
مهرجان أفينيون المسرحي الفرنسي يحتفي بالعربية ويتضامن مع فلسطين
وافتتح المهرجان في قاعة الشرف بقصر الباباوات بعرض "نوت" لمصممة الرقصات مارلين مونتيرو فريتاس من الرأس الأخضر، بمشاركة 8 راقصين وموسيقيين. وارتدى الفنانون أقنعة بعيون واسعة، وفساتين سوداء ومآزر بيضاء، محاكين بحركاتهم دمى آلية ومهرجين صغارا في عرض وصفه بعض النقاد بأنه مستلهم من أجواء "ألف ليلة وليلة"، بينما رآه آخرون استعادة لمناخات الرأس الأخضر الكرنفالية.
تفاعل الجمهور مع العرض كان متفاوتًا؛ فبينما غادر بعض الحضور القاعة مبكرًا، أطلق آخرون صيحات استهجان، في حين بادر عدد من المتابعين إلى التصفيق تعبيرًا عن إعجابهم.
تضامن فلسطيني ورسائل سياسية
تزامن انطلاق المهرجان مع بيان تضامني مع الشعب الفلسطيني وقعه 26 فنانًا ومدير المهرجان تياغو رودريغيز، نُشر في مجلة "تيليراما" الفرنسية. وجاء في البيان: "نطالب بإنهاء المذبحة الجماعية المستمرة التي أودت بعدد هائل من الأطفال، وندين السياسات التدميرية لدولة إسرائيل".
وحظي البيان بدعم عدد من مديري المسارح الفرنسية البارزين، مثل إيمانويل دومارسي-موتا، وكارولين غويلا نغوين، وجوليان غوسلان.
ونشر رودريغيز على حسابه في إنستغرام منشورًا بعنوان: "مهرجان أفينيون يبدأ بينما تستمر المجزرة في غزة"، وعبّر فيه عن إدانته للحكومة الإسرائيلية وجرائمها في غزة، داعيًا إلى عالم يمكن أن تُقام فيه المهرجانات من جديد في غزة بسلام وحرية.
العربية في قلب الدورة الـ79
اختار منظمو المهرجان اللغة العربية ضيف شرف الدورة الحالية، بعد التركيز في الدورات السابقة على اللغتين الإنجليزية (2023) والإسبانية (2024). ويشارك هذا العام نحو 15 فنانًا، معظمهم من مصممي الرقص والموسيقيين العرب، في فعاليات تسلط الضوء على غنى التراث العربي وتنوع إبداعه المعاصر.
ودعا رودريغيز الجمهور إلى "الاستمتاع بالجمال والفرح والشعر، وفتح الأعين على المظالم وعدم المساواة في العالم".
ضمن أبرز فعاليات هذا العام، تُقام في 18 يوليو/تموز أمسية مسرحية تستعرض تفاصيل محاكمة "اغتصابات مازان" التي شغلت الرأي العام الفرنسي بعد كشف قضية المرأة الفرنسية جيزيل بيليكو التي خدرها زوجها لسنوات وسلمها لرجال غرباء لاغتصابها.
كما سيُخصَّص يوم 9 يوليو/تموز لقراءة نصوص الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال الذي يقضي حكمًا بالسجن مدته 5 سنوات بتهمة "المساس بوحدة الوطن". ووصف رودريغيز اعتقال صنصال بأنه "غير مقبول"، مضيفًا أن الكاتب "مسجون فقط بسبب أفكاره".
جدل سياسي واحتجاجات فنية
تُقام فعاليات أفينيون هذا العام في ظل أزمة ثقافية متصاعدة في فرنسا، وسط احتجاجات على تخفيضات الميزانية المخصصة للثقافة. ورفع فنانون مشاركون في المهرجان لافتات كُتب عليها "ثقافات في صراع"، مطالبين "باستقالة وزيرة الثقافة رشيدة داتي"، وفق اتحاد CGT للفنون المسرحية.
وقال نائب الأمين العام للاتحاد ماكسيم سيشو خلال وقفة احتجاجية أمام بلدية المدينة: "إذ إنها تحرمنا من الثقافة، فلنحرمها من كل شيء".
ورغم أن الوزيرة لم تُعلن عن نية زيارتها لأفينيون خلال جولتها في المنطقة، فإن النقابة دعت الفنانين إلى رفض المشاركة في أي عروض رسمية بحضورها أو بحضور أي من أعضاء حكومة فرانسوا بايرو.
أُسّس مهرجان أفينيون عام 1947 على يد جان فيلار، ويُعد اليوم من أهم المهرجانات المسرحية العالمية إلى جانب مهرجان إدنبره. ويحول المهرجان مدينة أفينيون إلى مسرح مفتوح خلال يوليو/تموز من كل عام، بمشاركة مئات العروض والفرق الفنية.
وإلى جانب مهرجان "إن" In الرسمي، تنطلق بالتوازي فعاليات مهرجان "أوف" Off الذي يُعد أكبر سوق للفنون المسرحية في فرنسا، ويستقطب سنويا أكثر من 1700 عرض مستقل.
ورغم التحديات، يبقى المهرجان فضاء للاحتفاء بالإبداع، ومنصة للتعبير الحر والانفتاح الثقافي في قلب أوروبا.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 12 ساعات
- الجزيرة
"الموت لجيش إسرائيل".. كيف أشعل المغني "فيلان" بريطانيا والعالم؟
في مِهرجان غلاستونبري الشهير للموسيقى الذي يُقام كل عام في سومرست بإنجلترا، صعد إلى المسرح يوم السبت 28 يونيو/ حزيران مغني الراب الذي يُعرف باسم بوبي فيلان، عاري الصدر، وجعل الجمهور يهتف معه: "فلسطين حرة، حرة". ندد بالمملكة المتحدة والولايات المتحدة لتواطئهما في الإبادة الجماعية، وأعرب عن أمله في أن يأتي يوم يتحرر فيه الشعب الفلسطيني من طغيان الحكومة الإسرائيلية. ثم تغيرت نبرته، وبدأ يردد: "الموت، الموت لجيش الدفاع الإسرائيلي"، وردد الجمهور معه. وبعد ذلك، كما نقول بالإنجليزية، انفجر كل شيء، وهيمنت الضجة حول ما جرى في غلاستونبري على دورة الأخبار. البيان الرسمي الصادر عن مكتب السفارة الإسرائيلية في المملكة المتحدة وصف الهتافات بأنها "خطاب تحريضي مليء بالكراهية"، واعتبرها "تطبيعًا للغة المتطرفة وتمجيدًا للعنف". ومن حكومة يبدو أنها محصنة ضد المفارقة، ادعى البيان أيضًا أن كلمات فيلان تمثل "دعوة" إلى "تطهير عرقي". قامت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) ببث العرض مباشرة، ثم عبّرت عن ندمها، ووصفت هتافات فيلان بأنها "غير مقبولة إطلاقًا" وقالت إنه "لا مكان لها" على موجاتها. وفتحت شرطة المملكة المتحدة تحقيقًا جنائيًا في تعليقات فيلان، وكذلك في تعليقات فرقة Kneecap الأيرلندية، كما ألغت وزارة الخارجية الأميركية تأشيرة فيلان، مما منعه من تقديم عروض مقررة في الولايات المتحدة لاحقًا هذا العام. ومع انشغال الإعلام الغربي السائد بهذه القصة، بالكاد تم ذكر الإبادة الجماعية الجارية في غزة، وهي التي أثارت مثل هذه اللغة وردود الفعل، بل تم تجاهلها فعليًا. قبل المهرجان، كانت صور وسائل التواصل الاجتماعي القادمة من غزة تُظهر أهوالًا لا تُصدق؛ كانت صادمة وكارثية. أطفال بأربطة طبية مكان أطرافهم المبتورة، أمهات وآباء وإخوة يبكون، أو يحملون أوعية فارغة بأجسادهم الهزيلة على أمل الحصول على طعام. الفلسطينيون الجائعون الذين يسعون للحصول على المساعدة كانوا يُجبرون على عبور ساحات النار وسط زخات من الرصاص خلال مناظر مدمَّرة كانت في السابق غزة. وكان يتم تنفيذ المراحل الأخيرة من التطهير العرقي عند "مواقع توزيع المساعدات" التي تسيطر عليها إسرائيل، بمساعدة شركة "خاصة" أميركية غامضة- أي مليشيا مرتزقة. شرح الصحفي البريطاني جوناثان كوك ما خططت له إسرائيل في غزة. فقد مكنت الخطة الجيش الإسرائيلي من الإشراف على استخدام المتعهدين الخاصين لتوزيع المساعدات، أو الإيحاء بتوزيعها، من خلال جمع الفلسطينيين في "مراكز" تقع في أقصى جنوب قطاع غزة، وهي أماكن "لا يمكنها بأي حال استيعاب الجميع". كانت هذه المراكز تحتوي فقط على "عُشر كمية المساعدات المطلوبة". ولم تكن هناك أي ضمانات بأن إسرائيل لن تقصف تلك المراكز الإنسانية أو تطلق النار على الغزّيين الجائعين الذين يُجبرون على التوجه إليها. واعتبارًا من 9 مايو/ أيار 2025، كانت 15 وكالة تابعة للأمم المتحدة قد رفضت خطة إسرائيل، ووصفت المساعدات بأنها "طُعم". تم تمويل المخطط الجديد من قبل إسرائيل، عبر متعهدين أميركيين يتظاهرون بأنهم منظمة غير ربحية تُدعى "مؤسسة غزة الإنسانية" (GHF). وبعد بدء هذا النموذج "لتوزيع المساعدات"، أصبح الفلسطينيون أهدافًا سهلة للجيش الإسرائيلي، ووصفتهم منصة Drop Site News بأنهم يُقتلون في "حقول قتل مفتوحة". نشرت صحيفة هآرتس مقالًا اتهم إسرائيل بتحويل مراكز المساعدات التابعة لـ GHF إلى "مواقع للمذابح"، وأضافت أنها "تعمل بعكس المبادئ الإنسانية التي تقرها الأمم المتحدة وكل منظمة تحترم حقوق الإنسان". ووصفت صحيفة CounterPunch هذه المواقع لاحقًا بأنها "فرق إعدام، لا مواقع مساعدات"، ووثّق مرصد Euro-Med قيام إسرائيل باستهداف الفلسطينيين عند اقترابهم من هذه المناطق، واعتبر GHF شريكة في "آلة التجويع". كان تناول الإعلام الأميركي السائد أقل حدة بكثير. فقد وصف تقرير مطوّل في صحيفة نيويورك تايمز حول GHF بأنها "مثيرة للجدل"، وقال في مقدمته إنها "طُورت من قبل إسرائيليين كطريقة لتقويض حماس". ونقل التقرير عن مصدر قوله بسخرية: "أي طعام يدخل غزة اليوم هو أكثر مما دخلها بالأمس". أما تغطيات الصحافة الأميركية الأخرى من جنوب غزة فقد قللت من مسؤولية إسرائيل أو أعفت الجيش الإسرائيلي بالكامل. ففي 2 يونيو/ حزيران، ذكرت وكالة AP أن شهودًا رأوا القوات الإسرائيلية تطلق النار "نحو" حشود عند موقع للمساعدات، وغطّت المجزرة بقولها إن "الجيش الإسرائيلي نفى أن تكون قواته أطلقت النار على المدنيين قرب أو داخل الموقع في مدينة رفح جنوبًا". وجاء عنوان لاحق في صحيفة التايمز بصيغة المبني للمجهول والتلاعب اللغوي الذي يخفي ما حدث خلال "مجزرة الطحين" الأولى في مارس/ آذار 2024، حيث كتبت: "مساعدات قاتلة تصل غزة"، وقالت إن الجيش الإسرائيلي أطلق النار "بالقرب" من مواقع توزيع الطعام. بخلاف صحيفة التايمز، لم تلجأ صحيفة هآرتس للتخفيف من الحقيقة، ونشرت تقريرًا بعنوان: "إنه حقل قتل: جنود الجيش الإسرائيلي أُمروا بإطلاق النار عمدًا على غزّيين غير مسلحين ينتظرون مساعدات إنسانية". وأكد أحد الجنود أن طالبي المساعدات "يُعاملون كقوة معادية". وأضاف أن الجيش يستخدم "نيرانًا حية" بكل أنواعها، من "الرشاشات الثقيلة، وقاذفات القنابل، والهاونات"، دون "أي حالة من إطلاق النار المضاد. لا يوجد عدو، لا توجد أسلحة". ومرة أخرى، ثبت أن الادعاء باستهداف حماس لم يكن سوى دعاية لتغطية المرحلة الأكثر دموية من إبادة استمرت عشرين شهرًا. نصحت منظمة هيومن رايتس ووتش المجتمع الدولي بإرسال "قافلة دولية" لوقف المجاعة في غزة، وذكّر مركز الحقوق الدستورية بأن GHF قد تكون "مسؤولة قانونيًا عن المساعدة في جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين". ومع ذلك، نادرًا ما يشير الإعلام الغربي إلى أن المجتمع الدولي يجب أن يوقف هذه المذبحة، أو أنه يملك القدرة على كبح إسرائيل إن أراد. كلمات مغني الراب العاري الصدر كانت ردًا على إبادة جماعية وحشية جارية، تُرتكب بلا محاسبة، وتُسهلها وسائل الإعلام التقليدية، ويتم إسكات من يجرؤ على انتقادها بتهديدات "معاداة السامية". ورغم تجريم وقمع الرأي السياسي، فإن المعارضة مستمرة في التوسع، حتى وصلت إلى الفضاءات الثقافية كعروض الموسيقى. مع تصاعد وحشية الجيش الإسرائيلي، أصبح القتل دون محاسبة مصدرَ جرأة للمواطنين الإسرائيليين كذلك. وحتى نفهم كلمات بوبي فيلان في سياق آخر، فلننظر أيضًا لما يردده ويغنيه الإسرائيليون وينشرونه على الإنترنت، بمن في ذلك أفراد من الجيش الإسرائيلي يتفاخرون بتدمير القرى الفلسطينية. ويُظهر منشور آخر أطفالًا إسرائيليين يرددون أغنية عن "إبادة كل سكان غزة"، وفي فعالية "يوم القدس" السنوية التي تحتفل بالاحتلال في القدس الشرقية، هتف آلاف الأشخاص: "الموت للعرب"، ثم ترجموا هذه الهتافات إلى أفعال، فاقتحموا المسجد الأقصى وهاجموا منشأة تابعة للأونروا. الخيار الآن يبدو بين مزيد من القمع لحرية التعبير، أو وقف إبادة إسرائيل، التي تسهم بوضوح في تعزيز معاداة السامية الحقيقية حول العالم. هناك بعض المؤشرات على أن بعض السياسيين البريطانيين بدؤُوا يشعرون بالإرهاق من دعم الإبادة الجماعية الإسرائيلية. في مقابلة على قناة BBC، طُلب من الوزير البريطاني ويس ستريتنغ الرد على ادعاءات السفارة الإسرائيلية بأن مهرجان غلاستونبري سمح بـ"تمجيد العنف". فردّ قائلًا: "أقول للسفارة الإسرائيلية: نظّفوا بيتكم أولًا"، ثم أشار إلى أن "مستوطني إسرائيل الإرهابيين" نفّذوا أعمال عنف مروعة. وأدان النائب عن حزب شين فين، كريس هازارد، قصف إسرائيل مقهى الباقة في غزة، الذي اعتاد على ارتياده الصحفيون والنشطاء والفنانون، وقال: "الإعلام الغربي سيواصل تسليط الضوء على Kneecap وبوبي فيلان. ألا تعني حياة صحفيين فلسطينيين شجعان مثل بيان أبو سلطان شيئًا؟!"، وعلى الرغم من الهجوم المروع على المقهى الذي أسفر عن مقتل أكثر من 30 شخصًا وإصابة العشرات، ظلّت الصفحات الأولى في الإعلام البريطاني مشغولة بإدانة كلمات فيلان، بدلًا من أفعال الجيش الإسرائيلي. ومع تصويت البرلمان البريطاني قبل أيام على حظر مجموعة Palestine Action، واصفًا إياها كذبًا بأنها "منظمة إرهابية"، قالت النائبة المستقلة عن كوفنتري ساوث، زهراء سلطانة، إن هذا القرار يمثل "تجاوزًا خطيرًا غير مسبوق من الدولة". وأتطلع إلى اليوم الذي تتوقف فيه حكومتا الولايات المتحدة والمملكة المتحدة عن دعم الإبادة الجماعية، وتدينان الفظائع التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي، بدلًا من قمع وتجريم الخطاب والتضامن والمعارضة.


الجزيرة
منذ 14 ساعات
- الجزيرة
مهرجان أفينيون المسرحي الفرنسي يحتفي بالعربية ويتضامن مع فلسطين
انطلقت مساء السبت فعاليات الدورة 79 من مهرجان أفينيون المسرحي في جنوب فرنسا، أحد أبرز الأحداث المسرحية الدولية، بعرض راقص هزلي أثار تباينًا في ردود فعل الجمهور، تزامنًا مع إعلان المهرجان تضامنه مع الشعب الفلسطيني واحتفائه هذا العام بالثقافة العربية كضيف شرف. وافتتح المهرجان في قاعة الشرف بقصر الباباوات بعرض "نوت" لمصممة الرقصات مارلين مونتيرو فريتاس من الرأس الأخضر، بمشاركة 8 راقصين وموسيقيين. وارتدى الفنانون أقنعة بعيون واسعة، وفساتين سوداء ومآزر بيضاء، محاكين بحركاتهم دمى آلية ومهرجين صغارا في عرض وصفه بعض النقاد بأنه مستلهم من أجواء "ألف ليلة وليلة"، بينما رآه آخرون استعادة لمناخات الرأس الأخضر الكرنفالية. تفاعل الجمهور مع العرض كان متفاوتًا؛ فبينما غادر بعض الحضور القاعة مبكرًا، أطلق آخرون صيحات استهجان، في حين بادر عدد من المتابعين إلى التصفيق تعبيرًا عن إعجابهم. تضامن فلسطيني ورسائل سياسية تزامن انطلاق المهرجان مع بيان تضامني مع الشعب الفلسطيني وقعه 26 فنانًا ومدير المهرجان تياغو رودريغيز، نُشر في مجلة "تيليراما" الفرنسية. وجاء في البيان: "نطالب بإنهاء المذبحة الجماعية المستمرة التي أودت بعدد هائل من الأطفال، وندين السياسات التدميرية لدولة إسرائيل". وحظي البيان بدعم عدد من مديري المسارح الفرنسية البارزين، مثل إيمانويل دومارسي-موتا، وكارولين غويلا نغوين، وجوليان غوسلان. ونشر رودريغيز على حسابه في إنستغرام منشورًا بعنوان: "مهرجان أفينيون يبدأ بينما تستمر المجزرة في غزة"، وعبّر فيه عن إدانته للحكومة الإسرائيلية وجرائمها في غزة، داعيًا إلى عالم يمكن أن تُقام فيه المهرجانات من جديد في غزة بسلام وحرية. العربية في قلب الدورة الـ79 اختار منظمو المهرجان اللغة العربية ضيف شرف الدورة الحالية، بعد التركيز في الدورات السابقة على اللغتين الإنجليزية (2023) والإسبانية (2024). ويشارك هذا العام نحو 15 فنانًا، معظمهم من مصممي الرقص والموسيقيين العرب، في فعاليات تسلط الضوء على غنى التراث العربي وتنوع إبداعه المعاصر. ودعا رودريغيز الجمهور إلى "الاستمتاع بالجمال والفرح والشعر، وفتح الأعين على المظالم وعدم المساواة في العالم". ضمن أبرز فعاليات هذا العام، تُقام في 18 يوليو/تموز أمسية مسرحية تستعرض تفاصيل محاكمة "اغتصابات مازان" التي شغلت الرأي العام الفرنسي بعد كشف قضية المرأة الفرنسية جيزيل بيليكو التي خدرها زوجها لسنوات وسلمها لرجال غرباء لاغتصابها. كما سيُخصَّص يوم 9 يوليو/تموز لقراءة نصوص الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال الذي يقضي حكمًا بالسجن مدته 5 سنوات بتهمة "المساس بوحدة الوطن". ووصف رودريغيز اعتقال صنصال بأنه "غير مقبول"، مضيفًا أن الكاتب "مسجون فقط بسبب أفكاره". جدل سياسي واحتجاجات فنية تُقام فعاليات أفينيون هذا العام في ظل أزمة ثقافية متصاعدة في فرنسا، وسط احتجاجات على تخفيضات الميزانية المخصصة للثقافة. ورفع فنانون مشاركون في المهرجان لافتات كُتب عليها "ثقافات في صراع"، مطالبين "باستقالة وزيرة الثقافة رشيدة داتي"، وفق اتحاد CGT للفنون المسرحية. وقال نائب الأمين العام للاتحاد ماكسيم سيشو خلال وقفة احتجاجية أمام بلدية المدينة: "إذ إنها تحرمنا من الثقافة، فلنحرمها من كل شيء". ورغم أن الوزيرة لم تُعلن عن نية زيارتها لأفينيون خلال جولتها في المنطقة، فإن النقابة دعت الفنانين إلى رفض المشاركة في أي عروض رسمية بحضورها أو بحضور أي من أعضاء حكومة فرانسوا بايرو. أُسّس مهرجان أفينيون عام 1947 على يد جان فيلار، ويُعد اليوم من أهم المهرجانات المسرحية العالمية إلى جانب مهرجان إدنبره. ويحول المهرجان مدينة أفينيون إلى مسرح مفتوح خلال يوليو/تموز من كل عام، بمشاركة مئات العروض والفرق الفنية. وإلى جانب مهرجان "إن" In الرسمي، تنطلق بالتوازي فعاليات مهرجان "أوف" Off الذي يُعد أكبر سوق للفنون المسرحية في فرنسا، ويستقطب سنويا أكثر من 1700 عرض مستقل. ورغم التحديات، يبقى المهرجان فضاء للاحتفاء بالإبداع، ومنصة للتعبير الحر والانفتاح الثقافي في قلب أوروبا.


الجزيرة
منذ 18 ساعات
- الجزيرة
هجوم برتغالي على رونالدو لتخلفه عن جنازة جوتا وهذا هو سر غيابه
أثار غياب النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو عن جنازة مواطنه ديوغو جوتا وشقيقه أندريه سيلفا جدلا حادا في البرتغال، تحول لهجوم وانتقادات لقائد المنتخب. ولم يحضر مهاجم النصر، الذي زامله جوتا لسنوات في المنتخب البرتغالي، المراسم التي أقيمت في جوندومار، مما أثار انتقادات عديدة، زاعمين أنه كان ينبغي أن يحضر، على الأقل بصفته قائدا للمنتخب. لكن المقربين من رونالدو برروا قراره بعدم الحضور بأنه يتجنب حضور الجنازات منذ سنوات لأسباب شخصية، ولتجنب تشتيت الانتباه عن صاحب الجنازة بحضوره. وكشفت صحيفة "ريكورد" البرتغالية أن رونالدو يعاني من صدمة نفسية مرتبطة بهذا النوع من المناسبات العامة منذ عام 2005، عقب وفاة والده، خوسيه دينيس أفيرو. منذ ذلك الحين، فضّل اللاعب البقاء بعيدا عن الأضواء الإعلامية خلال فترة الحداد. ووفقا لهذا التقرير، أراد كريستيانو نفسه تجنّب حضوره، محوّلا الوداع إلى مناسبة تتمحور حوله. أخت رونالدو تدافع عنه وردت كاتيا أفيرو شقيقة رونالدو بقوة على الهجوم والانتقادات التي نالت من شقيقها، وذلك عبر حساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي قائلة "لدينا جميعا عائلات. إنه لأمر مخزٍ للغاية أن نرى كيف تركز القنوات التلفزيونية والمعلقون ووسائل التواصل الاجتماعي على الغياب بدلا من تكريم ألم عائلة مكلومة، دمرها خسارة شقيقين. أشعر بالخجل حتى من مشاهدة (الانتقادات). إنه لأمر مؤسف". وأضافت "عندما توفي والدي، بالإضافة إلى ألم الخسارة، كان علينا التعامل مع سيل من الكاميرات والمتفرجين الفضوليين في المقبرة وأينما ذهبنا". ورغم غيابه عن العزاء في كنيسة لابا في بورتو، وجّه رونالدو نعيا لجوتا عبر حساباته الشخصية بمواقع التواصل الاجتماعي، كتب فيها "هذا غير منطقي، كنا معا في المنتخب الوطني، وأنت تزوجت للتو". وأضاف "إلى عائلتك وزوجتك وأولادك، أتقدم بأحر التعازي وأتمنى لهم كل القوة.. أعلم أنك ستكون معهم دائما، رحمكما الله، ديوغو وأندريه، سنفتقدكما جميعا". حضر الجنازة أيضا أعضاء آخرون من المنتخب البرتغالي، مثل: برونو فرنانديز، وبرناردو سيلفا، وروبن دياز، وروبن نيفيز، بالإضافة إلى زملاء سابقين في ليفربول مثل فان دايك. وحمل نيفيز النعش رغم مشاركته في مباراة مع فريقه الهلال السعودي قبل ساعات قليلة. وتُوفي جوتا وشقيقه بعد أن انحرفت سيارة لامبورغيني كانا يستقلانها عن الطريق في شمال غرب إسبانيا، واشتعلت فيها النيران في الساعات الأولى من صباح الخميس الماضي.