
الأطفال يستطيعون التعلم بدايةً من عمر 8 أشهر
أوضح الباحثون ان التكيف مع التغيير يُعد سمة أساسية للتعليم واكتساب المهارات. ولمعرفة بداية العمر الذي يبدأ فيه الأطفال في التكيف مع المتغيرات المختلفة طوَّروا آلية دقيقة لجهاز معين قادر على تتبع حجم حدقة العين، ثم بعد ذلك عرضوا لعبةً تتضمن صوراً لوحش ملوَّن يظهر على جوانب مختلفة من شاشة أمام مجموعة من الرضَّع بشكل متسق أو عشوائي. واستخدموا جهاز تتبع العين لمعرفة أماكن نظر الأطفال وكيفية استجابة حدقات عيونهم.
مع تكرار عرض الصور بدأ الأطفال في التنبؤ بالمكان التالي لظهور الوحش، وكلما تغيَّر مكان الوحش إلى الجهة المقابلة من الشاشة بشكل متكرر قام الأطفال بتحديث توقعاتهم والنظر إلى المكان المنتظر للوحش، وعندما بقي الوحش في مكان واحد فقط من دون حركة تعلموا توقع وجوده هناك، مما يعني أن الأطفال يمكنهم تعلم التكيف بمرونة مع تغير الظروف.
عن طريق الجهاز الذي يرصد تغير حجم حدقة العين عند التفاعل مع الصور، تمكَّن العلماء من معرفة العواطف المختلفة للرضع في مواجهة ظروف جديدة مثل الأطفال الأكبر عمراً وحتى البالغين. وعلى سبيل المثال قبل ظهور الوحش أشار حجم حدقة العين الذي تم قياسه إلى مدى شعور الأطفال بالتوتر وعدم اليقين. وبعد عرض الصور المختلفة للوحش مباشرةً أظهر حجم حدقة العين مدى دهشتهم تماماً مثل ما يحدث للأطفال خلال الدراسة النظامية.
طلب الباحثون من الآباء إكمال استبيان عن مزاج أطفالهم بشكل عام لمعرفة ردود الفعل تبعاً لشخصية كل رضيع، وتضمنت الأسئلة مقاييس نفسية معينة لمعرفة مدى قدرة الطفل على الهدوء أو الحفاظ على تركيزه وعدد مرات إظهاره للفرح أو الحماس ومدى سهولة انزعاجه.
وأظهرت الدراسة أن الأطفال يستجيبون بشكل مختلف للتغيرات في الوسط المحيط بهم، حيث يبالغ بعضهم في رد فعله تجاه تقلبات بيئية صغيرة فيما يقوم الآخرون بإغفال تقلبات مهمة، مما يعكس الكيفية التي يتعامل بها كل طفل مع تلك التغيرات.
تبعاً لإجابة الآباء على الاستبيان عن الطبيعة العاطفية لكل طفل، كان الأطفال الذين أظهروا مبالغة في ردود الأفعال مع تغير المؤثرات المختلفة، هم الذين واجهوا صعوبة أكبر في تنظيم انفعالاتهم كما وجدوا صعوبة في تهدئة أنفسهم والحفاظ على هدوئهم، كما أظهر هؤلاء الأطفال علامات أقل من المشاعر الإيجابية مثل الابتسام والمرح.
في المقابل كان الأطفال الذين تفاعلوا مع تغيرات الوسط المحيط المختلفة بهدوء أفضل في تنظيم انفعالاتهم العاطفية، وكان سلوكهم أكثر مرحاً وتفاعلاً، مما يشير إلى أن طريقة إدراك الطفل للتغيير تشكل بالفعل أسلوبه العاطفي في الحياة اليومية.
وأكد الباحثون أن الفروق الفردية في التعامل مع تغيرات الوسط المحيط المختلفة التي تم رصدها في عمر مبكر جداً من الحياة، توضح أن التباين في هذه القدرة موجود منذ الصغر، وأن هذه الاختلافات تؤثر بالضرورة على النمو النفسي والاجتماعي منذ الطفولة المبكرة، وهو الأمر الذي يجب أن يدركه جميع المحيطين بالطفل خصوصاً المعلمين في المدارس، ولذلك تجب معرفة الخلفية العاطفية والنفسية لكل طالب يتعثر في الدراسة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة سبق
منذ ساعة واحدة
- صحيفة سبق
حظر الهواتف الذكية يعزز التركيز ويحسّن المناخ الدراسي في المدارس الهولندية
أظهرت دراسة حكومية في هولندا أن حظر الهواتف الذكية في المدارس منذ يناير 2024 ساهم في تحسين تركيز الطلاب وتعزيز المناخ الاجتماعي داخل الفصول الدراسية. ووفقًا للدراسة، فإن الإرشادات الوطنية الداعية لحظر استخدام الهواتف لاقت امتثالًا كبيرًا، حيث تُلزم ثلثي المدارس الثانوية الطلاب بترك أجهزتهم في المنازل أو وضعها في خزائن. وأشار الباحث في معهد كونستام، الدكتور ألكسندر كريبل، إلى أن أحد أبرز التغيرات تمثل في تزايد التفاعل المباشر بين الطلاب وغياب السلوكيات المرتبطة باستخدام الهواتف مثل التقاط الصور خلسة. كما أكدت المتحدثة باسم مجلس التعليم الثانوي، فرييا سيما، أن المخاوف الأولية من صعوبة تنفيذ الحظر لم تتحقق، في ظل رضا مشترك بين الطلاب والمعلمين والأهالي. ووفقًا لنتائج استطلاع شمل مئات المدارس وقادة المؤسسات التعليمية، أفادت 75% من المدارس الثانوية بارتفاع تركيز الطلاب، فيما أشار 59% إلى تحسن المناخ الاجتماعي، و28% إلى تحسن في الأداء الأكاديمي. وفي المدارس الخاصة، حيث يُسمح باستخدام بعض الأجهزة التعليمية، رأت نصف المدارس أن للحظر أثرًا إيجابيًا، وفق ما نقله اليوم موقع "euronews". وأكدت وزيرة التعليم الابتدائي والثانوي، ماري بول، أن الحظر أسهم في تسهيل تطبيق الانضباط داخل الصفوف، خاصة للمعلمين الأقل خبرة.


الشرق السعودية
منذ 6 ساعات
- الشرق السعودية
دراسة هولندية: حظر الهواتف الذكية في المدارس يحسن من التركيز
خلصت دراسة أجريت بتكليف من الحكومة الهولندية إلى أن حظر الهواتف المحمولة، والأجهزة الإلكترونية الأخرى في المدارس الهولندية أدى إلى تحسين التركيز بين الطلاب. وذكر 75% من طلاب المدارس الثانوية التي شملتها الدراسة والبالغ عددها 317 مدرسة ثانوية أن الحظر كان له تأثير إيجابي على تركيز الطلاب، بالإضافة إلى ذلك، لاحظ ما يقرب من ثلثي الطلاب تحسناً في المناخ الاجتماعي داخل مدارسهم، ولاحظ ثلثهم تحسناً في الأداء الأكاديمي بين الطلاب. وقالت مارييل بول وزيرة الدولة للتعليم الابتدائي والثانوي: "إلهاء أقل وانتباه أكثر للدرس وطلاب أكثر اجتماعية.. عدم وجود المزيد من الهواتف المحمولة في الفصول الدراسية له آثار إيجابية رائعة". بدأ تطبيق الحظر منذ أول يناير 2024، وينطبق أيضاً على المدارس الابتدائية. عادة ما يبدأ الطلاب في إحضار الهواتف إلى المدرسة فقط في السنوات الأخيرة من المرحلة الابتدائية، وكشف المسح الذي صدرت نتائجه في وقت متأخر من يوم الخميس أن التأثير في هذه المرحلة ضئيل. وتسمح معظم المدارس باستثناءات للأجهزة اللازمة للدعم الطبي، مثل أجهزة السمع المتصلة بهاتف محمول.

العربية
منذ 6 ساعات
- العربية
حظر الهواتف الذكية في مدارس هولندا يعزز التركيز ويحسّن الأداء الدراسي
وجدت دراسةٌ أُجريت بتكليفٍ من الحكومة الهولندية أن حظر الهواتف المحمولة والأجهزة الإلكترونية الأخرى في المدارس الهولندية حسّن تركيز الطلاب. وأفادت ثلاثة أرباع المدارس الثانوية الـ 317 التي شملها الاستطلاع بأن الحظر كان له تأثيرٌ إيجابي على تركيز الطلاب. بالإضافة إلى ذلك، لاحظ ما يقرب من ثلثي هذه المدارس تحسنًا في المناخ الاجتماعي، ولاحظ ثلثٌ آخر تحسنًا في الأداء الأكاديمي للطلاب. وسائل التواصل الاجتماعي مواقع التواصل فرنسا تسعى لحظر مواقع التواصل لمن دون 15 عامًا بعد حادثة طعن في مدرسة وقالت وزيرة الدولة للتعليم الابتدائي والثانوي، مارييل بول: "تشتيت أقل، وتركيز أكبر (أثناء) الدرس، وطلاب اجتماعيون أكثر. عدم وجود هواتف محمولة في الفصول الدراسية له آثار إيجابية رائعة. من الجيد أن المدارس تبذل جهودًا حثيثة في هذا الصدد"، بحسب رويترز. ويُطبق الحظر منذ الأول من يناير 2024، وينطبق أيضًا على المدارس الابتدائية. وعادةً، لا يبدأ الطلاب بإحضار هواتفهم إلى المدرسة إلا في السنوات الأخيرة من المرحلة الابتدائية، وقد وجد الاستطلاع، الذي نُشر في وقتٍ متأخر من يوم الخميس، أن التأثير في تلك المرحلة كان ضئيلًا. وتسمح معظم المدارس باستثناءاتٍ للأجهزة اللازمة للدعم الطبي، مثل أجهزة السمع المتصلة بجهاز محمول.