
صورة للثقب الأسود تخطف الأنظار.. لكن عالِم نوبل يشكك في حقيقتها
في خطوة جديدة لفهم أسرار الفضاء العميق، استخدم فريق من العلماء الذكاء الاصطناعي لتوليد صورة أكثر دقة للثقب الأسود العملاق "القوس A"، الواقع في مركز مجرة درب التبانة.
وبحسب ما أعلنه الباحثون، فإن هذا الجسم الكوني الهائل يبدو أنه يدور بسرعة قريبة من الحد الأعلى الذي يسمح به الكون، كما أن محور دورانه يبدو موجّهًا تقريبًا نحو الأرض.
لكن هذا الإنجاز العلمي لم يخلُ من الجدل، إذ أعرب الفيزيائي الألماني راينهارد غينزل، الحائز على جائزة نوبل في الفيزياء لعام 2020، عن تحفظه قائلاً:
"أنا مهتم بما يفعلونه وأتفهمه، لكن الذكاء الاصطناعي ليس معجزة أو علاجًا سحريًا".
بيانات مشوشة وذكاء اصطناعي يلتقط التفاصيل
الصورة الجديدة تم إنشاؤها باستخدام بيانات جمعها تلسكوب أفق الحدث (EHT)، وهو مشروع عالمي يجمع بيانات من شبكة تلسكوبات موزعة حول الأرض، تعمل معًا لالتقاط صور نادرة للثقوب السوداء، وفقًا لموقع LiveScience.
لكن نظراً لاعتماد هذه التقنية على موجات كهرومغناطيسية طويلة، فهي شديدة التأثر بالرطوبة الجوية، ما يجعل البيانات غير واضحة، أو كما وصفها الباحثون "ضوضائية"، وقد استُبعد الكثير منها في السابق.
العالم مايكل يانسن، من جامعة رادبود في هولندا وأحد المشاركين في الدراسة، قال:
"من الصعب جدًا التعامل مع بيانات تلسكوب أفق الحدث، لكن الشبكات العصبية في الذكاء الاصطناعي مثالية للتعامل مع هذه التحديات".
الفريق قام بتدريب النموذج الذكي على بيانات كانت تُعتبر غير صالحة للاستخدام، وتمكنوا عبرها من استخراج صورة جديدة كشفت عن خصائص غير مرئية من قبل، مثل السرعة القصوى لدوران الثقب الأسود واتجاه محوره.
اقرأ أيضاً.. هل خدعتنا الصورة الأولى للثقب الأسود في مجرتنا؟ اكتشافات جديدة تثير الشكوك
صورة مثيرة للجدل
رغم الحماسة التي صاحبت هذه الصورة، حذّر غينزل من المبالغة في الوثوق بها، لافتًا إلى أن ضعف جودة البيانات الأولية قد يكون أدّى إلى نتائج غير دقيقة أو حتى مشوّهة.
"النتائج قد تكون منقوصة أو غير موثوقة. لا ينبغي اعتبار هذه الصورة تمثيلًا نهائيًا أو دقيقًا للثقب الأسود."
من جهته، أكد الفريق العلمي أن هذه التجربة ما تزال في مراحلها الأولى، ويخططون لمقارنتها مع بيانات أحدث وأكثر وضوحًا لتحسين النموذج والتأكد من دقة النتائج.
لماذا نهتم بسرعة دوران الثقب الأسود؟
قياس سرعة دوران الثقب الأسود ليس مجرد فضول علمي، بل يفتح الباب لفهم أعمق لكيفية تصرّف الإشعاع والمادة في محيط هذه الأجسام فائقة الكتلة. كما يساعد هذا النوع من الأبحاث على تقدير استقرار القرص المادي المحيط بالثقب، وهو ما قد يساهم مستقبلًا في فهم آلية تشكل وتطور المجرات في الكون.
إسلام العبادي(أبوظبي)

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الاتحاد
منذ 3 أيام
- الاتحاد
قرن الأهوال
قرن الأهوال في كتابه «الأفكار التي شكلّت تاريخ العالم» خصص المؤرخ البريطاني «فيليب أرميستو» فصلاً للقرن العشرين أسماه «القرن العشرون.. قرن الأهوال». يرى البعض أن القرن السياسي ليس بالضرورة هو القرن الزمني، وأن القرن التاسع عشر قد بدأ عام 1820، بينما بدأ القرن العشرون عام 1920، وبينما كان القرن التاسع عشر القرن البريطاني، كان القرن العشرون القرن الأميركي. في القرن التاسع عشر حدثت مقدمات كل شيء، وفي القرن العشرين حدث كل شيء. ففي القرن التاسع عشر كانت هناك السيارات، والهاتف، والمصابيح الكهربائية، والتسجيل الصوتي، والتصوير السينمائي، والتطور الطبي وصولاً إلى التخدير والتطهير في العمليات الجراحية. وفي القرن العشرين.. صار العالم مزدحماً بالسيارات والقطارات والطائرات، وطالت أجهزته أعماق المحيطات عبْر الغواصات، وسطح القمر عبْر المركبات. في أول القرن كانت أول طائرة، وفي نهاية القرن كان اختراع الإنترنت وانطلاق الثورة الرقمية. لقد كان أيضاً قرن نظرية النسبية، وميكانيكا الكم، واكتشاف الجسيمات الأولية. كما كان قرن تفتيت الذرة وصنع القنبلة النووية، ثم كان بعد القنبلة بثماني سنوات قرن اكتشاف الحمض النووي.. والتطور المذهل في علوم الوراثة. أصبح الراديو والتليفزيون والغسالة والثلاجة والأجهزة الكهربائية في معظم منازل العالم، وتطورت حقول العلم كافة.. حتى إن براءات الاختراع –حسب بعض التقديرات- وصلت إلى (7) ملايين براءة. لم يشهد المفكر المصري الكبير عباس محمود العقاد القرن العشرين بأكمله، لكنه رصدَ في كتابه الشهير «القرن العشرون» حالة العلم في العالم، وانعكاس الاكتشافات العلمية والنظريات الجديدة على حياة الإنسان. صدر كتاب الأستاذ العقاد عام 1959، وكان العلم لايزال يخطو سريعاً، ولم يدرك الأستاذ نحو أربعين عاماً، كان البحث العلمي خلالها قد وصل إلى مدى متقدم، جعل ما كان في منتصف القرن تاريخاً بعيداً. فلقد تم اختراع الكمبيوتر، والهاتف المحمول، والإنترنت، وانطلقت التكنولوجيا إلى ما بعد الخيال. لقد شهد القرن العشرون أيضاً انطلاق جائزة نوبل، وقد كان من حظ العالم العربي فوز الأستاذ نجيب محفوظ بالجائزة في ثمانينيات القرن، وفوز الدكتور أحمد زويل بها قبل نهاية القرن بعام واحد. وقد روى لي الدكتور زويل عن اختياره عام 2001 ليلقي كلمة «علم الكيمياء» بمناسبة مرور (100) عام على تدشين جائزة نوبل، وكانت محاضرته بعنوان «تاريخ الإلكترون».. حيث استعرض موجز تاريخ الإلكترون في مائة عام، وما كان العلماء يعرفونه تباعاً بهذا الصدد. ثمّة وجه آخر لذلك القرن الحاسم في تاريخ البشر، فهو قرن الإيديولوجيا.. الماركسية والفاشية والنازية والتطرف الديني، وهو قرن المخدرات.. وعصر الكوكايين والهيروين، وهو أيضًا قرن الثورات، من البلشفية إلى الإيرانية.. وبينهما ثورات التحرر الوطني. ثم إنه قرن الحروب.. من الحرب العالمية الأولى إلى الثانية، إلى الباردة، ومن حرب فيتنام إلى الحروب العربية الإسرائيلية وحروب الخليج، ومن حروب اليابان وروسيا شرقاً إلى حرب فوكلاند بين بريطانيا والأرجنتين في أقصى الأرض. وهو قرن صعود وانهيار الإمبراطوريات.. فلقد تأسّست وانهارت الإمبراطورية السوفييتية، كما انهارت الإمبراطوريات الألمانية والعثمانية والنمساوية المجرية، وتلاشت المكانة الأسطورية للإمبراطورية البريطانية. شهد القرن العشرون أيضاً أزمات اقتصادية كان أكبرها الكساد الكبير 1929، وأزمات سياسية هددت بنهاية العالم كانت أخطرها أزمة الصواريخ الكوبية 1962، وإبادات جماعية كانت أولاها في ناميبيا. لقد انطلقت في القرن العشرين نظرية «الانفجار الكبير» في تفسير نشأة الكون، ولكن الانفجار الكبير حقًا هو ما قد يلحق بهذه الأرض بعد هذه الملايين من السنين. فلقد سلّم «قرن الأهوال» الراية للقرن الحادي والعشرين، وتسلم الذكاء الاصطناعي الراية من عصر الإنترنت، كما تكاثرت القنابل النووية إلى خمسة عشر ألف رأس نووي اليوم. لقد تقدّم العلم، وارتقى الطب، ووصل الإنسان إلى مكان ومكانة لم تحدث على مرّ التاريخ، ولكن ذلك التقدم يحمل داخله بذور فنائه، إنه الصعود الذي يدعم إلى جواره أسباب الهبوط، وهو المجد الذي يصطحب معه مشهد النهاية. يمكن للعالم أن يستيقظ من خطر داهم يهدد كل شيء، ويمكنه وضع نهاية لعصر الأهوال، وبناء عالم ينعم بالسلام. يملك عالمنا إمكانات الفردوس، واحتمالات الجحيم. وللأسف فإن الذين يختارون بينهما ليسوا هم الأعقل في كوكبنا. إنهم أنصاف انتحاريين.. يدفعون بثمانية مليار إنسان إلى حافة الهاوية. العقل هو الحل. *أحمد المسلماني


الاتحاد
منذ 4 أيام
- الاتحاد
الذكاء الاصطناعي تقَدم في فهم العاطفة.. فهل يتفوق علينا؟!
كشفت دراسة بحثية جديدة أن اختباراً لـ 6 أنظمة ذكاء اصطناعي، كشف بشكل واضح تفوقها على البشر في اختيار الاستجابات الصحيحة للتعامل مع مواقف مشحونة عاطفيًا. وقد ركزت الدراسة على محورين: مقارنة أداء الذكاء الاصطناعي بالبشر، ثم اختبار قدرته على إنشاء أسئلة جديدة تتماشى مع أهداف اختبارات الذكاء العاطفي (EI).وفق موقع "Live Science". اعتمد الباحثون في دراستهم على استجابات بشرية موثوقة من دراسات سابقة، ثم قارنوا بينها وبين استجابات نماذج اللغة الكبيرة. وقد اختارت هذه النماذج الاستجابة "الصحيحة" في اختبارات الذكاء العاطفي بنسبة بلغت 81%، بحسب تقييم خبراء بشريين، مقارنة بـ56% فقط لدى الأشخاص الحقيقيين. اقرأ أيضاً..لمسة الروبوت تحرك مشاعر البشر مقارنة أداء الذكاء الاصطناعي بالبشر وعندما طُلب من "تشات جي بي تي" توليد أسئلة اختبار جديدة، رأى المقيمون البشريون أن هذه الأسئلة تضاهي الاختبارات الأصلية من حيث درجة الصعوبة، كما لم تُظهر أنها مجرد إعادة صياغة لأسئلة سابقة. وقد وُصفت العلاقة بين نتائج الأسئلة التي أنشأها الذكاء الاصطناعي وتلك الأصلية بأنها "قوية"، حيث بلغ معامل الارتباط 0.46 (مع الإشارة إلى أن 1.0 تعني تطابقًا تامًا، و0 تعني انعدام العلاقة). وكان الاستنتاج العام أن الذكاء الاصطناعي بات أفضل منّا في "فهم" المشاعر. وقد نُشرت هذه الدراسة في مجلة Communications Psychology، وأجراها باحثون من جامعتي جنيف وبرن. وشملت الدراسة تطبيق اختبارات الذكاء العاطفي المعتمدة على مجموعة من نماذج اللغة الكبيرة، من بينها: ChatGPT-4، ChatGPT-o1، Gemini 1.5 Flash، Claude 3.5 Haiku، Copilot 365 وDeepSeek V3. هل يفهم الذكاء الاصطناعي المشاعر حقًا؟ بالرغم من تفوق الذكاء الاصطناعي في اختبارات الذكاء العاطفي، يشكك الخبراء في دلالة هذا الإنجاز، إذ تعتمد الاختبارات على خيارات متعددة لا تعكس تعقيد المشاعر في الواقع. ويؤكدون أن ما يُقاس ليس فهمًا حقيقيًا للمشاعر، بل قدرة على التنبؤ بأنماط متكررة، ما يجعل الحديث عن "فهم" عاطفي عميق من قِبل الذكاء الاصطناعي مبالغة لا تعكس حقيقة أدائه.ومع تطور التقنية، تزداد الحاجة إلى التمييز بين قدرة الآلة على "محاكاة" المشاعر، وقدرة الإنسان الفريدة على "معايشتها". لمياء الصديق(أبوظبي)


الاتحاد
منذ 6 أيام
- الاتحاد
صورة للثقب الأسود تخطف الأنظار.. لكن عالِم نوبل يشكك في حقيقتها
في خطوة جديدة لفهم أسرار الفضاء العميق، استخدم فريق من العلماء الذكاء الاصطناعي لتوليد صورة أكثر دقة للثقب الأسود العملاق "القوس A"، الواقع في مركز مجرة درب التبانة. وبحسب ما أعلنه الباحثون، فإن هذا الجسم الكوني الهائل يبدو أنه يدور بسرعة قريبة من الحد الأعلى الذي يسمح به الكون، كما أن محور دورانه يبدو موجّهًا تقريبًا نحو الأرض. لكن هذا الإنجاز العلمي لم يخلُ من الجدل، إذ أعرب الفيزيائي الألماني راينهارد غينزل، الحائز على جائزة نوبل في الفيزياء لعام 2020، عن تحفظه قائلاً: "أنا مهتم بما يفعلونه وأتفهمه، لكن الذكاء الاصطناعي ليس معجزة أو علاجًا سحريًا". بيانات مشوشة وذكاء اصطناعي يلتقط التفاصيل الصورة الجديدة تم إنشاؤها باستخدام بيانات جمعها تلسكوب أفق الحدث (EHT)، وهو مشروع عالمي يجمع بيانات من شبكة تلسكوبات موزعة حول الأرض، تعمل معًا لالتقاط صور نادرة للثقوب السوداء، وفقًا لموقع LiveScience. لكن نظراً لاعتماد هذه التقنية على موجات كهرومغناطيسية طويلة، فهي شديدة التأثر بالرطوبة الجوية، ما يجعل البيانات غير واضحة، أو كما وصفها الباحثون "ضوضائية"، وقد استُبعد الكثير منها في السابق. العالم مايكل يانسن، من جامعة رادبود في هولندا وأحد المشاركين في الدراسة، قال: "من الصعب جدًا التعامل مع بيانات تلسكوب أفق الحدث، لكن الشبكات العصبية في الذكاء الاصطناعي مثالية للتعامل مع هذه التحديات". الفريق قام بتدريب النموذج الذكي على بيانات كانت تُعتبر غير صالحة للاستخدام، وتمكنوا عبرها من استخراج صورة جديدة كشفت عن خصائص غير مرئية من قبل، مثل السرعة القصوى لدوران الثقب الأسود واتجاه محوره. اقرأ أيضاً.. هل خدعتنا الصورة الأولى للثقب الأسود في مجرتنا؟ اكتشافات جديدة تثير الشكوك صورة مثيرة للجدل رغم الحماسة التي صاحبت هذه الصورة، حذّر غينزل من المبالغة في الوثوق بها، لافتًا إلى أن ضعف جودة البيانات الأولية قد يكون أدّى إلى نتائج غير دقيقة أو حتى مشوّهة. "النتائج قد تكون منقوصة أو غير موثوقة. لا ينبغي اعتبار هذه الصورة تمثيلًا نهائيًا أو دقيقًا للثقب الأسود." من جهته، أكد الفريق العلمي أن هذه التجربة ما تزال في مراحلها الأولى، ويخططون لمقارنتها مع بيانات أحدث وأكثر وضوحًا لتحسين النموذج والتأكد من دقة النتائج. لماذا نهتم بسرعة دوران الثقب الأسود؟ قياس سرعة دوران الثقب الأسود ليس مجرد فضول علمي، بل يفتح الباب لفهم أعمق لكيفية تصرّف الإشعاع والمادة في محيط هذه الأجسام فائقة الكتلة. كما يساعد هذا النوع من الأبحاث على تقدير استقرار القرص المادي المحيط بالثقب، وهو ما قد يساهم مستقبلًا في فهم آلية تشكل وتطور المجرات في الكون. إسلام العبادي(أبوظبي)