لم يكن الأسد منفتحاً على مناقشة هذا الأمر، لا مع جنبلاط أو غيره، وعده مسألة سورية داخلية. طلب جنبلاط من الأسد السماح لبعضهم بالعودة إلى سوريا، فأجابه الرئيس السوري: "ربما من الأفضل لهم البقاء في الخارج". في اللقاء الثالث، بدا الأسد أكثر اهتماماً بالوضع اللبناني. تحاور مع جنبلاط في الانتخابات الرئاسية وواقع الجيش اللبناني والتوازنات الداخلية، وعبّر عن قلقه من انتشار الطائفية في لبنان اللقاء الثاني: تداعيات حرب أكتوبر في 23 نوفمبر 1973، عقد اللقاء الثاني بين الأسد وجنبلاط، بعد أسابيع معدودة على انتهاء حرب أكتوبر التي شنها الرئيس السوري مع نظيره المصري أنور السادات. ناقش الطرفان التحولات السياسية التي خلقتها الحرب، وشدد الأسد على فاعلية قرار الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود في استخدام "سلاح النفط" للضغط على الولايات المتحدة والمجتمع الدولي. كما أشاد بإرسال قوات عربية إلى سوريا أثناء الحرب، كخطوة رمزية تعكس التضامن العربي رغم محدودية تأثيرها الميداني. كشف الأسد عن التفاوت التقني بين الجيشين السوري والإسرائيلي، قائلًا: "الخط الجوي والبحري لإسرائيل لم ينقطع، بينما عندنا تقريباً انقطع"، وانتقد ضعف الدعم اللوجستي للقوات السورية والمصرية. لم يخفِ الأسد صدمته من قرار مصر وقف إطلاق النار المفاجئ في 23 أكتوبر واصفاً إياه بـضربة قاسية "عكّرت صفو التنسيق العسكري" بين الجبهتين المصرية والسورية. تطرّق بعدها إلى موقف الاتحاد السوفياتي، فهاجم جنبلاط الشيوعيين ووصفهم بـالطابور الخامس لتبنيهم فكرة إنشاء وطن فلسطيني منفصل في الضفة وغزة. عارضه الأسد برؤية إيجابية للدور السوفياتي، لكنه استهجن بطأهم في تقديم الأسلحة المتطورة. قال الأسد: "الروس بطيئون، وسيقطف الأميركيون ثمار هذا الأمر". وأضاف أن إسرائيل كانت تُدخِل أسلحة جديدة في كل معركة، مثل صواريخ مضادة للدبابات جُلبت من مستودعات أميركية في ألمانيا، بينما ظل الجيش العربي يعتمد على تقنيات تقليدية. وفي نهاية الحوار، تطرّق الأسد إلى مواقف العرب من الحرب واصفاً إياها بالإيجابية، باستثناء العراق، على الرغم من قبول الرئيس البكر إرسال قوات عسكرية لمساندة الجيش السوري. وكون هذا اللقاء القصير قد تم في أجواء الحرب الأخيرة، لم يتطرق الرجلان إلى لبنان أو أية أحداث متعلقة به. اللقاء الثالث: لبنان بين الطائفية والتحالفات الإقليمية جاء اللقاء الثالث في 25 يونيو 1974، حيث بدا الأسد أكثر اهتماماً بالوضع اللبناني. تحاور مع جنبلاط في الانتخابات الرئاسية وواقع الجيش اللبناني والتوازنات الداخلية، وعبّر عن قلقه من انتشار الطائفية في لبنان. كان الأسد يحبّ أن يتحاور في الشأن الإقليمي والدولي مع مختلف ضيوفه، وكان يسأل كثيراً. سأل جنبلاط عن طلب الحكومة اللبنانية الحصول على صواريخ من سوريا، فأجابه الأسد: "صواريخنا موجودة في لبنان قبل أن يطلبها أحد... نحن لا نفرق بين الدفاع عن لبنان وسوريا". كما تطرّق النقاش إلى قانون التجنيد الإلزامي في لبنان، الموجود في سوريا منذ عام 1948، وتحدث جنبلاط عن ضرورة "تحجيم الجيش" وأعرب عن مخاوفه من تحوُّل الجيش اللبناني إلى "قوة انقلابية" على غرار ما حدث في سوريا والعراق. ردّ الأسد مازحا: "يا ريت"! (علواه)، معتبراً أن الجيش قد يكون أداةً لـلقضاء على الطائفية في لبنان. الطائفية والتوازنات الديموغرافية في الشأن اللبناني، قال جنبلاط إن القوة السياسية تتجه نحو تسمية الزعيم الطرابلسي رشيد كرامي رئيساً للوزراء، وهو عروبي وقريب من سوريا. أما عن رئاسة الجمهورية، فقد تطرق إلى احتمالية ترشح سليمان فرنجية لدورة ثانية، أو استبداله بابنه طوني (الذي قتل في مجزرة أهدن عام 1978). كان فرنجية صديقاً للأسد فلم يمانع استمراره في المنصب، وتساءل عن دور الزعيم الشيعي موسى الصدر في المعادلة السياسية، وهو مؤسس "حركة المحرومين" التي تحولت إلى "أفواج المقاومة اللبنانية–أمل"). كشف جنبلاط أن الشيعة يشكلون 60 في المئة من سكان بيروت، وأن "60 في المئة من أملاك شارع الحمراء لهم (الشارع التجاري غرب العاصمة اللبنانية)، مشيراً إلى أن كثيراً منهم لا يحملون الجنسية اللبنانية. الحلقة الثانية: لقاء الأسد وجنبلاط بعد حادثة "عين الرمانة" واندلاع الحرب الأهلية

بريطانيا: روسيا وإيران والصين تكثف عملياتها الخطرة على أراضينا
بريطانيا: روسيا وإيران والصين تكثف عملياتها الخطرة على أراضينا

العربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • العربية

بريطانيا: روسيا وإيران والصين تكثف عملياتها الخطرة على أراضينا

اتهم مسؤولان كبيران في الشرطة البريطانية، الثلاثاء، روسيا وإيران والصين بالمسؤولية عن عدد متزايد من العمليات التي تهدد حياة أفراد في بريطانيا، بما في ذلك هجمات وعمليات خطف، وأضافا أنه غالباً ما ينفذ هذه العمليات وكلاء قد يكونون مجرمين أو حتى أطفال في بعض الأحيان. وأبدت السلطات البريطانية مراراً في السنوات القليلة الماضية قلقها إزاء ما قالت إنه "نشاط خبيث" تقوم به الدول الثلاث في بريطانيا، بدءً من التجسس في صورته التقليدية وأعمال "لتقويض سلطة الدولة"، وصولاً إلى التخريب والاغتيالات. وترفض موسكو وبكين وطهران هذه الاتهامات وتقول إنها ذات دوافع سياسية. وقال المسؤولان البريطانيان للصحفيين الثلاثاء إن هناك زيادة خمسة أمثال في "الأنشطة المعادية للدولة" منذ تسميم العميل الروسي المزدوج سيرغي سكريبال بغاز الأعصاب نوفيتشوك في سالزبوري عام 2017، والذي تقول لندن إن جواسيس من روسيا نفذوه. وذكر دومينيك ميرفي، الذي يرأس وحدة مكافحة الإرهاب في لندن، أن معدل الزيادة في نطاق "العمليات العدائية" من روسيا وإيران والصين ودقتها وحجمها لم تتوقعه بريطانيا ولا شركاؤها الدوليون ولا أي مجتمع مخابراتي. وقال للصحفيين: "نشهد بشكل متزايد قيام هذه الدول الثلاث.. بعمليات تهدد حياة أفراد في المملكة المتحدة". من جهتها، قالت فيكي إيفانز كبيرة المنسقين الوطنيين لشرطة مكافحة الإرهاب في بريطانيا إن الوكلاء، وهم عادة مجرمون يعملون مقابل مبالغ مالية صغيرة، يقومون في معظم الحالات بأعمال نيابة عن تلك الدول. وبحسب إيفانز، شمل الوكلاء أيضاً "أشخاصاً ضعفاء" أو أولئك الذين "شعروا بالحرمان من حقوقهم"، إذ كان من بين المعتقلين أو الخاضعين للتحقيق أشخاص في أعمار من 15 إلى 17 عاماً تقريباً. وقالت إيفانز: "نحن قلقون من أنهم قد يجدون أنفسهم في بيئة على الإنترنت يتم فيها تشجيعهم أو تحريضهم على القيام بشيء ما ولا يفهمون ما يطلب منهم القيام به". وفي وقت سابق من الشهر الجاري، أدين ثلاثة رجال على خلفية هجوم على شركات مرتبطة بأوكرانيا في لندن قالت الشرطة إن مجموعة فاغنر الروسية هي من أمر بتنفيذه. وفي العام الماضي، قال رئيس المخابرات الداخلية البريطانية "إم. آي. 5" إنه منذ يناير (كانون الثاني) 2022، هناك 20 مؤامرة مدعومة من إيران لاختطاف أو قتل مواطنين بريطانيين أو أفراد مقيمين في بريطانيا تعتبرهم طهران تهديداً لها. وقال ميرفي عن إيران: "نعلم أنهم مستمرون في محاولة زرع العنف في شوارع المملكة المتحدة، ويعتمدون أيضاً إلى حد ما على وكلاء إجراميين للقيام بذلك"، بحسب تعبيره.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store