
هل انهارت مفاوضات الدوحة؟
ليست المرة التي يعلن فيها الوسيط الأميركي انسحابه من مفاوضات الهدنة في غزة. فقد سبق أن فعلها المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف من قبل، وخرج الرئيس الأميركي دونالد ترامب من بعد ليتوعد بفتح أبواب الجحيم في غزة.يبدو أن مبعوث ترامب، لجأ لنفس الحيلة هذه المرة، بإعلان انسحاب واشنطن من مفاوضات الدوحة، بعد جولة استمرت نحو ثلاثة أسابيع. ترامب كرر نفس السيناريو، إذا خرج بتصريحات يهدد فيها بالموت والدمار، ويحث إسرائيل على التحرك للقضاء على حركة حماس.لكن الأمر مختلف هذه المرة، فقد بدا أن جميع الأطراف بمن فيهم إسرائيل قد فوجئوا بإعلان ويتكوف الانسحاب من المفاوضات. صحيح أن حكومة نتنياهو كانت قد أعلنت سحب طاقمها من الدوحة، لكنها أعلنت أن هدف الخطوة، التشاور، بالنظر لاقتراب المفاوضات من مرحلة الحسم النهائي.واللافت أيضا أن إعلان ويتكوف، جاء بعد اجتماع منسق في مدينة سردينيا مع رئيس الوزراء القطري، ووزير نتنياهو الأكثر قربا، رون ديرمر، وسط انطباع كان سائدا بأن اللقاء يمهد لإعلان وشيك عن هدنة في غزة.ولقد تردد الحديث عن الاتفاق الوشيك على ألسنة المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين خلال الأيام الماضية مرات عديدة.ووسط حيرة المراقبين في تفسير سر الانقلاب في الموقف الأميركي، لم يتأخر التوضيح من جانب مسؤولين إسرائيليين، ومقربين من دائرة ترامب. بوضوح بالغ صرح أكثر من مسؤول إسرائيلي، إن هدف الخطوة الأميركية الضغط على حماس للموافقة على الصيغة المقدمة من الوسطاء. وجاء التأكيد الأهم على صحة هذا التقدير من طرف المبعوث الأميركي بشارة بحبح، الذي قال لقناة العربية إن "ويتكوف انحاز لنتنياهو ربما كوسيلة ضغط على حماس"!ما من شك أن حركة حماس المضطربة داخليا، قد تلكأت في الرد على مقترحات الوسطاء لاعتبارات تتعلق بصعوبات التواصل مع القيادات الميدانية في غزة، وما تسرب من معلومات عن خلافات بين القيادات في الدوحة وغزة، حول شروط الهدنة ووقف إطلاق النار.لكن هذا العامل لم يكن حاسما لجهة إفشال حماس لمفاوضات الدوحة، نظرا للوضع الكارثي الذي يعيشه سكان القطاع، وما تتحمله الحركة من مسؤولية عما آلت إليه الأوضاع هناك. وحاجتها الماسة لوقف فوري لإطلاق النار، ودخول المساعدات الإنسانية للتخفيف من الأزمة تلام عليها.نتنياهو لم يكن تحت ضغوط داخلية تستدعي تدخلا أميركا لمساعدته، وحركة حماس لم تعد تملك قدرة واسعة على المناورة تسمح لها برفض اتفاق تدعمه قطر ومصر والولايات المتحدة، وقيادات الحركة في الدوحة. فلماذا إذن اتخذ ويتكوف هذا الموقف المتهور، وأهدر فرصة كانت وشيكة لتسجيل نجاح دبلوماسي لإدارة صديقه ترامب؟!قد لا تعدو الخطوة الأميركية، مجرد استعراض إعلامي، لتسريع المفاوضات، خاصة وأن المبعوث الأميركي مثل رئيسه سرعان ما يصاب بالملل من الدبلوماسية المتأنية، وجولات التفاوض. وقد ظهر ذلك جليا في ملف الأزمة الأوكرانية الروسية، حيث لم يعد ويتكوف يكترث فيها مع أنه عين في الأصل مبعوثا خاصا بهذا الملف.المرجح وفق، مراقبين، أن تصريحات ترامب وويتكوف عن الانسحاب من المفاوضات، مجرد كلام يتطاير في الهواء مثل كثير من تصريحات ترامب التي لا تتوقف على مدار الساعة. وأن المفاوضين سيعودون إلى الدوحة من جديد، هذا إن غادروها أصلا.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

السوسنة
منذ ساعة واحدة
- السوسنة
ترامب يحدد مهلة قصيرة لبوتين لإنهاء حرب أوكرانيا
السوسنة - أعلن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، الاثنين، أنه سيمنح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مهلة تتراوح بين "10 إلى 20 يومًا" لإنهاء الحرب في أوكرانيا، مقلّصًا بذلك المهلة التي تحدث عنها سابقًا وكانت تبلغ 50 يومًا.وجاء تصريح ترامب خلال لقائه مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في مدينة تورنبري الاسكتلندية، حيث قال للصحفيين: "سأحدد مهلة نهائية جديدة تبلغ نحو 10 أيام أو 20 يوما اعتبارًا من اليوم. لا داعي للانتظار. لا نرى أي تقدّم يتحقق".وتأتي هذه التصريحات ضمن سلسلة مواقف يطلقها ترامب بشأن الحرب الروسية الأوكرانية، في حال عودته إلى البيت الأبيض. اقرأ أيضاً:


رؤيا نيوز
منذ ساعة واحدة
- رؤيا نيوز
كيس طحين واحد يدخل قد ينقذ حياة مواطن فلسطيني أفضل من المواقف الكلامية والتشكيك
في ظل تصاعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة واستمرار حرب الإبادة ضد المدنيين الفلسطينيين، يبرز الدور الأردني الرسمي والشعبي كواحد من أكثر المواقف ثباتاً والتزاماً تجاه دعم الأشقاء الفلسطينيين. هذا الدور، الذي يتجلى في الدعوات المتكررة لوقف فوري لإطلاق النار، ورفض محاولات تهجير الفلسطينيين، والمطالبة المستمرة بحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، يجب أن يُفهم ضمن سياق وطني متماسك يتطلب الحذر من الإشاعات وتعزيز مناخ الحريات كخط دفاع أول عن الموقف الوطني. منذ بدء العدوان على غزة، لم تتوقف الجهود الأردنية على المستوى الرسمي عن التحرك في كافة الاتجاهات السياسية والإنسانية. فقد نفذت القوات المسلحة الأردنية عشرات الإنزالات الجوية لإيصال المساعدات الطبية والإنسانية إلى القطاع، في ظروف غاية في التعقيد والخطورة، الى جانب بقاء المستشفى الميداني الأردني فاعلا يقدم العون على مدار سنوات. كما واصلت قوافل المساعدات البرية التابعة للهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية الدخول إلى غزة ، حاملة معها الدعم الغذائي والطبي. هذه الجهود لم تكن موسمية أو عابرة، بل تمثل استمراراً لموقف أردني ثابت يرى في دعم صمود الشعب الفلسطيني مسؤولية قومية وأخلاقية وإنسانية. فكيس طحين واحد يدخل قد ينقذ حياة مواطن فلسطيني وهذا أفضل من المواقف الكلامية والتشكيك, على المستوى السياسي، يتمسك الأردن برؤيته الثابتة التي ترتكز على ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية. وهذا الموقف يتجدد باستمرار في كل المحافل الدولية، كما جاء في كلمات الملك عبد الله الثاني، التي حذرت من انفجار الأوضاع ما لم يتم التوصل إلى حل سياسي شامل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني ويضع حداً للاحتلال. في مواجهة كل هذه الجهود، تظهر موجات من الإشاعات التي تهدف إلى النيل من الموقف الأردني أو التشويش عليه، عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو منصات مشبوهة. هنا تبرز الحاجة إلى التماسك الداخلي، وتعزيز الثقة بالمؤسسات الوطنية، ورفع الوعي لدى المواطنين، لعدم الانجرار خلف الحملات المغرضة. فالإشاعة لطالما كانت أداة خطيرة لزعزعة الاستقرار، وتفكيك الجبهات الداخلية، وهو ما يجب التنبه له خاصة في فترات الأزمات الوطنية أو الإقليمية الكبرى. من المهم التأكيد أن أقوى سلاح لمواجهة الإشاعات لا يتمثل فقط في نفيها، بل في تعزيز الحريات العامة وفتح فضاءات النقاش والتعبير، ما يسمح بتداول المعلومات من مصادر موثوقة ويُضعف من فرص تمدد الروايات المضللة. إن وجود إعلام مهني ومسؤول، وسقف مرتفع من حرية التعبير، هو ما يشكل المناعة الحقيقية لأي مجتمع يريد أن يبقى متماسكاً في وجه التحديات. الحراك الشعبي الأردني الداعم لغزة، والذي ظهر في المسيرات والمبادرات والتبرعات، يعكس وجداناً جمعياً يرفض الظلم ويؤمن بعدالة القضية الفلسطينية. وهو حراك يجب دعمه وضمان استمراريته، لا فقط لأبعاده السياسية، بل لما يمثله من تلاحم وطني وإنساني بين مكونات المجتمع الأردني كافة. وفي الوقت الذي تشتد فيه المحنة على أهلنا في غزة، فإن الأردنيين – شعباً ودولة – يثبتون مرة أخرى أن دعم فلسطين ليس شعاراً، بل نهج متجذر في الثقافة السياسية والاجتماعية للدولة. غير أن الحفاظ على هذا النهج يتطلب وعياً جماعياً، وإصراراً على الوحدة، وحماية للمجال العام من الإشاعة والتشكيك. إن التماسك الداخلي ليس ترفاً في مثل هذه اللحظات، بل ضرورة وطنية توازي في أهميتها الدعم الميداني والدبلوماسي. وتعزيز الحريات ليس مناقضاً للاستقرار، بل هو بوابته الحقيقية، خاصة حين يتعلق الأمر بقضية تمس الضمير الأردني الجمعي كما هو الحال في غزة. معركة الوعي لا تقل أهمية عن أي موقف سياسي أو إجراء إنساني، وهي معركة يجب أن تُخاض بكل شجاعة، وبمشاركة كافة المؤسسات والمواطنين، لضمان بقاء الأردن سنداً حقيقياً لفلسطين، وقوة مستقرة في وجه محاولات الإرباك والتشويش.


الرأي
منذ ساعة واحدة
- الرأي
ترامب: الاتحاد الأوروبي سيرسل المزيد من المساعدات لغزة
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاثنين، إن الاتحاد الأوروبي سيرسل المزيد من المساعدات إلى قطاع غزة مضيفا أنه يعتزم طلب المساعدة من رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر. وأضاف ترامب، في تعليقات أدلى بها إلى جانب ستارمر في اسكتلندا، أنه تحدث إلى مسؤولين إسرائيليين وأخبرهم أنهم ربما يحتاجون إلى اتباع نهج مختلف. كما قال إنه قرر تقليص مهلة الخمسين يوما التي منحها لروسيا والمتعلقة بحربها في أوكرانيا، مبديا خيبة أمله في الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وأضاف ترامب متحدثا إلى جانب ستارمر قبل اجتماعهما في اسكتلندا "أشعر بخيبة أمل في الرئيس بوتين. سأقلص الخمسين يوما التي منحته إياها إلى رقم أقل". ولم يحدد ترامب مهلة جديدة.