
غزة فرصة ترامب الوحيدة
وبشكل بدا لافتا للغاية، أصبح ترامب مهتما وحريصا على تأمين حياة أهل غزة، بعد أن طرح، وبقوة خيار تهجيرهم في الأسابيع الأولى من حكمه، وهدد بفتح أبواب الجحيم إن لم يقبلوا بشروطه للحل في غزة.
ليس مرد هذا الاهتمام، حرص ترامب على غزة، التي لم ير فيها سوى مشروع عقاري، ومنتجع لأثرياء العالم، حال تهجير أهلها. ترامب رغب منذ عودته للبيت الأبيض بتكريس نفسه كرجل سلام، يستحق نيل جائزة نوبل للسلام، إلى جانب دعوة علنية أطلقها وصارت برنامجا لولاياته الثانية، مفادها، وضع مصلحة أميركا أولا، وفك ارتباطها مع أزمات العالم ومشاكله التي لا تنتهي، مشهرا شعار السلام بالقوة إذا تطلبت مصلحة أميركا ذلك.
لكن ترامب أخفق في تحقيق أمانيه كرجل سلام، لا بل اضطر لاستخدام القوة العسكرية، لنجدة حليفه الإسرائيلي في حربه على إيران.
وعد ترامب خلال حملته الانتخابية بوقف الحرب الروسية الأوكرانية، في أول يوم عمل له بالبيت الأبيض. بعد مرور نحو ستة أشهر، يبدو أن اليأس قد ملأ قلبه بعد فشل كل جهوده وجهود مبعوثيه في دفع الطرفين لوقف النار وبدء محادثات سلام. بعد آخر اتصال هاتفي، قبل أيام، مع صديقه بوتين، عبر ترامب عن استيائه الكبير من مجريات المحادثة الهاتفية.
ظل ترامب طوال الأشهر التي انقضت من عهده بالبيت الأبيض يتودد لبوتين ويمتدح قيادته وشخصيته، وأكثر من ذلك، انحاز بشكل شبه كلي لموقف موسكو من الصراع مع أوكرانيا، وعبر عن نقمته واحتقاره للرئيس الأوكراني، حد طرده من البيت الأبيض، غير أن كل هذا لم يبدل من الوضع القائم.
الفشل يلازم مساعي ترامب في أوكرانيا، ويبدو أن المرحلة المقبلة ستشهد، تراجعا للجهود الدبلوماسية الأميركية في ملف الحرب الأوكرانية.
العلاقة مع إيران والمحاولات الأميركية لفتح قنوات الدبلوماسية، تصطدم بحالة من الغضب في طهران. القيادة الإيرانية لم تتعاف بعد من صدمة الحرب، والغضب يملأ صدر المرشد الأعلى، بعد التدخل الأميركي الضارب والخاطف في الحرب، خلافا لما كان يعد فيه مسارات المفاوضات في مسقط وروما.
يدرك أركان إدارة ترامب أن القيادة الإيرانية المتشددة، تحتاج لوقت كي تقف على قدميها، وتقنع شعبها بجدوى العودة للدبلوماسية من جديد.
فرصة ترامب لتحقيق اختراق سلمي مع إيران غير متاحة في الوقت الحالي، وربما في المستقبل، بالنظر لتشدد الحليف الإسرائيلي، وإصراره على ضرب طهران كلما رفعت رأسها.
الفرصة الوحيدة المتاحة لترامب، ليظهر كصانع سلام في الوقت الحالي، هي الضغط وبقوة لوقف إطلاق النار في غزة. نوافذ السلام مغلقة في أوكرانيا وإيران، والنافذة الوحيدة المفتوحة هي غزة. الوقت مناسب لإسرائيل أيضا، فلم يعد هناك أهداف في غزة تستحق القصف. حلفاء أميركا في المنطقة انهكتهم الحرب وهم بحاجة لوقف هذه الكارثة.
الأهم أهل غزة، هي فرصتهم لوقف شلال الدم، ينبغي على حماس والوسطاء عدم إضاعتها.
ترامب ومعه كل الأطراف بحاجة لوقف إطلاق النار في غزة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

سرايا الإخبارية
منذ 21 دقائق
- سرايا الإخبارية
خولة كامل الكردي تكتب: عصر الحروب الاستعراضية
بقلم : خولة كامل الكردي توقفت حرب الإثنى عشر يوماً التي شنتها دولة الاحتلال ضد إيران، خلف ذريعة امتلاك إيران سلاحاً نوويا وزيادة تخصيب اليورانيوم لتطوير قنبلة نووية، انتهت الحرب فيما هو ظاهر الآن وخرج نتنياهو ليسوق الانجازات التي أحرزها جيشه «الهمام» كما يدعي في استهداف منشآت إيران النووية وتأخيرها لسنوات عديدة، متبجحا بنصر أحرزه ضد محور الشر، ومتفاخرا بالقضاء على قدرات إيران النووية والتسليحية، ولم يكن الرئيس الأميركي ترامب بمعزل عن استعراض قوة الضربة الجوية الأميركية على مفاعل فوردو، ظهر مبكراً ليعلن هزيمة إيران وتدمير برنامجها النووي، متباهيا بعدم قدرة إيران على استعادة برنامجها النووي وتطويره لعقود. وما يثير السخرية تلك المعلومات التي سربتها وسائل إعلام أميركية سي إن إن الإخبارية ونيويورك تايمز، بأن الضربة الجوية الأميركية والمفترض أنها استخدمت قاذفات 57 تحملها طائرة تعرف «يوم القيامة» قد أدت المهمة على على أكمل وجه، حديث يفتقد إلى الكثير من المصداقية وتنقصه المعلومات ونسبة الضرر منخفضة، فثارت ثائرة إدارة ترامب في محاولة للدفاع عن الهجمات الجوية ومدى نجاعتها وروعة المقاتلين الأميركيين! يشي بأن الولايات المتحدة الأميركية ما فتئت منذ بزوغ نجم قوتها كقوة مهيمنة على العالم عقب أفول نجم «بريطانيا العظمى» في تسخير الإعلام الأميركي لبث الرعب والخوف في قلوب الأعداء، فما حدث من دفاع مستميت من قبل ترامب وإدارته عن الهجمات الأمريكية ضد إيران لتبرير أكذوبة النصر التي ادعاها، وتلك هي عادة الولايات المتحدة الأمريكية وحليفها في المنطقة الكيان المحتل، والواقع يدحض ادعاءات احتكار النصر، فقد سجل تاريخ الحروب الحديثة في معركة الكرامة كيف مرغ الجيش الأردني البطل أنوف الجنود الصهاينة في التراب، في وقت عانى فيه العرب من عقدة الهزيمة أمام الجيش الصهيوني فترة من الزمن، فجاءت حرب الكرامة لتهشم أسطورة الجيش الذي لا يقهر، وأعادت الأمل لقلوب الكثيرين من العرب بأن النصر ليس مستحيلاً ولا صعباً، لكنه يريد رجالاً قابضين على جمر الحق، مؤمنين بحتمية النصر، وإزاحة شبح الهزيمة الذي لاحق الجيوش العربية سنوات طويلة. وعلى المقلب الآخر وبالنسبة للهجمات التي شنتها «إسرائيل» على إيران، فلم تكن سوى استعراض هزيل لا يخلو من شعور حكومة نتنياهو بالعجز أمام ضربات الصواريخ الإيرانية في قلب تل أبيب، وكلٌّ يستعرض بطولاته في حرب بات يشك العالم بحقيقة نتائجها وآثارها على الجمهورية الإيرانية، وحسبها كانت مجرد حرب عبثية، لم يجن منها ترامب وحليفه الفاشل نتنياهو إلا مزيداً من نفخ العضلات والتباهي الفارغ وموت الأبرياء وإشاعة الفوضى في المنطقة، تمهيداً لشرق أوسط جديد لا توجد إلا في خيالات نتنياهو البائس.


رؤيا نيوز
منذ 3 ساعات
- رؤيا نيوز
ترامب: 'فرصة جيدة' لاتفاق لوقف إطلاق النار بغزة هذا الأسبوع
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأحد إن هناك 'فرصة جيدة' للتوصل إلى اتفاق بشأن هدنة في غزة 'خلال هذا الأسبوع'، وذلك قبل اجتماعه المرتقب في واشنطن مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وصرّح ترامب للصحافيين في نيوجيرسي قبل صعوده طائرته عائدا إلى واشنطن قائلا: 'أعتقد أن هناك فرصة جيدة للتوصل إلى اتفاق مع حماس خلال هذا الأسبوع'. وأضاف ترامب أن مثل هذا الاتفاق يعني أنه من الممكن تحرير 'عدد لا بأس به من الرهائن'. وأكد نتنياهو، الأحد، أن اللقاء مع ترامب، الإثنين في واشنطن، قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بشأن غزة. وأوضح نتنياهو قبيل مغادرته إلى العاصمة الأميركية واشنطن للقاء ترامب 'أعتقد أن النقاش مع الرئيس ترامب سيساهم بالتأكيد في تحقيق هذه النتائج'. وشدد نتنياهو على تمسك حكومته بأهدافها فيما يتعلق بعودة الرهائن والقضاء على تهديد حماس، مشيرا إلى أن الوفد الإسرائيلي المفاوض في محادثات وقف إطلاق النار يحمل 'تعليمات واضحة' لإنجاز اتفاق وفق الشروط التي وافقت عليها إسرائيل. وأكد نتنياهو تصميم حكومته على 'ضمان عودة جميع الرهائن إلى إسرائيل، وإزالة تهديد حماس من قطاع غزة'، قائلا: 'مصممون على إعادة كل المختطفين الإسرائيليين، ولن يكون لحماس مكان في غزة مستقبلا'. وتزداد الضغوط على نتنياهو للاتفاق على وقف دائم لإطلاق النار وإنهاء الحرب في غزة، وهي خطوة يعارضها بعض الأعضاء المتشددين في الائتلاف اليميني الحاكم بينما يدعمها آخرون منهم وزير الخارجية جدعون ساعر. وبدأت في قطر الأحد مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحركة 'حماس' للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح رهائن في غزة، وفق ما أفاد مصدر فلسطيني مطّلع لوكالة فرانس برس. وذكر المصدر أن 'المفاوضات تدور حول آليات التنفيذ' للاتفاق المحتمل و'تبادل الأسرى'، موضحا أنها بدأت على الساعة 18:30 بتوقيت غرينيتش ويتم خلالها 'تبادل المواقف والإجابات عبر الوسطاء'.


رؤيا نيوز
منذ 3 ساعات
- رؤيا نيوز
من يعيق خطة التحديث الاقتصادي؟
اذا اعتبرنا أن تصريحات الرئيس جعفر حسان القوية حول إلزامية التنفيذ الجاد لخطة التحديث الاقتصادي إشارة تحذير لكل من يحاول بقصد او من دون قصد إعاقة الخطة نستطيع ان نضع أصابعنا على مراكز القوى التي تشكل المعيقات. نعم هناك مراكز قوى ترغب في تثبيت الأمر الواقع ووراء ذلك اسباباً عدة . الأول وهو الاحتفاظ بالسلطة والنفوذ ومما لا شك فيه انه كلما مضت الخطة كلما احتاج الأمر إلى تغيير أدواتها . اما الثاني فهو التمسك بالمكتسبات في حدود الدوائر المستفيدة منها والحقيقة انه كلما مضت الخطة قدما كما توسعت قاعدة المستفيدين من المكتسبات وكلما نقصت مكتسبات المستفيدين من سقفها المنخفض. اما الثالث فهو ما يتعلق بالموظفين انفسهم على اختلاف درجاتهم الوظيفية حيث يتنافس هؤلاء فيما يتهم على الإمساك بالنفوذ وسلطة اتخاذ القرار وهو ما يظهر بوضوح في كم التعليمات والأنظمة التي يطرحها هؤلاء بدعوى تنظيم العمل والإجراءات وهي افضل وسيلة لإعاقة اتخاذ القرار الصحيح. لا أظن ان الرئيس حسان معجبا بنسبة الإنجاز التي وصلت اليها الخطة وإلا لما واصل الطرق على جدار الخزان كلما لاحت له فرصة. بلغت نسبة إنجاز أولويات البرنامج التنفيذي لرؤية التحديث الاقتصادي في الأردن 28.8% حتى بداية شهر مايو 2025، وفقًا لتقرير صادر عن الحكومة. هذا يشمل إنجاز 28.8% من 545 أولوية تم تحديدها في البرنامج التنفيذي منذ بدء تنفيذه في بداية عام 2023. لكن ثمة أسباب ربما اكثر جوهرية وراء ذلك كله، هو لا شك يكمن في تلك الفجوة التي ما زالت قائمة بين الوزراء والحلقات الإدارية الادنى والسباق هو فيمن يملك القدرة على التأثير في القرار وأيضاً في أخذ الخطة بالجدية اللازمة وليس هذا فحسب بل في الفجوة بين الموظفين انفسهم على اختلاف درجاتهم في فهم الخطة وأهدافها والحكم المسبق على نتائجها بالفشل لكن بعض من عموم الموظفين ومرة أخرى على اختلاف درجاتهم الوظيفية يراهنون تغيير الوزير او حتى رحيل الحكومة للتخفف من ضغوط تنفيذ الخطة فالحفاظ على الوضع الراهن يستمر في التغطية والتعمية عن معايير الكفاءة والقدرة على التنفيذ ويستسلم براحة تامة للروتين المرغوب به. نعم على الوزير ان يتدخل بأدق التفاصيل في وزارته وفي كل موظف يعمل في الوزارة لكن هل يحدث هذا فعلا؟. لا شك ان بعض الوزراء تخلوا عن مسؤولياتهم لموظفين من الدرجة الادنى بزعم تفويض الصلاحيات احيانا وتوزيع المسؤليات مرة ومرة خشية الاتهام بالتفرد بالسلطة وقد غفلوا تماما بان الحكومة لا تدار من قبل احزاب او هيئات منتخبة. هذا كله يعود بنا إلى السؤال عن مساءلة الموظف ومتابعة ما تكلف به في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي وتحقيق أهدافها وبرامجها. الإشارة لرئيس الوزراء كانت واضحة فهناك تعليمات أو أنظمة أو قوانين تشكل عائقا أمام القطاع الخاص وتحقيق النمو الاقتصادي وبدلا من تقليصها نجد أن بعض الوزارات والدوائر تستفيض بالمزيد منها.. اليس في ذلك تراكما للمعيقات؟. إذا كانت رؤية التحديث الاقتصادي مبنية على تمكين القطاع الخاص وإنجاحه، باعتبارها وظيفة الحكومة فلماذا تستثنى بعض الوزارات القطاع الخاص من المشاركة في قراراتها؟. لكن لا بد من الإقرار هنا بان القطاع الخاص ما زال ضعيفا تحكم أقطابه مصالح واهداف لا يرغبون بخسارتها وتضررها وهو ما ينعكس على نوعية وشكل مشاركتهم وتمثيلهم لقطاعاتهم في صياغة القرارات والإجراءات، وهي حالة تراكمت على وقع سنوات طويلة من التفرد بالقرار والتلويح بالعقاب والحفاظ على المصالح الخاصة!.