logo
4560 جريمة حوثية ضد المساجد ورجال الدين خلال عقد من الحرب

4560 جريمة حوثية ضد المساجد ورجال الدين خلال عقد من الحرب

شهد اليمن منذ انقلاب جماعة الحوثي على الدولة عام 2014 تحولات كارثية طالت مختلف مناحي الحياة، وكان من أبرز معالم هذا التحول استهداف المؤسسات الدينية ورجال الدين، في سياق منهجي يهدف إلى إعادة تشكيل البنية العقائدية للمجتمع اليمني وفق منظور طائفي دخيل على الهوية الدينية والوطنية للبلاد.
ومع تصاعد التوترات المسلحة لم تكن المساجد ودور العبادة بمنأى عن استهداف المليشيا الحوثية، بل أصبحت في صدارة أهدافها، باعتبارها ركائز للهوية الدينية السنية ومرتكزًا لثقافة الاعتدال والوسطية.
وفي هذا السياق، أصدرت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات تقريرًا جديدًا تحت عنوان "غريزة المليشيات الحوثية في تفجير المساجد ودور القرآن وقتل رجال الدين"، كشفت فيه عن حجم ونوع العداء الذي تبديه هذه الجماعة تجاه الرموز الدينية والمؤسسات الإسلامية التقليدية.
ووثق التقرير الصادر عن الشبكة ارتكاب ميليشيا الحوثي الإرهابية 4560 جريمة وانتهاكًا بحق رجال الدين ودور العبادة في 14 محافظة يمنية خلال الفترة الممتدة من 1 يناير 2015 وحتى 30 يونيو 2025، وتعكس هذه الأرقام حجم الكارثة التي حلت بالقطاع الديني في اليمن، حيث شملت هذه الانتهاكات القتل المباشر للخطباء والأئمة، والإصابة الجسدية، والتفجير والقصف، والاعتداءات بالضرب، والاختطاف، والإخفاء القسري، والتعذيب، فضلاً عن فرض خطباء تابعين للفكر الحوثي، وتحويل المساجد إلى أدوات لنشر الفكر الطائفي والتحشيد العسكري.
ورصد التقرير وقوع 277 حالة قتل استهدفت أئمة وخطباء ومصلين، من بينها 72 حالة قتل بالإطلاق المباشر للنار، و19 حالة نتيجة القصف العشوائي، و28 حالة ناتجة عن الضرب المبرح والقوة المفرطة، بالإضافة إلى 19 حالة قتل باستخدام الطعن والسلاح الأبيض، كما تم توثيق 178 حالة إصابة جسدية لرجال الدين، وهي جرائم ترقى في كثير من تفاصيلها إلى أعمال تصفية جسدية ذات دوافع عقائدية.
وفي السياق ذاته، وثق الفريق الميداني التابع للشبكة 386 حالة اختطاف طالت أئمة وخطباء ومصلين، إلى جانب 73 حالة تعذيب جسدي ونفسي، بينها 9 حالات تعذيب أفضت إلى الوفاة داخل المعتقلات الحوثية، وشكلت أمانة العاصمة ومحافظة صنعاء بؤرة تركّز لهذه الانتهاكات، ما يعكس تصميماً واضحاً لدى المليشيا على اجتثاث أي صوت ديني خارج عن إطار فكرها الطائفي أو غير خاضع لسلطتها القسرية.
أما دور تحفيظ القرآن الكريم والمؤسسات المرتبطة بالعلم الديني، فقد تعرضت لسلسلة من الجرائم التي وصفتها الشبكة بالانتهاكات الفادحة، حيث سجل التقرير 791 انتهاكًا شملت 103 حالة تفجير وتفخيخ، و201 حالة قصف، و52 حالة إحراق متعمد، و341 حالة اقتحام ونهب وعبث بالمحتويات، هذه الجرائم لا يمكن قراءتها خارج سياق الرغبة الحوثية في تفريغ المجتمع اليمني من قيمه التعليمية الدينية المعتدلة، وإحلال مراكز تعبئة طائفية بدلاً منها.
ويضيف التقرير أن المليشيات الحوثية حولت 423 مسجدًا إلى ثكنات عسكرية يتم فيها تناول القات والشيشة والشمة والرقص، وهو ما يشير إلى امتهان واضح لقدسية أماكن العبادة، كما حوّلت 219 مسجدًا إلى مراكز لغسل عقول الأطفال عبر منهجية تحريضية طائفية تمهد لتجنيدهم لاحقاً في جبهات القتال، كما جرى توثيق 61 مسجدًا تم تحويلها إلى غرف عمليات ومخازن أسلحة، في مخالفة صارخة لكل القوانين والأعراف الدولية التي تجرّم استخدام دور العبادة لأغراض عسكرية.
كذلك، سجل التقرير 394 حالة إغلاق للمساجد، و1291 حالة فرض أئمة وخطباء تابعين للحوثيين، في محاولة شاملة لإعادة تشكيل الخطاب الديني داخل المجتمع بما يخدم الأجندة الفكرية للمليشيا، كما وثق الفريق 467 حالة إغلاق لمدارس تحفيظ القرآن الكريم، وهي خطوة أخرى في مسار تدمير الحواضن التربوية والدينية التي كانت تشكل رافداً للاستقرار الروحي والأخلاقي في المجتمع اليمني.
ويؤكد المراقبون أن هذه الأرقام لا تمثل فقط مؤشرات على حجم الانتهاكات، بل تعبّر عن استراتيجية ممنهجة تستهدف إفراغ المجال الديني من مضامينه الوسطية والسنية، لصالح فكر طائفي دخيل تغذيه المرجعيات الإيرانية التي تتقاطع مصالحها مع المشروع الحوثي في اليمن، فليست هذه الجرائم حوادث معزولة، بل هي نمط متكرر من السلوك العقائدي العدواني الذي يسعى إلى فرض رؤية دينية مغلقة بالقوة والإرهاب، عبر سحق كل صوت ديني مستقل أو تقليدي.
التقرير يشير بوضوح إلى أن الجماعة الحوثية لم تعد تتعامل مع المساجد كأماكن مقدسة، بل كأدوات للحرب والهيمنة الفكرية والسياسية، وهو ما يظهر البعد العقائدي العميق وراء هذا السلوك، لا سيما في استهداف دور القرآن الكريم التي كانت تشكل توازنًا ضد الفكر الطائفي، فجرى تفجيرها وتخريبها وقصفها من قبل جماعة تدّعي أنها حامية للدين.
أمام هذا المشهد المروع، تبدو الحاجة ملحّة لتحرك داخلي وخارجي عاجل، سياسي وحقوقي، يضع حدًا لهذه الممارسات التي لا تهدد فقط السلم الأهلي في اليمن، بل تضرب جوهر التعايش الديني في مقتل، كما أن السكوت على هذا النمط من الجرائم يشكّل سابقة خطيرة في تفجير التعددية الدينية والاجتماعية في العالم العربي، ويفتح الباب أمام موجات تطرف مضادة قد تجر البلاد إلى جولات صراع أكثر دموية وتعقيدًا.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

4560 جريمة حوثية ضد المساجد ورجال الدين خلال عقد من الحرب
4560 جريمة حوثية ضد المساجد ورجال الدين خلال عقد من الحرب

الحركات الإسلامية

timeمنذ 18 ساعات

  • الحركات الإسلامية

4560 جريمة حوثية ضد المساجد ورجال الدين خلال عقد من الحرب

شهد اليمن منذ انقلاب جماعة الحوثي على الدولة عام 2014 تحولات كارثية طالت مختلف مناحي الحياة، وكان من أبرز معالم هذا التحول استهداف المؤسسات الدينية ورجال الدين، في سياق منهجي يهدف إلى إعادة تشكيل البنية العقائدية للمجتمع اليمني وفق منظور طائفي دخيل على الهوية الدينية والوطنية للبلاد. ومع تصاعد التوترات المسلحة لم تكن المساجد ودور العبادة بمنأى عن استهداف المليشيا الحوثية، بل أصبحت في صدارة أهدافها، باعتبارها ركائز للهوية الدينية السنية ومرتكزًا لثقافة الاعتدال والوسطية. وفي هذا السياق، أصدرت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات تقريرًا جديدًا تحت عنوان "غريزة المليشيات الحوثية في تفجير المساجد ودور القرآن وقتل رجال الدين"، كشفت فيه عن حجم ونوع العداء الذي تبديه هذه الجماعة تجاه الرموز الدينية والمؤسسات الإسلامية التقليدية. ووثق التقرير الصادر عن الشبكة ارتكاب ميليشيا الحوثي الإرهابية 4560 جريمة وانتهاكًا بحق رجال الدين ودور العبادة في 14 محافظة يمنية خلال الفترة الممتدة من 1 يناير 2015 وحتى 30 يونيو 2025، وتعكس هذه الأرقام حجم الكارثة التي حلت بالقطاع الديني في اليمن، حيث شملت هذه الانتهاكات القتل المباشر للخطباء والأئمة، والإصابة الجسدية، والتفجير والقصف، والاعتداءات بالضرب، والاختطاف، والإخفاء القسري، والتعذيب، فضلاً عن فرض خطباء تابعين للفكر الحوثي، وتحويل المساجد إلى أدوات لنشر الفكر الطائفي والتحشيد العسكري. ورصد التقرير وقوع 277 حالة قتل استهدفت أئمة وخطباء ومصلين، من بينها 72 حالة قتل بالإطلاق المباشر للنار، و19 حالة نتيجة القصف العشوائي، و28 حالة ناتجة عن الضرب المبرح والقوة المفرطة، بالإضافة إلى 19 حالة قتل باستخدام الطعن والسلاح الأبيض، كما تم توثيق 178 حالة إصابة جسدية لرجال الدين، وهي جرائم ترقى في كثير من تفاصيلها إلى أعمال تصفية جسدية ذات دوافع عقائدية. وفي السياق ذاته، وثق الفريق الميداني التابع للشبكة 386 حالة اختطاف طالت أئمة وخطباء ومصلين، إلى جانب 73 حالة تعذيب جسدي ونفسي، بينها 9 حالات تعذيب أفضت إلى الوفاة داخل المعتقلات الحوثية، وشكلت أمانة العاصمة ومحافظة صنعاء بؤرة تركّز لهذه الانتهاكات، ما يعكس تصميماً واضحاً لدى المليشيا على اجتثاث أي صوت ديني خارج عن إطار فكرها الطائفي أو غير خاضع لسلطتها القسرية. أما دور تحفيظ القرآن الكريم والمؤسسات المرتبطة بالعلم الديني، فقد تعرضت لسلسلة من الجرائم التي وصفتها الشبكة بالانتهاكات الفادحة، حيث سجل التقرير 791 انتهاكًا شملت 103 حالة تفجير وتفخيخ، و201 حالة قصف، و52 حالة إحراق متعمد، و341 حالة اقتحام ونهب وعبث بالمحتويات، هذه الجرائم لا يمكن قراءتها خارج سياق الرغبة الحوثية في تفريغ المجتمع اليمني من قيمه التعليمية الدينية المعتدلة، وإحلال مراكز تعبئة طائفية بدلاً منها. ويضيف التقرير أن المليشيات الحوثية حولت 423 مسجدًا إلى ثكنات عسكرية يتم فيها تناول القات والشيشة والشمة والرقص، وهو ما يشير إلى امتهان واضح لقدسية أماكن العبادة، كما حوّلت 219 مسجدًا إلى مراكز لغسل عقول الأطفال عبر منهجية تحريضية طائفية تمهد لتجنيدهم لاحقاً في جبهات القتال، كما جرى توثيق 61 مسجدًا تم تحويلها إلى غرف عمليات ومخازن أسلحة، في مخالفة صارخة لكل القوانين والأعراف الدولية التي تجرّم استخدام دور العبادة لأغراض عسكرية. كذلك، سجل التقرير 394 حالة إغلاق للمساجد، و1291 حالة فرض أئمة وخطباء تابعين للحوثيين، في محاولة شاملة لإعادة تشكيل الخطاب الديني داخل المجتمع بما يخدم الأجندة الفكرية للمليشيا، كما وثق الفريق 467 حالة إغلاق لمدارس تحفيظ القرآن الكريم، وهي خطوة أخرى في مسار تدمير الحواضن التربوية والدينية التي كانت تشكل رافداً للاستقرار الروحي والأخلاقي في المجتمع اليمني. ويؤكد المراقبون أن هذه الأرقام لا تمثل فقط مؤشرات على حجم الانتهاكات، بل تعبّر عن استراتيجية ممنهجة تستهدف إفراغ المجال الديني من مضامينه الوسطية والسنية، لصالح فكر طائفي دخيل تغذيه المرجعيات الإيرانية التي تتقاطع مصالحها مع المشروع الحوثي في اليمن، فليست هذه الجرائم حوادث معزولة، بل هي نمط متكرر من السلوك العقائدي العدواني الذي يسعى إلى فرض رؤية دينية مغلقة بالقوة والإرهاب، عبر سحق كل صوت ديني مستقل أو تقليدي. التقرير يشير بوضوح إلى أن الجماعة الحوثية لم تعد تتعامل مع المساجد كأماكن مقدسة، بل كأدوات للحرب والهيمنة الفكرية والسياسية، وهو ما يظهر البعد العقائدي العميق وراء هذا السلوك، لا سيما في استهداف دور القرآن الكريم التي كانت تشكل توازنًا ضد الفكر الطائفي، فجرى تفجيرها وتخريبها وقصفها من قبل جماعة تدّعي أنها حامية للدين. أمام هذا المشهد المروع، تبدو الحاجة ملحّة لتحرك داخلي وخارجي عاجل، سياسي وحقوقي، يضع حدًا لهذه الممارسات التي لا تهدد فقط السلم الأهلي في اليمن، بل تضرب جوهر التعايش الديني في مقتل، كما أن السكوت على هذا النمط من الجرائم يشكّل سابقة خطيرة في تفجير التعددية الدينية والاجتماعية في العالم العربي، ويفتح الباب أمام موجات تطرف مضادة قد تجر البلاد إلى جولات صراع أكثر دموية وتعقيدًا.

الفيديوهات الحوثية توثق الانتهاك وتستعرض القوة.. أزمة قانونية وإنسانية تتفجر في البحر الأحمر
الفيديوهات الحوثية توثق الانتهاك وتستعرض القوة.. أزمة قانونية وإنسانية تتفجر في البحر الأحمر

الحركات الإسلامية

timeمنذ 2 أيام

  • الحركات الإسلامية

الفيديوهات الحوثية توثق الانتهاك وتستعرض القوة.. أزمة قانونية وإنسانية تتفجر في البحر الأحمر

في تصعيد جديد يعكس تحول البحر الأحمر إلى ساحة مواجهة إقليمية معقّدة، جدّد زعيم جماعة الحوثيين عبد الملك الحوثي، التأكيد على أن قرار حظر الملاحة على "العدو الإسرائيلي" في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن هو قرار "ثابت ومستمر"، مشدداً على أن الجماعة لن تسمح بإعادة تشغيل ميناء أم الرشراش (إيلات) أو بمرور أي سفن تخدم المصالح الإسرائيلية في تلك المياه. وفي خطاب متلفز، كشف الحوثي أن بعض شركات الشحن تجاهلت الحظر وبدأت بإرسال شحنات إلى الميناء المذكور، فكان الرد من قبل جماعته عبر تنفيذ عمليات استهدفت تلك السفن، وأدت إلى إغراق سفينتين خلال أيام قليلة، فيما وصفه بأنه "رسالة رادعة لكل الشركات التي تنقل لصالح إسرائيل". وبحسب الحوثي، فإن العمليات التي نُفذت هذا الأسبوع بلغت نحو 45 عملية شملت استخدام صواريخ فرط صوتية وباليستية وطائرات مسيّرة وزوارق مسيّرة، واستهدفت مناطق إسرائيلية في عمق فلسطين المحتلة، بما في ذلك عسقلان وأسدود ويافا وأم الرشراش. هذا التصعيد اللافت في توقيته وأدواته العسكرية جاء في سياق ما وصفه الحوثي بـ"الرد الحازم على استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة"، مؤكداً أن جماعته ستواصل تنفيذ عملياتها طالما استمرت تلك الحرب والحصار المفروض على القطاع. لكن هذا التصعيد الحوثي تزامن مع تحذيرات رسمية يمنية من أن الجماعة تجاوزت الخط الأحمر في انتهاكها للقانون الدولي، فقد علّق وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني على مقطع الفيديو الذي بثه الحوثيون يوثق لحظة استهداف سفينة الشحن "Eternity C"، مؤكداً أن السفينة كانت تحمل مساعدات غذائية من برنامج الأغذية العالمي إلى الصومال، ما أدى إلى غرقها ومقتل ستة من طاقمها واختطاف آخرين. الإرياني وصف الحادثة بأنها جريمة إرهابية موثقة بالصوت والصورة، تضاف إلى سجل طويل من الانتهاكات التي ترتكبها جماعة مرتبطة عضوياً بإيران، وتستخدم البحر الأحمر كساحة لتصفية حسابات إقليمية على حساب المدنيين والأمن العالمي. وأشار الوزير اليمني إلى أن الهجوم على "إترنيتي سي" هو ثاني حادثة خلال 48 ساعة فقط، معتبراً أن الصمت الدولي المريب أمام هذه الهجمات شجع الحوثيين على الاستمرار في غيّهم، بل والتفاخر بتوثيق جرائمهم ونشرها. كما دعا المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف حاسم، محذراً من أن أمن البحر الأحمر وباب المندب ليس شأناً يمنياً محلياً بل قضية تمس الأمن الجماعي للعالم، وتهدد الاقتصاد العالمي، وأكد أن أي تأخير في اجتثاث هذا "السرطان الحوثي"، حسب وصفه، سيؤدي إلى فوضى بحرية كارثية لا يمكن احتواؤها لاحقاً. وكانت بعثة الاتحاد الأوروبي لتأمين الملاحة في البحر الأحمر (أسبيدس) أعلنت عن إنقاذ عشرة بحارة من طاقم سفينة الشحن "إترنيتي سي"، بينهم ثلاثة فلبينيين وأحد أفراد الأمن البحري من الجنسية اليونانية، تم انتشالهم من البحر خلال عمليات استمرت حتى ليلة الأربعاء – الخميس، وأكدت البعثة في بيان رسمي على منصة "إكس" مقتل ثلاثة من أفراد الطاقم، هم كبير المهندسين، وأحد العاملين في غرفة المحركات، ومتدرب، فيما لا يزال 12 آخرون في عداد المفقودين، وسط استمرار عمليات البحث. يُشار إلى أن السفينة، التي كانت ترفع علم ليبيريا وتنقل مساعدات غذائية إلى الصومال، كان على متنها 25 شخصاً من أفراد الطاقم وفريق الأمن عند تعرضها لهجوم مباشر من قبل الحوثيين، باستخدام زورق مسير وستة صواريخ، وفق ما أعلنه المتحدث العسكري باسم الجماعة، وأوضحت بعثة "أسبيدس" أن من بين المصابين شخصاً من الجنسية الروسية فقد ساقه نتيجة الانفجار. وفي الوقت الذي كانت فيه فرق الإنقاذ الأوروبية تحاول انتشال الضحايا وتقديم المساعدات، بثت جماعة الحوثي مقطع فيديو يوثق لحظة استهداف السفينة وإغراقها، في خطوة وُصفت بأنها لا تكتفي بانتهاك القانون الدولي، بل تمثل تحدياً فجاً له عبر التفاخر العلني بالعملية. وتُعد " إترنيتي سي " ثاني سفينة تجارية تُغرقها الجماعة خلال أقل من 48 ساعة، بعد استهداف سفينة "ماجيك سيز"، مما يعزز المخاوف من تحول سواحل البحر الأحمر إلى منطقة حرب بحرية مفتوحة، تهدد أمن الملاحة الدولية والإمدادات الإنسانية على حد سواء. ويرى مراقبون أن الربط الحوثي بين عملياتهم البحرية والوضع في غزة، في الوقت الذي تُستهدف فيه سفن إنسانية كمثل " إترنيتي سي"، يعكس تناقضاً صارخاً بين الخطاب الدعائي الذي يتذرع بالدفاع عن فلسطين، وبين الممارسات التي تستهدف مدنيين وأطقم سفن تعمل تحت مظلة المنظمات الدولية. كما يلفت المراقبون إلى أن نشر فيديوهات توثق لحظة تنفيذ الهجمات ليس فقط تحدياً للشرعية الدولية، بل تكتيك متعمد لترسيخ صورة الحوثيين كطرف يملك "زمام المبادرة" في المعركة الإقليمية ضد إسرائيل، رغم أن ضحايا الهجمات لا علاقة لهم بالمواجهة السياسية أو العسكرية. من جهة أخرى، يرى بعض المحللين أن تصريحات الحوثي جاءت بمثابة رد مباشر على الضغوط الدولية المتزايدة والتصنيف الأمريكي الأخير للجماعة كمنظمة إرهابية، في محاولة لفرض وقائع على الأرض تفوق مجرد التأثير الرمزي أو التضامني، كما أن استخدام الزوارق المسيرة والصواريخ الفرط صوتية يعكس تصعيداً نوعياً في قدرات الجماعة العسكرية، ما يعزز الاتهامات المتكررة بتلقيها تسليحاً وتوجيهاً إيرانياً مباشراً. وفي مقابل ذلك، فإن بيانات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية تشير إلى قلق متصاعد من التأثير الإنساني لتلك الهجمات، خاصة إذا تم استهداف المزيد من سفن المساعدات أو ناقلات النفط. في المحصلة، تبدو جماعة الحوثي مصممة على تصدير نموذج جديد من الحرب البحرية المرتبطة بالأجندات الإقليمية، مستفيدة من فجوات الردع الدولي وتعدد الجبهات العالمية، في حين تدق الحكومة اليمنية ناقوس الخطر محذرة من أن أمن البحر الأحمر لم يعد قضية محلية، بل أزمة عالمية متفجرة على مرمى خطوة من الفوضى الشاملة، وبين خطاب "المقاومة" الذي تتبناه الجماعة، والوقائع التي تشير إلى انتهاكات خطيرة للقانون الدولي، يظل الموقف الدولي المترقب عاملاً حاسماً في رسم ملامح المرحلة المقبلة، إما نحو احتواء التهديد أو الدخول في دوامة مواجهة مفتوحة يصعب كبح تداعياتها.

انصار الله يتعهدون باستمرار التصعيد البحري.. ميناء أم الرشراش لن يعود
انصار الله يتعهدون باستمرار التصعيد البحري.. ميناء أم الرشراش لن يعود

وكالة أنباء براثا

timeمنذ 2 أيام

  • وكالة أنباء براثا

انصار الله يتعهدون باستمرار التصعيد البحري.. ميناء أم الرشراش لن يعود

تعهد زعيم حركة انصار الله السيد عبدالملك الحوثي، الخميس، باستمرار التصعيد البحري واستهداف سفن الشحن في البحر الأحمر وخليج عدن. وربط السيد الحوثي في خطاب مرئي، استئناف الهجمات في البحر الأحمر بمحاولات إسرائيل "إعادة تشغيل ميناء أم الرشراش" في إشارة لميناء إيلات جنوبي اسرائيل. وتوعد الحوثي بعدم "السماح بإعادة تشغيل ميناء أم الرشراش"، مشيرا إلى إغراق سفينتين تجاريتين الأيام الماضية يأتي ضمن "الموقف الحازم في حظر الملاحة على إسرائيل". كما توعد "بعدم التغاضي عن شركات النقل البحري المخالفة لقرار الحظر والشحن إلى ميناء إيلات"، لافتا إلى أن "قرار الحظر مستمر في كل المراحل ويشمل البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب". واكد الحوثي أن قواته استخدمت هذا الأسبوع "45 ما بين صواريخ فرط صوتية وباليستية وطائرات مسيرة وزوارق حربية" في الهجمات على سفن الشحن ونحو العمق الإسرائيلي بما في ذلك هجوم استهدف فجر اليوم مطار بن غوريون. والأحد الماضي 6 يوليو/ تموز الجاري، استأنفت العمليات الحوثية هجماتها البحرية، وأغرقت سفينتي "ماجيك سيز" و"إترنيتي سي" في البحر الأحمر، بعد 7 أشهر من التوقف والهدوء النسبي. وأفادت مصادر أمنية بحرية الخميس، بأن انصار الله احتجزت ستة من أصل 22 فردا هم طاقم سفينة يونانية هاجمتها وأغرقتها في البحر الأحمر في وقت سابق من الأسبوع. ومنذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023، استهدف انصار الله أكثر من 100 سفينة تجارية بصواريخ وطائرات مسيرة، ما أدى إلى غرق 4 سفن ومقتل 10 بحارة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store