logo
مهندس ضاع حلمه في اللجان

مهندس ضاع حلمه في اللجان

الشرق الأوسطمنذ 19 ساعات
تحمّس الملك فاروق لمخطط مبهر رسم فيه المهندس المصري سيد كُريم، الملامح المستقبلية للقاهرة؛ حيث شمل «مترو الأنفاق، والقطار الطائر، وثمانية جسور علوية، وطرقاً دائرية، وخططاً للمدن الجديدة».
قرر الملك فاروق أن يعرض المخطط في حفل مهيب بالجامعة الأميركية، لكن الأقدار شاءت أن يودع فاروق مصر إلى الأبد، على ظهر يخت المحروسة.
حاول كُريم إعادة المخطط إلى القيادة الجديدة، وأعجب به اللواء محمد نجيب، فكلف لجنة بدراسته. غير أن نجيب غادر منصبه أيضاً. وكأن «لعنة» أصابت مخطط القاهرة الذي لم يرَ النور، وفق تعبير مؤلف كتاب «صنايعية مصر» عمر طاهر.
الرئيس عبد الناصر شكل لجنة قالت إن الدكتور سيد كُريم «مهندس عظيم، لكن المشروع الذي خططه للقاهرة... (بما فيه من كبارٍ علوية وغيرها) لا يناسب مدينة سكنية، ولكنه يناسب مدينة ملاهٍ!». عبد الناصر نفسه صُدم من نتيجة التقرير، لأنه تحمّس لمخطط قاهرة الخمسينات، فشكّل لجنة جديدة لكن ممثلها قال لناصر: «الدكتور سيد بيخَرَّف! مشروع مترو أنفاق وحده يتكلف مليار جنيه، وهو مبلغ كفيل ببناء القاهرة كلها». حاول عبد الناصر عن طريق السادات فهم الموضوع. فقال كُريم إن المشروع يكلف مليارات الجنيهات وليس ملياراً واحداً، وإنه وجد طريقة للتمويل غير حكومية بأسلوب «BOT» وهو البناء والتشغيل ثم تؤول الملكية للحكومة بعد عشرين عاماً، مقابل نسبة من العوائد لصالح الحكومة. فرح السادات بالمقترح الفريد، الذي رفضته اللجنة ولم تقدم بدائل. وبعد أن قرأ عبد الناصر مسودات الاتفاقات المبدئية مع الشركات، قال: «هذه ليست عقود استثمار، بل عقود استعمار».
عاد العبقري كُريم بخفي حنين، وتبعثر حلمه بتنظيم القاهرة التي كانت تضم نحو مليون نسمة و24 ألف سيارة، متوقعاً أن تقع المعضلة ببلوغ سكانها 20 مليوناً.
بعد أسابيع تلقى كُريم دعوة من لجنة فنية في الأمم المتحدة، فقال أحد المجتمعين للحاضرين وهو يشير إلى كُريم: «أقدم لكم خبيراً مصرياً أعد مشروعاً لو اجتمعنا نحن خبراء الهيئة فلن نستطيع أن نقدم أفضل منه». ثم قال لكُريم: «أهلاً بك خبيراً دولياً في الأمم المتحدة». ثم نال وسام خادم الحرمين الشريفين بعد تخطيط مدينة الرياض، والمساهمة في توسعة الحرمين وطريق الحج.
زاره السادات في مكتبه وتأمل المجسم الجميل لمخطط مدينة جديدة على ما يبدو. فعاتبه السادات بقوله: «تخدم الدول العربية بمثل هذه النماذج والمخططات الرائعة وتبخل على بلدك؟». فقال كُريم: «الماكيت (المجسم) الذي أعجبك ليس لمدينة عربية، ولكنه جزء من مخطط القاهرة الذي رفضته لجانكم مرتين!».
بعد أيام طلب عبد الناصر مقابلة كُريم الذي قالت لجنة عنه إنه «بيخرَّف»، فطلب منه تصميم مدينة «الثورة». لكن اللجنة رفضته مجدداً. وبعد تدخل عبد الناصر رأى المشروع النور ثم بُنيت المدينة العصرية المتكاملة. لكنه رفض مقترحاً بتسميتها مدينة عبد الناصر وقبل بـ«مدينة نصر».
ما حدث مع المهندس العبقري سيد كُريم يستحق التأمل. فمشروعه لتخطيط القاهرة العصرية نال استحسان الملك فاروق ومن بعده لكنه لم يرَ النور لأسباب عديدة منها «معضلة اللجان» التي تميل أحياناً نحو الرفض أو المنع كحل أسهل من عناء التفكير ببدائل. فكم من مشروع عربي عملاق ذهب سدى لأنه ضاع في دهاليز البيروقراطية والتردد.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

روما تتحرك لإحياء محادثات إيران وأميركا.. وترمب يبحث الملف مع نتنياهو
روما تتحرك لإحياء محادثات إيران وأميركا.. وترمب يبحث الملف مع نتنياهو

الشرق السعودية

timeمنذ 39 دقائق

  • الشرق السعودية

روما تتحرك لإحياء محادثات إيران وأميركا.. وترمب يبحث الملف مع نتنياهو

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الثلاثاء، أنه سيناقش الأوضاع في قطاع غزة وإيران عندما يلتقي برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، الاثنين المقبل، مشيراً إلى أن اللقاء سيكون "احتفالاً سريعاً" بـ"محو" المنشآت النووية الإيرانية، وسط تحركات إيطالية لاستئناف الحوار بين واشنطن وطهران، وعرض روما كمكان محتمل لإجراء المحادثات. وعمل ترمب ونتنياهو معاً في يونيو الماضي على تنفيذ عملية عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية، انتهت بشن غارات جوية أميركية نفذتها قاذفات B-2، الأسبوع الماضي. وقال ترمب، الثلاثاء، إن تلك الضربات "دمرت بالكامل" القدرات النووية لطهران، مجدداً انتقاداته إلى وسائل الإعلام التي تشكك في مدى نجاح الضربات الأميركية 3 منشآت نووية إيرانية. وأضاف ترمب: "لقد أهانت شبكة CNN وصحيفة نيويورك تايمز هؤلاء الجنود العظماء... لقد كان تدميراً كاملاً وشاملاً، ويجب أن نحتفل بهؤلاء الأبطال"، في إشارة إلى الطيارين الذين نفذوا العملية داخل إيران. وفي وقت سابق، الثلاثاء، قال نتنياهو، إنه يتوقع عقد لقاءات، الأسبوع المقبل مع ترمب، بعد ما وصفه بـ"النصر الكبير" في حرب إسرائيل وإيران التي استمرت 12 يوماً الشهر الماضي. وأضاف نتنياهو في بيان قبيل اجتماع مجلس الوزراء، أن الزيارة ستشمل أيضاً محادثات مع مسؤولين كبار، مثل وزير الخارجية ماركو روبيو ووزير الدفاع بيت هيجسيث ومبعوث ترمب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، ووزير التجارة هوارد لوتنيك. إيران: أبواب الدبلوماسية لن تغلق أبداً وفي المقابل، أعرب وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، عن شكوكه حيال استئناف المحادثات مع الولايات المتحدة قريباً، لكنه أكد في الوقت ذاته أن "أبواب الدبلوماسية لن تغلق أبداً". وكان الرئيس الأميركي قد ألمح مؤخراً إلى إمكانية استئناف المحادثات مع إيران في أقرب وقت هذا الأسبوع، رغم أن البيت الأبيض أشار إلى عدم وجود محادثات مجدولة رسمياً حتى الآن. وقال عراقجي في مقابلة مع شبكة CBS: "لا أعتقد أن المفاوضات ستُستأنف بهذه السرعة". وأضاف: "كي نتخذ قراراً بالعودة للمحادثات، علينا أولاً أن نتأكد من أن الولايات المتحدة لن تعود إلى استهدافنا عسكرياً أثناء سير المفاوضات. ومع كل هذه الاعتبارات، لا زلنا بحاجة إلى المزيد من الوقت". رغم ذلك، شدد عراقجي على أن "أبواب الدبلوماسية لن تُغلق أبداً". تحركات إيطالية من جهته، أفاد وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، بأن بلاده تعمل على استئناف الحوار بين الولايات المتحدة وإيران بشأن برنامج طهران النووي. ونقلت وكالة "آكي" الإيطالية عن تاياني قوله للصحافيين في ميلانو، الثلاثاء: "عرضنا روما كمكان لإجراء محادثات محتملة، كما حدث في الأشهر الأخيرة للمحادثات بين إيران والولايات المتحدة و(وساطة) سلطنة عُمان". وأضاف: "نعمل دائماً على الحوار لضمان أمن إسرائيل، وفي الوقت نفسه، لضمان عدم تمكن إيران من بناء قنبلة ذرية، مع تمكينها في ذات الوقت من العمل على أبحاث الطاقة النووية المدنية". ومضى قائلاً: "لكن يتعين أيضاً (على إيران) الموافقة على زيارات الوكالة الدولية للطاقة الذرية". وقبل أن تشن إسرائيل حربها التي دامت 12 يوماً، كانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تتمتع بإمكانية الوصول بانتظام إلى مواقع تخصيب اليورانيوم الإيرانية، وتراقب الأنشطة داخلها على مدار الساعة، إذ أن طهران موقعة على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية التي تضم 191 دولة. لكن الآن، جعلت الأنقاض والرماد الصورة ضبابية. علاوة على ذلك، هددت إيران بوقف العمل مع الوكالة، حيث وافق البرلمان الإيراني، الأربعاء الماضي، على تعليق التعاون مع الهيئة التابعة للأمم المتحدة مدفوعاً بالغضب من عدم قدرة نظام حظر الانتشار النووي على حماية البلاد من الضربات، التي تعتبرها دول كثيرة غير قانونية. وقالت طهران، إن قراراً صدر هذا الشهر عن مجلس محافظي الوكالة المؤلف من 35 دولة، قال إن إيران انتهكت التزاماتها المتعلقة بحظر الانتشار، مهد الطريق لهجمات إسرائيل، من خلال توفير غطاء دبلوماسي. وبدأت هجمات إسرائيل في اليوم التالي من صدور القرار. ومنذ أبريل الماضي، أجرت إيران والولايات المتحدة محادثات استضافتها مسقط وروما، كانت تهدف إلى إيجاد حل دبلوماسي جديد بشأن برنامج إيران النووي.

إيران: محاولة للفهم!
إيران: محاولة للفهم!

العربية

timeمنذ 41 دقائق

  • العربية

إيران: محاولة للفهم!

إذا لم تتغير العقيدة الإيرانية من "الوصاية" إلى التعاون كدولة، فإننا سنبقى في الأزمة، وإن تغير شكلها... الساحة النقاشية العربية والعالمية مليئة بوجهات النظر المختلفة، وربما المتعارضة في الموضوع الذي شغل العالم ولا يزال، وهو الاشتباك الإسرائيلي - الإيراني المسلح. الكثير من العواطف والمشاعر ركبت تلك التحليلات، لذلك فإن المتوافر منها والمقنع للعقل قليل، فقد تخندق الجميع كل في سرديته. هنا، محاولة الابتعاد عن المشاعر والعواطف، والمواقف المسبقة، من أجل تقديم صورة قد تكون أقرب ما أمكن إلى الواقع، رغم أن هذا الواقع ما نعرف عنه قليل وما نجهله ليس بالقليل. أريد أن أقدم هذه الأفكار في مجموعة من نقاط عشر مترابطة هي الآتية: أولاً: القيادات في إيران ليست على رأي واحد في الاقتراب من ملفات بناء الدولة الحديثة، هي تعيش في الفضاء الجغرافي نفسه، ولكن في أزمنة مختلفة؛ بعضها في الزمن الحديث، وبعضها في الزمن التاريخي القديم. لذلك نجد أن مرحلة محمد خاتمي مثلاً تختلف عن مرحلة أحمدي نجاد، فتمر إيران بتموجات على الأقل في القضايا الدولية، من مكان إلى آخر . حرب إسرائيل على إيران أخيراً جعلت من الطيف السياسي الإيراني يتجمع في الغالب في الزمن التاريخي القديم، والحديث عن الانتصارات الكبرى التي حققتها الإمبراطورية الفارسية؛ فنحن أيضاً أمام موضوع تاريخي سياسي ليس من السهل تفكيك مفاصله أو وضعه أمام أشعة كاشفة، لأن الأزمات الكبرى تعيد الشعوب إلى الماضي. ثانياً: هناك خلط ربما تلقائي أو متعمد بين المذهب الشيعي الإثني عشري، وبين السياسة الإيرانية، لذلك يعتقد البعض أن انتقاد التوجه السياسي الإيراني انتقاد للمذهب الشيعي. وللعقلاء، الإثنان مختلفان تماماً، وإنّ تساندهما بسبب سياسي في هذه المرحلة التاريخية. ثالثاً: صرفت إيران حسب مصادر متقاطعة وربما مؤكدة بين 2011 و 2023 ما يقارب من 30 بليون دولار من أجل مساندة ما عرف بشكل واسع بـ"الأذرع الإيرانية" أو بالمعنى الاستراتيجي الخنادق الأمامية، تحت شعار أننا نحارب خارج أرضنا حتى لا نحارب على أرضنا. اشتباك الـ12 يوماً فضح فساد هذا التوجه على أرض الواقع من جانبين: الجانب الأول أن الاشتباك أصبح على الأرض الإيرانية، والجانب الثاني أن تلك الأذرع أو الخنادق الأمامية، لم تستطع أن تساعد إيران في معركتها مع إسرائيل. رابعاً: الخنادق الأمامية أو الأذرع الإيرانية في عدد من البلدان العربية كان شعارها الذي يسوق للجمهور أنها من أجل تحرير فلسطين، سواء كانت في غزة أو في لبنان أو في سوريا سابقاً أو في العراق أو في اليمن. ومرت الصراعات المتعددة، دون أن تحرر ولو كيلومتر واحد من فلسطين التاريخية. معنى ذلك للعقلاء أيضاً أن تلك الخنادق الأمامية ومن صنعها يعرف أنها لا تستطيع أن تفعل ذلك، ولكن فعلها سلبي في نسيجها الاجتماعي وفي دولها كان ضاراً للغاية؛ فقد قسمت المجتمع، وأسقطت الدولة، وأفقرت الناس وزرعت الشكوك بين المكونات المختلفة في تلك الدول، عدا الأرواح التي زهقت ومعظمها من العرب. خامساً: هنا نصل إلى بيت القصيد أو مركز الثقل، أي ما يمكن أن يعرف بالوصاية التي تفرضها القوة الثورية الإيرانية على الآخرين. هذه الوصاية مستمدة من أفكار لم تعد قادرة على فهم الواقع أو مواجهة المشكلات الحالية، وما دامت تلك الوصاية موجودة في أذهان القيادة السياسية الإيرانية، فإن الارتياب فيها سوف يبقى قائماً من جوارها، لأن عدداً كبيراً من الدول العربية والمجتمعات العربية لا تقبل تلك الوصاية مع اعترافها بحرية الإيرانيين باتخاذ ما يرونه من أنظمة سياسية في بلادهم. سادساً: امتلاك القدرة العسكرية النووية، وهنا تتعمق المشكلة. فهناك دول مثل باكستان والهند وكوريا الشمالية امتلكت القدرة النووية العسكرية، لماذا إذن تمنع إيران من ذلك؟ المؤكد أن تلك الدول ليس لها مشروع وصاية على ما حولها، لذلك فإن امتلاكها لتلك القوة قد يكون محتملاً من المجتمع الدولي أو من جوارها، أما إيران التي تقول بالوصاية على الآخرين، وتثبت ذلك في دستورها، فإن هذه الوصاية هي التي تقلق المجتمع المحيط بإيران، والمجتمع الدولي، لهذا السبب هناك مقاومة ظاهرة أو باطنة لأن تمتلك إيران سلاحاً نووياً عسكرياً. سابعاً: على المستوى الدولي، هناك تأييد ولو مبطن من روسيا الاتحادية لدفع إيران للمواجهة من خلال التهديد بالنووي، أو من توسيع الوصاية. سبب روسيا الاتحادية للدفع بذلك أنها تريد توريط الولايات المتحدة في مستنقع حرب إقليمية، كما هي متورطة في حرب إقليمية أخرى في أوكرانيا، وبالتالي تنشغل الولايات المتحدة عن الملفات الأخرى في أوروبا، لذلك كان من الحصافة أن لا تتورط الولايات المتحدة بشكل مباشر وطويل في الحرب بين إسرائيل وبين إيران، وهذا ما حدث. ثامناً: فكرة الوصاية بتفرعاتها المختلفة تحتاج من الدولة الإيرانية إلى إعادة النظر وبجدية كاملة في نتائجها لأنها تكلف إيران تكاليف باهظة، ومردودها تقريباً صفري، كما حدث في سوريا أو في بعض المناطق التي لإيران فيها أياد تمويلية أو تدريبية. لقد ثبت أن تلك القوى غير قادرة على المساعدة وأيضاً غير قادرة على تحقيق ما تعلنه من تحرير فلسطين. تاسعاً: تحدث كثيرون عن قوة الموساد في الداخل الإيراني، وقليل لمح إلى أن ذلك ليس في المطلق كما يبدو، ربما للموساد بعض الأيادي في الداخل الإيراني، ولكن المعلومات الكثيفة التي سربت إلى أعداء إيران هي في بعضها من قوى إيرانية داخلية، ضاقت ذرعاً بتجربة أكثر من 40 عاماً للنظام الإيراني الحالي، وعلينا أن لا نتجاوز هذه النقطة، والحديث فقط عن الموساد الخارجي. هناك تيار داخلي لا يراد أن يُعترف به ولكنه موجود، وهو الذي سرب كثيراً من المعلومات إلى الآخرين، خاصة إذا ذكرنا أن هناك كتابات وتصريحات من رجال في النظام أيضاً، أن ما يصرف على الأذرع الإيرانية هو هباء، والأفضل أن تصرف هذه الأموال الطائلة على التنمية في إيران، وهذا رأي موجود ويكتب أيضاً في الصحف الإيرانية. عاشراً: هناك فشل واضح في إدارة الاقتصاد والدولة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية. ثمة بطالة مرتفعة وفقر متزايد، وتراجع في سعر العملة عدا عدم رضى واسع لدى طوائف مختلفة من الشعوب الإيرانية وخاصة الشباب، التي ترى أن تبني إيران الخط الاستراتيجي والعقيدة السياسية المعتمدة لم توصلها لما توقعت أن تصل إليه. باختصار إذا لم تتغير العقيدة الإيرانية من "الوصاية" إلى التعاون كدولة، فإننا سنبقى في الأزمة، وإن تغير شكلها.

«مكسب جديد لنتنياهو»... انقسامات في حزب إسرائيلي معارض كبير
«مكسب جديد لنتنياهو»... انقسامات في حزب إسرائيلي معارض كبير

الشرق الأوسط

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق الأوسط

«مكسب جديد لنتنياهو»... انقسامات في حزب إسرائيلي معارض كبير

يواجه حزب «معسكر الدولة» الذي يترأسه الوزير السابق في حكومة الحرب الإسرائيلية، بيني غانتس، انقسامات كبيرة، ستصبّ على ما يبدو في مصلحة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في أي انتخابات قادمة. وغانتس منافس بارز لنتنياهو، وأحد المرشحين المحتملين لتولي رئاسة الحكومة، ضمن إطار ائتلافي. وأبلغ عضو الكنيست عن «معسكر الدولة» ماتان كهانا رئيس الكتلة البرلمانية للحزب في الكنيست، الثلاثاء، نيته مغادرة الحزب، وعلى ما يبدو الكنيست أيضاً، وذلك بعد ساعات من إعلان العضو الكبير في الحزب وعضو الكنيست، غادي آيزنكوت، استقالته من الحزب. غادي آيزنكوت (وسائل إعلام إسرائيلية) وكان آيزنكوت أعلن استقالته مساء الاثنين، ومن المرجح أيضاً أن يقدّم استقالته من الكنيست؛ تمهيداً للترشح مجدداً في الانتخابات المقبلة ضمن إطار سياسي مستقل. وأعرب آيزنكوت عن عدم رضاه عن خطة غانتس لإجراء «انتخابات تمهيدية داخلية ضمن جسم حزبي يهيمن عليه مقربون من غانتس»؛ ما شكل أحد الأسباب للخلاف بين الطرفين. وفي يونيو (حزيران) 2024، أعلن غانتس وآيزنكوت، انسحابهما من حكومة الحرب برئاسة نتنياهو، مع دعوة إلى إجراء انتخابات مبكرة «في أسرع وقت ممكن». وقالت مصادر إسرائيلية لقناة «كان» إن آيزنكوت يتجه نحو تأسيس «جسم سياسي مستقل يمكن من خلاله التحالف مع قوى أخرى، ولا يجري حالياً اتصالات جدّية مع رئيس الوزراء السابق نفتالي بنيت، أو زعيم المعارضة يائير لابيد». وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، تدرس عضو الكنيست أوريت فركاش هكوهين، القيام بخطوة مشابهة. وقالت «القناة 12» الإسرائيلية إن خروج آيزنكوت من معسكر الدولة واستقالته المتوقعة من الكنيست ستقوده إلى تأسيس حزب جديد. وقالت صحيفة «معاريف» إن ما يحدث يفيد بشكل أساسي بنيت، وأضافت أن «الاستقالة المزدوجة ليست مجرد تعبير عن أزمة ثقة داخلية في الحزب، بل هي مؤشر على تيارات خفية بدأت بالظهور». وذكّرت الصحيفة أن «(معسكر الدولة) كان يُعدّ الركيزة الأساسية لائتلاف بديل مستقبلي، بينما يشهد الآن انقساماً كبيراً؛ منها التوترات المحيطة بالانتخابات التمهيدية الداخلية، وخيبة الأمل من قيادة غانتس، والشعور بغياب الرؤية، ما أدى إلى موجة استقالات تُقوّض جوهر الحزب الأيديولوجي». وخلصت الصحيفة إلى أنه «في ظل هذه الأزمة، تتزايد قوة بينت في الساحة السياسية؛ فالرجل الذي ترأس حكومة الوحدة التاريخية عام 2021 أنشأ حزب «بينت 2026» الذي يُركز على الأمن وبناء الدولة واستعادة ثقة الجمهور». وتابعت: «يُعطي تقاعد كهانا، المتوقع انضمامه إلى مبادرة بنيت، دفعةً قويةً لهذه الخطوة. ويُثير هذا الرحيل المزدوج عدداً من التساؤلات المفتوحة، أهمها: «هل سيصبح نفتالي بنيت بديلاً حقيقياً لكتلة الوسط؟ وكيف سيكون رد فعل بقية النظام السياسي، وخاصةً ناخبي الوسط؟». وبحسب «معاريف»: «في هذه المرحلة، يبدو أن (تيار) الوسط السياسي يدخل مرحلة من عدم اليقين. إذ تواجه قيادة غانتس تحدياً حقيقياً، بينما يُنشئ بنيت، بدعم من شخصيات ذات خبرة مثل ماتان كاهانا، حركة جديدة قد تصبح مؤثرة في الحملة السياسية». لكن وفقاً لاستطلاع رأي أجرته قناة «نيوز 12» الأسبوع الماضي (قبل مغادرة آيزنكوت المعسكر الحكومي)، خسر جميع المرشحين أمام رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في مسألة مدى ملاءمتهم لرئاسة الوزراء. ووفقاً لبيانات الاستطلاع، حصل آيزنكوت على نسبة 23 في المائة مقابل 42 في المائة لنتنياهو في الاختيار الثنائي بينهما. أما عند الاختيار بين زعيم المعارضة يائير لبيد ونتنياهو، حصل لبيد على 21 في المائة، ونتنياهو على 42 في المائة، وعند المقارنة بين غانتس ونتنياهو، حصل غانتس على 21 في المائة ونتنياهو على 40 في المائة، ولدى استطلاع الأصوات بين بنيت ونتنياهو، حصل بنيت على 35 في المائة (ونتنياهو على 38 في المائة)، وفي الاختيار بين أفيغدور ليبرمان ونتنياهو، حصل ليبرمان على 23 في المائة (ونتنياهو على 40 في المائة)، وفي الاختيار بين يائير غولان ونتنياهو، حصل غولان على 19 في المائة (ونتنياهو على 44 في المائة). يائير غولان (أرشيفية) وحتى الآن، عند مقارنة نتنياهو وآيزنكوت بشأن مدى ملاءمتهما لرئاسة الوزراء، وُجد أن نتنياهو أكثر ملاءمة من آيزنكوت في جميع الاستطلاعات. وكان الاستطلاع الذي كانت فيه الفجوة بينهما هي الأقرب في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، حيث حصل آيزنكوت على نسبة 33 في المائة لملاءمة رئاسة الوزراء مقارنةً بنتنياهو الذي حصل على 35 في المائة. ومنذ ذلك الاستطلاع، تفوق نتنياهو على آيزنكوت بهامش تراوح بين 4 في المائة و8 في المائة في جميع الاستطلاعات.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store