logo
«مصانع الدهون»... سرّ جديد من أسرار البقاء لدى إنسان نياندرتال

«مصانع الدهون»... سرّ جديد من أسرار البقاء لدى إنسان نياندرتال

الشرق الأوسطمنذ 20 ساعات
كشفت دراسة جديدة عن استراتيجية للبقاء اتّبعها إنسان «نياندرتال» البدائي، إذ إنه كان يستخرج دهن الحيوانات ويتناوله من خلال عملية منظّمة لتحضير الطعام، وصفها العلماء بـ«مصانع الدهون».
وخلال التنقيب في موقع يُعرف باسم «نويمارك-نورد» في ألمانيا الحالية -كان في السابق بحيرة- اكتشف علماء الآثار آلاف العظام تعود إلى ما لا يقلّ عن 172 من الثدييات الكبيرة، إلى جانب أدوات مصنوعة من الصوّان. وتعود هذه العظام إلى فترة بين عصرَيْن جليديَّيْن عاش خلالها إنسان نياندرتال، وكانت لحيوانات مثل الأيائل الحمراء والخيول، وفق دراسة نقلتها «فوكس نيوز» عن مجلّة «ساينس أدفانسيس».
ولاحظ الباحثون أنّ عدداً من العظام الغنيّة بنخاع العظم كانت موجودة في تجمّعات محدّدة، أطلقوا عليها اسم «مصانع الدهون»، بينما كانت العظام التي تحتوي على نخاع أقل موزّعة في أنحاء الموقع. ويعتقد العلماء أنّ أسلافنا المُنقرضين استخدموا أدوات لتحطيم العظام إلى شظايا صغيرة، ثم غلوها لساعات، إلى حدّ فصل الشحم الذي يطفو على سطح الماء لإتاحة إمكان جَمْعه وأكله، ما وفَّر مصدراً غنياً بالسعرات الحرارية.
عظام تكشف عن حيلة ذكية للبقاء (جامعة ليدن)
وقبل هذه الدراسة، لم يكن هناك دليل على هذه الممارسة إلا منذ نحو 28 ألف سنة فقط.
ووفق المؤلِّف الأول للدراسة، الدكتور لوتس كيندلر: «كان إنسان نياندرتال يدير الموارد بدقة، يخطط للصيد، ينقل الذبائح، ويستخرج الدهون في مناطق مخصّصة لهذه المَهمّة. لقد فهم القيمة الغذائية للدهون وكيفية الوصول إليها بكفاءة، وغالباً ما كان يُخبّئ أجزاء الذبائح في أماكن معيّنة من البيئة لاستخدامها لاحقاً في مواقع استخلاص الدهون».
وكانت الدهون مصدراً «حيوياً للبقاء» بالنسبة إلى نياندرتال، خصوصاً في فصلَي الشتاء والربيع حين كانت الكربوهيدرات نادرة. وقد كانت حميتهم تعتمد بدرجة كبيرة على البروتين الحيواني. وتناوُل كميات كبيرة من البروتين من دون عناصر غذائية أخرى قد يؤدّي إلى حالة تُسمّى «تسمّم البروتين»، والتي قد تكون مميتة أحياناً.
من جهته، قال مدير البيانات وعالم الكمبيوتر في المشروع، الدكتور فولكو شيريون: «إن الحجم الهائل وطريقة الحفظ الاستثنائية لموقع نويمارك-نورد يمنحنا فرصة فريدة لدراسة تأثير إنسان نياندرتال في بيئته، من حياة نباتية وحيوانية. هذا أمر نادر جداً بالنسبة إلى موقع بهذا القِدم، ويفتح آفاقاً جديدة ومثيرة للبحث المستقبلي».
وفي السنوات الأخيرة، اكتشف العلماء أيضاً أنّ إنسان نياندرتال كان يغوص لجمع الأصداف البحرية التي استخدمها، بعد تشذيبها بالحجارة الحادّة، لصنع أدوات قطع. كما أشارت دراسات أخرى إلى أنهم ربما دفنوا موتاهم مع الزهور.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ألوان المريخ الحقيقية: صورة مذهلة تكشف أسرار الكوكب الأحمر
ألوان المريخ الحقيقية: صورة مذهلة تكشف أسرار الكوكب الأحمر

الرجل

timeمنذ 17 ساعات

  • الرجل

ألوان المريخ الحقيقية: صورة مذهلة تكشف أسرار الكوكب الأحمر

رغم شهرته كلقب "الكوكب الأحمر"، فإن صورة جديدة كشفت جانبًا مختلفًا كليًا من المريخ، يفيض بالأصفر والبني والبرتقالي، بعيدًا عن اللون الأحمر التقليدي. الصورة التقطتها وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) عبر المسبار Mars Express، لتكشف مشهدًا فريدًا لمنطقة "أركاديا بلانيتيا Arcadia Planitia"، شمال غربي البراكين الأطول في النظام الشمسي. الصورة التي وُصفت بأنها تذكّر بأسلوب الفنان الأمريكي مارك روثكو، تُظهر تفاصيل جيولوجية مهمة، أبرزها تدفقات حمم بركانية متجمدة تعود إلى ما يزيد عن 3 مليارات سنة، ما يجعل المنطقة ذات أهمية علمية عالية في دراسة تاريخ الكوكب وفرص الحياة المستقبلية عليه. شياطين الغبار والفوهة الحديثة وسط هذا المشهد اللوني المتناغم، ظهرت أربعة من شياطين الغبار المريخية، وهي أعمدة دوّارة تشبه الأعاصير المصغّرة، تنشأ عندما يسخن السطح فيصعد الهواء الدافئ حاملًا الغبار معه، ويمكن تمييزها في وسط الصورة كنفثات بيضاء دقيقة عند التقاء البقع البنية الداكنة بالمساحات الحمراء الفاتحة. أما في أسفل يمين الصورة، فتبرز فوهة اصطدام ضخمة يبلغ قطرها نحو 15 كيلومترًا، محاطة بطبقات تشير إلى وجود جليد وفير تحت السطح لحظة الاصطدام، ويُعد غياب علامات التآكل دلالة على حداثة تشكّلها نسبيًا ضمن السجل الجيولوجي للكوكب. وفي أعلى المشهد، تتبدّى منطقة حمراء تغطيها تكوينات تُعرف باسم "ياردانغز"، وهي نتوءات صخرية نحتتها الرياح بمرور الزمن، تاركة الصخور الأكثر صلابة صامدة في مواجهة عوامل التعرية. أسفل هذه المنطقة، تظهر تضاريس تميل إلى البنّي الأرجواني، غنية بالسيليكات وفقيرة بالحديد، ويُعزى اختلاف ألوانها إلى تباينات في حجم وكثافة الرمال، ما يؤثر في طريقة تراكمها وحركتها عبر السهول المريخية. أما الضباب الخفيف الذي يغلّف الصورة، فهو نتيجة لتيارات هوائية محمّلة بذرات الغبار الناعم، تعكس أثر الرياح الدائم على ملامح سطح الكوكب. وتُعد هذه الصورة من أوضح ما التُقط لمنطقة أركاديا بلانيتيا حتى اليوم، وتشكل مرجعًا بصريًا ثريًا يُغذّي فهمنا لطبيعة المريخ وماضيه الجيولوجي.

«مصانع الدهون»... سرّ جديد من أسرار البقاء لدى إنسان نياندرتال
«مصانع الدهون»... سرّ جديد من أسرار البقاء لدى إنسان نياندرتال

الشرق الأوسط

timeمنذ 20 ساعات

  • الشرق الأوسط

«مصانع الدهون»... سرّ جديد من أسرار البقاء لدى إنسان نياندرتال

كشفت دراسة جديدة عن استراتيجية للبقاء اتّبعها إنسان «نياندرتال» البدائي، إذ إنه كان يستخرج دهن الحيوانات ويتناوله من خلال عملية منظّمة لتحضير الطعام، وصفها العلماء بـ«مصانع الدهون». وخلال التنقيب في موقع يُعرف باسم «نويمارك-نورد» في ألمانيا الحالية -كان في السابق بحيرة- اكتشف علماء الآثار آلاف العظام تعود إلى ما لا يقلّ عن 172 من الثدييات الكبيرة، إلى جانب أدوات مصنوعة من الصوّان. وتعود هذه العظام إلى فترة بين عصرَيْن جليديَّيْن عاش خلالها إنسان نياندرتال، وكانت لحيوانات مثل الأيائل الحمراء والخيول، وفق دراسة نقلتها «فوكس نيوز» عن مجلّة «ساينس أدفانسيس». ولاحظ الباحثون أنّ عدداً من العظام الغنيّة بنخاع العظم كانت موجودة في تجمّعات محدّدة، أطلقوا عليها اسم «مصانع الدهون»، بينما كانت العظام التي تحتوي على نخاع أقل موزّعة في أنحاء الموقع. ويعتقد العلماء أنّ أسلافنا المُنقرضين استخدموا أدوات لتحطيم العظام إلى شظايا صغيرة، ثم غلوها لساعات، إلى حدّ فصل الشحم الذي يطفو على سطح الماء لإتاحة إمكان جَمْعه وأكله، ما وفَّر مصدراً غنياً بالسعرات الحرارية. عظام تكشف عن حيلة ذكية للبقاء (جامعة ليدن) وقبل هذه الدراسة، لم يكن هناك دليل على هذه الممارسة إلا منذ نحو 28 ألف سنة فقط. ووفق المؤلِّف الأول للدراسة، الدكتور لوتس كيندلر: «كان إنسان نياندرتال يدير الموارد بدقة، يخطط للصيد، ينقل الذبائح، ويستخرج الدهون في مناطق مخصّصة لهذه المَهمّة. لقد فهم القيمة الغذائية للدهون وكيفية الوصول إليها بكفاءة، وغالباً ما كان يُخبّئ أجزاء الذبائح في أماكن معيّنة من البيئة لاستخدامها لاحقاً في مواقع استخلاص الدهون». وكانت الدهون مصدراً «حيوياً للبقاء» بالنسبة إلى نياندرتال، خصوصاً في فصلَي الشتاء والربيع حين كانت الكربوهيدرات نادرة. وقد كانت حميتهم تعتمد بدرجة كبيرة على البروتين الحيواني. وتناوُل كميات كبيرة من البروتين من دون عناصر غذائية أخرى قد يؤدّي إلى حالة تُسمّى «تسمّم البروتين»، والتي قد تكون مميتة أحياناً. من جهته، قال مدير البيانات وعالم الكمبيوتر في المشروع، الدكتور فولكو شيريون: «إن الحجم الهائل وطريقة الحفظ الاستثنائية لموقع نويمارك-نورد يمنحنا فرصة فريدة لدراسة تأثير إنسان نياندرتال في بيئته، من حياة نباتية وحيوانية. هذا أمر نادر جداً بالنسبة إلى موقع بهذا القِدم، ويفتح آفاقاً جديدة ومثيرة للبحث المستقبلي». وفي السنوات الأخيرة، اكتشف العلماء أيضاً أنّ إنسان نياندرتال كان يغوص لجمع الأصداف البحرية التي استخدمها، بعد تشذيبها بالحجارة الحادّة، لصنع أدوات قطع. كما أشارت دراسات أخرى إلى أنهم ربما دفنوا موتاهم مع الزهور.

أول صورة لبقايا نجم انطفأ في انفجار مزدوج بالقرب من درب التبانة
أول صورة لبقايا نجم انطفأ في انفجار مزدوج بالقرب من درب التبانة

الشرق الأوسط

timeمنذ 20 ساعات

  • الشرق الأوسط

أول صورة لبقايا نجم انطفأ في انفجار مزدوج بالقرب من درب التبانة

التقط علماء فلك آثار انفجار مزدوج أنهى وجود نجم، مقدمين بذلك أول دليل مرئي على هذا السيناريو الذي كان نظرياً سابقاً، على ما أظهرت دراسة نُشرت نتائجها اليوم (الأربعاء). لا تزال المستعرات العظمى (سوبرنوفا)، وهي انهيارات كارثية لبعض النجوم في نهاية حياتها، غامضة من نواحٍ عدة، إذ إن هذا الحدث الذي يشهد انفجار النجم يتسم بطابع مفاجئ وغير متوقع. بكتلة تُشبه كتلة الشمس، تُركز الأقزام البيضاء مادتها في حجم أصغر بكثير. ومن المعروف أنها تُنهي حياتها بالتلاشي ببطء، مُتحولةً إلى أقزام سوداء -وهو ما بقي في الإطار النظري من دون رصد فعلي سابقاً- أو بالانفجار بوصفه مستعراً أعظم. وأشار طالب الدكتوراه بريام داس، المعد الرئيسي للدراسة التي نشرتها مجلة «نيتشر»، في بيان صادر عن المرصد الأوروبي الجنوبي، إلى أن «انفجارات الأقزام البيضاء تؤدي دوراً حاسماً في علم الفلك». ويُعزى هذا بشكل خاص إلى أن هذه الأحداث تُنتج عناصر كثيرة، بينها الحديد، تُستخدم بصفتها مواد خام لتكوين نجوم جديدة. على الرغم من ذلك، لا يزال اللغز المُحيّر حول الآلية الدقيقة المُسببة للانفجار من دون حل، حسب داس. تتفق النماذج كلها على سيناريو يقوم على مراكمة القزم الأبيض للمادة عن طريق استيلائه على نجم توأم، حتى ينهار تحت تأثير كتلته. بقايا المستعر الأعظم وهي بقايا نجم متمدد انفجر قبل مئات السنين في انفجار مزدوج وهو أول دليل فوتوغرافي على أن النجوم يمكن أن تموت بانفجارَيْن (المرصد الأوروبي الجنوبي - أ.ف.ب) لكن دراسات حديثة أشارت إلى احتمال ثانٍ، وهو أن يلف القزم الأبيض نفسه بطبقة من الهيليوم المُستعار من نجم توأم، الذي «قد يُصبح غير مستقر وينفجر»، وفق البيان. وتضغط موجة الصدمة الناتجة عن هذا الانفجار القزم الأبيض، الذي ينفجر بدوره بصفته مستعراً أعظم. باستخدام أداة «ميوز» (MUSE) المُثبتة على التلسكوب الكبير جداً «Very Large Telescope» التابع للمرصد الأوروبي الجنوبي في تشيلي، التقط فريق علماء الفلك «صورة فوتوغرافية» لبقايا الحدث، المُسمى «SNR 0509»، الذي وقع قبل نحو 300 إلى 330 عاماً في سحابة ماجلان بالقرب من درب التبانة. تماشياً مع النظرية، تُظهر هذه الصور حلقتَيْ كالسيوم مميزتَيْن، باللون الأزرق في صور «ميوز»، يشير كل منهما إلى انفجار. يُعدّ هذا «مؤشراً واضحاً» على أن «آلية الانفجار المزدوج» تحدث بالفعل في الطبيعة، وفقاً لعالم الفلك إيفو سايتنزال من المعهد الألماني للدراسات النظرية في هايدلبرغ، الذي قاد عمليات الرصد.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store