
مسؤول إسرائيلي: لن نستأذن واشنطن لضرب إيران في حال استئنافها البرنامج النووي
وأضافوا أن ترمب لم يعترض على خطة نتنياهو لضرب إيران إذا استأنفت برنامجها النووي، ولكنه أخبره بأنه يفضل المفاوضات.
اضافة اعلان
ولكن الصحيفة نقلت عن مسؤول إسرائيلي لم تسمِّه، القول إن إسرائيل لن تسعى بالضرورة للحصول على موافقة أميركية صريحة لضرب إيران.
وأضاف أن مدى الضغط الذي يمارسه ترمب على نتنياهو للمحافظة على مسار دبلوماسي مع طهران، يعتمد على مدى جدية إيران في استئناف برنامجها النووي.
وتابع: «إيران لن تستطيع استعادة اليورانيوم من منشأتي نطنز وفوردو، بسبب حجم الدمار الذي لحق بهما».-(وكالات)
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الغد
منذ ساعة واحدة
- الغد
بتوقيع ترامب ونتنياهو.. مشروع سياسي يتجاوز غزة
محمد الكيالي اضافة اعلان عمان– في ظل التصعيد الحاصل في قطاع غزة والتغيرات المتلاحقة في توازنات القوى الإقليمية، يطرح سؤال جوهري: ما الأهداف التي يسعى إليها كل من رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب في المنطقة؟ وهل تسعى تل أبيب، بدعم واضح من شخصيات مؤثرة في واشنطن، إلى إعادة صياغة النظام الإقليمي بما يخدم مصالحها ويكرس تفوقها السياسي والعسكري؟من خلال سياساته، يبدو أن نتنياهو لا يقتصر على محاولة حسم المواجهة مع حركة حماس عسكريا فحسب، بل يتجاوز ذلك إلى محاولة فرض معادلة إقليمية جديدة تستبعد الفلسطينيين من أي تسوية محتملة مما يؤدي إلى ترسيخ الهيمنة الإسرائيلية كواقع مفروض.في المقابل، يُظهر ترامب استعدادا لتوفير الغطاء السياسي لهذه الرؤية، وذلك بعد تصريحاته الصريحة بعدم التزامه بحل الدولتين وتركه مصير الفلسطينيين ليقرره نتنياهو بحسب رؤيته.وتتقاطع بذلك الطموحات السياسية والأيديولوجية لدى الطرفين في محاولة لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط بعيدا عن التوافقات الدولية أو الاعتبارات القانونية، ما يطرح تساؤلات حول مستقبل النظام الإقليمي والتوازنات السياسية في المنطقة.مفاوضات متعثرةوأمس السبت، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدرين فلسطينيين مطلعين، أن مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة تواجه حالة من الجمود، ويرجع ذلك بدرجة كبيرة إلى إصرار الكيان الصهيوني على تقديم خريطة انسحاب لا تمثل انسحابا فعليا بل إعادة انتشار لقواته العسكرية، بحيث يحتفظ بالسيطرة على ما يقارب 40 % من مساحة قطاع غزة.وقالت الوكالة إن حماس رفضت هذا الطرح بشكل قاطع.ووفقا لما ذكره أحد المصدرين، فإن المفاوضات الجارية في الدوحة تصطدم بعقبات معقدة بسبب الخريطة التي طرحتها دولة الاحتلال يوم الجمعة الماضي.أما المصدر الثاني، وهو مسؤول فلسطيني مطلع، فأشار إلى أن الكيان الصهيوني يواصل تبني سياسة المماطلة وتعطيل التوصل لأي اتفاق بهدف استمرار العمليات العسكرية في القطاع.وبحسب ما ورد حول تفاصيل خريطة الانسحاب، تسعى دولة الاحتلال للإبقاء على قواتها في كافة المناطق الواقعة جنوب محور موراغ في رفح بما في ذلك محور فيلادلفيا أي الشريط الحدودي بين قطاع غزة ومصر بطول نحو 13 كيلومترا.كما أوضح المصدر أن إسرائيل ترغب أيضا في الإبقاء على سيطرتها على معظم أراضي بلدة بيت حانون شمال القطاع، بالإضافة إلى مواقع ونقاط عسكرية في جميع المناطق الشرقية لقطاع غزة، بعمق يتراوح بين 1200 إلى 3 آلاف متر.نتنياهو يسعىلفرض استسلاموفي هذا الصدد، أكد رئيس الجمعية الأردنية للعلوم السياسية الدكتور خالد شنيكات، أن نتنياهو يحاول عبر الضغوط التفاوضية، تحقيق ما عجز عنه ميدانيا، والمتمثل في فرض استسلام كامل على حركة حماس، ونزع سلاحها والاعتراف بالأمر الواقع في قطاع غزة، بما في ذلك بقاء الاحتلال في أجزاء منه.وأوضح شنيكات أن نتنياهو يتبنى رؤية أيديولوجية تقوم على تحقيق "نصر إستراتيجي" في أعقاب الضربات التي تلقتها إيران، وتراجع نفوذ "حزب الله" والنظام السوري، وهو يسعى إلى إعادة تشكيل الإقليم بما يجعل دولة الاحتلال القوة الإقليمية الأولى والمهيمنة.ولفت إلى أن هذا التوجه يترافق مع تحضيرات واسعة في الضفة الغربية، تشمل سياسات تهجير قسري وتغيير ديموغرافي وجغرافي، وفرض السيادة الإسرائيلية بشكل أحادي.وأشار إلى أن نتنياهو يتقدم بخطى حثيثة نحو تنفيذ هذه السياسات، مستفيدا من غياب أي معارضة فعالة قادرة على تقديم بدائل أو إجباره على إجراء انتخابات مبكرة.وأوضح أن المشهد الإسرائيلي الداخلي يعكس حالة من الضعف لدى المعارضة، التي لم تنجح حتى الآن في فرض أي تغيير ملموس في المشهد السياسي.واعتبر أن الحرب لن تنتهي بالسهولة التي يتوقعها بعض المراقبين بل ستظل مستمرة، على الأرجح حتى موعد الانتخابات المقبلة، حيث يسعى نتنياهو إلى استثمار حالة التصعيد لتحقيق مكاسب سياسية داخلية، من خلال كسب مزيد من التأييد من أوساط اليمين والمتشددين وفرض خطاب يقوم على هزيمة الخصوم في الداخل والخارج.وفي ما يخص الموقف الأميركي، أشار شنيكات إلى أن علاقة نتنياهو بالرئيس الأميركي دونالد ترامب تعكس موازين قوى تميل لصالح دولة الاحتلال، إذ يبدو أن نتنياهو هو من يحدد الإطار العام للسياسات الإقليمية.وتابع: "يتماهى ترامب مع رؤية نتنياهو خصوصا ما يتعلق بالقضية الفلسطينية"، مبينا أن تصريحات ترامب الأخيرة حول إمكانية الاكتفاء بـ"حكم ذاتي" للفلسطينيين بدلا من دولة مستقلة تعزز هذا التوجه.كما لفت إلى أن أجندة نتنياهو حيال إيران تنفذ عبر الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، فيما تأتي المصالح الأميركية في مرتبة تالية، ما يشير إلى تفوق المنظور الإسرائيلي في رسم معالم التعامل مع طهران على حساب الأجندة الأميركية التقليدية في المنطقة.تعطيل المفاوضاتلتدارك الفشلمن جهته، يرى الخبير العسكري والإستراتيجي نضال أبوزيد، أن توقيت الكشف عن "خريطة إعادة تموضع القوات الإسرائيلية" لم يكن عشوائيا، بل جاء في سياق سياسي يرمي إلى عرقلة مسار المفاوضات الجارية في العاصمة القطرية الدوحة.وأوضح أبوزيد أن الخريطة لا تمثل انسحابا فعليا، بل إعادة انتشار تهدف إلى خلق انطباع زائف بتقدم إسرائيلي، في حين أن الواقع الميداني يشير إلى تفوق المقاومة وكسر معادلة التوازن العملياتي لصالحها.وأشار إلى أن نتنياهو يسعى من خلال هذا التسريب، إلى تعطيل أي فرصة للتوصل إلى اتفاق تهدئة أو وقف إطلاق نار، خشية أن يُنظر إليه كخسارة سياسية وعسكرية أمام المقاومة، لاسيما في ظل الضربات المتكررة التي تتعرض لها قوات الاحتلال.وأضاف إن فشل دولة الاحتلال في استعادة زمام المبادرة عسكريا دفع نتنياهو إلى اللجوء إلى أدوات سياسية لتقويض المسار الدبلوماسي، خاصة مع تصاعد الضغوط الأميركية وتزايد الضبابية التي تلف العملية التفاوضية.واعتبر أبوزيد أن البنية العملياتية الراهنة التي تفرضها المقاومة، لا تزال تشكل عائقا أمام أي اختراق دبلوماسي إسرائيلي.وقال: "إن ما يجري حاليا من تباطؤ وتعثر في المحادثات لا يعني بالضرورة انتهاء المسار التفاوضي، خصوصا في ظل بقاء الوفود في الدوحة، واستمرار الخسائر التي يتكبدها الكيان الصهيوني على الأرض."وشدد على أن نتنياهو، في ظل إخفاق الخيار العسكري، يسعى لتثبيت إستراتيجية تقوم على التهجير والسيطرة التدريجية على قطاع غزة عبر إجراءات سياسية مدروسة.وختم بالقول إن حالة التفاؤل التي أحاطت بالمبادرة الأخيرة لوقف إطلاق النار بدأت تتلاشى، في ظل محاولات متعمدة لتعطيلها من قبل الجانب الإسرائيلي، ما يطرح تساؤلات حول مدى جدية تل أبيب في التوصل إلى تسوية تضمن وقفا شاملا للعدوان.


الغد
منذ 3 ساعات
- الغد
"المدينة الإنسانية" جنوب غزة.. هل تُطبخ "الريفييرا" على نار هادئة؟
أحمد غنيم على أشلاء عشرات آلاف الشهداء وأنقاض ملايين الأطنان من منازل ومدن كانت يومًا عنوانًا تعج بالحياة والأحلام، فاجأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب في شباط/فبراير الماضي، العالم بطرحه مشروع "ريفييرا الشرق الأوسط"، والمكان في قطاع غزة بعد إخراج سكانه منه، حيث تحوّل سجن حجمه 365 كم مربع على مدار أشهر سابقة ولاحقة إلى مساحة مفتوحة لارتكاب أبشع مجازر العصر الحديث. اضافة اعلان جاء ذلك كله في وقت كان يعتقد فيه العالم أنه وصل إلى أقصى درجات التحضر والتقدم، في ظل ثورة رقمية وتكنولوجية هائلة نقلت المسلخ البشري على الهواء مباشرة على وقع مصطلحات "المجتمع الدولي"، "حقوق الإنسان"، "القانون الدولي". شهد العالم على مدار أكثر من عامين منطق الفيلسوف الألماني فريدريك نيتشه، بأن "القوة هي الحق" وهي فلسفة سارت في فلكها دون أن تعيّ كل القوى التي حكمت العالم، منذ أن أنشأ الأكاديون في زمن "سرجون العظيم" أول إمبراطورية حكمت مساحات شاسعة قبل الميلاد بـ 2400 عام، وحتى الولايات المتحدة الأميركية في يومنا هذا. فلسطينية تجلس على أنقاض منزلها المدمر بمخيم النصيرات وسط غزة (غيتي) لم يكن طرح ترامب، وليد صدفة بل هو ضمن مخططات حبيسة الأدراج تخرج في وقت ما لقياس شيء ما أو رد فعل معين، لكن المحصلة النهائية هي واحدة. لا يختلف اثنان على أن العدوان الذي شنه الاحتلال الإسرائيلي على غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، هو ليس رد فعل فقط بل كان يحمل في خفاياه حرب إبادة وصولًا إلى تهجير وامتدادًا لما حدث في 1948، 1967، لكن وفق معطيات أقسى. البقعة الصغيرة في أقصى غرب وسط فلسطين المحتلة، تمنى ذات يوم رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إسحاق رابين، أن يستيقظ ويرى أن البحر الأبيض المتوسط قد ابتلعها، وهو ذات البحر الذي يحلم رجل الأعمال ترامب أن يراه يحتضن على شواطئه "الريفييرا"، بعقلية "القاتل الاقتصادي" الذي كشف عنه الكاتب الأمريكي جون بيركنز. لا يهم من كان مدفونًا أسفل "الريفييرا" حين يأتي الزائرون الجدد إليها، ويعثرون بالصدفة على جمجمة طفل كان يسمى يوما "شهيدًا"، فقد كان له أحلام وأمنيات مثل آلاف من أقرانه لم يختبروا من حياتهم إلا صوت "الزنانة" وطوابير الجوع والقتل. هو منطق "غطرسة القوة" التي صاحبت كل أصحاب الإمبراطوريات والقوى على مر الأزمان، مع إمكانية حذف الأرقام الزائدة في التاريخ إن كان ذلك ضروريًا لمن يعتبرون أنفسهم الأقوى، خصوصًا إن كان قدرها أن تكون في موقع استراتيجي تنافسي. تاريخيًا؛ غزة – ليس القطاع بشكله الحالي- لم تشهد استقرارًا منذ تأسيسها على يد الكنعانيين في القرن الخامس عشر قبل الميلاد، وكأنه قدر لها ذلك ولأماكن أخرى على هذه البسيطة أن تبقى تتجرع الألم بتعاقب السنين. هُدّمت غزة وحوصرت عشرات المرات قبل قرون خلت، من قبل الفراعنة والآشوريين والإغريق والرومان والبيزنطيين، إذ حاصرها جيش الإسكندر الأكبر 5 أشهر في العام 332 قبل الميلاد وكانت آخر مدينة تقاوم أثناء طريقه إلى مصر. دمرها "الحشمونيون" في 96 قبل الميلاد بعد حصار خانق لها قتل أبناءها، وغزاها "الفلستينيون" في القرن 12 قبل الميلاد. حاصرها جيش عمر بن العاص حين كانت تحت حكم بيزنطة وحررها لتصبح تحت الحكم العربي الإسلامي، ودمرها المغول مرتين وقد أبادوا أهلها، ثم غزاها الصليبيون ودمروها. تعاقب عليها العباسيون، الأيوبيون، المماليك، الفاطميون والعثمانيون، وفي كل فترة من تلك إما انصهرت في حضارة من سيطر عليها إن قبلها الناس أو أبيدوا إن رفضوا ذلك. وبين الانتداب البريطاني والاحتلال، عانت غزة الأمرين وشهدت خلال نحو 100 عام خلت تطورات وأحداث عظام، لكن ما تشهده أخيرًا هو الأكبر في تاريخها الحديث، إذ تواجه حلًا على مبدأ ما واجهه "الهنود الحمر" في الولايات المتحدة، مرورًا بتصفية القضية الفلسطينية إلى الأبد. وبعد أن نامت مخططات "الريفييرا" لفترة لا تزال مخططات التهجير والإبادة متواصلة في سلوك الاحتلال وقادته بأسماء وأشكال مختلفة، ولعل ما يقال في الإعلام ليس حقيقة ما يقال في الغرف المغلقة. لذلك تخرج بين الفينة والأخرى طروحات لها هدف واحد، ولعل آخرها مخطط "المدينة الإنسانية" جنوب قطاع غزة التي كشف عنها وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس، بعد أشهر من فضيحة "مؤسسة غزة الإنسانية" وملخصها "المساعدات المغمسة بالدم". وقال كاتس في وقت سابق إنه سيتم إنشاء مدينة جديدة من الخيام على أنقاض مدينة رفح التي دمرت بشكل شبه كامل. وبحسب المخططات الإسرائيلية فإن المدينة التي ستقام بين بين محوري "فيلادلفيا" و"موراج" (بين رفح وخان يونس) جنوب القطاع ستستوعب بداية 600 ألف فلسطيني من النازحين جنوب قطاع غزة، وفق شروط أمنية صارمة ولا يسمح لهم بمغادرتها. يرى مراقبون أن هذه المدينة ستكون أشبه بـ"معسكرات الاعتقال" في الحرب العالمية الثانية وما سبقها من حروب مثل الحرب الإسبانية الكوبية التي امتدت 10 سنوات (1895-1898)، وشهدت ولادة هذا المصطلح لأول مرة. ويجمعون على أن هذه المدنية اللاإنسانية سيكون العيش فيها مهينا ومؤلمًا. بدورها، كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية ذات التوجه اليساري، أنه لن يسمح لأحد بمغادرة هذه المدينة إلا إذا اختار الهجرة من غزة. "مخطط للتهجير تحت غطاء إنساني" من جهته، يؤكد أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأردنية البروفيسور محمد المصالحة، أن مخطط المدينة الإنسانية في غزة هو بما لا يدعو للشك ضمن مخططات التهجير وتصفية القضية الفلسطينية. ويضيف المصالحة في حديث مع "الغد" أن "إسرائيل" تبذل كل ما في وسعها من حرب إبادة في قطاع غزة وتغيير معالم القطاع لتهجير السكان". ويشير إلى خطوات قامت بها إسرائيل تحت غطاء الإنسانية لإرسال رسائل للعالم بأنها معنية بحقوق الإنسان، من بينها مؤسسة غزة الإنسانية التي أوكلت بتوزيع المساعدات الإنسانية في غزة بعد أشهر من وقفها إثر استئناف الحرب في آذار/ مارس الماضي لكن وفق آلية مهينة ومؤلمة تزامنت مع هجوم الاحتلال على منتظري المساعدات في نفس الوقت. يشار إلى أن مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أعلن يوم الجمعة، أن 798 مواطنا فلسطينيا على الأقل استشهدوا أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات غذائية في غزة منذ نهاية شهر مايو/ أيار الماضي. صورة مولدة بالذكاء الاصطناعي ووفق المصالحة، فإنه يرى من المكان المحدد لإنشاء المدينة الإنسانية في جنوب قطاع غزة هو مقدمة لتجميعهم هناك ثم إخراجهم إلى سيناء أو البحر. واعتبر أن كل طروحات إسرائيل والتي تأتي من أمريكا أيضًا هي مشاريع خاصة تقوم على انتقاص حقوق الشعب الفلسطيني أو مصادرتها وصولا إلى تفريغ الأرض. وتابع: "حتى اليوم التالي لغزة لا أحد يدري ماذا يدور في عقل رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، وماذا يمكن أن يحصل لاحقًا". "جريمة حرب تمهد لهجرة قسرية" وترى أستاذ العلوم السياسية في جامعة اليرموك "شذى الليالي" العيسى أن "ما يتم الترويج له تحت مسمى "المدينة الإنسانية" من قبل إسرائيل، ما هو إلا جريمة حرب جديدة يصبوا لها الاحتلال، وتضيفها إلى ملفها الدامي. وأشارت العيسى في تصريح لـ"الغد" إلى أن المخطط هذا حيلة جديدة للتطهير العرقي في غزة والتضييق على المقاومة وقص أذرعها والتخطيط إلى تحويل المساعدات الدولية الى غزة نحو هذه المدينة لدفع الفلسطينيين إلى التوجه لها طوعا تمهيدا للهجرة القسرية. لكنها اعتبرت أنه سيواجه العديد من العقبات رغم القوة في طرحه في ظل المفاوضات القائمة بين إسرائيل وحركة حماس في الدوحة وضخامة الدعم الأمريكي له. وعددت تلك العقبات؛ أولًا: ثبات الفلسطينيين على أرضهم في غزة واستحالة قبولهم لمثل هذا المخطط، بالإضافة إلى الرفض الأممي والدولي له. وترى العيسى أن ذلك يمثل جناية دولية ليس من صالح إسرائيل الخوض فيها إلى جانب التخوفات لدى حكومة تل أبيب من اضطرارها للتعامل ومحاولة ضبط 600 ألف مواطن في بقعة جغرافية صغيرة ودون بنية تحتية أو دعم فعلي. وتؤكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة اليرموك أن مشروع ترامب بشأن غزة لا يزال مطروحا بشدة مع رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، رغم أن سيرته خفتت في الإعلام، وبالتالي فإن مخططات التهجير القسري ثم وأد القضية الفلسطينية وحق العودة لم تغب. ويتفق معهما المحلل والخبير الاستراتيجي الدكتور عامر السبايلة بأن المدينة الإنسانية التي تتحدث عنها "إسرائيل" في غلافها إنساني لكن جوهرها التغيير الديمغرافي. خيام نازحين في رفح جنوبي قطاع غزة (ا ف ب) ويعتبر السبايلة في تصريح لـ"الغد" أن أفكار الحكومة الإسرائيلية حول تهجير سكان القطاع لا تنتهي، لكنها تضطر أحيانا للتكيف قليلا مع فكرة الطابع الإنساني الذي يكون في جوهره أهداف أخرى وصولها إلى التهجير. وختامًا، يبقى مستقبل غزة رهين مخططات احتلالية غامضة وأطماع "قتلة اقتصاديين"؛ فلا أحد قادر على التكهن بما سيؤول إليه هذا العدوان الذي طمس حاضرة البحر الأبيض المتوسط، لكن لم يستطيع طمس هوية أبنائها وروحهم.


الغد
منذ 3 ساعات
- الغد
هل ستهدأ هذه المنطقة؟
اضافة اعلان لن تبقى المنطقة العربية كما هي، إذ في كل السيناريوهات هناك منطقة جديدة قيد الصناعة في المنطقة، سواء توقفت الحرب، أو استمرت، أو توسعت.يخرج رئيس الوزراء القطري الأسبق، الشيخ حمد بن جاسم، ويقول في تغريدة له إن الواضح أن هناك تبعات ستنجم عن كل ما حصل في المنطقة مؤخرا. وهذه التبعات ستتم في اتجاهات عدة، ومنها مخططات لتقسيم بعض الدول، مثل سورية الشقيقة، أو فرض وضع يجعل هذه المنطقة تدفع أثمانا باهظة لسنوات طويلة.هذا يعني أن كلمة السر في المنطقة هي إعادة صياغة الخرائط أو صناعة شرق أوسط جديد، وبهذا المعنى لا يمكن قراءة نتائج ضربة السابع من أكتوبر باعتبارها، من حيث التأثير، قضية تخص الغزيين، بل فتحت بابا على كل المنطقة بعدما رأينا أفعال الاحتلال ضد سورية، ولبنان، واليمن، والعراق، وإيران، وهي أفعال لا تقف تأثيراتها عند حدود الحرب، بل تستهدف صناعة واقع جيوسياسي خلال الحرب، أو بعدها، أي أن المستهدف النهائي يبدو سياسيا بشكل محدد.ما نزال في البداية، إذ لو توقفت حرب غزة، فإن النتائج السياسية اللاحقة على صعيد القضية الفلسطينية، وما يجري في الضفة الغربية والقدس، ستبدأ بالظهور فورا في حال توقف الحرب على جبهة غزة، وصولا إلى ما يتعلق بدول المنطقة وتأثرها بنتائج الحرب التي لن تستنثي أحدا، بوجود مخطط أميركي إسرائيلي لإعادة صياغة العلاقات السياسية مع دول المنطقة، وتعزيز مركزية تل أبيب.أما الاحتمال الآخر؛ أي استمرار حرب غزة، واندلاع حرب مجددا مع إيران، فهذا قد يؤدي إلى تمدد الحرب في الإقليم، مع أننا رأينا في المواجهات السابقة قدرة دولية وأميركية وإيرانية وإسرائيلية على ضبط إيقاع الضربات والرد عليها، لكن لا أحد يخمن بشكل نهائي مصير تجدد المواجهات، بوجود عوامل إشعال دولية ترتبط بروسيا والصين، والمشاريع المتضادة في المنطقة، مع المخاوف من النية لاستدراج دول، مثل تركيا ومصر والعراق، إلى مشهد جديد في كل المنطقة.رغم أن الاستخلاصات السابقة تبدو سلبية، إلا أنها واقعية، لأنه كما أشير مرارا، فإن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة تتذرع بوجود تنظيم يقاومها، وبوجود أسرى إسرائيليين، فيما الأهداف الحقيقية ترتبط بخريطة الإقليم عبر بوابة غزة، وهو أمر لا يمكن الحسم حول نتائجه مهما بلغت القوتان الأميركية والإسرائيلية، خصوصا حين تتكشف عناوين السطو على كل المنطقة وتقسيم دولها، والسطو على ثرواتها، وإخراج القوى الدولية والإقليمية المناوئة لواشنطن منها.لا يبدو في الأفق أي نية عربية أو إقليمية لمواجهة التبعات المقبلة، وربما تسود حالة من الترقب والانتظار لما سيحدث، أو يستبد بنا عدم القدرة على الإدارة الاستراتيجية للمشهد في ظل غياب أي تعاون عربي وإقليمي لتجنيب المنطقة كلف الحرب، أو كلف ما بعد الحرب، بما سيجعل تبعات الحرب الحالية مضاعفة، حتى لو سقف بعضنا في المنطقة هو وقف شلال الدم في غزة، ولو لفترة مؤقتة.