logo
استطلاع: ما هي الرسالة الأهم التي يمكن أن تُقدمها عاشوراء للبشرية اليوم، في ظل ما يشهده العالم من أزمات وتحولات؟

استطلاع: ما هي الرسالة الأهم التي يمكن أن تُقدمها عاشوراء للبشرية اليوم، في ظل ما يشهده العالم من أزمات وتحولات؟

شبكة النبأمنذ 4 أيام
في زمن تتكالب فيه قوى الظلم وتتشظى فيه القيم، تبقى عاشوراء الإمام الحسين (عليه السلام) صرخة خالدة في وجه الطغيان، ومصدر إلهام للثوار والأحرار في كل زمان ومكان. ومن منطلق أن الكلمة موقف، وأن الإعلام الحر رسالة، استطلعنا آراء نخبة من الكتّاب والإعلاميين والمفكرين والناشطين من مختلف التخصصات حول الرسالة التي تقدمها عاشوراء للعالم اليوم، في ظل ما يشهده الواقع من تحديات سياسية، اجتماعية، وأخلاقية. فهل ما زالت كربلاء تنبض بالحياة؟ وهل يمكن أن تشكّل منارة للأحرار في زمن الصمت؟
منارة الأحرار
بدايةً مع الكاتب ضياء أبو الهيل، قال: الرسالة هي لكل الأحرار المستضعفين، أصحاب البصائر، المد الثوري على الظلم والبغي والاضطهاد.
قضية الحسين عليه السلام قضية عالمية، ليست محصورة في أتباع أهل البيت، بل هي لكل العالم.
الإمام الحسين عليه السلام منار خالد ينير أحرار العالم، حيث أن الدروس والعبر من أيام عاشوراء ليست عبرات وبكاء ودموع وعواطف، بل هي أبلغ وأكبر من ذلك.
الرأي العام العالمي اليوم بحاجة لفهم أن النهضة الحسينية هي وقوف الحق بوجه الباطل، والخير بوجه الشر، والإصلاح بوجه الفساد.
عاشوراء تثقّف الإنسانية على الوقوف بوجه الباطل والطغيان، فهي شمس لا تغيب، يمتد شعاعها في مختلف الأزمان.
في ظل الأوضاع الحالية من سكوت مطبق عما يجري من دمار وحروب وسفك للدماء، ووحشية غير مسبوقة، ونشر للفساد بكل أنواعه وأشكاله، نحن نستشعر فقدان الأمل والانحدار الشديد في كل المستويات: الأخلاقية، الاجتماعية، السياسية، والتربوية.
رغم التكتيم والتضليل الإعلامي العالمي، تبقى عاشوراء الحسين والعقيدة الحسينية عنصر توازن في الحفاظ على القيم الإنسانية العليا من الاندثار.
نحن نعيش حالة من البطش من قِبل قوى الظلم والاستكبار. ومع الأسف، فإن بعض أو معظم الأنظمة العربية (بين هلالين "إسلامية") لها موقف خجول ورمادي تجاه القضايا العادلة.
نحن نعيش صراعًا حقيقيًا وجوديًا بين الحق والباطل، والحرب الأخيرة خير دليل على ذلك، حيث تكالبت قوى الشر والإجرام على الأمة الإسلامية.
لذلك فإن الاستفادة من عاشوراء تعبئة عقائدية ونفسية، ولائية وثورية، وتسليح بالإيمان الراسخ الفطري المتجذر في القلوب الصادقة.
نحن في حالة استنفار دائم، ونضع القلوب على الدروع من أجل الحفاظ على الإسلام والمسلمين أجمعين.
ورغم أن أصوات أحرار العالم في الوقت الراهن خافتة، مغيّبة، مهمّشة، ومريضة، فإن أيام الطف، عاشوراء الحسين عليه السلام، تبقى جرعة أمل ودافعًا لاستلهام الهمم.
وأهم درس هو الثبات والوقوف في وجه الظالمين والطغاة في مختلف العصور والأزمان، وفي كل مكان.
كل يوم عاشوراء، وكل أرض كربلاء.
أكد الإعلامي ياسر الشمري: الرسالة الأهم التي يمكن أن تقدمها عاشوراء للعالم اليوم هي رفض الذل، ونصرة المظلوم، والتمسك بالمبادئ والقيم الإنسانية السامية.
وهي أيضاً رسالة الوقوف مع الحق مهما كلف الثمن.
عاشوراء لم تكن مجرد معركة، بل كانت موقفاً تاريخياً خلّد قيمة العدل في وجه الظلم.
يحتاج العالم اليوم إلى استلهام هذه الروح التي جسدها الإمام الحسين (عليه السلام) في كربلاء المقدسة.
رأى الشاعر والكاتب المسرحي كفاح وتوت: هكذا أراد الله أن يكون لصوت الإمام الحسين عليه السلام صدى في كل الأمكنة والأزمنة، لأنه رمز الحرية والدفاع عن المظلومين في وجه كل ظالم أثيم.
الحسين عَبرة وعِبرة، قيم وأخلاق، تحدٍ ومبادئ، لا بد لكل إنسان حر وشريف أن يحملها ويدعو إليها، فلها فعلٌ مؤثر في التاريخ، وهذا هو سرُّ خلودها، ولأن الله هو الذي أراد لها أن تكون بهذا المستوى من التأثير.
الحسين سلاحٌ ضد الظلم والطغيان، وهو الرمز البطولي الإنساني والديني لأحرار العالم. لذلك، على الجميع أن يكون على قدر من المسؤولية، وأن يتحلّى بمبادئ الحسين وقيمه السامية، وبطولاته وتضحياته التي لم تتكرر في التاريخ.
إن المضي في طريق الحسين هو نجاة، وعزة، وخلود.
فالسلام على الحسين، وعلى علي بن الحسين، وعلى أولاد الحسين، وعلى أصحاب الحسين.
رسالة خالدة في وجه التحديات الراهنة
أوضحت الصحفية رشا الجنابي: تُعتبر عاشوراء واحدة من المناسبات الدينية والثقافية الأكثر تأثيرًا في العالم الإسلامي وتُمثل رمزًا للعديد من القيم النبيلة التي يحتاجها العالم اليوم أكثر من أي وقت مضى ومن خلال الإعلام الواعي الحر والمستقل والمحتوى الهادف يمكن أن تصل الرسالة إلى أوسع نطاق وخلق تأثيرًا إيجابيًا في المجتمع الاسلامي والعالم اجمع
وأن عاشوراء تمثل موقفًا حاسمًا ضد الظلم والطغيان في عالمنا اليوم حيث تزداد الصراعات والظلم الاجتماعي ويُعتبر استلهام روح العدل والوقوف بجانب الحق هي رسالة حيوية
وأن قصة كربلاء تبين أهمية الثبات على المبادئ والقيم حتى في أصعب الظروف وهي تحث المجتمع على التمسك بقيمهم وعاداتهم الدينية والثقافية رغم التحديات والضغوط الخارجية والداخلية في البلاد.
تُذكرنا بأهمية التضحية في سبيل القيم النبيلة والإصلاح المجتمعي في ظل الأزمات العالمية ورغم الصراع الذي ترمز له الواقعة إلا أنها تدعو للتآخي والتعايش السلمي بين مختلف الطوائف والمجتمع في زمن التحولات السياسية والاجتماعية ويُعتبر دور الإعلام في تسليط الضوء أمرًا بالغ الأهمية وأن الإعلام حر وواعٍ يمكنه أن يربط بين الماضي والحاضر مُعززًا للقيم الإنسانية التي تُساعد على بناء مستقبل أفضل للمجتمع.
الإعلام يمكن أن يلعب دورًا محوريًا في نشر الوعي بأهمية القيم التي تمثلها عاشوراء من خلال برامج متعددة منها التثقيفية ومقالات تحليلية تُبرز الدروس المستفادة من هذه الواقعة ويمكن للإعلام أن يكون جسرًا للتواصل بين الثقافات المختلفة مسلطًا الضوء على الجوانب الإنسانية المشتركة التي تُعزز من فهم الآخر وتقبل التنوع وتشجيع الحوار المفتوح بين مختلف الأطياف الفكرية والاجتماعية حول القيم المستمدة من عاشوراء وكيفية تطبيقها في واقعنا المعاصر.
صرخة في وجه الظلم
صرّحت الحقوقية أنوار دواد الخفاجي: الرسالة الأهم التي تقدمها عاشوراء للعالم اليوم، في ظل التحديات السياسية والاجتماعية والحقوقية، هي: أن السكوت على الظلم خيانة للإنسانية، وأن مقاومة الطغيان والفساد واجب أخلاقي لا يسقط بالتقادم.
عاشوراء لا تمثل فقط مأساة تاريخية، بل تقدم نموذجاً حياً للثبات على المبادئ في وجه الاستبداد، ولو كان الثمن الحياة نفسها.
في عالم اليوم، حيث تُنتهك الحقوق، وتُقمع الحريات، وتُشترى الذمم، تأتي عاشوراء لتذكّرنا أن الكرامة لا تُمنَح بل تُنتزع، وأن الإصلاح يبدأ من موقف، من كلمة 'لا' في وجه الظلم.
الإمام الحسين عليه السلام خرج لا لطلب سلطة أو جاه، بل ليُصلح أمة جده، وليعيد للحق صوته.
هذه الرسالة هي ما نحتاجه اليوم في ظل الفساد السياسي، وغياب العدالة الاجتماعية، وتزايد الفقر، والقمع، والتمييز.
عاشوراء تدعو كل فرد – مهما كان ضعيفاً أو محاصراً – أن يكون مؤثراً، وأن لا يقبل الذل.
إنها دعوة للاستيقاظ، للثورة على الاستكانة، ولمناصرة المظلومين أينما كانوا، فـ'كل أرض كربلاء، وكل يوم عاشوراء' حين يكون هناك ظالم ومظلوم.
رسالة خلود في وجه الظلم
بيّنت المهندسة المعمارية نبراس أحمد: الرسالة الأهم التي تقدمها عاشوراء للعالم اليوم هي أن القيم والمبادئ لا تُساوَم، حتى في وجه أقسى التحديات. فاستشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) لم يكن مجرد حدث تاريخي، بل كان موقفًا أخلاقيًا وإنسانيًا عظيمًا، يُجسّد رفض الظلم والانحراف عن الحق.
رغم التحديات السياسية والاجتماعية والإنسانية التي يمر بها عالمنا اليوم، تظل عاشوراء تذّكرنا بأن النهوض في وجه الفساد والظلم ممكن، إذا استندنا إلى إيمان راسخ ومبادئ سامية. إنها ملهمة لكل من يسعى للعدالة، والكرامة، والحرية.
كما أن طقوس عاشوراء في العراق، والتي أصبحت جزءًا من التقاليد الشعبية، تُعيد إحياء هذه القيم العظيمة سنويًا، فتبقي جذوة الوعي متّقدة في ضمائر الناس، وتضيف إلى ديننا فخرًا وعزة وكرامة نابعة من روح التضحية لأجل الحق.
رسالة عاشوراء في وجه التحديات
أكدت الطالبة في كلية المأمون آيات علاء الشمري: تمثل عاشوراء رسالة خالدة للبشرية، تتجسد في التمسك بالقيم والمبادئ مهما كانت التحديات. في ظل الأزمات السياسية والاجتماعية المعاصرة، تُبرز عاشوراء أهمية التضحية في سبيل الحق، والوقوف بشجاعة في وجه الظلم والفساد، كما تدعو إلى ترسيخ مبادئ العدالة والحرية، وتعزيز روح الوحدة والتضامن بين الشعوب، خاصة في العالم الإسلامي.
إن ما قدّمه الإمام الحسين وأصحابه من مواقف مبدئية وشجاعة يُعدّ مصدر إلهام دائم في مواجهة الاستبداد والانقسام، ويؤكد أن صوت الحق يمكن أن يغيّر مسار التاريخ، حتى وإن دفع أصحابه ثمناً باهظاً.
رسالة عاشوراء ودور الإعلام
رأت الدكتورة غدير عادل: في ظل التحديات السياسية والاجتماعية المعاصرة، تبرز عاشوراء كصرخة وعي وضمير، تذكرنا بأن الإصلاح لا يكون إلا بالتضحية، وأن كربلاء ليست ذكرى فحسب، بل مشروع مستمر يعلمنا أن الوقوف مع الحق لا يعرف زمانًا ولا مكانًا.
أما دور الإعلام، فهو مهم ومحوري كونه ينقل القيم ويمدّها للمتلقين، فالإعلام اليوم يجب أن يعيد إحياء خطاب الحسين عليه السلام، بلغة تلامس العقول والقلوب، وتقدّم كربلاء كمدرسة للتغيير والصبر والإباء، لا كحدث يتم تناوله في شهر محرم فحسب.
مبدأ لا يُهزم
شدد الطالب في جامعة الفراهيدي طيف الجبوري: أهم رسالة تقدمها عاشوراء للعالم اليوم هي أن الحق لا يُقاس بالكثرة، بل بالثبات على المبدأ. فالإمام الحسين (عليه السلام) علّمنا أن الوقوف في وجه الظلم واجب، حتى وإن كنا قلّة، وأن التضحية من أجل العدالة والكرامة ليست خسارة، بل شرف ورفعة.
في زمن تنتشر فيه الأزمات السياسية والإنسانية، تذكّرنا عاشوراء أن السكوت عن الظلم هو مشاركة فيه، وأن الكلمة الصادقة قد تكون أقوى من السيف، خصوصًا في المجال الإعلامي. لذلك، أرى أن عاشوراء اليوم تكلّفنا بمسؤولية أخلاقية ومهنية: أن نكون صوتًا للحق، وأن لا نخاف في الله لومة لائم.
صوت القيم في وجه الظلم
أشارت الباحثة في مجال الفلسفة تبارك علي تركي: تتجاوز قضية عاشوراء البُعد الديني لتدخل في بُعد أكثر شمولًا، وهو البُعد الإنساني والقيمي؛ ففي جوهرها أراها مشهدًا كونيًا خالدًا من البطولات الأخلاقية التي تجاوزت حدود الزمان والمكان، وتخطّت الطائفة والمعتقد، لتغدو رمزًا لمواجهة الظلم والانتصار للكرامة والضمير الحي.
أؤمن أن التضحية في هذا السياق ليست نهاية، بل بداية لمشروع مستدام من اليقظة والوعي والمسؤولية. فمتى ما آمن الإنسان بقضيته، استطاع أن يُحدث أثرًا يتجاوز اللحظة والعدد، وأن يُلهم أجيالًا كاملة بالمواجهة والسؤال، لا بالاستكانة والخنوع.
ومن هنا، أرى أن البطولة يُعاد تعريفها، لا بوصفها انتصارًا ماديًا، بل صمودًا أخلاقيًا، وموقفًا صلبًا وشجاعًا، من أجل مستقبل أكثر إنسانية وعدالة.
رسالة سلام وموقف حق
رأى المدرب في مجال التنمية البشرية صلاح عدنان: تتمثل الرسالة الأهم التي تقدمها عاشوراء في عصرنا الحالي، في إفشاء السلام ونبذ نعرات التفرقة، خاصة ونحن نعيش في زمن تتطلب فيه المواقف الكثير من الحكمة والتأنّي.
فنحن اليوم في عصر التقية، حيث تغليب المصلحة العامة والسلم المجتمعي أصبح ضرورة، ومع ذلك لا يعني هذا الانسحاب من المبادئ. ففي مشهد عاشوراء المعاصر، نرى كيف تتوحد شرائح مختلفة من الناس، بمذاهب وأديان متعددة، تحت راية الإمام الحسين (عليه السلام)، سواء من خلال زيارة المرقد الشريف أو خدمة الزائرين، في صورة إنسانية تعبّر عن أن عاشوراء لا تخص طائفة دون أخرى، بل هي دعوة مفتوحة للقيم الجامعة.
ورغم أهمية السلام والتقارب، إلا أن ذلك لا ينبغي أن يمنعنا من أداء واجبنا الأخلاقي في نصرة المظلوم ورفض الظلم، ولو بكلمة. فالإمام الحسين (عليه السلام) خرج ليُعلّمنا أن السكوت عن الحق يُرسّخ الطغيان، وأن الكلمة الصادقة أحيانًا تساوي الدماء التي أُريقت في سبيل الحق.
موقف وعدالة
جيهان الجنابي: طالبة في كلية الإعلام_ قسم العلاقات العامة، قالت: تقدم عاشوراء للعالم اليوم رسالة خالدة في مواجهة الظلم والانحراف بكل أشكاله، وهي رسالة لا تزال تُلهم الأحرار في ظل التحديات السياسية والاجتماعية والإنسانية المعاصرة.
-من الزاوية الإعلامية: تبرز أهمية قول الحقيقة رغم القمع، وهو ما يعكس جوهر المسؤولية الإعلامية في نصرة الحق.
-من الزاوية الفكرية: تؤكد عاشوراء على وعي الإنسان بحقوقه ورفضه للذل، وتعزز ثقافة الكرامة والحرية.
-من الزاوية الإنسانية: هي صرخة ضمير ضد الاستبداد، ودعوة دائمة لنصرة المظلومين في كل زمان ومكان.
-من الزاوية التحليلية: عاشوراء تُعد نموذجًا حيًّا يُثبت أن الإصلاح يبدأ بالتضحية، وأن المواقف المبدئية قادرة على تغيير مجرى التاريخ.
صوت الحق في زمن الصمت
مجيب الوائلي، طالب في كلية الإعلام_ قسم الاذاعة والتلفزيون، قال: الرسالة الأهم التي تقدمها عاشوراء للعالم اليوم تكمن في ترسيخ مبدأ الوقوف مع الحق، مهما كان الثمن، ومهما بلغ حجم التحديات.
كربلاء ليست مجرد حادثة تاريخية، بل هي نداء دائم للضمير الإنساني: أن لا حياد في وجه الظلم، وأن الصمت أحيانًا قد يكون شكلًا من أشكال التواطؤ.
في زمن يعج بالأزمات السياسية والاجتماعية والإنسانية، تُذكرنا عاشوراء بأن الكلمة الصادقة والإعلام النزيه يمكن أن يكونا أقوى من السلاح، وأن الموقف الأخلاقي هو الأساس في بناء المجتمعات الحرة.
من موقعنا كطلبة إعلام، نتعلّم من عاشوراء أن دورنا لا يقتصر على نقل الخبر، بل يتعداه إلى تبني القضايا العادلة، ومناصرة المستضعفين، وتحفيز الوعي الجمعي نحو قيم العدالة والكرامة والحرية.
إخلاصٌ يهدي ومسارٌ ينهض
وأخيرًا مع الكاتبة والإعلامية زهراء حكمت، قالت: من أولى الرسائل التي تقدمها لنا عاشوراء الإمام الحسين عليه السلام، هي إخلاص النية لله سبحانه وتعالى. فالنية الخالصة تؤثر تأثيرًا بالغًا في نتائج الأعمال، وتنعكس على أدائها وأسلوبها وأثرها في المجتمع. وقد ورد في الحديث الشريف: "نية المؤمن خير من عمله". وحينما كانت نية الإمام الحسين وأصحابه خالصة لله، حدث تحول غير متوقع، غيّر مجرى الأحداث، وأبرز الحقيقة في وجه الظلم.
رسالة أخرى ملهمة من عاشوراء، هي أن الفئة القليلة المؤمنة بالمبادئ، المتصلة بعمق بالله، قادرة أن تصنع الفارق، حتى في وجه الجموع. وقد أشار القرآن الكريم إلى هذا المعنى بقوله تعالى:
"كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ".
عاشوراء تعلّمنا أيضًا أهمية العمل على تهذيب النفس وتزكيتها، وبناء علاقة روحية عميقة بالله، لأن هذا الاتصال الروحي يمنح الإنسان بوصلة أخلاقية يسير بها وسط العواصف. فطرق الوصول إلى الله بعدد أنفاس الخلائق، ولكن من أعذبها، هو التيار الذي يدفعنا باتجاه الإمام الحسين عليه السلام، تيار يصحب الكبار والصغار، الرجال والنساء، نحو نور الحق والكرامة.
كيف يكون الإنسان إنارة العتمة، يهدي من حوله؟ لأن هذا هو الفارق عند الفرد الواعي الذي يتبع قضية عاشوراء الإمام الحسين عليه السلام. هناك درجتان: أن تكون صالحًا بنفسك، وأن تكون صالحًا ومصلحًا. الإنسان هو البوصلة.
عاشوراء ثورة سلمية عاشوراء ودروس رفض التطبيع مع الدكتاتور المرأة كفاعل قانوني في ثورة عاشوراء: زينب بنت علي (عليها السلام) نموذجًا الوعي الحسيني: طاقة متجددة للمطالبة بالإصلاح ومحاربة الفساد
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

باركَ باراك والسلام عليكم
باركَ باراك والسلام عليكم

الشرق الجزائرية

timeمنذ 2 ساعات

  • الشرق الجزائرية

باركَ باراك والسلام عليكم

رئيس تحرير مجلة «العالمية» سبقَ أن شاهدتُم مباراةً في الـملاكمة، ولكن هل لفتكم كيف يتصافح الأخصام على الحلبة مع تَحيّةٍ للجمهور وسط هيصة الـمشجعين؟ لكن بعد التحية والابتسامة والمصافحة، يتقاتل الملاكمون حتى الإنكسار أو الاستسلام! إنّها لعبة واضحة أمام الجمهور، ولكن في السياسة، لا يصدّقها المتفرّجون حتى تسقط البيوت على ساكنيها. رئيس العالم بشّرَ العالم بأنه أعطى فرصةً لإيران، كي تراجع حساباتِها وتتخذ القرار. وقبل أن تفكّر، انقضَّ ترامب عليها، وضرب ما كان يُفترضُ التفاوض عليه. فجاءت العاصفة بعد الابتسامة مباشرةً! إنّه ملاكم سابق في سيرة حياته الحافلة! في الحروب، ينعدم الشرف في كل الوعود، ولا يبقى من الشرف إلاّ شعرةٌ في شاربَي جدّي، الذي نتفَ شعراتِ شاربيه على مَرّ السنين، ولم ينقض وعدَ شرفٍ قطعه على نفسه! اليوم جاء الموفد الأميركي توم باراك إلى لبنان، مبتسمًا في وجوه الصحافيين، بعد أن قطع الأمل من السياسيين واتّخذَ القرار، فقال: «هل تعتقدون أنّ دولةً أُخرى ستقوم بِحلّ حزب سياسي في دولة ذات سيادة؟ على اللبنانيين أن يتحملوا مسؤولية نزع سلاح حزب الله». هل فهمَ أحد مدى الودّ في تصريح باراك؟ لقد باركَ باراك الردّ اللبناني الرسـمي، الذي وصفه بالرائع، وفي المقابل، حَمّلَ اللبنانيين مسؤولية نزع سلاح حزب الله، في ظلّ تصلُّب قرار الحزب على لسان أمينه العام الشيخ نعيم قاسم، والإعلان عن عدم القبول بتسليم السلاح… إذًا السلام عليكم! الحلّ يورّطنا بحرب داخلية، ودماء في غير موقعها، وإلاّ ستتولّى إسرائيل قتل وهدم كل ما تبقّى من قوة حزب الله، ليحلّ السلام الذي تريده أميركا وإسرائيل، سلام الأقوياء بالتكنولوجيا والنار والحديد. أتعتقدون أنّ أميركا لا تعرف خارطة الطريق إلى سلام حقيقي في لبنان؟! طبعًا هي تعرف كل شاردة وواردة، ولكن من مصلحة إسرائيل، أن يبقى لبنان «الرجل المريض» الممنوع عليه أن يَموت أو أن يعيش! أمّا خارطة الطريق فتكون أوّلاً بإزالة الخوف الذي يَجعل حزب الله يأمنُ لتسليم سلاحه، وهي تبدأ بإزالة خطر جماعات المرتزقة المتطرّفة، على الحدود اللبنانية – السورية الشرقية والشمالية. وثانيًا بتسليم سلاح المخيمات الفلسطينية لأنّ الضيف لا يَحمل سلاحًا في وجود أهل البيت. وثالثًا انسحاب الجيش الإسرائيلي المحتلّ من النقاط الخمس بإشراف الأمم المتحدة. ورابعًا تسليم سلاح حزب الله وانتشار الجيش اللبناني على كامل الأراضي اللبنانية. وبعد ذلك لا نعرف ما إذا كان الحكم السوري سيتكرّم علينا بالإعتراف بلبنانية مزارع شبعا، ليصار إلى تَحريرها من الاحتلال الإسرائيلي عبر الأمم المتحدة، ولا يبدو أنّ هناك نيّة لذلك حتى الآن. ومع ذلك فلن ينفع القيام بتحريرها عسكريّاً لعدم تكافؤ القدرات العسكرية ولعدم وجود حجة قانونية. أمّا إذا كان توم باراك قد باركَ لنا بالورقة اللبنانية، فلا تعدو كونَها مجرّد ورقة، والحرب آتية! وما يغيب عن بال أميركا، هو أنّ إسرائيل التي تستطيع أن تَحتلّ العالم بالسلاح الأميركي، لن تَحصل على السلام لشعبها، ما دام هناك فلسطيني واحد مهجّر من أرضه وليس عنده دولة. السلام الحقيقي لا يتحقق بإبادة الشعوب، والتاريخ أكبر مدرسة، لا يتعلّم منها أحد! أين هو نيكولاو تشاوشيسكو الروماني اليوم؟ أين هو أدولف هتلر الألماني النازي؟ أين هو محمد الثاني الفاتح العثماني؟ أين هي الإمبارطورية الفارسية؟ أين هي الإمبراطورية الرومانية؟… لا يدوم إلاّ الله! وغدًا، عندما يهرب الشعب الإسرائيلي من فلسطين المحتلة، لأنّ دولته لم تؤمّن له السلام، لن يبقى في إسرائيل إلاّ العسكر والنار والخوف والرعب… بعد أن يَهجر الأمان ولا يتحقق السلام! فوزي عساكر

نداء الساحل السوري: أنقذوا ما تبقى منا
نداء الساحل السوري: أنقذوا ما تبقى منا

الديار

timeمنذ 2 ساعات

  • الديار

نداء الساحل السوري: أنقذوا ما تبقى منا

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب لليوم السابع على التوالي تستمر الحرائق التي اندلعت في المنطقة الممتدة ما بين قسطل معاف ( 35 كم شمال اللاذقية)، وتفرعت في اتجاهين الأول نحو الشرق وهو يمتد إلى كسب عند الحدود التركية، والآخر اتجه نحو الغرب: البسيط والباير، وآخر التقارير التي رصدها ناشطون تقول ان الحرائق امتدت منذ مساء أمس ( الإثنين) إلى غابات الفرنلق، التي تنتشر على مساحة 85 ألف هكتار، وهي تشكل ما يقارب 27 % من مساحة المحافظة، و36 % من مجموع الغطاء النباتي على امتداد البلاد، وفي الغضون كانت كل الطرق المؤدية إلى كسب مقطوعة. جبال بأكملها احترقت، وأضحت يباسا، وقد يكون ذلك أمرا صعبا، لكن الأصعب منه أن يكون «سوريا» هو الذي فعله. في ظل هذه الفوضى، التي أنتجت مناخا مثاليا للـ«الاستثمار» فيه لمن يريد، ذهبت جهات عدة لتبني الفعل، والجدير ذكره في هذا السياق أن صفحات تعود لأساتذة جامعات، قسم الأحراج والغابات، كانت قد رجحت أن تكون تلك الحرائق ناتجة عن «فعل بشري»، نظرا لكونها حدثت خارج «الذروة الحرارية الموسمية»، التي تقع عادة ما بين 10 تموز و 20 آب، فيما يعرف بـ«مربعانية الصيف»، وفيها، يضيف هؤلاء، تكتمل الشروط اللازمة لاندلاع الحرائق بشكل طبيعي لسبب أو لآخر، من حيث أنها تجيء بعد أربعة أشهر جفاف كشرط لازم، وغير كاف، لاندلاعها. في اليوم الثالث لاندلاع الحريق نشر موقع «دابق»، أحد الأذرع الإعلامية لتنظيم «سرايا أنصار السنة»، بيانا تبنى فيه مسؤوليته عن ذلك الفعل، وجاء في البيان «بعون الله، أحرق مجاهدوا سرايا أنصار السنة غابات القسطل( قسطل معاف) بريف اللاذقية 8 محرم، مما أدى إلى تمدد الحرائق إلى مناطق أخرى، ونزوح النصيرية من منازلهم، وتعرض عدد منهم للإختناق، والحمد لله»، وفي ما يمكن اعتباره «مبررا شرعيا» للقيام بالفعل، أعاد الموقع نشر فتوى لأبي الفتح الشامي، «المفتي العام» للتنظيم، كان قد أصدرها شهر نيسان الفائت، وجاء فيها «تخريب اقتصاد الكفار، وحرق ممتلكاتهم وقراهم وزروعهم ينقسم إلى أقسام، والقسم في انقسام، واختصارا فإن السواد الأعظم من الفقهاء أباحوا تخريب اقتصاد الكفرة، وإن لم تدعو المصلحة لذلك سوى غيظ الكفرة وإرهابهم والإضرار بهم»، وما يثير الاستغراب هو أن صفحة منسوبة الـى «لواء درع الساحل»، الذي يقوده مقداد فتيحة أحد مساعدي سهيل الحسن الملقب بـ«النمر» سابقا، كانت قد نشرت بيانا بعد أقل من 24 ساعة على بيان «سرايا أنصار السنة» آنف الذكر، وجاء فيه «إن الحرائق التي التهمت أراضي وممتلكات ومراكز الجولاني وعصابته من التركمان والسنة العرب، هي نتيجة غضب امتد لأشهر من الوعود الكاذبة التي لم تمنح الأمان للعلويين»، ويؤكد البيان «إننا مستمرون في عملياتنا ضد كل من يقف في صف الجولاني وعصابته التكفيرية، ونعاهد أهلنا: إننا سنستعيد هذه الأرض شبرا شبرا، لا بالنداء وحده بل بالفعل، ولن نغفل بعد اليوم عن أي اعتداء يمارس ضد أبنائنا»، مع الإشارة إلى أن هذا البيان الأخير كان قد نشر على صفحة لا يزيد «عمرها» على 8 ساعات فقط. هنا يمكن التخمين أن البيانين السابقين ينهلان من «منبع» واحد على الأرجح، الأمر الذي يمكن تلمسه من خلال «الثغرة» التي احتواها بيان «أنصار السنة»، الذي تبنى حريق القسطل ذا الغالبية التركمانية كمدينة، وريفها، وكذا المناطق التي تمدد الحريق آنف الذكر إليها، يتقاسمه العلويون والتركمان بشكل هو أقرب للمناصفة، وعليه فقد فرض «المنبع» تصحيحا للصورة، الفعل الذي تكفل به بيان «لواء درع الساحل»، الذي قال باستهداف «الجولاني وعصابته من التركمان والعرب السنة». أيا يكن الأمر، فإن التوقيت، الذي جاء بعد 7 أشهر من سقوط نظام الأسد الذي أعقبه «زلزال آذار» الذي شهدته مناطق الحريق إياها، يبدو وكأنه لا يقل أهمية عن «الموقع»، الذي يرى أهله أنهم مستهدفون بشتى أنواع الفعل، والأمر تزداد حدته عند هؤلاء وهم يشاهدون، إما بشكل مباشر أو عبر آلاف المقاطع المصورة التي ملأت فضاء «المربع الأزرق»، احتراق جبالهم وقراهم وأراضيهم، بالتزامن مع سيل إعلامي لايتوقف، والكثير منه يوحي بأن ثمة «مشاريع» لاقتلاعهم منها عنوة، وإذا ما كان ذلك، أو معظمه على الأقل، يندرج تحت أطر يغلب عليها « التهويل» الذي تتعدد مراميه تبعا للقائم بالفعل، فإن من شأن ذلك أن يرخي بظلال سوداء على ذهنية باتت ترى نفسها على حواف «الوجود». لم يكن الاهتمام الحكومي متناسبا مع ما يجري على الأرض، وإذا ما شكل حضور وزير الطوارئ، رائد صالح، أمرا بالغ الأهمية من الناحية المعنوية، فإن الأداء الذي ظهر على طواقم الإطفاء العائدة لوزارته كان مشوبا بقلة الخبرة، الأمر الذي دعا الكثير من الأهالي لدعوة «الطواقم القديمة» التي تتمتع بخبرات لم يكن من «الحصافة الاستغناء عنها» وفقا لهؤلاء، في إشارة إلى التغييرات التي حصلت داخل الدفاع المدني، والتي قادت للاستغناء عن جل خبراته، وعلى الرغم من أن صالح كان قد أكد في تغريدة له على منصة « X،» في اليوم الخامس، إن «فرقا إطفاء تركية وأردنية تشاركان في عمليات الإطفاء، وبدعم جوي من الطائرات السورية والتركية والأردنية واللبنانية»، إلا إن النتائج، التي ظهرت في غضون اليومين التاليين لتلك المشاركة، لم تشر إلى كثير جدوى، فالنار لا تزال تتمدد، بل وتتخذ مسارات تهدد بالاتساع أكثر، واللافت في الأمر هو أن الطيران الروسي، الرابض على أرض «قاعدة حميميم»، لم يظهر أي نوع من الاهتمام بما يجري، وذاك وحده فعل كفيل بإثارة الكثير من إشارات الاستفهام، خصوصا أن القاعدة مجهزة بطيران مخصص لإطفاء الحرائق، وفي اتصال للـ«الديار» مع عدد من السوريين العاملين بالقاعدة أكد هؤلاء «وجود ثلاث طائرات مخصصة لإطفاء الحرائق الكبرى، إحداها تصل حمولتها إلى 40 ألف لتر ماء، وهي تستطيع ملئ خزاناتها خلال فترة لا تتعدى 30 ثانية». باتت «آلام» الساحل أكبر من أن يتم التعاطي معها عبر «الاعتذار»، من نوع الذي حدث بعد «مجازر الساحل»، أو عبر «التهدئة»، والوعود «بمعالجة الأمر»، من نوع الذي يحدث بعد كل إعلان عن عملية خطف، فكيف والأمر إذا ما بلغ هذه المرة «الجذور»، التي يسعى البعض إلى تقطيعها وصولا إلى اقتلاعها، أقله من منظور الغالبية الساحقة لأهل الساحل، أما عملية «إثبات العكس» فإنها، حتما، مسؤولية السلطة التي لم تنجح، عبر أي من خطواتها، في دحض ما «يتراءى» لهؤلاء، بل، ولربما، لم تحاول.

نائبًا عن الإمام الأكبر.. رئيس جامعة الأزهر يشارك في مؤتمر مكافحة كراهية الإسلام بجامعة الدول العربية
نائبًا عن الإمام الأكبر.. رئيس جامعة الأزهر يشارك في مؤتمر مكافحة كراهية الإسلام بجامعة الدول العربية

صدى البلد

timeمنذ 2 ساعات

  • صدى البلد

نائبًا عن الإمام الأكبر.. رئيس جامعة الأزهر يشارك في مؤتمر مكافحة كراهية الإسلام بجامعة الدول العربية

شارك الدكتور سلامة جمعة داود، رئيس جامعة الأزهر، نائبًا عن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، في فعاليات المؤتمر الدولي لمكافحة كراهية الإسلام الذي عقد في جامعة الدول العربية تحت شعار: "الإسلاموفوبيا: المفهوم والممارسة في ظل الأوضاع العالمية الحالية" بحضور الدكتورة نهلة الصعيدي، مستشار فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر لشئون الوافدين، والدكتور خالد عباس، عميد كلية اللغات والترجمة، والدكتورة أنوار عثمان، عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر. ونقل رئيس جامعة الأزهر للحضور تحيات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، حفظه الله تعالى، وأشار إلى أن الإسلاموفوبيا تعني خوف البعض من الإسلام وكراهيته، وهو خوف على غير أساس؛ نتج عنه ممارسات بالتمييز والإقصاء، ويطوي وراءه أيضًا إدانةَ الإسلام وتاريخه، وإنكارَ وجودِ المعتدلين من المسلمين مع أنهم هم الأغلبية، والتعصبَ الأعمى ضد الإسلام والمسلمين؛ ونتج عنه أيضا التصدي للصراعات التي يكون المسلمون طرفا فيها على أنهم السبب في هذا الصراع، ونتج عنه أيضًا شن الحرب ضد المسلمين. وبيَّن رئيس جامعة الأزهر أن بداية استخدام هذا المصطلح كان في أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات من القرن العشرين، ولكنه كثر وشاع بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001م. وأوضح رئيس جامعة الأزهر أن من أهم وسائل مكافحة الإسلاموفوبيا دمج المسلمين في المجتمعات التي يعيشون فيها بحيث يكونون أفرادًا فيها ويشعرون أنهم مواطنون لهم ما لأهل البلاد التي يعيشون فيها وعليهم ما عليهم، وليسوا أقليات منبوذة، مشيرًا إلى أن هذا الدمج يخول لهم المشاركة في الحياة السياسية في الغرب، ويكون لهم دور مؤثر في تنمية مجتمعاتهم وينخرطون في الحياة العامة، وأن يصبح لهم وزن في الحياة. وأوضح رئيس جامعة الأزهر أن هذا الدمج من شأنه أن يجعلهم قوة لهذه البلاد التي يأمنون فيها على أنفسهم وأولادهم وأموالهم، وأن يطرد عنهم الشعور بكثير من المعاني السلبية التي تبعث في نفوسهم الاضطهاد والكراهية وأنهم غير مرغوب فيهم في هذه البلاد، وهذا الدمج أصل أرسى دعائمه الإسلام ونزل به قرآن يتلى إلى يوم القيامة، قال الله جل وعلا: ﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾ (الممتحنة 8)، ذكرت الآية الكريمة أن من يعيش معكم أيها المؤمنون في أوطانكم أو في غيرها في أمن وسلام، ولم يقم بالاعتداء عليكم وقتالكم ولم يخرجكم من دياركم فعليكم العيش معهم في سلام وعليكم برّهم ومودتهم والتعامل معهم بالكرم والإحسان، وهذا أصل عظيم وضعه القرآن الكريم في تعامل المسلمين مع غيرهم ممن ليسوا على دينهم ولم يقوموا بالعدوان عليهم، ولا تجد أوسع من كلمة «البر» بما تنطوي عليه من جميع خصال الخير والإحسان والمودة والرحمة؛ وليس هذا دمجًا لهم في المجتمع فقط، بل يزيد على ذلك إحسان المعاملة وتبادل المشاعر النبيلة التي تبني جسور المودة فتذوبُ معها وتتلاشى هذه الكلماتُ البغيضة التي صارت مصطلحات ثابتة في اللغات العالمية؛ مثل: «التمييز العنصري» و«كراهية الآخر» و«الفوبيا» أو «الخوف والذعر من الآخر»، إلى آخر هذه العائلة البغيضة الكريهة من المصطلحات التي عشنا معها سنوات طويلة حتى ألفناها على الرغم من نكارتها وما فيها من إشعال نيران الكراهية التي توقد الحروب وتحرق أغصان السلام. كما أوضح رئيس جامعة الأزهر أن صحيفة المدينة المنورة تعد أول دستور مدني في تاريخ المسلمين؛ فقد هاجر الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة المنورة وكان يسكنها قبيلتا الأوس والخزرج، وكانت بينهما حروب لا تنقطع، فلما آمنوا بالرسول -صلى الله عليه وسلم- ودخلوا في الإسلام ونصروا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سماهم: «الأنصار»، وهناك ثلاث قبائل من اليهود كانت تسكن المدينة؛ وهم: بنو قريظة وبنو النضير وبنو قينقاع، فكتب -صلى الله عليه وسلم- صحيفة المدينة لتنظم علاقة المسلمين بغيرهم من اليهود وتحقق التعايش السلمي بين سكانها، وكان من بنودها: «أنه من تبعنا من يهود فإن له النصر والأسوة غير مظلومين ولا متناصَر عليهم، وأن على اليهود نفقتَهم وعلى المسلمين نفقتَهم، وأن بينهم النصرَ على من حارب أهلَ هذه الصحيفة، وأن بينهم النصحَ والنصيحةَ والبرَّ دون الإثم» وبهذا دمج الرسول -صلى الله عليه وسلم- اليهود ليعيشوا مع المسلمين في المدينة في سماء واحدة تظلهم، وفي ظلال النصح والنصيحة والبر، حتى نقضوا العهد وظاهروا المشركين في قتالهم ضد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فدارت الدائرة عليهم وأخرجوا أنفسهم من ديارهم. وعدد رئيس جامعة الأزهر أن من أهم وسائل مكافحة الإسلاموفوبيا وضع منصات تخاطب الإعلام والتعليم في المجتمعات الغربية يكون هدف هذه المنصات تصحيحَ المعلومات المغلوطة التي تنتشر في الإعلام والتعليم الغربي عن الإسلام والمسلمين، وإمدادهم بالمعلومات الصحيحة عبر برامج هادفة؛ فإن ما لا يقل عن 75% من الإعلام الغربي موجه بشكل واضح ضد الإسلام والمسلمين. وأشار رئيس جامعة الأزهر إلى أن الإسلام تعرض لحملات جائرة في الغرب أدى إلى خوف غير مبرر من الإسلام والمسلمين، والتصدي لهذه المعلومات لتصحيح صورة الإسلام والمسلمين ينبغي أن يكون بالحجة والحكمة والموعظة الحسنة والاعتماد على الحقائق والأساليب الإبداعية غير التقليدية من الفنون والمعارض وغيرها ليكون لها صدى مؤثر في الإقناع؛ وهذا الأمر ليس سهلًا؛ بل يحتاج إلى إرادة وعزم وجهد كبير وصبر طويل واستمرار. وقال رئيس جامعة الأزهر: إن فضيلة الشيخ محمود شلتوت -رحمه الله- كان يرى أنه على الرغم من انتشار الإسلام عبر القرون المتطاولة فإن الغربيين في أوروبا وأمريكا من أهل الفترة؛ لأن الإسلام لم يصل بعضهم أو وصلهم بصورة مغلوطة غير صحيحة فلم يؤمنوا به، وأن من يصله الإسلام منهم بصورة صحيحة ويكون أهلًا للفهم فإنه يدخل فيه عن حب وطواعية واختيار. وبيَّن رئيس جامعة الأزهر أن من أهم وسائل مكافحة الإسلاموفوبيا نشر النماذج الإيجابية للتعامل الحسن والإيجابي للغربيين مع الإسلام، كما في النمسا وبلجيكا؛ ففي النمسا اعتراف دستوري واضح بالإسلام؛ حيث يتم تدريسه كأحد الأديان الرسمية للدولة، كما أن بلجيكا اعترفت بالإسلام كثقافة من ثقافات المجتمع مما يسمح بتعليم قواعد الدين الإسلامي، بجانب ذلك فإن من أهم وسائل مكافحة الإسلاموفوبيا جمع الجهود الكثيرة للمسلمين في مواجهة هذه الظاهرة تحت مظلة واحدة، وتوحيد هذه الجهود؛ لأن هناك حالة من الانفصام وعدم الربط بين أصحاب الجهود المقاومة لظواهر الإسلاموفوبيا بحيث يعمل كل منهم بصورة منفردة، فإذا أمكن جمعُها أمكن الاستفادة منها بصورة أفضل، وأمكن التنسيق وتوزيع المهام والأدوار بشكل أفضل بما يحقق نجاحا أكبر في مكافحة الإسلاموفوبيا. كما أوضح رئيس جامعة الأزهر أن حاجتنا إلى أن نفهم الآخرين مثلُ حاجة الآخرين إلى أن يفهمونا، وهذا الفهم هو السبيل إلى إقامة جسور من الحوار والتعارف كما قال ربنا: ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ (الحجرات 13). وأقتبس كلمة فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، في الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة الإسلاموفوبيا: «إن هذه الظاهرة لم تكن إلا نتاجًا لجهل بحقيقة هذا الدين العظيم وسماحته، ومحاولات متعمدة لتشويه مبادئه التي قوامها السلام والعيش المشترك، وتلك نتيجة طبيعية لحملات إعلامية وخطابات يمينية متطرفة، ظلت لفترات طويلة تصور الإسلام على أنه دين عنف وتطرف، في كذبة هي الأكبر في التاريخ المعاصر؛ استنادًا لتفسيرات خاطئة واستغلال ماكر خبيث لعمليات عسكرية بشعة اقترفتها جماعات بعيدة كل البعد عن الإسلام، وكيف لهذا الدين الذي هدفه العدل والإنصاف أن ينقلب إلى دين يدعو إلى التطرف والإرهاب والعنف والدماء؟ أليس من حق هذا الدين أن يسمى باسمه الحقيقي الذي أراده الله -تعالى- له في الآية السابقة، وهو دين التعارف والتسامح والرحمة والتعاون؟». واستعرض رئيس الجامعة جهود الازهر الشريف في نشر الوسطية والاعتدال قائلًا: إن الأزهر الشريف هو منبر الوسطية والاعتدال يقوم على نشر الدين الإسلامي بتعاليمه الصحيحة، والحوار بين الأديان وتصحيح المفاهيم المغلوطة، وجعل الأزهر الشريف ذلك في مناهجه الدراسية، وأنشأ مرصد الأزهر باللغات الأجنبية لمكافحة التطرف ونشر الفهم الصحيح للإسلام، ومن مفاخره تلك الوثيقة المهمة، وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقعها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف والبابا فرانسيس بابا الفاتيكان، واعترفت بها الأمم المتحدة، وأنشأ بيت العائلة المصري بالتعاون مع الكنيسة المصرية لتعزيز الوحدة الوطنية في مصر، وغير ذلك من الإسهامات المهمة في نشر ثقافة التسامح والتعايش السلمي مع الآخرين. واستنكر رئيس جامعة الأزهر أن يعم السلام الاجتماعي هذا المجتمع العالمي الواحد وهناك شعب ضعيف مظلوم تم احتلال أرضه وقتلُ أبنائه وهَدْمُ مساجده وكنائسه على مرأى ومسمع من العالم كلِّه؛ واستشهد منه عشرات الآلاف أكثرهم من الأطفال والنساء الذين لا ذنب لهم، وجرح منه عشرات الآلاف، ودُمِّرَت دوره ومستشفياته ومدارسه وجامعاتُه وتعرض لإبادة جماعية؟ إنه الشعبُ الفلسطيني في محنته التي يعيشها ويصطلي بلظاها ليلًا ونهارًا، والتي تشهد أن العدوان على المسلمين ومقدساتهم هو منطق القوة المتغطرسة التي يعامل بها المسلمون، قال تعالى: ﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ (الحج 39 ، 40).

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store