
أخبار العالم : جزيئات البلاستيك الدقيقة موجودة في السائل المنوي والسائل الجريبي البشري.. تثير قلق العلماء
نافذة على العالم - دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- اكتشف العلماء وجود جسيمات البلاستيك الدقيقة، وهي عبارة عن شظايا صغيرة منتشرة في بحارنا ومياه الشرب والطعام، موجودة على نحو متزايد أيضًا في أنسجة الكائنات الحية، مثل السائل المنوي والسائل الجُريبي البشري.
وشارك في البحث الجديد الذي نشرت نتائجه بمجلة Human Reproduction، الثلاثاء، عددًا صغيرًا من الأشخاص، 25 امرأة و18 رجلاً. وكشف العلماء من خلاله عن وجود جسيمات البلاستيك الدقيقة في 69% من عينات السائل الجُريبي و55% من عينات السائل المنوي.
والسائل الجُريبي هو الذي يُحيط بالبويضة داخل جُريب المبيض. وتعتبر الدراسة ملخصًا لبحث مكتمل، لم يخضع بعد لمراجعة الأقران. قدم الباحثون الدراسة الثلاثاء، في باريس، خلال الاجتماع السنوي ال_41 للجمعية الأوروبية للتكاثر البشري وعلم الأجنة.
وأفاد الدكتور إميليو غوميز-سانشيز، الباحث الرئيسي ومدير مختبر التلقيح الصناعي لدى Next Fertiliy Murcia في إسبانيا، في بيان صحفي: "أشارت الدراسات السابقة إلى هذا الاحتمال. لذلك، وجود جسيمات البلاستيك الدقيقة في الجهاز التناسلي البشري ليس أمرًا مفاجئًا. لكن ما أدهشنا يتمثّل بمدى انتشار هذه الظاهرة. هذا ليس اكتشافًا معزولًا، بل على ما يبدو شائعًا جدًا."
الدكتور ريتشارد تومبسون من جامعة بليموث، غير المشارك في البحث، يُحلل الجزيئات البلاستيكية الدقيقة تحت المجهر في العام 2023.
Credit: Ben Stansall/AFP/Getty Images
وجسيمات البلاستيك الدقيقة هي عبارة عن شظايا من البوليمرات، يتراوح حجمها بين أقل من 5 مليمترات و1 ميكرومتر. والبوليمرات هي مركبات كيميائية تتكون من سلاسل طويلة من وحدات جزيئية كبيرة ومتكررة تُسمى المونومرات، وتشتهر بمرونتها ومتانتها. معظم أنواع البلاستيك هي بوليمرات صناعية.
أما البلاستيك الأصغر من المعايير المحددة للبلاستيك الدقيق فيُصنف على أنه نانوبلاستيك، ويتم قياسه بوحدات جزء من المليار من المتر.
وتابع غوميز-سانشيز: "تدخل جسيمات البلاستيك الدقيقة الجسم أساسًا عبر ثلاثة مسارات: الابتلاع، الاستنشاق، والتلامس الجلدي. ومن هناك، يمكن أن تدخل مجرى الدم، الذي يقوم بتوزيعها في جميع أنحاء الجسم، ضمنًا الأعضاء التناسلية".
وفي دراسات سابقة، تم أيضًا الكشف عن شظايا البلاستيك الدقيقة في أجزاء وسوائل مختلفة من الجسم، ضمنًا الرئتين، والمشيمة، والدماغ، والخصيتين، ونسيج الأنف عند قاعدة الدماغ، والقضبان، والبراز البشري.
وفي حديث مع CNN، قال الدكتور كريس ديأرمِت، مؤسس مجلس أبحاث البلاستيك: "توافقت عقود من الدراسات ووكالة الغذاء والدواء الأمريكية على أنّ جسيمات البلاستيك الدقيقة لا تشكل تهديدًا لأننا نتعرّض لها بكميات منخفضة جدًا وغير سامة".
قد يهمك أيضاً
لكن، رغم أن القليل فقط معروف، أو مجهولًا تقريبًا، عن التأثيرات المحتملة لجسيمات البلاستيك الدقيقة على صحة الإنسان، فإن المواد الكيميائية المستخدمة في تصنيع البلاستيك، والتي غالبًا ما تتسرّب منه، ترتبط بمخاطر صحية تشمل:
اضطرابات هرمونية،
وبعض أنواع السرطان،
وأمراض الجهاز التنفسي،
وتهيّج الجلد
.
اختبار سوائل جسدية بحثًا عن جسيمات دقيقة
شارك في الدراسة مرضى ومتبرعون في مركز "نكست فيرتيليتي مورسيا" الإسباني. خضعت النساء لعملية سحب البويضات، المعروفة طبيًا باسم "الشفط الجُريبي"، ضمن إجراءات التلقيح الصناعي، فيما خضع الرجال لتحليل السائل المنوي. خزّن الباحثون العينات في أوعية زجاجية وتم تجميدها، ثم تم احتضانها لمدة يومين قبل تحليلها باستخدام تقنية تصوير تجمع بين المجهر والليزر تحت الحمراء.
كما حلل فريق البحث أوعية الجمع والتخزين المستخدمة للتأكد من أنها لم تكن ملوثة بجسيمات بلاستيكية دقيقة. ولم يوضح الملخص البحثي المواد التي صُنعت منها أوعية الجمع.
وكشفت تقنيات التصوير عن وجود تسعة أنواع من الجسيمات البلاستيكية الدقيقة في السوائل التناسلية. وتبيّن أن أكثر من 50% من عينات السائل الجُريبي احتوت على بولياميد(PA)، وبولي يوريثان (PU)، وبولي إيثيلين (PE)، في حين تم اكتشاف بوليتترافلوروإيثيلين (PTFE) وبولي إيثيلين تيرفثالات (PET) في أكثر من 30% من عينات السائل الجُريبي.
قد يهمك أيضاً
وظهر كل من بولي بروبيلين (PP)، وبولي فينيل كلورايد (PVC)، وحمض بولي لاكتيك (PLA)، في أكثر من 20% من عينات السائل الجريبي.
أما في عينات السائل المنوي، فقد احتوى 56% منها على بولي تترافلوروإيثيلين (PTFE).
يُعرف البولياميد الصناعي باسم النايلون، ويُستخدم عادة في صناعة المنسوجات والبلاستيك وقطع غيار السيارات. ويُستخدم البولي يوريثان على نطاق واسع في أنواع الطلاء، والرغوات، والمواد اللاصقة، وكذلك في صناعة الأثاث، والبناء، وقطع السيارات، والأحذية، وغيرها. أما البولي إيثيلين والبولي بروبيلين، فيُستخدمان عادة في مواد التغليف، ومواد البناء، والسلع الاستهلاكية مثل الألعاب وأدوات المطبخ.
ويُستخدم البلاستيك المعروف باسم PTFE (تفلون) على نطاق واسع في أدوات الطهي غير اللاصقة، بينما يُستخدم PET في العديد من عبوات الأطعمة والمشروبات. ويُستعمل بولي فينيل كلورايد (PVC) في قطاعات البناء والتغليف والمجال الطبي، أما حمض بولي لاكتيك (PLA) فيُستخدم على نحو أساسي في تغليف الطعام، والغرسات الطبية، والأجسام المصنعة بالطباعة ثلاثية البعد.
قد يهمك أيضاً
ولفت غوميز-سانشيز إلى أن الباحثين وجدوا جسيمًا واحدًا أو اثنين فقط في معظم العينات، لكنهم رصدوا ما يصل إلى خمسة جسيمات في عينات أخرى. وُجدت تركيزات أعلى من الجسيمات الدقيقة في السائل الجُريبي مقارنة بالسائل المنوي. غير أن التركيزات الإجمالية للجسيمات البلاستيكية الدقيقة في السائلين كانت منخفضة نسبيًا عند مقارنتها بتركيزات الجسيمات غير البلاستيكية، التي لم يوضح الملخص البحثي ماهيتها.
وأعرب الدكتور ماثيو جي. كامبن، الباحث المشارك في اكتشاف وجود جسيمات بلاستيكية دقيقة في الدماغ والخصيتين، عن أسفه لأن "هذه النتائج غير مفاجئة".
لكن كامبن أضاف أنه رغم أن البحث لا يزال أوليًا، إلا أنه "يمهد الطريق أمام دراسات أكثر تقدمًا حول العلاقة بين التعرّض للبلاستيك والخصوبة الإنجابية". وكامبن غير مشارك في الدراسة، ويشغل منصب أستاذ متميّز بعلوم الصيدلة في جامعة نيو مكسيكو.
أسئلة مصيرية من دون إجابة
قال كامبن إن هذا البحث يؤكد نتائج دراسات سابقة كانت قد رصدت وجود جسيمات بلاستيكية دقيقة في هذه السوائل التناسلية، ويعيد طرح أسئلة مهمة، من بينها: كيف يتم امتصاص هذه الجسيمات في الأمعاء ثم كيف تنتقل إلى الغدد التناسلية؟
وتابع أن هذا يعني أن "آلية طبيعية تم الاستيلاء عليها ربما". ورأى أنه "سيكون من المهم أيضًا دراسة الجسيمات البلاستيكية في نطاق النانو".
من جهته، أوضح غوميز-سانشيز أن الأشخاص الذين يحاولون الإنجاب طبيعيًا أو عبر التلقيح الصناعي قد لا يحتاجون للقلق في الوقت الراهن من هذه النتائج، لأنها لا تزال أولية.
قد يهمك أيضاً
وأضاف: "لا نعلم ما إذا كانت لهذه الجسيمات تأثيرًا مباشرًا على قدرة الزوجين على الحمل وإتمام الحمل حتى نهايته"، لافتًا إلى أن "الإنجاب معادلة معقدة، والبلاستيك الدقيق مجرد متغيّر واحد ضمن هذه المعادلة".
وأشار خبراء أيضًا إلى أن هذه النتائج لا يمكن ربطها، في الوقت الحالي، بآثار صحية عامة أو شاملة.
وعلق غوميز-سانشيز: "إلى الساعة، تم استنتاج تأثيرات الجسيمات البلاستيكية الدقيقة على البشر بشكل أساسي من دراسات أُجريت على الحيوانات، حيث تم إعطاؤها بتركيزات عالية". "نحن نفتقر حاليًا إلى أدلة مباشرة بشأن تأثيرها على الإنسان".
كيف تقلّل من تعرّضك للجسيمات البلاستيكية الدقيقة؟
نظرًا لانتشار البلاستيك أينما كان، قد يكون تجنبه تحديًا، بحسب الدكتور فيليب لاندريغان، طبيب الأطفال ومدير برنامج الصحة العامة العالمية والمنفعة العامة بكلية بوسطن. فبالإضافة إلى تقليل الاستخدامات الواضحة للبلاستيك، يمكنك أيضًا تجنب:
قد يهمك أيضاً
استخدام ألواح التقطيع البلاستيكية،
وتناول الأطعمة المعالجة بشكل مفرط.
كما يُنصح بالتالي:
تقليل شرب الماء من زجاجات البلاستيك،
وتسخين الطعام في أوعية بلاستيكية بالميكروويف،
وتناول الطعام الساخن من حاويات بلاستيكي.
ونصح بتخزين الطعام في أوعية زجاجية أو مصنوعة من الفولاذ المقاوم للصدأ، أو الخيزران عوض البلاستيك.
ولفت لاندريغان إلى أنّ الإنتاج السنوي للبلاستيك بالوزن، ازداد بمقدار 250 مرة خلال الـ75 سنة الماضية، ومن المتوقع أن يتضاعف ثلاث مرات أخرى بحلول العام 2060.
وأضاف لاندريغان، غير المشارك في البحث: "لتقليل تلوث البلاستيك وحماية صحة الإنسان،من الضروري أن يفرض الاتفاق العالمي للبلاستيك، الجاري التفاوض عليه حاليًا في الأمم المتحدة، حدًا عالميًا لإنتاج البلاستيك."
وحث كامبن الحكومات الذكية على اتخاذ إجراءات الآن."
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فيتو
منذ 12 ساعات
- فيتو
الحرائق تلتهم آلاف الهكتارات من الغابات في سوريا (صور)
حرائق غابات سوريا، تجتاح حرائق هائلة غابات منطقة جبل التركمان الساحلية السورية منذ الخميس الماضي وحتي وقتنا هذا، مدمرة آلاف الهكتارات من الغابات. وبحسب شبكة «CNN»، قال عبدالكافي كيال، مدير الدفاع المدني في محافظة اللاذقية، إن جهود السيطرة على الحرائق أعاقتها الرياح القوية والتضاريس الوعرة وخطر الألغام الأرضية التي خلّفتها سنوات الحرب. وتأتي هذه الحرائق في الوقت الذي تسعى فيه الحكومة السورية الجديدة إلى دفع عجلة تعافي البلاد بعد أكثر من عقد من الحرب والعقوبات المنهكة، مع غياب الخدمات الأساسية في أجزاء كثيرة من البلاد. قطع الطرق وإجبار الآلاف على الفرار من منازلهم واشتعلت الحرائق على طول خط يبلغ طوله 20 كيلومترًا (12 ميلًا)، ما أدى إلى قطع الطرق وإجبار الآلاف على الفرار من منازلهم. كما تركت بعض المناطق بدون كهرباء. وأظهر مقطع فيديو من طائرة بدون طيار الحرائق وهي تتقدم على طول جبهة واسعة في منطقة وعرة، وتشتعل من حين لآخر عندما تقترب من الغابات الجافة. وقال كيال لشبكة CNN: "هذا الحريق صعب للغاية"، وأضاف أنه تم استدعاء تعزيزات من جميع أنحاء البلاد. وامتدت الحرائق الآن إلى أجزاء من محافظة طرطوس، رغم جهود أكثر من 60 وحدة إطفاء. وناشدت السلطات السورية المجتمع الدولي لتقديم المساعدة. وأرسلت تركيا طائرتي هليكوبتر و11 مركبة إطفاء، وعبرت فرق الدفاع المدني الأردنية الحدود، الأحد للانضمام إلى جهود احتواء الحرائق. المساحة المحترقة تتجاوز الآن 180 كيلومترا مربعا وتشير بيانات الأقمار الصناعية من خدمة FIRMS التابعة لوكالة "ناسا" إلى أن المساحة المحترقة تتجاوز الآن 180 كيلومترا مربعا، وهي مساحة أكبر من العاصمة دمشق. وبحسب أرقام الحكومة السورية لعام 2023، تبلغ مساحة الغطاء الحرجي "الأحراش" في البلاد حوالي 5270 كيلومترا مربعا، مما يعني أن هذه الحرائق قد التهمت أكثر من 3% من إجمالي الأراضي الحرجية في البلاد في 3 أيام فقط. كما تعاني البلاد من جفاف طويل الأمد. وفي العام الماضي، ذكر برنامج الشرق الأوسط التابع لمؤسسة كارنيجي أن منطقة حوض الفرات بأكملها، ولا سيما المناطق الصحراوية الجنوبية والشرقية من سوريا، عانت من انخفاض هطول الأمطار وارتفاع درجات الحرارة بشكل استثنائي لمدة 4 سنوات. الدعم الدولي لمواجهة الحرائق في الساحل الغربي السوري من جانبه، قال وزير الطوارئ السوري رائد الصالح، الأحد، إن وضع الحرائق المندلعة منذ 4 أيام في ريف اللاذقية على الساحل الغربي في سوريا «مأساوي بشكل كبير». وأضاف الصالح عبر منصة «إكس»: مئات آلاف الأشجار الحراجية على مساحة تقدر بنحو 10 آلاف هكتار في 28 موقعًا باتت رمادًا بسبب هذه الحرائق، مشيرًا إلى أن 80 فريقًا من الدفاع المدني السوري ووزارة الطوارئ وإدارة الكوارث تبذل جهودًا كبيرة لإخماد الحرائق. وأوضح الصالح أن عدة فرق من فوج الإطفاء التابع لوزارة الزراعة وبعض المؤسسات الحكومية تشارك في عمليات إخماد الحرائق. ودعت نائبة مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، نجاة رشدي، في وقت سابق من اليوم إلى تقديم مزيد من الدعم الدولي لمواجهة الحرائق في الساحل الغربي السوري. وكان الدفاع المدني حذر، السبت، من أن انفجار مخلفات حرب وذخائر يزيد من صعوبة مهمة قوات الإطفاء في إخماد الحرائق في ريف اللاذقية. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.


اليوم السابع
منذ 17 ساعات
- اليوم السابع
دراسة صادمة تكشف وجود جزيئات بلاستيكية فى السائل المنوى والبويضات
في تطور علمي جديد، وخطوة لمعرفة مدى أثر التلوث البيئي على جسم الإنسان، كشفت دراسة حديثة عن وجود جزيئات بلاستيكية دقيقة في السائل المنوي لدى الرجال، والسائل الجريبي المحيط بالبويضات لدى النساء، هذه النتائج تفتح الباب لأسئلة تتعلق بالخصوبة البشرية وتأثير العوامل البيئية. أجريت الدراسة في مركز "نيكست فيرتيليتي" الإسباني، بمشاركة 43 متبرعًا ومتلقٍّ للعلاج التناسلي (25 امرأة و18 رجلًا). استخدمت تقنيات تصوير عالية الدقة تجمع بين المجهر والليزر بالأشعة تحت الحمراء للكشف عن الجزيئات، مع ضمان عدم تلوث العينات بأي مصادر خارجية. وعُرضت في المؤتمر الأوروبي للتكاثر البشري في باريس، ونشرت منذ أيام فى تقرير مفصل بموقع CNN. النتائج الأولية النتائج الأولية للدراسة أظهرت وجود جزيئات بلاستيكية دقيقة في: 69% من عينات السائل الجريبي. 55% من عينات السائل المنوي. تم التعرف على تسعة أنواع من البوليمرات الصناعية، أبرزها: البولي أميد (النايلون)، البولي إيثيلين، البولي يوريثان، وبولي تترافلوروإيثيلين (PTFE). بعض العينات احتوت على أكثر من خمس جزيئات بلاستيكية. كيف تدخل الجزيئات البلاستيكية إلى الجسم؟ وفقًا للباحثين، هناك ثلاث طرق رئيسية لانتقال هذه الجزيئات إلى سوائل الخصوبة : 1. الابتلاع: عبر الطعام والماء. 2. الاستنشاق: من الهواء الملوث بالجسيمات. 3. ملامسة الجلد: خصوصًا من خلال المنتجات اليومية. بمجرد دخول الجسم، تنتقل هذه الجزيئات عبر الدم لتصل إلى أعضاء مختلفة، بما في ذلك الجهاز التناسلي. الخطورة المتوقعة رغم أن الدراسة لم تثبت تأثيرًا مباشرًا لهذه الجزيئات على خصوبة الإنسان، إلا أن وجودها في بيئة حساسة مثل السائل المحيط بالبويضة أو السائل المنوي يثير قلق العلماء. وقد رُصدت هذه الجزيئات أيضًا في أعضاء حيوية مثل الدماغ، الرئتين، المشيمة، الخصيتين، وحتى في البراز. الباحثون : الدراسة لا تزال أولية الباحثون أكدوا أن الدراسة لا تزال أولية، وأن التركيزات المكتشفة منخفضة. ومع ذلك، فإن اتساع انتشار الجزيئات يدعو إلى دراسة الأثر طويل المدى لها على الصحة الإنجابية، خاصة لدى من يخضعون لتقنيات الإنجاب المساعدة. الباحثون يقدمون نصائح للوقاية تجنب استخدام البلاستيك في تخزين و تسخين الطعام. استبدال عبوات المياه البلاستيكية بالزجاج أو الستانلس ستيل. التقليل من تناول الأغذية المعالجة والمغلفة. تجنب ألواح التقطيع والأدوات البلاستيكية قدر الإمكان.


نافذة على العالم
منذ 20 ساعات
- نافذة على العالم
أخبار العالم : جزيئات البلاستيك الدقيقة موجودة في السائل المنوي والسائل الجريبي البشري.. تثير قلق العلماء
الأحد 6 يوليو 2025 10:30 صباحاً نافذة على العالم - دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- اكتشف العلماء وجود جسيمات البلاستيك الدقيقة، وهي عبارة عن شظايا صغيرة منتشرة في بحارنا ومياه الشرب والطعام، موجودة على نحو متزايد أيضًا في أنسجة الكائنات الحية، مثل السائل المنوي والسائل الجُريبي البشري. وشارك في البحث الجديد الذي نشرت نتائجه بمجلة Human Reproduction، الثلاثاء، عددًا صغيرًا من الأشخاص، 25 امرأة و18 رجلاً. وكشف العلماء من خلاله عن وجود جسيمات البلاستيك الدقيقة في 69% من عينات السائل الجُريبي و55% من عينات السائل المنوي. والسائل الجُريبي هو الذي يُحيط بالبويضة داخل جُريب المبيض. وتعتبر الدراسة ملخصًا لبحث مكتمل، لم يخضع بعد لمراجعة الأقران. قدم الباحثون الدراسة الثلاثاء، في باريس، خلال الاجتماع السنوي ال_41 للجمعية الأوروبية للتكاثر البشري وعلم الأجنة. وأفاد الدكتور إميليو غوميز-سانشيز، الباحث الرئيسي ومدير مختبر التلقيح الصناعي لدى Next Fertiliy Murcia في إسبانيا، في بيان صحفي: "أشارت الدراسات السابقة إلى هذا الاحتمال. لذلك، وجود جسيمات البلاستيك الدقيقة في الجهاز التناسلي البشري ليس أمرًا مفاجئًا. لكن ما أدهشنا يتمثّل بمدى انتشار هذه الظاهرة. هذا ليس اكتشافًا معزولًا، بل على ما يبدو شائعًا جدًا." الدكتور ريتشارد تومبسون من جامعة بليموث، غير المشارك في البحث، يُحلل الجزيئات البلاستيكية الدقيقة تحت المجهر في العام 2023. Credit: Ben Stansall/AFP/Getty Images وجسيمات البلاستيك الدقيقة هي عبارة عن شظايا من البوليمرات، يتراوح حجمها بين أقل من 5 مليمترات و1 ميكرومتر. والبوليمرات هي مركبات كيميائية تتكون من سلاسل طويلة من وحدات جزيئية كبيرة ومتكررة تُسمى المونومرات، وتشتهر بمرونتها ومتانتها. معظم أنواع البلاستيك هي بوليمرات صناعية. أما البلاستيك الأصغر من المعايير المحددة للبلاستيك الدقيق فيُصنف على أنه نانوبلاستيك، ويتم قياسه بوحدات جزء من المليار من المتر. وتابع غوميز-سانشيز: "تدخل جسيمات البلاستيك الدقيقة الجسم أساسًا عبر ثلاثة مسارات: الابتلاع، الاستنشاق، والتلامس الجلدي. ومن هناك، يمكن أن تدخل مجرى الدم، الذي يقوم بتوزيعها في جميع أنحاء الجسم، ضمنًا الأعضاء التناسلية". وفي دراسات سابقة، تم أيضًا الكشف عن شظايا البلاستيك الدقيقة في أجزاء وسوائل مختلفة من الجسم، ضمنًا الرئتين، والمشيمة، والدماغ، والخصيتين، ونسيج الأنف عند قاعدة الدماغ، والقضبان، والبراز البشري. وفي حديث مع CNN، قال الدكتور كريس ديأرمِت، مؤسس مجلس أبحاث البلاستيك: "توافقت عقود من الدراسات ووكالة الغذاء والدواء الأمريكية على أنّ جسيمات البلاستيك الدقيقة لا تشكل تهديدًا لأننا نتعرّض لها بكميات منخفضة جدًا وغير سامة". قد يهمك أيضاً لكن، رغم أن القليل فقط معروف، أو مجهولًا تقريبًا، عن التأثيرات المحتملة لجسيمات البلاستيك الدقيقة على صحة الإنسان، فإن المواد الكيميائية المستخدمة في تصنيع البلاستيك، والتي غالبًا ما تتسرّب منه، ترتبط بمخاطر صحية تشمل: اضطرابات هرمونية، وبعض أنواع السرطان، وأمراض الجهاز التنفسي، وتهيّج الجلد . اختبار سوائل جسدية بحثًا عن جسيمات دقيقة شارك في الدراسة مرضى ومتبرعون في مركز "نكست فيرتيليتي مورسيا" الإسباني. خضعت النساء لعملية سحب البويضات، المعروفة طبيًا باسم "الشفط الجُريبي"، ضمن إجراءات التلقيح الصناعي، فيما خضع الرجال لتحليل السائل المنوي. خزّن الباحثون العينات في أوعية زجاجية وتم تجميدها، ثم تم احتضانها لمدة يومين قبل تحليلها باستخدام تقنية تصوير تجمع بين المجهر والليزر تحت الحمراء. كما حلل فريق البحث أوعية الجمع والتخزين المستخدمة للتأكد من أنها لم تكن ملوثة بجسيمات بلاستيكية دقيقة. ولم يوضح الملخص البحثي المواد التي صُنعت منها أوعية الجمع. وكشفت تقنيات التصوير عن وجود تسعة أنواع من الجسيمات البلاستيكية الدقيقة في السوائل التناسلية. وتبيّن أن أكثر من 50% من عينات السائل الجُريبي احتوت على بولياميد(PA)، وبولي يوريثان (PU)، وبولي إيثيلين (PE)، في حين تم اكتشاف بوليتترافلوروإيثيلين (PTFE) وبولي إيثيلين تيرفثالات (PET) في أكثر من 30% من عينات السائل الجُريبي. قد يهمك أيضاً وظهر كل من بولي بروبيلين (PP)، وبولي فينيل كلورايد (PVC)، وحمض بولي لاكتيك (PLA)، في أكثر من 20% من عينات السائل الجريبي. أما في عينات السائل المنوي، فقد احتوى 56% منها على بولي تترافلوروإيثيلين (PTFE). يُعرف البولياميد الصناعي باسم النايلون، ويُستخدم عادة في صناعة المنسوجات والبلاستيك وقطع غيار السيارات. ويُستخدم البولي يوريثان على نطاق واسع في أنواع الطلاء، والرغوات، والمواد اللاصقة، وكذلك في صناعة الأثاث، والبناء، وقطع السيارات، والأحذية، وغيرها. أما البولي إيثيلين والبولي بروبيلين، فيُستخدمان عادة في مواد التغليف، ومواد البناء، والسلع الاستهلاكية مثل الألعاب وأدوات المطبخ. ويُستخدم البلاستيك المعروف باسم PTFE (تفلون) على نطاق واسع في أدوات الطهي غير اللاصقة، بينما يُستخدم PET في العديد من عبوات الأطعمة والمشروبات. ويُستعمل بولي فينيل كلورايد (PVC) في قطاعات البناء والتغليف والمجال الطبي، أما حمض بولي لاكتيك (PLA) فيُستخدم على نحو أساسي في تغليف الطعام، والغرسات الطبية، والأجسام المصنعة بالطباعة ثلاثية البعد. قد يهمك أيضاً ولفت غوميز-سانشيز إلى أن الباحثين وجدوا جسيمًا واحدًا أو اثنين فقط في معظم العينات، لكنهم رصدوا ما يصل إلى خمسة جسيمات في عينات أخرى. وُجدت تركيزات أعلى من الجسيمات الدقيقة في السائل الجُريبي مقارنة بالسائل المنوي. غير أن التركيزات الإجمالية للجسيمات البلاستيكية الدقيقة في السائلين كانت منخفضة نسبيًا عند مقارنتها بتركيزات الجسيمات غير البلاستيكية، التي لم يوضح الملخص البحثي ماهيتها. وأعرب الدكتور ماثيو جي. كامبن، الباحث المشارك في اكتشاف وجود جسيمات بلاستيكية دقيقة في الدماغ والخصيتين، عن أسفه لأن "هذه النتائج غير مفاجئة". لكن كامبن أضاف أنه رغم أن البحث لا يزال أوليًا، إلا أنه "يمهد الطريق أمام دراسات أكثر تقدمًا حول العلاقة بين التعرّض للبلاستيك والخصوبة الإنجابية". وكامبن غير مشارك في الدراسة، ويشغل منصب أستاذ متميّز بعلوم الصيدلة في جامعة نيو مكسيكو. أسئلة مصيرية من دون إجابة قال كامبن إن هذا البحث يؤكد نتائج دراسات سابقة كانت قد رصدت وجود جسيمات بلاستيكية دقيقة في هذه السوائل التناسلية، ويعيد طرح أسئلة مهمة، من بينها: كيف يتم امتصاص هذه الجسيمات في الأمعاء ثم كيف تنتقل إلى الغدد التناسلية؟ وتابع أن هذا يعني أن "آلية طبيعية تم الاستيلاء عليها ربما". ورأى أنه "سيكون من المهم أيضًا دراسة الجسيمات البلاستيكية في نطاق النانو". من جهته، أوضح غوميز-سانشيز أن الأشخاص الذين يحاولون الإنجاب طبيعيًا أو عبر التلقيح الصناعي قد لا يحتاجون للقلق في الوقت الراهن من هذه النتائج، لأنها لا تزال أولية. قد يهمك أيضاً وأضاف: "لا نعلم ما إذا كانت لهذه الجسيمات تأثيرًا مباشرًا على قدرة الزوجين على الحمل وإتمام الحمل حتى نهايته"، لافتًا إلى أن "الإنجاب معادلة معقدة، والبلاستيك الدقيق مجرد متغيّر واحد ضمن هذه المعادلة". وأشار خبراء أيضًا إلى أن هذه النتائج لا يمكن ربطها، في الوقت الحالي، بآثار صحية عامة أو شاملة. وعلق غوميز-سانشيز: "إلى الساعة، تم استنتاج تأثيرات الجسيمات البلاستيكية الدقيقة على البشر بشكل أساسي من دراسات أُجريت على الحيوانات، حيث تم إعطاؤها بتركيزات عالية". "نحن نفتقر حاليًا إلى أدلة مباشرة بشأن تأثيرها على الإنسان". كيف تقلّل من تعرّضك للجسيمات البلاستيكية الدقيقة؟ نظرًا لانتشار البلاستيك أينما كان، قد يكون تجنبه تحديًا، بحسب الدكتور فيليب لاندريغان، طبيب الأطفال ومدير برنامج الصحة العامة العالمية والمنفعة العامة بكلية بوسطن. فبالإضافة إلى تقليل الاستخدامات الواضحة للبلاستيك، يمكنك أيضًا تجنب: قد يهمك أيضاً استخدام ألواح التقطيع البلاستيكية، وتناول الأطعمة المعالجة بشكل مفرط. كما يُنصح بالتالي: تقليل شرب الماء من زجاجات البلاستيك، وتسخين الطعام في أوعية بلاستيكية بالميكروويف، وتناول الطعام الساخن من حاويات بلاستيكي. ونصح بتخزين الطعام في أوعية زجاجية أو مصنوعة من الفولاذ المقاوم للصدأ، أو الخيزران عوض البلاستيك. ولفت لاندريغان إلى أنّ الإنتاج السنوي للبلاستيك بالوزن، ازداد بمقدار 250 مرة خلال الـ75 سنة الماضية، ومن المتوقع أن يتضاعف ثلاث مرات أخرى بحلول العام 2060. وأضاف لاندريغان، غير المشارك في البحث: "لتقليل تلوث البلاستيك وحماية صحة الإنسان،من الضروري أن يفرض الاتفاق العالمي للبلاستيك، الجاري التفاوض عليه حاليًا في الأمم المتحدة، حدًا عالميًا لإنتاج البلاستيك." وحث كامبن الحكومات الذكية على اتخاذ إجراءات الآن."