هل اقتربت نهاية الحرب؟
التصريحات عديدة في هذا المضمار. وأهمها ما أشار إليه الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مؤخرا، من "وجود فرصة للتوصل إلى تسوية بشأن غزة هذا الأسبوع أو الأسبوع المقبل". وهو ما ردده بطريقة أو أخرى، مع حديثه عن وجود اتفاق غير معلن مع الرئيس الأميركي يتعلق بغزة، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الحريص على عدم الاصطدام مع ترامب، الذي سخر كل الإمكانات العسكرية والدبلوماسية الأميركية نصرة لإسرائيل، في الحرب التي دارت مع إيران وانتهت بتعطيل برنامجها النووي ومن قبل ذلك تقويض محورها الشيعي، وصولا إلى إعلان إسرائيلي يحقق طموح الرئيس الأميركي في إنهاء الحرب، والدخول في تسويات سياسية تخدم توجهاته، ليس فقط بين الإسرائيليين والفلسطينيين، بل الأهم إقليميا ومع المحيط العربي بالمجمل من خلال الاتفاقات الإبراهيمية، لتحقيق حلم ترامب الأشمل بوصفه، عبر التاريخ، صانعا للسلام في الشرق الأوسط.
المعضلة الحقيقة أمام وقف دائم لإطلاق النار وإنهاء الحرب في غزة تتعلق تحديدا بالعقيدة الإسرائيلية المصرة على نزع سلاح حركة حماس وتفكيك وجودها، وهو ما ترفضه الحركة جملة وتفصيلا، وقد يؤدي ذلك إلى استئناف إسرائيل لحربها بعد مهلة الستين يوما.
ومع ذلك، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي، المأزوم سياسيا بسبب ما يواجه من تهم فساد في محاكم تل أبيب، قد يبدي مرونة حول ما تقدم إذا ضمن دعما أميركيا يطوي ملف محاكمته، وهو ما يلمح له ترامب بين الحين والحين. وأغلب الظن أن يستمر نتنياهو بالمماطلة في ملف الرهائن وصولا لربطه بملفه القضائي، عبر تعزيز الضغوط السياسية لإنهاء محاكمته خارج أروقة المحاكم، خصوصا وأن عددا من كبار الساسة في إسرائيل، ومنهم الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، أبدوا انفتاحا لجهة التوصل إلى تسوية قضائية مع نتنياهو.
نتنياهو، النرجسي بطبعه، بحاجة إلى عفو ليتحرك بحرية أكبر في ملف غزة، خشية من سقوط حكومته، وهذا ما يدركه ترامب، الذي سيسعى لإنقاذه عبر أدوات عديدة، ومنها تحريك قوة اللوبي اليهودي الأميركي، لكن هذه المرة لدى صناع القرار في تل أبيب، إضافة إلى التلويح بملف المساعدات الأميركية لإسرائيل، وكل ذلك شرط أن ينهي نتنياهو حربه في غزة، والتي أضحت ثقلا سياسيا على الرئيس الأميركي خارجيا وفي الداخل.
مجمل اللعبة السياسية يكمن في الرسالة التي سلمها نتنياهو لترامب خلال المأدبة التي جمعتهما في البيت الأبيض مؤخرا. وفحواها ترشيح إسرائيل لسيد البيت الأبيض لنيل جائزة نوبل للسلام. وللوصول لذلك، فإن الرئيس الأميركي بحاجة للسلام أولا في غزة، والمفتاح بيد نتنياهو، وهذا ما لن يقبل عنه ترامب بديلا في عقلية رجل تحكمها الصفقات.
وما بين كل هذا، على العرب التحرك بسرعة، ووضع حل الدولتين، الذي يحظى بدعم دولي، خصوصا بريطانيا وفرنسا مؤخرا، على الرادار الأميركي مجددا، وصولا إلى عملية سياسية تحمي الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في التحرر وإقامة دولته المستقلة باعتبارها شرطا لأية مفاوضات عربية-إسرائيلية مستقبلية للتطبيع الشامل في المنطقة. وهذا أضعف الإيمان.
"الغد"

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


سواليف احمد الزعبي
منذ ساعة واحدة
- سواليف احمد الزعبي
'ماذا قال السنوار؟'.. باحث مصري يكشف 'سببا صادما' لتوقيت تنفيذ عملية 'طوفان الأقصى'
#سواليف بعد مرور قرابة عامين على عملية ' #طوفان_الأقصى ' التي نفذتها #حماس في 7 أكتوبر 2023، تكشفت #تفاصيل مفاجئة حول أحداث #غزة في الأيام التي سبقت العملية. وكشف الصحفي المصري والباحث في شؤون الحركات الإسلامية ماهر فرغلي خلال استضافته في بودكاست 'ماذا يحدث في الشرق الأوسط' الذي تقدمه صحيفة 'الوطن' المصرية، عن تفاصيل جديدة ومهمة عن أيام حركة حماس التي سبقت العملية، ومن بين التفاصيل التي أوردها محاولة سحب العديد من صلاحيات #يحيى_السنوار والتي رفضها بشدة. وذكر ماهر فرغلي أن مصادر وصفها بالمطلعة وقريبة من دوائر صنع القرار داخل الحركة، أفادت بأنه كان هناك تحرك لإقالة يحيى السنوار من قيادة غزة قبل هجوم 7 أكتوبر، حيث كان من المقرر استبداله بشخص آخر قادم من تركيا، على أن يترك السنوار للجناح العسكري فقط. وأضاف أن السنوار شعر بتلك التحركات وأبلغ المقربين منه أنه لن يسلم غزة إلا كأكوام من التراب وهو ما يفسر اتخاذه قرار تنفيذ هجوم 7 أكتوبر قبل وصول خليفته بيوم واحد فقط. وبين الكاتب الصحفي المصري الخبير في شؤون التيارات الإسلامية السياسية، أن حركة حماس لم تنجح في التحول من تنظيم مسلح إلى إدارة سياسية قادرة على حكم قطاع غزة بشكل مؤسسي، مشيرا إلى أنها تعاني من تفكك داخلي حاد وتنقسم إلى أجنحة متعددة أحدها موال لإيران وآخر لقطر، إضافة إلى الجناح العسكري الذي يتأثر بوضوح بأفكار التيار السلفي الجهادي والذي تغلغل داخل 'كتائب عز الدين القسام'. وصرح فرغلي بأن حماس تعاني تراجعا كبيرا في قدراتها سواء على المستوى العسكري أو الشعبي أو التنظيمي، مقدّرا أنها فقدت ما لا يقل عن 70% من قوتها الإجمالية. وأفاد بأن إصرار الحركة على البقاء في قطاع غزة بأي ثمن يعود إلى ارتباطها العضوي بالمشروع الإخواني، حيث قال: 'إذا غادرت حماس قطاع غزة، فهذا يعني سقوط المشروع الإخواني نهائيا، ولن تكون له عودة'. من جهتها، قالت صحيفة 'معاريف' العبرية إن الكنز الاستخباراتي الذي استحوذت عليه إسرائيل بعد اغتيال محمد السنوار تضمن وثيقة مذهلة تصف بشكل دقيق من أفواه قادة حماس، أسباب شن هجوم على إسرائيل في 7 أكتوبر، والعقلية داخل حماس التي أدت إلى الهجوم، والعلاقات بين حماس وحزب الله وإيران وأعضاء آخرين في 'حلقة النار'، والخطة الكاملة للحركة، التي اعتقدت أن هجوم 7 أكتوبر سيؤدي بالفعل إلى تدمير إسرائيل.


سواليف احمد الزعبي
منذ ساعة واحدة
- سواليف احمد الزعبي
MEE: محادثات غزة يهددها رفض 'إسرائيل' الانسحاب من رفح
#سواليف كشف موقع ميدل إيست آي البريطاني، أن #محادثات وقف إطلاق النار بين دولة #الاحتلال الإسرائيلي، وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية ' #حماس ' في #الدوحة تواجه خطر الانهيار، بسبب إصرار 'إسرائيل' على إبقاء قواتها في محافظة #رفح وأجزاء من #غزة خلال فترة الهدنة. كما ترفض حماس شرطًا جديدًا أضافه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يقضي بنزع سلاحها وتخليها عن السيطرة في غزة، وترى فيه محاولة لإفشال المفاوضات قبل بدئها. وعلم موقع ميدل إيست آي أن مفاوضي حركة حماس يشكون، وبشكل متزايد، في إمكانية التوصل خلال جولة المحادثات الحالية في الدوحة إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة مع إسرائيل. تقول المصادر المقربة من المفاوضين الفلسطينيين إن المحادثات ما تزال متوقفة على الأقل عند أمرين من أربعة أمور هامة. أما الأمر الأول فهو نطاق الانسحاب الإسرائيلي المقترح من قطاع غزة خلال هدنة الستين يوماً. وأما الأمر الآخر فهو أسلوب توزيع المساعدات. يقال إن الولايات المتحدة اقترحت تأجيل المباحثات حول هذين النقطتين، والتركيز بدلاً من ذلك على أسماء السجناء الفلسطينيين الذي ستطلق سراحهم إسرائيل مقابل من تبقى من الأسرى الإسرائيليين. إلا أن المفاوضين الفلسطينيين يرون في هذه المقاربة فخاً منصوباً لهم. وفي تصريح لموقع ميدل إيست آي، قال أحد المصادر: 'إنها مصممة لتحميل حركة حماس المسؤولية عن انهيار هذه المحادثات.' وبحسب المصادر فإن إسرائيل ترغب في إبقاء قواتها في أجزاء كبيرة من قطاع غزة خلال فترة هدنة الستين يوماً. تشمل هذه الأجزاء معظم محافظة رفح وكذلك 'منطقة محايدة' بعمق يصل إلى ثلاثة كيلومترات على امتداد حدود غزة الشرقية والشمالية مع إسرائيل. يفترض أن تغطي 'المنطقة المحايدة' العديد من البلدات والأحياء السكنية الفلسطينية، وبذلك يتم قطع الطريق على عودة مئات الآلاف من النازحين إلى بيوتهم. تدفع حماس باتجاه التزام إسرائيل بالانسحاب إلى الخطوط التي تم الاتفاق عليها في هدنة شهر يناير / كانون الثاني، والتي انتهكتها إسرائيل في شهر مارس / آذار. من شأن المخطط الإسرائيلي أن يبقي القوات الإسرائيلية في أجزاء من ممر فيلادلفيا، على امتداد حدود غزة مع مصر، وعلى مسافة 700 متر من الحدود مع إسرائيل في الشرق والشمال، إلى أن يتم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار دائم. فيما يتعلق بالمساعدات، يصر المفاوضون الإسرائيليون على استمرار مؤسسة غزة الإنسانية بممارسة دورها باعتبارها واحدة من الجهات الرئيسية الموزعة للمساعدات، على الرغم من التنديدات العالمية الواسعة بها. وبحسب المصادر التي تحدث معها موقع ميدل إيست آي، فإنه تمويهاً للشرعية التي سوف تكتسبها مؤسسة غزة الإنسانية فيما لو قبلت حماس بهذا الترتيب، فقد أخبرت إسرائيل برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة بأنه ينبغي أن يكون هو الموزع الرئيسي للمساعدات. يوم الأربعاء، قال كارل سكاو، نائب المدير التنفيذي في برنامج الغذاء العالمي، إن المسؤولين الإسرائيليين أشاروا إلى أنهم يريدون من الأمم المتحدة استئناف القيام بدورها كمزود رئيسي للمساعدات في غزة. يرفض مفاوضو حماس هذا الأمر خشية أن تغدو مؤسسة غزة الإنسانية، فيما لو ظلت شغالة، بديلاً عن الأمم المتحدة في نهاية المطاف. يقول شهود عيان إن القوات الإسرائيلية والمقاولين العسكريين الأمريكيين الذي يتواجدون في مواقع مؤسسة غزة الإنسانية يطلقون النار بشكل منتظم على الفلسطينيين الذين يصطفون من أجل الحصول على الطعام. أكد هذا الكلام، في تصريح لوكالة أسوشييتد بريس، موظفان سابقان في يو جي سولوشنز، شركة المقاولات العسكرية التي توظفها لديها مؤسسة غزة الإنسانية. كما نشرت صحيفة هآريتس شهادات لجنود إسرائيليين قالوا فيها إنهم أمروا بإطلاق النار على الفلسطينيين العزل الذي جاءوا يسعون للحصول على المساعدات. منذ أواخر شهر مايو / أيار، وبحسب تصريحات لمسؤولي وزارة الصحة، قتل ما لا يقل عن 800 شخص من الساعين للحصول على المساعدات بينما أصيب ما يزيد عن خمسة آلاف منهم عند نقاط التوزيع تلك. بالمجمل، ومنذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر / تشرين الأول 2023، لا يقل عدد من قتلتهم القوات الإسرائيلية عن 57880 فلسطينياً بينما يتجاوز عدد من أصيبوا بجراح 138 ألفاً. 'معسكر الاعتقال' الإسرائيلي ثمة ارتباط وثيق بين خطوط الانسحاب الإسرائيلي وآلية توزيع المساعدات. لو بقيت القوات الإسرائيلية في رفح، فسوف تفقد غزة القدرة على الوصول إلى بعض أكثر أراضيها الزراعية إنتاجية، الأمر الذي سوف يقوض قدرتها على تغذية نفسها ذاتياً ولو بشكل جزئي. بعد ذلك سوف تكون إسرائيل حرة في إقامة ما تسميه 'مدينة إنسانية'، وهو المقترح الذي قوبل بانتقادات دولية، بل وذهب البعض إلى وصفه بأنه أشبه ما يكون بمعسكر الاعتقال. أعلن عن الخطة وزير الحرب الإسرائيلي إسرائيل كاتس بينما كان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يجري محادثات مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في واشنطن الأسبوع الماضي. أخبر كاتس الصحفيين بأنه أصدر تعليماته للجيش بالإعداد لخطة لنقل جميع الفلسطينيين في غزة إلى مدينة خيام تقام على أنقاض رفح. وأضاف أنه فيما لو سمحت الظروف، فسوف تبدأ أعمال البناء خلال فترة الستين يوماً من وقف إطلاق النار الذي تحاول التفاوض من أجل التوصل إليه كل من إسرائيل وحماس. يحذر النقاد من أن المرفق قد يستخدم لاحتجاز 600 ألف فلسطيني في بداية الأمر، ثم لاحتجاز كافة سكان قطاع غزة في نهاية المطاف، مما قد يسهل عملية الإبعاد الجماعي فيما بعد إلى خارج المناطق الفلسطينية. ترى حماس وجود مؤسسة غزة الإنسانية، وما يصاحب ذلك من القتل اليومي للفلسطينيين الذين يصطفون في طوابير للحصول على الطعام، بمثابة أداة تستخدمها إسرائيل لإجبار الفلسطينيين على التوجه جنوباً إلى داخل أجزاء في رفح ترزح تحت سيطرتها. ولذلك فإن الحركة الفلسطينية لن توقع على اتفاق يقضي باستمرار مؤسسة غزة الإنسانية في العمل داخل غزة، أو يسمح لإسرائيل بإنشاء معسكر داخل رفح أثناء فترة وقف إطلاق النار، وذلك بحسب ما علمه موقع ميدل إيست من المصادر التي تحدثت إليه. قال المصدر: 'هذه الآلية ليست لديها شرعية. إذا وافقت حماس على هذا الأمر، فكأنها توافق على ما يجري من عمليات قتل.' وأضاف إن حماس لم تكن تسعى لأن تكون هي الموزعة للطعام أو للمساعدات في غزة، ولكنها فهمت أن الآلية الحالية كانت 'تهدف إلى دفع السكان للخروج من غزة.' ومضى يقول: 'لقد دفعت حركة حماس، ودفع الفلسطينيون في غزة، ثمناً باهظاً حتى الآن. يريد نتنياهو الاستسلام والتطهير العرقي، ولسوف لن يحصل على أي منهما.' 'التخريب' الذي يمارسه نتنياهو فيما يتعلق بالقضية الرابعة، طالبت حماس بأن تفضي فترة الهدنة التي من المقرر أن تمتد لستين يوماً إلى إنهاء دائم للحرب، على تبدأ المفاوضات باتجاه هذه الغاية في اليوم الأول من سريان الهدنة. ولكن سرعان ما أضاف نتنياهو شرطاً من شأنه أن يحبط المحادثات قبل أن تبدأ. فقد صرح في الأسبوع الماضي بأن 'شروط إسرائيل الأساسية' تتضمن وضع حماس سلاحها وتخليها عن قدراتها العسكرية والحكومية في نفس الوقت. ترفض حماس من الناحية المبدئية التنازل عن حقها في المقاومة المسلحة طالما استمر الاحتلال الإسرائيلي. ومع ذلك فقد سبق أن اقترحت حماس هدنة طويلة المدى مقابل الانسحاب الإسرائيلي من المناطق المحتلة. عملياً، ترى حركة حماس الفلسطينية أن استمرار المقاومة المسلحة هو السبيل الوحيد لفرض تكاليف على إسرائيل ومفاقمة الضغوط الداخلية في المجتمع الإسرائيلي من أجل إنهاء الحرب – كما تم توضيحه في شريط فيديو نشرته حماس مؤخراً لمقاتلين قاموا بقتل جندي إسرائيلي بينما كان هارباً منهم. في غياب ضغوط كبيرة من قبل الولايات المتحدة، وخاصة من قبل ترامب نفسه، لإنهاء الحرب، تعتقد حماس أنه لا سبيل أمامها سوى الاستمرار في المقاومة. في حديثه لموقع ميدل إيست آي، أشار المصدر إلى صفقة وقف إطلاق النار التي تم التوصل إليها في لبنان، والتي قال إنها تظهر بوضوح كيف سوف تتعامل إسرائيل مع أي صفقة تبرمها مع حماس. وقال المصدر: 'في واقع الأمر حصلت إسرائيل على ما تريده من الصفقة – فقد تم نزع سلاح حزب الله في المنطقة الواقعة جنوبي نهر الليطاني. والآن تسعى إسرائيل إلى فرض شرط على لبنان يقضي بنزع سلاح حزب الله بشكل تام. إن القبول بنزع سلاح حماس هو الذي سوف يتيح الفرصة أمام إسرائيل لتنفيذ خطتها للتطهير العرقي في غزة من كل الفلسطينيين.' وأضاف المصدر إن حماس دخلت في محادثات الدوحة بنية حسنة وكانت على استعداد لتحرير عشرة من الأسرى الإسرائيليين الذين ما زالوا على قيد الحياة.


أخبارنا
منذ 2 ساعات
- أخبارنا
اسماعيل الشريف : لماذا يدعم ترامب الصهيونية؟
أخبارنا : «لا يوجد رئيس أميركي قدّم «لإسرائيل» أكثر مما قدّمت أنا»، ترامب. في سنوات تكوينه الأولى، تأثر ترامب بالمحامي الصهيوني روي كوهين، الذي اشتهر بنفوذه الواسع وأساليبه القاسية. لم يتردد كوهين في استخدام الوسائل غير المشروعة لخدمة موكليه، بما في ذلك ترامب، معتمدًا على الابتزاز والرشوة والتخويف والحملات الإعلامية المدبرة. لم يكن كوهين محامي ترامب فحسب، بل مثّل أيضًا عائلات المافيا في نيويورك، مسخرًا نفوذه السياسي والقانوني لتسهيل صفقاتهم وإرشادهم في أساليب التحايل على الضرائب. وكان بمثابة أستاذ لترامب لقنه قواعد اللعبة في عالم السياسة والأعمال، فزرع فيه مبادئ جوهرية: كإنكار التهم ومهاجمة من يتهمه، وعدم الاعتراف بالهزيمة، وجعل الإعلام سلاحًا، لا يثق في أحد، ويستمر في الهجوم. كما غرس فيه فلسفة تقوم على أن الحياة عبارة عن صفقات تخلو من الأخلاق، وأن القانون ليس مرجعًا أخلاقيًا وإنما أداة توظف لتحقيق المصالح الشخصية. وصل ترامب إلى قمة السلطة في البيت الأبيض بدعم أصوات العرب والمسلمين، فقد حجبوها عن هاريس بعد فشلها في التمايز عن بايدن، الذي ورّط نفسه مع نتنياهو في جرائم الإبادة الجماعية. كان ترامب قد قدم نفسه للناخبين كرجل السلام الذي سيضع حدًّا للصراعات. لكن ترامب تنكر للناخبين العرب والمسلمين الذين ساهموا في وصوله للسلطة، فطرح مخططًا لتهجير سكان غزة والسيطرة عليها، ومزق اتفاقية وقف المذبحة التي أعدها سلفه. كما فرض الجوع على أهل غزة، محولًا مراكز توزيع الطعام إلى فخاخ لاستهدافهم، وانخرط مباشرة في الحرب ضد إيران. كانت توقعاتنا تشير إلى أن موقف ترامب سيكون أكثر إيجابية من سلفه بايدن، خاصةً بعد انتقاده العلني لنتن ياهو عندما كان الأخير من أوائل الذين هنأوا بايدن بفوزه في الانتخابات السابقة، وهو ما اعتبره ترامب خيانة شخصية. كما توقعنا أن يتحرر من قيود اللوبيات الصهيونية في ولايته الأخيرة، إذ لم يعد بحاجة لأصواتهم، لا سيما بعد فوزه الواضح وسيطرة حزبه على الكونغرس. وقبل الزيارة الأولى لنتن ياهو إليه، نشر ترامب على منصته مقطع فيديو لصحفي ينتقد نتن ياهو، كما يدعي دائمًا أنه لو كان رئيسًا لقيّد إيران في وقت مبكر. رغم ادعاءات ترامب بالالتزام بالبروتستانتية وانتمائه الرسمي للكنيسة «المشيخية»، فإن تدينه المزعوم يثير علامات استفهام، فتشير مؤشرات متعددة إلى أن علاقته بالدين انتهازية سياسية أكثر من كونها إيمانًا حقيقيًّا، فهو نادرًا ما يتحدث عن التزامه الروحي أو يستدل بالنصوص المقدسة في خطاباته. يكشف جهله الواضح بالفروق بين العهدين القديم والجديد، رغم إلحاحه على الحديث عن «الحق المقدس» لليهود في فلسطين، لكن عندما طُلب منه الاستشهاد بآية واحدة تدعم ذلك، عجز عن الإجابة. تزدحم سيرته الشخصية بالفضائح الأخلاقية، وقد صرح ذات مرة أنه لم يطلب المغفرة من الله قط، وهو تصريح يبدو غريبًا من سياسي يدعي التدين، مما يؤكد أن الدين بالنسبة له مجرد أداة سياسية لتحقيق المآرب. لماذا يدعم ترامب الصهاينة بهذا الشكل المفرط؟ لقد رصدت أحد عشر سببًا وراء هذا الدعم المطلق: 1. الحاجة الماسة لدعم اللوبيات الصهيونية لتحصين نفسه سياسيًّا، خاصة وأنه واجه محاولات عزل ومحاكمات، ولا يزال يواجه معارضة داخلية شرسة تهدد مكانته. 2. السعي لتمهيد الطريق لابنه بارون ويليام من زوجته الحالية ميلانيا، حيث بدأ الإعلام الأمريكي يروج لإعداده كرئيس مستقبلي، وهو ما يستلزم بطبيعة الحال كسب دعم اللوبيات الصهيونية. 3. التأثير المباشر لصهره جاريد كوشنر، الذي تربطه علاقة شخصية وثيقة بنتن ياهو، إضافة إلى كون عائلته من أبرز المموّلين للمشاريع الاستيطانية، فضلاً عن امتلاكه مصالح تجارية واسعة داخل الكيان. 4. استرضاء قاعدته الانتخابية من المسيحيين الصهاينة، الذين يؤمنون بأن إقامة «إسرائيل الكبرى» تشكل جزءًا لا يتجزأ من النبوءات التوراتية التي تمهد لعودة المسيح. 5. التقاطع الأيديولوجي مع اليمين المتطرف الصهيوني في جوانب عديدة، منها عقيدة الاستيطان ومنطق فرض القوة ومعاداة الإسلام وتأييد الفصل العنصري والإيمان بتفوق العرقالأبيض. 6. الاستفادة من الآلة الإعلامية الصهيونية الجبارة، التي تضمن له تغطية إعلامية مؤاتية تعزز من صورته العامة وتؤثر على توجهات الرأي العام لصالحه. 7. توظيف الكيان كسلاح في صراعه مع خصومه السياسيين، حيث يستمر في إلصاق تهمة معاداة السامية بأعضاء الجناح التقدمي في الحزب الديمقراطي، مستغلاً ذلك لتشويه صورتهم وإضعاف مواقفهم. 8. ممارسة الضغط على الدول العربية لانتزاع مكاسب سياسية وشخصية، مستثمرًا نفوذه وعلاقاته الوثيقة مع الكيان لفرض شروط تخدم مصالحه وتوسع دائرة نفوذه. 9. الشراكة الاقتصادية مع رجال الأعمال الصهاينة، فقد امتلك قبل دخوله المعترك السياسي عدة عقارات ومشاريع تجارية مرتبطة برؤوس أموال صهيونية، كما أبرم أثناء رئاسته صفقات عقارية مع مستثمرين صهاينة بارزين، من بينهم الثري ليف ليفاييف، أحد أبرز ممولي الاستيطان. انعكس دعمه للكيان على شكل صفقات مربحة في قطاعات العقارات والمصارف والإعلام، مما رسخ ترابط مصالحه الاقتصادية مع الجهات الداعمة للكيان. 10. استثمار الكيان لتوسيع نفوذه على المستوى الدولي، حيث يستفيد من علاقاته المتينة مع الصهاينة في تعزيز مكانته داخل الولايات المتحدة وخارجها، بخاصة في أوساط المال والأعمال المؤثرة. 11. تحقيق عوائد مالية شخصية مباشرة، إذ إن دعمه للكيان يتجاوز الحسابات السياسية ليفتح أمامه أبواب الاستثمارات والصفقات المربحة في قطاعات متنوعة، من العقارات إلى وسائل الإعلام. بناءً على ذلك، فإن ترامب لا يتعامل مع الكيان إلا من منظور تجاري بحت، ودعمه له لا ينطلق من قناعات أيديولوجية راسخة، بل من حسابات براغماتية محضة تحقق له مكاسب سياسية وشخصية متعددة الأوجه. ــ الدستور