
ماذا يقول الجنود الإسرائيليون في ظلمات حرب غزة؟
ونشرت صحيفة «هآرتس» تقريراً عن الأجواء السائدة بين جنود كانوا يجلسون للاستراحة من القتال، قالت فيه: «من يأتي لتوه إلى أرض المعركة يشعر بالحماس، ويُعبّر عن الايمان بأن وجوده ضروري لتحرير المخطوفين الإسرائيليين من أسر (حماس). لكن عندما يجري إحصاء نتائج القتال، تظهر علامات استفهام كثيرة».
وتسبب القتال الجاري، بحجة إنقاذ 20 محتجزاً يُعتقد أنهم أحياء لدى «حماس»، في مقتل 446 جندياً إسرائيلياً على أرض غزة حتى الآن، وهذا العدد لا يشمل 444 جندياً قُتلوا يوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية.
جنود إسرائيليون يحملون نعش زميل لهم خلال تشييع جنازته بالقدس في 8 يوليو 2025 بعد مقتله بقطاع غزة (أ.ف.ب)
ووفقاً لـ«القناة 12» بالتلفزيون الإسرائيلي، تحدث ضباط وجنود عن «كارثة جديدة» و«قتال صعب».
وعلى الرغم من أن حجم الخسائر الفلسطينية المريعة في القصف الإسرائيلي لا يقارَن بخسائر إسرائيل، إذ يسقط ما بين 80 و90 قتيلاً فلسطينياً يومياً، إضافة إلى مئات الجرحى، ناهيك بالتدمير والتجويع والتعطيش ومنع الخدمات الطبية، فإن خسائر الإسرائيليين أيضاً موجعة.
ونشرت «هآرتس»، يوم الاثنين، مقالاً كتبه يوسي بن آري، العميد في جيش الاحتياط الذي أمضى عقوداً في أجهزة المخابرات ضمن خدمته العسكرية، يقول فيه: «عشية يوم الذكرى السنة الماضية، نشرت وزارة الدفاع أن 25417 جندياً سقطوا في معارك إسرائيل. ومنذ ذلك الحين، ارتفع هذا العدد بقوة. الألم كبير جداً وشديد».
وأضاف: «كل عائلة فقدت أحد أبنائها وجدت بالقطع المبرر للتضحية الكبرى التي كان يمكن أن تقدمها. لكن سيكون من الصعب جداً إيجاد مبرر لمقتل 43 جندياً في الأسابيع الأخيرة. هؤلاء فقدوا حياتهم في أعقاب قرار حكومة إسرائيل، أو للدقة رئيسها، خرق الاتفاق مع (حماس) الذي تم التوقيع عليه في الدوحة بمساعدة دول الوساطة، والمبادرة إلى استئناف إطلاق النار في القطاع في 18 مارس (آذار) الماضي».
جنود إسرائيليون مصابون يشيّعون زميلاً لهم بالقدس يوم 8 يوليو 2025 بعد مقتله بقطاع غزة (أ.ب)
وتابع المقال: «الحكومة فعلت ذلك رغم أنه كان يمكن حينها التوصل إلى اتفاق على إنهاء الحرب وتحقيق حتى ما يعدّه نتنياهو الهدف الأسمى، وهو إعادة جميع المخطوفين، الأحياء والأموات».
واستطرد بن آري: «لكن إذا هممنا بسؤال الجنود المتعبين الذين يحارب معظمهم في غزة منذ أشهر طويلة عما يطمحون إليه وهم يعرّضون حياتهم للخطر في حرب استنزاف في هذا المكان اللعين، فبالإمكان افتراض أنهم جميعا سيقولون: في المقام الأول نحن نريد أن نكون شركاء في إعادة المخطوفين. ولكن عندما نأخذ في الحسبان أنه مقابل كل مخطوف بقي على قيد الحياة يُقتل جنديان الآن، فإن الاستمرار في القتال يثير تساؤلات جدية مثل: هل هذا منطقي؟ هل هذا مبرَّر؟ هل هذا أخلاقي؟».
ومضى في مقاله: «ويجب عدم نسيان أن القتال يُعرض للخطر حياة المخطوفين، ولا يدفع قُدماً بإطلاق سراحهم. كل جندي يُقتل يطمس إنجازات الحرب حتى الآن».
وفي صحيفة «معاريف»، كتب المراسل العسكري آفي أشكنازي يقول: «الجيش الإسرائيلي فشل حتى الآن في تحقيق الأهداف الأصلية لحملة (عربات جدعون)».
مركبات إسرائيلية تنقل مجموعة من الجنود والصحافيين بممر «موراغ» بجنوب غزة يوم 8 يونيو 2025 (أ.ب)
وأوضح: «كان هدف الخطة هو خلق ضغط على (حماس) يؤدي إلى تحرير المخطوفين. وكان يُفترض أن يأتي الضغط من عدة اتجاهات: إنهاك القوة العسكرية لـ(حماس)، استهداف مسؤوليها الكبار، تجفيف مصادرها المالية، الاستيلاء على الأرض، المسّ بالحكومة، إثارة مواطني غزة عليها».
وأضاف: «كل هذا كان جيداً من الناحية النظرية. لكن في هذه اللحظة، لا يبدو أن الجيش الإسرائيلي نجح. فالمفاتيح بيد القيادة السياسية لتستثمر العمل العسكري. أقلام التسجيل في صفحات التاريخ هي الآن في يديَّ رئيس الوزراء. والسؤال هو: هل سيرسم نتنياهو والمستوى السياسي فصل النهاية لحرب السيوف الحديدية، أو أنه يُعدّ لنا موسماً آخر في فيلم الحرب التي لا تنتهي في غزة؟».
دبابة إسرائيلية تتحرك قرب الحدود مع قطاع غزة يوم 8 يوليو 2025 (أ.ف.ب)
وتطرقت صحيفة «هآرتس» إلى أحاديث الجنود في الليل، التي عبَّرت عن الشعور بالثقل النفسي عليهم وعلى العائلات التي تركوها خلفهم. وأشار بعضهم إلى «تحسّن الأداء التكتيكي» للجيش مقارنة ببداية الحرب، لكنهم رأوا أن ذلك «أُهدر في ظل غياب خطاب سياسي واضح يثمّن التضحيات».
وفي مقارنة أوسع، رأت الصحيفة أن الجولة في شمال غزة تثير «ذكريات جنوب لبنان» قبل الانسحاب الإسرائيلي عام 2000، عندما كانت القيادات العسكرية ترى في الاستمرار ضرورة رغم ميل الرأي العام للانسحاب.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أرقام
منذ 2 ساعات
- أرقام
ترامب: على أوكرانيا عدم استهداف موسكو
أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثلاثاء أن على أوكرانيا عدم استهداف موسكو، بعدما أفاد تقرير إعلامي بأنه حضّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على ضرب العاصمة الروسية. وذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" أن ترامب طرح مع زيلينسكي إمكان شن هجوم مضاد محتمل، وسأل نظيره الأوكراني إن كانت بلاده قادرة على استهداف موسكو إذا زودتها واشنطن أسلحة بعيدة المدى. ولكن ردا على سؤال لصحافيين في البيت الأبيض عما إذا كان على زيلينسكي استهداف موسكو، قال ترامب "عليه عدم القيام بذلك". ولدى سؤاله عما إذا كان مستعدا لتزويد أوكرانيا صواريخ بعيدة المدى، أجاب "كلا، لا نتطلع إلى ذلك". وذكرت "فايننشال تايمز" نقلا عن شخصين مطلعين على فحوى الاتصال أن ترامب تحدّث إلى زيلينسكي يوم الرابع من تموز/يوليو، غداة المحادثات التي أجراها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وأضافت أن ترامب بحث إرسال صواريخ "أتاكمز" الأميركية الصنع إلى أوكرانيا. وعبّر ترامب الذي تعهّد في الماضي إنهاء حرب أوكرانيا خلال يوم واحد من عودته إلى البيت الأبيض، عن "خيبة أمله" مؤخرا حيال بوتين الذي واصل مهاجمة أوكرانيا، وكأن اتصالاته مع الرئيس الأميركي "لا معنى لها". وقللت الناطقة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت من أهمية تقرير "فايننشال تايمز" مشيرة في بيان إلى أن الصحيفة "معروفة بإنها تخرج الكلمات عن سياقها في شكل كبير لحصد عدد أكبر من القراءات". وأضافت أن "الرئيس ترامب كان يطرح سؤالا لا أكثر، لا يشجع على مزيد من القتل.. إنه يعمل بلا كلل لإيقاف القتل وإيقاف هذه الحرب".


الرياض
منذ 2 ساعات
- الرياض
ميليشيات إثيوبية تهاجم ثلاث قرى حدودية"الدعم السريع" ترتكب مجازر في قرى سودانية
أعلنت مجموعة محامو الطوارئ الاثنين أن قوات الدعم السريع قتلت 48 مدنيا في هجوم على قرية في وسط السودان الذي يشهد حربا عنيفة. وقالت المجموعة التي توثق فظائع النزاع المستمر منذ عامين بين الجيش وقوات الدعم السريع، إن مدنيين قتلوا بشكل جماعي عندما اقتحم عناصر من الدعم السريع قرية أم قرفة في ولاية شمال كردفان، حيث قاموا أيضا بتدمير منازل ونهب ممتلكات. حدث الهجوم على بعد نحو 90 كيلومترا شمال مدينة بارا الخاضعة حاليا لسيطرة قوات الدعم السريع، حيث اندلعت مؤخرا اشتباكات عنيفة بين الأخيرة والجيش. وتقع قرية أم قرفة أيضا على طريق سريع رئيس إلى الخرطوم وتبعد عن العاصمة نحو 250 كيلومترا من اتجاه الجنوب الغربي. وقد استعاد الجيش الخرطوم في مارس، ما دفع قوات الدعم السريع إلى محاولة بسط سيطرتها على أجزاء أخرى من البلاد. وترد في قائمة أرسلها محامو الطوارئ إلى وكالة فرانس برس أسماء نساء وأطفال من بين قتلى الهجوم. وأشارت تقارير أيضا عن سقوط عشرات الضحايا المدنيين في قرى مجاورة. كما قال نشطاء سودانيون الاثنين إن قوات الدعم السريع شبه العسكرية قتلت ما يقرب من 300 شخص في هجمات بولاية شمال كردفان منذ يوم السبت الماضي. وتتواصل المعارك بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني في تلك المنطقة، وهي إحدى الجبهات المحورية في الحرب الأهلية الدائرة منذ أبريل 2023. وبينما يحكم الجيش قبضته على المناطق الواقعة في وسط البلاد وشرقها، تسعى قوات الدعم السريع إلى تعزيز قبضتها على المناطق الغربية، ومنها شمال كردفان. وقالت جماعة «محامو الطوارئ» الحقوقية في بيان الاثنين إن قوات الدعم هاجمت يوم السبت عددا من القرى في محيط مدينة بارا التي تسيطر عليها القوات شبه العسكرية. وفي قرية شق النوم وحدها، قُتل أكثر من 200 شخص «معظمهم حرقا داخل منازلهم أو رميا بالرصاص». وجاء في البيان «أسفرت المجازر المتزامنة في القرى المجاورة عن مقتل ما لا يقل عن 38 مدنيا إلى جانب عشرات المختفين قسريا والمعتقلين الذين لا يزال مصيرهم مجهولا». وأضافت الجماعة أن قوات الدعم شنت هجوما الأحد على قرية حلة حامد، ما أدى إلى مقتل 46 شخصا بينهم نساء وأطفال. وذكرت الأمم المتحدة أن أكثر من 3400 شخص اضطروا للفرار من المنطقة. هذا وأعلن مزارعون ولجان المقاومة في ولاية القضارف السودانية الحدودية مع إثيوبيا الاثنين أن ميليشيات اثيوبية تعرف باسم الشفتة عبرت الحدود بين البلدين واعتدت على قرى بركة نورين وود عاروض وود كولي ونهبت مواشي وممتلكات السكان. ومثلث الفشقة الحدودي هو منطقة شاسعة من الأراضي الخصبة تبلغ مساحتها نحو 1,2 مليون هكتار، وموضع نزاع منذ عقود بين السودان وإثيوبيا، مع عودة التوتر بين حين وآخر. وقال أحد سكان قرية ود كولي على بعد 11 كلم من الحدود الإثيوبية، يبلغ 29 عاما ويعمل مزارعا، في اتصال مع وكالة فرانس برس «أمس عندما كنا في زراعتنا وصلت الشفتة الإثيوبية وأحاطت بالقرية وأطلقت النار ونهبت أبقارا وتراكتورات تحت تهديد السلاح». وقال أحد مواطني قرية ود عاروض الحدودية ويبلغ 32 عاما «كنا في زراعتنا وسمعنا إطلاق النار وعدنا سريعا خوفا على أسرنا وعندما وصلنا وجدنا أفراد الشفتة نهبوا أبقارا وأغناما من القرية ودخلوا إلى إثيوبيا». وبحسب لجنة المقاومة المحلية، فإن الهجمات استهدفت عدة قرى أخرى في ولاية القضارف. ولم ترد أنباء فورية عن سقوط ضحايا جراء الهجمات على ود كولي وود عاروض وبركة نورين.


الرياض
منذ 2 ساعات
- الرياض
«الأونروا»: المدينة الإنسانية معسكرات اعتقال للفلسطينيينمجازر في الشاطئ وغزة بقصف إسرائيلي
استشهد عشرات الفلسطينيين في سلسلة من الغارات التي شنّها طيران الاحتلال على مناطق متفرقة في قطاع غزة فجر أمس، وسط استمرار القصف المدفعي والجوي والبحري الذي طال أحياء سكنية ومرافق مدنية، ما أسفر عن دمار واسع وارتقاء عدد كبير من الشهداء والمصابين، بينهم أطفال ونساء. في مدينة غزة، استُشهد النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني فرج الغول إثر غارة جوية استهدفته، كما شنت طائرات الاحتلال سلسلة غارات على مناطق مختلفة من المدينة، منها حي الزيتون شرقًا حيث استهدفت المدفعية محيط منطقة الشمعة، وحي الشجاعية حيث تعرضت المنطقة المحيطة بمحطة الشوا للقصف، وحي التفاح شرقًا الذي طالته قذائف مدفعية الاحتلال. كما قصفت طائرات الاحتلال برج العودة 2 خلف مستشفى القدس في منطقة تل الهوا، ما أدى إلى استشهاد عدد من المواطنين مع أفراد عائلاتهم بعد استهداف منازلهم في الحي ذاته. في غرب المدينة، شنت زوارق الاحتلال الحربية قصفًا عنيفًا على شواطئ البحر، كما قُصفت المناطق الغربية مجددًا، وتحديدًا محيط مسجد حمزة في شارع اللبابيدي، ما أسفر عن وقوع شهداء وإصابات وفي شمال المدينة، استُهدف ملعب اليرموك بغارة جوية. في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، قصفت طائرات الاحتلال منزلًا لعائلة نصار قرب ميدان الشهداء، ما أدى إلى استشهاد ثلاثة فلسطينيين وإصابة آخرين في حصيلة أولية، بينهم أطفال، فيما لا تزال الطواقم الطبية تتعامل مع الإصابات في مستشفى الشفاء. وفي مدينة خانيونس جنوب القطاع، استهدف قصف مدفعي وسط المدينة، كما شنّ طيران الاحتلال غارة على خيام النازحين قرب أبراج طيبة في منطقة المواصي غرب خانيونس، بالتزامن مع قيام جيش الاحتلال بنسف منازل سكنية في وسط المدينة. شمالي القطاع شهد كذلك تصعيدًا، حيث قصفت طائرات الاحتلال شرق جباليا البلد، ما أسفر عن تدمير مبانٍ سكنية، في حين قالت طواقم الدفاع المدني في شمال غزة " إنّ قوات الاحتلال تمنع وصولها إلى العالقين تحت الأنقاض، وسط مناشدات متكررة للمنظمات الدولية للتدخل، دون أي استجابة حتى الآن،وأكد الدفاع المدني وجود عشرات العالقين تحت الركام، وسط ظروف ميدانية معقّدة تعيق عمليات الإنقاذ". وفي وسط القطاع، شنّ الاحتلال غارة على شمال مخيم النصيرات، فيما بلغت حصيلة شهداء يوم أمس في قطاع غزة مجازر في الشاطئ وغزة بقصف بحري و جوي ومدفعي إسرائيلي ، وفق ما أفادت به مصادر طبية. نفاد الوقود في مستشفيات غزَّة أعلن مدير مجمع الشفاء الطبي، الدكتور محمد أبو سلمية، توقُّف مستشفى الخدمة العامة بسبب نفاذ الوقود، محذرًا من أنَّ مجمع الشفاء الطبي سيتوقف بعد عدة ساعات. وأوضح أبو سلمية في تصريح صحفي، أمس، أنَّ مستشفى الحلو أقل من 4 ساعات ويتوقف عن تقديم كافة الخدمات الطبية بسبب نفاد الوقود. وأضاف، "باقي المستشفيات على أحسن حال للغد وتتوقف خدماتها، ومئات الجرحى والمرضى في خطر حقيقي"، مؤكدًا أنّ "العناية المركزة وحضانات الأطفال وغسيل الكلى وغرف العمليات والمختبر وكل هذه الخدمات ستتوقف الآن". وفي وقت سابق، أطلقت وزارة الصحة في قطاع غزة نداءً عاجلاً، محذّرة من أن المرضى في مستشفيات القطاع يعيشون على حافة الموت يوميًا، بفعل النقص الحاد في كميات الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية وسيارات الإسعاف. وقالت الوزارة، إن الاحتلال الإسرائيلي يواصل سياسة "التنقيط والتقتير" في إدخال الوقود، بما لا يكفي لتشغيل أقسام المستشفيات الحيوية، الأمر الذي يدفع إدارات المستشفيات إلى اتباع سياسة تقشف قاسية، تشمل إيقاف الكهرباء عن بعض الأقسام وتأجيل خدمات طبية حساسة، من بينها جلسات غسيل الكلى. وأضافت أن هذا الوضع الكارثي يؤثر مباشرة على قدرة تشغيل سيارات الإسعاف، مما يضطر المواطنين إلى نقل المرضى والمصابين بوسائل بدائية، كالعربات التي تجرها الحيوانات، وسط ظروف خطيرة تهدد حياتهم. وأشارت وزارة الصحة إلى أن المرضى، خاصةً من يعتمدون على أجهزة دعم الحياة في العناية المركزة وأقسام الطوارئ، يواجهون خطر الموت في أي لحظة، بسبب استمرار دخول كميات وقود محدودة وبشكل يومي، ما يُبقي طواقم العمل تحت ضغط دائم وتهديد مستمر. اعتقال للفلسطينيين حذر المستشار الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في غزة عدنان أبو حسنة، من المخططات الإسرائيلية الهادفة لإنشاء ما أسموه "مدينة إنسانية" جنوب قطاع غزة، مؤكدا أنها ستكون بمثابة معسكرات اعتقال جماعية للفلسطينيين. وقال أبو حسنة في تصريح صحفي أمس، "إن الاحتلال يخطط لتنفيذ هذا الهدف منذ وضع نقاط توزيع المساعدات جنوب غزة، ولكن هذه المرة تم الإعلان بشكل صريح عن المساعي الإسرائيلية الرامية لتهجير أهالي القطاع قسرا إلى معسكرات اعتقال جماعية في رفح تمهيدا لتهجير الفلسطينيين خارج أرضهم". وأوضح أن هذه المساعي تؤكد أن إسرائيل لا زالت متمسكة بتهجير سكان القطاع، معربا عن أسفه الشديد من الضغوطات الهائلة التي تمارسها سلطات الاحتلال على الشعب الفلسطيني وسط انعدام المساعدات وانهيار المنظومة الصحية ونفاد الوقود في محاولة لتهجير أهالي القطاع بشكل طوعي. وحذر أبو حسنة من تداعيات تنفيذ هذا المخطط وإجبار الفلسطينيين على الذهاب إلى تلك المنطقة المدمرة بالكامل التي لا تسع لاحتواء 2 مليون فلسطيني في 60 كيلومترا مربعا من غزة، مع انعدام الحياة وآفاق المستقبل بالنسبة لهم. بؤر استيطانية جديدة يواصل المستوطنون في الضفة الغربية، بدعم مباشر من جيش الاحتلال، إقامة المزيد من البؤر الاستيطانية على أراضي الفلسطينيين، خصوصًا في المناطق المرتفعة والتلال، في إطار سياسة تهدف إلى فرض وقائع ميدانية جديدة وتوسيع السيطرة الاستعمارية. ففي محافظة نابلس، أقام مستوطنون بؤرة استيطانية جديدة على طريق بيت دجن المغلق، في أراضي بلدة سالم شرق المدينة. وأفاد شهود عيان أنهم رصدوا تحركات مريبة للمستوطنين ليلًا شرق الشارع الالتفافي بعد بئر المياه باتجاه بيت دجن، تخللها إطلاق طائرة درون وتجولهم بأضواء كشافات. وفي صباح أمس، تبيّن نصب خيمتين استيطانيتين في أراضي بيت دجن. وقبل ذلك، أقام المستوطنون كنيسًا يهوديًا على قمة جبل جرزيم المطل على مدينة نابلس وقبر يوسف، ضمن محاولات للسيطرة الكاملة على المنطقة. وأظهر تسجيل مصور نشره أحد المستوطنين الكنيس مزوّدًا بالخدمات، ويكشف غالبية أحياء نابلس وحركة الفلسطينيين فيها. وتتمركز على قمة الجبل نقطة عسكرية تابعة لجيش الاحتلال سبق أن تعرضت لهجمات مقاومة فلسطينية. ويُعد جبل جرزيم موقعًا استراتيجيًا جنوب نابلس، بارتفاع 881 مترًا عن سطح البحر. وفي شمال مدينة أريحا، صعّدت مليشيات المستوطنين اعتداءاتها على الفلسطينيين في قرية شلال العوجا، في تصعيد خطير يستهدف تهجيرهم قسرًا. وأفادت منظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو أن المستوطنين شنوا صباح أمس هجومًا عنيفًا على الأهالي في القرية، ضمن سلسلة انتهاكات باتت يومية، تشمل الاعتداء على المساكن، إطلاق المواشي في التجمعات السكنية، والتضييق المستمر على السكان. وسبق أن أطلق المستوطنون مواشيهم بين مساكن الأهالي أمس، في مشهد يكشف نية واضحة لدفعهم للرحيل عن أراضيهم. وتتعرض التجمعات البدوية في منطقة الأغوار، وعلى رأسها شلال العوجا، لاقتحامات وتضييقات متواصلة من الاحتلال ومستوطنيه، في محاولة لفرض واقع استيطاني جديد، خصوصًا أن الموقع يُعد من المناطق الأكثر استهدافًا بسبب موقعه المركزي في الأغوار الفلسطينية. وتستهدف الهجمات أيضًا مصادر المياه الأساسية في القرية، وعلى رأسها نبع العوجا، الذي يُعد شريان حياة رئيسيًا منذ عقود، ويغذي مناطق زراعية واسعة شمال أريحا وحتى الحدود الشرقية. ويعتمد عليه المجتمع الريفي بشكل كامل في الحياة اليومية، ما يجعل المساس به تهديدًا مباشرًا لبقاء الفلسطينيين في هذه المناطق. وتواجه التجمعات البدوية في الضفة الغربية، وعددها نحو 212 تجمعًا، ما يشبه "هولوكوست حقيقي"، بفعل سياسات الاحتلال التي تشمل الهدم، تدمير الممتلكات، التضييق على مصادر المياه والكهرباء، ومنع الوصول إلى الخدمات الأساسية. وتتركز هذه التجمعات في القدس، الخليل، الأغوار، أريحا، رام الله، بيت لحم، ونابلس، وتتعرض لعمليات هدم جماعية، ومصادرة أراضٍ، وملاحقة ممنهجة للسكان. ورغم الحصار الميداني، يواصل الفلسطينيون في هذه المناطق صمودهم، ويواجهون سياسات الاحتلال بالإصرار على البقاء والثبات في أراضيهم. ووفق التوثيقات الحقوقية، فقد رُصدت 4820 انتهاكًا بحق التجمعات البدوية في الضفة الغربية خلال أقل من عامين، شملت هدم منازل، اعتقالات، مصادرة أراضٍ، اعتداءات من قبل المستوطنين، وتدمير منشآت حيوية، ما يعكس منهجية إسرائيلية متصاعدة تهدف إلى تفريغ الأرض من أصحابها. الاحتلال يعتقل 3850 فلسطينياً أظهرت معطيات صادمة صادرة عن مؤسسات معنية بشؤون الأسرى الفلسطينيين أن قوات الاحتلال الإسرائيلي نفذت حملة اعتقالات واسعة في الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة خلال النصف الأول من عام 2025، طالت نحو 3850 مواطناً فلسطينياً، بينهم 400 طفل و125 سيدة. وفي بيان مشترك صدر عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير الفلسطيني، ومؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، ومركز معلومات وادي حلوة في القدس، أكدت المؤسسات أن ما جرى خلال الأشهر الستة الأولى من العام الجاري يُعد من 'أوسع حملات الاعتقال التي ينفذها الاحتلال في الضفة منذ سنوات'، مشيرة إلى أن الاعتقالات تراوحت بين حملات اقتحام ليلية، ومداهمات عشوائية، وتوقيفات ميدانية على الحواجز ونقاط التفتيش. القدس والخليل في الصدارة وأوضح البيان أن الاعتقالات تركزت بشكل خاص في محافظة القدس التي شهدت تصعيداً لافتاً في الاعتداءات الإسرائيلية منذ مطلع العام، حيث بلغ عدد المعتقلين المقدسيين نحو 900 معتقل، تليها محافظة الخليل، ثم جنين التي وُصفت بأنها 'تحت حصار دائم وعدوان مستمر'. كما طالت الاعتقالات أسرى محررين، ونشطاء، وطلبة جامعات، وأعضاء مجالس بلدية. أطفال ونساء في مرمى الاستهداف وشددت المؤسسات على أن الاحتلال صعّد من استهدافه للأطفال، حيث سُجل اعتقال 400 طفل في الضفة الغربية خلال هذه الفترة، غالبيتهم من القدس، تعرض عدد منهم للضرب المبرح والتهديد داخل مراكز التوقيف والتحقيق. كما تم اعتقال 125 سيدة وفتاة، بعضهن خلال مداهمات منازلهن ليلاً، في انتهاك صارخ للقانون الدولي. مراكز تحقيق مكتظة وظروف اعتقال سيئة وأشارت المؤسسات إلى أن جزءاً كبيراً من المعتقلين تم احتجازهم في ظروف صعبة ومخالفة للمعايير الحقوقية، وسط اكتظاظ كبير في مراكز التحقيق والتوقيف، وحرمان من أبسط الحقوق، بما فيها لقاء المحامين. كما سُجّلت حالات تعذيب جسدي ونفسي، خاصة خلال التحقيق في معتقل 'المسكوبية' في القدس، و'عوفر' غرب رام الله. دعوات للتحرك الدولي ودعت المؤسسات الحقوقية المجتمع الدولي، وهيئات الأمم المتحدة، إلى التحرك العاجل للضغط على الاحتلال لوقف حملات الاعتقال التعسفي، ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات المستمرة بحق الأسرى، خاصة النساء والأطفال. كما شددت على ضرورة تمكين المؤسسات الحقوقية الفلسطينية من الوصول إلى مراكز التوقيف والاعتقال، لرصد وتوثيق الانتهاكات. وأكدت أن الاعتقال بالنسبة للفلسطينيين في الضفة الغربية لم يعد 'استثناءً بل قاعدة ممنهجة'، تُستخدم كأداة للردع الجماعي والسيطرة الأمنية، بما يعكس الطبيعة القمعية للاحتلال، وإفلاسه السياسي في مواجهة صمود الشعب الفلسطيني. أزمة في الائتلاف الإسرائيلي تشهد الساحة السياسية الإسرائيلية حالة من الترقب والتوتر، عقب تقديم نواب حزب "يهدوت هتوراة" الأشكنازي الحريدي، الليلة الماضية، كتب استقالاتهم من الحكومة والانسحاب من الائتلاف اليميني الذي يقوده رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، احتجاجًا على مسودة قانون التجنيد الجديد. وبحسب ما أفادت به وسائل إعلام عبرية، فإن الاستقالات ستدخل حيز التنفيذ مساء الأربعاء، بعد مرور 48 ساعة على تقديمها، ما يمنح نتنياهو هامشًا ضيقًا من الوقت لمحاولة ثني النواب المستقيلين عن قرارهم. ووفقًا لصحيفة يديعوت أحرونوت، فإن انسحاب حزبي "أغودات يسرائيل" و"ديغيل هتوراة" المكوّنين لتحالف "يهدوت هتوراة" يسحب من الائتلاف سبعة مقاعد، ويترك نتنياهو بأغلبية هشة يصعب معها تمرير التشريعات داخل الكنيست. وفي حال شمل الانسحاب أيضًا عضو الكنيست آفي معوز، الذي يدعم الائتلاف من الخارج، فإن عدد مقاعد الائتلاف سيهبط إلى 60 فقط، وهو ما يعرض الحكومة لخطر السقوط. وتتوجه الأنظار الآن نحو حزب "شاس" الشرقي، الذي يمتلك 11 مقعدًا، إذ يُعد قراره بالبقاء أو الانسحاب حاسمًا لمستقبل الحكومة، ومن المقرر أن يعقد الحزب اجتماعًا لمجلس حكمائه خلال الأيام المقبلة لحسم موقفه. وتشير مصادر مقربة من زعيم "شاس"، أريه درعي، إلى أنه لا يفضل إسقاط الحكومة في هذه المرحلة، لكنه قد يُجبر على ذلك إذا لم يُقدّم نتنياهو صيغة توافقية بشأن قانون التجنيد، تجنبًا لظهور الحزب بموقف المتنازل أمام جمهوره. وفي السياق ذاته، نقلت قناة "كان 11" عن مصادر مقربة من درعي أن حزبه قد يتخذ قرار الانسحاب بعد أيام قليلة من تنفيذ استقالة "يهدوت هتوراة". من جهته، هاجم رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست يولي إدلشتاين، المسؤول عن إعداد مسودة القانون، قرار الاستقالة، قائلاً إنه قدّم تنازلات كبيرة لصالح الأحزاب الحريدية، لكنها كانت تطالب بإلغاء كامل لقانون التجنيد، وهو أمر غير ممكن حسب تعبيره.