
من بنى الهرم الأكبر؟ اكتشاف جديد يقلب الرواية القديمة
وقال حواس: "لو كان البناؤون عبيدًا، لما دُفنوا أبدًا في ظل الهرم، ولا في مقابر مُجهّزة لحياة أبدية كما هو حال هذه المدافن."
وقد عُثر على هذه النقوش داخل غرف يصعب الوصول إليها، على ارتفاع يزيد على 45 قدمًا، ولا يمكن دخولها إلا زحفًا عبر ممرات ضيقة، ما يجعل احتمال تزويرها حديثًا شبه مستحيل. النقوش تتضمن أسماء فرق العمل ووظائف دقيقة مثل: "مشرف جانب الهرم" و"الحرفي".
إلى جانب ذلك، اكتُشفت مقابر جنوب الهرم تضم أدوات حجرية وتماثيل لعمال يرفعون الحجارة، ما يعزز نظرية أنهم كانوا حرفيين مهرة يعملون وفق نظام دقيق: تسعة أيام عمل ويوم راحة، وليس بنظام السخرة.
أدلة جديدة على طريقة البناء.. وروبوت يستعد لكشف المزيد
التحقيق الأثري لم يتوقف عند النقوش. فخلال الحفريات، اكتشف الفريق المصري ما يُعتقد أنه بقايا منحدر طيني حجري استُخدم لنقل كتل الحجر الجيري من مقلع يبعد 300 متر عن موقع الهرم. وقال د. حواس: "وجدنا أجزاءً من هذا المنحدر في الموقع المعروف بـC2، جنوب غرب الهرم، وهي تتكوّن من خليط من الأحجار والرمل والطين، وهي البقايا التي تُركت بعد تفكيك المنحدر."
وبينما يعمل الفريق بالتوازي مع الباحث الأمريكي مارك لينر على الكشف عن ما يُعرف بـ"مدينة العمال"، تم العثور على منشآت ضخمة لتجهيز الطعام، مثل مخابز ومرافق لتمليح الأسماك، وبقايا عظام حيوانات تشير إلى استهلاك ما لا يقل عن 11 بقرة و33 ماعزًا يوميًا، ما يكفي لإطعام نحو 10,000 عامل.
في سياق موازٍ، كشف حواس عن بدء أول عملية استكشاف داخل الهرم الأكبر في العصر الحديث، عبر إرسال روبوت صغير لا يتجاوز حجمه سنتيمترًا واحدًا إلى ما يُعرف بـ"الفراغ الكبير" (Big Void)، وهو مساحة ضخمة فوق "الممر الكبير" تم اكتشافها عام 2017.
ويأمل حواس في أن تساعد هذه البعثة، المقرّر انطلاقها في يناير أو فبراير 2026، في الوصول إلى معلومات حاسمة، وربما العثور على مقبرة الملك خوفو، رغم تشكيك البعض في ذلك.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرياض
منذ 14 ساعات
- الرياض
بين الثقافة والصحافةالأسرة في الشعر السعودي الحديث
بكثير من الحرقة أكتب هذا المقال. حرقة على أن مثل هذا العنوان بفخامته وأهميته وارته خزائن الكتب وانعزال التخصصات بعضها عن بعض؛ عن عائلته العلمية الممتدة، فالشعر ديوان العرب وخزانة لغتهم وخزانة (تاريخهم وعاداتهم وتقاليدهم، وشيمهم وقيمهم وعلاقاتهم الاجتماعية)، والأسرة لبنة المجتمع الأولى والأهم والأعز، واجتماعهما في بوتقة عنوان واحد ومنتج علمي واحد يضيف قيمة على قيمة، ويضيف أهمية على أهمية. عنوان المقال هو عنوان كتاب، قُدم في أصله رسالة علمية لإكمال متطلبات الحصول على درجة الدكتوراه في تخصص مرتبط باللغة والأدب والنقد وجاء في (640) صفحة من الحجم المتوسط، وهو في بنائه المنهجي وهيكلته العلمية ومحتواه الأدبي جدير أن يكون جسر متين البناء وجميل الهندسة يوصل بين تخصصين، وجدير كذلك أن يجعل المسار مسارين يعزز كل منهما الآخر، فلو أخذنا الباب الأول بفصوله الأربعة لوجدناها من صلب اهتمام تخصص علم الاجتماع بفرعه علم اجتماع الأسرة (الأبوة والأمومة، والبنوة، والعلاقة الزوجية، والأخوة)، ومن جانب الفصل الثاني بفصوله الأربعة سنجده مرتبط باللغة والأدب والبلاغة والنقد(التجربة الشعورية، واللغة والأساليب، والخيال والصورة، والموسيقى الداخلية والخارجية)، وبدمج هذا مع هذا ستكون المحصلة أن هذه الدراسة؛ دراسة تجسيرية بين اللغة بأدواتها الأدبية والبلاغية والنقدية، وعلم الاجتماع بفرع الأسرة منه بشكل مباشر، وبعلم اجتماع الأدب عند إعمال أدواته على فصول هذا الكتاب. ولا أبدي سرا عندما أقول إنني بدأت فعليا بكتابة دراسة نقدية (نقد النقد) عن هذا الكتاب، فالكتاب يعتبر كتاب نقدي بمعطياته الكاملة، وكانت النية قراءة تلتقط عناوين رئيسة وتصنيفها ضمن حدود نظرية اجتماعية، وقد اعتمدت نظرية العالم (تالكوت بارسونز) ذات التقسيم الثماني للأسرة لإعادة نظم العناوين وفق هذا التقسيم ومن ثم تحليل محتواها ودراستها داخل بناء عام يعتمد أنساق البناء الاجتماعي المتعددة التي تشكل ما هيته وحقيقته، والأسرة هي النسق التأسيسي، واللبنة التي تزود بقية الأنساق بمكونها البشري، وبربط نسق الأسرة بنسق الأدب في البناء الثقافي تكتمل منطلقات النقد من أجل دراسة ذات مرتكزات مكينة يمكن البناء عليها والاستنتاج منها. بدأت ثم توقفت لأنني وصلت إلى قناعة أن مثل هذا العمل يحتاج إلى أن يدرس وفق منظومة نقدية تجزئة، ومن ثم توكل دراسة كل جزء إلى فرد أو مجموعة حتى لا يظلم مثل هذا المنتج الثمين بدراسة فردية قد لا توفق في إعطائه القيمة المستحقة. الأسرة في الشعر السعودي الحديث للأستاذة الدكتورة هيلة بنت عبدالله العساف عن دار كنوز المعرفة بطبعته الأولى 2022م؛ نموذج لمنتجات علمية تُقدم في قسمها المختص، وهي تملك كافة مقومات الحضور في أقسام أخرى لتكون جزءا من نماذج حية لتشارك وتشابك التخصصات المناسبة. كما أن النقد الثقافي سيجد ضالته في مثل هذه المؤلفات التي تسهل مهمة إظهار أدواته من منهج ونظرية وتطبيق، لنخرج من دائرة الظن في بعض القراءات التي تقدم على أنها «نقد ثقافي»، وما هي إلا قراءات استنباطية أو استقرائية لا ننكر أهميتها وقيمتها وبراعة كاتبها إلا أنها ليست نقد ثقافيا، ومثل هذا المؤلف يشكل قاعدة تُسهل على من يريد أن يكتب نقدا ثقافيا؛ أن يكتب نقدا ثقافيا! ولا بد من أن نشير إلى أن خروجا مقننا عن الحدود الموضوعية للدراسة بمحدداتها الأربع (أبوة وأمومة. بنوة. علاقة زوجية. أخوة)، واستدعاء علاقة الجد بالحفيد (ص70)، وابنة الشقيق (ص372) على سبيل المثال؛ خروج إيجابي يرفد مفاهيم الأسرة، ويمنح فرصة التقاط موضوع بحثي جديد من باحث سابق لباحث لاحق يسهل عليه المهمة ويختصر عليه الطريق.


الرياض
منذ 14 ساعات
- الرياض
الفـن والعقيـدة
الإنسان حين يملك أن ينظر إلى المظاهر جميعها متصلة سوف يدرك أن ثمة تياراً خفياً يسيطر عليها جميعاً ويضفي عليها جمالاً متميزاً ويجعل الإنسان يخشى من هذه القوى الخفية ويحاول استرضاءها، ولذا أقام الشعائر والممارسات الدينية ليعبر عن حاجاته ودوافعه إزاء الآلهة لينشأ بذلك ما يسمى بالعقيدة.. منذ أن وعي الإنسان بما حوله وبدأت أنامله تداعب الحجر لتشكل منه أدوات بدائية أو قطع فنية، ومنذ أن وقف في الماء ولامس أحياءه تسبح بين قدميه ودخل الكهوف واتخذها مساكن، كان هناك شيء خفي يشعر به بداخله ويعطيه القوة في مواجهة العالم المليء بالوحوش وأوجد الفكر الإنساني شكلاً راقياً من أشكال الفكر، بأن هناك قوى خفية تسيطر على هذا العالم تعمل دوماً على تحقيق التوازن، هذه القوة وإن كانت غير ظاهرة إلا أن أفعالها تدل عليها، فحاول دوماً التودد إليها خوفاً من بطشها فحاكاها في أفعالها، إذ إن تكوينات الصخور وهطول الأمطار عليها تشكل قطعاً فنية منحوتة، إذ تترك أشكالاً تبث الرهبة داخل نفس هذا الإنسان فرأى تماثيل نحتتها الطبيعة، ولأن الإنسان بطبيعته يحاكي ما يراه فصنع لآلهته أو هذه القوى الخفية أشكالاً ليتقرب إليها ويعبدها ويأنس بها في هذا العالم الموحش. إن الإنسان الذي عاش في ظروف المجتمع البدائي لم يكن يفهم إلا الصلات القريبة منه كعلاقات القربى. كان التفسير بواسطة علاقات القربي أكثر تفسيرات الطبيعة إقناعاً له، فالسماء والهواء والأرض والبحر والعالم السفلي، أي الطبيعة برمتها كل ذلك لم يكن يبدو له أكثر من مشاعة قبلية ضخمة واحدة. وهذه الطبيعة من حوله هي ما حرك الإنسان لمحاولة مسايرة الأوضاع من حوله فنشأ داخله اعتقاد سحري بقدرته على التغلب والانتصار. وما نراه من صور الحيوان في العصر الجليدي على الجدران وعلى أسقف الكهوف ولا سيما قدامى السكان في إسبانيا وجنوب فرنسا، إذ صوروا في كهوفهم صوراً للوعل والجاموس البري والخيول، وأغلب الظن أنهم لم يفعلوا ذلك للمتعة والجمال، فلقد كانت الكهوف من الظلمة بحيث لا تتيح الرؤيا وبالتالي لا تصلح أن تتخذ سكناً، ولكن أغلب الظن أنهم رسموا هذه الصور اعتقاداً منهم بأنها ستقع بين أيديهم إذا رسموها وهذا هو البعد السحري، "لا تزال بعض القبائل البدائية في أفريقيا تربط بين الصورة والحقيقة، فنراهم يحزنون إذا ما مر بهم سائح والتقط صوراً لهم ولماشيتهم، فهم يعتقدون أن ذهابه بصور الماشية سيجعلهم يفتقدونها فسترحل عنهم مثلما رحلت الصورة". ومازالت هذه المعتقدات الموجودة في بعض القبائل التي تسمي أبناءها بأسماء الحيوان بل وفي رقصاتها ترتدي جلود الحيوانات، فرغم أن الإنسان الأول توصل إلى آلية الفكر إلا أنه لم يستطع أن ينسحب من الحقائق المحسوسة ليحولها إلى أشياء ملموسة تستطيع تجسيدها، فلقد أدرك في الفكر البدائي العلاقة بين السبب والنتيجة ولكنه لا يدرك ما يراه من سببية تعمل كالقانون آلياً وبدون أي هوى شخصي، فإن الإنسان المبكر ينظر إلى الوقائع كحوادث فردية، ولم يدرك هذه الحوادث أو يفسرها إلا كحركة، فلا يضعها بالضرورة إلا في قالب قصة، وبعبارة أخرى كان الأقدمون يقصون الأساطير عوضاً عن القيام بالتحليل والاستنتاج. ومن هنا نشأت الأساطير التي كانت مجرد محاولة من هذا الإنسان البدائي لتفسير بعض الظواهر التي بدت غامضة على فهمه، وفي الوقت نفسه تشعره بنوع من الأمان من الغموض المحيط به، فالإحساس بالقصور إزاء المعنويات التي بدت غامضة هو الذي حرك العقل لاستجلابها، فإذا هو بذلك يضع الأساس الأول لنشأة الفنون والعلوم، فحملت أساطيره بعضاً من الصفات الخارقة للقوى الغيبية التي تطور الفكر اتجاهها ووضعها في مصاف الآلهة، فنشأ ما يسمى بتعدد الآلهة في الفكر اليوناني القديم وأيضاً في الشرق الأدنى والأوسط. وارتبطت هذه الأنشطة اليومية بالفن، ففنون الغناء والرقص قد تطورت من الأعمال الجماعية ومن الطقوس الدينية. هذا الإحساس الديني هو ما جعلهم يعيشون في جماعات وفق منطق نفعي، الغرض منه الإحساس بالدفء والأمان، فالإنسان البدائي حين يحاول تفسير الظواهر الطبيعية يغدق على الجماد صفات إنسانية لأنه لا يعرف عالماً جامداً أبداً، فالعالم لا يبدو للإنسان البدائي جماداً أو فارغاً بل زاخراً بالحياة حتى وإن كان جماداً أو تمثالاً، فهو يحمل بداخله حياة محسوسة أو ما يسمى بقوة التأثير أو بالبعد السحري للفنون، ولذا نجحت مدرسة الواقعية السحرية في الفن، لأن "الأشياء يصبح لها لا بذاتها ولكن بوصفها قوى، إمكانات خفية تستطيع أن تؤثر على الإنسان، لذلك لا تكتسب الأشياء تحديداتها الخاصة وتتحول إلى فتشات، أي تصبح الأشياء حوامل لقوى سحرية". فالوظيفة الأولية للفنون السحرية كافة هي إذكاء عواطف معينة في المرء أو في الأشخاص والتي تعد ضرورية ونافعة في سياق العمل المعيشي، فالنشاط السحري نوع من المحرك الذي يزود ميكانيكية الحياة العملية بتيار عاطفي ليسيرها، لذلك فالسحر الفني ضرورة في أي مجتمع صحي. فالإنسان حين يملك أن ينظر إلى المظاهر جميعها متصلة سوف يدرك أن ثمة تياراً خفياً يسيطر عليها جميعاً ويضفي عليها جمالاً متميزاً ويجعل الإنسان يخشى من هذه القوى الخفية ويحاول استرضاءها، ولذا أقام الشعائر والممارسات الدينية ليعبر عن حاجاته ودوافعه إزاء الآلهة لينشأ بذلك ما يسمى بالعقيدة، إذ كان الإنسان يعبر عن تقديسه لتلك الآلهة بما تهديه إليه الفطرة من وسائل التعبير التي يحيي بها الطقوس العبودية في دفء جماعي لدى الشعوب البدائية وفي القبائل الأفريقية، كما نجده أيضاً في بدايات الدراما اليونانية فيما يسمى مرحلة الاستعراضات الدثرامبية التي تتم بشكل جماعي بغرض التأثير على جمهور المشاهدين بما تثيره هذه الاستعراضات من انفعالات داخل نفسية المتلقي، إذ ينتقل الانفعال الشديد ذاتياً، بواسطة نوع من العدوى النفسية من أحد أفراد القطيع إلى الآخر، حيث يحتاج الأمر إلى لغة مشتركة تصبح هذه النوبات الانفعالية وسيلة لتوحيد المجموع، وبالطريقة نفسها تتوحد الجماهير، ويصل جمهور المشاهدين إلى حالة من حالات الوجد، متناسين الهموم الحياتية في شكل أقرب للعبادة، ومثلما يعتقد الرجل البدائي أنه يستطيع أن يضمن وقوع الحدث الفعلي عن طريق التمثيل الرمزي لهذا الحدث إيماناً منه بما يسمى البعد السحري، فهو حينما يمثل في رقصة الصيد أنه يقتل حيواناً فإنه يعتقد اعتقاداً راسخاً أنه سوف يفلح في صيده، لذا كان يحاكي الأشياء من حوله حتى تبدو طبيعية ويحدث التأثير في الراقصين الصيادين يحدث التأثير أيضاً في جمهور المشاهدين أو ما يسمى بنظرية التفاعل (1- تفاعل الوجدان، 2- تفاعل العاطفة، 3- تفاعل النشاط). أي أن هذا التفاعل يأتي من داخل الفرد نفسه وبفطرية وتلقائية ناتجة عن إحساسه الدائم بالعقيدة، ولقد بنيت الثقافة الشرقية على الغريزة، إذ أصبح يحس أنه أمام قدر مقدر عليه، ومن ثم يتواضع في صمت ودون أدنى رغبة منه أمام سر الوجود الأعظم الذي لا سبيل إلى اختراقه، ولقد يظهر خوفه فإذا هو عبادة وأصبح استسلامه دينياً.


الرجل
منذ يوم واحد
- الرجل
من بنى الهرم الأكبر؟ اكتشاف جديد يقلب الرواية القديمة
في كشف أثري غير مسبوق، أعلن عالم الآثار المصري الشهير د. زاهي حواس عن اكتشاف نقوش ومقابر داخل الهرم الأكبر بالجيزة تُغيّر تمامًا النظرة التقليدية لتاريخ بناء الأهرامات. جاء ذلك خلال حديثه في بودكاست "Limitless" مع مات بيل، حيث أكد أن النقوش التي تم العثور عليها داخل حجرات ضيقة فوق حجرة الملك تشير إلى أن البناء تم بواسطة فرق عمل مدفوعة الأجر، وليس عبيدًا كما روجت لذلك مصادر يونانية قديمة. وقال حواس: "لو كان البناؤون عبيدًا، لما دُفنوا أبدًا في ظل الهرم، ولا في مقابر مُجهّزة لحياة أبدية كما هو حال هذه المدافن." وقد عُثر على هذه النقوش داخل غرف يصعب الوصول إليها، على ارتفاع يزيد على 45 قدمًا، ولا يمكن دخولها إلا زحفًا عبر ممرات ضيقة، ما يجعل احتمال تزويرها حديثًا شبه مستحيل. النقوش تتضمن أسماء فرق العمل ووظائف دقيقة مثل: "مشرف جانب الهرم" و"الحرفي". إلى جانب ذلك، اكتُشفت مقابر جنوب الهرم تضم أدوات حجرية وتماثيل لعمال يرفعون الحجارة، ما يعزز نظرية أنهم كانوا حرفيين مهرة يعملون وفق نظام دقيق: تسعة أيام عمل ويوم راحة، وليس بنظام السخرة. أدلة جديدة على طريقة البناء.. وروبوت يستعد لكشف المزيد التحقيق الأثري لم يتوقف عند النقوش. فخلال الحفريات، اكتشف الفريق المصري ما يُعتقد أنه بقايا منحدر طيني حجري استُخدم لنقل كتل الحجر الجيري من مقلع يبعد 300 متر عن موقع الهرم. وقال د. حواس: "وجدنا أجزاءً من هذا المنحدر في الموقع المعروف بـC2، جنوب غرب الهرم، وهي تتكوّن من خليط من الأحجار والرمل والطين، وهي البقايا التي تُركت بعد تفكيك المنحدر." وبينما يعمل الفريق بالتوازي مع الباحث الأمريكي مارك لينر على الكشف عن ما يُعرف بـ"مدينة العمال"، تم العثور على منشآت ضخمة لتجهيز الطعام، مثل مخابز ومرافق لتمليح الأسماك، وبقايا عظام حيوانات تشير إلى استهلاك ما لا يقل عن 11 بقرة و33 ماعزًا يوميًا، ما يكفي لإطعام نحو 10,000 عامل. في سياق موازٍ، كشف حواس عن بدء أول عملية استكشاف داخل الهرم الأكبر في العصر الحديث، عبر إرسال روبوت صغير لا يتجاوز حجمه سنتيمترًا واحدًا إلى ما يُعرف بـ"الفراغ الكبير" (Big Void)، وهو مساحة ضخمة فوق "الممر الكبير" تم اكتشافها عام 2017. ويأمل حواس في أن تساعد هذه البعثة، المقرّر انطلاقها في يناير أو فبراير 2026، في الوصول إلى معلومات حاسمة، وربما العثور على مقبرة الملك خوفو، رغم تشكيك البعض في ذلك.