logo
#

أحدث الأخبار مع #Stuxnet

الذكاء الاصطناعي يشعل "حرب الظلال" الرقمية بين إيران وإسرائيل
الذكاء الاصطناعي يشعل "حرب الظلال" الرقمية بين إيران وإسرائيل

النهار

timeمنذ 3 أيام

  • أعمال
  • النهار

الذكاء الاصطناعي يشعل "حرب الظلال" الرقمية بين إيران وإسرائيل

أعقب إعلان وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل موجة من التساؤلات حول أوجه هذا الصراع المعقّد، لا سيما تلك التي دارت خارج ساحات القتال التقليدية. فبينما هدأت أصوات الانفجارات، أُعيد تسليط الضوء على المعارك التي جرت في الفضاء السيبراني، حيث استُخدمت الخوارزميات كسلاح، ودار القتال عبر الشاشات، واستُهدفت الأنظمة والعقول قبل المواقع العسكرية. منذ الهجوم الشهير بفيروس "ستوكسنت" Stuxnet عام 2010، تطور الصراع الإلكتروني بين الجانبين، ووصل ذروته خلال الأسابيع الأخيرة من التصعيد، حيث لعب الذكاء الاصطناعي دوراً محورياً في صياغة شكل الحرب الرقمية وأدواتها. تصعيد غير مسبوق في حزيران / يونيو 2025، شهدت إسرائيل تصعيداً سيبرانياً غير مسبوق. فقد ارتفعت الهجمات الإلكترونية المنسوبة إلى إيران بنسبة تجاوزت 700% خلال يومين فقط، بحسب بيانات شركة الأمن السيبراني Radware . ووفقاً للتقرير نفسه، استهدفت هذه الهجمات بالدرجة الأولى القطاع الحكومي والعام بنسبة 27%، تليه قطاعات التصنيع (20%)، الاتصالات (12%)، الإعلام والإنترنت (9%)، وأخيراً القطاع المصرفي والمالي (5.3%) – مع الإشارة إلى أن هذه النسب وردت في تحليلات فنية ولم تُوثّق رسمياً كنسب منشورة علناً. المعركة الرقمية تنتقل إلى الاقتصاد الإيراني في المقابل، شنت مجموعة Predatory Sparrow ، وهي مجموعة قرصنة إلكترونية يُعتقد أنها مؤيدة لإسرائيل، سلسلة من الهجمات التخريبية على مؤسسات إيرانية بارزة. ففي 17 حزيران / يونيو، تعرض بنك سبّه – أحد أقدم وأكبر البنوك الإيرانية – لانقطاع كبير في أجهزة الصراف الآلي وخدماته الرقمية، وفق تقارير متخصصة في الأمن السيبراني. In the aftermath of Israel's Operation Rising Lion, Iranian state-backed and aligned hacktivist groups are ramping up cyber operations. Read Radware's full threat advisory here: — Radware (@radware) June 13, 2025 وفي اليوم التالي، أعلنت المجموعة نفسها مسؤوليتها عن هجوم على منصة Nobitex، أكبر بورصة عملات مشفرة في إيران، أسفر عن خسارة أصول رقمية تقدّر بأكثر من 90 مليون دولار. وقد تم نقل هذه الأصول إلى محافظ غير قابلة للاسترجاع تُعرف باسم "محافظ محروقة"، وفق تقارير صدرت عن شركات تحقيقات رقمية من بينها TRM Labs وBitdefender. التضليل كسلاح رقمي لم تقتصر الهجمات على البنية التحتية، بل استخدمت أدوات الحرب النفسية على نطاق واسع. فقد تلقّى مواطنون إسرائيليون رسائل نصية مزيفة تنذر بأزمات وشيكة، مثل نفاد الوقود أو تفجيرات محتملة، صُممت لتبدو وكأنها مرسلة من جهات حكومية رسمية، بحسب تحليل من شركة Radware. كما أشارت تقارير إعلامية إلى احتمال اختراق قناة "كان 11" الإسرائيلية، حيث يُزعم أن المخترقين تمكنوا من الوصول إلى كاميرات البث الداخلية وبثّ محتوى باللغة الفارسية. غير أن هذه المزاعم لم تؤكدها أي جهة رسمية أو مستقلة حتى لحظة إعداد هذا التقرير. الذكاء الاصطناعي في صميم الصراع مع تصاعد الحرب السيبرانية، حذّر الخبير الأمني الإسرائيلي تومر بيري، مدير شركتي Citrix Israel و Inocom ، من دخول النزاع مرحلة أكثر تعقيداً، قائلاً: "نحن نواجه ساحة معركة جديدة: الذكاء الاصطناعي في مواجهة الذكاء الاصطناعي.". يشير هذا التحذير إلى استخدام الأطراف المتصارعة تقنيات متقدمة تستند إلى الذكاء الاصطناعي لمهاجمة واختراق الأنظمة الرقمية الخاصة ببعضها البعض. وباتت أدوات الذكاء الاصطناعي تُستخدم في صياغة رسائل تصيّد احترافية، وإنشاء مواقع مزيفة، وإنتاج مقاطع فيديو عميقة التزييف (Deepfake) يصعب على أنظمة الحماية التقليدية رصدها، بحسب تقارير تحليلية وتقنية متخصصة. وفي المقابل، تستفيد المؤسسات الدفاعية والحكومات من الذكاء الاصطناعي لرصد التهديدات بشكل لحظي، وتحليل ملايين البيانات في الوقت الفعلي، مما يُسرّع الاستجابة ويُقلل من أثر الهجمات. وتُستخدم هذه الأنظمة اليوم للكشف عن تسجيلات دخول مشبوهة، وتفكيك البرمجيات الخبيثة، والتنبؤ بالثغرات الأمنية المحتملة قبل استغلالها. جبهة رقمية موازية مع انتهاء جولة القتال الأخيرة على الأرض، يُسلّط هذا السياق الضوء على جبهة موازية لم تهدأ بعد بالكامل. فالحرب السيبرانية باتت تشكّل جزءاً لا يتجزأ من النزاعات الحديثة، توازي في تأثيرها المعارك الميدانية، إن لم تسبقها في بعض الأحيان. إنها معارك تدار بصمت، وتُخاض في العتمة، لكن نتائجها تُحدث ضجيجًا يمتد إلى كل بيت.

هل تجسست إسرائيل على إيران عبر واتساب؟.. اختراقات سابقة تعيد الجدل
هل تجسست إسرائيل على إيران عبر واتساب؟.. اختراقات سابقة تعيد الجدل

صدى البلد

time١٨-٠٦-٢٠٢٥

  • سياسة
  • صدى البلد

هل تجسست إسرائيل على إيران عبر واتساب؟.. اختراقات سابقة تعيد الجدل

- إيران تحث مواطنيها على حذف واتساب - هل تجسست إسرائيل على الإيرانيين عبر واتساب؟ - إسرائيل تمتلك أكبر 10 شركات أمن سيبراني في العالم - أشهر اختراقات واتساب سببها إسرائيل أمرت السلطات الإيرانية مواطنينها، اليوم، بضروروة حذف تطبيق المراسلة الشهير واتساب من هواتفهم الذكية، متهمة إياه دون تقديم أي أدلة بجمع بيانات المستخدمين وإرسالها إلى إسرائيل. وقد نفت شركة واتساب، المملوكة لشركة ميتا (فيسبوك سابقا)، هذه الاتهامات جملة وتفصيلا، وقالت في بيان لوكالة 'أسوشيتد برس' إنها تشعر بالقلق من أن "هذه التقارير الكاذبة قد تكون ذريعة لحظر خدماتنا في وقت يحتاج فيه الناس للتواصل أكثر من أي وقت مضى". وأضافت مالكة واتساب أنها لا تتعقب مواقع المستخدمين ولا تطلع على الرسائل الشخصية المتبادلة بينهم. من الصعب التحقق من صحة مزاعم السلطات الإيرانية بشكل مستقل، خاصة في ظل عدم تقديمها أدلة داعمة علنية. ومع أن واتساب يشتهر بتوفيره لتشفير من طرف إلى طرف end-to-end encryption، مما يجعل الرسائل مرئية فقط للمرسل والمتلقي، إلا أنه ليس محصنا تماما من الهجمات الإلكترونية المتقدمة. إسرائيل والتفوق السيبراني يعد واتساب هو تطبيق مراسلة مجاني تملكه شركة 'ميتا' مع وجود حوالي 3 مليارات مستخدم في جميع أنحاء العالم ومتنامية بسرعة، يمكنه إرسال الرسائل النصية والمكالمات والوسائط عبر الإنترنت. يستخدم واتساب تشفيرا قويا من طرف إلى طرف يعني فقط المرسل والمستلم يمكنه قراءة الرسائل، لا يمكن حتى واتساب الوصول إلى محتواها، يأتي هذا يضمن الخصوصية القوية والأمن، لذا من المستحيل تقييم الادعاءات بشكل مستقل، بالنظر إلى عدم توفر إيران أي أدلة داعمة يمكن الوصول إليها للجمهور. لكننا نعلم أنه على الرغم من أن واتساب لديه ميزات خصوصية وأمان قوية، إلا أنه لا يمكن اختراقه، ولكن هناك دولة واحدة على الأقل تمكنت سابقا من اختراقه وهي إسرائيل. تعد إسرائيل من بين الدول الرائدة عالميا في مجال القدرات السيبرانية، إلى جانب الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وروسيا، والصين، وفرنسا، وكندا. وتملك سجلا موثقا في تنفيذ عمليات اختراق إلكترونية معقدة، من أشهرها هجوم Stuxnet الذي استهدف البرنامج النووي الإيراني قبل أكثر من 15 عاما. وتعرف وحدة الاستخبارات الإسرائيلية "الوحدة 8200" بتفوقها التقني، كما تحتضن إسرائيل مراكز أبحاث وتطوير تابعة لـ7 من أصل أكبر 10 شركات أمن سيبراني في العالم، إلى جانب شركات ناشئة متقدمة في تطوير أدوات هجوم ودفاع إلكترونية. تاريخ من الاختراقات عبر واتساب تعود أبرز عمليات اختراق واتساب إلى عام 2019، عندما استغلت شركة NSO Group الإسرائيلية ثغرات أمنية في التطبيق لاختراق أكثر من 1400 حساب، شملت صحفيين ونشطاء ومسؤولين حكوميين، من خلال برنامج التجسس المعروف بيجاسوس. وفي الشهر الماضي، أمرت محكمة أمريكية الشركة بدفع 170 مليون دولار كـ تعويض لصالح واتساب و"ميتا" على خلفية تلك الهجمات. كما كشفت تقارير حديثة عن قيام شركة إسرائيلية أخرى تدعى Paragon Solutions باستهداف ما يقرب من 100 حساب واتساب باستخدام برمجيات تجسس متقدمة تمكنت من الوصول إلى الرسائل بعد فك تشفيرها. هجمات "التصيد الموجه" Spearphishing غالبا ما تنفذ هذه الاختراقات باستخدام أسلوب "التصيد الاحتيالي الموجه"، والذي يختلف عن التصيد التقليدي من حيث أنه يستهدف أفرادا محددين برسائل أو ملفات خادعة تقنعهم بتحميل برامج تجسس. قد تبدو الرسالة وكأنها واردة من زميل موثوق أو جهة رسمية، وتطلب مثلا مراجعة عاجلة لمستند أو إعادة تعيين كلمة مرور، لتقود المستخدم إلى صفحة مزيفة أو تنزل برمجية خبيثة على جهازه. كيف تحمي نفسك من اختراقات واتساب؟ لحماية نفسك من هذا النوع من الهجمات، ينصح الخبراء بما يلي: - التأني قبل التفاعل مع أي رسالة غير متوقعة تحمل طابع الاستعجال. - عدم النقر على الروابط المشبوهة أو تنزيل مرفقات مجهولة. - تفعيل التحقق الثنائي 2FA للحسابات المهمة. - تحديث البرامج بشكل منتظم، واستخدام قنوات موثوقة للتحقق من أي طلبات حساسة. - كما أن التدريب المنتظم على الأمن السيبراني يساعد الأفراد على كشف هذه الحيل والتصدي لها.

م. احمد زهير ارجوب : الحرب ما بعد الإنسان: قراءة في سباق التسلّح الذكي بين إيران وإسرائيل
م. احمد زهير ارجوب : الحرب ما بعد الإنسان: قراءة في سباق التسلّح الذكي بين إيران وإسرائيل

أخبارنا

time١٨-٠٦-٢٠٢٥

  • علوم
  • أخبارنا

م. احمد زهير ارجوب : الحرب ما بعد الإنسان: قراءة في سباق التسلّح الذكي بين إيران وإسرائيل

أخبارنا : في قلب التوتر المتصاعد بين إيران وإسرائيل، برز الذكاء الاصطناعي كعنصر محوري يعيد تشكيل مشهد الحرب التقليدية ويؤسس لمرحلة جديدة من الصراع لا تُدار بالبندقية وحدها، بل بالحوسبة الفائقة والخوارزميات الذكية. لقد غيّر الذكاء الاصطناعي معادلة المعركة، حيث لم تعد الحروب تعتمد فقط على الأعداد والعتاد، بل باتت تُخطط وتُدار من غرف محكمة خلف شاشات تحليل البيانات والتعلّم الآلي، حيث تُتخذ القرارات العسكرية بناءً على توقعات رقمية لا هوى فيها، وتُحدد الأهداف من خلال تقاطع معقد للمعلومات الاستخباراتية والبيانات الآنية. أحد أبرز مظاهر هذا التحول يتمثل في الطائرات المسيّرة والروبوتات القتالية التي باتت تؤدي أدوارًا ميدانية حساسة في المواجهة بين الطرفين. إيران كثّفت استخدامها للمسيّرات في عمليات الاستطلاع والضربات الدقيقة، بينما تعتمد إسرائيل على أنظمة قتالية مستقلة عالية الذكاء قادرة على اتخاذ قرارات هجومية دون تدخل بشري مباشر. هذه الأنظمة تثير جدلًا أخلاقيًا وقانونيًا حول مدى إمكانية منح «الحق في القتل» لآلة، لكنها أيضًا تُظهر إلى أي مدى بات الذكاء الاصطناعي قادرًا على قلب موازين الحرب دون أن تُطلق رصاصة واحدة من جندي ميداني. في موازاة ذلك، تتسع رقعة الحرب لتشمل الفضاء السيبراني، حيث لا تُسمع أصوات الانفجارات لكن آثارها لا تقل دمارًا. الذكاء الاصطناعي يُستخدم في تنفيذ هجمات دقيقة تستهدف شبكات الكهرباء، والمياه، والمنشآت النووية. هجوم «Stuxnet» الذي استهدف البرنامج النووي الإيراني كان مجرد نموذج أولي لحروب خفية تُشنّ بالرموز البرمجية، وتمثل فيه الخوارزميات أدوات اختراق وتدمير ذات كفاءة فائقة. في هذا النوع من الصراع، لا حاجة لطائرات أو صواريخ، بل يكفي خرق رقمي مدعوم بتقنيات تعلم الآلة لشلّ دولة كاملة. ولا يقل خطورة عن ذلك الدور الذي يلعبه الذكاء الاصطناعي في منظومات الاستخبارات الحديثة، حيث تُحلل صور الأقمار الصناعية وتُفكك الاتصالات المعترضة بواسطة نماذج حسابية تتعلم أنماط الحركة وتكتشف الاستعدادات العسكرية قبل حدوثها. بات التنبؤ بالضربات أو التنقلات العسكرية قائمًا على خوارزميات تستشف النوايا من البيانات، لا على تقارير العملاء وحدها. في هذا السياق، يبدو أن الحروب الحديثة تُخاض في مزيج معقد من المعلومة والآلة، حيث يتداخل القرار البشري مع توصية الخوارزمية في لحظة حرجة قد تحدد مصير أمة. أما على صعيد الجبهة الإعلامية، فإن الذكاء الاصطناعي أضاف بعدًا مرعبًا للحرب النفسية، حيث أصبحت تقنيات مثل «التزييف العميق» (Deepfake) سلاحًا يزرع الشك والذعر، ويُستخدم لتلفيق خطابات أو صور لقادة عسكريين بهدف تشويه السمعة أو بث البلبلة. التلاعب بالمحتوى أصبح يتم بسرعة ودقة مرعبتين، ما يجعل الجمهور عاجزًا عن التمييز بين الحقيقة والخداع. في هذا السياق، لا يمكن تجاهل أن الذكاء الاصطناعي بات سلاح تضليل لا يقل فتكًا عن الطائرات المقاتلة أو الصواريخ الذكية، خاصة عندما يُستخدم لزعزعة الثقة أو تفتيت التماسك الشعبي. في ظل هذا المشهد المعقد، يبدو أن توازن القوى لم يعد يُقاس فقط بعدد الرؤوس النووية، بل بمدى تطور البنية التكنولوجية للدولة. إسرائيل تواصل تصدّر السباق في تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي العسكرية، من أنظمة الدفاع الجوي إلى قدرات التجسس الإلكتروني، في حين تسعى إيران إلى سدّ هذه الفجوة بتكثيف استثماراتها في البحوث التقنية وتوطين المعرفة الرقمية. السؤال الذي يُطرح بإلحاح هو: هل يمكن أن يتحول الذكاء الاصطناعي إلى أداة ردع استراتيجية توازي فعالية السلاح النووي؟ وإذا كانت الحروب القادمة تُحسم في ميادين البيانات والرموز، فهل ستشهد البشرية حربًا لا دمار فيها بالمعنى التقليدي، لكنها أكثر فتكًا بفضل القدرة غير المرئية على التعطيل والتلاعب والسيطرة؟

الحرب ما بعد الإنسان: قراءة في سباق التسلّح الذكي بين إيران وإسرائيل
الحرب ما بعد الإنسان: قراءة في سباق التسلّح الذكي بين إيران وإسرائيل

الدستور

time١٨-٠٦-٢٠٢٥

  • علوم
  • الدستور

الحرب ما بعد الإنسان: قراءة في سباق التسلّح الذكي بين إيران وإسرائيل

في قلب التوتر المتصاعد بين إيران وإسرائيل، برز الذكاء الاصطناعي كعنصر محوري يعيد تشكيل مشهد الحرب التقليدية ويؤسس لمرحلة جديدة من الصراع لا تُدار بالبندقية وحدها، بل بالحوسبة الفائقة والخوارزميات الذكية. لقد غيّر الذكاء الاصطناعي معادلة المعركة، حيث لم تعد الحروب تعتمد فقط على الأعداد والعتاد، بل باتت تُخطط وتُدار من غرف محكمة خلف شاشات تحليل البيانات والتعلّم الآلي، حيث تُتخذ القرارات العسكرية بناءً على توقعات رقمية لا هوى فيها، وتُحدد الأهداف من خلال تقاطع معقد للمعلومات الاستخباراتية والبيانات الآنية.أحد أبرز مظاهر هذا التحول يتمثل في الطائرات المسيّرة والروبوتات القتالية التي باتت تؤدي أدوارًا ميدانية حساسة في المواجهة بين الطرفين. إيران كثّفت استخدامها للمسيّرات في عمليات الاستطلاع والضربات الدقيقة، بينما تعتمد إسرائيل على أنظمة قتالية مستقلة عالية الذكاء قادرة على اتخاذ قرارات هجومية دون تدخل بشري مباشر. هذه الأنظمة تثير جدلًا أخلاقيًا وقانونيًا حول مدى إمكانية منح «الحق في القتل» لآلة، لكنها أيضًا تُظهر إلى أي مدى بات الذكاء الاصطناعي قادرًا على قلب موازين الحرب دون أن تُطلق رصاصة واحدة من جندي ميداني.في موازاة ذلك، تتسع رقعة الحرب لتشمل الفضاء السيبراني، حيث لا تُسمع أصوات الانفجارات لكن آثارها لا تقل دمارًا. الذكاء الاصطناعي يُستخدم في تنفيذ هجمات دقيقة تستهدف شبكات الكهرباء، والمياه، والمنشآت النووية. هجوم «Stuxnet» الذي استهدف البرنامج النووي الإيراني كان مجرد نموذج أولي لحروب خفية تُشنّ بالرموز البرمجية، وتمثل فيه الخوارزميات أدوات اختراق وتدمير ذات كفاءة فائقة. في هذا النوع من الصراع، لا حاجة لطائرات أو صواريخ، بل يكفي خرق رقمي مدعوم بتقنيات تعلم الآلة لشلّ دولة كاملة.ولا يقل خطورة عن ذلك الدور الذي يلعبه الذكاء الاصطناعي في منظومات الاستخبارات الحديثة، حيث تُحلل صور الأقمار الصناعية وتُفكك الاتصالات المعترضة بواسطة نماذج حسابية تتعلم أنماط الحركة وتكتشف الاستعدادات العسكرية قبل حدوثها. بات التنبؤ بالضربات أو التنقلات العسكرية قائمًا على خوارزميات تستشف النوايا من البيانات، لا على تقارير العملاء وحدها. في هذا السياق، يبدو أن الحروب الحديثة تُخاض في مزيج معقد من المعلومة والآلة، حيث يتداخل القرار البشري مع توصية الخوارزمية في لحظة حرجة قد تحدد مصير أمة.أما على صعيد الجبهة الإعلامية، فإن الذكاء الاصطناعي أضاف بعدًا مرعبًا للحرب النفسية، حيث أصبحت تقنيات مثل «التزييف العميق» (Deepfake) سلاحًا يزرع الشك والذعر، ويُستخدم لتلفيق خطابات أو صور لقادة عسكريين بهدف تشويه السمعة أو بث البلبلة. التلاعب بالمحتوى أصبح يتم بسرعة ودقة مرعبتين، ما يجعل الجمهور عاجزًا عن التمييز بين الحقيقة والخداع. في هذا السياق، لا يمكن تجاهل أن الذكاء الاصطناعي بات سلاح تضليل لا يقل فتكًا عن الطائرات المقاتلة أو الصواريخ الذكية، خاصة عندما يُستخدم لزعزعة الثقة أو تفتيت التماسك الشعبي.في ظل هذا المشهد المعقد، يبدو أن توازن القوى لم يعد يُقاس فقط بعدد الرؤوس النووية، بل بمدى تطور البنية التكنولوجية للدولة. إسرائيل تواصل تصدّر السباق في تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي العسكرية، من أنظمة الدفاع الجوي إلى قدرات التجسس الإلكتروني، في حين تسعى إيران إلى سدّ هذه الفجوة بتكثيف استثماراتها في البحوث التقنية وتوطين المعرفة الرقمية. السؤال الذي يُطرح بإلحاح هو: هل يمكن أن يتحول الذكاء الاصطناعي إلى أداة ردع استراتيجية توازي فعالية السلاح النووي؟ وإذا كانت الحروب القادمة تُحسم في ميادين البيانات والرموز، فهل ستشهد البشرية حربًا لا دمار فيها بالمعنى التقليدي، لكنها أكثر فتكًا بفضل القدرة غير المرئية على التعطيل والتلاعب والسيطرة؟

إيران والاختراق الأمني: كيف حوّل "الموساد" طهران إلى ملعب استخبارتي؟
إيران والاختراق الأمني: كيف حوّل "الموساد" طهران إلى ملعب استخبارتي؟

يورو نيوز

time١٨-٠٦-٢٠٢٥

  • سياسة
  • يورو نيوز

إيران والاختراق الأمني: كيف حوّل "الموساد" طهران إلى ملعب استخبارتي؟

في ظل حالة من الهلع الأمني الشامل الذي أصاب المؤسسة الحاكمة، نفذت إيران أمس حكم الإعدام بحق مواطنٍ أُدين بالتجسس لصالح جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد"، في خطوة تأتي ضمن حملة اعتقالات واسعة طالت عدداً من المشتبه بهم خلال الأيام الماضية، وسط تصاعد غير مسبوق في حالة القلق داخل الأجهزة الأمنية الإيرانية، نتيجة الاختراقات الاستخبارية المتكررة التي نُسبت إلى الموساد، والتي أدّت إلى تنفيذ ضربات دقيقة استهدفت منشآت نووية وكبار المسؤولين العسكريين الإيرانيين. وقد أظهرت التقارير الواردة من داخل إيران أن هذه الحملة لم تقتصر فقط على الاعتقالات والمحاكمات، بل امتدت إلى دعوات رسمية للجمهور العام بإبلاغ السلطات عن أي شخص يثير الشكوك، بما في ذلك من يرتدي قبعات أو نظارات شمسية حتى ليلاً، أو من يتلقى طروداً متكررة عبر خدمات الشحن، أو من يلتقط صوراً حول المناطق العسكرية والصناعية، وهو مؤشر واضح على مستوى الذعر الذي تعيشه الدولة العميقة في إيران. وتؤكد المصادر أن جهاز الموساد الإسرائيلي نجح على مدى أكثر من عقد في بناء شبكة استخبارية داخل إيران تتسم بالعمق والفعالية، حيث تمكنت من العمل في ظروف أمنية مشددة، مستفيدة من ثغرات داخلية في البنية الأمنية الإيرانية، وتغلغلت في قلب المؤسسات النووية والعسكرية والاستخبارية. ومن أبرز العمليات التي كشفت عن قوة هذا التغلغل هو الهجوم الأخير على المنشآت النووية الإيرانية، والذي تم تنفيذه بمساعدة عملاء للموساد داخل البلاد، كما كان واضحاً أيضاً من خلال عملية اغتيال العالم النووي محسن فخري زاده عام 2020، التي تم تنفيذها بواسطة نظام إطلاق نار آلي متحكم به عن بُعد ومربوط بالأقمار الصناعية، من دون أن يكون هناك أي وجود مباشر لأي عنصر من الموساد في موقع الحدث. وفي عام 2021، تم تعطيل أجهزة الطرد المركزي المتقدمة في منشأة نطنز النووية، بعد أن قام الموساد بزرع متفجرات مسبقاً وتفجيرها عن بُعد، في خطوة أخرى أظهرت مدى تقدم التكنولوجيا التي يستخدمها الجهاز الاستخباري الإسرائيلي. لكن الموساد لم يعتمد فقط على العملاء داخل إيران، بل استخدم أيضاً شبكة إقليمية ودولية توفر له الدعم اللوجستي والمعطيات الاستخبارية. وتشير التقارير إلى أن الموساد يتعاون بشكل وثيق مع ميليشيات كردية في شمال العراق، ومع مجموعات البلوش المتمردة على الحدود مع باكستان، حيث تستخدم طرق التهريب لإدخال مواد لوجستية ونقل معلومات حساسة. كما يُعتقد أن الإمارات العربية المتحدة وأذربيجان توفران مراكز انطلاق وبنية تحتية لبعض عمليات الموساد، في حين تلعب شبكات المعارضة الإيرانية في الخارج دوراً محورياً في تجنيد العملاء وجمع المعلومات الاستخبارية. وعلى المستوى الاستراتيجي، ركزت إسرائيل على ثلاث ركائز أساسية: على الصعيد البشري، تم تجنيد أفراد من الأقليات العرقية مثل الأكراد والبلوش، الذين يشعرون بالتهميش داخل النظام الإيراني، كما تمكن الموساد من اختراق أجهزة الاستخبارات الإيرانية نفسها، وقوات الحرس الثوري، من خلال تجنيد مخبرين داخليين. أما على الصعيد التكنولوجي، فقد استخدم الموساد الطائرات المُسيّرة، والذكاء الاصطناعي، والروبوتات، والهجمات السيبرانية مثل فيروس Stuxnet، الذي عطّل برنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني، مما مكّن إسرائيل من تحقيق أهدافها دون الحاجة إلى وجود بشري دائم داخل إيران. وأخيراً، فإن أحد أهم أسلحة الموساد هو الحرب النفسية، حيث أدت الاختراقات المستمرة إلى خلق حالة من الهوس والشك العام داخل أعلى مستويات الحكم، ما أدّى إلى توترات داخل الحرس الثوري، فضلاً عن زيادة القمع الداخلي واعتقالات تعسفية وتشديد الرقابة على المواطنين. ولم تقتصر تأثيرات الموساد على الجانب المادي فقط، بل امتدت لتضرب البنية النفسية للدولة الإيرانية. وقد كشفت وسائل الإعلام الرسمية عن إصدار تعليمات رسمية للمواطنين حول كيفية اكتشاف "المتعاونين مع العدو"، بما في ذلك مراقبة الأفراد الذين يقودون سيارات "بيك أب" أو يحملون حقائب كبيرة، أو يتحركون بسرية حول المنشآت الحساسة. وفي الوقت نفسه، تم تكثيف عمليات المراقبة الليلية في المناطق الحيوية بمشاركة قوات الباسيج، الجناح شبه العسكري للحرس الثوري الإيراني، في مؤشر واضح على الخوف المتزايد من تحرك العملاء الإسرائيليين بحرية داخل العمق الإيراني. خلال خطاب مصور يوم الاثنين، دعا رئيس شرطة إيران أحمد رضا رادان من وصفهم بـ"الخونة" إلى تسليم أنفسهم، مشيراً إلى أن من أدرك أنه "تم استغلاله من قبل العدو" يمكن أن يحظى بمعاملة أكثر ليناً وحتى "تكريم"، بينما سيتم "إعطاؤهم درساً قاسياً" إذا تم القبض عليهم. أما على الصعيد التنظيمي، فإن التأثير كان أعمق مما يبدو. فقد خضع الحرس الثوري الإيراني لتطهيرات واسعة وإعادة هيكلة، تسببت في بعض الحالات في إضعاف تماسكه الداخلي أكثر مما فعلته أي تهديد خارجي. وتقول تقارير إن هيبة أجهزة الاستخبارات والاستخبارات المضادة الإيرانية قد تراجعت، نتيجة عدم قدرتها على الكشف عن عملاء الموساد أو منع عملياتهم. وبدأت حالة من الانقسام والاتهامات الداخلية تضرب أجهزة الأمن، في وقت تسعى فيه إيران لرسم استراتيجية جديدة لمجابهة ما وصفه مسؤولوها بـ"الحرب الاستخبارية المفتوحة".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store