
حماس تساوم على السلاح.. وواشنطن تصطدم بشرط الدولة
وفي تل أبيب، وعقب لقائه بعائلات الرهائن، قال ويتكوف إن الحديث عن وجود مجاعة في غزة "مبالغ فيه"، مشيرًا فقط إلى "نقص حاد في الغذاء". وهو ما وصفته حماس بـ"محاولة لتلميع صورة إسرائيل"، معتبرة أن الزيارة كانت "مسرحية"، تهدف إلى خلق انطباع زائف حول الجهود الإنسانية الإسرائيلية.
حماس: لا تسليم للسلاح دون دولة
في رد مباشر وسريع، شددت حركة حماس على أن سلاحها "خط أحمر"، ولن يتم التخلي عنه إلا في إطار تسوية تفضي إلى إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة على حدود 1967.
وأصدرت الحركة بيانًا اعتبرت فيه أن تصريحات ويتكوف "تشويه متعمد للمواقف"، وأن ما تم تداوله لم يُطرح أساسًا في مفاوضات وقف إطلاق النار.
كما اتهمت حماس المبعوث الأميركي بـ"الانحياز الكامل للرواية الإسرائيلية"، معتبرة أن تصريحاته "تمس بمصداقية الدور الأميركي" وتفشل أي وساطة محتملة في المستقبل.
وفي حديثه إلى برنامج "التاسعة" على سكاي نيوز عربية، قال إبراهيم المدهون، مدير مؤسسة "فيميد" الفلسطينية للإعلام، إن ويتكوف "أخطأ حين حمّل حماس مسؤولية فشل المفاوضات"، متهمًا إياه بالانخراط في "دعاية رخيصة للمؤسسة الإسرائيلية".
المدهون رأى أن المبعوث الأميركي "يتماهى مع الرؤية الإسرائيلية" ولا يمكن أن يلعب دور الوسيط، مؤكدًا أن "الحديث عن السلاح لم يُطرح في أي مفاوضات رسمية أو غير رسمية"، وأن ما نقله الوسطاء "كان شفوياً وغير موثق".
وأضاف أن ويتكوف "تحدث باسم حماس دون تفويض أو اتصال بالحركة"، معتبرًا أن تصريحاته "مشوشة وغير دقيقة"، وأنه "أدار المفاوضات بطريقة فاشلة" دفعت حماس إلى إعلان تعليقها للمحادثات إلى حين إنهاء المجاعة في غزة.
تأتي هذه التصريحات في وقت حرج تعيد فيه الإدارة الأميركية، بقيادة دونالد ترامب ، النظر في مقاربتها للملف الفلسطيني – الإسرائيلي. فقد كشف موقع أكسيوس أن وزير الخارجية ماركو روبيو أبلغ عائلات الرهائن الإسرائيليين أن البيت الأبيض يبحث عن "خيارات جديدة" بعد ستة أشهر من فشل المفاوضات.
وبينما تُتهم واشنطن بعدم الحياد، كشفت التطورات الدبلوماسية الأخيرة أن الولايات المتحدة باتت "معزولة" في ملف غزة ، خاصة بعد مؤتمر نيويورك الذي دعت إليه فرنسا والسعودية، حيث برز إجماع دولي متزايد على ضرورة الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وأكد المدهون أن اسرائيل"فشلت في الحسم العسكري"، وتلجأ حاليًا إلى "سيف التجويع" لتركيع سكان غزة، وهو ما يعرقل – بحسب رأيه – أي مفاوضات واقعية، في ظل وضع إنساني كارثي لا يمكن القفز عليه.
وأضاف أن حماس لن تعود إلى طاولة المفاوضات طالما استمر الحصار والجوع، مشيرًا إلى أن الحركة "اضطرت للانخراط في مفاوضات بضغط أميركي، لكنها لن تُقدّم تنازلات مجانية".
برأي المدهون، فإن سلوك الإدارة الأميركية أضر كثيرًا بالموقف التفاوضي، ودفع دولًا أخرى إلى التحرك بمفردها خارج العباءة الأميركية، معتبرًا أن مؤتمر نيويورك "قد يهدد المسار الأميركي بالكامل"، ويكشف عجز واشنطن عن تأمين اتفاق وقف إطلاق نار حقيقي.
وفيما تعوّل حماس على صمودها الداخلي وتأييد الشارع الفلسطيني، فإن الحركة تدرك أيضًا – كما قال المدهون – أن "عدالة القضية الفلسطينية، وتضحيات الشعب، حرّكت الرأي العام العالمي"، ودفعت باتجاه إعادة طرح مشروع الدولة الفلسطينية.
ما بين اتهامات "بالمسرحية" وردود "مشروطة"، يطفو مجددًا سؤال محوري: هل الولايات المتحدة تسعى فعلًا إلى وقف الحرب أم إلى فرض شروط استسلام على حماس؟
المواقف المتضاربة، وتصريحات ويتكوف، تؤكد أن الطريق إلى تسوية حقيقية ما زال بعيدًا، طالما أن السيف الاقتصادي ما يزال مشرعًا في وجه غزة، وطالما أن الوسيط الأميركي لا يتحدث بلغة الحياد، بل بلغة الاحتلال، كما عبّر عنها المدهون.
في ظل الانقسامات الحادة، تبدو واشنطن أمام تحدي إعادة تعريف دورها في الملف الفلسطيني، وتجاوز حالة "العزلة السياسية" التي أشار إليها تقرير أكسيوس. أما حماس، فهي تربط مصير سلاحها بمستقبل الدولة، وترفض أن يُطرح الملف العسكري خارج إطار حل سياسي شامل.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البوابة
منذ ساعة واحدة
- البوابة
أستراليا تخصص 20 مليون دولار إضافية لتخفيف الأزمة الإنسانية في غزة
أعلنت الحكومة الأسترالية تخصيص 20 مليون دولار إضافية لدعم المنظمات الإنسانية العاملة في قطاع غزة، في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية الناتجة عن استمرار الحرب. وقالت وزيرة الخارجية الأسترالية، بيني وونج، إن هذا التمويل يهدف إلى تمكين المنظمات الدولية التي تمتلك القدرة على الاستجابة السريعة، من إيصال الغذاء والإمدادات الطبية والدعم المنقذ للحياة، خصوصًا للنساء والأطفال في غزة. وأشارت وونج إلى أن إجمالي المساعدات الإنسانية التي قدمتها أستراليا للمدنيين في غزة ولبنان منذ 7 أكتوبر 2023 بلغ أكثر من 130 مليون دولار، مؤكدة دعم بلادها للجهود الدولية الرامية إلى تخفيف معاناة المدنيين. وجددت وزيرة الخارجية دعوة أستراليا لإسرائيل بالسماح "بوصول المساعدات الإنسانية بشكل فوري ودون عوائق" إلى القطاع المحاصر، حيث تتفاقم أوضاع الجوع وسوء التغذية بشكل غير مسبوق. وكانت وزارة الصحة في غزة قد أعلنت، يوم الأحد، عن وفاة ستة أشخاص خلال 24 ساعة بسبب الجوع، ما رفع حصيلة الوفيات الناتجة عن سوء التغذية منذ بداية الحرب إلى 175 شخصًا، بينهم 93 طفلًا. وتواجه غزة أزمة إنسانية حادة، وسط تحذيرات متكررة من منظمات الإغاثة الدولية من مجاعة وشيكة، خاصة بعد أن أغلقت إسرائيل المعابر بشكل كامل في مارس الماضي، قبل أن تعيد فتحها جزئيًا في مايو مع فرض قيود مشددة. في المقابل، تنفي الحكومة الإسرائيلية حدوث مجاعة في غزة، وتلقي باللوم على الأمم المتحدة وحركة حماس في عرقلة إيصال المساعدات إلى المدنيين، وهو ما نفته الأخيرة. وردًا على تصاعد الضغوط الدولية، أعلنت إسرائيل مؤخرًا عن إجراءات جديدة لتسهيل دخول المساعدات، من بينها وقف القتال في بعض المناطق خلال أوقات محددة، والموافقة على عمليات إنزال جوي، وتحديد ممرات آمنة للقوافل الإنسانية. غير أن وكالات الأمم المتحدة شددت على أن هذه التدابير غير كافية، مؤكدة أن إدخال المساعدات عبر البر والوصول الآمن إلى المناطق المتضررة يظل السبيل الوحيد لمنع تفاقم الكارثة الإنسانية في القطاع.

سكاي نيوز عربية
منذ ساعة واحدة
- سكاي نيوز عربية
أكسيوس: نتنياهو يدفع باتجاه توسيع العمل العسكري في غزة
ونقل الموقع عن مصدر سياسي قوله إن " نتنياهو يعمل على تحرير الأسرى المحتجزين لدى حماس بالتوازي مع حسم عسكري". وأوضح المصدر أن نتنياهو يقوم بذلك لأنه لأنه يعتقد أن حماس غير معنية بصفقة. وأشار المصدر إلى أنه سيتم إدخال مساعدات إنسانية إلى المناطق الواقعة خارج مناطق القتال، وبقدر الإمكان إلى المناطق الخارجة عن سيطرة حماس. قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، الأحد، أن المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف"وقع في فخ نتنياهو"، مؤكدة أن ترامب هو القادر على إجبار إسرائيل على توقيع صفقة إطلاق سراح الرهائن وإنهاء الأزمة. وأوضحت أن وعود ويتكوف الكبرى تبددت، بعد 6 أشهر من توليه لمنصب المبعوث الخاص لترامب إلى الشرق الأوسط. وذكرت "هآرتس" أن نتنياهو يسعى لإطالة أمد الحرب في غزة، عبر وضع شروطا يعلم أن حماس سترفضها. وأشارت إلى أن ويتكوف بدأ مهمته بحيوية استثنائية، ورأى في الشأن الدبلوماسي صفقات عقارية يجب إتمامها، وهو ما تحقق في اتفاق يناير الذي لم يكن ليوقّع لولا جهده. وأضافت "هآرتس": "لكن عدم سيطرته على التفاصيل الدقيقة، وجهله بتكتيكات الخداع التي يتبعها نتنياهو، وعدم فهمه العميق للمنطقة، كلها عوامل تسببت في سقوطه منذ ذلك الحين". وأوضحت أن مخططات ويتكوف بشأن وقف إطلاق النار الجزئي، وصفقات إطلاق سراح الرهائن انهارت. في اجتماعه مع عائلات الرهائن السبت، فاجأ ويتكوف الجميع حين قال إن حماس وافقت على التخلي عن السلاح. لكن حماس سارعت إلى نفي ادعاءات ويتكوف، وأكدت أنها لن تتخلى عن سلاحها قبل إقامة دولة فلسطينية مستقلة. ولفتت "هآرتس" إلى أن تصريحات ويتكوف جاءت في محاولة منه لرفع معنويات العائلات، كما أن تصريحاته تشير إلى أن الولايات المتحدة تخلت عن استراتيجية الاتفاقات التدريجية، وتسعى إلى إنهاء الحرب بخطوة واحدة. ووفقا للصحيفة فإن زيارة ويتكوف كانت تهدف إلى الترويج لمبادرة إنسانية بديلة، وهذا يعني، أن الولايات المتحدة بصدد سحب ملف المساعدات الإنسانية من يد وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، لتتولى إدارته بنفسها. من جهة أخرى، ترى الصحيفة أنه لا يمكن لويتكوف إلا أن يلوم ترامب الذي أطلق العنان لفكرة الهجرة الطوعية، فقد أثار بذلك شهية اليمين المتطرف الذي يعرف أين يضغط على نتنياهو، بحسب ما ذكرته الصحيفة الإسرائيلية نفسها.


سكاي نيوز عربية
منذ ساعة واحدة
- سكاي نيوز عربية
صدمة غزة دفعت جنود إسرائيليين للانتحار.. والرقم كبير
وقال مسؤول كبير في الجيش الإسرائيلي لقناة "كان" الإسرائيلية إن "معظم حالات الانتحار نتجت عن الواقع المعقد الذي خلقته الحرب... للحرب عواقب". وبحسب أرقام أوردتها قناة 12 الإسرائيلية ، يوم الاثنين الماضي، فقد انتحر 16 جنديا على الأقل منذ بداية عام 2025، وهو عدد لا يشمل الجنود الاحتياطيين الذين لم يكونوا في الخدمة الفعلية وقت وفاتهم. وذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" العبرية أن حالات الانتحار ناجمة عن الصدمات النفسية الناتجة عن طول أمد الحرب، والفترات الطويلة التي يقضيها الجنود في ساحة القتال، إلى جانب المشاهد المروعة وفقدان الأصدقاء. وأشار "تايمز أوف إسرائيل" إلى أن الجيش الإسرائيلي لا ينشر بيانات رسمية عن حالات الانتحار إلا مرة واحدة في السنة. وأوضحت أن الأرقام المبلغ عنها تظهر ارتفاع حالات الانتحار، إذ سجل في سنة 2024 وفاة 21 جنديا منتحرا، وهو أعلى عدد سنوي منذ عقد. أما في سنة 2023 فقد أبلغ عن 17 حالة انتحار بين صفوف الجيش الإسرائيلي، بعد 7 أكتوبر. وحذر مسؤولون إسرائيليون من أن عدد المنتحرين قد يتفاقم إذا فشل الجيش الإسرائيلي في معالجة العبء النفسي الذي يعود به الجنود من ساحة الحرب، وفقا لذات الصحيفة. وذكرت تقارير أن الجيش وسع التدريب المخصص للقادة لمساعدتهم على رصد علامات الضيق النفسي لدى الجنود، كما رفع عدد الضباط النفسيين بمقدار 200 لجند الخدمة الفعلية و600 للاحتياطيين، بالإضافة إلى نحو 1000 ضابط كانوا في الخدمة منذ بداية الحرب.