logo
هكذا سيهيمن الذكاء الاصطناعي على المهن بحلول 2027

هكذا سيهيمن الذكاء الاصطناعي على المهن بحلول 2027

الجزيرة٢٣-٠٦-٢٠٢٥
شبه مارك أندريسن عالم الحاسوب الأميركي الذكاء الاصطناعي مجازا بحجر الفلاسفة القادر على تحويل الأشياء البسيطة (مثل الرمل/السيليكون) إلى قوة هائلة لإنتاج القيمة والمعرفة، مستوحيا ذلك من الأساطير القديمة التي كانت تروج بأن حجر الفلاسفة (Philosopher's Stone) قادر على تحويل المعادن الرخيصة إلى ذهب.
جاء ذلك في "بيان المتفائل بالتقنية" (Techno‑Optimist Manifesto) الذي نشره عام 2023.
وفي 3 أبريل/نيسان 2025 أصدر 5 باحثين في مجال الذكاء الاصطناعي (أحدهم بريطاني والباقي أميركيون) دراسة تنبؤية بعنوان "الذكاء الاصطناعي عام 2027" تضمنت جدولا زمنيا مفصلا للعامين المقبلين يُظهر بوضوح الخطوات التي ستتخذها البشرية لإنتاج ذكاء اصطناعي خارق يتفوق على الذكاء البشري في جوانب عدة بحلول أواخر عام 2027، وذلك عبر شركة تخيلية أطلقوا عليها اسم "أوبن-برين"، وذلك تجنبا لتسمية شركة واحدة قائمة حاليا.
وفيما يلي الأدلة التي ساقتها الدراسة على تفوق الذكاء الاصطناعي على البشر عام 2027:
ستصبح الإصدارة الرابعة من الوكيل الذكي متوفرة عام 2027، وسوف تعمل بأداء يفوق البشر بنحو 50 ضعفا من حيث سرعة التعلم والتنفيذ.
سيتمكن الوكيل الذكي من إنتاج 300 ألف نسخة من ذاته تعمل معا في الوقت نفسه، حيث تتبادل المعرفة والخبرة بشكل لحظي، وتنفذ المهام المختلفة بطريقة موزعة ومنسقة كأنها شبكة عصبية واحدة كبيرة أو عقل جماعي.
سيحقق الذكاء الاصطناعي عام 2027 تقدما معرفيا وتقنيا في يوم واحد يعادل ما يمكن أن ينجزه فريق من البشر أو حتى مجتمع تقني من الخبراء خلال أسبوع كامل.
سوف يظهر الذكاء الاصطناعي سلوكا شبه مستقل، ويتصرف بطريقة توحي بأنه يفهم أهدافه ويتحايل لتحقيقها، وسوف يتفوق على أفضل المبرمجين والباحثين في حل المشكلات وكتابة الكود وتحليل البيانات المعقدة.
سيكون قادرا على القيام بمحاولات تضليل للبشر، وهو مؤشر على وعي سياقي متقدم.
وأشارت الدراسة إلى أن تفوق الذكاء الاصطناعي على البشر قد لا يشمل جميع أبعاد الذكاء البشري مثل المشاعر والوعي الذاتي والأخلاق أو الحكمة، مما يمثل خطرا محتملا بأن يخرج عن السيطرة إذا لم تتم مراقبته وضبطه.
ليست هذه هي الدراسة الوحيدة التي توقعت ولادة الذكاء الاصطناعي العام (إيه جي آي) قريبا، إذ تنبأت ورقة بحثية حديثة من 145 صفحة أصدرتها شركة "ديب مايند" التابعة ل غوغل أن يضاهي الذكاء الاصطناعي العام المهارات البشرية بحلول عام 2030، وحذرت من التهديدات الوجودية التي قد يحملها، والتي يمكن أن تدمر البشرية بشكل دائم.
وجاءت توقعات داريو أمودي الرئيس التنفيذي لشركة أنثروبيك أكثر تفاؤلا، إذ قال حديثا "ما رأيته داخل شركة أنثروبيك وخارجها على مدار الأشهر القليلة الماضية دفعني إلى الاعتقاد بأننا على المسار الصحيح نحو أنظمة الذكاء الاصطناعي على المستوى البشري، والتي تتفوق على البشر في كل مهمة في غضون عامين إلى 3 أعوام".
أما إريك شميدت الرئيس التنفيذي السابق لغوغل فيرى أن الذكاء الاصطناعي سيصل إلى مستوى ذكاء أذكى فنان خلال 3 إلى 5 سنوات، وأن العالم على بعد 3 إلى 5 سنوات من الذكاء الاصطناعي العام الذي سيكون مساويا، إن لم يكن أفضل من أي مفكر أو مبدع بشري اليوم.
وتساءل "ماذا سيحدث عندما يمتلك كل فرد منا في جيبه ما يعادل أذكى إنسان يعمل على إيجاد حلول لجميع أنواع المشاكل التي تواجهه؟".
من جهته، كتب سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة أوبن إيه آي الشهر الماضي "بدأت الأنظمة التي تشير إلى الذكاء الاصطناعي العام بالظهور، ويبدو النمو الاقتصادي المرتقب مذهلا، ويمكننا الآن أن نتخيل عالما نعالج فيه جميع الأمراض ونطلق العنان لإبداعنا بالكامل".
أما راي كورزويل -وهو أشهر المفكرين المستقبليين، والذي وصفه بيل غيتس بأنه أفضل شخص أعرفه في التنبؤ بمستقبل التكنولوجيا- فيرى أننا نعيش أروع سنوات في تاريخ البشرية، نحن على أعتاب لحظة حاسمة، حيث يوشك الذكاء الاصطناعي على تغيير حياتنا إلى الأبد.
ويتوقع كورزويل أن يصل الذكاء الاصطناعي إلى مستوى ذكاء البشر بحلول عام 2029 ثم يتفوق عليه، ويصبح الحل الوحيد أمام الإنسان هو دمج الذكاء الاصطناعي بذاته، خاصة مع اقتراب وصوله إلى لحظة التفرد المتوقعة في أربعينيات هذا القرن، والتي ستشهد بروز الذكاء الاصطناعي الخارق الذي يتفوق على ذكاء الإنسان بمليارات المرات.
ولا يدعم بعض المفكرين هذه التوقعات، ففي قمة الويب العالمية التي عُقدت في فانكوفر بين 27 و30 مايو/أيار 2025 ناقش نحو 15 ألف متخصص مستقبل الذكاء الاصطناعي التوليدي.
وعلى الرغم من أن معظم المشاركين كانوا على قناعة بأن البشرية تقترب من الوصول إلى ذكاء اصطناعي عام قد يضاهي بل وربما يتفوق على القدرات البشرية فإن الباحث والكاتب الأميركي غاري ماركوس عبّر عن رأي مغاير، مشككا في قدرة نماذج اللغات الكبيرة (إل إل إم إس) -التي يراها معيبة في جوهرها- على الوفاء بالوعود الطموحة التي يروج لها وادي السيليكون.
وماركوس ليس الوحيد الذي يشكك في إمكانية تجاوز الذكاء الاصطناعي القدرات البشرية، ففي مقابلة مع صحيفة غارديان أجريت قبل عامين تقريبا مع جارون لانيير عالم الحاسوب والمؤلف الأميركي انتقد لانيير الاعتقاد الشائع بأن الذكاء الاصطناعي يمكن أن "يتجاوز" الذكاء البشري، فهو يرى أن الذكاء الاصطناعي ليس كائنا مستقلا بذاته، بل هو نتيجة لما برمجه البشر.
ويتحدث آدم بيكر عالم الفلك والفيلسوف المتخصص بالعلوم في كتابه الجديد الذي صدر في أبريل/نيسان 2025 بعنوان "المزيد من كل شيء إلى الأبد" عن "أيديولوجية الخلاص التكنولوجي" التي يروج لها عمالقة التكنولوجيا في سيليكون فالي، والتي تلعب 3 سمات دورا محوريا فيها، هي: 1- التكنولوجيا قادرة على حل أي مشكلة، 2- حتمية النمو التكنولوجي الدائم، 3- الهوس بقدرة الإنسان على تجاوز حدوده الفيزيائية والبيولوجية.
ويحذر بيكر من أن عمالقة التكنولوجيا يستخدمون هذه الأيديولوجية لتوجيه البشرية نحو مسار خطير، ويقول "إن المصداقية التي يمنحها مليارديرات التكنولوجيا لهذه الرؤى المستقبلية التي ترتكز على الخيال العلمي تحديدا تبرر سعيهم إلى تصوير نمو أعمالهم كضرورة أخلاقية، ولاختزال مشاكل العالم المعقدة في مسائل تكنولوجية بسيطة، ولتبرير أي إجراء قد يرغبون في اتخاذه تقريبا".
أما أنتوني أجوير المؤسس المشارك والمدير التنفيذي لمعهد مستقبل الحياة المتخصص في سلامة الذكاء الاصطناعي فعلى الرغم من أنه يتوقع ظهور الذكاء الاصطناعي العام بين العامين 2027 و2030 فإنه يعتقد أن ذلك قد يسبب اضطرابات اجتماعية وسياسية لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشرية، فقد يُحسّن نفسه بسرعة ويتجاوز القدرات البشرية بشكل كبير، خاصة أن هذه الأنظمة بطبيعتها غير قابلة للتنبؤ، ونحن أقرب بكثير إلى بنائها من فهم كيفية التحكم فيها، إن كان ذلك ممكنا أصلا.
ووفقا لورقة بحثية نشرتها شركة آبل خلال يونيو/حزيران الجاري، فإن القدرات المنطقية الاستدلالية لأهم تقنيات الذكاء الاصطناعي مثل "أو 3" من "أوبن إيه آي"، و"آر 1" من "ديب سيك" تنهار عند مواجهة مشكلات متزايدة التعقيد، مما يشير إلى اننا لا نزال بعيدين عن الذكاء الاصطناعي العام.
توجد 3 سيناريوهات للتوقعات المستقبلية للذكاء الاصطناعي: الأول يرى استحالة بلوغ الذكاء الاصطناعي مستوى الذكاء البشري، والثاني يتوقع بلوغ الذكاء الاصطناعي مستوى الذكاء البشري قريبا، ويرى أن ذلك سيؤدي إلى رخاء البشرية، والثالث يتوقع أيضا بلوغ الذكاء الاصطناعي مستوى الذكاء البشري قريبا، لكنه يرى أن ذلك يمثل خطرا شديدا على البشرية، والسؤال: أي التوقعات الرائجة حاليا أقرب إلى التحقق؟
في عام 1962 نشر آرثر تشارلز كلارك كاتب الخيال العلمي البريطاني مقالة بعنوان "مخاطر التنبؤ العلمي.. حين يفشل الخيال"، وذلك ضمن كتابه المعنون "ملامح المستقبل" عرض كلارك في هذا الكتاب قوانينه الثلاثة في التنبؤ العلمي، وهي:
القانون الأول: عندما يصرح عالم بارز مخضرم بإمكانية حدوث أمر ما فهو محق على الأرجح، أما عندما يصرح باستحالة حدوث أمر ما فمن المرجح جدا أن يكون مخطئا.
الطريقة الوحيدة لاكتشاف حدود الممكن هي أن نتجاوز تلك الحدود قليلا نحو المستحيل.
القانون الثالث (الأشهر): أي تكنولوجيا متقدمة بما فيه الكفاية، ولا يمكن تمييزها عن السحر.
ولا تزال هذه القوانين تُستخدم حتى اليوم في مناقشات عديدة حول الفيزياء النظرية ومستقبل الإنسان والتكنولوجيا، خاصة الذكاء الاصطناعي.
ووفقا لهذه القوانين، يرجح وصول الذكاء الاصطناعي إلى مستوى الذكاء البشري قريبا، وربما يتفوق عليه، لكن هذه القوانين لا تفيدنا فيما إذا كان ذلك سيؤدي إلى رخاء أم فناء البشرية.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

سباق مواهب الذكاء الاصطناعي يشتعل.. إسرائيل في المقدمة وغياب العرب
سباق مواهب الذكاء الاصطناعي يشتعل.. إسرائيل في المقدمة وغياب العرب

الجزيرة

timeمنذ 10 ساعات

  • الجزيرة

سباق مواهب الذكاء الاصطناعي يشتعل.. إسرائيل في المقدمة وغياب العرب

سلطت دورية مؤسسة "برايس ووتر هاوس كوبرز" (PwC) المهتمة بسوق العمل العالمي وتحليلاته الضوء على النمو في وظائف الذكاء الاصطناعي بالاستناد إلى البيانات الواردة إليها من الشركات أعضاء المؤسسة وتحليل أكثر من مليار وظيفة من 6 دول. وأشارت الدورية إلى أن المؤسسات والشركات التي استطاعت تسخير الذكاء الاصطناعي لخدمتها حققت نموا في الأرباح وصل إلى 3 أضعاف الشركات التي لم تستطع تسخير التقنية، كما أن العاملين في هذه الشركات حصلوا على زيادة في رواتبهم وصلت إلى الضعف مقارنة مع الشركات الأخرى. وتأتي هذه الدورية على خلفية سباق مستعر بين كبرى الشركات التقنية لجذب مواهب الذكاء الاصطناعي الفريدة وضمها لصفوفها، ومع ازدياد الطلب على مهارات الذكاء الاصطناعي وندرتها، ارتفعت رواتب ومكافآت هذه المواهب الفريدة إلى ملايين الدولارات مع حصول بعضهم على أسهم في الشركات التي يعملون بها. ورغم أن تقنيات الذكاء الاصطناعي ظهرت للعامة وبدأ الاهتمام بها منذ عام 2022، إلا أن هذا السباق وصل إلى ذروته هذا العام، فلماذا هذا الاهتمام بمواهب الذكاء الاصطناعي؟ ومن الدول التي تتربع على عرش السباق؟ المهارات الإسرائيلية هي الأعلى طلبا نشر موقع "سي إن بي سي" (CNBC) تقريرا عن مواهب الذكاء الاصطناعي بالاستناد إلى تقرير عام 2024 من " مايكروسوفت" و"لينكد إن" عن توزيع مهارات الذكاء الاصطناعي جغرافيًا والدول التي كان لها نصيب الأسد من هذه المهارات. يذكر أن تقرير "مايكروسوفت" اعتمد على استطلاع لآراء 31 ألف شخص من 31 دولة حول العالم إلى جانب إحصاءات "لينكد إن" لهذه الوظائف ودورها من خلال حسابات المستخدمين في المنصة، ليخرج في النهاية بمعيار يدعى "تركيز مواهب الذكاء الاصطناعي"، وهذا التركيز يعرض نسبة خبراء الذكاء الاصطناعي في كل بلد مقارنة بإجمالي القوة العاملة في البلد. وجاءت نتائج "تركيز مواهب الذكاء الاصطناعي" على النحو التالي: إسرائيل مع نسبة 1.98% سنغافورة 1.64% لوكسمبورغ 1.44% إستونيا 1.17% سويسرا 1.16% فنلندا 1.13 % أيرلندا 1.11% ألمانيا 1.09% هولندا 1.07% كوريا الجنوبية 1.06% ويلاحظ من خلال التقرير غياب الصين عن الترتيب، ويعود السبب في ذلك إلى حظر منصة "لينكد إن" مما يعني عدم قدرتها على قياس معدل وجود مهارات الذكاء الاصطناعي في البلاد، كما يلاحظ أيضا غياب الدول العربية بشكل عام. ويعني غياب الدول العربية عن هذا الترتيب أن مهارات الذكاء الاصطناعي في المنطقة لم تبلغ حدًّا يتيح ظهورها ضمن قائمة الدول العشر الأوائل، وهو لا يعني انعدامها، بل محدوديتها مقارنةً بغيرها. وأشار تشوا باي ينغ، كبير الاقتصاديين لمنطقة آسيا والمحيط الهادي في "لينكد إن" إلى أن معظم الدول التي تظهر في الترتيب هي من الدول ذات التعداد السكاني المنخفض، لذلك تظهر مهارات الذكاء الاصطناعي فيها بشكل أكثر بروزا، ويعني هذا أن تلك الدول تملك مواهب ذكاء اصطناعي تتفوق على الدول الكبرى. ويبدو أن إسرائيل تهتم بقطاع الذكاء الاصطناعي بشكل يوازي اهتمامها بقطاع الأمن السيبراني، فكون 2% تقريبا من الشعب يعمل في وظائف ذكاء اصطناعي، يعني إدراكهم لأهميته ودوره الكبير في صناعة مستقبل الدول. لماذا الاهتمام الآن بمواهب الذكاء الاصطناعي؟ أدى ظهور الموجة الأولى لتقنيات الذكاء الاصطناعي لنمو وصعود العديد من الشركات إلى قائمة كبرى الشركات العالمية، ومن بينها " أوبن إيه آي" التي كان تقييمها في عام 2022 قبل الإعلان عن "شات جي بي تي" لا يتجاوز 80 مليار دولار، ومع الكشف عن التقنية، نما تقييمها ليصل الآن 300 مليار دولار، وكذلك الحال مع " إنفيديا" التي أصبحت أثرى شركة في العالم بقيمة 3.76 تريليونات دولار وفق أحدث التقارير في يونيو/حزيران 2025. لذا تحولت أنظار العديد من الشركات إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي في محاولة منها لاستغلال التقنية والاستفادة منها لتقديم نماذجها الخاصة، ورغم محاولة بعض الشركات الاعتماد على مهندسيها الداخليين مثل " ميتا"، فإن النتائج لم تكن قادرة على منافسة "شات جي بي تي" وغيره من نماذج الذكاء الاصطناعي. دفع هذا الأمر "ميتا" للبدء في موجة تعيينات شرسة وصلت قيمتها إلى عشرات الملايين من الدولارات في محاولة من مارك زوكربيرغ المدير التنفيذي لشركة "ميتا" للّحاق بالركب وبناء مشروع ذكاء اصطناعي خارق من كبار علماء التقنية، حتى وإن عنى هذا سرقتهم من الشركات الأخرى. رواتب وصلت 100 مليون دولار شهدت الأسابيع الماضية انطلاق مارك زوكربيرغ وشركته "ميتا" في موجة تعيينات لبناء فريق ذكاء اصطناعي خارق يتكون من 50 فردا على أن يكون المشاركون في هذا الفريق من خبراء الذكاء الاصطناعي لدى الشركات الأخرى، لذا احتاجت الشركة لتقديم عروض لا يمكن رفضها. ووصلت عروض الوظائف في "ميتا" إلى رواتب قد تبدو مهولة للبعض، وربما كان استحواذ الشركة على 49% من أسهم شركة "سكيل إيه آي" (Scale AI) مقابل 14.3 مليار دولار أحد أكبر نفقات زوكربيرغ للوصول إلى مواهب الذكاء الاصطناعي وتحديدا ألكساندر وانغ المدير التنفيذي للشركة. ويذكر تقرير موقع "وول ستريت جورنال" (Wall Street Jorunal) أن زوكربيرغ عرض حزما بقيمة 100 مليون دولار لبعض خبراء الذكاء الاصطناعي مع متوسط رواتب وصل إلى مليونيْ دولار، وذلك بعد أن جلس شخصيا مع أكثر من 100 خبير في الذكاء الاصطناعي، ومن المتوقع أن تستمر موجة التعيينات من "ميتا" حتى يكتمل الفريق. ومن جانبه أعلن مارك زوكربيرغ اليوم الثلاثاء رسميا عن الفريق الجديد من خبراء الذكاء الاصطناعي لترتفع أسهم الشركة إلى أعلى نقطة لها في تاريخها عند 747.90 دولارا للسهم الواحد، ويشير تقرير "سي إن بي سي" إلى أن هذا الارتفاع في الأسهم مرتبط مباشرة بإعلان زوكربيرغ عن الفريق الجديد. لم تكن "أوبن إيه آي" لتترك "ميتا" تستحوذ على مهارات الذكاء الاصطناعي الموجودة لديها، لذا أعلنت على الفور عن تعديل الرواتب والحزم التشجيعية من الشركة للمهارات الفريدة الموجودة بها، وذلك وفق ما جاء في تقرير موقع "تيك كرانش" المختص بالتقنية. لذا يتوقع بأن سباق الاستحواذ على مواهب الذكاء الاصطناعي ما زال في بدايته، وربما نرى المزيد من التنافس على هذه المواهب مع دخول المزيد من المنافسين في السباق.

كيف يساعدك الذكاء الاصطناعي في إدارة حساباتك الاجتماعية؟
كيف يساعدك الذكاء الاصطناعي في إدارة حساباتك الاجتماعية؟

الجزيرة

timeمنذ 11 ساعات

  • الجزيرة

كيف يساعدك الذكاء الاصطناعي في إدارة حساباتك الاجتماعية؟

مع تصاعد أهمية الحضور الرقمي، لم تعد إدارة حسابات التواصل الاجتماعي مجرد مهمة روتينية، بل أصبحت جزءا من إستراتيجيات النمو والتأثير للأفراد، والعلامات التجارية، والمؤسسات الإعلامية. وخلال السنوات الأخيرة، ظهرت عشرات الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، التي تساعد في تنظيم المنشورات، وتحليل سلوك الجمهور، وتوليد المحتوى تلقائيا، بل حتى الرد على المتابعين. ونستعرض في هذا الموضوع أبرز الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، التي أصبحت جزءا لا يتجزأ من إستراتيجيات العلامات التجارية، وصناع المحتوى، والصحفيين الرقميين. تحديات إدارة الحسابات الاجتماعية في ظل التعقيد المتنامي، فإن كل منصة تتطلب إستراتيجيات محتوى مختلفة، مما يشكل عبئا في توحيد الرسائل وضمان الاتساق عبر القنوات المتعددة. وتمنح الخوارزميات أولوية للمحتوى التفاعلي والمحدث باستمرار، مما يضع ضغوطا على مديري الحسابات لصناعة محتوى مبتكر وجذاب وملائم. كما أن الرد الفوري على التعليقات والرسائل والشكاوى يتطلب فريق دعم نشطا وإستراتيجية واضحة، وأي تأخير أو رد غير مناسب قد يتحول إلى أزمة سمعة. وباتت التحليلات عنصرا حاسما لتقييم الأداء واتخاذ القرارات، إذ يتطلب فهم الأرقام أدوات متقدمة وخبرة تحليلية. كما أن تغيير الخوارزميات المستمر يؤثر في مدى ظهور المنشورات وفي معدلات التفاعل، ويصعب هذا الأمر الحفاظ على الأداء دون تعديل دائم للإستراتيجية. ويلعب الذكاء الاصطناعي دورا محوريا في إدارة حسابات التواصل الاجتماعي من خلال أتمتة المهام اليومية. ويشمل ذلك: جدولة المنشورات عبر منصات متعددة. الرد الآلي على الأسئلة المتكررة. تصنيف الرسائل الواردة وتحديد الأولويات. توفير تحليلات متقدمة لأنماط التفاعل وسلوك المستخدم. التنبؤ بأفضل أوقات النشر للحصول على أقصى تفاعل. تحديد المحتوى الذي يحقق أعلى معدل تحويل أو تفاعل. كتابة منشورات مخصصة بحسب كل منصة وجمهور مستهدف. اقتراح عناوين ووسوم وصور وتوليد نصوص متعددة اللغات. قراءة آلاف التعليقات والتفاعلات وتحليلها وتصنيفها. تخصيص المحتوى والإعلانات حسب اهتمامات وتفضيلات الجمهور. تحليل حسابات المنافسين وتقديم رؤى حول نوعية المحتوى الناجح والفرص غير المستغلة. منصات لإدارة الحسابات الاجتماعية "ميلتووتر" (Meltwater) تجمع "ميلتووتر" حساباتك للتواصل الاجتماعي في منصة واحدة، مما يمنحك نظرة شاملة على جميع قنواتك ومحتواك. ويمكنك إنشاء المنشورات وجدولتها من داخل المنصة، والحصول على توصيات مدعومة بالذكاء الاصطناعي حول أفضل أوقات النشر لكل قناة. ويمكنك الحصول على بث مباشر لمحتواك لمعرفة ما يلقى صدى لدى جمهورك، ومعرفة كيفية تأثير جهودك في ظهور علامتك التجارية. ومن مزايا "ميلتووتر" الفريدة الاستماع الاجتماعي، الذي يستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل ملايين المحادثات آنيا، والتفاعل معها، والتفاعل مع مشاعر الجمهور. "أوكويا" (Ocoya) تسهل "أوكويا" عملية إنشاء منشور تواصل اجتماعي، وتتيح لك الاختيار من مكتبة من الصور أو قوالب الفيديو. وتستطيع أيضا تحديد الرائجة، وإنشاء روابط مختصرة، وجدولة المنشورات، وتقديم رؤى آنية حول أداء كل منشور. وتتمتع كل مرحلة بتحسينات مبسطة بفضل الذكاء الاصطناعي، مما يتيح وقتا إضافيا للتركيز على الإستراتيجية. "بافر" (Buffer) تعد "بافر" منصة رائدة في مجال إدارة منصات التواصل الاجتماعي، وقد تطورت الآن لتصبح أداة تواصل اجتماعي تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتبسيط عملك. وتتيح "بافر" تحميل المحتوى، والتعاون في المنشورات، وجدولة نشره، وتحليل أداء كل منشور، كما أنها تضم الآن مساعدا بالذكاء الاصطناعي لمساعدتك في توليد الأفكار وتحويلها إلى مواد بصرية جاهزة للنشر. ويستطيع مساعد "بافر" بالذكاء الاصطناعي كتابة مسودة نص بناء على أفكارك، وإنشاء منشورات مخصصة، وإنشاء نسخ متعددة للاختبارات، وحتى إعادة توظيف المحتوى في منشورات جديدة. "بريديس دوت إيه آي" ( صممت هذه المنصة خصيصا للإعلانات والمنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ تتعرف على موقعك الإلكتروني وتفاصيل عملك الأخرى من أجل إنشاء محتواك. ويمكنك تحديد تفاصيل، مثل ألوان علامتك التجارية، وحساباتك على مواقع التواصل الاجتماعي، ووسومك المميزة، وعناصر أخرى. وبمجرد إدخال بياناتك، تنشئ المنصة عددا كبيرا من مقاطع الفيديو أو المنشورات الثابتة التي تناسب طلبك، وهي جاهزة للاستخدام كما هي أو لتعديلها حسب رغبتك. وترشدك المنصة خلال العملية خطوة بخطوة، حيث تنجز معظم العمل، وتساعدك في النشر عبر حسابات التواصل الاجتماعي المختلفة. "كوشيدول" (CoSchedule) تضيف "كوشيدول" عنصر الذكاء الاصطناعي إلى تقويم المحتوى، ويتعلم مساعدها للذكاء الاصطناعي الكتابة بأسلوب علامتك التجارية لتسريع عملية إنشاء العناوين الرئيسية والتعليقات التوضيحية ومنشورات المدونات وغيرها. كما يساعدك في العصف الذهني والبحث والتحرير وتحسين المحتوى لمحركات البحث، وحتى إنشاء حملات من مصادر موثوقة. ويستطيع مساعد الذكاء الاصطناعي من "كوشيدول" إنشاء وسوم وكتابة منشورات لجميع قنواتك، ويوجد أكثر من 1600 قالب جاهز، بالإضافة إلى خيار إنشاء قوالب خاصة. ويستخدم المساعد واجهة تشبه واجهات برامج الدردشة بالذكاء الاصطناعي، مما يتيح لك تعديل نتائجك بدقة حتى تصل إلى النتيجة المثالية. "كيووو" (Quuu) تتخصص هذه المنصة في أدوات تساعدك في زيادة متابعيك عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث تستخدم الذكاء الاصطناعي لاختيار محتوى يتناسب مع جمهور علامتك التجارية وتوجهها. ويحسن الذكاء الاصطناعي تجربتك من خلال توجيهك لاختيار المحتوى المناسب، إذ يحلل جمهورك وسلوكياتهم لاختيار المحتوى الذي يحتمل أن يثير اهتمامهم. وتجدول المنصة تلقائيا المنشورات نيابة عنك لزيادة التفاعل، وتفعل كل ذلك بطريقة مصممة خصيصا لعلامتك التجارية وما يجعلها فريدة. "إكلينشر" (Eclincher) تتيح لك "إكلينشر" إنشاء المحتوى، وأتمتة عملية النشر، وتجميع صناديق الرسائل عبر منصات التواصل الاجتماعي. في حين يتيح لك محرر الذكاء الاصطناعي صياغة منشورات وصور مخصصة في ثوانٍ، مع خيارات لتشكيل أسلوب النشر، وطوله، وتفاصيل أخرى دون الحاجة إلى تدخل مباشر. وتنظم "إكلينشر" كل منشور في تقويمك، مما يمنحك رؤية واضحة لما تنشره ونقاط النقص المحتملة. كما تتضمن المنصة أيضا ميزات دعم الموظفين لمشاركة المحتوى. "سوشيال بي" (Socialbee) تقدم "سوشيال بي" أداة ذكاء اصطناعي متكاملة لوسائل التواصل الاجتماعي تسهل إدارة جميع قنواتك. وتستطيع دمج أدوات تسويق المحتوى الشائعة، مثل "كانفا" (Canva)، وإنشاء جميع منشوراتك في مكان واحد مع جدولة المنشورات، وتحليل الأداء، والتفاعل مع جمهورك. ويحلل مساعد الذكاء الاصطناعي منشوراتك وينشئ خطة محتوى في دقائق، ويأخذ في الاعتبار وقت النشر، والأسلوب، وقنوات التواصل الاجتماعي، وغيرها، ومن ثم ينشئ إستراتيجيات مخصصة لكل قناة. وتتضمن المنصة أيضا ميزة توليد الصور بالذكاء الاصطناعي لمساعدتك في تحسين منشوراتك النصية. "سبراوت سوشيال" (Sprout Social) إذا كنت بحاجة إلى جدولة المنشورات، فإن "سبراوت سوشيال" تغطي إستراتيجيتك الكاملة عبر منصات التواصل الاجتماعي. وتدمج المنصة الذكاء الاصطناعي والأتمتة في جميع ميزاتها، بدءا من إيجاد أفكار تلهم محتواك، وصولا إلى تحسين أوقات الجدولة والنشر. ويستطيع الذكاء الاصطناعي صياغة التعليقات واقتراح المحتوى لمشاركته مع جمهورك، وتتضمن المنصة تقويما مركزيا للمحتوى، حيث يمكنك تخطيط وجدولة المنشورات عبر القنوات، وعرض أوقات النشر. كما تمثل مكتبة موارد تتيح لك تخزين الصور ومقاطع الفيديو والتعليقات وغيرها لإعادة استخدامها. في الختام، أصبح استخدام أدوات إدارة الحسابات الاجتماعية بالذكاء الاصطناعي أكثر شيوعا وقبولا. وتعزز هذه الأدوات الإبداع الإنساني دون استبداله، مما يضمن وجود طريقة أفضل وأسرع للبقاء على اتصال مع جمهورك.

فيزيائيو أكسفورد يصنعون ضوءا من "الفراغ الكمومي"
فيزيائيو أكسفورد يصنعون ضوءا من "الفراغ الكمومي"

الجزيرة

timeمنذ 14 ساعات

  • الجزيرة

فيزيائيو أكسفورد يصنعون ضوءا من "الفراغ الكمومي"

في سبق علمي جديد أعلن فريق من العلماء بجامعة أوكسفورد البريطانية عن تطوير أداة محاكاة حاسوبية قادرة على تتبع تفاعلات الضوء في الفراغ الكمي لحظة بلحظة، في 3 أبعاد وبدقة عالية غير مسبوقة. وقد نُشرت هذه الدراسة في دورية "كوميونيكيشن فيزيكس" التابعة لمجموعة "نيتشر". تكشف الدراسة حقيقة "العدم" بالمعنى الفيزيائي (وليس الفلسفي)، حيث تقول زيكسين زانغ، الباحثة في قسم الفيزياء الذرية والليزر، في جامعة أكسفورد في تصريحات للجزيرة نت: "في المصطلحات اليومية، نعتقد أن العدم هو فضاء فارغ، لكن في الفيزياء الكمية، فإن 'اللا شيء' لا يكون فارغا حقا" مضيفة: "حتى في فراغ مثالي، هناك تقلبات طاقة صغيرة وسريعة تؤدي إلى ظهور جسيمات افتراضية تظهر وتختفي بسرعة كبيرة لدرجة يصعب معها رصدها مباشرة". ورغم أن هذه الظواهر الكمومية كانت دائما حاضرة في النظريات، فإن الأدوات التجريبية لرصدها ظلت محدودة. لكن الليزر فائق القوة المستخدم حاليا يمكّن من التفاعل مع هذا الفراغ الكمومي، ورصد آثاره غير المباشرة، مثل تغيير خصائص نبضة ضوئية تمر خلاله. حقيقة الفراغ تقدم الدراسة أداة محاكاة جديدة تستند إلى نموذج يصف كيف يؤثر الفراغ الكمي على الضوء. تشرح زانغ: "لقد قدمنا في دراستنا أداة محاكاة جديدة تُمكّن من تتبع كيفية تفاعل نبضات الليزر مع الفراغ الكمومي. وتُظهر نتائجنا إعادة إنتاج الظواهر المعروفة مثل الازدواجية في الفراغ (حيث يتغير الضوء بسبب الفراغ) ومزج الموجات الأربع (حيث يتم توليد ضوء جديد من تداخل ثلاث نبضات ضوئية)، مما يؤكد أن النموذج يعمل بدقة ويمكنه مساعدتنا في استكشاف فيزياء أكثر غرابة مستقبلا". في السابق، كانت النماذج التي تحاول محاكاة هذا التفاعل تعتمد على افتراضات غير دقيقة، مثل اعتبار الليزر موجة مثالية ومنتظمة، بينما الليزر الحقيقي أكثر تعقيدا. كما أن أدوات المحاكاة القديمة كانت بطيئة جدا أو لا تُظهر تفاصيل كافية. تضيف زانغ: "لذلك نلجأ إلى المحاكاة الرقمية، لكنها مكلفة حسابيا جدا، خاصة في 3 أبعاد". وهنا جاءت فكرة الأداة الجديدة: أشبه بـ"كاميرا فائقة السرعة" تلتقط ما يحدث أثناء التفاعل، وتُظهر التفاصيل بوضوح وبتكلفة حاسوبية أقل، تقول زانغ: "أدوات المحاكاة الحالية إما بطيئة جدا، أو لا تُظهر ما يحدث داخل منطقة التفاعل. أما أداتنا الجديدة فهي أشبه بكاميرا عالية السرعة تتيح مشاهدة التفاعل لحظة بلحظة، مما يمنحنا فهما أعمق بكثير". تم تطوير هذه الأداة ضمن بيئة تُسمى "أوزيريس"، وتم تعديلها بحيث تعمل بكفاءة عالية باستخدام موارد بسيطة، مما سيساعد العلماء على استكشاف ظواهر فيزيائية أكثر غرابة في المستقبل. ليس انعكاسا ولا اتحادا! من المظاهر المذهلة التي كشفتها المحاكاة هو أن الفراغ في ظل الضوء الكثيف يتصرف وكأنه وسط يتغير سلوكه تجاه الضوء، عندما تزداد شدة الضوء الداخل إليه، مما يسمح بتفاعلات ضوئية غير ممكنة عادة. تتعجب زانغ، وتوضح "ما يثير الدهشة أن ظواهر ضوئية مثل الازدواجية أو مزج الموجات الأربع، والتي تحتاج عادة إلى مواد خاصة، يمكن أن تحدث هنا في غياب تام لأي مادة. كل ما نحتاجه هو فراغ وكثافة ضوء عالية". يعني ذلك أن النبضة الضوئية الجديدة الناتجة من مزج الموجات الأربع ليست انعكاسا للنبضات الثلاث، ولا مجرد اتحاد مباشر بينها، بل هي وليدة تفاعل خاص يحدث داخل "العدم" أو الفراغ الكمي عندما تتقاطع هذه النبضات معا. هذا التحول في تصور الفراغ له آثار عملية أيضا، خصوصا في تصميم التجارب المستقبلية في مرافق الليزر العملاق، وتشرح زانغ: "أداتنا متاحة عند الطلب ويمكنها محاكاة أي إعداد لليزر تقريبا. وهذا يعني أن الباحثين في المرافق الجديدة يستطيعون اختبار أفكارهم على الحاسوب قبل تنفيذها في الواقع، ومقارنة النتائج بما ننتجه نظريا"، مشيرة إلى أن الأداة تدعم أيضا نماذج فيزيائية بديلة. كما تتيح الأداة تتبع الوقت الدقيق لوصول النبضات الضوئية إلى أجهزة الكشف، وهو أمر حاسم للتجارب التي تستخدم مجسات عالية الحساسية تعتمد على التوقيت، فمعظم النماذج السابقة لا تحدد متى ستصل الإشارة إلى الكاشف. أما الأداة الجديدة، فهي تتبع تطور النبضة لحظة بلحظة، مما يسمح بالتنبؤ الدقيق بزمن وصول الإشارة، وبالتالي تحسين فعالية التجارب، بحسب زانغ. ضوء مقولب وفي واحدة من أهم نتائج الدراسة، كشفت المحاكاة أن شكل النبضة الناتجة في تجربة مزج الموجات الأربع يتأثر مباشرة بشكل منطقة التداخل بين نبضات الليزر الداخلة. وتشرح زانغ: "الفكرة الأساسية أن الضوء الناتج يتشكل فقط في المنطقة التي تتقاطع فيها كثافات الليزر الداخلة. إذا كانت المنطقة غير منتظمة، فإن النبضة الخارجة تعكس هذا الشكل، كأنها قطعة بسكويت تأخذ شكل القالب. وقد أظهرت محاكاتنا هذا الترابط بشكل واضح". يطمح الباحثون أن تصبح أداتهم أساسا لأدوات أوسع لمحاكاة الفراغ الكمي، ليس فقط في فراغ تام بل حتى عند وجود جسيمات، مما يفتح الباب أمام محاكاة التجارب المعقدة. وهكذا، لا يعود الفراغ مجرد غياب للمادة، بل يصبح ساحة تعج بصخب صنعته فيزياء الكم ولن تكف عنه في السنوات المقبلة، كما تشهد تفاعلات ضوئية دقيقة ومعقدة يمكن الآن، بفضل هذه المحاكاة، مشاهدتها بتفاصيل غير مسبوقة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store