logo
الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية تنفي دخول شاحناتها لغزة

الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية تنفي دخول شاحناتها لغزة

الجزيرةمنذ يوم واحد
عمّان- نفت الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية الأخبار المتداولة عن دخول شاحنات محملة بالطحين ومواد غذائية أخرى إلى قطاع غزة ، مشيرة إلى أن جميع الشحنات ما زالت عالقة عند المعبر الشمالي للقطاع ويمنع الاحتلال دخولها.
وأكد الأمين العام للهيئة الدكتور حسين الشبلي، في حديث للجزيرة نت، أن كافة شاحنات المساعدات الإنسانية التي أرسلتها المملكة الأردنية خلال الأسابيع الماضية لم يتم السماح لأي منها بدخول القطاع.
وكانت بعض وسائل الإعلام العربية والمحلية وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي قد نقلت خلال الساعات الماضية خبرا عن دخول قافلة مساعدات أردنية للقطاع، في إطار يخدم حملات للتضليل الإعلامي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي للتغطية على الوضع الإنساني الكارثي في القطاع، الذي وصل إلى حدود التجويع الجماعي.
جهود أردنية
وكانت المملكة الأردنية قد أرسلت نحو 150 شاحنة محملة بالمواد الغذائية الأساسية والضرورية خلال الأسابيع الماضية، كان آخرها دفعة مكونة من 50 شاحنة توجهت صباح الخميس 17 يوليو/تموز الجاري، لكنها -وكغيرها من الشحنات السابقة- ووجهت بالرفض الإسرائيلي للسماح بدخولها، لتبقى عالقة عند معبر "زيكيم" شمالي القطاع.
وعلى مدى الأسابيع الماضية، تعرضت العشرات من شاحنات المساعدات الأردنية لهجمات من قبل مستوطنين، مما أسفر عن أضرار مادية لعدد منها، وفقا لما أفادت به الهيئة.
بالمقابل، أكدت الهيئة التزامها بمواصلة إرسال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، "تعزيزا للدور الأردني بدعم صمود الأشقاء الفلسطينيين، وتخفيفا من معاناتهم في ظل الظروف الصعبة التي يمرون بها".
وتحتوي المساعدات الأردنية المرسلة إلى قطاع غزة على مواد إغاثية أساسية عاجلة، تشمل الطحين والسكر والأرز، وهي مخصصة لتوزيعها ضمن خطة عمل تنتهجها الهيئة في توزيع المساعدات، لكنها تصطدم بمنع دخولها لمستحقيها داخل القطاع من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
إعلان
وتشير أرقام الهيئة الخيرية أنه ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 قد أرسلت نحو 179 قافلة مساعدات إلى قطاع غزة، بمجموع 7843 شاحنة، إضافة إلى 53 طائرة محملة بالمساعدات سبق أن وصلت عبر مطار العريش.
مرحلة خطرة
وكانت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين " أونروا" قد قالت على لسان متحدثها عدنان أبو حسنة أن "معظم سكان قطاع غزة، وبحسب آخر التقييمات الميدانية، قد دخلوا فعلياً المرحلة الخامسة من انعدام الأمن الغذائي، وهي المرحلة الأكثر خطورة في مؤشرات المجاعة وفق المعايير الدولية".
وشدد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة على أن "سكان القطاع يقفون على أعتاب موت جماعي غير مسبوق، بينما يقف المجتمع الدولي متفرجاً دون أن يحرك ساكناً، أمام ما يمكن وصفه بأكبر مذبحة إنسانية يشهدها التاريخ المعاصر".
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ناشطون على متن "حنظلة": هدفنا كسر حصار غزة ووقف الإبادة
ناشطون على متن "حنظلة": هدفنا كسر حصار غزة ووقف الإبادة

الجزيرة

timeمنذ 31 دقائق

  • الجزيرة

ناشطون على متن "حنظلة": هدفنا كسر حصار غزة ووقف الإبادة

على متن السفينة "حنظلة" التي أبحرت من شواطئ إيطاليا في محاولة جديدة لكسر الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة، يؤكد ناشطون دوليون ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية للفلسطينيين الذين يواجهون إبادة جماعية منذ 22 شهرا، كما يواجهون تجويعا مُمنهجا يفرضه الاحتلال الإسرائيلي. وتقلّ السفينة -التي انضمت مؤخرا إلى تحالف " أسطول الحرية"- على متنها 21 ناشطا بينهم نائبة فرنسية وطبيب كندي وناشطة نرويجية. ويسعى هؤلاء من خلال محاولة إيصال المساعدات إلى غزة لكسر حاجز الصمت الدولي إزاء ما يتعرض له الفلسطينيون من جرائم إبادة جماعية وتجويع. وكانت السفينة حنظلة قد أبحرت في 13 يوليو/تموز الجاري من ميناء سيراكوزا الإيطالي، قبل أن ترسو في ميناء غاليبولي في 15 من الشهر ذاته، للتغلب على بعض المشكلات التقنية، لتعاود الإبحار مجددا يوم الأحد باتجاه غزة. ويتألف "أسطول الحرية" من مجموعة من السفن التي تحاول إيصال المساعدات الإغاثية والإنسانية إلى قطاع غزة. وفي 2 مايو/أيار الماضي، تعرضت سفينة "الضمير"، ضمن سفن التحالف، لهجوم بطائرة مسيرة إسرائيلية أثناء محاولتها الإبحار نحو غزة، نجم عنه ثقب بهيكلها واندلاع حريق في مقدمتها. واستولى الجيش الإسرائيلي ، في 9 يونيو/حزيران الماضي، على السفينة "مادلين" ضمن "أسطول الحرية"، بينما كانت تبحر في المياه الدولية متجهة إلى قطاع غزة المحاصر لنقل مساعدات إنسانية. واعتقلت إسرائيل 12 ناشطا دوليا كانوا على متن السفينة "مادلين"، ولاحقا رحّلت السلطات الإسرائيلية الناشطين بشرط التعهد بعدم العودة إليها. وقالت البرلمانية الفرنسية غابرييل كاتالا، التي شاركت في الإبحار من ميناء غاليبولي الإيطالي، إن الهدف من إبحار سفينة "حنظلة" هو تأكيد إمكانية كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة. إعلان وأضافت "أتوقع أن نصل إلى غزة، فقبل 15 عاما تمكنت سفينة من الوصول إلى ميناء غزة وقوبلت حينها باستقبال شعبي كبير". وقالت كاتالا: "نريد أن نثبت من خلال هذه السفينة أن الحصار المفروض على القطاع يمكن كسره". كما تهدف "حنظلة"، وفق كاتالا، إلى جانب كسر الحصار، إلى "وقف الإبادة وإيصال المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في غزة". ومنذ 18 عاما تحاصر إسرائيل غزة، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل حوالي 2.4 مليون بالقطاع بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم. واستكملت كاتالا فأوضحت أن "الإبادة مستمرة منذ (أكثر من) 21 شهرا، على مرأى ومسمع من العالم. نراها يوميا على شاشات هواتفنا وتلفزيوناتنا، ولا يمكن أن نظل صامتين إزاء هذه الجريمة". وانتقدت البرلمانية الفرنسية صمت العالم تجاه ما وصفته "بالإفلات من العقاب" الذي يحظى به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية، وقالت: "نحن الناشطين، والطاقم المتطوع على هذه السفينة، نقوم بعمل سلمي وسياسي لإيصال الحقيقة إلى العالم". مطالب بتدخل دولي وأشارت البرلمانية الفرنسية خلال حديثها إلى أن هجوم إسرائيل لا يقتصر على غزة، بل يمتد إلى سوريا ودول مجاورة أخرى، لافتة إلى أن ذلك يكشف حجم "الحصانة التي يتمتع بها نتنياهو". واعتبرت دعم الغرب لإسرائيل بدعوى "حق الدفاع عن النفس" مجرد "هراء، وذلك لأن إسرائيل هي المعتدية". وعن الهجمات الإسرائيلية على سوريا، قالت كاتالا: "رغم أنني لا أؤيد الحكومة السورية الحالية، فإن للشعب السوري حق السيادة، ولا يجوز قصفه من جيرانه. الأمر ذاته ينطبق على إيران واليمن ولبنان". ومنذ سقوط نظام الرئيس بشار الأسد أواخر 2024، كثفت إسرائيل تدخلها في الجنوب السوري متذرعة "بحماية الأقلية الدرزية"، وسعت إلى فرض واقع انفصالي في المنطقة عبر شنّ هجمات متكررة تحت هذه الذريعة، رغم تأكيد دمشق حرصها على حقوق جميع المكونات في البلاد. وطالبت كاتالا بتدخل أوروبي وأميركي لوقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية- عبر فرض عقوبات مالية ودبلوماسية، مؤكدة أن " القانون الدولي يجري انتهاكه بوحشية، والعالم يلتزم الصمت". وشددت النائبة الفرنسية على أن فشل الناشطين في هذه المهمة لا يعني النهاية، قائلة: "إذا لم ننجح، فسنواصل إرسال السفن حتى كسر هذا الحصار". أسطول مكرس للأطفال بدوره، قال الطبيب الكندي يي بينغ جي، وهو طبيب عام وباحث في الصحة العامة، إنه يشارك في رحلة سفينة "حنظلة" لإيصال أطراف اصطناعية للأطفال في قطاع غزة. وأضاف أن "أسطول الحرية مكرّس لأطفال غزة؛ فالقطاع يسجل أعلى نسبة في العالم من الأطفال المبتوري الأطراف مقارنة بعدد السكان، ونحو 4 آلاف طفل بحاجة إلى أطراف اصطناعية". وأوضح أن هذه الأرقام تستند إلى بيانات الأمم المتحدة ، لكنها على الأرجح "تقديرات أقل من الواقع"، مشيرا إلى أن الحاجة كبيرة في غزة للأدوية والغذاء والمياه. ووفق آخر إحصائيات نشرها المكتب الإعلامي الحكومي، فإن مجموع حالات البتر في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تجاوزت 4 آلاف و700 حالة بينهم 18% من الأطفال. إعلان وفي 17 سبتمبر/أيلول الماضي، قالت كبيرة منسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة سيغريد كاغ "إن أكثر من 22 ألف شخص في غزة يعانون من إصابات غيّرت حياتهم، إضافة إلى إصابات خطرة في الأطراف تراوح بين 13 ألفا و17 ألفا". وتابع الطبيب الكندي قائلا إن مهمة أسطول الحرية "لا تقتصر على إيصال الغذاء أو الأطراف الاصطناعية، بل هي أيضا تعبير سياسي عن التضامن، نحن هنا دعما لحق الفلسطينيين في الحرية وتقرير المصير والحياة". "أسوأ من الهولوكوست" من جهتها، وصفت الناشطة النرويجية فيدغيس بيورفاند (70 عاما) ما يحدث في قطاع غزة بأنه "أسوأ من الهولوكوست". وتابعت "لا أجد كلمات للتعبير عن حجم المأساة، لكننا هنا لتأكيد وقوفنا إلى جانب شعب غزة". وعن مشاركتها في "أسطول الحرية"، قالت: "أشارك الآن على متن سفينة حنظلة من أجل كسر الحصار غير القانوني المفروض على غزة وإيصال المساعدات وكشف جرائم الاحتلال". وأشارت إلى أنها دعمت مهمات سابقة لأسطول الحرية، وأردفت "نحن ذاهبون إلى غزة وسننجح في الوصول إليها". ولدى سؤالها عن رسالتها للأوروبيين، قالت: "انهضوا، ارفعوا أصواتكم، وافعلوا ما يمكنكم من أجل شعب غزة. ما يجري مأساة كبرى وإبادة جماعية، الأطفال يموتون جوعا. ما يحدث يفوق الوصف". ومنذ 2 مارس/آذار 2025 تغلق إسرائيل جميع المعابر المؤدية إلى قطاع غزة وتمنع دخول المساعدات الغذائية والطبية، وذلك تسبب في تفشي المجاعة في القطاع. وتشن إسرائيل، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. وخلفت الإبادة، بدعم أميركي، أكثر من 200 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.

خبير إسرائيلي: حماس تفرض انسحابا إسرائيليا وتتفوق في حرب العصابات
خبير إسرائيلي: حماس تفرض انسحابا إسرائيليا وتتفوق في حرب العصابات

الجزيرة

timeمنذ 31 دقائق

  • الجزيرة

خبير إسرائيلي: حماس تفرض انسحابا إسرائيليا وتتفوق في حرب العصابات

قال خبير إسرائيلي في شؤون حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن أي اتفاق جديد مع الحركة "سيؤدي عمليا إلى انسحاب إسرائيلي شبه كامل من الأراضي التي احتُلت في عملية عربات جدعون" بقطاع غزة، خاصة من المناطق الجنوبية مثل محور موراغ وأجزاء واسعة من مدينة رفح التي وصفها بأنها إستراتيجية. وفي مقابلة مع صحيفة معاريف أكد إيال عوفر -الذي يقدَّم كخبير في اقتصاد حماس- أن الحركة باتت تحقق مكاسب إستراتيجية مزدوجة، فهي من جهة رسّخت حضورها الميداني بفضل اندماجها في صفوف المدنيين وقدرتها على تنفيذ حرب عصابات ناجحة ضد جيش الاحتلال ، ومن جهة أخرى تمكنت عبر المفاوضات واستمرار استنزاف هذا الجيش من انتزاع تنازلات إسرائيلية كبيرة دون أن تُلزم نفسها بوقف دائم للقتال. إسرائيل لن تحكم غزة للأبد وأوضح عوفر أن "4 أشهر مرت على وقف إطلاق النار ، ولا تزال حماس تدير مفاوضات صعبة وتفرض مطالبها، في حين تواصل إسرائيل تقديم التنازلات"، معتبرا أن "المبدأ الإسرائيلي الذي تم الترويج له خلال الاتفاق السابق -وهو العودة إلى القتال إذا فشلت المفاوضات- لم يؤدِ إلى أي نتيجة إستراتيجية، بل انتهى إلى مأزق جديد". وأضاف "في حال تم التوصل إلى صفقة تبادل جديدة فإن حماس ستفرض انسحابا إسرائيليا من معظم الأراضي التي سيطرت عليها إسرائيل خلال حملة عربات جدعون، بما في ذلك طريق موراج وأغلب مناطق رفح"، مشيرا إلى أن ذلك سيكون بمثابة هدية مجانية للحركة مقابل مكاسب محدودة لإسرائيل. ووفق عوفر، فإن الشعور بأن "إسرائيل لن تحكم غزة بأكملها إلى الأبد" بدأ يترسخ على الأرض حتى بين بعض المجموعات المحلية التي استفادت من الوجود الإسرائيلي المؤقت، مثل "مجموعة أبو شباب" التي قال إنها طلبت مؤخرا حماية دولية بسبب تهديدات حماس لها بالانتقام. ويرى عوفر أن الاستثناء الوحيد في هذا المسار هو "محور فيلادلفيا" الحدودي مع مصر ، إذ زعم أن حماس "توافق ضمنا على بقاء إسرائيلي هناك"، وقال إنها تستفيد اقتصاديا من ذلك. وأضاف أن الحركة "تفضل تدفق المساعدات وإعادة الإعمار عبر المعابر الإسرائيلية، حيث جودة البضائع أفضل، بعكس ما قد يأتي من مصر من بضاعة أقل جودة"، حسب رأيه. كما حذر الخبير الاقتصادي من أن إسرائيل تجد نفسها في وضع عبثي يتمثل في تحمّلها مسؤولية مدنية عن سكان قطاع غزة ، في حين أن السيطرة الفعلية ما زالت بيد حماس. وقال "إسرائيل تتحمل الآن مسؤولية رعاية صحة واقتصاد مليوني فلسطيني، لكنها لا تسيطر على أي من المراكز السكانية، بل تحكمها حماس، وبالتالي لا خيار أمامنا سوى تمرير المساعدات عبرها أو عبر تجار السوق السوداء". وزعم عوفر أن إسرائيل تقدم فعليا مساعدات لحماس (بشكل غير مباشر) حتى قبل التوصل إلى أي اتفاق، بما في ذلك الوقود والمساعدات الإنسانية، وهو ما يعتبره دليلا على فشل الإستراتيجية الإسرائيلية في إدارة الملف الإنساني للقطاع. وتجاهل عوفر آلية المساعدات التي تديرها شركة أميركية برعاية جيش الاحتلال الذي يتعمد استهداف طالبي المساعدات، مما يؤدي إلى وقوع شهداء وجرحى بالعشرات يوميا، وذلك حسب شهادة المنظمات الإنسانية. سر صمود حماس وفسر عوفر استمرار قوة حماس بنقطتين مركزيتين، أولا: اندماج عناصرها في النسيج السكاني المدني، مما يصعّب على الجيش الإسرائيلي مواجهتها دون الإضرار بالمدنيين. وثانيا: قدرة الحركة على تنفيذ عمليات متكررة توقع إصابات في صفوف الجيش الإسرائيلي، الأمر الذي يعزز صورتها كقوة عسكرية كبرى أمام جمهورها المحلي والعربي. وقال عوفر "حماس تؤذي جنودنا كل بضعة أيام، وتخلق في الوقت ذاته صورا لأطفال قتلى وجائعين تُستخدم سلاحا دعائيا فعالا في حرب الرأي العام الدولي"، على حد قوله. وفي تقديره لتوجهات الحركة في المرحلة الراهنة زعم الخبير الاقتصادي أن حماس تماطل لكسب الوقت وتعرف أنها غير مهددة عسكريا بشكل حقيقي، متجاهلا الرأي السائد في إسرائيل بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هو الذي يماطل في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار لأسباب سياسية بحتة. وفي هذا السياق، أشار إلى أن الحركة حصلت بالفعل على "الجائزة الكبرى"، وهي عودة أكثر من مليون نازح إلى مدينة غزة وشمال القطاع، في حين لم تحصل إسرائيل -حسب قوله- سوى على "بضع رهائن" مقابل سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف جيشها. وتساءل ساخرا "هل تم إقناع حماس من خلال عملية عربات جدعون بالتراجع عن مطالبها؟ هل نراها تتوسل من أجل صفقة لا تتضمن سوى وقف مؤقت لإطلاق النار؟ الأمر ليس كذلك". وختم عوفر بأن "الوضع الحالي ليس سوى خسارة كاملة، وفي نهاية المطاف سنُطرد من غزة كما يُطرد الفاسد من السوق".

حرب غزة والنهايات الكبرى
حرب غزة والنهايات الكبرى

الجزيرة

timeمنذ 31 دقائق

  • الجزيرة

حرب غزة والنهايات الكبرى

ربط عدد هذا الصيف من مجلة "فورين بوليسي" بين نهاية الحداثة وبين التحولات الكبرى في ديناميكيات القوة العالمية والعلاقات الدولية، حيث ننتقل من حقبة ما بعد الحرب الباردة إلى التعددية القطبية، لكن هذه الديناميكيات كانت مصحوبة أيضًا بتفكك المعايير التي تشكلت بعد الحرب الثانية (1939-1945)، وفي مقدمتها حقوق الإنسان. من المؤكد أن عصر حقوق الإنسان، وخاصة كمبدأ أساسي في السياسة الخارجية لرئاسة الولايات المتحدة، على وشك الانتهاء. ويعزى هذا التحول في المقام الأول إلى الإجراءات التي اتخذتها إدارة ترامب، والتي كانت تهدف إلى فك السياسة الخارجية عن حقوق الإنسان، على عكس التقليد الذي استمر خلال الإدارات السابقة، بما في ذلك فترة ولاية ترامب الأولى. يركز نهج ترامب على العلاقات القائمة على المصالح بين الدول والنظام العالمي القائم على القوة العسكرية والاقتصادية، مع عدم لعب "مجتمع القيم" أي دور. الجديد الذي تشير إليه المجلة هو أن التزام الولايات المتحدة بحقوق الإنسان العالمية قد لا يستعيد الإجماع السياسي الذي كان يتمتع به ذات يوم، حتى بعد رئاسة ترامب. وعلى الرغم من ذلك، فإن الخطاب الأميركي حول الأهداف الأخلاقية غالبًا ما تناقض مع توظيفه الفعلي للقوة والمال في الخارج. وتُعتبر الإجراءات العسكرية التي اتخذها رؤساء مثل جورج دبليو بوش وباراك أوباما وجو بايدن، والتي أدت إلى ضحايا وإصابات كبيرة جدًا (قدّر مشروع جامعة براون عدد ضحايا الحرب على الإرهاب 2001-2021 بأكثر من 4.5 ملايين)، بمثابة تناقض مع فكرة "العصر الذهبي" لحقوق الإنسان. وبالإضافة إلى هذا كانت حماية حقوق الإنسان للمهاجرين في الولايات المتحدة محدودة بالفعل، وأصبحت أكثر تقييدًا في ظل إدارات مختلفة، مما يشير إلى استمرار المعاملة القاسية بدلًا من تغيير مفاجئ في عهد ترامب وحده. غزة هي التجسيد الحي لـ"نهاية عصر حقوق الإنسان"، ولا يُعزى هذا إلى حدثٍ فردي، بل إلى مزيجٍ من الخيارات السياسية، وتطبيق معايير مزدوجة، والتلاعب المتعمد باللغة والأطر القانونية، مما جعل مبادئ حقوق الإنسان الأساسية "غير شرعية وغير فعّالة". إن استعداد الشخصيات السياسية والفكرية الغربية المؤثرة "للموافقة على إبادة غزة ومذبحة سكانها وتجويع أهلها، إلى جانب اضطهاد السكان في الضفة الغربية، قد خلق فجوة هائلة في النظام الأخلاقي العالمي". يتجلى هذا بوضوح من خلال الاعتقاد بأن حياة المدنيين الفلسطينيين أقل قيمة "بمئات المرات" من حياة الإسرائيليين، ويتم رفض الدعوات لوقف إطلاق النار لحماية الأطفال باعتبارها معاداة للسامية. نهاية الحداثة يشير مفهوم "نهاية الحداثة" إلى أزمة توجه، حيث تنهار الأطر التقليدية لفهم التقدم والمجتمع والحكم والعلاقات الدولية، مما يؤدي إلى حالة كبيرة من عدم اليقين ويجعل من الصعب رسم مسار مستقبلي. يستكشف المؤرخ كريستوفر كلارك مفهوم "نهاية الحداثة"، ويرى أن هناك أزمة تتكشف "أمام أعيننا – وفي رؤوسنا أيضًا"، مما يشير إلى أن الحداثة تتفكك. وفقًا لكلارك، فإن العصر الحديث، الذي استمر من نهاية الحرب العالمية الثانية حتى حوالي 1989-1990، قد انتهى وبتنا نشهد انهيار الأطر التقليدية. لكن كيف انهارت الأطر التقليدية لفهم التقدم والمجتمع والحوكمة؟ ميزة العدد أنه جمع في إجابته بين: المداخل الثقافية والتطورات المجتمعية ودورها في تشكيل ديناميكيات القوة الدولية، كما أنه استطاع أن يربط بين المستويات كافة، وطنية وإقليمية ودولية، في صعيد واحد يرسم به التحولات التي تحدث في العلاقات الدولية، وبروز التعددية القطبية، والدور الذي تلعبه القضايا الثقافية والمجتمعية في تشكيل المشهد الجيوسياسي، بالإضافة إلى علاقة هذا كله بالتطورات داخل الكتل الإقليمية والدول الأخرى. تشير المجلة إلى أن هذا التفكك يؤثر على كيفية إدراك الناس للتاريخ والتنمية الاقتصادية والتماسك الاجتماعي والأنظمة السياسية. لعدة عقود بعد الحرب العالمية الثانية، وخاصة في أوروبا، شهدت فترة من "السلام الدائم" و"النمو الاقتصادي"، بدعم من الولايات المتحدة. لقد عزز هذا العصر الشعور بالوصول إلى "نقطة الذروة في تطور تاريخي طويل"، والوقوف على "أرض الحداثة المرتفعة". وقد تجسد هذا المنظور في مفاهيم مثل "نهاية التاريخ" لفرانسيس فوكوياما، مما يشير إلى أن التقدم التاريخي قد وصل إلى نهايته. كانت الحداثة، خلال هذا الوقت، مدعومة بـ"أسطورة" محددة و"سرد عظيم" يضع الناس في الوقت المناسب ويوفر إحساسًا بالاتجاه. وقد تضمنت هذه الرواية عددًا من المكونات منها: التقدم: الاعتقاد بأن المجتمع يتجه نحو زيادة الديمقراطية، والمساواة الكبرى، وظهور الأسرة النووية، وتراجع التدين، وتغلغل قانوني أعمق، ودول دستورية تحرر الأفراد من علاقات القوة الشخصية. نشر المعلومات: حيث يتم نشرها في المقام الأول من خلال "قنوات الإعلام المؤثرة" و"الصحفيين المدربين"، بدلًا من الكلام الشفهي ومروجي الشائعات. الرخاء الاقتصادي: حيث يوجد رابط مباشر بين زيادة الرخاء والنمو الاقتصادي. القيم العالمية: تم اعتبار عالمية حقوق الإنسان والمزايا الجوهرية لنموذج مجتمعي ليبرالي ديمقراطي محدد أمرًا لا غنى عنه. كان التفاؤل الذي أعقب تفكك الكتلة الشرقية وإنشاء دولة ألمانية جديدة سلميًا 1989 و1990 قصير الأجل. أدت سلسلة من "الكوارث" اللاحقة، بما في ذلك انهيار الاتحاد السوفياتي، والحروب المختلفة، والأزمات المالية وأزمة الهجرة العالمية، إلى تحول عميق، كما أن "النمو المذهل" غير المتوقع للصين في ظل نظام الحزب الواحد تحدى أيضًا الافتراضات السائدة حول النظام العالمي. إعلان وقد أدى هذا إلى نهاية "عصر ما بعد الحرب الباردة" وظهور "التعددية القطبية"، و"تفكك الحداثة" أمام أعيننا – وفق ما أشار إليه كلارك. تتلاشى الهياكل التقليدية مثل وسائل الإعلام الوطنية، والأحزاب السياسية كمرسيات للهوية، والنمو كمبدأ أساسي. الأحزاب السياسية القديمة تتفكك إلى "فصائل محاصرة"، وتتنازل عن نفوذها للشعبويين، ويكافح "الوسط السياسي الضعيف ضد اليسار الراديكالي واليمين المتطرف". ولم تعد "سردية التنمية" (التاريخ العالمي كرواية تكوينية) توفر الرفاهية. ينظر الآن على نطاق واسع إلى النمو الاقتصادي على أنه "كارثي بيئيًا". إن التهديد الوشيك لتغير المناخ "يثير تساؤلات حول طبيعة المستقبل". ويُنظر إلى الرأسمالية نفسها على أنها "تهديد للتماسك الاجتماعي"، وأدت إلى تفاوتات في الفرص والدخول والثروات بين الدول وفي داخل الدول أيضًا. وأدت الأزمات الأخيرة، مثل الأزمة المالية العالمية وجائحة كوفيد-19، إلى "تقويض الثقة" بشكل خطير في المؤسسات المالية والهيئات الحكومية والخبرة العلمية ووسائل الإعلام التقليدية. كما أدت الإبادة الجماعية في غزة إلى تقويض الثقة في التنظيم الدولي الذي نشأ بعد الحرب العالمية الثانية، وما صاحبه من قواعد وتقاليد. وهناك انقلاب في الإعلام، حيث استولى "مروجو الشائعات"- على الإنترنت- على زمام المبادرة من الصحفيين المحترفين، مما أدى إلى "تشظي المعرفة والآراء" و"الاستقطاب المتعمد"، كما أدى الذكاء الاصطناعي إلى موت المؤلف. هذه الأزمة "داخل عقولنا أيضًا"، مما يجعل "التأمل الهادئ" صعبًا وسط "صرخات المعركة وحجج الديماغوجيين المتوحشين". وفي الولايات المتحدة، هناك ما يُتصور أنه "نشر عدواني للسلطة الرئاسية"، ويُخشى أن يشبه النظام الملكي، وهو انحراف عن نيّة المؤسسين في فصل السلطات. إن تصرفات الرئيس ترامب، مثل تهديد المعارضين، وتسليح الأموال الفدرالية، وتحدي الأوامر القضائية، والتشكيك في الدستور، تشير إلى انحراف عن الأعراف التاريخية والبنية الدستورية الأساسية. إن "الكونغرس ذا الأغلبية الجمهورية شديدة التحيز الحزبي" والذي يُظهر ولاءً شديدًا لترامب، يُفاقم مخاطر هذه "الرئاسة الإمبراطورية". توضح المقارنات التاريخية، مثل قرار ريتشارد نيكسون عام 1971 بتعليق تحويل الدولار إلى ذهب، كيف يمكن لأفعال زعيم أن "تقلب النظام النقدي العالمي رأسًا على عقب"، مما يؤدي إلى فترات من التضخم المرتفع وعدم الاستقرار الاقتصادي. وتوجد مخاوف أيضًا من أن سياسات ترامب المتعلقة بالرسوم الجمركية قد تُحدث ديناميكيات سلبية مماثلة. إن العصر الحالي يتميز بالتعددية القطبية، بدلًا من الاستقرار ثنائي القطب في فترة الحرب الباردة أو القطبية الواحدة بعدها، ويشمل ذلك انسحاب الولايات المتحدة من الالتزامات الدولية والعلاقات المتوترة مع الشركاء التقليديين، مما يؤدي إلى اتباع نهج قائم على المصالح في التعامل مع العلاقات بين الدول بدلًا من نهج قائم على القيم المشتركة. لقد ظهرت قوى إقليمية جديدة، تؤكد هيمنتها في مجالات اهتمامها، وهو ما يذكرنا بالقرن التاسع عشر الذي لم يكن يمكن التنبؤ بأحداثه. ومع حالة عدم اليقين التي تسود حال التغيرات الكبرى، عادة ما نلجأ لمقارنة الحاضر بالماضي، أو نستخدم القياس التاريخي لعله يساعدنا في فهم ما نتعرض له من تغيرات في أوقات الاضطرابات والتغيير. عندما لا يكون هناك إحساس واضح بالاتجاه، تساعدنا القياسات التاريخية على مواجهة القلق الحالي والتغلب على "أزمة التوجيه". إنها توفر طريقة لفهم العالم، وربط الحاضر بالماضي وجعل المواقف غير المألوفة تبدو أكثر ألفة. على سبيل المثال، تم استدعاء الحروب الصليبية، أو ما أطلق عليه مؤرخونا حروب الفرنجة، بالإضافة إلى الحقبة الاستعمارية الغربية لفهم التوحش الإسرائيلي المدعوم غربيًا. وعلى الرغم من أهمية هذه التشبيهات التاريخية، فإنها لم تسعفنا في فهم طبيعة هذه الهجمة المعاصرة التي تكتسب طبيعتها من عوامل وهياكل جديدة، ولها تأثيرات مختلفة. يشير أحد مقالات العدد إلى أن القياسات التاريخية تعتبر أدوات فكرية قيمة يمكنها المساعدة في رسم خريطة الخيارات التي يواجهها صناع السياسات. إنهم يملؤُون عالم صنع القرار بشخصيات وتفاصيل تاريخية، مما يجعل الخلافات المعقدة أكثر وضوحًا للعامة. ومع ذلك، هناك خطر يتمثل في أن صناع السياسات قد يختارون بشكل انتقائي القياسات التي تتناسب مع معتقداتهم الحالية، مما قد يؤدي إلى اتخاذ قرارات خاطئة. أحد أدوار القياسات التاريخية هو خلق شعور بالهوية والاتجاه. لقد خلق "العصر الحديث" أساطيره الخاصة، وهي قصة ساعدت الناس على تحديد موقعهم في الوقت المناسب، وفهم من أين أتوا وإلى أين يتجهون. إن النظر إلى الماضي يمكن أن يساعد في رسم مسار نحو المستقبل، فهو بمثابة إطار معرفي لفهم التحولات الجارية، لكنه لا يكفي وحده لرسم إستراتيجيات التأهب الممكنة للتعامل معها. خطورة النظر التاريخي وحده أنه قد يتحول إلى نبوءات مستقبلية تستدعي التاريخ بالرغم من أن التاريخ لا يكرر نفسه. في الواقع الجيوسياسي الحالي، الخوف أن تحل فينا القياسات التاريخية محل رؤى المستقبل باعتبارها الوسيلة الأساسية لمواجهة هذا التوحش غير المسبوق. يختار صناع السياسات وكثير من مثقفينا هذه القياسات بشكل انتقائي، مما قد يشكل فهمهم للأزمات ويؤثر على القرارات ومنظور التحليل، وأحيانًا ما تكون له "عواقب وخيمة". في المقابل، فلا يزال عدد من مثقفينا عالقين في حقبة الحداثة، يبشرون بصبحها الذي لم يتنفس على أوطاننا، ومتماهين مع أسئلتها وقضاياها، ولم يستطيعوا أن يتقدموا خطوات ليتحرروا من طريقة التفكير التي هيمنت عليهم لعقود. وعلى الرغم من أن منطق القياسات التاريخية يقلل إلى حد كبير من المركزية الغربية حين يجعلها أكثر تجذرًا في مجموعة متنوعة من التواريخ الوطنية، فإن هؤلاء المثقفين تسيطر عليهم هذه المركزية، ولا يرون مستقبل أوطانهم إلا فيها ومنها. على سبيل المثال، بينما قد ينظر البعض في الغرب إلى أزمة النظام الدولي الحالية على أنها عودة إلى الفاشية، قد يُنظر إليها في الصين على أنها النهاية الحاسمة لـ"قرن الإذلال" الذي عاشوه، بينما هؤلاء المثقفون ينظرون إلى سبب هزيمتنا أو نكبتنا الثانية أننا لم نحقق الحداثة التي تفككت.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store