logo
سيــاسـة نـووية حكيـمة.. !

سيــاسـة نـووية حكيـمة.. !

عكاظمنذ 2 أيام
يحظر المجتمع الدولي على دول العالم «غير النووية»؛ ومنها الدول العربية، حتى دراسة الفيزياء والكيمياء والهندسة النووية، كي لا يستغلوا معرفتهم في هذه العلوم لإنتاج أسلحة دمار شامل، وبخاصة الأسلحة النووية... وهناك تشدد أكبر تجاه العرب... لأن ما يعتمل في صدور العرب من غبن وقهر تجاه الصهاينة (يدركه ساسة أمريكا) قد يدفع العرب -أو بعضهم- لاستخدام هذه المعرفة ضد عدوهم الألد (سيما أن هذا العدو يشهر نفس السلاح ضدهم)... ففي ذلك تهديد (خطير) لـ«أمن إسرائيل»...!! كما يقولون.
إن من عجائب، ومظالم، العلاقات الدولية، في العصر الحديث والمعاصر، أن تضع دولة عظمى (أمريكا) كل ثقلها... لكي تضمن «تفوق» وهيمنة دويلة عدوانية مصطنعة (إسرائيل) في كل المجالات، ومنها التسلح بكل أنواع الأسلحة الإستراتيجية، وفى ذات الوقت، تعمل كل ما بوسعها لإضعاف الطرف الآخر (العرب) والحيلولة دون نهوضه... حتى لا يهدد «أمن» إسرائيل... وحتى تمسي بلاده لقمة سائغة للإمبريالية، والصهيونية، وأطماعهما الاستعمارية البغيضة.
وتتجلى هذه العجيبة في: فلسطين والعراق، وسوريا، وغيرها. كما تتجلى بوضوح أكبر في: مسالة التسلح النووي. ففي الوقت الذي يسمح فيه لإسرائيل -بل وتقدم لها كل المساندة الممكنة- بامتلاك حوالي 200 رأس نووي، ووسائل حملها وقذفها في دائرة كبرى... تكاد تغطي كل العالم العربي، من المحيط الى الخليج، فإن أمريكا -وإسرائيل- تقيم الدنيا ولا تقعدها إن شرعت إحدى الدول العربية في أبحاث نووية، أو فكرت في امتلاك بنية نووية للأغراض السلمية!
*****
لقد امتلكت إسرائيل قوة نووية ضاربة، بدعم غربي وأمريكي تقني وسياسي شامل. وما زالت إسرائيل ترفض حتى مجرد خضوع منشآتها النووية للتفتيش الدولي، وتصر -بصفاقة ووقاحة غير مسبوقة- على عدم الانضمام إلى «اتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية» (NPT) وتسخر من كل المحاولات العربية (والإقليمية والدولية) الرامية لإقامة «منطقة شرق أوسط خالية من السلاح النووي» (MENFZ).
أما العرب، فقد وقعوا الاتفاقية المذكورة، وصادقوا عليها، دولة بعد أخرى. ومع ذلك، ما زالت بعض الأوساط الأمريكية تعمل على: ضمان خلو العالم العربي من أي معرفة نووية تقنية تذكر. ورأينا ما عملته أمريكا تجاه العراق (بإيعاز من الدوائر الصهيونية) لمجرد أنه كان لديه بعض العلماء القادرين على تطوير سلاح نووي، والذين قتلتهم إسرائيل، أثناء الغزو الأمريكي للعراق... ومجرد إمكانية حيازة العراق للخيار النووي، في المدى الطويل.
****
وتثار من حين لأخر، أقاويل من قبل بعض وسائل الإعلام الأمريكية المتصهينة، بأن المملكة، أو دولة عربية أخرى، لديها منشآت ومواد نووية خطرة، وأنه ينبغي إخلاؤها من هذه التقنية، ومنعها من امتلاك بنية نووية سلمية. وهي أكذوبة... لم يكن هدفها سوى حجب الأنظار عن إمكانيات إسرائيل النووية.
وقد تعامل المسؤولون السعوديون مع هذه الأكاذيب بحكمة وواقعية... أخرست تلك الأبواق، وأحرجت الصهاينة. وقد أكد هؤلاء المسؤولون حق المملكة في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، وعدم وجود أي رغبة في امتلاك قوة، أو إمكانية نووية عسكرية، وانعدام الرغبة المطلقة في التسلح النووي، خاصة وأن المملكة وقعت وصادقت على اتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية، وغيرها. كما لفتوا الأنظار إلى إسرائيل، وموقفها المشين في المسألة النووية. فالمملكة هي في طليعة الدول الداعية لاستخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية فقط. ومما يبرهن حسن نواياها أكثر، في هذا الصدد، قيامها (بتاريخ 16/‏6/‏ 2005م) بتوقيع اتفاق الضمانات، وبروتوكول الكميات الصغيرة، المنبثقة عن اتفاقية حظر الانتشار النووي.
****
أن السياسة النووية السعودية الراهنة جيدة، وإيجابية، وملائمة، – بصفة عامة – للأوضاع النووية والسياسية، المحلية والإقليمية والعالمية. وفيها الكثير من الحكمة، والتأكيد على أن المملكة دولة محبة للسلام. ومن ناحية أخرى، يبدو أننا – كمواطنين- نتمنى ألا تكون «البنية النووية» السعودية - أي: مجموع العلماء والتقنيين، والمنشآت النووية – معدومة، أو ضئيلة جدا. ونتمنى أن يسعى لتطويرها، ودعمها دائما... لتتلاءم والمستوى العلمي والتقني الذي وصلت إليه البلاد، وأن يستمر هدفها – كما هو حاليا – هو: استغلال القوة النووية للأغراض السلمية المختلفة، ومنها: توليد الطاقة وتحلية المياه، وشق الطرق، والتطبيب... الخ.
أما الخيار النووي العسكري، فإن المملكة قد استبعدته تماما. ولكن إصرار بعض المعادين المحتملين على تملك هذا الخيار، وفي مقدمتهم إسرائيل وإيران (وهما على مشارف الحدود السعودية) ربما يجعل من المنطقي إعادة النظر في هذا الاستبعاد – فيما بعد – خاصة إذا لم يتم التوصل إلى السلام العادل المنشود بالمنطقة.
أخبار ذات صلة
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"يديعوت أحرونوت": ترامب أبلغ نتنياهو دعمه لعملية عسكرية شاملة ضد حماس في غزة
"يديعوت أحرونوت": ترامب أبلغ نتنياهو دعمه لعملية عسكرية شاملة ضد حماس في غزة

مباشر

timeمنذ ساعة واحدة

  • مباشر

"يديعوت أحرونوت": ترامب أبلغ نتنياهو دعمه لعملية عسكرية شاملة ضد حماس في غزة

مباشر: ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، نقلًا عن مسؤولين في حكومة الاحتلال، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بموافقته على شن عملية عسكرية ضد حركة حماس في قطاع غزة. وأوضح المسؤولون، أن القرار بشأن العملية العسكرية قد تم اتخاذه بالفعل، وأن إسرائيل تتجه نحو تنفيذ هجوم شامل يستهدف السيطرة الكاملة على القطاع وإنهاء وجود حماس. وأشاروا، إلى أن العمليات العسكرية ستشمل مناطق يُعتقد بوجود رهائن فيها، مؤكدين أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي قد يُطلب منه الاستقالة إذا رفض تنفيذ العملية. ولم يستبعد المسؤولون، أن يكون هذا التحرك جزءًا من تكتيك تفاوضي يهدف إلى الضغط على حماس في مفاوضات التهدئة وتبادل الأسرى. حمل تطبيق معلومات مباشر الآن ليصلك كل جديد من خلال آبل ستور أو جوجل بلاي للتداول والاستثمار في البورصة المصرية اضغط هنا تابعوا آخر أخبار البورصة والاقتصاد عبر قناتنا على تليجرام لمتابعة قناتنا الرسمية على يوتيوب اضغط هنا لمتابعة آخر أخبار البنوك السعودية.. تابع مباشر بنوك السعودية.. اضغط هنا

إعلام إسرائيلي: نتنياهو يدرس توسيع العملية العسكرية بغزة وسط تضارب بشأن القرار
إعلام إسرائيلي: نتنياهو يدرس توسيع العملية العسكرية بغزة وسط تضارب بشأن القرار

مباشر

timeمنذ ساعة واحدة

  • مباشر

إعلام إسرائيلي: نتنياهو يدرس توسيع العملية العسكرية بغزة وسط تضارب بشأن القرار

مباشر: ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الإثنين، أن رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو اتخذ قرارًا بتوسيع العملية العسكرية في قطاع غزة، مع نية لاحتلال أجزاء من القطاع. ونقلت وسائل الإعلام عن مصادر مقربة من نتنياهو أن لديه توجهًا لاحتلال كامل لقطاع غزة، في ظل استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية، وفقا لقناة "القاهرة الإخبارية". وفي المقابل، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤول سياسي قوله إن "القرار النهائي بشأن احتلال غزة لم يُتخذ بعد"، مؤكدًا أن المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية هو الجهة المخوّلة باتخاذ مثل هذا القرار. ويأتي هذا التطور في وقت تتصاعد فيه التوترات في قطاع غزة، وسط دعوات دولية متزايدة لوقف إطلاق النار وتجنب مزيد من التصعيد العسكري. حمل تطبيق معلومات مباشر الآن ليصلك كل جديد من خلال آبل ستور أو جوجل بلاي للتداول والاستثمار في البورصة المصرية اضغط هنا تابعوا آخر أخبار البورصة والاقتصاد عبر قناتنا على تليجرام لمتابعة قناتنا الرسمية على يوتيوب اضغط هنا لمتابعة آخر أخبار البنوك السعودية.. تابع مباشر بنوك السعودية.. اضغط هنا لمتابعة آخر أخبار البنوك المصرية.. تابع مباشر بنوك مصر.. اضغط هنا

عائلات الأسرى الإسرائيليين: حكومة نتنياهو أحبطت صفقات لإنقاذ أبنائنا
عائلات الأسرى الإسرائيليين: حكومة نتنياهو أحبطت صفقات لإنقاذ أبنائنا

عكاظ

timeمنذ ساعة واحدة

  • عكاظ

عائلات الأسرى الإسرائيليين: حكومة نتنياهو أحبطت صفقات لإنقاذ أبنائنا

هاجم منتدى عائلات الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة اليوم (الإثنين) الحكومة الإسرائيلية، مؤكداً أنها تعمدت إحباط أي صفقة لإنقاذ الأسرى وسعت لتضليل الجمهور، رغم إمكانية إعادتهم. وأوضح المنتدى في بيان أنه كان بالإمكان التوصل إلى اتفاق شامل لإعادة الرهائن، وهو أمر ثابت لا لبس فيه، لكن الحكومة تعمدت وبقصد مبيت إحباط صفقات إنقاذ الرهائن، بينما كانت تضلل الجمهور، رغم أن كبار المسؤولين الأمنيين قدموا للحكومة مراراً وتكراراً خيارات قابلة للتطبيق، من شأنها أن تسمح بإعادة جميع الرهائن إلى وطنهم وإخضاع حركة حماس. وقال المنتدى: لقد رفضت الحكومة، وأحبطت وفوّتت كل فرصة لإعادة الرهائن، الحكومة مسؤولة عن الإحباطات المتكررة، مبيناً أن عشرات الرهائن قُتلوا في الأسر بانتظار صفقة لم تكن الحكومة الإسرائيلية تنوي أبداً المضي فيها، مؤكدين أن عائلات 50 رهينة تنتظر إعادة أحبائهم إلى ديارهم، لإعادة تأهيل الأحياء ودفن القتلى. وأشارت عائلات الرهائن إلى أن 50 جندياً قُتلوا منذ نهاية الصفقة السابقة بلا مقابل سواء إنجازات عسكرية أو عودة الرهائن، وجاء البيان بعد دقائق قليلة من نشر وسائل إعلام إسرائيلية تصريحات لمسؤولين تشير إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اتخذ قراراً باحتلال قطاع غزة وتنفيذ عمليات واسعة داخله حتى في المناطق التي يُتوقع وجود رهائن فيها. أخبار ذات صلة

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store