logo
سكان غزة يرفضون خطة ترمب للتهجير على رغم الموت والدمار

سكان غزة يرفضون خطة ترمب للتهجير على رغم الموت والدمار

Independent عربية٠٩-٠٧-٢٠٢٥
كلما يتأمل منصور أبو الخير ما حوله داخل غزة، لا يرى الرجل الفلسطيني البالغ من العمر 45 سنة سوى الموت والدمار والجوع، بعد قرابة عامين من اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس".
وعلى رغم أن حياة الفلسطينيين انهارت تحت وطأة الغارات الجوية الإسرائيلية والقصف العنيف، يرفض أبو الخير وغيره رفضاً قاطعاً خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب المدعومة من إسرائيل لتهجير سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.
وقال أبو الخير "لماذا نغادر أرضنا؟ هذه أرضنا نتركها ونذهب إلى أين؟ ولدنا وعشنا وكبرنا فيها، لمن نتركها؟ وما المغريات التي تجعلنا نهاجر إلى أي بلد آخر نكون أغراباً فيه".
وأشار ترمب الذي استقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض أول من أمس الإثنين، إلى إحراز تقدم في مبادرة مثيرة للجدل لنقل الفلسطينيين إلى خارج القطاع الساحلي.
وفي حديثه إلى الصحافيين خلال مأدبة عشاء بين المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين، قال نتنياهو إن الولايات المتحدة وإسرائيل تعملان مع دول أخرى لمنح الفلسطينيين "مستقبلاً أفضل"، مشيراً إلى أن سكان غزة سيتمكنون من الانتقال إلى دول مجاورة.
وفي حوار مع ترمب، قال نتنياهو "إذا أراد الناس البقاء فبإمكانهم البقاء، ولكن إذا أرادوا المغادرة فيجب أن يكونوا قادرين على المغادرة، لا ينبغي أن يكون سجناً، يجب أن يكون مكاناً مفتوحاً وأن تتاح للناس حرية الاختيار".
وأشار نتنياهو نفسه إلى أن إسرائيل تعمل مع واشنطن لإيجاد دول أخرى توافق على مثل هذه الخطة، وقال "نعمل مع الولايات المتحدة من كثب لإيجاد دول تسعى إلى تحقيق ما يقولونه دائماً عن رغبتهم في منح الفلسطينيين مستقبلاً أفضل، أعتقد أننا نقترب من إيجاد دول عدة".
وعندما سئلت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان رافينا شامداساني عن تصريحات نتنياهو، قالت في مؤتمر صحافي في جنيف "هذه التصريحات تثير المخاوف في شأن الترحيل القسري، فمفهوم الترحيل الطوعي في السياق الذي نشهده في غزة حالياً محل شك كبير".
كان ترمب قال بعد خمسة أيام من توليه الرئاسة خلال يناير (كانون الثاني) الماضي، إن على الأردن ومصر استقبال فلسطينيين من غزة، مضيفاً أنه منفتح على أن تكون هذه خطة طويلة الأمد.
لكن سرعان ما رفضت القاهرة وعمان فكرة ترمب بتحويل غزة الفقيرة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، ورفضها كذلك الفلسطينيون وجماعات حقوق الإنسان الذين قالوا إن الخطة تعد تطهيراً عرقياً.
وعندما ُسئل هذا الأسبوع عن تهجير الفلسطينيين، قال ترمب إن الدول المحيطة بإسرائيل تقدم المساعدة، وتابع قائلاً "حظينا بتعاون كبير من دول مجاورة، لذلك سيحدث شيء جيد".
استيقظ سعيد، وهو فلسطيني من غزة عمره 27 سنة، غاضباً لدى سماع الأخبار حول ترويج ترمب ونتنياهو لفكرة التهجير مرة أخرى.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
فحتى بعد أكثر من 20 شهراً من الحرب التي سوت خلالها إسرائيل مناطق كثيرة من غزة بالأرض إضافة إلى النزوح الداخلي المتكرر، لا يزال قلب سعيد شديد التعلق بغزة.
ذلك القطاع الصغير المكتظ بالسكان هو نفسه موطن لأجيال من اللاجئين بداية من حرب 1948 التي أدت إلى إعلان دولة إسرائيل.
ويقول سعيد "نرفض هذا المخطط، نرفض أن نغادر أرضنا، نريد أن يكون لنا حق في حرية التنقل والسفر إلى بلدان أخرى، لكن عملية تهجيرنا ونزعنا من أرضنا هذه مخططات نرفضها كفلسطينيين".
ويسعى الفلسطينيون إلى إقامة دولة مستقلة في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل وغزة والقدس الشرقية من خلال عملية سلام بوساطة أميركية.
الخوف من تكرار "النكبة"
يتهم كثير من الفلسطينيين إسرائيل بتقويض فرص إقامة دولتهم بصورة ممنهجة، من خلال التوسع في بناء المستوطنات بالضفة الغربية وتسوية أجزاء كبيرة من غزة بالأرض خلال الحرب الحالية.
وترفض إسرائيل هذا الاتهام وتقول إن حملتها العسكرية لا تستهدف سوى القضاء على المسلحين الفلسطينيين الذين تقول إنهم يشكلون تهديداً وجودياً لها، وتقول أيضاً إن لها جذوراً تاريخية وتوراتية داخل الضفة الغربية.
ويعد التهجير من أكثر القضايا المؤلمة بالنسبة إلى الفلسطينيين، الذين يخشون من تكرار "نكبة" عام 1948 عندما طُرد مئات الآلاف من منازلهم خلال حرب 1948.
والنكبة واحدة من التجارب التي ساعدت على مدى أكثر من 75 عاماً في تشكيل هوية الفلسطينيين الوطنية، وألقت بظلالها على العلاقات مع إسرائيل خلال عقود الصراع التي تلت ذلك.
واندلعت أحدث حرب في الصراع عندما هاجمت "حماس" جنوب إسرائيل خلال أكتوبر (تشرين الأول) 2023، مما أدى إلى مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة وفقاً للإحصاءات الإسرائيلية. ولا يزال نحو 50 رهينة في غزة، ويعتقد أن 20 منهم على قيد الحياة.
وقتل الهجوم الإسرائيلي اللاحق على القطاع الفلسطيني ما يربو على 57 ألف فلسطيني، وفقاً لوزارة الصحة داخل غزة.
ووفقاً لنتائج توصل إليها المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية، يبحث بعض الفلسطينيين عن مخرج مع استمرار الغارات الجوية الإسرائيلية التي لا هوادة فيها ومعاناتهم نقصاً حاداً في الغذاء والوقود والدواء والماء.
وقال المركز البحثي ضمن تقرير صدر خلال مايو (أيار) الماضي إن "نصف سكان غزة تقريباً يريدون مغادرة قطاع غزة إذا استطاعوا".
وذكر اقتراح اطلعت عليه "رويترز"، ويحمل اسم جماعة إغاثة مثيرة للجدل مدعومة من الولايات المتحدة، خطة لبناء مخيمات واسعة النطاق تسمى "مناطق انتقال إنسانية" داخل غزة وربما خارجها لإيواء السكان الفلسطينيين، وأشار الاقتراح إلى رؤية "تغيير سيطرة 'حماس' على السكان في غزة".
وقال الفلسطيني أبو سمير الفقعاوي "لن أغادر غزة، أنا باق هنا، هذا بلدي، هذا وطني"، وأضاف "أولادنا شهداء مدفونون هنا، أهالينا وأصحابنا وجيراننا وأبناء عمنا كلهم مدفونون هنا، لمن نترك بلدنا؟ هم من يغادرون وليس نحن، سنبقى صامدين باقين على هذه الأرض غصباً عنهم جميعاً، غصباً عن ترمب وغصباً عن نتنياهو وغصباً عن أي أحد".
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترمب عن ولايته الثانية: الأكثر تأثيراً في تاريخ رؤساء أميركا
ترمب عن ولايته الثانية: الأكثر تأثيراً في تاريخ رؤساء أميركا

الشرق السعودية

timeمنذ 37 دقائق

  • الشرق السعودية

ترمب عن ولايته الثانية: الأكثر تأثيراً في تاريخ رؤساء أميركا

اعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأحد، أن ولايته الثانية هي الأكثر تأثيراً في تاريخ رؤساء الولايات المتحدة، وذلك بعد مرور 6 أشهر على عودته للبيت الأبيض، مرجعاً ذلك إلى قدرته على إنهاء عدد من الحروب مع دول لا ترتبط بعلاقة مع بلاده إلا من خلال التجارة أو الصداقة، على حد تعبيره. وأضاف الرئيس الأميركي في منشور على منصة "تروث سوشيال": "يُنظر إلى ولايتي الثانية على أنها من أكثر الفترات تأثيراً في تاريخ أي رئيس". وتابع: "لقد أنجزنا الكثير من الأمور الجيدة والعظيمة، بما في ذلك إنهاء عدد من الحروب مع دول لم تكن تربطنا بها علاقة سوى من خلال التجارة، أو في بعض الحالات الصداقة". واعتبر ترمب أن "ستة أشهر ليست فترة طويلة لإعادة إحياء دولة كبرى بالكامل"، مضيفاً: "قبل عام فقط، كانت بلادنا ميّتة تقريباً، ولا أمل في إنعاشها، أما اليوم، فالولايات المتحدة هي الدولة الأكثر جاذبية واحتراماً في العالم". وأشار موقع "أكسيوس"، في تقرير إلى أنه رغم التحديات المتعددة التي واجهتها إدارة ترمب داخلياً وخارجياً، فإن الرئيس الأميركي حقق عدداً من النجاحات، من بينها تمرير ما وصفه بـ"مشروع القانون الكبير والجميل"، إلى جانب صدور قرارات من المحكمة العليا لصالحه في قضايا عدة وملفات مهمة. مساعي ترمب وبحسب الموقع، تفاوضت إدارة ترمب منذ يناير الماضي، للتوصل إلى ثلاث اتفاقات لوقف إطلاق النار بين ست دول مختلفة، غير أن مساعيها لإبرام اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا، وكذلك بين إسرائيل وحركة "حماس" الفلسطينية، لم تُكلَّل بالنجاح حتى الآن. وكان ترمب قد كرّر مراراً خلال حملته الانتخابية لعام 2024 تعهّده بإنهاء الحرب بين موسكو وكييف خلال 24 ساعة، حال عودته إلى البيت الأبيض. وفي منشور منفصل عبر "تروث سوشيال"، تفاخر الرئيس الأميركي أيضاً بمعدلات التأييد التي يحظى بها، زاعماً أن شعبيته بين الجمهوريين بلغت 95% في استطلاعات مختلفة، إلّا أن موقع "أكسيوس" أشار إلى أنه ليس من الواضح أي استطلاعات تحديداً كان يقصدها ترمب. وبحسب استطلاع أجرته مؤسسة Gallup في يونيو الماضي، بلغت نسبة تأييد الرئيس الأميركي 40% بين الناخبين من كلا الحزبين، الجمهوري والديمقراطي، مقارنة بـ47% عند بداية ولايته الثانية في يناير الماضي. شعبية ترمب وعند تفصيل نتائج الاستطلاع بحسب الانتماء الحزبي، أظهر أن 86% من الجمهوريين يؤيدون أداء ترمب، مقابل 36% من المستقلين، و1% فقط من الديمقراطيين. كما أظهر استطلاع آخر أجرته شبكة CBS News بالتعاون مع مؤسسة YouGov، ونُشر، الأحد، نسباً متقاربة، حيث بلغ معدل التأييد العام للرئيس ترمب 42%، بينهم 89% من الجمهوريين، و32% من المستقلين، و5% من الديمقراطيين. وذكر الرئيس الأميركي في منشوره أن شعبيته شهدت ارتفاعاً بعد ما وصفه بـ"كشف خدعة جيفري إبستين" من قبل مَن سماهم بـ"الديمقراطيين اليساريين المتطرفين". ويُشار إلى أنه لم تُنشر حتى الآن أي استطلاعات رأي جديدة بعد إصدار ترمب أمراً للمدعية العامة بام بوندي بالكشف عن محاضر هيئة المحلفين الكبرى المتعلقة بقضية إبستين. واختتم الرئيس منشوره بالقول: "الناس يحبون الحدود القوية، وكل الأشياء الكثيرة الأخرى التي أنجزتها، لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى!".

الاستخبارات الأميركية وشاهدٌ من أهلها
الاستخبارات الأميركية وشاهدٌ من أهلها

الشرق الأوسط

timeمنذ 2 ساعات

  • الشرق الأوسط

الاستخبارات الأميركية وشاهدٌ من أهلها

إذا قلنا مؤامرات وغموض، فهذا يثير في النفس على الفور عالم الاستخبارات، حيث تُحاك الخطط والتدابير في «الغرف المُغلقة». هذه هي الصورة الذهنية، وأضافت لها الميديا والدراما والأدب الأميركي، وربما البريطاني، صورة الجاسوس أو العميل الخارق، الوسيم، متعدّد اللغات، المحلّل الماهر، والقاتل البارع، والمقاتل المحترف، مغوي النساء، وراكب الأمواج ومتسلق الناطحات، المصارع فوق أسطح القطارات السريعة! لكن بالعودة إلى الصورة الأوليّة، صورة المؤامرات، فنحن أمام كشفٍ جديد، على طريقة «وشهد شاهدٌ من أهلها». مديرة الاستخبارات الأميركية، تولسي غابارد، أعلنت مؤخراً أنَّ الشعب الأميركي سيكتشف قريباً الحقيقة الكاملة حول «كيفية استغلال وتوظيف أقوى الشخصيات في إدارة أوباما للاستخبارات بشكل سياسي في عام 2016»، لتأسيس ما وصفته بـ«انقلاب طويل الأمد» ضد الرئيس دونالد ترمب. أصل الأمر، أو «المؤامرة الاستخبارية الأوبامية»، حسب غابارد، عائد إلى وقت فوز ترمب في عام 2016 حين تمّ إعداد تقييمات استخباراتية جديدة بتوجيه من البيت الأبيض، رغم وجود تقييمات سابقة أكدت «عدم تأثير روسيا». وبعد ذلك، بدأ ما وصفته غابارد بـ«مسؤولي الدولة العميقة» في المجتمع الاستخباراتي بتسريب معلومات استخباراتية كاذبة إلى صحيفة «واشنطن بوست» ووسائل الإعلام الأخرى، مدعية أن روسيا «استخدمت وسائل سيبرانية للتأثير على نتيجة الانتخابات لصالح ترمب». وذكرت بالاسم: جيمس كومي، رئيس الإف بي آي؛ جون برينان، رئيس السي آي إيه؛ جيمس كلابر، رئيس المجتمع الاستخباراتي الوطني. غابارد ذكرت أنَّ هذه الوثائق تكشف عن «مؤامرة خائنة» وأنَّها قد قامت بتسليم جميع الوثائق إلى وزارة العدل لضمان المساءلة التي يستحقها ترمب وعائلته والشعب الأميركي. قد يُقال إنَّ هذه السيدة أتى بها الرئيس ترمب، وهو لديه ثأرٌ خاص مع المذكورين الثلاثة، وعهد أوباما وملحقه بايدن، لكن هذا لا ينفي أصل المسألة، وهي وجود حالات تلاعب بالرأي العام، وتخادم بين الصحافة بشكل عامّ، والليبرالية بصفة خاصّة، مع «الدولة العميقة» بعهد أوباما وبايدن. الأمر لم ينحصر بالداخل الأميركي، بل إنَّ الصَّحافة العربية، مثلاً، وكثيرٌ من منصاتها وكُتّابها، أعادوا تصدير هذه الأضاليل المصنوعة لدى كومي وبرينان وكلابر، وموظفيهم، مع الميديا الليبرالية الأميركية، للمتلقّي العربي، بيقين جارف، وهُزءٍ عاصف، ضد كل من يرفض مضغ طعام التضليل الإعلامي الأميركي «الأوبامي» أتكلَّم حينذاك، وليس الآن بحيث كُلّ طرف يدّعي الحكمة بأثرٍ رجعي! حسناً... ماذا عن التضليل اليوم؟ وهل السيدة الجمهورية الترمبية، غابارد، وأمثالها من قادة المجتمع الاستخباري، لا يفعلون - اليوم - ما فعل أسلافهم الليبراليون بالأمس، بأشياء وروايات تمسُّ منطقتنا وقضايانا؟! التضليل والكذب والتوجيه والتوظيف، أعمال تخدم السياسات والحروب... والحرب خدعة.

على البالالعلاقة بين السياسي والإعلامي.. ترمب نموذجاً!
على البالالعلاقة بين السياسي والإعلامي.. ترمب نموذجاً!

الرياض

timeمنذ 2 ساعات

  • الرياض

على البالالعلاقة بين السياسي والإعلامي.. ترمب نموذجاً!

مع كل معركة بين سياسيٍ مؤثر وكبير وإعلامٍ نافذٍ ومسيطر، نستمتع بالهجوم المتبادل بين الطرفين إعلامياً، وننتظر من سيربح، ونتساءل بعفوية، هل الإعلام سلطة مستقلة تُراقب وتُحاسب؟ أم هو مجرد أداةٌ مرنةٌ في يد من يدفع أكثر أو يصيح أعلى؟ الحال في الغرب مختلف، العلاقة بين السياسي والإعلامي علاقة توتر مدروس، فكلا الطرفين يعرف أنه لا يستطيع الاستغناء عن الآخر، لكنه لا يثق به أيضاً، فالسياسي يحتاج الإعلام ليُلمّع صورته، وليُسوّق قراراته غير القابلة للنقاش، والإعلامي يحتاج السياسي ليبني تفوقه وسبقه الصحفي بعناوين صحفية تُزيد نسب القراءة والمشاهدة وتُنعش الموقع الإعلامي وتجذب الأموال له، لكن في نهاية الأمر إذا تجاوز أحدهم الخط الأحمر، تنقلب اللعبة وتبدأ الحرب! والرئيس الأميركي دونالد ترمب خير مثال وتطبيق لنموذج العلاقة بين السياسي والإعلامي، كونه لا يثق في الإعلام الأميركي، ويصف هذا الإعلام بأنه 'عدو الشعب'، ومعاركه مع الصحافة سياسية بحتة، فهو لا ينتظر من الإعلام أن يمتدحه، بل يسبقهم بخطوة ويهاجمهم قبل أن يهاجموه، وآخر هذه المعارك ولا أعتقد أنها ستكون الأخيرة معركته الحالية مع صحيفة نيويورك تايمز بسبب اتهام الصحيفة له بالرسم الذي وُصف بأنه غير لائق، وقيل إنه أرسله قبل سنوات للشخصية المشبوهة جيفري إبستين. الإشكالية في التحدي لإثبات صحة الرسمة أن الصحيفة لم تنشر الرسمة فقط، بل أعادت فتح أرشيف رسومات ترمب، وطبيعي أننا تابعنا الرد الغاضب له ونفيه أي علاقة بالرسمة وتهديده بمقاضاة الصحيفة ومؤسسة نيوز كورب المالكة لعدد من أبرز الصحف الأميركية، مطالبًا بـ 10 مليارات دولار تعويضاً. هذه القضية المثارة حالياً هي قضية جماهيرية بكل أبعادها كون الإعلام طرفا رئيسا بها، مما يجعلني أعيد التساؤل الذي بدأته بالمقال ولكن بصورة مباشرة، هل الإعلام مستقل فعلاً؟ أم أن السياسي حين يمتلك قاعدة جماهيرية، يصبح هو من يُسيّر الرأي العام حتى لو خالفته عناوين الصحف؟ من وجهة نظري أنه في حالة الرئيس الأميركي، يبدو أن الإعلام تأثر به كما تأثر به خصومه، كونه رغم كل الانتقادات، هو "نجم" كل منصة إعلامية، فالإعلام في الغرب ليس فوق النقد، ومرتبط بالمصالح السياسة، لذلك نجد أن الرابح دائماً السياسي مهما كانت عناوين الإعلام مثيرة والأدلة واضحة، لتكون نظرية الحرية الإعلامية بالغرب والاستقلالية الإعلامية، لا تتعدى كونها مجرد نظرية أكاديمية!

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store