
ويتكوف يتحدث عن بقاء نقطة خلافية واحدة بين حماس وإسرائيل
قال المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف #ويتكوف إن #المفاوضات جارية لتقريب وجهات النظر، وإن القضايا الخلافية بين #إسرائيل وحركة #المقاومة_الإسلامية ( حماس ) تم تقليصها من 4 إلى واحدة.
وأضاف ويتكوف أنه يأمل التوصل إلى اتفاق بشأن #غزة بنهاية هذا الأسبوع، وقال إنهم يعملون على تقليص #الخلافات في #مفاوضات_غزة 'ومع الوقت سيتحقق ذلك'، مؤكدا أنهم يسعون إلى 'سلام دائم في غزة وحل النزاع بصورة حقيقية'.
ويأتي ذلك في وقت أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنّه سيلتقي رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مجددا الثلاثاء لمناقشة وقف القتال في قطاع غزة.
وقال #ترامب لصحفيين 'إنّ #نتنياهو آت إلى البيت الأبيض في وقت لاحق. سنناقش، غزة بشكل شبه حصري. علينا أن نحلّ هذه المسألة'.
وأضاف ترامب 'إنّها مأساة، وهو يريد حلّها، وأنا أريد حلّها، وأعتقد أنّ الطرف الآخر يريد ذلك'، مشيرا إلى أن 'الوضع في غزة مأساوي'.
وكان ترامب قد استقبل نتنياهو -المطلوب للجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة- على مأدبة عشاء في البيت الأبيض بواشنطن الليلة الماضية، خلال زيارة نتنياهو الثالثة إلى واشنطن منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض.
وفي معرض أجوبته عن أسئلة الصحفيين، نفى الرئيس الأميركي وجود عراقيل أمام التوصل لوقف لإطلاق النار في قطاع غزة، مؤكدا أن الأمور تسير بشكل جيد. كما أكد أمام نتنياهو أن حماس تريد التفاوض والتوصل إلى وقف لإطلاق النار.
عقيدة نتنياهو
من جهته، قال نتنياهو إنه سيلتقي الرئيس الأميركي في واشنطن مجددا، معربا عن أمله في الوصول إلى صفقة، زاعما بأنه يتابع المفاوضات بشكل شخصي لكن لا يمكنه تحديد موعد لنهايتها.
وأضاف أن إسرائيل وافقت على مقترح ويتكوف، مشيرا إلى أن هناك فرصا للسلام يعتزم هو وترامب تحقيقها وأنهما يعملان على ذلك، وأنه وترامب يؤمنان بعقيدة السلام من خلال القوة، على حد تعبيره.
ولفت إلى أنه لم يكن هناك قط هذا المستوى من التنسيق والتعاون والثقة بين أميركا وإسرائيل كما هو الحال حاليا بفضل الرئيس ترامب، على حد قوله.
وقال نتنياهو أيضا إن غزة يجب أن يكون لها مستقبل مختلف وإنه لا يزال عليهم إكمال المهمة بإطلاق سراح جميع الأسرى والقضاء التام على قدرات حماس العسكرية والحكومية، حسب زعمه.
وعبّر عن استعداده لإنهاء الحرب بشرط ألا تشكل حماس ما اعتبره تهديدا لإسرائيل، وقال إن 'النتيجة النهائية ستكون إطلاق سراح جميع رهائننا واستسلام حماس، وغزة لن تشكل تهديدا'.
في الأثناء، قالت القناة الـ13 الإسرائيلية إن اللقاء المرتقب الليلة بين ترامب ونتنياهو لا يزال قيد التنسيق النهائي، كما قالت القناة الـ12 الإسرائيلية إن نتنياهو سيلتقي ترامب مجددا الليلة على خلفية إحراز تقدم في المفاوضات.
ورقة إطار عامة
وعلى صعيد محادثات الدوحة، قال المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، في وقت سابق اليوم الثلاثاء، إنّ المباحثات متواصلة في الدوحة بهدف التوصل إلى هدنة، لكن من المبكر إعطاء أي انطباعات. وأكد أنّ الوسطاء يسعون إلى جسر الهوة وإيجاد إطار تفاوضي بين الجانبين.
وأشار الأنصاري إلى أن ما يجري الحديث عنه هو ورقة إطار عامة، وأن المحادثات المفصلة لم تبدأ بعد، موضحا أنه ليست هناك جداول زمنية للمفاوضات لكنها مستمرة حتى الوصول إلى نتائج إيجابية.
كما أكد المتحدث باسم الخارجية القطرية أنّ الخطة التي تحدث عنها مسؤولون إسرائيليون والمتعلقة بتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة لا تناقش في المحادثات الجارية في الدوحة. وجدد التأكيد على رفض دولة قطر لأي عملية تهجير للفلسطينيين خارج أراضيهم، مطالبا المجتمع الدولي بدعم هذا التوجه.
وفي وقت لاحق، قالت الخارجية القطرية إن رئيس الوزراء وزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني بحث مع وزير خارجية مصر بدر عبد العاطي التطورات بغزة والأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأضافت أنهما شددا على استمرار الوساطة لوقف إطلاق النار بغزة، كما شددا على إطلاق سراح الأسرى ودخول المساعدات لغزة.
إدارة غزة
من ناحية أخرى، رجح مسؤول سياسي إسرائيلي رفيع المستوى، الثلاثاء، أن تتولى تل أبيب حكم غزة مدة من الوقت، مجددا رفض حكومته عودة السلطة الفلسطينية لإدارة القطاع.
ويمكن لهذا الموقف أن يعقد إمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، الذي تُجرى بشأنه مفاوضات غير مباشرة في الدوحة حاليا.
ونقلت وسائل إعلام عبرية، بينها موقع 'والا'، عن المسؤول الذي يرافق نتنياهو في زيارته إلى واشنطن 'لا بد من وجود نظام حكم في غزة يُسيّر الحياة. ربما سنبقى هناك مدة من الزمن'.
ومبررا إمكانية تولي تل أبيب حكم غزة لبعض الوقت، قال المسؤول مدعيا 'إذا لم نكن هناك في المرحلة الأولى، فلا يمكننا التأكد من قدرتنا على نقل السلطة إلى طرف آخر'، دون أن يسميه.
وتابع بأن 'نظام الحكم في غزة سيديره فلسطينيون. لكن السلطة الفلسطينية لن تدير القطاع'، مضيفا أن 'قوة أخرى ستتولى السيطرة على المنطقة، وتمنع استخدام السلاح'، دون مزيد من التفاصيل.
ويأتي ذلك في ظل حرب إبادة جماعية تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة الإسرائيلية، بدعم أميركي، أكثر من 194 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


سواليف احمد الزعبي
منذ ساعة واحدة
- سواليف احمد الزعبي
بينها 3 دول عربية.. ترامب يفرض رسوما جمركية جديدة على ست دول
#سواليف وجه الرئيس الأمريكي دونالد #ترامب، اليوم الأربعاء، رسائل متعلقة بالرسوم الجمركية لـ6 دول هي #الجزائر و #بروناي و #العراق و #ليبيا ومولدوفا والفلبين. وتضمنت الرسائل فرض #رسوم_جمركية بنسبة 30% على الجزائر و25% على بروناي و30% على العراق و30% على ليبيا و25% على مولدوفا و25% على الفلبين. وفي وقت سابق، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب: إن مجموعة 'البريكس' باتت على وشك الانهيار، مهددًا بفرض رسوم جمركية جديدة على جميع الدول الأعضاء إذا لم تلتزم بسياسات التجارة الأمريكية الجديدة. وفي تصريحات مثيرة، أكد ترامب أن الولايات المتحدة ستبقي الدولار العملة المهيمنة عالميًا، مضيفًا: 'الدولار ملك، وسنُبقيه كذلك. ومن يظن أنه يستطيع تحدينا عبر تجاوز الرسوم الجمركية، سيدفع ثمنًا أكبر بكثير'. وحذر من أن أي دولة ضمن 'البريكس' قد تواجه عقوبات تجارية صارمة، مشيرًا إلى أن واشنطن لن تتهاون مع أي خرق لقوانين التجارة أو التعامل بالدولار. وأوضح ترامب أن جميع الدول مطالبة بالالتزام بالتعريفات الجمركية الجديدة بحلول 1 أغسطس المقبل، مؤكدًا أن الإدارة الأمريكية لم تُغيّر الموعد ولن تفعل، في رسالة مباشرة إلى الدول التي تسعى لتقويض الهيمنة الاقتصادية الأمريكية.

الدستور
منذ ساعة واحدة
- الدستور
«إكستريم ميك أوفر» ترمب!
يتبارى السياسيون ويتباهون في مدى فاعلية فرقهم الوزارية. من المعايير روح الفريق، الميدانية والشفافية. وفرت ثورة المعلومات والاتصالات والأدوار النوعية لصحافة الألفية الثالثة، وفرت متابعة عالمية وأخرى مغرقة في المحلية لأداء حكومات العالم وقادة أحزابها، فضلا عما تم تقديمه من العالم «الحر» إلى العالم «الثالث» أو النامي، من مجتمعات مفتوحة أو المنظمات الأهلية، غير الرسمية أو غير الربحية! لكلّ شبكاته الإعلامية والإعلانية التي تعرف كيف تطرح هذه الفاعلية أو تلك، بما يخدم صورتها، والأهم أجندتها. الإدارة الأمريكية الراهنة تفوقت على نفسها، في حال المقارنة بين ولايتي الرئيس دونالد ترمب، وحملاته الانتخابية الثلاثة، والذي يبدو جليا ومنذ خطاب التنصيب أنه صار في أذهان كثيرين، حملة انتخابية رئاسية رابعة، بصرف النظر عن قرار ترمب النهائي، في العمل على البقاء في الخدمة رئيسا للبلاد ولاية ثالثة، كان يعيبها على سلفيه باراك حسين أوباما وجو بايدن، على اعتبار أن رئاسة بايدن ما كانت إلا ولاية ثالثة لأوباما. أخذ ترمب الشفافية في الإدارة إلى مستويات غير مسبوقة، لها من يؤيدها ولها من يحذر منها، حبا ودعما للرئيس، أو معارضة له ولأجندته ولأسلوبه في الإدارة. الاجتماع الوزاري الأخير -الثلاثاء- كان لافتا ليس في التفاصيل ذات الطبيعة الميدانية محليا وعالميا، بل في استعراض تغييرات في صورة المكان ومقتنياته بما فيها صور الرؤساء التاريخيين من الحزبين وبراويزهم، وساعة الحائط التي أخذها من مكتب وزير الخارجية ماركو روبيو في الوزارة، كمساهمة من الوزارة والوزير، لقاعة الاجتماعات الوزارية في البيت الأبيض. في لقاء سابق، وبحضور قادة دوليين تباهى ترمب بإعادة بناء صور أيقونية لم تقتصر على المكتب البيضاوي. كانت صورة الذهب من عيار أربع وعشرين قيراطا، وكذلك تحويل المقعدين الأصفرين أمام المدفئة إلى ساحة نزال مع الضيوف والصحفيين في آن واحد، كما حدث مع رئيسي أوكرانيا وجنوب إفريقيا. بلغ الأمر إطفاء الأنوار لعرض شريط فيديو ما زال محل سجال حول مجازر المزارعين البيض، لكن اللافت أن مجرد بقاء اسم بايدن في كثير من اللقاءات ذات الطبيعة المحلية أو العالمية يفيد بأن انتخابات العام المقبل -التجديد النصفي للكونغرس- حاضرة في ذهن الرئيس حرصا منه على إبقاء المجلسين الشيوخ والنواب بيد الحزب الجمهوري، وتحديدا بأغلبية مريحة من حركة «ماغا» سيما بعد الشقاق الذي أحدثه إيلون ماسك والذي اعتبره ترمب بأنه سيصب في صالحه شخصيا دون الخوض في مدى تأثير ذلك على الحزبين الجمهوري والديموقراطي. ليس سرا أن الحديّة حول أداء ترمب وأجندته عميقة وآخذة بالتجذّر حزبيا ووطنيا (أمريكيا) وعالميا، لكن الجدير بالانتباه وربما التقدير بإنصاف هو الحرص على تشبيك الملفات والقضايا والمفاوضات كلها بعضها ببعض، بما يخدم الهدف الأكبر وهو استرداد عظمة أمريكا والحفاظ على سيادتها القرن الواحد والعشرين. الأمن والاقتصاد مازال قطبا الرحى ولا يتردد «الشّف والشّيف» بمعنى الطباخ والقائد بالثقافة الأمريكية، لا يتردد أبدا عن طحن القوالب والقواعد الجامدة لا مجرد تكسيرها للوصول إلى الهدف. انظر تصريح ترمب حول الدولار واعتباره أي محاولة من قبل مجموعة «بريكس» أو غيرها، استبدال الدولار كعملة عالمية في موقع السيادة «الملك»، سيعتبر بمثابة خسارة حرب عالمية وهو ما لن يسمح به أبدا.. قد تأخذ ساعات «الديجيتال» وألواحها الذكية البعض بعيدا عما يجري في الشرق الأوسط والقوى الآخذة بالتشكل إقليميا وعالميا، لكن ساعة الحائط «ساعة الأجداد» مازالت في الصورة، تدق بجلال ووقار كل ساعة، فتضبط على وقعها ساعات كثيرة شرقا وغربا (سياسيا)، شمالا وجنوبا (اقتصاديا). للشفافية فوائدها وللخلوات السياسية والإدارية مرجعياتها، لكن الميدان وحده هو الفيصل فيما ينفع الناس، فيمكث في الأرض.. لمن يتابع البرامج الأمريكية الشهيرة غير السياسية كالذي اشتهرت به شبكة «إي بي سي» الأمريكية، لن تغيب عن باله محاكاة ترمب -الرئيس والمقاول وصانع الصفقات- لبرنامج «إكستريم ميك أوفر» الثلاثاء الماضي. تقوم فكرة البرنامج الذي استمر عرضه أحد عشر موسما 2004-2012 على تبرع محسن أو هيئة خيرية لصالح إعادة إعمار بيت فقير أو متهالك، على نحو يتم من خلاله مكافأة الأسرة تكريما وتقديرا لمعيلها أو أحد أفرادها، لأي قيمة نبيلة كانت، كأن يكون جنديا مقداما أو مدرسا لأجيال أو متطوعا محبا للخدمة العامة، وليس فقط النماذج التقليدية في استدرار العطف كالابتلاء بأمراض أو إعاقات أو فقر مدقع. العبرة هي قصة نجاح والحرص على التعبير عنها والتحفيز لصنع المزيد منها. قد يستسهل البعض المدح أو الذم، لكن في تفاصيل المشهد ما هو أهم للالتقاط بعيدا عن يوميات الحدث..

الدستور
منذ ساعة واحدة
- الدستور
دم على المائدة
ترامب هو أول رئيس أمريكي يستطيع، خلال ستة أشهر، أن يقرّب «إسرائيل» أو يبعدها بما يخدم مصالحه، دون أن يخشى أي تبعات سياسية- آرون ميلر، مفاوض أمريكي سابق للسلام. للمرة الثالثة خلال خمسة أشهر، التقى الرئيس ترامب بمجرم الحرب نتن ياهو، في سابقة لم يحظَ بها أي زعيم في العالم، بما فيهم زيلينسكي، رئيس أوكرانيا، الذي لم يُستقبل إلا مرة واحدة رغم خوضه حربًا بالوكالة عن حلف الناتو، وُصفت بأنها مصيرية لمستقبل أوروبا. وفي هذا اللقاء الثالث، نال نتن ياهو حظوة تفوق حتى بعض مساعدي الرئيس الذين ينتظرون قرارات مصيرية تتعلق بملفات ملحّة. روّج ترامب، قبل الاجتماع، لفكرة إعلان وقفٍ لإطلاق النار في غزة، وشاركه نتن ياهو في تسويقها قبيل مغادرته إلى واشنطن. غير أنه ما إن صعد الطائرة حتى أعلن رفضه للهدنة المقترحة لستين يومًا، والتي كانت ستشكل مدخلًا لهدنة دائمة، تشمل انسحاب قوات الاحتلال من غزة، وإدخال المساعدات الأممية. بهذا التصريح، تلاشت الآمال في أن يحمل اللقاء أي انفراج، وهو ما أكده مراسل صحيفة «هآرتس» عامير تيبون، حين كتب أن نتن ياهو يتعمّد استغلال مطالب حماس لعرقلة المفاوضات وربما إفشالها بالكامل. خلال الاجتماع، لم تكن الأنباء الواردة من الدوحة مبشّرة؛ فالمفاوضات تعثرت، ولا تزال هناك نقاط خلاف جوهرية، أبرزها ملف المساعدات، الذي وصفته حماس بصيغته الحالية بأنه «غير مقبول»، ما استدعى انضمام ويتكوف إلى المحادثات لاحقًا. في الوقت ذاته، أصدر الناطق باسم جيش الاحتلال، أفيخاي أدرعي، أوامر بإخلاء تسع مناطق في خان يونس، ودفع المدنيين نحو الغرب. وفي مشهد احتفالي تفوح منه رائحة الدم، اجتمع الرجلان على مائدة عنوانها «الانتصار على الأعداء». نال نتن ياهو من خلالها دفعة انتخابية كبرى، وهو يتحضّر للمعركة المقبلة على صناديق الاقتراع. وكانت أولى الهدايا من واشنطن: طلبٌ رئاسي للقضاء الإسرائيلي بتبرئته من تهم الفساد، في تلميح واضح لربطها بالمساعدات الأمريكية. وفي مشهد عبثي يلامس الكوميديا السوداء، سلّم نتن ياهو، سفّاح الأطفال والنساء، ومهندس أكبر إبادة جماعية في العصر الحديث، رسالة إلى رئيس أمريكي يقود خطة تطهير عرقي معلنة في غزة، يرشّحه فيها لجائزة نوبل للسلام! ولا تتفاجأ، عزيزي القارئ، إن نالها؛ فقد علّمتنا السنوات الأخيرة أن المستحيل لم يعد كذلك. وبرأيي، فإن العشاء لم يكن يومًا لبحث وقف إطلاق النار. فالولايات المتحدة، منذ اندلاع الحرب، تحرص على إظهار نفسها كراعٍ للسلام، لامتصاص الغضب العالمي وتحسين صورتها الإنسانية، بينما تواصل تزويد الكيان بالدعم العسكري والسياسي لتغذية آلة القتل. قلناها منذ الأشهر الأولى: حرب غزة هي حرب أمريكية خالصة، ينفّذها الكيان الصهيوني بزعامة مجرم الحرب نتن ياهو، لتحقيق مصالح واشنطن، من بيع السلاح، والسيطرة على منابع الطاقة، وكبح جماح إيران المتمرّدة، والسعي نحو آسيا الوسطى لمحاصرة الصين، إلى فرض الهيمنة الأمريكية على المنطقة ومنع تمدد روسيا وبكين. ولو أراد الرئيس الأمريكي إيقاف المجزرة لفعلها بكبسة زر. غير أن نتن ياهو، حتى اللحظة، فشل في تنفيذ الأهداف التي رسمها له ترامب في فبراير الماضي، وعلى رأسها تهجير سكان غزة. هذا اللقاء لم يغيّر شيئًا. بل أكد المؤكد: الكيان ليس أكثر من مخلب أمريكي في الشرق الأوسط. واشنطن تفاوض إيران، تصافح الحوثيين، وتتحاور مع حماس دون أن تُشعر «حليفها»، ثم تقصف إيران متى ما شعر الكيان بالخطر. لكن هذا الدعم ليس بلا مقابل؛ فقد بات واضحًا أن الكيان أضعف من أن يعيش دون المظلّة الأمريكية. لقد تحوّلت عقيدة جيشه من «الردع الكامل» إلى «إضعاف الخصم»، وأصبح ارتهانه لواشنطن تهديدًا وجوديًا له، خصوصًا مع تصاعد تيار انعزالي داخل الولايات المتحدة يدعو لتقليص الدعم. ولعل أبرز الضربات التي تلقاها الكيان جاءت من مؤسسة «هيريتج» المحافظة، إحدى أبرز داعميه التقليديين، والتي دعت إلى خفض المساعدات تدريجيًا، وصولًا إلى وقفها التام بحلول عام 2047. حصل نتن ياهو على صورة الزعيم القوي المدعوم من البيت الأبيض، أما ترامب فحوّله إلى خاتم في إصبعه، يحرّكه كما يشاء لخدمة الإمبراطورية، مستغلًا شهوته للسلطة وخضوعه لأفراد حكومته.