logo
أوضاع الشوارع الزراعية بالشونة الجنوبية.. معاناة يومية للسكان يفاقمها غياب الحلول

أوضاع الشوارع الزراعية بالشونة الجنوبية.. معاناة يومية للسكان يفاقمها غياب الحلول

الغد٢٨-٠٥-٢٠٢٥
حابس العدوان
اضافة اعلان
الشونة الجنوبية- يعيش أهالي مناطق الشونة الجنوبية أوضاعا صعبة نتيجة التدهور الكبير الذي طال بنية الطرق الزراعية، والتي باتت تشكل معاناة حقيقية للسكان والمزارعين والدوائر الخدمية على حد سواء.وتعد أشجار السلم وتعديها على الطرق أحد الأسباب الرئيسة لهذا التدهور، مع استمرار غياب الإمكانات الكافية لدى الجهات المعنية لإزالة هذه الأشجار وإعادة فتح الطرق."تعبنا، محول الكهرباء احترق وما نزال بدون كهرباء، والسيارة تتعرض للعطل كل فترة بسبب الحفر والمطبات وأشواك السلم"، هكذا يبدأ الخمسيني محمد العدوان حديثه لـ"الغد"، مشيرا إلى" أن الوضع أصبح لا يطاق، فرغم الشكاوى والمطالبات المتكررة، إلا أن أيا من الجهات لم يحرك ساكنا".ويضيف: "معالجة مشكلة تدهور الشوارع الزراعية ضرورة ملحة لضمان سلامة المواطنين، فأشجار السلم ألحقت ضررا كبيرا ببنية الشارع، وتسبب نموها المتزايد في الوصول إلى شبكة الكهرباء، ما تسبب باحتراق المحول قبل أسابيع"، موضحا أن غالبية طرق اللواء تقلصت سعتها لأكثر من النصف بسبب تعدي الأشجار، ما يضطرنا إلى التوقف لحين مرور المركبة المقابلة.كما يؤكد العدوان أن معظم الطرق الزراعية في لواء الشونة الجنوبية تشهد حركة سير مستمرة، كونها تصل التجمعات السكانية ببعضها بعضا، ما يزيد من أهميتها، مشددا في الوقت ذاته، على ضرورة العمل على حل المشكلة بشكل جذري، خصوصا أن أعمال التقليم التي تقوم بها وزارة الزراعة ما تزال غير كافية وغير مجدية.أعطال مستمرة بالمركباتأما أبو عبدالله العجوري، فيقول وقد ظهرت على وجهه ملامح الإرهاق والتعب: "الزراعة بالحضيض، والطريق للمزرعة يعد مأساة كون الطرق مكسرة ومدمرة، ما يسبب أعطالا للمركبات بشكل مستمر"، مضيفا " أن أجزاء كبيرة من هذه الشوارع أصبحت في حالة يرثى لها، فمعظمها مغطى بالتراب والحصى وتنتشر الحفر والمطبات، مما يجعل القيادة عليها صعبة وخطيرة في بعض الأحيان، في حين يزداد الوضع سوءا خلال فصل الشتاء، مع تحول هذه الطرق إلى مستنقعات طينية تعيق الحركة بشكل كامل".وأشار العجوري إلى " أن السبب الرئيس في دمار الطرق الزراعية هو الانتشار الكثيف لأشجار السلم التي تسببت بتضييق غالبية الشوارع الزراعية في الشونة الجنوبية، بل وأغلقت بعضها بالكامل، حتى أن السائق لا يستطيع رؤية المركبات المقابلة، ويجبرهم في معظم الأوقات على الانحراف عن بنية الطريق، ما يشكل تهديدا مباشرا على السلامة المرورية ويزيد من احتمالية وقوع الحوادث".وتأثير هذه الأشجار لا يقتصر على مستخدمي الطرق فحسب، بل يمتد ليشمل السكان المقيمين بالقرب من هذه الشوارع، وفق المواطن محمد خلف وهو أحد سكان المنطقة، قائلا: "أصبحنا نعاني كثيرا من صعوبة الوصول إلى منازلنا ومزارعنا، خصوصا خلال الظروف الجوية السيئة أو عند حدوث مناسبة عند أحد السكان"، لافتا إلى " أن بعض الطرق تغلق بالكامل، ما يضطرنا للانتظار لحين فتح الطريق".وأضاف خلف، " أن رداءة الطرق الزراعية في اللواء مشكلة اقتصادية واجتماعية وكابوس يؤرق حياة السكان، فبدلا من أن تكون شرايين حياة في المنطقة، تحولت إلى عائق وتحد حقيقي زاد من معاناة الأهالي"، مشيرا إلى " أن التواجد الكثيف لهذه الأشجار يهدد سلامة السكان، كونها تشكل ملاذا للحشرات والزواحف الضارة والحيوانات الضالة".ولفت كذلك إلى أن تعدي أشجار السلم وأثره على الطرق الزراعية، التي يشكل جزء منها طرقا رئيسة تربط تجمعات سكانية، بات يشكل خطرا حقيقيا على السكان، سواء تأثيره على السلامة العامة أو إرهاق جيوب المواطنين نتيجة الأضرار المتكررة بالمركبات، مطالبا الجهات المعنية بوضع خطة عاجلة وشاملة لإعادة تأهيل هذه الطرق، مع ضرورة إيجاد حل جذري لأشجار السلم التي أضحت كابوسا لا ينتهي.ضعف في الإمكانات والمعداتويؤكد مواطنون أن الجهات المعنية، مثل البلديات ووزارة الزراعة وسلطة وادي الأردن، تعاني من ضعف في الإمكانات والمعدات اللازمة لإزالة هذه الأشجار وفتح الطرق، في حين أن الوضع يفاقم من المشكلة ويعزز من انتشار الأشجار وتوسعها، مما يزيد من صعوبة السيطرة عليها في المستقبل.ويطالب السكان بإجراءات عاجلة لتحسين الوضع الراهن وتخفيف الأعباء عن كاهلهم، بضرورة تنظيم حملات دورية لإزالة أشجار السلم من الشوارع الزراعية، مع التركيز على المناطق الأكثر تضررا، وضرورة تكاتف جهود الجهات المعنية لمعالجة هذه المشكلة بشكل شامل.من جانبه، يؤكد مدير زراعة الشونة الجنوبية المهندس خليل العدوان أن ورش المديرية تقوم بشكل مستمر بتقليم أشجار السلم، وخصوصا الأجزاء التي تعتدي على الطرق ضمن الإمكانات المتاحة، لافتا إلى أن أشجار السلم (Prosopis juliflora) من الأنواع الغازية التي تنتشر بسرعة في المناطق الزراعية، وقد أدى الانتشار الكثيف لهذه الأشجار إلى إلحاق ضرر بالغ بالطرق والصحة والسلامة العامة، ناهيك عن أثرها على الواقع المائي في المنطقة.ويلفت العدوان إلى أن عمليات التقليم التي تقوم بها الورش الفنية غير مجدية، لأن هذه الأشجار سريعة النمو، خصوصا مع وجود الكثير من أنابيب الري الزراعية التي تتسرب منها المياه، مشيرا إلى أن حل المشكلة بشكل جذري يتطلب تكثيف الجهود والتنسيق المستمر مع الجهات ذات العلاقة كسلطة وادي الأردن والبلدية ووزارة الأشغال العامة، لأن المشكلة تتخطى الطرق الزراعية إلى الطرق الرئيسة في اللواء.عائق وجود أنابيب الري الزراعيةبدوره، يوضح مدير مديرية تشغيل وصيانة الشونة الجنوبية المهندس أحمد صلاح العدوان أن سلطة وادي الأردن تسعى جاهدة لتحسين أوضاع الطرق الزراعية من خلال أعمال التأهيل والصيانة، مضيفا أن العائق الأكبر الذي يواجه كوادر السلطة هو وجود كم كبير من أنابيب الري الزراعية على جوانب هذه الطرق، والتي أسهمت بدورها في نمو متسارع وكثيف لأشجار السلم.ويبين أن عملية إزالة هذه الأشجار تحتاج إلى إمكانات وكلف مرتفعة وعمل دائم ومستمر، ولا توجد آليات كافية للقيام بحل المشكلة بشكل جذري، مؤكدا على ضرورة التنسيق مع الجهات ذات العلاقة كالبلديات ووزارة الزراعة للوصول إلى نتائج إيجابية.وكانت سلطة وادي الأردن قد أنهت قبل خمس سنوات تأهيل مشروع ري الكفرين وسيل حسبان بكلفة 4 ملايين دينار، والذي تضمن تأهيل مشاريع الري وصيانة الشوارع الزراعية في منطقتي الرامة والكفرين، إلا أنها سرعان ما عادت إلى سابق عهدها بفعل المياه المتسربة من أنابيب الري الزراعية وتنامي أشجار السلم على جوانبها.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مجلس مفوضي سلطة إقليم البترا يزور بلدة الراجف ويلتقي وجهاء المجتمع المحلي
مجلس مفوضي سلطة إقليم البترا يزور بلدة الراجف ويلتقي وجهاء المجتمع المحلي

الغد

timeمنذ ساعة واحدة

  • الغد

مجلس مفوضي سلطة إقليم البترا يزور بلدة الراجف ويلتقي وجهاء المجتمع المحلي

زار مجلس مفوضي سلطة إقليم البترا التنموي السياحي، برئاسة رئيس المجلس الدكتور فارس البريزات، بلدة الراجف، إحدى التجمعات السكانية الستة في الإقليم، وذلك ضمن جهود التواصل المستمر مع المجتمعات المحلية والاطلاع على احتياجاتها. اضافة اعلان والتقى المجلس خلال الزيارة عدداً من شيوخ ووجهاء البلدة، حيث جرى بحث أبرز القضايا والمطالب الخدمية والتنموية التي تهم أهالي المنطقة، والاستماع إلى ملاحظاتهم ومقترحاتهم لتعزيز الواقع الخدمي والتنموي. وأكد البريزات، حرص السلطة على تعزيز الشراكة مع المجتمع المحلي، والعمل على تنفيذ المشاريع التي تسهم في تحسين مستوى الخدمات، ورفع جودة الحياة في مختلف مناطق الإقليم، مشيراً إلى أهمية دور المواطنين في دعم الجهود التنموية التي تنفذها السلطة. وشملت الزيارة الاطلاع على تجربة الحياة البدوية في "بيت الرواجفة"، والتي تُعد أحد النماذج الريادية في السياحة المجتمعية والثقافية بالمنطقة، حيث تسعى هذه المبادرة بدعم من السلطة إلى تقديم تجربة أصيلة للزوار تعكس التراث البدوي العريق، وتسهم في تمكين المجتمع المحلي اقتصادياً وثقافياً ودمجهم في العملية السياحية من خلال استدامة هذا النمط من السياحة. وتأتي هذه الزيارة ضمن سلسلة من الجولات الميدانية التي ينفذها مجلس المفوضين في مختلف مناطق الإقليم، بهدف الوقوف على الواقع الميداني ومتابعة احتياجاتهم والاستماع إلى تطلعات المواطنين عن قرب.- (بترا)

شبكة مالية سرية لـ'الإخوان'.. ملايين أُنفقت على شقق واحتجاجات وانتخابات
شبكة مالية سرية لـ'الإخوان'.. ملايين أُنفقت على شقق واحتجاجات وانتخابات

رؤيا نيوز

timeمنذ 2 ساعات

  • رؤيا نيوز

شبكة مالية سرية لـ'الإخوان'.. ملايين أُنفقت على شقق واحتجاجات وانتخابات

كشفت التحقيقات التي تجريها السلطات المختصة عن وجود نشاط مالي غير قانوني ضلعت به جماعة الإخوان المسلمين المحظورة طوال الأعوام الماضية داخليا وخارجيا، تزايدت وتيرته في آخر 8 سنوات. وتشير التحقيقات إلى أن أموال التبرعات أنفق جزء منها على حملات سياسية داخلية عام 2024. واستثمرت الجماعة المحظورة جزءا من الأموال في شراء شقق خارج الأردن، بالإضافة إلى أن الجماعة المحظورة كانت ترسل المبالغ التي تقوم بجمعها إلى دول عربية وإقليمية ودول خارج الإقليم. وضبطت الأجهزة المختصة قرابة 4 ملايين دينار بعد محاولة إخفائها داخل منازل ومستودع بطلب من سائق لقيادي بالجماعة المحظورة. الجماعة المحظورة استغلت الأحداث في غزة لجمع التبرعات بطرق مخالفة للقانون ولم يعرف ولم يعلن عن مصيرها، بحسب التحقيقات. وبلغ مجموع الأموال التي أرسلت إلى الهيئة من أذرع الجماعة المحظورة قرابة 1% فقط من مجموع التبرعات التي كشفت عنها التحقيقات. وتكشف التحقيقات، أن أموال الجماعة المحظورة كانت تستخدم لغايات سياسية وخيرية ذات مآرب سياسية. وكانت تصرف أموال الجماعة المحظورة على أحد الأحزاب وعلى الأدوات والأذرع والحملات الإعلامية وعلى الفعاليات والاحتجاجات. أموال الجماعة المحظورة كانت تستخدم لغايات التدخل في الانتخابات النقابية والطلابية، بالإضافة إلى أن الجماعة ذاتها كانت تصرف مرتبات شهرية لبعض السياسيين التابعين للجماعة وعلى حملاتهم الدعائية.

%61.1 نسبة النجاح في امتحان "الشامل"
%61.1 نسبة النجاح في امتحان "الشامل"

الغد

timeمنذ 2 ساعات

  • الغد

%61.1 نسبة النجاح في امتحان "الشامل"

أعلن رئيس جامعة البلقاء التطبيقية، رئيس اللجنة العليا لامتحان الشهادة الجامعية المتوسطة الدكتور احمد العجلوني، نتائج امتحان الشهادة الجامعية المتوسطة "الشامل"، للدورة الربيعية 2025. اضافة اعلان وقال العجلوني في مؤتمر صحفي اليوم الثلاثاء، إن نسبة النجاح بلغت 61.1 بالمئة، وهي ضمن نسبة النجاح العامة في الامتحان الشامل، مقارنة بنسبة النجاح في الدورات السابقة. وتقدم للامتحان بورقة أو أكثر، 7056 طالبا وطالبة، نجح منهم 4310 طلاب توزعوا على 51 كلية جامعية وجامعية متوسطة في 107 تخصصات أكاديمية وتطبيقية، وتغيب عن الامتحان بجميع أوراقه 16 طالبا وطالبة، وتم ضبط 30 مخالفة. وبين العجلوني أن وحدة التقييم والامتحانات العامة في الجامعة أنهت جميع الإجراءات المتعلقة باستخلاص النتائج وتحليلها بكل دقة ونزاهة ومراجعة الملاحظات الإلكترونية على أسئلة الامتحان كما وردت من الطلبة في قاعات الامتحان أو من الطلبة مباشرة بعد انتهاء الامتحان، وتم دراسة جميع الملاحظات من قبل لجان فنية متخصصة واتخاذ الإجراءات المناسبة بشأنها. وقامت الوحدة بتحليل إجابات الطلبة باستخدام معامل الصعوبة لجميع أوراق الامتحان النظري، واعتماد منحنى التوزيع المعياري لمستوى صعوبة الأسئلة لغايات التصحيح واستخراج النتائج.- (بترا)

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store