أحدث الأخبار مع #زهران_ممداني


الشرق السعودية
منذ 7 ساعات
- سياسة
- الشرق السعودية
هل ينجح زهران ممداني في رسم مسار جديد للحزب الديمقراطي انطلاقاً من نيويورك؟
أثار فوز السياسي الأميركي زهران ممداني في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي لمنصب عمدة نيويورك جدلاً واسعاً في الولايات المتحدة، وانتشرت أصداء هذا الجدل في مختلف أنحاء البلاد. ووصف الرئيس الأميركي دونالد ترمب، عبر منصته "تروث سوشيال"، ممداني بأنه "شيوعي مهووس"، بينما دعا نادي الشباب الجمهوري في نيويورك الحكومة الفيدرالية إلى سحب جنسيته، التي حصل عليها عام 2018، وترحيله من البلاد. وحتى داخل الحزب الديمقراطي، جاءت ردود الفعل منقسمة إزاء فوز ممداني، إذ عبّر بعض الأعضاء عن دعمهم له، في حين أعرب آخرون عن قلقهم، واصفين إياه، كما وصفه ترمب، بـ"المتطرف". ويأتي فوز ممداني، في وقت يواجه فيه الحزب الديمقراطي انقسامات داخلية حادة واستقالات شخصيات نقابية بارزة، بينما يكافح لمواجهة الضغوط السياسية والاقتصادية المتزايدة. ويتزامن صعود ممداني مع تنامي نشاط الحركات الشبابية والتقدمية، مثل حركة "القادة الذين نستحقهم"، التي باتت تلعب دوراً محورياً في دعم المرشحين التقدميين على المستويين المحلي والوطني. ويثير هذا التوجه قلقاً متزايداً داخل المؤسسة الحزبية الديمقراطية، التي تخشى فقدان قبضتها على المشهد السياسي. تحوّل في الحزب الديمقراطي برز اسم ممداني (33 عاماً) كصوتٍ جديد يطالب ببرنامج اشتراكي جريء يركّز على أزمة المعيشة والإيجارات، وإنشاء متاجر بقالة تابعة للبلدية، وتوفير حافلات مجانية، وزيادة الضرائب على الأثرياء في مدينة نيويورك. وجاء فوز ممداني مفاجئاً للأوساط السياسية، ليس فقط لأنه خاض حملة انتخابية استمرت 8 أشهر في مواجهة رمز حزبي تقليدي ينتمي إلى عائلة سياسية عريقة، وهو أندرو كومو، الحاكم السابق للمدينة ونجل الحاكم الأسبق ماريو كومو، بل لأن نتائج الانتخابات خالفت أيضاً توقعات استطلاعات الرأي. وقال المحامي الحقوقي والمرشح السابق في مجلس النواب عن الحزب الديمقراطي روبرت باتيلو، لـ"الشرق"، إن فوز ممداني "لا يمثّل انتصاراً فردياً، بل إشارة إلى تحوّل أوسع في الحزب الديمقراطي، خاصة في المدن الكبرى"، مشيراً إلى أنه "مع ميل الحزب الجمهوري إلى أقصى اليمين بقيادة ترمب، فإن الحزب الديمقراطي يضطر هو الآخر إلى تبنّي مواقف يسارية جريئة، تُرضي قاعدة تصوّت اليوم من منطلق الحاجة لا التردد". وشكّك باتيلو في منهجية استطلاعات الرأي، قائلاً إنها "لا تزال عالقة في أساليب ومنهجيات الثمانينيات والتسعينيات، وهي التي فشلت مراراً في توقع نتائج الانتخابات الأخيرة، من فوز ترمب إلى خسارة كامالا هاريس (نائبة الرئيس السابق جو بايدن)". وفي الوقت نفسه، نبّه باتيلو إلى أن "الكثير من مؤيدي ممداني، خصوصاً من الشباب الجامعيين البيض وذوي الأصول المتنوعة، فضّلوا عدم التصريح بتوجهاتهم في الاستطلاعات، خشية التهميش أو التشكيك، لكنهم عبّروا عن أنفسهم بقوة عند صناديق الاقتراع". وأضاف: "هؤلاء الناخبون لا يكتفون اليوم بتعديلات طفيفة في السياسات، بل يطالبون بقفزات حقيقية وتغيير حاد في بنية النظام السياسي، بعدما سئموا من اعتدال باهت يتم تقديمه تحت شعارات وسطية للتكيف مع سياسات ترمب". "خطاب جريء وحملة ناجحة" وانقسمت الآراء الديمقراطية حول برنامج ممداني الانتخابي، إذ أيده المحامي الديمقراطي ألين أوور، قائلاً لـ"الشرق" إن فوزه يمثل "جرس إنذار" داخل الحزب، مشيراً إلى أنه "قاد حملة تعبّر عن التغيير الجذري، بشخصية شابة، وخطاب تقدمي جريء، وبرنامج يتحدى الخطاب السائد حول الإسكان والضرائب، ويطرح سياسات تخدم الطبقة العاملة وليس فقط المصالح التقليدية". وفي المقابل، انتقد مات بينيت، نائب رئيس مجموعة "الطريق الثالث" اليسارية الوسطية بالحزب الديمقراطي، برنامج ممداني، قائلاً في تصريحات لـ"الشرق"، إنه "لم يفز لأنه تبنى برنامجاً يسارياً متطرفاً، بل لأنه استغل فرصة سياسية سانحة وأدار حملة انتخابية ذكية"، محذراً من أنه "إذا ركز الحزب الديمقراطي على أسلوب ممداني القريب من الناس دون تبني سياساته اليسارية المثيرة للجدل، فقد يستفيد، لكن تعميم هذا النهج اليساري قد يضر بالحزب في المناطق المعتدلة خارج نيويورك". وتابع بينيت قائلاً إن أهمية فوز ممداني في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي "لا تكمن في برنامجه السياسي، بل في الطريقة التي أدار بها حملته". وأضاف: "ممداني شاب يتمتع بالكاريزما، ركّز على القضايا الاقتصادية التي تهم الناخبين، ونجح في إيصال رسالته بفعالية"، معتبراً هذا الأسلوب "نقطة قوة"، لكن مضمون البرنامج نفسه، الذي يتبنى مواقف اشتراكية ديمقراطية، يعتبر "إشكالياً للحزب على المدى الطويل". ويعتقد بينيت أن السياق الانتخابي له "دور حاسم" في هذا الانتصار، موضحاً أن الانتخابات جرت في مدينة نيويورك، وهي من أكثر المدن ليبرالية في الولايات المتحدة، وخلال شهر يونيو الذي تزامن مع درجات حرارة مرتفعة قللت من إقبال الناخبين. وأرجع بينيت الفضل، جزئياً، في فوز ممداني إلى منافسه أندرو كومو، قائلاً إنه "كان محمّلًا بإرث سياسي مثقل بالفضائح، ما جعله مرشحاً ضعيفاً في مواجهة شخصية تقدم نفسها بوصفها البديل النقي والجريء". واستقال كومو من منصبه عام 2021، بسبب اتهامات بـ"التحرش الجنسي". انتقادات ديمقراطية وأقر كومو بالهزيمة مع إعلان نتائج 93% من الدوائر الانتخابية، وحصول ممداني على 44% من الأصوات. وقال كومو: "لقد استحقها، لقد فاز". وولِد ممداني ونشأ في عاصمة أوغندا كامبالا، وفي سن السابعة انتقل إلى مدينة نيويورك، رفقة أبيه محمود ممداني، أستاذ العلوم السياسية في جامعة كولومبيا، ووالدته مخرجة الأفلام الكارتونية ميرا ناير. وكان ممداني، الشاب المسلم من أصل هندي، يعبر عن آرائه السياسية بشكل رئيسي من خلال منشورات طويلة على فيسبوك. وفي جامعته بودوين، التي نال فيها درجة البكالوريوس في الدراسات الإفريقية، شارك ممداني في تأسيس أول فرع لـ"طلاب من أجل العدالة في فلسطين"، وتعرض مؤخراً لانتقادات بسبب آرائه بشأن إسرائيل، ووصفه ما يحدث في غزة بـ"الإبادة الجماعية". ووجهت له اتهامات بـ"معاداة السامية"، وهو ما يرفضه. وعمل ممداني مستشاراً إسكانياً متخصصاً في منع حجز المساكن، وساعد السكان من ذوي الدخل المحدود من غير البيض في كوينز على مقاومة الإخلاء والبقاء في منازلهم، وهو ما يفسر اهتمام برنامجه الانتخابي لمنصب "العمدة" بتجميد إيجارات المساكن. وفي عام 2020، فاز ممداني في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، وأصبح عضواً في الجمعية التشريعية لولاية نيويورك عن الدائرة 36 في منطقة أستوريا، ليكون ثالث مسلم يتولى هذا المنصب. وخلال عضويته في جمعية ولاية نيويورك أضرب ممداني عن الطعام مع سائقي سيارات الأجرة، لتخفيف نحو 450 مليون دولار من الديون، كما نجح في إطلاق مشروع تجريبي لحافلات مجانية، ووعد عند فوزه بمنصب "العمدة" بإلغاء أجور الحافلات في المدينة. وتراجع ممداني عن بعض مواقفه القديمة، مثل دعوته لقطع تمويل الشرطة، وقال في المناظرة التمهيدية الأخيرة إنه لا يخطط لذلك، ولكنه أكد عزمه إعادة النظر في المهام المُكلفة لها. وواجه ممداني انتقادات حادة من معسكره الديمقراطي في ولايته نيويورك، بسبب برنامجه الاشتراكي، وقوله إنه "سيفرض ضريبة دخل بنسبة 2% على سكان نيويورك الذين يكسبون أكثر من مليون دولار سنوياً". ووصفت لورا جيلين، عضوة الكونجرس والممثلة عن جزء من لونج آيلاند، ممداني بأنه "متطرف للغاية"، وقالت في منشور على منصة "إكس" إن حملته الانتخابية بأكملها "بُنيت على وعود لا يمكن تحقيقها وزيادة الضرائب، هو آخر ما تحتاجه نيويورك". أما النائب توم سوزي، عن لونج آيلاند، أيد كوومو خلال الانتخابات التمهيدية، وبعد فوز ممداني قال إنه "لا يزال لديه مخاوف جدية بشأن ممداني". وبينيت، الذي شغل منصب نائب مساعد الرئيس للشؤون الحكومية في البيت الأبيض خلال عهد بيل كلينتون، قال إن نقطة ضعف ممداني تكمن في "أفكاره اليسارية السيئة جداً". ولفت بينيت إلى ما قاله ممداني سابقاً عن الشرطة، والتي يوصفها بـ"العنصرية"، وأنه "يجب تقليص تمويلها"، مشيراً إلى أن هذا "يثير القلق، وإذا أصبح فعلاً عمدة، قد يكون رد فعل الشرطة سلبياً، وقد ترتفع معدلات الجريمة، ما قد يؤدي إلى مشاكل حقيقية". وأضاف بينيت أن "خطة ممداني للإنفاق العام، والتي تعتمد على رفع الضرائب على الأثرياء والشركات، تحتاج إلى موافقة المسؤولين في ألباني"، حيث تُتخذ القرارات الكبرى على مستوى الولاية، مضيفاً أنه "إذا رفض هؤلاء القادة خطته، فإن هذا قد يضع ممداني في مأزق حقيقي كعمدة، لأن الكثير من وعوده الانتخابية ستصبح صعبة التنفيذ". والمأزق الذي تحدث عنه بينيت أشارت إليه صحف أميركية، عند مقارنة ممداني في محاولته أن يصبح أصغر عمدة في عمر الـ33 عاماً، بـ"العمدة الصبي" جون بوروي ميتشل، الذي انتخب في سن الـ34 عاماً عمدة لنيويورك في عام 1914. وكان ميتشيل جمهورياً إصلاحياً، يملك طموحاً يشبه طموح ممداني، إذ ركز على مكافحة الفساد، وخاصة داخل الشرطة وإدارة المدينة، لكن بعد 3 سنوات سُحق أمام جون فرانسيس هايلان، الذي دعمته منظمة "تاماني هول" السياسية الديمقراطية. ولم يستبعد بينيت أن يلقى ممداني مصير ميتشيل، قائلاً إن "الناخبين ومستشاري المدينة وغيرهم لن يدعموا أفكاره المتطرفة". لكن المحامي الديمقراطي أوور، يرى أن ممداني يرسم مساره الخاص ببرنامج يركّز على الفئات المهمّشة، ومهمته الآن تنفيذ وعوده، قائلاً: "قد يكون لديك أكثر أجندة طموحة في العالم، لكن يجب أن تمتلك القدرة السياسية على دفعها قدماً، لذا سيكون هذا أول اختبار حقيقي لقدراته السياسية على إقرارها". لغة الانترنت ولم يكن صعود ممداني مضموناً على الإطلاق، لكن بمساعدة عشرات الآلاف من المتطوعين غير مدفوعي الأجر، نجح في حشد الناخبين الشباب لتحقيق فوز مفاجئ في المدينة الأكثر اكتظاظاً بالسكان في الولايات المتحدة. ويجيد ممداني لغة الانترنت، وينشط باستمرار على وسائل التواصل الاجتماعي، حتى أنه التقى بزوجته، رسامة الرسوم المتحركة السورية راما دوجي، عبر تطبيق مواعدة. وفي حملته الانتخابية اعتمد على العديد من المؤثرين على الانترنت الذين ربطوا حملته بالثقافة الشبابية في نيويورك. واستعان ممداني بشخصيات معروفة في عالم الموسيقى والموضة والبودكاست، ما جعل حملته أكثر جذباً وتأثيراً بين الناخبين الشباب. وقال باتيلو إن ظهوره في الفعاليات الفنية وعلى برامج التواصل الاجتماعي، ساعده في إيصال أفكاره بطريقة مبسطة ومسلية، خصوصاً ما يتعلق بتجميد الإيجارات والنقل المجاني. وفي بودكاست Subway takes الذي يجريه كريم رحمة، في مترو الأنفاق في نيويورك، قال ممداني إنه اعتمد على تبرعات الأشخاص العاديين وحصل على أكثر من 8 ملايين دولار من تبرعات فردية من 20 ألف شخص عادي، وهو نفس المبلغ الذي حصل عليه منافسه أندرو كومو من المليونير مايكل بلومبرج. وإلى جانب دعم الأفراد، حصل ممداني أيضاً على دعم ديفيد هوج، نائب اللجنة الوطنية الديمقراطية، الذي ترك منصبه مؤخراً، بعد تصاعد خلاف مع الديمقراطيين بسبب إعلانه تخصيص 20 مليون دولار من أموال الحزب لدعم المرشحين الشباب في الكونجرس مقابل المسنين. ودعمت مجموعته "القادة الذين نستحقهم" عضو مجلس ولاية نيويورك، إذ ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن المجموعة تبرعت أيضاً بمبلغ 300 ألف دولار للجنة عمل سياسية تابعة لحزب "العائلات العاملة"، والتي تضع ممداني في المرتبة الأولى على قائمة المرشحين الذين حصلوا على دعمها. وقال باتيلو، إن نقطة ضعف ممداني ستكون في قدرته على جمع الأموال للترشح ضد طبقة المليونيرات والمليارديرات، وطبقة المانحين. وأضاف أن كومو، الذي أعلن أنه سيترشح، كمستقل في الانتخابات العامة نوفمبر القادم، "بسبب اسمه، ومزاياه التنظيمية، وماله، لا يزال بإمكانه الفوز حتى في هذا السباق". لكن باتيلو يرى أن فوز ممداني في الانتخابات التمهيدية، يرسل إشارة بأن الحزب الديمقراطي قد يفتح أبوابه للقيادات الشابة أخيراً، قائلاً إن "العديد من الأسماء البارزة في القيادة الديمقراطية يرحلون أو يصابون بالوهن، وغير قادرين على الاستمرار في مناصبهم، وبالتالي، ولأنهم تركوا فراغاً في السلطة، فإنك ترى أصواتاً شابة تتاح لها الفرصة للصعود". وأضاف باتيلو أن الجيل القادم من القادة، يبدو أنهم متطورون على وسائل التواصل الاجتماعي، ويفهمون الرسائل، ولديهم الطاقة اللازمة لطرح أجندتهم. يتفق بانيت مع باتيلو في أن الحزب الديمقراطي يحتاج قيادات شابة، قائلاً إن "فوز شاب على رجل أكبر سناً يوحي دائماً بأن الناخبين يبحثون عن الشباب والحيوية". وأضاف بينيت أن فوز ممداني يوحي بأنه يجب البحث عن مرشحين يشبهونه، قادرين على التواصل مع وسائل الإعلام الجديدة بالطريقة التي استخدمها بفعالية كبيرة، ولكنه اعتبر أن "الأمر لا يتعلق بأيديولوجيته، بل بعمره وأسلوبه فقط". موقف الجناح الوسطي في الحزب الديمقراطي بعد أسابيع من تصاعد الزخم حول حملة زهران ممداني، أعلن السيناتور بيرني ساندرز والنائبة التقدمية ألكساندرا أوكاسيو كورتيز تأييدهم له، لكن الجناح الوسطي في الحزب هاجمه بشده. وقبل شهر من نهاية الانتخابات التمهيدية لسباق عمدة مدينة نيويورك، دعت المرشحة جيسيكا راموس، عضوة مجلس الشيوخ عن كوينز، الناخبين إلى منح صوتهم لمنافسها أندرو كومو. وبررت ذلك بأنها "لا تملك فرصاً حقيقية للفوز بسبب ضعف أدائها في استطلاعات الرأي وصعوبة جمع الأموال"، ورأت أن كومو "هو الأقدر على مواجهة سياسات ترمب". وشكّل موقف راموس صدمة للكثيرين، خصوصاً أنها كانت سابقاً تدعو إلى استقالة كومو بسبب اتهامات بـ"التحرش". وراموس نفسها رغم عدم تجاوزها الـ40 عاماً، سخرت خلال مناظرة تمهيدية للحزب الديمقراطي، من ممداني، قائلة: "أنا نادمة على عدم ترشحي لمنصب عمدة نيويورك في 2021.. كنت أعتقد أنني بحاجة إلى المزيد من الخبرة، لكن اتضح أن الأمر يتطلب فقط إنتاج فيديوهات جيّدة". وجاء رأي راموس مشابهاً لردود فعل الجناح الأكثر براجماتية في الحزب، والذي اعتبر فوز ممداني "انتكاسة خطيرة" للحزب، حيث حذّر الديمقراطي لورانس سامرز، وزير الخزانة السابق في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما، من تأثير هذا الفوز على "مستقبل الحزب والبلاد". واعتبر باتيلو أن هذا نمط متكرر داخل الحزب، يتمثل في احتواء أو إقصاء السياسيين التقدميين الصاعدين، وقد يواجه ممداني المصير نفسه إذا لم يتمكن من إثبات جدارته. وقال باتيلو إن "الحزب الديمقراطي يعاني من انقسام داخلي، فهو يجمع بين فئات تقدمية شابة مثل الأميركيين من أصل إفريقي، والمهاجرين، وداعمي حقوق الأقليات، وبين فئات أكثر تقليدية من مناطق الوسط الزراعي مثل المزارعين"، موضحاً أن هذا التنوع يؤدي إلى توتر دائم حول توجهات الحزب، وغالباً ما يتم تهميش الأصوات التقدمية رغم صعودها. "فرصة للجمهوريين" في الوقت نفسه، يرى الجمهوريون أن فوز ممداني في نيويورك فرصة لتعزيز حضورهم السياسي في دوائر تنافسية، باستخدام برنامجه التقدمي لتصوير الحزب الديمقراطي على أنه "متطرف"، وهذا أكثر ما يخيف بينيت، موضحاً أن "هناك خطر حقيقي من أن يستغل الجمهوريون آراء ممداني، وآراء الاشتراكيين كسلاح ضد الديمقراطيين الآخرين". وأكد بينيت أنهم قد بدأوا بالفعل في ذلك، قائلاً: "نرى الآن رسائل لجمع التبرعات وتصريحات تصدر عن الجمهوريين تحاول ربط ممداني بالديمقراطيين في مناطق أخرى من ولاية نيويورك ومن أنحاء البلاد"، مضيفاً: "أعتقد أن هذا يشكل مشكلة حقيقية". ودخل ترمب على الخط وهاجم ممداني بشدة لفوزه في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، ووصفه بـ"الشيوعي المهووس"، وقال إن "مظهره فظيع، صوته مزعج، وليس ذكياً بما يكفي"، معتبراً أن صعوده يمثل "لحظة فارقة في تاريخ البلاد". كما دعا "نادي الشباب الجمهوري" في نيويورك الحكومة الفيدرالية إلى تجريد ممداني من جنسيته وترحيله. ووصف أوور هذه الدعوة بأنها "غير ديمقراطية وغير إنسانية"، قائلاً إن "الحديث عن سحب الجنسية بسبب الاختلافات السياسية أمر غير لائق"، و"سيمتد إلى كل شخص في مدينة نيويورك، بمن فيهم العديد من هؤلاء الجمهوريين الشباب الذين ربما ليسوا أميركيين بالولادة، أو ربما يكون آباؤهم مهاجرين". أما باتيلو، فقد اعتبر أن الأمل في تغيير طريقة تفكير الحزب الديمقراطي، الذي يهتم بالأساس بالفوز، هو قدرة ممداني على تحقيق نتائج ملموسة مثل تحسين مستوى المعيشة، خفض الجريمة، وتقديم خدمات حقيقية للناس. وقال: "حينها سيصبح نموذجاً يُحتذى به، وقد يدفع الحزب لإعادة النظر في مواقفه من السياسيين التقدميين، فالساحة السياسية في أميركا، تميل دائماً إلى تقليد النماذج الناجحة، وبالتالي فإن أفضل وسيلة ليكسب ممداني ثقة الحزب والدعم المستمر هي أن ينجح في مهمته كعمدة ويكسب الناس على أرض الواقع".


الشرق السعودية
منذ 12 ساعات
- سياسة
- الشرق السعودية
تصاعد معاداة المسلمين في أميركا مع بروز اسم زهران ممداني
قال مدافعون عن حقوق الإنسان في الولايات المتحدة، الجمعة، إن المنشورات الإلكترونية المعادية للمسلمين زادت بشدة بعد فوز المرشح لمنصب رئيس بلدية مدينة نيويورك زهران ممداني، في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي هذا الأسبوع. وشملت المنشورات تهديدات بالقتل، فيما ربطت أخرى بين ترشيحه وهجمات 11 سبتمبر 2001 التي شهدتها نيويورك. وكشفت "كير أكشن"، وهي الذراع المدافعة عن الحقوق في مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية والتي ترصد مثل هذه الهجمات، عن تسجيل ما لا يقل عن 127 بلاغاً عن منشورات تنطوي على كراهية وعنف تتعلق بممداني أو حملته، في اليوم التالي لإغلاق صناديق الاقتراع. وذكر مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية، في بيان، أن هذا يمثل زيادة خمسة أمثال عن المعدل اليومي لمثل هذه البلاغات التي رُصدت في وقت سابق من هذا الشهر. وبشكل عام، رصدت المنظمة نحو 6200 منشور على الإنترنت تتضمن شكلاً من أشكال الإساءة أو العداء للإسلام في اليوم نفسه. وأعلن ممداني فوزه بالانتخابات التمهيدية، الثلاثاء، بعد أن أقر حاكم نيويورك السابق آندرو كومو بالهزيمة. وممداني مشرّع عن الولاية يبلغ من العمر 33 عاماً، ويصف نفسه بأنه اشتراكي ديمقراطي. وُلد ممداني في أوغندا لأبوين هنديين، وسيكون أول رئيس بلدية مسلم وأميركي هندي للمدينة، إذا فاز في الانتخابات العامة المقررة في نوفمبر. ارتفاع المنشورات المعادية للمسلمين وقال باسم القرا، المدير التنفيذي لـ"كير أكشن": "ندعو المسؤولين الحكوميين من الحزبين، بما في ذلك أولئك الذين يروج حلفاؤهم لهذه الممارسات المشوهة، إلى التنديد بالرهاب من الإسلام بشكل قاطع". وذكرت "كير أكشن" أن نظامها لرصد الكراهية يتضمن جمعاً وتحليلاً خاصاً للمنشورات ورسائل الجمهور الإلكترونية، وإشعارات جهات إنفاذ القانون. وأضافت أن نحو 62% من المنشورات المعادية للمسلمين ضد ممداني صدرت على منصة "إكس" للتواصل الاجتماعي. وقال المدافعون عن حقوق الإنسان، إن أشخاصاً مقربين من الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بمن فيهم أحد أبنائه، من بين من يرددون الخطاب المعادي للمسلمين. فقد كتب دونالد ترمب جونيور، نجل الرئيس، على منصة "إكس" الأربعاء، أن "مدينة نيويورك قد سقطت"، بينما شارك منشوراً يربط بين الانتخابات وأحداث 11 سبتمبر. ونشرت النائبة الجمهورية مارجوري تايلور جرين، الأربعاء، أيضاً صورة صممها الذكاء الاصطناعي لتمثال الحرية وهو يرتدي النقاب. واتبع ترمب سياسات داخلية يصفها المدافعون عن حقوق الإنسان بأنها "معادية للمسلمين"، تضمنت حظر السفر من بعض الدول ذات الأغلبية المسلمة أو العربية في ولايته الأولى، ومحاولة ترحيل طلاب معارضين للحرب الإسرائيلية على غزة، في ولايته الحالية. ونفى البيت الأبيض الاتهامات بالتمييز ضد المسلمين. ويقول ترمب وحلفاؤه إنهم يعارضون ممداني وغيره بسبب ما يسمونه فكر "اليسار الراديكالي" للديمقراطيين. شرطة نيويورك تحقق في تهديدات ذكرت إدارة شرطة مدينة نيويورك هذا الشهر أن وحدة جرائم الكراهية التابعة لها تحقق في "تهديدات معادية للمسلمين تلقاها ممداني". وقالت مانجوشا كولكارني، من منظمة "أوقفوا كراهية الأميركيين من أصل آسيوي وسكان جرز المحيط الهادئ"، التي توثق الكراهية ضد الأميركيين الآسيويين، ومجلس العلاقات الإسلامية الأميركية، إن الحملات ضد ممداني تشبه تلك التي تعرض لها ساسة مسلمون ومن جنوب آسيا، ومنهم نائبة الرئيس السابقة كامالا هاريس، والنائبتان إلهان عمر ورشيدة طليب. وصف جمهوريون ممداني بأنه معاد للسامية، مشيرين إلى مناصرته للقضية الفلسطينية وانتقاده للهجوم العسكري الإسرائيلي على غزة، بعد هجوم شنه مسلحون من حركة حماس في أكتوبر 2023. واستنكر ممداني معاداة السامية، ويحظى بدعم من اليهودي براد لاندر، المراقب المالي لمدينة نيويورك. وكان لاندر قد ترشح أيضاً في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي. وقال ممداني وجماعات مؤيدة للفلسطينيين، وبعضها يهودي، إن هناك خلط خاطئ بين انتقاد إسرائيل ومعاداة السامية.


مباشر
منذ 13 ساعات
- سياسة
- مباشر
موجة منشورات معادية للمسلمين بعد فوز ممداني بالانتخابات التمهيدية لنيويورك
مباشر- قال مدافعون عن حقوق الإنسان اليوم الجمعة إن المنشورات الإلكترونية المعادية للمسلمين والتي تستهدف المرشح لمنصب رئيس بلدية مدينة نيويورك زهران ممداني قد ارتفعت بشكل كبير منذ فوزه في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي هذا الأسبوع. وشملت التعليقات تهديدات بالقتل وتعليقات تشبه ترشيحه بهجمات 11 سبتمبر أيلول 2001. وقالت "كير أكشن"، وهي الذراع المدافعة عن الحقوق لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية الأمريكية والتي ترصد مثل هذه الأمور، إنه كان هناك ما لا يقل عن 127 بلاغا عن منشورات تنطوي على كراهية وعنف تتعلق بممداني أو حملته في اليوم التالي لإغلاق صناديق الاقتراع. وذكر مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية الأمريكية في بيان أن هذا يمثل زيادة بخمسة أمثال عن المعدل اليومي لمثل هذه البلاغات التي تم رصدها في وقت سابق من هذا الشهر. وبشكل عام، رصدت المنظمة حوالي 6200 منشور على الإنترنت تتضمن شكلا من أشكال الإساءة أو العداء للإسلام في اليوم نفسه. وأعلن ممداني، وهو مشرّع عن الولاية يبلغ من العمر 33 عاما ويصف نفسه بأنه اشتراكي ديمقراطي، فوزه بالانتخابات التمهيدية يوم الثلاثاء بعد أن أقر حاكم نيويورك السابق آندرو كومو بالهزيمة. وُلد ممداني في أوغندا لأبوين هنديين، وسيكون أول رئيس بلدية مسلم وأمريكي هندي للمدينة إذا فاز في الانتخابات العامة المقررة في نوفمبر تشرين الثاني. وقال باسم القرا المدير التنفيذي لكير أكشن "ندعو المسؤولين الحكوميين من الحزبين، بما في ذلك أولئك الذين يروج حلفاؤهم لهذه الممارسات المشوهة، إلى التنديد بالإسلاموفوبيا بشكل قاطع". وقال المدافعون عن حقوق الإنسان إن أشخاصا مقربين من الرئيس الجمهوري دونالد ترامب، بما في ذلك أحد أبنائه، من بين من يرددون الخطاب المعادي للمسلمين. فقد كتب دونالد ترامب الابن، نجل الرئيس، على موقع إكس يوم الأربعاء أن "مدينة نيويورك قد سقطت" بينما شارك منشورا جاء فيه أن سكان نيويورك "صوتوا لصالح" أحداث 11 سبتمبر أيلول. ويتبع الرئيس ترامب سياسات داخلية يصفها المدافعون عن حقوق الإنسان بأنها معادية للمسلمين، تتضمن حظر السفر من بعض الدول ذات الأغلبية المسلمة أو العربية في ولايته الأولى ومحاولة ترحيل طلاب مناصرين للفلسطينيين في ولايته الحالية. ولم يرد البيت الأبيض على طلب للتعليق، لكنه عادة ما ينفي اتهامات التمييز ضد المسلمين. ويقول ترامب وحلفاؤه إنهم يعارضون ممداني وغيره بسبب ما يسمونه أيديولوجية "اليسار الراديكالي" للديمقراطيين.


الجزيرة
منذ 16 ساعات
- سياسة
- الجزيرة
في ظل الهجوم على أول مرشح مسلم لعمدة نيويورك ما تأثير والديه على أفكاره؟
نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريرين تناولت في أولهما الهجمات المحمومة من اليمين الأميركي المتطرف ضد "اليساري المسلم" زهران ممداني ، الذي فاز بترشيح الحزب الديمقراطي لخوض الانتخابات العامة المرتقبة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل لاختيار عمدة جديد لمدينة نيويورك. وتطرق التقرير الثاني إلى مدى تأثير والدي ممداني في تشكيل آرائه السياسية، وما إذا كانا يتوقعان أن يأتي يوم يصبح فيه نجلهما عمدة لأكبر مدينة في الولايات المتحدة. وذكرت الصحيفة في تقريرها الأول أن زهران ممداني -وهو أول مسلم يترشح لمنصب عمدة نيويورك عن الحزب الديمقراطي- بات هدفا للهجمات العنصرية من اليمين المتطرف، حتى قبل فوزه الأخير. وأضافت أن تلك الهجمات اشتدت بعد إعلان نتائج التصويت يوم الثلاثاء، إذ اتهمه مسؤولو الحزب الجمهوري المنتخبون والشخصيات الإعلامية اليمينية بالترويج للشريعة الإسلامية ودعم "الإرهاب" وتشكيل تهديد لسلامة سكان نيويورك، خاصة اليهود منهم. وأوردت الصحيفة أن ستيفن ميلر، مهندس سياسات الهجرة في إدارة الرئيس دونالد ترامب ، وصف فوز ممداني الكاسح بأنه "أوضح تحذير حتى الآن لما يحدث للمجتمع عندما يفشل في السيطرة على الهجرة". وذهب أندي أوغليز، العضو الجمهوري في مجلس النواب عن ولاية تينيسي، إلى أبعد من ذلك متهما ممداني (33 عاما) بدعم "الإرهابيين"، وطلب من المدعية العامة للولايات المتحدة بام بوندي تجريده من جنسيته وترحيله. وتضمنت الهجمات على ممداني -الذي سيصبح في حال انتخابه، أول عمدة مسلم لمدينة نيويورك- عبارات معادية للإسلام والمهاجرين. ويعتقد البعض أن هذه الاتهامات ترديد لنظرية "الأخ الأكبر" التآمرية التي ظل ترامب يروج لها لسنوات قبل انتخابه رئيسا، عندما ادعى زورا -حسب نيويورك تايمز- أن الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما مسلم ومولود في كينيا. وتقول الصحيفة إن أوباما مسيحي وُلد في هاواي، بينما ممداني مسلم مولود في أوغندا لأبوين هنديين، وترى أن الانتقادات اللاذعة الموجهة إلى ممداني تهدف إلى تصويره كشخصية غامضة وخطيرة لا تشبه المرشح نفسه. دعم محلي وطبقا للتقرير، فإن ممداني فاز في الأحياء التي تضم عددا أكبر من السكان ذوي الدخل المرتفع والمتوسط، ومثلهم من خريجي الجامعات، ومن السكان البيض والآسيويين وذوي الأصول الإسبانية. ونقلت الصحيفة عن براندون مانسيلا، المدير الإقليمي لنقابة عمال السيارات المتحدة، القول إنهم في النقابة أيدوا زهران "لأننا كنا نعلم أنه يستطيع التحدث إلى سكان نيويورك العاديين"، واصفا الهجمات ضده بأنها "حقيرة ومخيبة للآمال، لكنها متوقعة في ظل المناخ السياسي السائد في هذا البلد الآن". ومن جانبه، أعرب عابد أيوب، المدير التنفيذي الوطني للجنة الأميركية العربية لمناهضة التمييز، عن اعتقاده بأن "الذعر العنصري" إزاء نجاح ممداني يشير إلى التهديد الذي يشكّله على المؤسسة من كلا الجانبين. وفي تحليلها للبيانات التي جمعتها، خلصت نيويورك تايمز إلى أن العوامل التي ساعدت ممداني على استمالة الناخبين المتنوعين جغرافيا وديموغرافيا إلى جانبه، تمثلت في سياساته اليسارية وأسلوبه المتفائل، بالإضافة إلى توق الناخبين إلى التغيير بعد أن سئموا من منافسه الرئيسي أندرو كومو حاكم نيويورك السابق. خلفية والديه وفي تقرير ثانٍ، قالت الصحيفة إن ترشح زهران ممداني لخوض الانتخابات التمهيدية كان مفاجئا لوالديه مثلما باغت المؤسسة السياسية في البلاد. وأضافت أن والديه اللذين اعتادا على الأضواء -حيث تعمل أمه مخرجة سينمائية مرشحة لنيل جائزة الأوسكار، وأبوه استاذا في جامعة كولومبيا – لم يكن أي منهما يتوقع أن يكون قريبا لهذه الدرجة من أروقة السلطة. وحسب الصحيفة، ينسب زهران الفضل لوالديه في توفير "تربية متميزة" له تضمنت نقاشات مستمرة حول السياسة والشؤون العالمية. لكن في هذه اللحظة التي تشهد خلافات سياسية حادة حول الصراع في الشرق الأوسط، فإن آراء والديه الناقدة لإسرائيل وعمل والده الأكاديمي المختص بالاستعمار الاستيطاني وحقوق الإنسان قد يجعلهما هدفا لهجمات اليمين. ونقلت عن محمود ممداني (79 عاما)، والد زهران وأستاذ الشؤون الدولية والأنثروبولوجيا الشهير، وصفه للإسرائيليين في بعض كتاباته، بالصهاينة الظالمين، وألقى العام الماضي محاضرات في مخيمات الاعتصام التي نصبها الطلاب في حرم جامعة كولومبيا احتجاجا على الحرب على غزة، منتقدا تعامل الجامعة مع التظاهرات. وانتقد ابنه أيضا إسرائيل ومعاملتها للفلسطينيين، وهو ما أثار اتهامات بمعاداة السامية التي يرفضها بشدة. صدى العائلة ورغم ذلك، ينفى الوالدان أي تأثير لهما على أفكار ابنهما السياسية، فقد أكدا أن زهران -وهو اشتراكي ديمقراطي- أن زهران لم يلجأ إليهما طلبا للمشورة السياسية. لكن الصحيفة تتوقع أن يجد الوالدان نفسيهما منجذبين الآن إلى حملته الانتخابية. وفي مقابلة أُجريت معه، اختلف محمود ممداني والسيدة ناير حول مدى تأثير عملهما على رؤية ابنهما للعالم. فقد وصف الوالد ابنه بأنه "شخص مستقل بذاته، وأن ما نفعله تجاهه الآن كوالدين هو جزء من البيئة التي نشأ فيها، ولا يسعه إلا أن يتفاعل معها. وهذا لا يعني أن أي شيء يعود إلينا". لكن والدته ميرا ناير (67 عاما) لا تتفق مع زوجها في رأيه إذ تقول "بالطبع، إن العالم الذي نعيش فيه وما نكتبه ونصوره ونفكر فيه هو العالم الذي استوعبه زهران كثيرا". تجدر الإشارة إلى أن ممداني سيواجه في الانتخابات العامة المزمع إجراؤها في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الجاري عددا من المرشحين، أبرزهم الجمهوري كورتيس سليوا، والمستقل جيم والدن، إضافة إلى العمدة الحالي إيريك آدامز، في حين لا يستبعد بعضهم عودة أندرو كومو مستقلا، وهو ما قد يؤدي إلى انقسام أصوات الديمقراطيين وتقليص فرص ممداني، حسب مراسل الجزيرة نت في واشنطن محمد المنشاوي.


الشرق السعودية
منذ 18 ساعات
- سياسة
- الشرق السعودية
عمدة نيويورك إريك آدامز يطلق حملة إعادة انتخابه لمواجهة زهران ممداني
أطلق عمدة نيويورك إريك آدامز، الخميس، رسمياً حملته المستقلة لإعادة انتخابه، محاولاً إقناع الناخبين المتشككين بمنحه فترة ثانية، وذلك بعد اتهامه في قضية فساد، وقراره الانسحاب من الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، ليترشح كمستقل. وعلى درج مبنى بلدية المدينة، استعرض آدامز إنجازاته السياسية، بينما وجه سهام نقده إلى المرشح الديمقراطي زهران ممداني، واصفاً إياه بأنه شاب ليبرالي "ولد وفي فمه ملعقة من فضة"، بلا إنجازات سياسية حقيقية أو سياسات قابلة للتطبيق، بحسب "أسوشيتد برس". وقال آدامز: "هذه الانتخابات ستكون خياراً بين مرشح يرتدي الياقة الزرقاء ومرشح وُلد بملعقة فضية"، مضيفاً: "خيار بين أظافر متسخة وأخرى مصقولة". يأتي ذلك بعد يومين فقط من إعلان ممداني، التقدمي (33 عاماً)، فوزاً صادماً في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي على الحاكم السابق أندرو كومو، الذي كان يُنظر إليه على أنه الأوفر حظاً رغم فضيحة التحرش الجنسي التي أطاحت به قبل أربع سنوات من مقر الحاكم في ألباني. صعود ممداني وممداني، الذي ينتمي إلى التيار الاشتراكي الديمقراطي ويخدم في ولايته الثالثة في الجمعية التشريعية لولاية نيويورك، كان شبه مجهول قبل أشهر فقط، لكنه صعد بسرعة صاروخية إلى صدارة المشهد السياسي، بفضل حملة حيوية اشتهرت بمقاطع الفيديو المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي، وركزت بشكل مباشر على أزمة تكاليف المعيشة المرتفعة في المدينة. ورغم شعبيته المتزايدة، يواجه ممداني انتقادات بسبب مواقفه السابقة تجاه الشرطة، وسجله التشريعي المحدود، ووعوده الانتخابية الطموحة. ورأى آدامز، رغم ما يحمله من أعباء سياسية وقانونية، أن مواجهة ممداني في الانتخابات العامة فرصة جيدة له، إذ يعتبره منافساً تقدمياً "يفتقر إلى الخبرة الكافية"، ما قد يمنحه فرصة لاستقطاب أصوات المعتدلين. وقال آدامز لمؤيديه ساخراً: "أنا لا أهتم بسياسة تويتر، أنا مهتم بأن تُجمع القمامة"، مضيفاً: "لست مهتماً بالشعارات، أنا مهتم بالحلول". وكان آدامز، المسجل كديمقراطي، قد انسحب من الانتخابات التمهيدية في أبريل الماضي، ليخوض السباق كمرشح مستقل، وذلك بعد أن أسقط قاضٍ فيدرالي قضية الفساد المرفوعة ضده بناء على طلب وزارة العدل في إدارة الرئيس دونالد ترمب. وأكد آدامز حينها أن القضية القانونية أبعدته عن الحملة الانتخابية مؤقتاً، ولم يبدأ فعلياً حملته إلا الآن. ومع ظهور نتائج الانتخابات التمهيدية الثلاثاء، والتي أظهرت تقدم ممداني بفارق كبير، كتب آدامز على منصاته في وسائل التواصل: "معركة مستقبل نيويورك تبدأ الليلة"، مؤكداً عزمه مواصلة السباق. منافسة مع ممداني يشار إلى أن آدامز (64 عاماً)، ضابط شرطة متقاعد، شغل لاحقاً منصب عضو في مجلس شيوخ الولاية ورئيس بلدية بروكلين، ويقدم نفسه على أنه صوت الطبقة العاملة والمدافع عن الأمن العام، ويدعو إلى ما يسميه "روح نيويورك" أو "السواجر"، التي ساعدت ابن عاملة تنظيف على أن يصبح ثاني عمدة أسود للمدينة الأكبر في الولايات المتحدة. أما ممداني، فهو ابن لمخرجة سينمائية حائزة على جوائز، وأستاذ في علم الأنثروبولوجيا بجامعة كولومبيا، ودرس في كلية ليبرالية خاصة، وعمل سابقاً مستشاراً لمساعدة الناس على تجنب حبس الرهن العقاري، كما كان له نشاط جانبي في مجال موسيقى الراب قبل انتخابه لأول مرة في الجمعية التشريعية عام 2020. وفي بيان أصدره، الخميس، قال ممداني: "أهل نيويورك اختنقوا بأزمة تكاليف المعيشة، وهذا العمدة استغل تقريباً كل فرصة لتفاقمها، بينما يعقد تحالفاً مع دونالد ترمب لتدمير مدينتنا". ورغم أن المرشحين الديمقراطيين يتمتعون عادة بأفضلية قوية في مدينة يصوت فيها نحو ثلثي الناخبين للحزب الديمقراطي، إلا أن نيويورك سبق وأن انتخبت عمدة مستقلاً آخر مرة في 2009، عندما فاز مايكل بلومبرغ بولاية ثالثة بعد أن ترك الحزب الجمهوري. ويبقى التحدي الأكبر أمام آدامز هو ما إذا كان سيتمكن من التغلب على تراجع شعبيته لدى الناخبين. فعلى الرغم من حشد مؤيديه، لم يسلم من الاحتجاجات أثناء فعاليات إطلاق حملته، حيث قاطعه متظاهرون من متنزه قريب وهم يهتفون ضده. بل وصل الأمر إلى أن أحد المحتجين اقترب منه وهو على المنصة ووصفه بـ"المجرم" قبل أن يتم إخراجه بالقوة، ليتبعه آخر بعد دقائق بنفس التصرف. ورغم ذلك، لا تزال هناك فرصة لآدامز لكسب دعم أنصار كومو من المعتدلين والدوائر الاقتصادية الذين يشعرون بالقلق إزاء توجهات ممداني التقدمية. وشهدت فعالية إطلاق الحملة حضور عدد من الزعماء الدينيين وبعض المسؤولين السابقين الذين أعلنوا دعمهم لآدامز. أما كومو نفسه، فلا يزال يدرس إمكانية خوض الانتخابات كمرشح مستقل، مما قد يضيف مزيداً من التعقيد إلى المشهد الانتخابي المقبل.